بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: ولا فرق بينهما الا بالربوبية والمربوبية, لذلك صار خليفة الله, أي الانسان الكامل, لذلك صار خليفة الله, وإذا علمت هذا علمت الفرق بين المراتب الإلهية والربوبية والكونية.
أنا مقدمة بودي أن أشير الى مطلب مرتبط بأصل نظرية الوحدة الشخصية للوجود, من البيان الذي تقدم في ما سبق اتضح بأنه هذه النظرية وهي نظرية وحدة الوجود الشخصية, لها ركنان:
الركن الاول: أن حقيقة الوجود واحدة شخصية لها شؤون متعددة, هذه الشؤون بعضها مرتبطة بالصعق الربوبي وبعضها خارجة عن صعق الربوبي الذي يعبر عنها بالفعل.
البعد الثاني او القاعدة الثانية او الأصل الثاني: أن كل ما سوى الله هل له تحقق او ليس له تحقق؟ اتضح بان ما سوى الله ليس الا ظلال, ليس الا صورة مرآتية.
الآن هنا بحث, التفتوا, هنا بحث وهو انه زيد وعمر وبكر سماء وارض وماء, نبي وأنبياء وأولياء وأوصياء, ملائكة وعقول وجنة ونار, هذه اين تضعها؟ تضعها في الأصل الثاني التي هي امور عدمية لا شيء الا انها تري تلك الحقيقة, او انها لا هذه كلها امور مرتبطة بشؤون تلك الحقيقة ولكن في مقام الفعل لا في مقام الذات أي منهما؟
هذه العناوين التي اطرحها اخواني الاعزاء اطمأنوا لا توجد في كلمات الأعلام هذه العناوين التي أبينها, اذا بنينا أن هذه الاشياء التي أشرت إليها وأمثالها ما لا يعد ولا يحصى, هي ظلال هي صور مرآتية, اذن أنا عندما الآن ارفع يدي هو أنا ارفع يدي او تلك الحقيقة بشأن من شؤونها ترفع يدي وأنا صورتها؟ أي منهما؟
الثاني, طيب هنا واقعا اذا كان الامر كذلك, مسألة الاختيار ومسألة الثواب, ومسألة الامر بين الأمرين, وكلها تكون سالبة بانتفاء الموضوع لأنه الصورة في المرآت لها شأن لها دور او انها فقط عاكسة أي منهما؟ فقط عاكسة ليس لها أي شيء, وجملة الإشكالات الواردة على نظرية العرفاء منشأها من اين يأتي؟ لا انه يأتي من الأصل الاول وهو أن هذه الحقيقة
لها شؤون, لا مشكلة أن هذه الحقيقة لها شؤون, إنما الاشكال يرد انه ما سوى هذه الشؤون وهو أنا وانت والدنيا والآخرة والانبياء والشرائع والثواب والعقاب كلها تكون صورا مرآتية وبتعبير صدر المتألهين تكون أمورا عدمية ولكنه عدم يري تلك الحقيقة.
الآن التفتوا الى هذه العبارة, السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه عندما يأتي في أصول الفلسفة انقل هذه من الترجمة العربية التي ترجمها السيد عمار أبو رغيف, هناك في أصول الفلسفة الجزء الثالث ص319 هذه عبارته هناك التفتوا جيدا: مثال, يريد أن يبين العلاقة بين الخالق وبين المخلوق, التفتوا جيدا أي علاقة, هذا المثال يضربه السيد الطباطبائي في المتن, مثال: انك جلست بقلب مطمئن وحواس مركزة ووضعت هذا العالم أي كل ما فيه, المتلاطم أمام بصرك وعكفت على رؤية كل واطئ وشاهق وكل بعيد وقريب وكل داخل وخارج وكل كبير وصغير فيك, الفضاء اللا محدود, الكواكب المدهشة المنظومات المتراكمة الشموس الساطعة المتلألئة النجوم والأقمار اللامعة لنقترب أكثر, هذا تعبيرات السيد الطباطبائي, الارض وآفاقها الغابات الكثيفة والبحار المتلاطمة الفيافي الواسعة الكائنات الحية وبنيتها الداخلية ارتباطاتها الحياتية أفكارها المتواصلة العناصر والمركبات الذرات المتراكمة والجزئيات التي لا تحصى نشاطاتها الفردية والجماعية حركتها التكاملية المدهشة بعامة تشاهد هذا النظام البديع بكل قوانينه الذي تغطس أقدام كل ذي عقل في وحل الدهشة والحيرة جرّاء مشاهدته وتودع كلما تحصل عليه في الذاكرة وفي أثناء هذه الجولة التي انت ترى كل هذه, وهل يخطر على ذهنك انه هذه شيء او لا شيء؟ يخطر على ذهنك انها لا شيء؟ أبداً, تراها حقائق واقعيات كلها قائمة, قال: وفي أثناء هذه الجولة تعود مباشرة الى ذاتك لتعرف أن ما تراه, كل هذا الذي تراه, أن كل ما تراه تراه عبر مرآت كبيرة بقدر العالم, اذن هذه الحركات أصلها اين كان؟ في مكان آخر, فإذن هي كانت تتحرك او واحد آخر يتحرك؟ عبر مرآت كبيرة لا بنحو مباشر كما كنت تحسب, أما الآن وبعد ما حصل وما وقع في الفرض فكيف ستكون حالتك, يقول كل الذي كان في ذهنك سوف يأخذ صورة أخرى, هذا من قبيل أن الانسان يرى صورة سيارة في المرآت ولكن لا يرى المرآت فيتصورها هي السيارة ولكنه بمجرد أن يقلب وجهه الى هذا الاتجاه, عجيب السيارة كانت هنا هذه صورتها والا واقعيتها هنا وليست واقعيتها هناك.
طيب سؤال: العالم ما سوى الله هكذا؟ (كلام أحد الحضور) او لا؟ انه هؤلاء يريدون أن يقولون؟ التفتوا هذه الدعوى جدا مشكلة او لا يريدون أن يقولون لا, انه كما أن الله (سبحانه وتعالى) له شأن ذاتي له شأن كوني, وأنا من الشؤون, أيهما يريدون أن يقولون به؟ واقعاً العبارات متداخلة غير واضحة لا تعلم أن هؤلاء في النتيجة ماذا يقولون؟ وهنا نحن نقول: بأنه اذا كان مرادهم الاول فواقعا ففيه علامة استفهام كبيرة جدا, أما اذا كان مرادهم الثاني الآن طيب, في النتيجة اذا يتذكر الاخوة نحن قلنا أن الشؤون لها ماذا؟ لها واقعية لها نفس أمرية نعم ليست شيئا منفصلا عن ذي الشأن لا مشكلة, ولكنه شأن حقيقة ولكن حقيقة عبر عنها عين الربط بذي الحقيقة بصاحب الشأن ونحو ذلك, على أي الاحوال.
أنا هذه المسألة طرحتها للاخوة حتى عندما يراجعون المتون العرفانية سيجدون بأنه تارة يعبرون عن العقول وعن عالم المثال وعن عالم الحس يعبرون عنها شؤون وأخرى يعبرون عنها مظاهر, اذا كان مرادهم انها مظاهر فماذا تكون العلاقة؟ علاقة الشاخص والظل, أما اذا كانت شؤون؟ فلا حساب آخر تكون.
الآن انتم ارجعوا الى متون العرفانية وانظر بأنه هذا الذي أنا أقوله كيف انه متداخل واليوم عندنا عبارة أيضاً يستشف منها هذا التداخل كما سأقرأها لكم, طيب هذا انتهينا منه, طيب تعالوا معنا الى محل الكلام.
طيب جيد جدا, اذن الانسان الكامل عبر عنه المظهر الأتم كما عبرنا, يعني العقل الاول مظهر, لوح القدر مظهر, وعندنا الانسان الكامل أيضاً مظهر ولكنه ليس مظهرا لهذا الاسم او لذلك الاسم بل مظهر لاسم لمقام الواحدية لماذا؟
باعتبار أن مقام الأحدية لا تجلي له, مقام الأحدية لأنه بطون مطلق له تجلي او لا تجلي له؟ لا تجلي له.
اذن الانسان الكامل سوف يكون مظهر مقام الإلهية مقام الواحدية, اذن لا فرق لا يبقى بينه فرق وبين الظاهر الا أن الواحدية رب والإنسان الكامل مربوب, ولذلك عبرنا بالأمس قلنا ولذلك الانسان الكامل صار خليفة الله, هذه الخلافة اخواني فلنصطلح عليها من الآن فصاعدا بالخلافة الاسمائية, الآن ما ادري احد مصرح بهذا او مصطلح بهذا او لا نعم (كلام أحد الحضور) يوجد موجود (كلام أحد الحضور) جيد.
المهم هذه هي الخلافة الاسمائية وليست الخلافة الإلهية, الخلافة الإلهية لها معنى آخر, هذه الخلافة الخلافة الاسمائية خليفة الله وخليفة الله له معاني ولكن لا أنا عندما اقول اسمائية مرادي المعنى العرفاني له, يعني انه هذا خليفة الاسماء الإلهية بالمعنى العرفاني بل هو خليفة من بل هو خليفة صار ليس خليفة الرحمن خليفة الرحيم, خليفة الماحي الخالق المحيي بل خليفة الله, والله مقام الواحدية إشارة الى الاسم الأعظم. هذا بحث الخلافة تعلمون بأنه بحث مفصل مطول والآن ليس محل بحثه هنا ولكن لا ينبغي أن يخلط بين بحث الخلافة في علم الكلام والخلافة في القرآن الكريم, فان الخلافة في القرآن الكريم تشير الى هذا النسخ وهي الخلافة الاسمائية أما بخلاف البحث في علم الكلام الخلافة هناك بحث عن خلافة من؟ بحث عن خلافة رسول الله ’ انه فلان خليفة او ليس خلفية, فذاك بحث أما كلامي وأما فقهي ولكن هذا بحث قراني مرتبط بعالم الاسماء الإلهية, ولا يوجد عندنا في القرآن الكريم آية تشير الى الخلافة الاسمائية الا آية سورة البقرة {إني جاعل في الارض خليفة} { يا داود أنا جعلناك خليفة في الارض} لا علاقة لها بمحل الكلام, {خلائف} لا محل لها بالكلام, {ليستخلفنهم} لا محل لها, هذه كل واحدة منها لها قيودها الخاصة. الآية المرتبطة بالخلافة الاسمائية في القرآن الكريم فقط آية سورة البقرة {وعلم آدم الاسماء كلها} واضح هذه النقطة.
لذا أنا بودي أن الاخوة اذا يريدون أن يراجعون فقط أنا أعنون الابحاث والبحث إنشاء الله يرجعون إليه في كتاب التوحيد ج2 أنا واقف عند هذه المسألة.
المسألة الاولى: هي انه مفهوم الخلافة ما هو؟ عندما نقول هذا خليفة ما هو مفهوم الخلافة؟ هناك في ج2 ص397 اشرنا الى مفهوم الخلافة نقلنا عبارتين: العبارة الاولى للفخر الرازي الخليفة من يخلف غيره ويقوم مقامه, الجزء الثاني ص397, والسيد الطباطبائي هذه عبارته يقول: الخلافة هي قيام شيء مقام آخر لا تتم الا بكون الخليفة حاكيا للمستخلِف في جميع شؤونه الوجودية وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هو مستخلِف. ومن هنا قلت أنا في ما سبق بأنه كل مظهر من المظاهر هو خليفة لاسم من الاسماء يعني العقل الاول خليفة من؟ خليفة الرحمن مثلا, وهكذا لوح القدر خليفة الرحيم وهكذا, هذا بحث.
البحث الثاني: من هو المستخلِف هنا عندنا في الانسان الكامل؟ المستخلف ليس هذا الاسم او ذاك الاسم, وإنما المستخلف هو الله يعني الاسم الاعظم, هذه كلها أدلتها مذكورة, من أهم أدلتها أن الآية المباركة قالت {وعلم آدم الاسماء كلها} لذا أنا هناك قلت لا دليل على انه المراد من الاسماء هنا يعني أسماء الاشياء او المعاني او كذا, طيب لماذا لا نذهب الى الاسماء الإلهية في القرآن الكريم {ولله الاسماء الحسنى} هذا بحث.
البحث الثالث: وهو بحث أساسي وهو: أن الخلافة المقصودة هنا في بعدها الايجابي لا بعدها السلبي يعني ماذا؟ يعني أنا وانت عندما نضع خليفة لأنفسنا لأنه نحن لا نستطيع أن نقوم بكل العمل وإذا غبنا يقوم احد مقامنا, الله عندما يكون له خليفة يعني هو عندما يقوم الخليفة بالدور يعني المستخلِف غائب غير موجود او انه بكل شيء محيط؟ اذن الخلافة لابد أن تقسم الى قسمين: خلافة سلبية أن صح التعبير, وخلافة ايجابية, فانه مع حضور المستخلَف المستخلِف أيضاً حاضر معه {وهو بكل شيء محيط} هذه نقطة, (كلام أحد الحضور) جزاكم الله خيرا احسنتم.
فلذا هذا المعنى يشير إليه الآلوسي, الآلوسي الحق والإنصاف في تفسير توجد عنده مطالب جدا عالية ولعله حتى عند الكلاميين من مدرسة أهل البيت هذه المطالب لم توجد, عبارته هذه في ذيل هذه الاية المباركة, قال: ويفهم من كلام القوم قدس الله اسرارهم, المراد من القوم يعني أهل المعرفة العرفاء, أن المراد من الآية بيان الحكمة في الخلافة على أدق وجه وأكمله فكأنه جل شأنه قال: أريد الظهور باسمائي وصفاتي, أريد الظهور, ولكن الظهور باسمائي وصفاتي, ولم يكمل ذلك بخلقكم أيها الملائكة, هذا الظهور كمل بخلقكم او لم يكمل؟
ولم يكمل ذاك بخلقكم أيها الملائكة فاني اعلم ما لا تعلمونه لقصور استعدادكم ونقصان قابلياتكم أكثر من هذا, ما منا الا له مقام معلوم, فلا تصلحون لظهور جميع الاسماء والصفات فيكم فلا تتم بكم معرفتي, من عرفكم فقد عرف الله, من عرف الملائكة فقد عرف الله, لا لا قد يعرف الرحمن, قد يعرف الرحيم, قد يعرف الخالق أما يعرف الاسم الله او لا يعرف؟ لا بحث في انه لا يمكن لأحد أن يعرف مقام الأحدية او مقام اللا بشرط المقسمي ذاك بحث آخر, أصلاً غير قابل للمعرفة ذاك, البحث ما دون ما فيه المعرفة.
قال: فلا تصلحون لظهور جميع الاسماء والصفات فيكم فلا تتم بكم معرفتي ولا يظهر عليكم كنزي, كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف, هذه اعرف بواسطتكم يتم او لا يتم؟ لا يتم, فلابد من أظاهر من تم استعداده, وكملت قابليته ليكون مجلاً لي, الآن التفت لي, ومرآتا لأسمائي, اذن الانسان الكامل ما هو؟ مرآت عاكسة, هذا الذي قلت بأنه كلماتهم انت تارة تعبر عنه مرآت وتارة يعبر عنه بأنه شأن ومن الواضح فرق كبير بين المرآتية وبين الشأنية.
قال: مجلا لي ولاسمائي وصفاتي ومظهرا للمتقابلات في, هو الاول هو الآخر هو الظاهر هو الباطن هو المحي هو المميت هو القابض هو الباسط هو المعطي هو المانع هو.. الى آخره, هذه متقابلات ولكن كل هذه في الاسم الاعظم هذه مجتمعة هذه المقابلات, أما عندما ننزل الى ما دون الاسم الاعظم فهذه مجتمعات أم مفترقات؟ تجد أن المحيي غير المميت أن القابض غير الباسط, أن المانع غير المعطي, الى آخره.
ومظهرا للمقابلات في ومظهرا لما خفي عندي عند ذلك, وبي يسمع وبي يبصر وبي وبي.. هذه العبارة الاخيرة عندما نريد أن ندخل نقاش مع الآلوسي نقول لا هذا خلط لان الانسان الكامل مقامه قرب الفرائض هذا الذي يقوله مقام قرب النوافل, هذا دون مقام قرب الفرائض الذي يوجد للإنسان الكامل, هذا المعنى أيضاً بنحو.
طيب النتائج المترتبة, الاخوة إنشاء الله يرجعون إليها بشكل مفصل, جدا النتائج المترتبة على الآية مهمة وهي مسألة الخلافة, أولا: دائرة الخلافة ومساحتها, الى الآن كانت المعركة قائمة بأنه هؤلاء البشر لا تخلو الارض من حجة ولكنه نظرية الخلافة الاسمائية لا تخلو الارض من حجة او لا يخلو عالم الامكان من حجة؟ فرق كثير بين انه لا تخلو الارض من حجة وبين لولاه لساخ العالم بأهله لا لساخت الارض بأهلها وهناك فرق كثير بين هاتين المقولتين, هذه نتيجة من النتائج المهمة.
النتيجة الثانية: انعدام الواسطة, وهو انه هذا الخليفة لأنه الاسم الاعظم بينه وبين الله واسطة او لا توجد؟ أبدا لا توجد, لأنه مظهر الاسم الاعظم والاسم الاعظم لا واسطة بينه وبين الله, الأحدية لها حسابها الخاص, لذا الآية المباركة قالت {وعلم آدم الاسماء كلها} ثم قال: {يا آدم انبئهم باسمائهم} اذن الملائكة كلهم اخذوا مع الواسطة مضافا الى انه هناك تعليم وهنا انبأ والأنباء غير التعليم, واحد يعطي تقرير شيء وواحد يكون متعلم شيء آخر.
النتيجة الثالثة: هي دوام الخلافة لماذا؟ لان كل اسم من هذه الاسماء له مظهره فلا معنى لان يكون الاسم موجودا والمظهر غير موجود, نقرأ هذه العبارة.
قال: ولذلك صار خليفة الله, هذا البحث كله الاخوة يراجعونه وبحث مفصل.
قال: ولذلك صار خليفة الله يعني الانسان الكامل, وإذا علمت هذا هذا الذي بيناه في المراتب والشؤون وكذا, علمت الفرق بين المراتب الإلهية والربوبية والكونية, ويتذكر الاخوة نحن ميزنا بين مقام الإلهية والربوبية ببيان واضح وبفارق واحد, ارجعوا معنا الى ص51, قال: وإذا أخذت الحقيقة بشرط شيء فأما أن تؤخذ وهي مقام الواحدية وهذه المرتبة يعني مقام الواحدية باعتبار الإيصال لمراتب الاسماء تسمى مرتبة الربوبية, فإذن مرتبة الإلهية مقام الواحدية اذا أخذت باعتبار الإيصال تكون ربوبية, فلا يبقى فرق كبير بين الإلهية وبين الربوبية يعني رب العالمين. بحث آخر. وجعل بعض المحققين المرتبة الإلهية هي بعينها مرتبة العقل الاول, يقول: بعض المحققين, طبعا هنا توجد عبارة جيدة في مصباح الأنس أنا نسيت أن انقلها في بحث الخلافة في ص23 من الطبعة الحجرية التي شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده في الحاشية ينقلها وهي عبارة مهمة جدا, قال: أعظم شروط الخلافة هو العلم بجميع المراتب وبأهليها, لذا تجدون في الاية ماذا قالت ما هي شرط هذا الخليفة؟ العلم {وعلم آدم} شيء آخر لم تذكر, الاية فقط ذكرت كأنه لا شرط الا شرط العلم, قال: هو العلم بجميع المراتب وبأهليها وحقوق الاهلين وأحكامهم لان الخلافة هذه الخلافة الاسمائية العرفانية توسط يقتضي الأخذ من المستخلِف وإعطاء المستخلَف عليهم, بيد يأخذ وبيد يعطي, فمهما لم يعلمهم لم يعطى الخلافة حقها, اذا لم يعلم من هؤلاء ما هي حاجاتهم ما هي استعدادتهم هل يمكن آن يأخذ ويعطي او لا يمكن؟ حتى لو اخذ يستطيع أن يعطي او لا يستطيع؟ ولو اعطى يكون في محله او يكون في غير محله؟
اذن لابد أن يعرف كل شأن من شؤونهم, وليس للملائكة ذلك بالفعل على أن له.. الآن هذا بحث آخر, وهو انه يقول على أن له مقام فوق مقام الخلافة, التي هذه مرتبطة بمقام الاحدية ونحن نتكلم عن مقام الواحدية, وهذه العبارة انتهينا منها. وجعل بعض المحققين المرتبة الإلهية مرتبة العقل الاول, طيب سؤال: أساسا العقل الاول هو مرتبة او مظهر للمرتبة؟ هذا الذي قلته في أول الامر بأنه في عباراتهم يوجد خلط بين المرتبة بين الشأن وبين المظهر, أصلا العقل الاول هو مرتبة شأن او مظهر؟ وقرأنا بالأمس قرأنا من عبارة السيد الآشتياني في شرح مقدمة الفصوص بان العقل الاول ما هو؟ مظهر اسم الرحمن لأنه قبل ذلك قرأنا في ص52 قال: فهي مرتبة الاسم الرحمن رب العقل الاول, فالعقل الاول يكون شأنا او يكون مظهرا؟ ولذا هنا تجد انه يعبر عن العقل الاول بأنه ما هو؟ مرتبة, مع انه بمقتضى البيان الذي بيناه بان العقل الاول مرتبة او مظهر؟ مظهر ولكنه عبر عنه بالعقل الاول, هذه نقطة.
النقطة الثانية: لماذا جعل البعض المرتبة الإلهية مرتبة العقل الاول؟ يقول: باعتبار أن العقل الاول مظهر الرحمن وحيث أن الرحمن من حيث المرتبة يساوي مرتبة الواحدية اذن مرتبة العقل الاول او مرتبة الإلهية هي مرتبة العقل الاول, مع انه نحن في البحث السابق مرتبة العقل الاول كانت مرتبة إلهية او كانت متأخرة عنه بمرتبتين او ثلاث؟ متأخرة, قلنا الواحدية ثم الربوبية ثم الوجود المنبسط ثم الباطن المطلق ثم الرحمن, هذا التسلسل الذي ذكرناه, الآن هذا من اين جاؤوا بها؟ هذه جاؤوا بها من الآية المباركة {قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيما} يعني الله او الرحمن {تدعوا فله} يعني لهذا الأي الذي هو الله او الرحمن {فله الاسماء الحسنى} يعني أن الله له جميع الاسماء الحسنى وهذا له يعني الواجدية يعني انه الاسم الكلي يعني انه لا يوجد اسم أعظم منه, هذه له يعني يمكن أن يقع موصوفا وهذا وصف له تستطيع أن تقول الله خالق, الله رازق, الله محي, الله مميت, كل الاسماء الحسنى الإلهية تقع وصفا لألله, والآية قالت: {قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن} فإذن الرحمن يكون ماذا؟ في عرض الله بعبارة أخرى مرادف لهذه المرتبة, فمظهره أيضاً يكون في هذه المرتبة, اذن جعلوا مرتبة الإلهية مرتبة العقل الاول, ما ادري واضحة العبارة.
قال: وجعل بعض المحققين, الذي عبارته ينقلها عن العلامة فناري في مصباح الأنس ص151 في الحاشية, (كلام أحد الحضور) بلي (كلام أحد الحضور) بحث تفسيري, هذا ليس بحثنا لأنه ذاك بحث تفسيري قد ننتهي الى نتيجة افترضوا, قد ننتهي الى نتيجة انه الرحمن والله في القرآن الكريم احدهما, مع انه ليس الامر كذلك, لأنه في {بسم الله الرحمن الرحيم} جاء الرحمن وصفا لألله, {بسم الله} هذا الله ما هو وصفه {الرحمن الرحيم}, فإذن وقع الرحمن ولكن لا يوجد عندنا في آية الله يقع وصفا للرحمن, وهذا يكشف كما سيبين.
اذن يوجد عندنا بحثين: بحث تفسيري ذاك بحث لابد انه نرى بأنه واقعا هذا مقام الواحدية الذي يصطلح عليه العرفاء باسم الاعظم او مقام الواحدية او مقام الجمع هذا نفسه الرحمن او هذه مرتبة أخرى, قرآنيا بحسب الاصطلاح, الآن هذا بحث آخر.
قال: وجعل بعض المحققين المرتبة الإلهية هي بعينها مرتبة العقل الاول, الخط الذي ذكرناه لا تنسونه هنا لان العقل الاول مرتبة هو او ليس بمرتبة؟ ليس مرتبة وإنما هو مظهر لمرتبة. الآن الا أن يقول قائل والحق معه: يقول لا فرق بين الظاهر والمظهر كل منهما احدهما عين الآخر, هو هو وهو غيره فلا فرق بان يقول العقل الاول أو يقول الرحمن, الآن بأي دليل اقول مراده بالعقل الاول هو مرتبة الرحمن, قال: باعتبار جامعية الاسم الرحمن لجميع الاسماء بأي دليل تقولون أن المرتبة الإلهية هي مرتبة العقل الاول؟ باعتبار الرحمن, طيب ما هي العلاقة بين العقل الاول والرحمن؟ يقول: نعم لان العقل الاول هو مظهر الرحمن, تنظرون بأنه كيف أكل من القفا, طيب من الاول انت ابحث الله والرحمن لماذا تذهب الى العقل الاول و؟ يقول باعتبار انه مظهر للرحمن والرحمن جامع لجميع الاسماء والصفات اذن مظهره يكون جامعا لجميع الاسماء والصفات, (كلام أحد الحضور) ما هو ذاكر هذا الشيخ حسن زاده بيانه في دليل الاية والا في المتن هذا لم يأتي به, وهو كذلك يعني لا يوجد عندهم دليل, (كلام أحد الحضور) لعله ولكنه مقصودي هذا ليس في المتن. باعتبار جامعية الاسم الرحمن لجميع الاسماء كجامعية الاسم, الف واللام, لا اسم الله, كجامعية الاسم الله لها أي لجميع الاسماء, جيد, يقول: هذا وان كان حقا من وجه, الآن اقرأوا الحاشية انظروا ماذا يوجد فيها؟ أي من وجه كون الرحمن من مظاهر الله, هو اين هذا الكلام جاء حتى نقول بأنه هذا مراده في الجملة, نحن الآن قلنا أن الرحمن من مظاهر الله او المرادف لألله؟ (كلام أحد الحضور) مرادف, اذن هو يقول هذا وان كان, اذن ضمير هذا على من يعود؟ يعود على هذا انه احدهما مرادف للآخر لا انه احدهما مظهر للآخر, الآن ما ادري هذه واقعاً الأخطاء كيف دخلت على الخط أنا واقعا ما ادري, هذا وان كان حقا, يقول بوجه من الوجوه احدهما عين الآخر لان الظاهر واحد, طيب المظاهر ماذا تصير؟ واحدة, لأنه نحن ذكرنا أن حقيقة تلك الوجود الواحد الشخصي تارة يظهر بهذا المظهر وتارة يظهر بهذا المظهر وتارة يظهر.. وان كان حقاً من وجه, من وجه ماذا؟ إن الحقيقة ظهرت بهذه الشؤون واحدة, اذن لا محذور في أن نقول مقام الواحدية مقام الرحمن احدهما عين الآخر, لا محذور ولكن هذا ليس محل الكلام لأنه محل الكلام انه نحن نتكلم في هذه المراتب في الشؤون لا انه نتكلم في صاحب الشأن في تلك الحقيقة الواحدة, هذا يقول القيصري: هذا وان كان هذا ضميره الى من يعود؟ يعود على انه الإلهية والرحمانية كلاهما جامع لجميع الاسماء, هذا وان كان حقا من وجه, الآن لا أريد كثيرا أن أقف على هذه الجملة.
اذا يتذكر الاخوة نحن قلنا مظهر كل اسم جامع لجميع المظاهر, يتذكر الاخوة جميع الاسماء, ولكن بعضها ظاهر وبعضها باطن, صح أم لا, هذا في تمهيد القواعد اذا يتذكر الاخوة القاعدة نحن نقحناها هناك بشكل مفصل, قلنا انه عندما نقول مظهر المميت يعني عزرائيل ملك الموت مظهر المميت هذا ليس معناه انه باقي الاسماء ليست هنا, موجودة ولكن موجودة على نحو البطون الكمون, اذن هذا وان كان حقا من وجه, يعني الرحمن جامع لجميع الاسماء, ولكن من حيثية معينة ظاهر, بخلاف اسم الله, فانه واجد لجميع الاسماء بنحو الوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة ليس بنحو الظهور والبطون وهذا هو الفارق بين الله وبين الرحمن, (كلام أحد الحضور) طبعا لا يصير ترادف قال: وهذا وان كان حقا يعني انه كلاهما جامع لجميع الاسماء لكن الا انه لا نقبل في عالم التفصيل احدهما مرادف للآخر, لا, لكن كون الرحمن تحت حيطة الاسم الله يقضي بتغاير المرتبتين أي مرتبتين؟ الإلهية والرحمانية لأنه صار الرحمن تابع لأي شيء؟ تابع لألله في اين صار؟ في {بسم الله الرحمن الرحيم} طيب اذا كان تابع لا معنى لان يكون التابع في عرض المتبوع والا لما كان تابعا, مع أن الآية ظاهرها التبعية.
قال: لكن كون الرحمن تحت حيطة الاسم الله يقضي بتغاير المرتبتين, الآن هو يقول بتغاير المرتبتين يعني تغاير المرتبة الإلهية وتغاير العقل الاول, صحيح باعتبار انه الشارح او بعض المحققين جعل العقل او الإلهية مرادف للعقل الاول, ولكنه صحيح المرتبتين أي مرتبتين؟ الإلهية والرحمانية. ولولا وجه المغايرة بينهما يعني بين الإلهية والحمانية التي هي مظهرها العقل الاول, ولولا وجه المغايرة بينهما ما كان الرحمن تابعا للاسم الله في {بسم الله الرحمن الرحيم}, ما هو الاشكال (كلام أحد الحضور) طيب أنا كذلك اقول (كلام أحد الحضور) يا شيخنا فلهذا قلت بحث تفسيري هنا اذن لابد أن نأتي نجمع الآيات القرآنية ونرى ونحن ليس عندنا بحث تفسيري, الآن عندنا بحث عرفاني. أنا أريد أن اقول انه اذا ذاك بيني وبين الله هذا اتركه على صفحة وندخل في بحث تفسيري في أن الله والرحمن مرادفان في القرآن الكريم او لا؟ طيب هذا ما هي علاقته بمقدمة الفصوص هذا؟ ذاك بحث مستقل الا انه بنحو الإشارات والتي نحن نشير والأخوة يرجعون الى المصادر.
تنبيه: طيب هذه الجملة المعترضة تقريبا, التي كانت كم صفحة بدأت من ص47 الى ص57 هذه الآن انتهت, رجعنا الى أصل البحث وهو تنبيه آخر, لأنه نحن كنا نذكر تنبيهات, قال تنبيه, تنبيه, تنبيه.. ثم قال تفريع وهذا التفريع أوصلنا الى ذكر بعض المراتب الكلية واصطلاحات الطائفة فيها الآن رجع الى أصل البحث الى متن البحث أن صح التعبير.
تنبيه: طيب في هذا التنبيه ماذا يريد؟ أعنونه وإنشاء الله تعالى حتى ندخل فيه غدا بإذن الله تعالى. ما هو هذا البحث؟ اذا يتذكر الاخوة نحن في ص30 من هذا البحث اثبت هذه القضية اين؟ تعالوا معنا الى ص30, قال:{ وهو بكل شيء عليم} لإحاطته بالأشياء بذاته وحصول العلم لكل عالم إنما هو بواسطته فهو أولى بأن يكون عالما, قلنا هذا إشارة الى الدليل العقلي المعروف أن معطي الشيء لا يمكن أن يكون فاقدا له, والله معطي العلم فهو ماذا؟ وكل معطي لا يمكن أن يكون فاقدا, بل واجد اذن الله المعطي هو واجد, لذا قال: بل هو الذي تلزمه.. الى آخره جميع الكمالات وبه تقوم كل من الصفات كالحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر وغير ذلك, فهو الحي العليم المريد القادر السميع البصير الى آخر ذلك.
سؤال: الآن اذا كان هناك الامر تقدم ونحن كنا هناك قد شرحناه طيب لماذا يعقد له تنبيها جديدا؟ هو كذلك يقول قد مر, طيب اذا قد مر, طيب لماذا تعرضه من جديد؟ يقول: نعم توجد نكتتين لابد أن نضيفها او نكات ثلاث:
النكتة الاولى: هو انه هناك نحن ببرهان معطي الشيء لا يمكن أن يكون فاقدا له, قرأتم في محله في علم الميزان بأنه النتيجة تابعة للحد الأوسط, أنا معطي للعلم لك ومعطي الشيء ليس فاقدا له, يثبت إني واجد للعلم, بذاتي او بغيري؟ قاعدة التفتوا في البحث الفلسفي قاعدة معطي الشيء لا يكون فاقدا له, فيه نقص هذا هذا لا يثبت انه اذن علمه عين علم ذاته فقط يثبت لنا انه انت الذي أعطيت كان عندك وأعطيت أما هذه العندية كانت بالذات او كانت بالغير فهذا برهان معطي الشيء لا يكون فاقدا يمكن أن يتمم بذاته او ناقص من هذه الجهة؟ ناقص من هذه الجهة, هذا الذي يريد أولاً أن يتمم في هذا التنبيه, يريد أن يثبت أن هذا العلم صحيح هناك عبر بذاته ولكنه لم يكن من حقه أن يعبر بذاته لماذا؟ لأنه برهانه العقلي دليله العقلي لم يكن يثبت له الا أن المعطي واجد أما انه واجد بذاته او بغيره فهذا أمر اعم لا يثبت بهذا البرهان, وهذه نقطة.
النقطة الثانية: اذن أولا يريد أن يثبت أن هذا العلم عين, طبعا ليس العلم كل الصفات الكمالية من العلم والحياة والقدرة والسمع والبصر, كل ما هو كمال له, جيد هذا أولاً, وثانيا يريد أن يثبت له, أن هذه الصفات وان كانت عين ذاته لأنه معطي القدرة فهو واجد القدرة بالذات, معطي السمع فهو واجد السمع بالذات, طيب سؤال: ثبت أن كل هذه الصفات عين ذاته طيب هذه الصفات بعضها عين البعض الآخر او لا؟ لا ملازمة الا ببرهان بدليل جديد انه واجد أن معطي الشيء لا يكون فاقدا فقد يثبت لنا انه واجد يبقى عندنا أمران آخران: أن وجدانه بذاته لا بغيره أولا, وثانيا: انه كما أن هذه الصفات عين ذاته هذه الصفات بعضها عين البعض الآخر, تعالوا معي الى ص 58 في السطر الثاني انظروا هذه النتيجة قال: فتتحدد الحياة والعلم والقدرة وجميع الصفات الثبوتية, هذا أمر, كاتحاد الصفة والموصوف اذن هو ماذا في هذا التنبيه يريد أن يفعل؟ إثبات انها عين ذاته وان الصفات بعضها عين البعض الآخر.
هذا ما سيأتي.
والحمد لله رب العالمين.