بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وإذا أُخذت بشرط كليات الاشياء فقط, فهي مرتبة الاسم الرحمن رب العقل الاول المسمى بلوح القضاء وأم الكتاب والقلم الأعلى, وإذا أخذت بشرط أن تكون الكليات فيها جزئيات مفصلة ثابتة من غير احتجابها عن كلياتها فهي مرتبة الاسم الرحيم رب النفس الكلية المسمات بلوح القدر وهو اللوح المحفوظ والكتاب المبين, وإذا أخذت بشرط أن تكون الصور المفصلة جزئيات متغيرة فهي مرتبة الاسم الماحي والمثبت والمميت والمحيي رب النفس المنطبعة في الجسم الكلي المسمات بلوح المحو والإثبات.
ادعوا الله انه هذا المقدار اليوم نقرأه.
هنا مجموعة من القواعد اشرنا إليها بالأمس وهنا أمر عليها مرورا.
القاعدة الاولى: إن كل مرتبة من المراتب والشؤون والاعتبارات لهذه الحقيقة الواحدة الشخصية رب لمظهر من المظاهر العلمية او الخلقية, هذه قاعدة, نحن عندنا مظاهر, اذا يتذكر الاخوة قلنا المظاهر على قسمين: مظاهر علمية كالأعيان الثابتة, ومظاهر عينية خلقية كالعقل الاول, كعالم الشهادة, كعالم المثال, ونحو ذلك.
الآن كل شأن من شؤون هذه الحقيقة الواحدة وبعبارة أخرى: كل اسم من أسماء هذه الحقيقة هي رب لمظهر من مظاهر هذه الحقيقة, فاسم الرحمن رب للأعيان الثابتة عفوا, بلي اسم الباطن رب الاعيان الثابتة, اسم الرحمن رب العقل الاول, اسم الرحيم رب من؟ لوح القدر او اللوح المحفوظ او اللوح المبين وهكذا, هذا واضح.
على هذا الأساس الآن النتيجة التي تترتب على هذه القاعدة بالأمس اشرنا إليها حتى يترابط البحث.
نتيجة هذه القاعدة: هو أن كل مظهر من المظاهر مربوب لرب أن المظاهر جميعاً مربوباً لرب واحد او أن كل مظهر له مظهر خاص به؟ كل مظهر له ربه الخاص به, ومن هنا قد يكون هذا المظهر عبد الرزاق وذاك المظهر عبد الرحمن, هذا يكون هذا الذي لا يدفع, هذا يكون عبد القابض وذاك يكون عبد الباسط, ما فيها مشكلة هذه, قبض وبسط, لأنه الله قابض وباسط, عزرائيل عبد من؟ (كلام أحد الحضور) او المميت لا لماذا, المميت, {الله يتوفى الأنفس حين موتها}, {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم} انتهى, المميت هذا الملك مظهر هذا الاسم, وهذا يكشف أن المحيي أيضا له مظهر لا فقط المميت, من هو ذاك الموجود الذي هو مظهر المحيي؟ الذي يفيض الحياة على كل الموجودات, اذن التفتوا جيدا كل موجود من هذه الموجودات مظهر لشيء.
طيب الآن نأتي الى خاتم الأنبياء والمرسلين الانسان الكامل, طيب هذا ربه من؟ انظروا القران الكريم دققوا في الآية المباركة {وان الى ربك المنتهى} يعني بعد ربك يوجد رب او لا يوجد؟ لا يوجد, لا انه وان الى رب العالمين المنتهى, لا {ربك} اذن هو أيضا, طبعا أنا عندما اعدد الأرباب لا يتبادر الى ذهنك {أْأرباب متعددون خير أم الله الواحد القهار} لا, المراد يعني هذه الشؤون شؤون الأسماء والصفات لا يذهب ذهنك يمين ويسار {إن الى ربك المنتهى} بلي, {ومن الليل فتهجد به نافلة} لا ليس نافلة يا ليت نافلة, لك نعم يوجد فرق بين نافلة وبين لك يوجد فرق كثير {ومن الليل فتهجد به نافلة} لا هذه نافلة أي نافلة؟ طيب أنا وأنت نصلي نافلة, الآخرين كذلك يصلون نافلة ولكن أي نافلة من هذه النوافل توجد المقام المحمود؟ يوجد نافلة من النوافل تعطي لنا المقام المحمود هناك؟ لا, هذه النافلة التي له تعطي لنا ماذا؟ التفتوا جيدا لكي تفهم أن هذه التعابير القرآنية لم تأتي تعابير تفنن لفظي أدبي نحوي لا لا, {قال له اسلم} الآن الخطاب لمن موجه؟ لإبراهيم ويوجهون له الخطاب يعني كان نبي او لم يكن نبي؟ كان نبي, اذن ماذا اسلم مولانا نبي أنا, {قال أسلمت} هذا بعد أن أمر بالإسلام {قال أسلمت لرب العالمين} وهكذا شواهد كثيرة في القران الكريم.
اذن انت انظر تستطيع {بل الانسان على نفسه بصيرة} انظر بأنه انت عبد ماذا؟ وضعك واضح انظر اين انت؟ نعم, اذا اين ما رحت تصلي ركعتين ورأيت انه توجد عندك حالة من الحالة النفسانية بمجرد أن حصلت لك هذه الحالة الارتباط قلت الهي, الآن نحن عشرين سنة لا يوجد عندنا بيت أريد بيت الله.. واضح انت على من تدور, تدور على عبد الله تدور على الله تدور على العليم الرحمن او تدور على الرزق؟ واضح انت اين تدور, ولكن عندما مع نفسك حصلت هذه المعنوية ووجدت انها حالة الدعاء الانسان يعرفها الانسان هذه الحالة يشعر بأنه, وروايات كثيرة تشعر بأنه اغتنموا هذه الفرصة هذه حالة الانكسار, قل الهي وقفنا واقعا في الدرس وفقنا في معارف أهل البيت وفقنا لان نكون واقعا خدام مدرسة أهل البيت واضح انت اين اتجاهك؟ لا في الرزق والبيت والسيارة و… أبدا, التفتوا لي جيدا, اذا منبري يقول اذا كان هذا فيه خير الهي.. وحقه هذا لا يوجد فيه مشكلة ولكن هذا إناءك, {وانزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} هذا قدرك, لا تتوقع أكثر يعطى لك لأنه انت تبحث عن, وهذه القضية أنا مراراً ذكرتها للاخوة انتم تجدون كثيرا من الناس في ليالي شهر رمضان وليالي القدر يريد أن يصلي ركعتين أولاً يبحث عن أي شيء لها؟ كم الثواب اذا كان ثوابها جنات وحور عين وكذا, أما اذا لم يوجد فيها هذه, لا يلتفت إليها.
اذن نرجع الى البحث, جيد هذه القاعدة الاولى.
القاعدة الثانية: هي انه الألواح والكتب الإلهية, اللوح يعني الكتاب, ولكن الكتاب يختلف الكتاب من مصداق الى مصداق آخر, لا, لا نريد أن نتكلم عن هذا اللوح عن الكتاب لا, مصداق من الكتاب ولكن هذا ليس هو الكتاب بل هو مصداق من مصاديق الكتاب. الكتب الإلهية التي يعبر عنها باللوح هذه تنقسم الى قسمين: كتاب يشتمل الامور الكلية, وكتاب يشتمل الامور الجزئية, والمراد من الكلية والجزئية, بينا بالأمس ما هو المراد؟
وهو المجمل والمفصل, البسيط والمفصل, اذن عندنا كتاب نسميه كتاب كلي يعني يشتمل الصور والمعاني والأمور الكلية بحسب النشأة المناسبة له, وكتاب يشتمل على الجزئية ثم تعالوا معنا الى القسم الثاني, يعني الكتب التي تشتمل على الامور الجزئية, هذه التي تشتمل على الصور والعلم الجزئي أما على الجزئي الثابت وأما على الجزئي المتغير, اضرب مثال وبالأمس ضربنا مثالا: قلنا بأنه {كل نفس ذائقة الموت} هذا القضاء يتبدل او لا يتبدل؟ هذا من القضاء الذي, فهو الذي موقعه اين؟ في لوح القضاء من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل, ما يمكن أن يستثني منه احد, نبي او غير نبي وصي او غير وصي هيولى غير هيولى مادة صورة كله {انك ميت وإنهم ميتون} انتهى هذا حتمي, هذا قضاء من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل.
ولكن هذه القضاء الذي لا يرد ولا يبدل تفصيلاته ما هو؟ نعم فيه زيد خمسين سنة عمره, عمر ستين سنة, هذا جالس يصلي صلاة الليل في الكعبة او في المدنية المنورة ويصير عنده سكتة ويذهب الى المستشفى, وذاك في عمل حرام ويصير عنده سكتة ويذهب به الى المستشفى, كلاهما, هذه التفاصيل هذه الامور جميعا مثبتة في كتاب او غير مثبتة؟ بشرائطها وموانعها {اذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون} انتهى هذا يتغير او لا يتغير؟ هذا لا يتغير, كلي او جزئي؟ جزئي, وعندنا كتاب جزئي ولكنه قابل للزيادة والنقصان, هذا خمسين سنة نعم اذا تصدق نجعلها خمسة وخمسين, هذا ميتته سوء نعم اذا وصل رحمه تكون ميتة خير عاقبة على خير, وهكذا هذه كلها مثبتة, واضح صار.
سؤال: ما هو أسمائها؟ الاول وهو الذي فيه الصور الكلية لوح القضاء, الثاني: وهو الذي فيه الصور الجزئية الثابتة لوح القدر, خلاف هذا الاصطلاح الموجود في أذهانكم, الثالث: وهو الجزئيات القابلة للتغير والزيادة والنقيصة لوح المحو والإثبات.
طيب بهذا البيان الذي هؤلاء يبينوه بهذا الاصطلاح الآن تعال معي الى الاسفار إنشاء الله اذا يوما ما توفقنا هذا الاسفار ج6 ندرسه, قال: في مراتب علمه هذه المراتب العلمية, في العناية والقضاء ويقال له أم الكتاب, والقدر, ويقال له كتاب المحو والإثبات, فهذا تام او غير تام؟ غير تام, هذا لابد أن يفصل فيه, كتاب القدر على نحوين: أما جزئيات ثابتة فهو لوح القدر, أما جزئيات متغيرة فهي لوح المحو والإثبات.
هذه إنشاء الله تحفظونها جيدا هنا عندما نصل الى ملا صدرا نرى بأنه كم منها على المبنى تكلم وكم منها على خلاف, لذا هو يأتي بعد ذلك يقول: وأما القضاء فعندهم عبارة عن وجود الصور العقلية لجميع الموجودات فائضة عنه تعالى على سبيل الإبداع دفعة بلا زمان لكونها عندهم من جملة العالم ومن أفعال الله المبائنة ذواتها لذاته, وعندنا صور علمية لازمة لذاته بلا جعل وتأثير وتأثر, طيب مبنى العرفاء الاول او الثاني؟ عبارة عن وجود الصور العقلية لجميع الموجودات التي هي من جملة العالم, هذه نظرية العرفاء لأنه يقولون العقل الاول, لوح القضاء هو ماذا؟ العقل الاول, يقول: هذه عندهم من جملة العالم وعندنا صور علمية لازمة لذاته يعني مرتبطة بالصعق الربوبي, طيب خلط مولانا لأنه هم يقولون ولكنه ذيك شيء وهذا شيء آخر, هم يقولون صور علمية التي عبروا عنها الباطن المطلق, العليم, نعم تلك من الصعق الربوبي أما العقل الاول من الصعق الربوبي؟ .. نعم.
فلهذا إنشاء الله تعالى بعد أن قرأتم تمهيد القواعد وإنشاء الله دوره لا اقل مقدمة الفصوص اذا دخلنا الفصل السادس من الاسفار واقعا نستطيع بتعبيرنا العراقي ماذا نفعل؟ (انفلسهن هذه انفلسهن) وحدة وحدة اين تكلم ملا صدرا على المبنى وأين خالف المبنى, لأنه هو يتكلم هذه كلماتهم هذه, وهذه ليست مبانيهم, على أي الاحوال.
اذن صار عندنا لوح القضاء, لوح القدر, لوح المحو والإثبات, واضح, هذه قاعدة أخرى.
قاعدة أخرى: وهي أن كل مرتبة أعلى هي خزينة لما هي دونها, وعلى هذا الأساس فالخزائن الإلهية واحدة أم متعددة؟ متعددة, قال تعالى {وان من شيء} أي شيء ضع يدك عليه, لا يوجد أنكر من الشيء مفهوم, كم توجد عندنا مفهومات نكرة أنكر النكرات, طبعا ليس صوت الحمير, هنا نتكلم في المفهوم…
أنكر النكرات هو مفهوم الشيء لا يوجد عندك انت شيء أنكر من هذه النكرة, والآية تقول {وان من شيء الا عندنا} خزينته او {خزائنه}؟ {خزائنه} نعم واقل الجمع لابد أن يكون كم؟ اثنين اقله اقل الجمع مولانا, وان كانت الآيات والروايات أن الخزائن أكثر من اثنين بكثير, التفت جيدا, وعندما تطلع من هذه الخزائن تصاب بآفة القدر, {وما ننزله الا بقدر} واضح, يعني عندما يقاس الأدنى, الآن ترى بأنه هؤلاء عندما يقولون نستطيع أن نكتشف من الآيات او لا نستطيع؟ هذه الآيات ظهور قرآني أنا استعملك اذن يوجد عندك شك في الظهور؟ قل لي سيدنا هذا خلاف الظهور؟
وكل مرتبة دانية اذا قيست الى العالية تلك تصير بالنسبة إليها محدودة او غير محدودة؟ لأنه عندما تنزل تصير مع القدر قبل النزول مع القدر او بلا قدر؟ بلا قدر, لان الآية تقول {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} فعندما يخرج الى المرتبة الدانية يصاب بآفة القدر, يعني قبل أن ينزل الذي كان في المرتبة العالية فيه قدر او لا؟ التفت جيدا, لا انه ما فيه قدر, ما فيه هذا القدر, والا قد يكون بالنسبة الى ما هو أعلى منه فيه قدر, احسنتم.
هذا التعينات لم توجد احسنتم, فإذن عالم الشهادة قدر بالنسبة الى عالم المثال, عالم المثال قدر بالنسبة الى عالم العقل, عالم العقل أيضا بالنسبة الى عالم الاعيان الثابتة او عالم الباطن المطلق, وهكذا, {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله} طيب جيدا, هذا الموجود في الخزائن يتغير او لا يتغير؟ ماذا تقولون؟ (كلام أحد الحضور) ما يتغير بأي دليل؟ (كلام أحد الحضور) هذا خزين ضع مال في القاسة مولانا يصعد وينزل يوم مليون ويوم لا يوجد شيء, أبداً, قرينة توجد في الآية {وان من شيء الا عندنا خزائنه}, {ما عندكم ينفد وما عند الله باق}, اذن هذا الذي عندنا يتغير او لا يتغير باقي؟ باق, لا هذه قرينتها, قرينتها {عندنا}, {وما ننزله الا بقدر معلوم} وهكذا.
طيب الآن أنا يظهر بأنه كثيرا ما استطيع أن اقرأ وأطبق, فقط اذكر بعض المصادر مع ذكر بعض الشواهد.
تعالوا معنا الى هذه الآية المباركة في الجزء الاول من كتاب التوحيد ص276 عندي بحث تحليل مضموني للآية المباركة أي آية؟ {وان من شيء الا عندنا خزائنه} تنص الآية أولاً: {وان من شيء} وثانيا: {وان من شيء الا عندنا خزائنه} هذه واحدة واحدة, ثالثا: أن تلك الخزائن هي في عالمنا المشهود او فوق هذا العالم, رابعا: انه {وما ننزله الا بقدر معلوم} خامسا: أن هذا النزول نزول على نحو التجافي او نزول على نحو التجلي, يعني عندما ينزل من لوح القضاء الى لوح القدر, ومن لوح القدر الى لوح المحو والإثبات يعني لوح القضاء لم يكن موجودا او موجود؟.. نعم فإذن نزوله ليس على نحو التجافي وإنما على نحو التجلي, هذا بحث مفصل هنا يرجع إليه الاخوة في كتابي التوحيد ج الاول ص276 وما بعد.
المطلب الآخر: وهو انه كتاب القضاء في ما يتعلق أولاً: العقل الاول نحن قلنا العقل الاول هذا العقل الاول, قلنا بالأمس انه يوجد له اسم واحد او أسماء متعددة؟ عبرنا عنه بان له أسماء متعددة, عبرنا عنه بأنه العقل وقد يقيد بالأول بدليل بعض الروايات أول ما خلق الله, فإذا العقل ماذا؟ الاول لأنه أول ما خلق الله, المراد من الأولية؟ يعني أول ما خلق الله, وقد يسمى بالقلم, وقد يسمى بالنور, وقد يسمى بالماء, أما في ما يتعلق بالنور ما وردت هذه الرواية المفصلة التي ينقلها السيد الطباطبائي في الميزان المجلد الاول ص121 ذيل آية 33 من سورة البقرة, قال: عن جابر ابن عبد الله الأنصاري, قال: قلت لرسول الله ’ أول شيء خلق الله ما هو؟
فقال: نور نبيك يا جابر, خلقه الله, التفت جيدا, اذن نحن نتكلم عن المظاهر الخلقية او في المظاهر العلمية؟ نتكلم في العينة او في العلمية؟ خلقه, التفت جيدا.
فقال: نور نبيك يا جابر, خلقه الله ثم خلق هذا النور كل خير, ثم خلق منه كل خير, اذن الخالق من؟ الله, ولكن مع الواسطة او بلا واسطة؟ وهذه واسطة الفيض, مع الأسف أن البعض يفهم أن واسطة الفيض بمعنى أن الله خلق هذا والثاني خلق الثالث فتصير هذه الكلمات وسببها أنهم لم يفهموا هؤلاء ماذا يقولون؟ هؤلاء لم يقولوا أن الله خلق الاول ثم قال لهذا المخلوق اخلق لي ال.. لا ليس الامر هكذا, خلق الاول وخلق الثاني وخلق الثالث وخلق الرابع كلهم من خلقهم؟ الله هو الخالق, {الله خالق كل شيء} ولكنه الخلق على نحوين: خلق بلا واسطة وهو نور نبيكم, وخلق مع الواسطة.
فلذا الرواية قالت: ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساماً فخلق العرش من قسم, فإذن العرش فوق مقامه او دون مقامه؟ دون مقامه, والكرسي من قسم, وحمل العرش وسكنة الكرسي من قسم, وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله, ثم جعله أقساماً فخلق القلم من قسم, اذن تبين أن هذا القلم الموجود في الرواية دون مقام الكرسي التفت, وهذا غير القلم الأعلى الذي هو العقل الاول لذا قيد هذا القلم صار القلم الأعلى, لأنه نحن أقلام كثيرة عندنا لا قلم واحد.
قال: واللوح من قسم والجنة من قسم وأقام القسم الرابع ثم جعله أجزاء الى أن قال: فخلق الملائكة من جزء, اووو, تبين الواسطة الى أن نوصل الى درجة الملائكة وبين العقل الاول كم توجد من الوسائط؟ تبين انه توجد وسائط كثيرة لا واسطة ولا اثنين, فلذا من الطبيعي جدا أن هؤلاء الملائكة في قوس الصعود عندما يصلون الى مقام, يقول {لو دنوت أنملة لاحترقت} انتهى هذا مقامي هذا, هذه الروايات جديدة أم موجودة في البحار وعند الصدوق توجد؟ والله كلها موجودة, ونحن نقلناها من هناك من توحيد الصدوق نقلناها, اذن من اين نقلناها, ولكنه عندما علق استطاع أن يعلق على هذه المعاني او ما استطاع؟ ما استطاع التفتوا جيدا.
قال: فخلق الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر من جزء الى أن قال: فخلق العقل من جزء, ما شاء الله اين ذاك نور نبيكم وأين العقل, ولكن هذا أي عقل؟ هذا العقل الكلي لا العقل الاول, لأنه نحن يا أخوان, ما ادري هذه أما أن أتجاوزها او انه الصورة أريدها تتضح عندك, هؤلاء عندهم عقل, هذا الجسم يوجد, هذا الجسم, هذا جسم, هذا.. هذا نسميه جسم كلي او جزئي؟
هذه الأجسام الجزئية, يعتقدون انه يوجد جسم اسمه الجسم الكلي عند ذلك أنا عندي جسم نفس كلية او جزئية؟ جزئية ولكن ذاك الجسم هل توجد فيه نفس او لا توجد؟ له نفس تسمى النفس الكلية.
تعال معي الى أول السطر, قال: رب النفس المنطبعة اين؟ في الجسم, لا تقول لي بأنه سيدنا هذا صحيح او غير صحيح, أنا أبين لك مباني القوم هؤلاء عندهم هذه المباني لذا عندهم نفوس كلية ونفوس جزئية, بعبارة أخرى: يا أخي انت الم تكن لك نفس, والحيوان له نفس, النبات له نفس, طيب يعتقد أن الارض كذلك فيها نفس, طيب أنا ماذا افعل له, يقول وعندي شواهد على ذلك, لا جزافا, انت بأي دليل تقول عندك نفس؟ يقول عندها آثار تختلف تارة هكذا تارة تصعد تارة تنزل, تارة تأكل تارة تشرب, تارة تنام تارة تتحرك, يقول أمامك الارض تارة تنام تارة تجلس, تارة تحيي النبات تارة لم تحيي النبات, تارة تخرج ماء بارد وتارة تخرج ماء حار, طيب ماذا تريد من النفس غير هذه الآثار انت؟
القمر أيضا له نفس, الشمس كذلك, انت افترضت أن هذه جوامد ولا دليل على كونها جوامد, طيب جيد جدا الى هنا اذا تم هذا المبنى, لأننا نريد أن نذهب الى مكان آخر, ولكن من باب الشيء يجر واقعا يجر شيء ويرتبط بشيء, طيب اذا كان هكذا, فهذه الكواكب والأفلاك لها نفوس او ليس لها نفوس؟ لها نفوس, هذه النفوس لها تأثير في عالم الطبيعة او ليس لها تأثير في عالم الطبيعة؟ (كلام أحد الحضور) نعم لها تأثير, لا اقل تأثيراتها المد والجزر في البحار هذا واضح, هذا لا يشك احد به, اذن على أي أساس أنا مولانا عندما أريد أن اطلع من البيت او أريد أن أتزوج او انه أريد أن اعمل معاملة ما او أريد أن أبيع واشتري هذه ليس لها تأثير؟ يدخل عندك بحث مفصل الروايات عادة المئات التي نحن نضرب بها عرض الحائط, تفهم ماذا اقول, يكره الزواج كذا, فانه يورث كذا, ويكره الدخول على المرأة في الليلة كذا, فانه يورث كذا, (بابة شنو هذا الخرط امنين جايبين هذه) تقول او لا تقول؟ تعطيها بيد أي شخص, تعطيها في يد هؤلاء الجدد مولانا, مثقفين يسمون أنفسهم, حتى هؤلاء المعممين الذين جاؤوا من الخارج, تقول له هذه, يقول: (بابه شنو هالخرط هذا) هذا اين موجودة في الطب في الطبيعيات اين تثبتها, تقول طيب ماذا أتكلم معك, أنا لابد أن آتي بك الى الحوزة أجلسك وأفهمك وأقول لك والله وبالله كما انه انت عندك نفس هذه الموجودات كذلك لها نفس ولها تأثير في العالم كما انه انت لك تأثير مولانا أنا تأثيري مع انه عندي نفس جزئية انظر أنا العالم احرقه بالقنابل الذرية التي أنا عملتها, أأثر او لا أأثر في العالم؟ انظروا ماذا نفعل مولانا, انظروا هذا الغلاف الجوي ماذا نفعل به نحن؟ هذا النظام العجيب الهندسي الإلهي نؤثر فيه او لا نؤثر فيه؟
أما نفوس أخرى التي هي أعظم منا بمراتب ما تستطيع أن تؤثر فقط تنظر إلينا مولانا, فلهذا ترى بأنه هذه الكلمات لا تعتبرها والله هذه الطبيعيات القديمة وقد انفسخت هذه اليوم و.. لا لا تتكلم بهذا الكلام, نعم تعال ابحث بحث فلسفي ببرهان أما ثبتها او لا, هذه جملة التفت إليها, قبلها يوجد عندك نفس الشيء, تعال معي قال: فهي مرتبة الاسم الرحيم رب يعني ماذا نفس الرب الكلية يعني كما توجد عندك نفوس الجزئية توجد عندك نفوس ماذا؟ كما عندك عقول جزئية عقلي وعقلك الم يكونا عقلا جزئيا؟
يوجد عندك عقل كلي, طيب هذا القدر تقبله؟ طيب لماذا عندما تصل الى النفوس لم تقبل؟ وكلها مجردات لا تتصور أن العقل مجرد والنفس مادي, ماذا أنا نفسي عقل او نفس؟ نفس, مجرد او لا؟ .. اذن لا يذهب ذهنك انه بمجرد أن سمعت انها نفوس يذهب ذهنك الى انها مادية جسمانية, أبداً هذه النفوس كلها مجردة.
عند ذلك تفهم هذه الحقيقة الاساسية وهي أن الملائكة لها مرتبة واحدة او ليست لها مرتبة واحدة؟ بعض الملائكة عقول بعض الملائكة ماذا؟ (كلام أحد الحضور) أحسنت, بعض الملائكة نفوس كلية, مرتبتها, بعض الملائكة نفوس جزئية, وكلها مجردة نعم لأنه لا يوجد بحث في ذاك, الآن قد يوجد ملائكة.. لا لا فيه بعد الآن ذاك بحث آخر, ما ادري واضح استطعت أن أوصل المطلب الى الاخوة.
الى أن يقول: وأقام التفت جيدا.
يقول: فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء, التفتوا جيدا بيني وبين الله حتى من تعرفون عندما اقول الإمامة التي نحن نقولها ليست هذه الموجودة في كلمات المتكلمين, البعض يستصحب هذه الكلمة, لا فقط أتباع الخلفاء لم يفتهمون الإمامة التي نحن نقولها, متكلمينا كذلك لا يدرون الإمامة التي نحن نقولها ما هي؟ التفت الى الرواية.
يقول: والعصمة والتوفيق من جزء, هذه اين مرتبة العصمة؟ مع واسطتها مع العقل الاول ونور نبيكم كم واسطة توجد؟
ونحن معتقدين انه الإمام علي ابن ابي طالب لا اقل اذا ليس هو في نفس نور نبيكم فهو المرتبة التي بعدها, فإذن انت عندما تثبت لي العصمة يعني هذه الدرجة العليا او الدرجة الوسطى له؟ الدرجة الوسطى له, جدا أعلى من هذا بكثير بكثير, الآن نحن بعض علمائنا المتكلمين من متقدمين ومن متوسطين ومن متأخرين ومعاصرين (بعده امشكل أن العصمة تصير او لا) يوجد فرق كثير بينها, وإذا توجد عصمة فهي عصمة مطلقة او عصمة مقيدة, هو هنا بعده لم يستطيع أن يحل المشكلة, طيب أنا استطيع أن اصعد به الى الفوق.
قال: وبعد العصمة, التفت اين يمشي, يقول: وأقام القسم الرابع في مقام ثم نظر إليه هذا القسم الرابع بعين الرحيبّة فرشح ذلك النور, أي نور؟ أول ما خلق, أول ما خلق نور نبيكم, فرشح ذلك النور وقطرة منه مئة ألف وأربعة وعشرون ألف قطره فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول, انظر نحن اين نتكلم وهذه الرواية اين تتكلم, رؤية كلامية متكاملة في النبوة والرسالة والإمامة, هذه رواية واحد, رؤية كاملة.
فلهذا كل الأنبياء والمرسلين يصيرون شأن من؟ شأن نوره ’, لأنه تقول فرشح ذلك النور وقطرة منه 124 ألف هذه الرواية واحدة منها, فخلق الله لا يذهب ذهنك بان الخالق ذاك النور, فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول, أرواح الأنبياء, هذه 124 ألف نبي فيهن واحدة روح النبي او لا؟ نعم لأنه ذاك النور هو الكلي غير المتعين أما روحه هو المتعين في قبال باقي الأنبياء, فيشمله او لا يشمله؟ نعم يشمله, فلذا قال: لي مع الله وقت لا يسعني فيه لا نبي ولا رسول, لا نبي مرسل ولا رسول مقرب, أبداً, وهم قالوا هذه لا لنفي الجنس يعني حتى نفسي تسعني هناك او لا تسعني؟
طيب هنا افتح لي قوس آخر: (فاطمة روحي التي بين جنبي, هذه أي روح هذه أم تلك؟ فتأمل.
قال: فخلق الله من كل قطرة, اذا هذه فلها مقام, أما اذا روحي التي بين جنبي يا روح؟ تلك الروح الكلية, اين يصير مقام فاطمة؟
فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول, ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الأولياء والشهداء والصالحين.
فإذا وجدت صالحا انت لابد أن تعرف انه على قدم من, هذه بتعبير العرفاء بتعبير محي الدين, على قدم من؟ يعني على ضوء, أي نبي من الأنبياء صار واسطة وجوده؟ اذا اليوم لم نقرأ شيء, اذا أيوب صار واسطة وجوده, فهذا ماذا يصير المسكين؟ مجمع البلايا والمصائب مولانا, اذا نوح صار؟ فذاك, اذا ابراهيم صار؟ اذا يونس؟ وحدة من هؤلاء لأنه تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الأولياء الصالحين المؤمنين المتقين خلق هؤلاء خلقهم بواسطة هذه الأرواح, ومن هنا تجد أن الصالحين تجد الأتقياء تجد الأولياء واقعا أمزجتهم الأخلاقية, أعمالهم ممارساتهم واحد أم متعدد؟ وهذا معناه انه هذا على قلب فلان وهذا على قلب فلان.. واضحة الجملة هذه.
قال: اقول: السيد الطباطبائي يعلق على هذه الرواية, التفت جيدا, أخاف تتصور بأنه رواية سندها لم يكن معلوما أول آخر, مضمونها أصلاً غريب لا ينسجم مع ذوق أهل البيت من هذا الكلام الشعر الجديد, هذا الشعر الحديث الذي يقولونه.
يقول: والأخبار في هذه المعاني كثيرة متضافرة وأنت اذا أجلت نظرة التأمل والإمعان فيها وجدتها شواهد على ما قدمناه, قدم بحث هو, وسيجيء شطر من الكلام وإياك أن ترمي أمثال هذه الأحاديث الشريفة المأثورة عن معادن العلم ومنابع الحكمة بأنها من اختلاقات المتصوفة وأوهامهم, بالك, لا اقل لا تعتقد لا تعتقد ولكنه لا تتهم, فللخلقة أسرار, أسرار يعني بواطن غيوب توجد.
الآن هنا يقول: ذا العلماء من طبقات أقوام الانسان لا يألون جهدا فقط يريدون أن يفتهموا إسرار الطبيعة صار لهم عشرة آلاف سنة أخيراً يقولون لم نعرف شيئا, الآن انت تريد أن تعرف أسرار الغيب والملكوت طيب كيف بهذه البساطة.
منذ اخذ البشر في الانتشار وكلما لاح لهم معلوم واحد بان لهم مجاهيل كثيرة, كلما ازداد الانسان علما ازداد جهلا, انت اذا أردت أن تعرف أن هذا عالم انظر بأنه عندما يزداد علما يطغى {إن رآه استغنى} هذا الاستغناء ليس فقط استغناء مادي نحن أخذناها الى المال والا الاستغناء بالعلم الطغيان الذي يأتي به العلم لا يقاس بالطغيان الذي يأتي به المال.
قال: وهي عالم الطبيعة أضيق العوالم وأخسها, فما ظنك بما ورائها وهي عوالم النور والسعة. تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالمين.