نصوص ومقالات مختارة

  • مواقف في الصميم (1) – لا وجود لخطوط حمراء في المعرفة الدينية

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    نحاول في هذا البحث أو في هذه البحوث أو في هذه المواقف التي اصطلحنا عليها مواقف في الصميم أن نجيب على جملة من التساؤلات ومن المقاطع التي انتشرت في الشبكة العنكبوتية أو في المواقع الالكترونية، بعض هذه المواقف كانت تمثل رأياً فتوائياً إن صح التعبير يعني كما في الآونة الأخيرة عندما قلنا انه على نحو الفتوى يجوز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية وقع كلام هناك بين من استمعوا إلى هذا المقطع وكانت لهم ردود بعضها ايجابية وبعضها سلبية، ونحن نحاول إن شاء الله تعالى في هذه الحلقات وفي هذه المواقف وفي هذه الأبحاث أن نشير إلى الموقف الذي نتبناه سواء كان على المستوى العقدي أو على المستوى الفكري أو على المستوى الفقهي ونحاول بنحو الإجمال أن نذكر المبنى الذي نعتقده أو الذي نتبناه، وإذا كان هناك مجال لان نشير إلى الدليل بنحو الإجمال أيضاً سنشير إليه.

    من هنا وصيتي وتوقعي من الأعزة أن هذه المقاطع التي في الأعم الأغلب لا تتجاوز العشرة دقائق أنهم إذا أرادوا أن يفهموا المسألة أن يستمعوا إلى المقطع كاملاً لا مقطع دقيقة أو دقيقتين أو ثلاث أو اقل أو أكثر هذا أوّلاً، وثانياً أن يربطوا أو يجعلوا هذه الأبحاث كجملة واحدة لعله نحن في حلقة واحدة لا نستطيع أن نعطي المطلب حقه ولهذا أنا اضطر في حلقتين أو ثلاث أو أربع أو اقل أو أكثر أن أقف عند المسألة.

    ولكن قبل الدخول في هذه المواقف وفي هذه البحوث بودي أن أشير إلى بعض القواعد والأصول التي ابني عليها هذه الأبحاث طبعاً هذه القواعد والأصول سوف لا أقف عندها جميعاً، لا، لا وإنما أحاول اقسّمها إلى مجموعة، هذه المواقف التي سأُشير إليها من الأصول الأساسية التي اعتقدها وابني عليها منهجياً وانطلق منها للبحث في هذه المسائل هي انه أنا لا اعتقد بوجود خطوط حمراء في الفكر والمعرفة الإنسانية يعني لا يتبادر إلى ذهن احد نقول هذه المقولة هذه القاعدة هذا الأصل هذا مسلّم لا مجال للبحث فيه أبداً لا يوجد عندي شيء قد أُغلق ملفه من الناحية الاجتهادية والمعرفية لا يوجد أي شيء، أي شيء أعزائي حتى أبده البديهيات يوجد هناك مجال للبحث فيها من قبيل ما ذكرنا في نظرية المعرفة الأعزة الذين تابعونا في أبحاث نظرية المعرفة بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي نحن وقفنا مفصلاً عند مسألة اجتماع النقيضين ممتنع وهل أن هذه بديهية أو أنها ليست بديهية.

    إذن أعزائي الذي انطلق منه هو أنه أساساً لا توجد خطوط حمراء في المعرفة الإنسانية وبطبيعة الحال إذن لا توجد هناك خطوط حمراء في منظومة المعرفة الدينية سواءً كان على مستوى العقائد سواء كان على مستوى الأخلاق سواء كان على مستوى الفقه لا توجد خطوط حمراء.

    لا يقول لي قائل أعزائي هذه ضرورة دينية هذه ضرورة مذهبية هذه مجمع عليها هذه مشهورة هذه مما تسالم عليها، ومن هنا أعزائي إذا أراد أن يناقش أو يدخل في بحث علمي وفي نقد لهذه الأبحاث عليه أن يلتفت من الآن إذا قال الإجماع كذا والشهرة كذا والمسلّمات كذا وأساطين العلم كذا كونوا على ثقة لا اعتني بكلامه لا من قريب ولا من بعيد لماذا؟ لأنه بالنسبة إليّ لم يثبت أن إجماع العلماء حجة، إجماع علماء المسلمين أصلاً إجماع علماء الأديان الإلهية جميعها لم يثبت أن الإجماع الحجة لم تثبت أن الشهرة حجة لم تثبت عندنا أن الضرورات الدينية هي مطلقة بل الضرورات الدينية بتصريح جملة من أعلامنا يقولون أنها نسبية يعني قد تكون مسألة نظرية في زمان وتكون ضرورية في زمان آخر قد تكون ضرورية في زمان ونظرية في زمان آخر.

    إذن أعزائي إذا أردتم أن تدخلوا في بحث علمي وفي نقد علمي لهذه الأبحاث لا يتبادر إلى ذهنكم كما استمع إلى بعض الأعزة على الفضائيات على المواقع على ما يكتبون أعزائي هذا يريد أن يخالف علماء المذهب ثم ماذا؟ من قال بأن ما قاله علماء المذهب حجة ومن أصول الدين أو من فروع الدين حتى لا تجوز المخالفة هذا يلزم هذا التعبير الفقهي المتعارف هذا يلزم منه تأسيس فقه جديد ومن قال لكم أن تأسيس فقه جديد باطل ولا يجوز؟ هذا لازمه مخالفة المسلّمات من كلمات علماء الامامية ومن قال لكم أن مخالفة مسلّمات علماء الامامية أنا الذي أبحث عنه أعزائي في هذه البحوث وفي هذه المواقف هو الدليل أعزائي قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، فإذن لا يقول لي قائل الشيخ الطوسي قال كذا المفيد قال كذا المرتضى قال كذا المجلسي قال كذا الشهيد الصدر قال كذا الطباطبائي قال كذا فلان قال كذا أجمعت الأمة كذا أجمعت الطائفة كذا اجمع المذهب كذا هذه كلها من الناحية العلمية لا يمكن الاعتناء بها، قد يكون الآخر يعتقد بحجية الإجماع حجة عليه ولكن أنا لا اعتقد نعم في كلمات هؤلاء الأعلام إن كان دليل إن كان برهان إن كان استدلال انقل الاستدلال قل استدل الشيخ الطوسي على كذا عند ذلك نناقش الدليل نناقش الاستدلال نناقش البرهان ولا قيمة للاسم يعني النظر أعزائي إلى ما قال أما من قال فهذا لا يهمنا كثيراً.

    إذن الأصل الأول الذي انطلق منه أعزائي في هذه المواقف وفي هذه الأبحاث انه لا وجود لخطوط حمراء في منظومة المعارف الإنسانية فضلاً عن منظومة المعارف الدينية ولذا أعزائي أقولها صريحةً لكم إن وجدت دليل في كلام الطرف المقابل سوف أجيب عليه في هذه الحلقات، أما إذا وجدت استدلال مسلّمات وكلمات وأما وأما وجدتم انه هذا لازمه انه خروج من المذهب وهذا لازمه خروج عن الدين وهذا ارتداد وهذا ضلال هذه لغة العجزة هذه لغة الجهلة وإلا لغة العلم ولغة المنطق العلمي لابد أن يأتي بدليله على ما يقول والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/08/02
    • مرات التنزيل : 1864

  • جديد المرئيات