نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (31)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: إشارة الى بعض المراتب الكلية واصطلاحات الطائفة فيها.

    قبل أن ادخل في بيان بعض هذه الاصطلاحات والمراد منها, لابد أن نلخص ما تقدم في الفصل الاول, وخلاصة ما يريد بيانه القيصري في الفصل الاول هو إثبات الوحدة الشخصية للوجود وان الوجود حقيقة واحدة شخصية, في قبال المشائين الذين اعتقدوا أن متن الاعيان حقائق متعددة الآن أما متباينة وأما متغاير, وفي قبال الحكمة المتعالية التي تعتقد أن هذه الحقيقة الواحدة مشككة رفض العارف أن تكون هذه الحقيقة مشككة.

    وهذا ما بيناه مفصلا في الابحاث السابقة في أن الحكمة المتعالية تشترك مع النظرية العرفانية في شيء وتختلف عنها في شيء آخر, أما جهة الاتفاق فان النظرية العرفانية تعتقد أن الوجود واحد حقيقة والحكمة المتعالية أيضاً تعتقد أن الوجود واحد حقيقة, اذن حقيقة الوجود واحدة عند العرفاء وعند الحكمة المتعالية, ولكن جهة الاختلاف أن الحكمة المتعالية ترى أن هذه الحقيقة مشككة بخلاف العارف فانه لا يرى أن هذه الحقيقة مشككة بل يرى أن مظاهرها وشؤونها مشككة.

    اذن في العرفان توجد عندنا مسألة الوجود مشكك او لا توجد؟ لا توجد ولكنه في الفلسفة في الحكمة المتعالية توجد عندنا مسألة ما هي؟

    إثبات التشكيك الخاصي للوجود بما هو وجود يعني حقيقة الوجود الواحدة, ما ادري ترون بأنه كيف انه المباني الفلسفية والمباني العرفانية تؤثر على طرح المسألة انه كيف تطرح او لا تطرح, هذا أولا.

    ثانيا: البحث عن أن مفهوم الوجود مشترك معنوي او ليس مشتركا معنويا, في الحكمة المتعالية في الحكمة المشائية لها مجال, لماذا؟ باعتبار انه يوجد عندنا تعدد وجودي أما تعدد تبايني على مباني المشائين وأما تعدد بحسب المراتب على مبنى الحكمة المتعالية ولكن وجودات متعددة, الآن نسأل يضع يدنا على هذا نقول وجود هذا وجود هذا وجود, يأتي هذا التساؤل وهو أن الوجود مشترك معنوي او مشترك لفظي؟ على مبنى العرفاء هذه المسألة لها مجال او لا مجال لها؟ لا مجال لها لماذا؟

    لأنه لا توجد عندنا وجودات متعددة لنبحث أن صدق مفهوم الوجود عليها هل هو بنحو الاشتراك المعنوي او بنحو الاشتراك اللفظي؟ هل هو تواطي او هو مشكك, هذا كلام المشائين له مجال هنا او لا مجال له؟ لا مجال لماذا؟

    لأنه لا يوجد معروض متعدد, المعروض ليس متعددا لكي نرى أن العارض يصدق عليه بالتواطي او يصدق عليه بالتشكيك, هذا بحث وقفنا عنده جيدا في الابحاث السابق هذا الامر الثاني وبينا انه لا يمكن لاحد أن يستند الى أصل الواقعية لإثبات نظرية الوحدة الشخصية لماذا؟

    باعتبار أن أصل الواقعية الذي هو أمر بديهي فطري الى آخر القائمة هذه الواقعية لا تقول لنا انها وجود او انها ماهية. لذا نحن اذا يتذكر الاخوة في البداية والنهاية وكذلك في بداية الاسفار قلنا: أن الفلسفة ليس موضوعها الوجود بما هو وجود الفلسفة موضوعها الموجود بما هو موجود, وقلنا بأن المراد يعني: الواقعية, نعم واحدة من مسائل الفلسفة أن هذه الواقعية هي الوجود او هي الماهية, فبعد أن يثبت لنا أن هذه الواقعية التي هي أمر بديهي في الجملة هي الوجود نقول الوجود بما هو وجود موضوع الفلسفة, يعني لا يبقى عندنا فرق بين الوجود وبين الموجود ولكن هذا متى؟ بعد الدخول في البحث الفلسفي.

