بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: تنبيه قد مر أن كل كمال يلحق الاشياء بواسطة الوجود هو للوجود بذاته, فهو الحي القيوم العليم المريد القادر بذاته, لا بالصفة الزائدة عليها, والا يلزم الاحتياج.
قلنا بأنه في ما سبق يعني في ص30 من هذا الكتاب هناك أيضاً بين هذه الحقيقة لذا هنا أيضاً يقول قد مر, هذا معناه انه تقدم هذا البحث في ما سبق, هناك أيضاً قال: فهو الحي العليم المريد القادر السميع البصير, ولكنه كما اشرنا بالأمس أن الدليل الذي ذكره لإثبات أن هذه الحقيقة واجدة لهذه الكمالات الدليل كان قائما على أساس أن معطي الشيء لا يكون فاقدا لذلك الشيء, وبينا بالأمس أن هذا الدليل وان هذا البرهان إنما ينتج بقدر حد الأوسط يعني أن تلك الحقيقة واجدة أما أن وجدانها لهذه الكمالات هل هو بالذات أم بالغير او بالغير فالبرهان برهان معطي الشيء لا يكون فاقدا له هذا لا يثبت الحقيقة.
من هنا صار بصدد في هذا التنبيه, صار بصدد إثبات أن هذا الوجدان بنحو انه بالذات لا انه بالغير, اذن الامر الاول في هذا التنبيه الذي يريد أن يكمل ما تقدم في الابحاث السابقة هو انه يريد أن يثبت أن هذه الحقيقة واجدة لهذه الاشياء من غير حاجة لا الى حيثية تعليلية ولا الى حيثية تقييدية. طيب ما هي النتيجة المترتبة؟ النتيجة المترتبة على هذه القاعدة يعني اذا ثبت أن هذه الصفات جميعا بذاته, موجودة بذاته لا بغيره, تترتب نتيجتان:
النتيجة الاولى: أن هذه الصفات عين ذاته, من هنا يطرح هذا التساؤل ما معنى أن العلم عين ذاته؟ ما معنى أن القدرة عن ذاته؟ ما معنى أن الحياة عين ذاته؟ هذه الصفات الذاتية هذه الكمالات الذاتية التي لا تنفك عن أي وجود, ما معنى انه عين ذاته؟ المقصود أن مفهوم العلم عين ذاته, المقصود أن مفهوم القدرة عين ذاته, المقصود أن مفهوم الحياة عين ذاته, طيب لا قائل بهذا, أن المفهوم لا يكون عين المصداق, وإنما مصداق العلم مصداق هذا المفهوم عين ذاته.
هنا يطرح هذا التساؤل الأساس الذي إنشاء الله أنا أفهرس هذا التنبيه حتى نعرف بأنه ماذا نريد أن نتكلم. طيب العلم له مصداق واحد او له مصداق متعددة؟ مصاديق متعددة, من مصاديقه ما هو جوهري, من مصاديقه ما هو عرضي, من مصاديقه ما هو حادث, من مصاديقه ما هو قديم, من مصاديقه ما هو ممكن, من مصاديقه ما هو واجب, من مصاديقه ما هو غني, من مصاديقه ما هو فقير, العلم عين ذاته ما معنى هذه الجملة؟ هذا الذي نكرره في البداية والنهاية نقوله في كتب الكلام أن العلم عين ذاته, هذا أي علم الذي هو عين ذاته؟ وهذا أيضاً يجري في الوجود, نقول الوجود عين ذاته, أي وجود عين ذاته؟ طيب الوجود له مصداق واحد او مصاديق متعددة؟ اذا كنت تتكلم عن المفهوم فمن الواضح أن المفهوم ليس عين المصداق, اذا تتكلم عن المصداق طيب أي مصداق؟
ثم بحث آخر هذه كلها بحثها في هذا التنبيه, بحث آخر: وهو أن مفهوم العلم بالنسبة الى مصاديقه هل هو مشكك او متواطي؟ هذه لابد أن تبحث؟ هل هو مشترك لفظي او مشترك معنوي؟ أي منهما؟ هذه أبحاث كلها يريد أن نقف عندها في هذا التنبيه.
اذن الامر الاول البحث الاول الذي يريد أن يبحثه, ونحن كذلك نبحثه لا بالتسلسل الذي نحن نقوله وإنما بالتسلسل الموجود في المتن.
البحث الاول: يقول انه نحن ذكرنا في ما سبق أن كل كمال يلحق الوجود فهو عين هذا الوجود يعني بذاته لا انه زائد على ذاته والا يلزم الاحتياج وهذا ما قرأناه في البداية والنهاية اذن تبين أن هذا البرهان الموجود في كلمات صدر المتألهين الموجود في كلمات الآخرين وهو انه لو كان الوجود زائدا على ذاته منشأه اين؟
منشأه في كلمات العرفاء وهو انه لو كان هذه الصفات زائدة على الذات يلزم الاحتياج, لا تقول, افتح قوس (لا تقول بأنه بلي بعض المتكلمين قالوا ذلك, واقعا فيه تأمل, يأتي شخص ويقول أن الله (سبحانه وتعالى) في ذاته ليس بعالم ولكن في خارج ذاته له صفة العلم لازمة لذاته, هذا كثيرا بعيد أن يأتي انسان متعارف يقول هذا فكيف بعلماء ومتكلمين و..) على أي الاحوال الانسان لابد أن يتحقق لأنه كثير من المطالب تنسب الى هذه الفرقة وتلك عندما نراجع أصول كتبهم ومبانيهم نجد أن الامر ليس كذلك.
نفس هذه الإشكالية التي نحن نشكلها على الآخرين واقعا نحن مبتلين بها, الآن كثير من الناس ينقلون عن مدرسة أهل البيت ولكن من خلال كتبنا او من خلال من نقلوا عنا؟ من نقلوا عنا, واؤلئك بعضهم أما ليسوا من اصحاب الخبرة, وأما مغرضين, وأما لم يفتهموا وأما .. الى غير ذلك, نحن اعتراضنا الأصلي عليهم ما هو ماذا نقول لهم؟
نقول ما ينبغي انه انتم تريدون أن تعرفوا مذهبنا تذهبون الى كتب أعدائنا او خصومنا او المخالفين لنا وتعرفون مبانينا, ارجعوا الى كتبنا الأصلية, طيب ماذا عدا مما بدا, عندما نريد أن نعرف نحن الأشاعرة نرى العلامة ماذا قال وصاحب البحار ماذا قال, على ماذا مولانا, لابد أن نرجع الى كتبهم الاساسية نقرأ كلمة كلمة ونرى بأنهم يقولون او لا ننسب لهم, أما اذا صار البناء أن ننسب فمقتضى الأمانة العلمية أن نرجع الى مصادرهم الأصلية وان نقرأ ما يقولون.
لذا مقدمة اقرأ العبارة هذا الامر الاول, أمر واضح لأنه من الامور التي قرأتموها بداية ونهاية واسفار الى غير ذلك فلا أطيل فيها كثيرا.
قال: قد مر أن كل كمال يلحق الاشياء بواسطة الوجود ذلك الكمال أولاً وبالذات لمن؟ لنفس الوجود لقاعدة أن معطي الشيء لا يمكن أن يكون فاقدا له, هو للوجود بذاته فهو الحي القيوم العليم المريد القادر بذاته, هذه بذاته على نحو التنازع يعود على الجميع, يعني الحي بذاته القيوم بذاته, العليم المريد بذاته, وهكذا, على نحو التنازع كما قرأتم.
لا بالصفة, هنا قد يقال بأنه التعريف في غير محله لأنه لم يتقدم شيء حتى انه نقول لا بالصفة, يعني تلك الصفة, وإنما تكون العبارة وان كانت كل النسخ لا بالصفة, ولكن مقتضى العبارة أن يقول لا بصفة زائدة عليها أي على الذات, والامر سهل.
لا بالصفة الزائدة على الذات, والا طيب ما المحذور أن تكون بصفة زائدة قال: والا يلزم الاحتياج أن الذات في اتصافها بهذه الصفات تكون محتاجة الى الغير لماذا؟ باعتبار انه المفروض انها واجدة او غير واجدة؟ غير واجدة بذاتها, لا يمكن أن يقول هي أعطت ذاتها لأنه معطي الشيء لا يمكن أن يكون فاقدا له, فإذا كان عالما لابد أن يكون ممن؟ لا من ذاته بل من غيره, والمفروض أن حقيقة الوجود لها ثان او ليس لها ثان؟ هذا مضافا الى أن الاحتياج يناسب ينسجم مع الوجوب والغنى او لا ينسجم مع الوجوب والغنى؟ لا ينسجم الاحتياج مع الوجوب والغنى.
