نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (60)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    تنبيه آخر: قال بعض الحكماء من المتأخرين او من الأقدمين أن علمه تعالى بذاته هو عين ذاته, وعلمه بالأشياء الممكنة عبارة عن وجود العقل الاول مع الصور القائمة به هربا من مفاسد تلزمهم.

    هذا التنبيه من أوضح التنبيهات التي وعدنا بها القيصري انه يريد أن يتكلم بها بلغة أهل النظر لأجل المستبصرين, الآن وجه العلاقة أيضاً, لا يوجد هكذا علاقة واضحة بين الأسماء والصفات وبين البحث في هذا التنبيه.

    هذا التنبيه كان موضعه تعالوا معنا الى ص35 من الكتاب, ارجعوا معنا الى تلك الصفحة هناك قال في الأسطر الثلاثة الأخيرة من ص35 قال: وهو يدرك حقائق الاشياء بما يدرك حقيقة ذاته لا بأمر آخر كالعقل الاول وغيره, طيب هناك عندما وصل الى بحث العلم كان ينبغي أن يقول أن علمه تعالى بالأشياء بنفس ذاته لا بتوسط شيء آخر, ثم يبدأ بمناقشة أولئك الذين قالوا أن علمه بالأشياء بتوسط شيء آخر ولكنه لم يعرض لهذه المسالة هناك الآن عرضها هنا, طيب ما هي هذه المسالة او هذا التنبيه بغض النظر عن ارتباطه بالبحث او عدم ارتباطه بالبحث. هذه المسالة واقعا من المسائل التي وقع فيها خلاف كبير وشديد بين العلماء ما قبل الاسلام وما بعد الاسلام من فلاسفة ومتكلمين وعرفاء, ما هي هذه المسالة؟ وهي: أن الله (سبحانه وتعالى) هل يعلم الاشياء قبل إيجادها في مقام ذاته علما تفصيليا او لا يعلم؟ لأنه كما تعلمون أن العلم الإلهي له عدة مسائل أساسية:

    المسألة الاولى: علمه بذاته في مرتبة ذاته, وهو الذي عبر عنه عالم تعالى بذاته وهو عين ذاته.

    المسألة الثانية: علمه في مرتبة ذاته بالأشياء قبل الإيجاد, هذه المسالة الثانية.

    المسالة الثالثة: علمه بالأشياء لا في مرتبة ذاته بل في مرتبة الاشياء الذي عبرنا عنه بالعلم الفعلي, والمسالة الثانية عبرنا عنها بالعلم الذاتي.

     

    محل النزاع اين؟ في هذه المسالة وهي المسالة الثانية وهي أن الحق (سبحانه وتعالى) في مرتبة ذاته هل يعلم الاشياء تفصيلا قبل إيجادها او لا يعلم.

    بناءً على التقسيم العرفاني لمباحث الإلهيات هذه المسألة اين تقع؟ عند الفلاسفة تقع في مقام الذات, عند العرفاء اين تقع هذه المسألة؟ أحدية واحدية او اللا بشرط المقسمي؟ أحدية او واحدية؟ واحدية, انتم ترون الفرق بين المسائل كيف يكون.

    عند الفلاسفة عندهم مقام الذات ومقام الفعل التفت, فإما يعلم الاشياء في مقام ذاته يعني الصعق الربوبي وأما يعلم الاشياء تفصيلا اين؟ بعد مقام ذاته الذي هو العقل الاول, العقل الاول داخلة في الصعق الربوبي او في الاعيان الخارجية؟ في الاعيان الخارجية, هذا على طرح الحكماء, الآن فضلا عن المتكلمين وفضلا عن المحدثين.

    أنا أريد أن أبين لك هذا الذي نعبر عنه (توحيد شناسي) معرفة التوحيد انظروا على مبنى الحكماء اين سقف التوحيد, ولكن على مبنى العرفاء اين سقف التوحيد, يعني انت بناء على مباني العرفاء هذه المسالة تقع في الرتبة الثالثة او الرتبة الرابعة, لأنه بعد الذات يوجد عندك مقام الاحدية وبعد الاحدية يوجد مقام الواحدية وفي مقام الواحدية عندك أسماء الغيب وأسماء الشهادة ثم بعد أسماء الشهادة في مقام الواحدية ننتقل الى الاعيان الخارجية التي هي العقل الاول, واضح البحث.

    من هنا قلت بأنه, الآن هذه المسالة بهذه الطريقة طرحها هنا في هذه المسائل ما هو وجهها؟ لا وجه لها لان البحث الآن في إطار آخر نبحث ولكن عرض لها, على أي الاحوال.

    المهم, أن الحكماء التفتوا جيدا, او بعض الحكماء الآن لماذا نعمم هذه قاعدة التعميم في كثير من الأحيان خاطئة, أن بعض الحكماء والفلاسفة من المتقدمين ومن المتأخرين قالوا: أن الله (سبحانه وتعالى), اليوم بحثنا ولعله يوم او يومين القادمين من الابحاث التكرارية, ولكنه من الابحاث التكرارية المهمة يعني هذه قرأناها في نهاية الحكمة ولكنه أنا الآن أتصور سوف تبلور الذي قرأناه في نهاية الحكمة ما هو.

    من الابحاث الموجودة هذه, ذهب البعض التفتوا جيدا, الى أن الله يعلم ذاته في مرتبة ذاته, هؤلاء أيضا مرادهم من الذات يعني في مقابل الاعيان الخارجية هذه الذات عند العرفاء يعني ماذا؟ يعني مفاتيح الشهادة من مقام الواحدية, اذن محل النزاع دعه يتضح, أن العرفاء هذا ولكن عند الفلاسفة عندهم ذات وعندهم فعل, يقولون في مقام الذات أن علمه تعالى بذاته عين ذاته, هذا لا يوجد عندهم شك هذا مورد الاتفاق, إنما الكلام أن علمه بالأشياء قبل الإيجاد هل هو عين ذاته او خارج عن ذاته أي منهما؟ طبعا هنا توجد نقطة افتح قوس (علمه بالأشياء تفصيلا او علمه بالأشياء إجمالا) بعض الحكماء ما استطاع أن يصور علم الله التفصيلي في مقام ذاته فأنكر انه يوجد هناك أساسا علم تفصيلي للواجب (سبحانه وتعالى) قال من قال بان الواجب (سبحانه وتعالى) لكي يوجد الاشياء لابد أن يوجد عنده علم تفصيلي قبل وجود الاشياء, نعم بوجود الاشياء يتحقق العلم التفصيلي, يدري عنده بشر أما اذا تسأله كم بشر كم واحد ما هي خصوصياتهم يدري أم لا؟

    قبل الإيجاد لا يعلم ولكن عندما اوجد يعلمها علما تفصيليا, فالعلم التفصيلي قبل الإيجاد او مع الإيجاد وبعد الإيجاد؟ وضربوا مثالا لذلك قالوا من قبيل انك تدري هذا الدرس اليوم تقرره, أما انه تفاصيل هذه الكلمات التي سوف تقولها انت تدري قبل ما تقولها ما هي أم لا؟ ما تدري, أنا الآن كنت اعلم أن هذا الدرس استطيع أن أقرره كاملا وبالدقة, ولكن قل لي التفاصيل اقول لا التفاصيل عندما أتكلم بها التفاصيل ماذا؟ فالعلم التفصيلي بما اقول في مرتبة ما قبل الإيجاد أم مع الإيجاد؟ مع الإيجاد, وهذا الذي يسموه عندهم الفاعل بالرضا, الفاعل بالرضا هذا هو معناه, لأنه الفاعلية تابع يمكن أن يفعل الانسان من غير علم او لا يمكن؟ يمكن يفعل الفاعل من غير علم او لا يمكن؟ فإذا كان العلم هذا النحو من العلم نسمي فاعليته فاعلية بالرضا.

    في نهاية الحكمة هناك في بحث العلة والمعلول عندما يأتي الى اقسام الفاعلية هذا تعبيره التفتوا, في العلة الفاعلية يقول ص172 الفصل السابع, يقول: الفاعل بالرضا وهو الذي له إرادة لفعله عن علم لأنه لا يمكن أن يكون مريدا لفعل ولا يوجد علم, وعلمه التفصيلي بفعله قبل الفعل او عين الفعل؟ عين الفعل, طيب قبل الفعل ما هو؟ قال: وليس له قبل الفعل الا علم إجمالي بفعله, فقط يدري انه قادر على هذا, الرسام يدري انه يستطيع انه عندما يقولون له أي شيء ارسمه يستطيع أن يرسم, أما تفاصيلها يعلمها او لا يعلمها قبل الرسم؟ لا يعلم, وليس له قبل الفعل الا علم إجمالي به وذلك بعلمه بذاته المستتبع لعلمه الإجمالي بمعلوله, ما ادري واضح.

    اذن هؤلاء أصلاً في الإيجاد قالوا نحتاج الى علم تفصيلي او لا نحتاج؟ هؤلاء ارتاحوا وخلصوا أنفسهم قالوا بأنه من الذي قال لكم أن الذي يريد أن يوجد شيئا لابد أن يكون عالما تفصيلا به قبل إيجاده, الآن ما ادري ماذا يفعلون بقوله تعالى {الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} طيب أيستطيع واحد أن يخلق من غير أن يعلم به وبتفاصيله, نعم ماذا يصير؟ نعم أنا وأنت يستطيع أن يصير, البنّاء كيف تريد أن تبني؟ يقول والله أنا ما ادري (انسفط الطابوقات) واحدة وراء الأخرى وإنشاء الله ضمن العمل يتضح ماذا نفعل وآخر المطاف نرى أن الغرفة صارت من هنا والصالون من هناك والحمام من هناك لماذا؟

    لأنه هو كان عنده خطة هندسية من قبل او لا يوجد عنده؟ ما ادري انتم شاهدتم مدننا كيف تنبني أم لا, بعض شوارعها ستة أمتار وبعضها فرعها مترين بعض البيوت خمسة طوابق بعضها طابقين … هذا معناه يوجد هندسة كاملة للمدنية, طيب ذهبوا واخذوا إجازة في انه يبنون هنا وانتهت القضية, انتم ترون انه في شارع واحد بيت طابقين وبين اثنا عشر طبقة, انتهت القضية, لماذا هكذا يصير؟ لأنه هذا عنده علم تفصيلي المهندس الذي جالس لان يبني المدينة له علم تفصيلي انه كيف يبني المدينة او لا يوجد عنده؟ لا يوجد عنده علم تفصيلي كيف يبني؟ هذه الذي نسميها نحن (كوتره) هذا العلم الإجمالي بلي إنشاء الله نريد أن نبني الآن ما عندي شغل.

    هذا قسم هؤلاء خلصوا أنفسهم انه أنا لا نحتاج الى العلم التفصيلي قبل الإيجاد لكي يوجد الشيء طبعا هذا الرأي وان ذهب إليه شيخ الاشراق الا انه لا يمكن قبوله, الآن بعد ذلك أبين أنهم لماذا هؤلاء التزموا بهذه اللوازم.

    جملة أخرى من الحكماء والفلاسفة المتقدمين والمتأخرين قالوا لا, يعلم بالأشياء تفصيلا قبل الإيجاد {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ولكن هذا العلم التفصيلي ليس هو بذاته وفي مرتبة ذاته, بل من خلال علمه بالعقل الاول لان هذا العقل الاول هو مخزن علمه يعني بعبارة أخرى: تارة الانسان مخزنه معه وجزء من ذاته, وتارة مخزنه منفصل عنه وهو فعله وكل ما يريد أن يبني او يهندس او يوجد بتوسط ماذا؟ بتوسط العلم ولكن هذا العلم المتصل أم العلم المنفصل؟ العلم المنفصل القائم به الذي يعبرون عنه العقل الاول.

    اذن هو يعلم الاشياء تفصيلا قبل الإيجاد او لا يعلم؟ انت من حقك انت تجيب: أن كان يعلمها في مقام ذاته فهو لا لا يعلمها, أن كان مرادكم قبل الإيجاد يعني موجودة في العقل الاول نعم موجودة في العقل الاول وهذا هو احد الأقوال التي ذكرها السيد الطباطبائي التي ذكرها رحمة الله تعالى عليه في نهاية الحكمة الفصل الحادي عشر من المرحلة الثانية عشر قال: ما ينسب الى ثاليس او ثالوس الآن ما ادري, الى الملطي انه تعالى يعلم العقل الاول وهو الصادر الاول, عند الحكماء العقل الاول والصادر الاول شيء واحد, عند العرفاء لا, العقل الاول شأن من شؤون الصادر الاول, حتى تعرفون المباني فرق كبير بينهما العقل الاول ليس هو الصادر الاول لذا سمي أول ما خلق الصادر الاول لا يوجد فيه أول ما خلق, العقل الاول فيه أول ما خلق.

    قال: وهو الصادر الاول بحضوره هذا الصادر الاول او العقل الاول عنده, أما ويعلم سائر الاشياء مما دون العقل الاول يعلمها بارتسام صورها في العقل الاول.

    اذن الله (سبحانه وتعالى) عندما يريد أن يخلق شيئا يستطيع أن يخلقه مباشرة او لا يمكن؟ يمكن او لا يمكن؟ (لو تسكتون هؤلاء يكون من لطفكم), اذن على هذا الأساس يستطيع أن يخلق مباشرة او لا يستطيع أن يخلق مباشرة؟ لا يستطيع وإنما لابد اذا أراد أن يخلق شيئا لابد أن يوسط العقل الاول, ما ادري واضح هذا المعنى.

    الآن هذه مفهوم القدرة العامة اذا تسأله {والله على كل شيء قدير} يقول لا الممتنعات مشمولة للقدرة او غير مشمولة للقدرة؟ غير مشمولة للقدرة الممتنعات بالذات غير مشمولة للقدرة الإلهي وهذا ممتنع يعني خلقه بلا توسط العقل الاول, هكذا يتصور.

    الآن تعال نقرأ العبارة لكي نعرف اين نحن.

    يقول: قال بعض الحكماء من الأقدمين, طبعا هذه النسخة الوحيدة التي صححها شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده من الأقدمين والا كل نسخ مقدمة الفصوص وشرح الفصوص هي من المتأخرين, لا يوجد عندنا متقدمين من المتأخرين, ومنهم صدر المتألهين رحمة الله تعالى عليه في ص247 يقول: وقريب من هذا الرأي رأي من زعم من متأخر الحكماء, طبعا هنا صفحتين مولانا ينقلها من مقدمة الفصوص, نصا بالعبارات من غير أن يشير الى انه هذه موجودة في مقدمة الفصوص.

    وقريب من هذا الرأي رأي من زعم من متأخر الحكماء, نعم الحكيم السبزواري في الحاشية ص246 توجد عنده حاشية يقول: الاولى من متقدم الحكماء, عبر هو من؟

    لأنه في مقدمة الفصوص قد عبر ماذا؟ من متأخر الحكماء وهو كذلك نقلها من مقدمة الفصوص فيعبر ماذا؟ متأخر الحكماء, يقول: الاولى أن يعبر عنها من متقدم الحكماء فان هذا رأي ثاليس الملطي وهو احد أساطين الحكمة المتقدمين, نعم يعتقد جملة من المحققين أن المحقق الطوسي أيضاً التزم بهذا الرأي يقول: ولعله مراده المحقق الطوسي فأنه بزعم المصنف يقول بهذا القول, طيب هذا التعبير في قوسين (بزعم المصنف) يعني هذا النسبة صحيحة او غير صحيحة؟ فيها ما فيها, الآن هذه المشكلة كلها اين؟ التفتوا.

    كل المشكلة قائمة في هذه وهي انه: هؤلاء تصوروا أن العلم بالغير لا يمكن الا أن يكون حصوليا حلولي, العلم بالذات يمكن أن يكون حضوريا أما العلم بالغير اذا تعلق بالغير فلا يمكن الا أن يكون حصوليا أولاً والحصولي كما قرأتم في النهاية وفي الاسفار الاخوة الذين حضروا, الحصولي أيضا على قسمين: حلولي وصدوري, يقولون هذا الحصولي لابد أن يكون حلولي, طيب سؤال: اذا كانت الاشياء كثيرة والعلم علما حصولي وهي حالّة في الشيء طيب يلزم أن يكون البسيط كثيرا؟ فهربا من مشكلة كيف يحل الكثير في الواحد البسيط من كل جهة قالوا أن الله يعلم الاشياء تفصيلا في مقام ذاته او لا يعلم؟ اين نقلوا هذا العلم؟ الى العقل الاول وكأن المجردات يمكن أن يكون فيها علم حصولي ماذا حلولي, الآن نحن لا نريد أن ندخل في هذا الاشكال الثاني, المهم أرادوا أن ينزهوا ساحة الحق من مثل هذه الكثرة التي تنافي عندهم بساطة الحق (سبحانه وتعالى) من كل جهة.

    قال: أن علمه تعالى طبعا هنا لعله على هذا الأساس مصحح, الأقدمين وهو طاليس ملطي وقد صححه الاستاذ محمد حسين الفاضل التوني على نهج صواب أيضاً وهو بعض الحكماء من المتقدمين, لا لا نحتاج محمد حسين الفاضل التوني, الحكيم السبزواري قد صححها قبل ذلك, الآن لعله الفاضل التوني رآها ولكن شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده لم يراها فتصورها هذه من الفاضل التوني, لا هذه ليست من الفاضل التوني هذه من الحكيم السبزواري في حاشيته على الاسفار الجزء السادس ص246.

    قال: أن علمه تعالى بذاته هو عين ذاته, هذا لا يوجد خلافه, أما وعلمه بالأشياء الممكنة يعني العلم بالغير, وعلمه بالأشياء الممكنة عبارة عن وجود العقل الاول, التفتوا جيدا هذا يتكلم على مباني من؟ مباني العرفاء أم مباني الحكماء, فعندما صار مباني الحكماء يعني العقل الاول وجود غير وجود الواجب ولكنه معلول للواجب يعني والبينونة بينونة صفة او بينونة عزلة؟ والبينونة عزلة, هذا وجود وهذا وجود ولكن هذا الوجود قائم معلول لذلك الوجود.

    قال: وعلمه بالأشياء الممكنة عبارة عن وجود العقل الاول مع الصور القائمة بالعقل الاول, الآن لماذا بعض الحكماء ذهبوا الى هذا وصوروا علم الحق بالأشياء قبل الإيجاد من خلال انطباع وحلولها في العقل الاول؟ قال: هربا من مفاسد تلزمهم.

    لأنهم وجدوا أنهم اذا قالوا يعلم بالغير يكون علما حصوليا وإذا صار علما حصوليا يلزم أن يكون الكثير في الواحد البسيط, هذا وان كان له وجه.

    هذا قوله وان كان له وجه, ليس معناه انه له وجه على مباني الحكماء وإنما له وجه على مباني العرفاء, اذن هذا الاستثناء الذي ذكره استثناء متصل او منقطع؟ يكون منقطعا لا انه يريد أن يقول أن هذا له وجه على بعض مباني الحكماء وليس له وجه على بعض آخر من مباني الحكماء لا, هذا له وجه على مبانينا كعرفاء وهذا الوجه سيذكره في ص77 في قوله وسط الصفحة في قوله: نعم لو يقول العارف المحقق انه يعني العقل الاول عين علمه من حيث انه كذا, فهذا لا محذور فيه ولكن هذا على مباني العرفاء, الآن التفت جيدا, ماذا يسمى مبنى العرفاء؟ اقرأ العبارة.

    قال: هذا وان كان له وجه عند من يعلم الحكمة الإلهية المتعالية من الموحدين, اذن هو يعتقد أن مباني العرفاء هي الحكمة المتعالية, اذن هذه الجملة الحكمة المتعالية لا هي للطوسي ولا هي .. وإنما جاءت في كلمات العرفاء وهم يعتقدون أن الوحدة الشخصية هي الحكمة المتعالية, هذا وان كان له وجه عند من يعلم الحكمة الإلهية المتعالية من الموحدين, اذن الموحدين يتضح أن قسم واحد او عدة اقسام؟ عدة اقسام ومن أعلى أقسامه من هم؟ الذين يعرفون الحكمة المتعالية لأنه قال من الموحدين.

    اذن عندك موحد داخل في دائرة الحكمة المتعالية وعندك موحد لم يدخل في الحكمة المتعالية داخل في الحكمة المشائية في الحكمة الاشراقية ونحن ذكرنا الفرق بينهما, من يعلم الحكمة المتعالية ما هو توحيده, ومن يعلم الحكمة المشائية ما هو توحيده, ومن يعلم الحكمة الاشراقية ما هو توحيده, لا اقل الحكمة الاشراقية تؤمن بالفاعل بالرضا, والحكمة المشائية تؤمن بالفاعل بالعناية والفرق بينهما انه الفاعل بالعناية يعلم علما تفصيليا, ولكن الفاعل بالرضا لا يعلم علما ماذا؟ طيب اذن يوجد فرق اكبر من هذا في التوحيد يعني؟ لذا هذه الاقسام في الفاعل, فاعل بالرضا فاعل بالقصد فاعل بالتجلي فاعل بالعناية لا يتبادر الى ذهنكم أن هذه مجموعة ألفاظ لا, فان الفاعل بالرضا يصور لك توحيد والله, والفاعل بالقصد وهو المتكلم يصور لك توحيد آخر, والفاعل بالتجلي الذي هو الحكمة المتعالية يصور لك توحيد آخر, هذه اقسام من التوحيد لا يتبادر الى الذهن أن هذا توحيد واحد والاختلاف في نحو الفاعلية لا ليس هكذا.

    هذا وان كان له وجه عند من يعلم الحكمة الإلهية المتعالية من الموحدين ولكن لا يصح مطلقا ولا على قواعده, التفت, طيب هذا المطلب صحيح او لا؟

    يقول: أولا ليس بصحيح هذا المطلب في نفسه ليس بصحيح, وثانيا انه ليس بصحيح على قواعدهم هم, الآن قد يكون الشيء غير صحيح ولكن هم ملتزمون بمجموعة قواعد يصححون هذا, يقول: لا حتى قواعدهم التي آمنوا بها تصحح هذا التصور او لا تصحح؟ يعني حتى لو أردنا أن نتكلم معهم على مستوى الجدل, هذا البيان وهذه النظرية صحيحة ام باطلة؟ على قواعدهم أيضاً باطلة, الامر ليس صحيح في نفسه, باطل, ولو تنزلنا طيب هم ماذا يقولون؟ لعلهم يؤمنون بمجموعة من المباني تصحح هذه النظرية يقول لا حتى قواعدهم تسمح بهذه النظرية او لا تسمح؟ لا تسمح. لكن لا يصح مطلقا ولا على قواعدهم, قواعد من؟ بعض الحكماء الأقدمين, لان, الآن من هنا يريد أن يدخل في الأدلة لإثبات بطلان هذه القضية.

    الدليل الاول: هذا الدليل يقوم على قياس من الشكل الثاني, القياس من الشكل الثاني هكذا, علمه تعالى أزلي لأنه كل صفاته تعالى أزلية, (هؤلاء يدرسون ماذا يفعلون؟ اقول طلبة هم او (كلام أحد الحضور) على أي الاحوال).

    علمه (سبحانه وتعالى) بالأشياء ماذا أزلي هذه المقدمة الاولى.

    المقدمة الثانية: وهي أن العقل الاول حادث أم أزلي؟ حادث بحدوث ذاتي او عبروا عنه أن علمه أزلي والعقل الاول ليس بأزلي اذن يمكن أن يكون العقل الاول علمه او لا يمكن؟ (كلام أحد الحضور) قياس من الشكل الثاني, علمه أزلي والعقل الاول ليس بأزلي اذن العقل الاول علمه او ليس بعلمه؟ ليس بعلمه, وهذا متفق عليه لا يوجد خلاف بين الحكماء.

    قال: لأنه أي العقل الاول, حادث بحدوث ذاتي وحقيقة علمه تعالى قديمة لأنها حقيقة علمها لأنها عينه عين ذاته, فكيف يمكن أن يكون هو أي علمه هو أي العقل الاول, بعينه, او فكيف يمكن أن يكون هو أي العقل الاول ماذا علمه الذي هو ذاته, ما ادري واضح هذا البرهان, اذن الدليل الاول الذي يقيمه القيصري صاحب المقدمة, القيصري في مقدمته لإبطال هذه النظرية يقوم على قياس من الشكل الثاني, علمه أزلي والعقل الاول ليس بأزلي اذن علمه ليس هو العقل الاول, او العقل الاول ليس هو علم.

    طيب هذا الدليل تام او ليس بتام؟ اذا أردنا أن نكون بجانب الحكيم نستطيع أن ندافع عن أنفسنا, نسأل القيصري نسأله عندما تقول علمه أزلي مقصودك أي علم, هذه المقدمة الاولى, مقصودك علمه أزلي او مقصودك علمه بغيره أزلي أي منهما؟ اذا كان مرادك علمه بذاته أزلي هذا صحيح ولكنه ينتج المطلوب او لا؟ ليس محل الكلام علمه بذاته, وإذا كان مرادك علمه بغيره أزلي فأول الكلام, نحن نزاعنا فيه أن علمه أزلي او عمله من خلال العقل الاول, انت تقول أزلي أنا اقول لا من خلال العقل الاول, فإذن هذه المقدمة حقيقة علمه تعالى أزلي او قديمة أي علم هذا, علمه بذاته او علمه بغيره؟ إن كان مرادك علمه بذاته صحيح قديم أزلي ولكن لا ينتج المطلوب, وان كان مرادك علمه بالأشياء الممكنة أزلي فهو محل النزاع انت تقول قديم وأنا اقول ليس بقديم لأنه يستحيل أن يكون عين ذاته, فهذا الدليل مخدوش من هذه الجهة.

    الدليل الثاني: وأيضا التفتوا جيدا, يقول: نسأل انتم قلتم كل ما عداه علمه بذاته عين ذاته وعلم بغيره بتوسط العقل الاول, نضع يدنا على العقل الاول نقول هذا ذاته أم غيره؟ غيره يعلمه مخلوق له او ليس مخلوق له؟ يعلم به قبل إيجاده او لا يعلم؟ شقان لا ثالث لهما أما أن تقول لا يعلم به قبل إيجاده اذن كيف خلق, وان قلت يعلم به قبل إيجاده فالعلم به عينه او قبله؟ قبله هذا العلم الذي قبله عين ذاته او غير ذاته؟ فان قلت غير ذاته ننقل الكلام الى ذلك الغير ويلزم التسلسل الى ما لا نهاية والمفروض انه محصور بين حاصرين من طرف علة ومن طرف معلول, وان قلت يعلمه بذاته اذن كان هناك شيء علم بالغير وهو عين ذاته بأي شيء وجهتم نحن نوجه, واضح أم لا, واضح سير الاستدلال.

    كل ما دون العقل الاول علمه من خلال العلم بالعقل الاول طيب هذا العلم الاول أيضاً معلول له مخلوق له صادر منه, معلوم له او لا قبل الإيجاد؟ فان قلت غير معلوم له قبل الإيجاد يلزم أن يخلق ما لا يعلم وهو محال وان قلت انه يعلمه قبل الإيجاد فيعلمه بعقل آخر قبله هذا خلف أن هذا هو العقل الاول هذا مضافا يلزم التسلسل؟ وان قلت يعلمه مع أن المعلول وهو العقل الاول علم بذاته او علم بغيره؟ علم بغيره ولكن علمه بذاته طيب قبل ذلك في كل المعلومات بالغير ما الفرق بين العقل الاول وغير العقل الاول, واضح صار الاستدلال.

    قال: وأيضا العقل لكونه ممكنا حادثا مسبوق بالعدم الذاتي, وهذا واضح, لما كان العقل الاول من الموجودات الممكنة الحادثة ولو بالحدوث الذاتي اذن هو مسبوق بماذا؟ وجوده مسبوق بالعدم, هذه بين شارحتين, (العقل معلوم للحق أي عقل؟ يعني العقل الاول, معلوم للحق لماذا تقول معلوم للحق؟ يقول: لان ما لا يعلم لا يمكن إعطاء الوجود له, وهذا العلم معه او قبله؟ هذا العلم به مع وجوده او قبل إيجاده, طيب ننقل الكلام الى هذا العلم عين ذاته او خارج عن ذاته؟ فان قلت خارج عن ذاته يلزم التسلسل, وان قلت عين ذاته اذن علمه بالأشياء هو العقل الاول او غير العقل الاول؟ غير العقل الاول.

    قال: اذن فالعلم بالعقل الاول حاصل قبل وجود العقل الاول ضرورة اذن فالعلم بالعقل الاول او العلم بالغير غير العقل الاول, واضح المطلب.

    وماهيته, هذه وأيضا هذه, دليل ثالث, وماهيته, نعم تفضلوا ما هو فرقها (كلام أحد الحضور) لا ليس هو البحث في البحث في أن العلم بالغير علم حضوري أم علم حصولي؟ (كلام أحد الحضور) اذا صار علم حصولي ماذا يصير؟ يلزم التكثر في ذاته والمشكلة (كلام أحد الحضور) في النتيجة علم حصولي ارتسامي في النفس فعلمه بذاته غير علمه بالعقل الاول, طيب اذا صار علمه بذاته غير علمه بالعقل الاول ماذا يصير؟ بساطة أم تركيب, لزمت المشكلة, فلذا هو قال وعلمه بالأشياء الممكنة يعني بعبارة أخرى نحن نبحث في مسألة انه علمه بذاته وعلمه بغيره, فلذا أنا من أول الامر طرحت المشكلة حتى انت تلتفت قلت: بان المشكلة بدأت تصوروا أن كل علم بالغير لابد أن يكون علما حصوليا وهذه من المباني المعروفة بين المشائين المتـأخرين.

    نحن اذا تتذكرون في نهاية الحكمة قلنا أن العلم الحضوري فيه مصداق واحد او ثلاثة مصاديق؟ قلنا فيه ثلاثة مصاديق, حتى ترون بأنه هذه للمرة العاشرة اقول لكي تعرفون بأنه عندما اقول الطالب اذا لم يقرأ نهاية الحكمة جيدا عندما يأتي الى التمهيد وكذا تصير عنده مشكلة في هذه, فلهذا انتم ترون أنني اضطر أن استذكر تلك المباني لأنها متوقفة عليها.

    هناك ذكرنا أن علم الحضوري له مصاديق ثلاثة على مباني الحكمة المتعالية: علم العلة بذاته, علم العلة بمعلولها, علم المعلول بعلته, إما المشائين هذا قبلوا به أم قالوا لا, يوجد مصداق واحد؟ المشائين قالوا: مصداق واحد وهو علم العلة بذاته, لا علم العلة بالمعلول حضوري ولا علم المعلول بالعلة حضوري, هذه كلها علوم حصولية ما ادري واضح صار. 

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/10/27
    • مرات التنزيل : 1577

  • جديد المرئيات