    اذن التفتوا الى هذه النقطة وهي انه أصل الواقعية لا تقول لنا لا انها وجود لا انها ماهية, أولاً, وإذا كانت وجودا هل هي واحدة او متعددة هذا أيضاً ساكتة عنها أصل الواقعية, اذن لكي نثبت أن الواقعية وجود في قبال الماهية نحتاج الى دليل بعد أن أثبتنا أن هذه الواقعية وجود لا ماهية لابد أن نثبت أن هذا الوجود واحد لا كثير كما تقول المدرسة المشائية, بعد أن أثبتنا أن الوجود واحد حقيقة واحدة لا حقائق متكثرة متباينة يأتي دور العارف ليثبت لنا أن هذه الحقيقة الواحدة ليست مشككة وإنما هي واحد لها مظاهر مشككة.

    اذن كم مرحلة لابد, لكي البحث الفلسفي في العرفان النظري يكون بحثا منطقيا فنيا ممنهجا رياضياً لابد أن يمر بهذا التسلسل الذي اشرنا إليه, اذن سؤال انت جنابك غدا تريد أن تكتب رسالة في الوحدة الشخصية, عرفت من اين تبدأ البحث وهو أولاً: إثبات أن هذه الواقعية وجود لا ماهية يعني أصالة الوجود, بعد أن اثبت ذلك تنتقل أن هذا الوجود بحسب الخارج واحد أم متعدد؟ بعد أن اثبت وقضيت على مبنى المشائين في التعدد وثبتت الحكمة المتعالية أن الوجود حقيقة واحدة ننتقل الى المرحلة الأخيرة وهي أن هذه الحقيقة الواحدة ليست مشككة لها مراتب كما تقول الحكمة المتعالية بل حقيقة واحدة شخصية, واضح الى هنا دعونا نتسلسل في البحث.

    اذن تبين انه العارف, كلي الرسالة تكتمل فصولها الأخ ليكتبوا رسالة, اذن تبين أن العارف لكي يثبت الوحدة الشخصية للوجود أمامه كم خطوة, طيب الآن بعد أن حررنا محل النزاع أولاً نحتاج الى إقامة الدليل لإثبات الوحدة الشخصية ثانيا, ذكرت في كلمات الأعلام مجموعا بما ورد في التمهيد والمصباح وكلمات سيد حيدر الآملي وغيرها سبعة أدلة, التي هنا نحن هنا خمس او أربعة أدلة منها وقفنا هنا واشرنا الى بعض التأملات فيها.

    هذه الأدلة الاخوة اذا يريدون أن يراجعونها موجودة في لكي المصادر نعطيها بيد الاخوة في مصباح الأنس هذه الطبعة الحجرية الموجودة التي عند الاخوة الذين عندهم الطبعة الحجرية, المقام الاول من الفصل الاول للتمهيد الجملي, في إثبات هذا المقام الاول, في إثبات أن الحق هو الوجود المحض الذي لا اختلاف فيه, يقول: البرهان الاول البرهان الثاني البرهان الثالث البرهان الرابع البرهان الخامس, من ص52 بحسب هذه الطبعة الحجرية الى ص52 بحسب هذه الطبعة الحجرية, الاخوة اذا أرادوا أن يراجعوا الأدلة هناك. وكذلك وردت في جامع الأسرار, طبعا هذه جامع الأسرار للسيد حيدر الآملي مطبوع معها رسالة نقد النقود في معرفة الوجود, التي هذه الرسالة تبدأ, طبعا وأتصور انه لا توجد طبعة أخرى فقط هذه الطبعة موجودة, تبدأ من ص620 رسالة نقد النقود في معرفة الوجود, تصنيف سيد حيدر الآملي, هناك سيد حيدر الآملي في هذا الكتاب في الأصل الثاني في بحث الوجود ووجوبه ووحدته يذكر مجموعة من الأدلة بعضها أيضاً مختصة به يقول مما أعطانياه الله, يقول: فنقول الوجود من حيث هو وجود ليس بقابل للعدم لذاته, هذه صغرى القياس, وكل ما ليس بقابل للعدم لذاته فهو واجب لذاته هذه كبرى القياس, فيجب أن يكون الوجود واجبا, الذي نحن في البحث السابق قلنا أن الوجود من حيث هو وجود ليس بقابل للعدم, تتكلم عن المفهوم او عن المصداق؟ اذا تتكلم عن المفهوم قلنا الوجود من حيث هو وجود وان كان ثابتا لنفسه الا انه قد يكون معدوما مصداقا, اذا تتكلم عن المصداق هو أول الكلام, هو من قال انه في متن الاعيان يوجد عندنا شيء اسمه وجود من حيث هو وجود, المشائي ماذا يقول؟ يقول عندنا شيء في الخارج اسمه وجود من حيث هو وجود؟ هكذا يقول؟ يقول: لا عندنا في الخارج هذا الوجود هذا الوجود هذا الوجود, أما شيء اسمه وجود من حيث هو وجود, ما موجود عندنا.

    الحكمة المتعالية ماذا تقول؟ تقول نعم عندنا شيء اسمه وجود من حيث هو وجود ولا يقبل العدم ولكنه هذا مشكك او ليس بمشكك؟ هذا لا يثبته ولا ينفيه, نعم عندنا شيء في متن الاعيان وجود من حيث هو وجود ولكن هذا وجود شخصي أم مشكك؟ هذا البرهان لا يقول لنا واحد شخصي, يبدأ من ص646 الدليل الاول ثم الدليل الثاني ص648 ثم الدليل الثالث ص650 ثم الدليل الرابع ص651 وهكذا يستمر في إثبات الى ص656 يقول وبوجه آخر وهو انه قد تقرر عند أهل التحقيق الى ص658, اذن من ص646 الى ص658 يذكر ست او خمس أدلة لإثبات أن الوجود من حيث هو وجود ما هو؟ واحد, هذا مصدر.

    من المصادر الجيدة أيضاً في هذا المجال هذه شرح تمهيد القواعد لشيخنا الاستاذ شيخ جوادي الآملي الذي معروف تحرير تمهيد القواعد, في آخر هذا الكتاب توجد رسالة مفصلة وقيمة جدا قيمة وجدا قيمة تحت عنوان (وحدت شخصي وجود وإرجاع تشكيك از بود به نمود) يقول بأنه إثبات الوحدة الشخصية للوجود وإرجاع التشكيك في الوجود الى التشكيك في النمود, النمود يعني المظهر, بود يعني الوجود نمود يعني المظهر والشأن, يقول: (وإرجاع تشكيك از بود به نمود) يعني إرجاع التشكيك من الوجود الى مظاهر الوجود, هناك من ص722 يبدأ عنده بحث مفصل مع المناقشات الواردة الى ص738 ينقل هذه الأدلة الستة او السبعة المعروفة ويبين انها تامة او غير تامة. هذه المصادر للأدلة.

    سؤال: هذه الأدلة عموما مبتلات بذلك الاشكال وهو الخلط بين المفهوم وبين المصداق, عموما, فهل يبقى عندنا دليل لإثبات الوحدة الشخصية او لا يوجد؟

    الجواب: تحاول الحكمة المتعالية, هذا من طريق مباني الحكمة المتعالية, تحاول الحكمة المتعالية لإثبات الوحدة الشخصية عن طريقين:

    الطريق الاول: من خلال برهان الصديقين, طبعا يكون في علمكم برهان الصديقين مر بمراحل متعددة: المرحلة الاولى: عند ابن سينا, المرحلة الثانية: عند صدر المتألهين, المرحلة الثالثة: عند الحكيم السبزواري, المرحلة الرابع: عند السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه.

    الآن عندما اقول مراحل تقريبات متعددة توجد ميرزا مهدي الآشتياني لعله يوجد عنده عشرين تقريب لبرهان الصديقين, ولكنه اقول مراحل باعتبار انه كل لاحق من هؤلاء الإعلام حاول أن يقلل من المقدمات التي نحتاجها في إثبات واجب الوجود ببرهان الصديقين, يعني صدر المتألهين كان يقول نحتاج الى مسائل ثلاث لابد أن نبحثها في الفلسفة فإثبات الواجب تكون المسألة الرابعة في الفلسفة, الحكيم السبزواري حذف واحدة او اثنين منها قال إثبات الواجب تصير المسألة الثانية, الطباطبائي في حواشيه على الاسفار الجزء السادس قال: نستطيع أن نجعل إثبات الواجب أول مسألة فلسفية, يعني نحتاج الى مسائل فلسفية أخرى كأصالة الوجود, وحدة الوجود, بساطة الوجود او لا نحتاج؟ لا نحتاج, هذه المراحل التي مر بها.

    صدر المتألهين من هذا الطريق يحاول أن يثبت الوحدة الشخصية من خلال برهان الصديقين, هذا الطريق الاول, والطريق الآخر: هو إثبات الواحدة الشخصية من خلال تحليل العلة والمعلول ما معنى أن الشيء علة وما معنى أن الشيء معلول يرققها يرققها يعني المعلولية يرققها الى أن يوصل المعلولية من كونها موجود الى كونها شأن ومظهر.

    فلذا مسألة الوجود الرابط وان الممكنات معاني حرفية هذه تترقق الى أن تصير الممكنات شؤون هذا الوجود الحق (سبحانه وتعالى), هذا المقام الثاني من البحث, ما ادري مقامين او ثلاثة مقامات او تتمة المقام الثاني.

    طبعا شواهد الآيات والروايات كثيرة لان البحث بحث فلسفي ونحن نريد أن لا ندخل الى البحث الروائي والقرآني ولكنه يمكن الاستعانة كشواهد لإثبات الوحدة الشخصية التي الآن ذاك بحث آخر.

    المقام الثالث: في الموانع والشبهة التي ترد على مبنى الوحدة الشخصية, ما هي الموانع والشبهة, لذا انت تجدون مباشرة صدر الدين القونوي بعد أن اثبت قال في دفع الشبه التي أوردت على القول بان الحق هو الوجود المطلق, لأنه لا يكفي أن يكون المقتضي تام لابد أن يكون المانع مفقودا, فلذا يبدأ من ص 56 الشبهة الاولى, الثانية, الثالثة, الرابعة, الخامسة, السادسة, السابعة, الثامنة, التاسعة, العاشرة, وعشرات مولانا من الشبهة التي تكون موانع لإثبات الوحدة الشخصية للوجود.

    المقام الرابع من البحث وهو من أهم المقامات وأنا أتصور في أبحاثنا الفلسفية والعرفانية هذا البحث مفقود وهي الآثار المترتبة, ألان أنا صار بنائي مباني المشائين او مباني الحكمة المتعالية او مباني الوحدة الشخصية, ما هي الآثار المترتبة على ذلك, الواقع انه أساسا منظومة فكرية أخرى توجد فلسفية وكلامية (الآن خلونا في الفقه لأنه نخاف من الفقه نقول آثاره في الفقه ما هي, هذه في الفقه أنا ما) ولكنه في الفلسفة والكلام أشير لك الى بعض العنوانين, التي نظرية الوحدة الشخصية تؤثر عليها بشكل, من قبيل أنا ما فعلته في المذهب الذاتي في نظرية المعرفة قلت نظرية السيد الشهيد في الاستقراء, في المنطق هكذا تؤثر في الفلسفة هكذا تؤثر في الكلام هكذا تؤثر في الاصول هكذا تؤثر في الفقه لم أتكلم لأنه الفقه مولانا هذه من الخطوط الحمراء التي لا يستطيع احد أن يقترب لها, هنا أيضا اقترب عند اثنين يعني الآثار الفلسفية والآثار الكلامية, التفتوا جيدا.

    في الآثار الفلسفية له تأثير على العنوانين التالية: أولاً: على التوحيد الافعالي للحق ما معنى التوحيد الافعالي, على فاعلية الحق, على عدم تكرار التجلي هذه المسألة إعادة المعدوم هذه التي تقرأونها هنا هذه في البحث الفلسفي هذه نماذج منها, في البحث الكلامي مسألة التنزيه والتشبيه, مسألة الرؤية, مسألة العدل الإلهي والشرور, مسألة النبوة والرسالة, مسألة الولاية والإمامة, مسألة القيامة, والمعاد مسألة كلام الحق (سبحانه وتعالى), أصلاً تقلب كل هذه المباني.

    يعني انت واقعا اذا صار مبناك وحدة شخصية عندما تأتي الى الإمامة والولاية والخلافة والرسالة والنبوة تقرأها قراءة كاملة تختلف عن القراءة الكلامية وعن القراءة الفلسفية عندما تصل الى مسألة التنزيه والتشبيه انت الآن عموما وفي الاعم الاغلب نحن عندما نصل الى الحق (سبحانه وتعالى) بناؤنا على التنزيه التجرد عن التنزيه, ولكن على الوحدة الشخصية داخل مع كل شيء يا من ملأت كل شيء أساساً لا معنى لان نوقفه لأنه يكون بشرط لا, يكون مثله شيء لا ليس كمثله شيء, يكون مثل المجردات المجردات ليست فيها تشبيه وإنما فيها تنزيه, أساسا مسألة التشبيه والتنزيه تأخذ بعدا آخر وطريقة أخرى, مسألة رؤية الحق (سبحانه وتعالى) تأخذ طرزا آخر من البحث وهكذا عشرات المسائل التي تترتب.

    فتحصل الى هنا بأنه في الفصل الاول ويا ليت القيصري دخل البحث بهذه الطريقة وهو انه تحرير محل النزاع ثانيا نفي النظرية المشائية ثالثا نفي التشكيك في الحكمة المتعالية رابعا إثبات الوحدة الشخصية وخامسا إثبات أن التشكيك ليس في حقيق الوجود بل في المظاهر, ولم يفعل ذلك.

    الآن نرجع الى محل الكلام, محل الكلام انه ما هو بحثه, قال: إشارة الى بعض المراتب الكلية, هذه إشارة هذا تفريع على التفريع, اذا تتذكرون نحن كان عندنا في ص43 قال: تفريع, في هذا التفريع ماذا أراد أن يفعل القيصري, هو أن ينفي أن الوجود مشكك, ويثبت أن حقيقة الوجود له مظاهر مشككة, هذا كان كل همه في هذا التفريع أن ينفي أن حقيقة الوجود مشككة الآن أما مشائياً قلنا أن بحثه ليس مع الحكمة المتعالية وإنما نفي للمبنى المشائي, واثبات أن مظاهر هذه الحقيقة مشككة.

    في اعتقاده بأنه بعد أن اثبت أن لحقيقة الوجود الواحدة الشخصية مظاهر متعددة الآن أراد أن يشير الى بعض هذه المظاهر, قبلنا أن هذا الوجود حقيقة واحدة شخصية ولكن هذه الحقيقة الواحدة الشخصية لها مراتب قلنا هذه المراتب هنا بمعنى الشؤون والمظاهر لا المراتب بمعنى حقيقة واحدة مشككة التي تقولها الحكمة المتعالية, ميزنا بينهما جيدا.

    طيب لها مراتب لها شؤون مشككة طيب ما هي هذه المراتب؟ مباشرة دخل الى بحث إشارة الى بعض المراتب, واضح هذا المعنى, هذه نكتة لربط هذا البحث بالبحث السابق, وبعد الفصل الاول لم ينتهي, الفصل الاول وهو في إثبات الوجود وانه الحق لم ينتهي لأنه بعد ذلك سيأتي في ص57 تعالوا معنا يقول: تنبيه تنبيه تنبيه وهذا يعني انتهى من التنبيهات او لم يتنتهي؟

    قال: تنبيهات للمستبصرين لم ينتهي من التنبيهات للمستبصرين اذن هذا جاء في وسط بحث واحدة من هذه التنبيهات.

    نكتة أخرى توجد للربط بين هذا البحث والبحث السابق وهو انه في البحث السابق قال: والتفاوت بين الأفراد الإنسانية لا يمكن مثله في أفراد شيء آخر, لأنه هذا الانسان يبدأ من التراب وينتهي الى رب الأرباب يبدأ من هنا وينتهي الى قاب قوسين او أدنى فأراد أن يشير الى بعض هذه المراتب, الآن أما نزولاً وأما صعوداً.

    إشارة الى المراتب الكلية, التفتوا جيدا, اذا يتذكر الاخوة في أبحاث التمهيد وقفنا عند هذه المسألة كثيرا ومفصلا وبالدقة وهو أننا قلنا: أن هذا الوجود الواحد الشخصي على مبنى العرفاني النظري يعني الوحدة الشخصية للوجود أن هذا الوجود وحدته ليست وحدة عددية حتى يوجد في قبالها ثان وثالث ورابع, وإنما وحدة حقة حقيقية, هذه نقطة.

    النقطة الثانية: أن هذه الحقيقة الواحدة لها شؤون ومظاهر وقربنا هذه المسألة بشكل واضح للاخوة مرارا وتكرارا من قبيل النفس, انت جنابك الآن كل شيء من أفكارك وتصوراتك وتأملاتك وأفعالك وحركاتك وسكناتك كله تنسبه الى نفسك عقلي بصري نظري ضربت أكلت, شربت, تحركت, نمت, الى آخره, هذه أنا بقطع النظر عن كل هذه الشؤون التي لها من الفكر, من التأمل, من التوهم, من التحسس, من الأكل, من الشرب, يعني أن صح التعبير من الشؤون العلمية التي مرتبطة بالتعقل والتوهم وكذا, والشؤون العينية التي هي مرتبطة بالقيام والجلوس والحركة والسكون والنوم والأكل والشرب, هذه شؤون ولكن شؤون خارجية او داخلية؟ شؤون عينية او شؤون علمية؟ شؤون عينية في قبال الشؤون العلمية.

    اذا أرادنا أن نتكلم عن هذه الحقيقة أي حقيقة؟ النفس يمكن أن نتكلم عنها بنحوين التفتوا جيدا, تارة نتكلم اخواني هذا المبادئ التصورية في الفلسفة والعرفان جدا مهمة من المبادئ التصديقية وبحثنا هنا مبدأ تصوري لا مبدأ تصديقي, الآن نريد أن نعرف ما هي الأحدية ما هي الأوحدية لا انه بحثنا في أن الأحدية موجودة او غير موجود هذا مبدأ تصديقي يحتاج الى برهان, وإنما نريد أن نعرف ما معنى الأحدية عند القوم ما معنى الأوحدية ما معنى الاعيان الثابتة ما معنى الاسم الأعظم ما معنى العقل الاول ما معنى الصادر الاول ما معنى … وهذه كلها مرتبطة بالمبدأ التصوري وليس بالمبدأ التصديقي.

    لذا إشارة الى بعض المراتب الكلية, ليس بحسب مبادئها التصديقية بل بحسب مبادئها التصورية. هذه النفس نستطيع أن نتكلم عنها بنحوين: تارة نتكلم عنها بما هي هي, النفس من حيث هي هي يعني لا نأخذ فيها لا التعقل ولا التفكر ولا التخيل ولا التوهم ولا الحواس الظاهرية والا الباطنية ولا الفعل ولا الترك أبداً وإنما النفس من حيث هي هي, اذا لوحظت بهذا اللحاظ تعالوا معنا الى حقيقة الوجود, اذا أخذت حقيقة الوجود بما هي هي يعني لم يؤخذ شيء معها اذا كانت هكذا هذا الذي يسمى بحسب الاصطلاح عندهم اللا بشرط المقسمي, واضح ما هو اللا بشرط المقسمي, حقيقة الوجود من حيث هي هي, ماذا يصطلح عليها القوم؟ اللا بشرط المقسمي, ويتذكر الاخوة في تمهيد القواعد قلنا لا اسم لها, لا رسم لها, لا نعت لها, لا لا.. الى غير ذلك, فقط نشير إليها بأي شيء؟

    بهو, وبينا أيضا هناك لا اسم لا انه لم نسمها ذات كما مع الأسف هذا الخطأ موجود عند البعض, لا اسم يعني لا اسم عرفاني لها لان الاسم تعين وفي ذاك المقام يوجد تعين او لا يوجد تعين؟ لا يوجد تعين, فلا يوجد اسم بالمعنى العرفاني يعني الذات بلحاظ تعين من التعينات لا انه لا يوجد اسم لا نستطيع أن نسميها ذات لا نستطيع أن نسميها مقام لا نستطيع أن نشير إليها لا لا أبداً ليس هذا المعنى, هذا اللا بشرط المقسمي.

    تعال معنى الى ص49 في وسط الصفحة قبل الشعر بسطر او سطرين, يقول: وقد يعبر عنها بالغيب المجهول وغيب الهوية وعن قاء المُغرب الى أن قال: والى هذه المرتبة تشير, التعبير عنها بالمرتبة أيضا خطأ لأنه ليست مرتبة, والى هذه المرتبة تشير كلمته في قوله عز من قائل {قل هو الله احد} واضح صار.

    تعالوا معنا ننتقل أيضا ارجع الى النفس, الآن هذه النفس هذه النفس الإنسانية تتعقل الكليات او لا تتعقل الكليات؟ نعم, تدرك المعاني الجزئية او لا تدرك المعاني الجزئية؟ هذه النفس؟ تدرك المعاني الجزئية, تدرك الصور الجزئية او لا تدرك الصور الجزئية؟ تدرك, تدرك المحسوسات التي تأتي من خلال الحواس الظاهرية او لا تدرك؟ (كلام أحد الحضور) طيب جيد جدا جزاكم الله خيرا, النفس بما هي هي عرفنا ما هو اسمها نسميها لا بشرط المقسمي طيب النفس بشأن بلحاظ انها تدرك أمورا كلية ما هو اسمها؟ نسميها عقل, طيب العقل يعني شيء وراء النفس؟ لا لا, هي النفس ولكن النفس تقوم بعدة امور من الامور التي تقوم بها تتعقل تدرك الامور الكلية فان أخذت التفتوا جيدا, فان أخذت النفس بلحاظ إدراكها للكيات ماذا نسميها؟

    عقلا, بلحاظ إدراكها للمعاني الجزئية ماذا نسميها؟ وهما, بلحاظ إدراكها للصور الجزئية ماذا نسميها؟ خيالا وهكذا, ما ادري واضح المعنى.

    الآن هذه الحقيقة حقيقة الوجود الواحد اللا بشرط المقسمي الآن أيضاً اذا أخذت بهذا اللحاظ نسميها احدي بهذا اللحاظ نسميها واحدي بهذا اللحاظ نسميها أعيان ثابتة بهذا اللحاظ نسميها الصادر الاول بهذا اللحاظ نسميها العقل الاول وهكذا عالم العقول وعالم المثال وعالم الشهادة وعالم الغيب المطلق وعالم الشهادة المطلق وعالم الغيب النسبي وعالم الشهادة النسبية وعشرات بل مئات هذه تأخذ تأخذ, اذن هذه معنى تأخذ تأخذ امور اعتبارية وضعية من عندك تخرجها من جيبك, او امور نفس أمرية واقعية أي منهما؟

    اذن اذا قلنا أن هذه التفت, هذه مرارا نحن نقرأها من أول العرفان الى آخر العرفان عندما نقول أن الشؤون امور اعتبارية لابد لا يذهب ذهنك الى اعتبارية يعني باعتبار المعتبر (حسب ما أريد ) هكذا, لا لا يا أخي العزيز مرادهم من الاعتبار هنا لابد هذا الانسان لم يقرأ نهاية الحكمة او قد قرأها ولكن نساها, وهو أن الاعتبار له معاني أربعة خمسة ستة ومن الاعتبار الاعتبار النفس الأمري, فلهذا عندما نقول أن الماهية أمر اعتباري لا بمعنى انها بيد المعتبر كيف ما يشاء يعتبر, المراد اعتباري يعني له منشأ انتزاع نفس أمرية له, نعم ليس له ما بإزاء, هؤلاء يعتقدون أن كل الممكنات ليس لها وجود لان الوجود واحد شخصي ولكن هذا معناه انه ليست شيئا سراب؟ لا لا, ليست سراب, وإنما امور اعتباري يعني امور اعتبارية ماذا؟ يعني لها منشأ انتزاع لها نفس أمرية في متن الاعيان, واضح ما ادري استطعت أن أوصل الفكرة إنشاء الله تعالى بحثنا في الوحدة الشخصية.

    اذن عندما جنابك تبحث في الصادر الاول, تقول لي هذا البحث لغو, طيب انتم تقولون انه هذه كلها امور اعتبارية, هذا من قبيل واحد ائتي أريد أن ابحث في علم النفس الفلسفي اقول بحث في العقل وحقيقته, يقول ما هي قيمته هذا هذا أمر اعتباري, هذا لم يفهم بأنه دور العقل ما هو, اذن لا يتبادر الى ذهنك انه نحن عندما نقول وحدة شخصية للوجود يعني لا آخرة ولا دنيا ولا حياة ولا عقاب ولا نبي ولا أنبياء لا لا ليس الامر هكذا وإنما هذه الامور تترقق بعد إن كانت بينونتها بينونة عزلية نفسها صارت والبينونة بينونة صفة لا بينونة عزلة.

    بعبارة أخرى: نحن كلنا معطين له ما لا يستحق, الآن الذي يستحق أخذه والباقي ذهب الى صاحبه الأصلي الى مالكه الأصلي, هذه من قبيل انه جنابك شخص كل ما هو موجود عنده في جيبك الابن كل ما موجود في جيبه وسياراته وبيوته وذهابه وإيابه هذه كلها أخذها عارية من أبوه, فانت توهما تقول فلان عنده عنده .. الأب يقول كثيرا مشتبهين بدليل {بسم الله الرحمن الرحيم} اذهب الى البنك هذه كلها حولها الى حسابي انظر هذا عنده او لا؟

    ما عنده هذا ليس انه سلبت كنت معطيه ما لا, كنت تتوهم انه موجود, تتوهم انه شيء في قباله تتوهم تتوهم الآن {ويعلمون أن الله هو الحق المبين} يوم القيامة فقط الذي يصير وعجيب أنا كنت أتصور أن هذه لفلان ولفلان تبين لنا او لغيرنا؟ لغيرنا نحن توهما سرابا بقيعة كنا ننسبها لمن؟ لأنفسنا والا في واقع الامر هي لغيرنا.

    هذا الذي وقفنا عنده مفصلا في تمهيد القواعد قلنا: هذه من قبيل الصورة المرآتية, يتذكر الاخوة هناك الذين حضروا التمهيد, قلنا الصورة المرآتية, هذه الصورة المرآتية التي الآن واقف أمامها وتتكلم وتصعد وتنزل, اذا شخص جعل أمامي مرآت ولم يراني يرى الصورة يرى يقول انظروا كيف يتكلم كيف يصعد وينزل, شخص يأخذ برأسه ويقول له انظر تبين ذاك كان يتكلم او أنا أتكلم؟ فكل الذي كان ينسبه للصورة كان للصورة او لذي الصورة؟ لذي الصورة من هو ذي الصورة مولانا؟ هو الحق (سبحانه وتعالى) {ويعلمون أن الله هو الحق المبين} يعني ماذا الله الآن ليس حق مبين؟

    الله الآن هو الحق المبين الله الآن هو مالك كل شيء الآن يعطي ويمنع الآن يضحك ويبكي الآن الآن.. لكن انت تنظر او لا تنظر؟ لا تنظر وإنما تتوهم انه شيء كبير هنا يوجد اسمه الله وشيء آخر صغير بجنبه اسمه زيد وعمر وبكر وسماء وارض وملائكة وأنبياء والى آخره, ولكن في الواقع سيظهر لك انه لا يوجد شيء.

    ولكن هذا معناه نفيّ او ليس نفي؟ يعني أنا صرت سراب؟ لا أنا لم أصر سراب الذي لم يكن لي علمت انه ليس لي ليس إلا وإلا شأنيتّي واعتباري محفوظ.

    كم بقي من الوقت؟ (كلام أحد الحضور) دقيقتين, لا أردنا أن ندخل الى البحث ولكن لم يبقى وقت, تتمة الكلام تأتي.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/04/30
    • مرات التنزيل : 2472

  • جديد المرئيات