قال: والا يلزم الاحتياج في إفاضة هذه الكمالات منه أي من هذا الوجود الواجد لهذا الكمالات والا يلزم الاحتياج في إفاضة هذه الكمالات منه يلزم الاحتياج الى ماذا؟ يلزم الاحتياج الى حياة وعلم وقدرة وإرادة ماذا؟ أخرى مفاضة من الغير والحاجة الى الغير لا تنسجم مع الوجوب والغنى إذ لا يمكن إفاضة هذه الكمالات الا من الموصوف بهذه الكمالات ولكي يتصف بهذه الكمالات محتاج الى الغير.
اذن الواجب (سبحانه وتعالى) واجد لهذه الكمالات بذاته لو لم يكن بذاته لكان محتاجا فالتالي باطل فالمقدم مثله, هذه تتمة ما تقدم هناك قلنا أن معطي الشيء لا يكون فاقدا لا ينفعنا في إثبات انه بالذات فقط يثبت لنا أن المعطي واجد.
وإذا علمت هذا علمت ما قيل, انظروا النتيجة الاولى التي يأخذها, اذن اذا كانت هذه أن هذه الصفات موجودة له بذاته, وإذا يتذكر الاخوة في نهاية الحكمة في الإلهيات بالمعنى الأخص قلنا معنى بذاته يعني لا حاجة لا الى حيثية تعليلية ولا الى حيثية تقييدية, نفس الذات كافية لانتزاع هذه الصفات, هذا ما قررناه في محله هناك.
طيب النتيجة الاولى التي يأخذها من هنا, يقول: اذن هذه الصفات تكون عين ذاته, اذا كان واجدا له بذاته فهذه الصفات تكون عين ذاته.
وإذا علمت هذا علمت ما قيل أن صفاته عين ذاته, هنا لم تصير صفاتِهِ بل صفاتُهُ, فرق مع مسلمات والصفات, على أي الاحوال.
معنى ما قيل أن صفاتُهُ عين ذاته, ولاح لك حقيقته ما هي حقيقته وان المعني به ما ذكر, طيب المعني به ما ذكر ما هو؟ ما هو الذي ذكر؟ ما معنى ما ذكر؟ هذا سيذكره في أول الصفحة اللاحقة, وان المعني به ما ذكر ما هو؟
يقول: انت جنابك عندما تقول الله موجود بذاته ما هو مقصودك موجود بذاته؟ ما معنى موجود بذاته؟ يعني يحتاج الى حيثية تعليلية او لا يحتاج؟ لا يحتاج, يحتاج الى حيثية تقييدية او لا يحتاج؟
لا يحتاج, كيف انه هناك انت عندما تقول الله موجود بذاته يعني انه نفس ذاته كاف في انتزاع الموجودية كذلك في العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر الى آخره, لذا تعالوا معي الى العبارة اللاحقة.
قال: وان المعني به ما ذكر كما أن المراد من قولنا, يعني أن المراد من قولنا أن علمه عين ذاته المراد به ما هو؟ المراد من قولنا أن الوجود عين ذاته انه موجود بذاته, كما انه عندما نقول الله موجود يعني أن الوجود عين ذاته عندما نقول الله عالم يعني الله عالم بذاته من غير حاجة الى حيثية تعليلية والى حيثية تقييدية, هذه كما أن المراد هذا بيان المعنى الذي يقصده من أن الصفات عين الذات. طبعاً هنا مباشرة تترتب مسألة أخرى, يعني هذه النتيجة تكون حدا أوسط لإثبات نتيجة أخرى, التفتوا جيدا كيف؟
بهذه القاعدة وهي: اذا فرضنا أن هذه الصفات عين الذات البسيطة, طيب الصفات ماذا متحدة بعضها مع بعض او لا تتحد؟ نحن فقط الآن إثبات أن العلم عين الذات, الحياة عين الذات, القدرة عين الذات, أثبتنا أن الصفات عين الذات, طيب هنا يأتي سؤال ثاني أن الصفات ما هي هل بعضها عين البعض الآخر او لا؟
هذه نتيجة هذه النتيجة الاولى, يعني هذه النتيجة وهي أن الصفات عين الذات تكون حدا أوسط لإثبات أن الصفات بعضها عين البعض الآخر لهذه القاعدة, لان الامور المتحدة مع شيء, بسيطة والا اذا كانت مركب لا, يكون فيه عدة حيثيات من حيث عالم من حيث قادر من حيث سميع.
قال: أن الامور المتحدة مع شيء بسيط كالعلم والقدرة والحياة والسمع والبصر فهي متحدة بعضها مع بعض, واضح هذه النتيجة التي أخذناها الى هنا.
فلذا بالأمس قلنا بأنه يترتب على هذه القاعدة وهي أن هذه الصفات موجودة له بذاته, تترتب نتيجتان أساسيتان: الاول أن هذه الصفات عين الذات, والثاني أن هذه الصفات بعضها عين البعض الآخر, تعالوا معي الى العبارة انظروا بعد أن انتهي من هذا البحث ماذا قال؟ قال: فتتحد الحياة والعلم والقدرة وجميع الصفات الثبوتية, التفتوا جيدا, هذه النتيجة الاولى او الثانية؟ هذه النتيجة الثانية لذا قال: كإتحاد الصفة والموصوف, يعني هذه الثانية مترتبة على الاولى, كإتحاد الصفة والموصوف في المرتبة الاولى, أولاً نحن أثبتنا أن الصفة متحدة مع الموصوف وهذا الموصوف المفروض بسيط أم مركب؟ بسيط اذن هذه الصفات بعضها متحدة مع البعض الآخر, واضح الى هنا البحث. الآن يشير الى بحث آخر.
يقول: طيب هذا العلم الذي نقول انه عين ذاته هذا أي علم؟ لا ما يسبق الى الإفهام هذا الذي نقول أن العلم عين ذاته لا هذا الذي يسبق الى الإفهام, ما هو الذي يسبق الى الإفهام؟ يقول: الذي يسبق الى الإفهام أنا وأنت عندنا ماذا؟ علم, {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ثم جعل لكم السمع والبصر} الى آخره, أنا علمي بالذات او بالغير؟ بالغير لأنه لم أكن عالما فصرت عالما, انت تتصور أن هذا العلم الذي بالنسبة لي بالغير هذا العلم بالنسبة إليه ماذا بالذات, المقصود هذا؟
يقول لا أبداً هذا العلم الذي تضع يدك عليه هذا علم حادث ممكن متغير عرض جوهر سمه ما شئت وذاك العلم الذي عين ذاته لا عرض لا جوهر لا حادث لا متغير لا محدود لا .. اذن نحن نقول العلم عين ذاته ليس هذا العلم الذي بالنسبة إليك زائد على ذاتك هو ماذا؟ فهو ليس فقط الله (سبحانه وتعالى) سبوح عن كل نقص بل قدوس عن كل كمال إمكاني, لا انه الله فقط (سبحانه وتعالى) منزه عن النقائص بل منزه عن الكمالات الامكانية هذا بالنسبة إليه ليس كمالا لي ولك نعم كمال أما بالنسبة إليه ليس كمالا, اذن عندما نقول العلم عين ذاته ليس مرادنا العلم الفائض منه عين ذاته, لان العلم الفائض منه عين ذاته او عين فعله؟ .. نعم لا العلم الذي هو عين ذاته هو عين الفعل, لا عين الفاعل, واضحة هذه النقطة جدا نقطة مهمة التفتوا جيدا.
اذن هؤلاء لا يريدون أن يقولون أن هذه العلوم المجموعة عندنا التي هي إمكانيات وحدوثيات ومتغيرات و محدودات و.. هذه عين ذاته لا أبداً ليس الامر كذلك.
قال: لا ما يسبق الى الإفهام من أن الحياة والعلم والقدرة الفائضة منه اللازمة له, باعتبار انه نسبة هذا الفعل نسبة الفعل الى الفاعل نسبة اللازم الى الملزوم لا ينفك عنه, من قبيل العلة والمعلول فان المعلول ينفك عن علته؟ لا ينفك, فإذن عندما يقول اللازمة يعني لا ينفك عنه, يقول: ليس ما يسبق الإفهام من أن الحياة والعلم والقدرة الفائضة منه اللازمة له عين ذاته, لا ليس المراد هذا الفائض منه من هذه الكمالات عين ذاته, واضح صار هذا المعنى.
وان كان هذا يعني هذه الكمالات الفائضة صحيحا يعني عين ذاته صحيحا من وجه آخر, طيب من أي وجه؟
من وجه أن المظهر عين الظاهر من وجه, وهو غيره من وجه, وهذا مرارا بيناه, ليس في هذا المكان كل مكان قلنا وان كان صحيحا ولكن ما معنى صحيح؟ من باب انه توجد نحو من العينية بين الصورة المرآتية وصاحب الصورة ولكن وجود نحو من العينية شيء وان هذا هو ذاته شيء آخر.
بعبارة أخرى: هذه الكمالات الموجودة في المظهر تحكي عن الكمالات الموجودة في الشؤون في الظاهر والظاهر غير الذات بما هي هي ونحن نتكلم أن العلم عين ذاته ولا علاقة لنا بهذه المباحث, قال: وان كان هذا أيضاً صحيحا من وجه آخر, جيد الآن نقطة.
الآن من الآن يدخل في بحث آخر, وهو انه نحن عندما نتكلم أن العلم غير القدرة والقدرة غير الحياة والحياة غير السمع والسمع غير البصر في النتيجة يوجد نحو من الكثرة او لا توجد نحو من الكثرة؟
اذا كان السؤال عن المفهوم طيب من الواضح الذي لا ريب فيه أن هذه المفاهيم متكثرة وهي بعضها غير البعض الآخر ولم يقل احد من أهل التحقيق انها بعضها عين البعض الآخر مفهوما بنحو تكون مترادفة مثلا وان كان هناك قول قيل ولكنه لا يعتد به, اذن العلم غير القدرة والقدرة غير السمع والسمع غير البصر, و.. الى غير ذلك.
اذن من حيث المفهوم لا بحث في انه هذه المفاهيم بعضها غير البعض الآخر, إنما الكلام كل الكلام هذه نقطة أساسية: ما هو الفرق بين مقام الأحدية ومقام الواحدية في هذه الصفات مصداقا لا مفهوما؟ والا مفهوما متغايرة لا اشكال عند احد في هذا, هذه نقطة أساسية التفتوا إليها جيدا.
الجواب: هو أن هؤلاء يعتقدون أن مقام الأحدية لا توجد فيها أي نحو من أنحاء الكثرة ولو كثرة شؤونية يعني يؤدي الى تعينات وتعدد, نعم هذه الحقيقة واحدة ولكن مقام الأحدية مقام التعينات او مقام أن لا تعين, يعني تعينه تعين في قبال التعينات او تعينه أن لا تعين؟ قلنا في ما سبق بأنه مقام الأحدية تعينه من قبيل ما ذكره أن حده أن لاحد له, تعينه أن لا تعين له, اذن هناك يتميز العلم عن القدرة عن السمع عن البصر, او لا يتميز؟
لا يتميز لماذا؟ لا انه لا يتميز مفهوما البحث ليس في المفهوم نحن نتكلم عن الأحدية, اخواني اقول هذا لكم باعتبار انه بعض الكتب كتبت أن الأحدية لا تميز فيه لا مفهوما ولا مصداقا أما الواحدية فيه تميز مفهومي لا تميز مصداقي, ليس البحث هناك, لان الأحدية والواحدية كلاهما شأنان من شؤون هذه الحقيقة ما الفرق بين هذين الشأنين لا بلحاظ المفهوم المفهوم لا بحث فيه, أصلاً العارف هو يتكلم عن المفهوم او يتكلم عن هذه الحقيقة بما لها من الشؤون, يتكلم عن هذه الحقيقة بما لها من الشؤون, لذا اذا يتذكر الاخوة, تعالوا معنا الى مقام الأحدية هناك, يقول: اذا أخذت بشرط أن لا يكون معها شيء, فهي المُسمات عند القوم الجمع وحقيقة الحقائق, المُسمات بالمرتبة الأحدية المستهلكة جميع الأسماء والصفات هذا أي استهلاك استهلاك مفهومي؟
لا هذا الاستهلاك استهلاك مصداقي يعني يوجد تعين او لا يوجد تعين؟ لا يوجد تعين, طيب بناء على هذا ما الفرق بين الأحدية والواحدية, الواحدية ماذا تكون؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم, فان العلم يتعين القدرة تتعين لا انه تتعين مفهوما هي متميزة مفهوما لا يوجد بحث في المفهوم, وإنما هذا الشأن غير هذا الشأن وهذا الشأن غير هذا الشأن, مقام الواحدية مقام الكثرة لكن أي كثرة؟ مفهومية؟ (كلام أحد الحضور) نعم ولكن ليست الكثرة التباينية اين بعضها من البعض الآخر لا لا يعني العلم هناك يتميز عن القدرة هذا التعين غير هذا التعين هذا التعين غير هذا التعين وهكذا, ما ادري واضحة هذه العبارة, الآن نقرا العبارة.
فان الوجود في مرتبة أحديته ينفي التعينات كلها, يوجد علم او لا يوجد علم؟ (كلام أحد الحضور) يوجد علم؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم, العلم بما هو تعين في قبال تعين القدرة يوجد او لا يوجد؟ ولكن هذا ليس معناه انه لا يوجد كمال العلم, اذا يتذكر الاخوة في بحث سابق ماذا قلنا للاخوة قلنا اذا تضع يدك على المائة توجد تسعين او لا توجد؟ يوجد ولا يوجد, اذا تعين التسعين فلا يوجد في المائة تعين التسعين فقط يوجد عندك تعين واحد وهو تعين المائة, أما اذا المقصود كمال التسعين فهو موجود في المائة او غير موجود؟ نعم وزيادة.
في مقام الأحدية, لذا اذا يتذكر الاخوة في تمهيد القواعد أنا كله شرحته ولكنه يقين عندي أن الاخوة ذهب عنهم هذا, ميزنا بين الكمال الوجودي والكمال العلمي قلنا أن مقام الأحدية مرتبط بالكمال الوجودي, أما بخلاف المقام الواحدية مرتبط بالكمال العلمي, ما معنى كمال وجودي؟ يعني هناك فقط وجود, طبعا هذا الوجود سنخ وجود واجد لكل هذه الكمالات, ولكن على نحو التعينات والشؤون او لا؟ لا لا, أي كثرة ما موجودة, لا احتاج أن ارجع الى الحواشي انتم انظروا الى الحواشي وانه ماذا يوجد فيها.
فان الوجود في مرتبة أحديته ينفي التعينات كلها, عجيب لم يعبر يفني التعينات كلها, عبر ينفي, لعله والله العالم نظره الى كلام إمام الموحدين قال: وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه, فلهذا يعبر ينفي لا يفني, وهذه في البحوث السابقة نحن قلنا, قلنا بأنه نفي الصفات عنه يعني إشارة الى مقام الأحدية, الآن وان كان الآغايون قالوا بأنه.. ذاك تفسير قراءة أخرى لا مشكلة نفي الصفات الزائدة على الذات, لا مشكلة عندي, لا لا, الآن هذا البحث بحث آخر.
فان الوجود في مرتبة أحديته ينفي التعينات كلها فلا يبقى فيها أي في مرتبة الأحدية صفة ولا موصوف ولا اسم ولا مسمى الا هذه الحقيقة التي هي بشرط لا من التعينات كلها, صحيح هذا, أما وفي مرتبة واحديته؟ وفي مرتبة واحديته التي هي مرتبة الأسماء والصفات لا مفهوما بل مصداقا, نتكلم بأنه توجد تعينات هنا متعددة.
بعبارة أخرى: يا إخوان نحن تارة نتكلم عن النفس بما هي هي, النفس بما هي هي كل كمالات العاقلة والواهمة و.. كذا عندها او لا؟ والا لا يمكن اذا لم يوجد عندها العاقلة تكون شأنا من شؤونها, الواهمة شأن من شؤونها, المتخيلة الخيال الحس الوهم لا يعقل هذا, ولكن تارة تكون هذه في مقام الذات بما هي هي سمها أحدية, وأخرى تكون مفصلة يعني ماذا تصير؟ يعني تصير عقل ووهم وحس, طيب عقل ووهم وحس لا لفظا مفهوما وإنما مصداقا تحققا خارجيا, اذن هذا المتداول على ألسنة جملة_ الآن لا اعلم أساتذة كتّاب_ أن الفرق بين الأحدية والواحدية أن الأحدية مستهلكة فيها مفهوما ومصداقا دون الواحدية فانه مستهلكا مصداقا لا مفهوما, هذا لا علاقة له ببيان هؤلاء الأعلام, لا اقل فهمي لعبارات هؤلاء, وقرائتي لمقام الاحدية والواحدية.
قال: وفي مرتبة واحديته التي هي مرتبة الاسماء والصفات يكون صفة وموصوفا واسما, الآن انتم هذه ويكون أخذناها تامة, لعله العبارة تكون أفضل, لأنه هو أخذها الآن ناقصة يعني يكون ذلك الوجود صفة وموصوفا الى آخره, أما اذا قلنا هذه تامة فيكون صفة وموصوف واسم ومسمى الى آخره, طبعا وكل النسخ الأخرى على هذه الطريقة, وهي ماذا؟ مرتبة الواحدية مرتبة الإلهية, كما أن المراد, هذه العبارة قرأناها.
كما أن المراد من قولنا أن وجوده عين ذاته أي انه موجود بذاته لا بوجود فائض منه وهو هذا الوجود الفائض عين ذاته, ليس هذا هو المراد, فتتحد الحياة, النتيجة التي نأخذها: فتتحد الحياة والعلم والقدرة وجميع الصفات الثبوتية كإتحاد الصفة والموصوف في المرتبة الاولى. طبعاً الاخوة اذا يريدون أن يرجعوا الى هذا البحث نحن بشكل مفصل هذا البحث وقفنا عنده في ج1 من كتابنا التوحيد ص144 الإمامية ونظرية عينية الصفات للذات, هناك بعد ذلك انتقلنا الى الدليل النقلي مجموعة من الروايات قيمة في هذا الباب موجودة من هذه الروايات ص144 من هذه الروايات القيمة قال: سألت أبا عبد الله الصادق × فقلت له: لم يزل الله يعلم, قال: أنّى يكون يعلم ولا معلوم, قلت فلم يزل الله يسمع, قال: أنى يكون ذلك ولا مسموع, الإمام يستغرب, قلت فلم يزل يبصر قال: أنى يكون ذلك ولا مُبصَر, ثم قال ×لم يزل الله عليما سميعا بصيرا, ثم بين, ذات علامة سميعة بصيرة, لا انه حيثية منها سمع وحيثية منها بصر حيثية منها قدرة لا لا وهذا الذي قلنا بأنه هذه المفاهيم او هذه الصفات في ذاته متساوية او متساوقة؟ قلنا متساوقة قلنا ما معنى التساوق؟ قلنا لا فقط اتحاد مصداقي بل حيثية الصدق ماذا؟ من نفس الحيثية التي هو عالم فهو قادر فهو سميع فهو بكله عالم, بكله سمع وسميع, بكله, بكله.. الى آخره, وهذه هي الروايات التي وردت: علم كله, قدرة كلها, لا انه مجزء, وأنت بالنسبة لك كذلك, انت الآن لو تخلق صورة في ذهنك هذه معلومة او غير معلومة؟ مخلوقة أم لا؟
بلي مصنوعة, طيب من حيث معلومة غير من حيث مصنوعة ومخلوقة او من نفس الحيثية معلومة ومصنوعة؟ من نفس الحيثية, هي هي معلومة وهي هي من نفس الحيثية كذلك أنا وأنت عندما يصدق علينا معلوم الله يعلمنا, معلوم مخلوق مرزوق معلول ماذا شئت سمي هذه الى آخره هذه كلها من حيثية واحدة.
رواية أخرى موجودة وهي من الروايات القيمة في هذا المجال, الرواية الزنديق, إذ قال له أتقول انه سميع بصير فقال الصادق ×هو سميع بصير سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه, لا تتصور انه جزء منه يبصر والذات بما هي لا تبصر لا لا أبدا, بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه, الإمام × التفت أن هذا الكلام كم فيه من المشكلات وتوهمات, وليس قولي انه سميع بنفسه انه شيء والنفس شيء آخر, لا أبدا, ليس الامر هكذا ليس مقصودي انه توجد اثنينية, (كلام أحد الحضور) بلي ولكني أردت عبارة عن نفسي, أريد أن اعبر تعبير لا يوجد عندي غير هذا التعبير, إذ كنت مسؤولا وإفهاما لك, إذ كنت سائلا ثم الإمام × زاده توضيحا, فأقول يسمع بكله, لا انه يسمع بحيثية منه, لا أن كله له بعض, لا يذهب ذهنك الى انه كل اذن كل وبعض, أبداً, ×لا انه كل له بعض, الآن بينك وبين الله هذه الرواية أنا ابحث عن سندها او لا ابحث عن سندها؟
ما له معنى, بدليل ارجع الى علماء ذلك الزمان ما فيه شيء, علماء ذلك الزمان وليس رواة عوام الناس, انظر أنهم يستطيعون أن يتكلموا بهذا الكلام ولو بتحقيقات او لا يستطيعون؟ كيف اذن يستطيع أن يلقن الإمام ويضع على لسان الإمام؟ كيف هذا, هذا الذي نعبر عنه بأنه بعض المتون دليل تصحيح السند من خلال المتن, هو المتن يصحح السند, ماذا أنا اكتب أصول الكافي رواية ضعيفة, مجهولة ماذا يعني هذا الكلام؟ انظر المتن ماذا, أصول الكافي أتكلم وليس فروع الكافي, فروع الكافي له حديث آخر, أصول الكافي قل لي هذا المتن على القواعد او خلاف القواعد مع القرآن او مخالف للقرآن؟ كلامنا نور عليه نور, هذا كلامنا, الآن انت لا تعرف كلامنا ذاك .., لا نعد الرجل فقيها حتى يعرف, معاريض كلامنا, بمجرد أن نتكلم يقول هذا السبك سبك من؟
انتم واجدين الآن شعراء أدباء كثيرا من المحققين ناقدين يوجدون بأنه عندما يعطوك أبيات شعرية تعطيه تقول له هذا للمولوي وهذا للمتنبي؟
يقول: لا هذا ليس للمتنبي, تقول له موجود في الديوان؟ يقول: لو في الف ديوان موجود هذا السبك هذا اللسان ليس لسان المتنبي, نحن نحتاج الى معرفة.
قال: لا أن كله له بعض لأن الكل لنا بعض ولكن أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك كله, اذن ماذا تريد أن تقول يا ابن رسول الله؟
قال: الا انه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى, أبداً, عبارات واضحة, يوجد عندنا وقت نقرأ؟ (كلام أحد الحضور) دقيقتين, طيب الآن تعالوا حكم المغايرة هذه الحكم المغايرة بلي, مفهوم العلم غير مفهوم القدرة ومفهوم القدرة غير مفهوم غير.. الآن انظر اين يقوله.
يقول: وحكم العقل بالمغايرة بينها يعني بين الصفات في العقل أيضاً, وحكم العقل بالمغايرة بين الصفات في العقل أيضاً كالحكم بالمغايرة بين الموصوف والصفة في العقل, كيف أن الصفة والموصوف متغايران, الصفات أيضاً متغايرات بحسب المفاهيم والعقل.
مع اتحادهما يعني الصفة والموصوف في نفس الوجود, أي العقل يحكم أن العلم مغايرة للقدرة والإرادة في العقل, كما يحكم العقل بالمغايرة بين الجنس والفصل, ولكنه بحسب الوجود الجنس والفصل موجودان بوجود واحد, هذا كله اين تتكلم المغايرة المفهومية؟ يقول: وأما في الوجود فليست الا الذات الاحدية فقط, عجيب اذن الذات الاحدية فيها تغاير مفهومي؟
يقول: نعم من قال لك انه في الاحدية لا يوجد تغاير مفهومي, فرق أحدية والواحدية ليس في التغاير المفهومي وعدم التغاير, وإنما انه في الاحدية استهلاك تعين لا يوجد تعينه أن لا تعين, ولكنه في الواحدية توجد تعينات.
لذا قال: وفي مرتبة ثانية يتميز العلم عن القدرة, في أول الصفحة اللاحقة, وفي مرتبة ثانية يعني مرتبة الواحدية يتميز, ماذا يتميز يتميز ذهنا؟ مفهوما؟ لا يتميز اين؟ بحسب التشأن الخارجي. تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالمين.