بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
في الواقع قلنا بأنه في ما يتعلق ببحث الاسماء والصفات, يقع الحديث في عدة امور:
الامر الاول هو أن الروايات الواردة مضافا الى الآيات القرآنية أكدت ورغبت وشوقت كثيرا بمعرفة الاسماء الإلهية وبينا معنى معرفة الاسماء ومعنى إحصاء الاسم, من أحصاها دخل الجنة, ما هو المراد من الإحصاء في هذه الروايات واشرنا الى هذا البحث في البحوث السابقة.
البحث الثاني: الذي كان ينبغي أن نقف عنده قليلا وقلنا ينبغي الوقوف عنده, هل أن الاسماء الإلهية تتمايز في ما بينها او لا تتمايز, قلنا في هذا البحث الثاني ينبغي أن نبحث في أمرين: أساسين هل أن الله (سبحانه وتعالى) يتصف بهذه الأوصاف ويتسمى بهذه الاسماء حقيقة او لا يتسمى؟ وهنا يتذكر الاخوة في البحث السابق وقفنا عند نظرية الشيخ الصدوق التي قال فيها أن الله (سبحانه وتعالى) لا يتسمى بهذه الاسماء حقيقة وإنما اذا قلنا عالم يعني ليس بجاهل وإذا قلنا قادر يعني ليس بعاجز وهذا معناه انه يتسمى بها حقيقة او لا يتسمى؟ لا يتسمى بها حقيقة, وناقشنا ذلك مفصلا أيضاً في البحث السابق.
وخلاصة ما اشرنا إليه ما ذكره السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في تفسيره القيم الميزان المجلد الثامن ص351 هناك عنده عبارة يقول: ومما تقدم يظهر فساد قول من قال أن معاني صفاته تعالى ترجع الى النفي رعاية لتنزيهه (سبحانه وتعالى), حيث ارجع الصفات الثبوتية الى امور عدمية, لتنزيهه عن صفات خلقه فمعنى العلم والقدرة والحياة هناك عدم الجهل والعجز والموت وكذا سائر الصفات العليا وذلك لإستلزامه الآن هذه المناقشة التي يذكرها وذكرناها أيضاً, وذلك لإستلزامه نفي جميع صفات الكمال عنه تعالى, أولاً يلزم منه انه كل هذه الآيات التي تكلمت عن أسمائه وصفاته والروايات التي تحدثت عن ذلك يكون معناه انه يتسمى بها حقيقة او لا يتسمى؟ وهذا خلاف ظاهر هذه الآيات والروايات, وقد عرفت الى آخره, الاخوة يراجعونها بعد ذلك, هذا البحث الاول.
البحث الثاني: بعد أن ثبت أن الله (سبحانه وتعالى) يتصف بهذه الصفات حقيقة ويتسمى بهذه الاسماء حقيقة فهل يوجد مائز بين هذه الصفات والاسماء او لا يوجد مائز بينها؟ طبعا لا يخفى على الاخوة يوجد هنا بحث وهو من الابحاث المهمة هو انه أساسا, هذا الذي اشرنا إليه في البحث الفلسفي أيضاً, هو أساساً كيف تكثرت الاسماء والصفات؟ الآن اذا يسمح الاخوة أولاً نحن ندخل في البحث وانه نفترض انه يوجد تكاثر وهو يوجد حقيقة لأنه صريح القرآن الكريم يقول {ولله الاسماء الحسنى} اذن ليس له اسم واحد وإنما له أسماء, {قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الاسماء الحسنى} صريح القرآن الكريم مضافا الى الروايات التي هي فوق التواتر تثبت أن لله (سبحانه وتعالى) أسماء متعددة وصفات متعددة.
البحث الأساسي, طبعا كما قلت قبل هذا البحث لابد أن نعرف منشأ هذا التعدد, اقول جملة وارجع الى المصدر في هذه القضية, منشأ هذا التعدد ما هو؟ التفتوا جيدا الى البحث, منشأ هذا التعدد ليس ثبوتي وإنما ما هو؟ إثباتي يعني نحن عندما جئنا الى أنفسنا وذواتنا والى كمالاتنا وجدنا أن هذه الكمالات واحدة أم متعددة؟ وسبب تعددها هي المحدودية, عندما وضعنا يدنا على العلم لأن العلم محدود فهو غير القدرة وعندما وضعنا يدنا على القدرة لأنها محدودة فهي غير الحياة وهكذا, هذه نقطة.
اذن نحن إنما بدأنا من اين؟ لا انه بدأنا من الحقيقة البسيطة التي لا تعدد ولا تكثر فيها الذي هو اصطلح عليها بالأمر الثبوتي وإنما بدأنا من اين؟ بدأنا من أنفسنا وعندما بدأنا من هنا وجدنا الكمال واحد أم الكمالات متعددة؟ هذه نقطة.
النقطة الثانية: أن هذه الكمالات وجدناها ليست كمالات مرتبة وجودية بل هي كمالات وجودية عامة يعني في أي مرتبة وضعنا يدنا وجدنا أن هذه الصفة كمال أم نقص؟ وجدناها كمال, وبهذا ميزنا بين الكمالات بين كمالات مرتبطة بمرتبة وبين كمالات مرتبطة بالوجود, هذه اثنين, والذي أيد فهمنا, لأنه قد يقول قائل انه كيف تقيسون الله (سبحانه وتعالى) {ليس كمثله شيء} كيف تقيسون الله في كمالاته على كمالاتكم؟
الجواب: أن ما أدركناه من كمالاتنا قبل العقل او بعد العقل نجد أن القرآن والسنة القطعية أيدتنا في فهمنا أن هذه الكمالات ليست مرتبطة بالممكن بل يمكن أن تكون كمالات للواجب أيضاً, بأي دليل؟ بدليل أن القرآن تحدث عن علم الله (سبحانه وتعالى) وتحدث عن قدرته وتحدث عن حياته وعن سمعه وبصره الى غير ذلك, ما ادري واضحة هذه النقطة.
اذن من خلال هذه المقدمات تعددت الأسماء والصفات والا حقيقة الواقع ما هو؟ يعني في جملة واحدة استطيع أن اقول: أن سبب التعدد جاء من محدوديتنا والا لو كنا غير محدودين أدركنا الحقيقة على ما هي عليها وحيث أننا لا نستطيع أن ندرك الحقيقة على ما هي عليها اضطررنا أن نقطع تلك الحقيقة الى قطع حتى ندرك حتى نفهم, وإذا يتذكر الاخوة في نهاية الحكمة أنا ضربت مثال: قلت بان المعدة تستوعب افترضوا مثلا نصف كيلو من الطعام, هذه المعدة تستوعب هذا المقدار كيلو من الطعام تستوعب خمسة لترات من الماء هذا تستوعبه المعدة, ولكنه للوصول الى هذا القدر هذه الآلة هذه الأداة وهي الفم تستوعب أن نأخذ هذا القدر مرة واحدة او لا تستوعب؟ لا تستوعب فالمشكلة ليست في المعدة واستيعاب المعدة المشكلة اين؟ في الأداة التي نريد أن نوصل من خلالها الطعام والشرب الى المعدة فلابد أن نقطعها لقمة لقمة او شربة شربة حتى نأخذ ذلك القدر, واضح صار.
لذا وجدت كلمة قيمة للسيد الطباطبائي في هذه المجلد في الجزء السادس من الميزان ص101 هذه عبارته يقول: وهو أن هذه المعاني والمفاهيم للعقل اذن نحن نتكلم على مستوى العلم الحصولي لا على مستوى العلم الشهودي والحضوري, أن هذه المعاني والمفاهيم للعقل بمنزلة الموازين والمكاييل يوزن ويكتال بها الوجود الخارجي والكون الواقعي, هذه أدواتنا هذه موازيننا هذه مكاييلنا هذه أدواتنا للوقوف على الوجود الخارجي, وحيث أن ذاك الوجود الخارجي غير متناهي غير محدود اذن لا يمكن أن يدرك من خلال أدوات محدودة, فهي حدود محدودة لا تنعزل عن هذا الشأن عن المحدودية وان ضممنا بعضها الى بعض واستمددنا من احدها للآخر لا يغترف في هذه المفاهيم المحدودة العلم والقدرة والحياة, لا يغترف بأوعيتها الا ما يقاربها في الحد, يعني اذا كانت هذه الأوعية محدودة هذه الظروف والأدوات محدودة هذه المفاهيم محدودة طيب ماذا ننال من ذلك اللا محدود؟ ننال اللا محدود على ما هو عليه او ننال من اللا محدود بهذا القدر من المحدود؟ بهذا القدر من المحدود, ومن هنا تعددت الاسماء وتعددت الصفات الإلهية.
فإذن تعدد الاسماء والصفات الإلهية اذا سأل سائل كما طرحنا هذا السؤال في الاسفار انه كيف يعقل أن تكون الذات بسيطة أحدية لا متناهية وتكون الاسماء الحاكية عنها محدودة متناهية متكثرة؟ الجواب: هذه مرتبطة بالأداة وليست مرتبطة بالمدرَك هذا مرتبط بالمدرِك لا انها مرتبطة بالمدرَك.
على هذا الأساس التفتوا جيدا, على هذا الأساس هذه الاسماء والصفات وان استطاعت أن تحكي الحق (سبحانه وتعالى) ولكن استطاعت أن تحكي الحق على قدرنا لا على قدره, اذن وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه, اذا تريد ذلك التوحيد الواقعي العيني الشهودي يعني التوحيد على ما هو عليه في الواقع فيمكن نيله من هذه الصفات او لا يمكن؟ لا يمكن نيله لان هذه شيء وذاك شيء آخر, (كلام أحد الحضور) جزاك الله خيرا, لذا هذا التوحيد بالقدر الذي يصلح لنا ما عرفناك حق معرفتك ولكن عرفناك بقدرنا حق معرفتنا بقدرنا عرفناك, أما عرفناك حق معرفتك؟ محال أن يعرفه احد حق معرفته.
وهذا هو التوحيد الخالص, فلذا السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه هنا فيقول فمفهوم العلم مثلا هو معنا أخذناه من وصف محدود في الخارج, كمال هو ولكن كمال محدود, وإذا كان الكمال محدود طيب الله فقط منزه عن النقائص أم منزه عن الكمالات المحدودة أيضاً؟ الله (سبحانه وتعالى) لا انه منزه عن النقائص فقط بل عما هو كمال لنا لأنه كمال محدود كمال إمكاني وكماله كمال وجوبي كمال غير متناهي, فمفهوم العلم هو معنا أخذناه من وصف محدود في الخارج نعدّه كمالا لما لا يوجد له, بالنسبة إلينا لمن يعلم اذا أضيف الى من لا يعلم يكون هذا كمال له بهذه المقايسة الداخلية أما اذا قيس الله وأنا هذا أيضاً كمال له؟ لا هذا أمر محدود مرتبط بالإمكان, (كلام أحد الحضور) الآن انتم واقعا نستطيع أن نقرب الحقيقة بأشياء كثيرة, وفي هذا المفهوم من التحديد ما يمنعه أن يشمل القدرة والحياة, مفهوم العلم بلغ ما بلغ من الصعود يبقى هو غير القدرة وغير الحياة.
فإذا أطلقناه عليه تعالى نقول الله عالم, ما الذي نستطيع أن نفعله؟ نقشره, نقول علم آخر المطاف الذي نصل إليه نقول علم لا كهذه العلوم, ولكن يبقى علم هو غير القدرة, مع انه هناك العلم عين القدرة, علم كله لا جهل فيه, هذا العلم الذي عندنا شيء والعلم الذي هناك شيء آخر. ثم عدلنا محدوديته بالتقييد في مثل نحو قولنا علم لا كالعلوم فهب انه يخلص من بعض التحديد لكنه بعد مفهوم لا ينعزل عن شأنه وهو عدم شمول ما ورائه, ولكل مفهوم وراء يقصر عن شموله, أي مفهوم فرضته في عالم العلم الحصولي يشمل مصاديقه ولا يشمل ما وراء ذلك المفهوم, وإضافة مفهوم الى مفهوم آخر لا يؤدي الى بطلان خاصة المفهومية, عجيب هذا المعنى, طيب النتيجة ما هي؟ النتيجة انه اذا انت تريد أن تذهب الى العلم الحصولي الى الله هذا المقدار تحصله, أصلاً لا ينبغي لك أن تتوقع من العلم الحصولي أكثر وأفضل من هذا العلم, يعني توقعك في غير محله انك اذا توقعت أن تصل من خلال المفهوم ومن خلال العلم الحصولي على علم به أفضل من هذا العلم ماذا تحصل انت من العلم أفضل من هذا العلم.
لذا ولولا أن المفاهيم تسقط عند الأشراف على ساحة عظمته اذا وصلنا واقعا الى الواقع الخارجي فهذه المفاهيم تستطيع أن تكون؟ نعم تستطيع أن تكون معارف إجمالية توحيد إجمالي الى أن يقول: فإن هذا النحو من الوصف لا يدع شيئا الى أن يقول: فهل يمكن أن يحيط به شيء او أن الممنوع هو الإحاطة به تفصيلا, فأما الإحاطة الاجمالية فلا بأس بها, هذا الذي عندنا على أدقه في المباحث الفلسفية والعرفانية يعني كل ما يرتبط بعالم المفهوم فقط يعطينا توحيد على نحو الاجمال على نحو الصورة الاجمالية والا حقيقة التوحيد شيء آخر, طيب هذا بحث انتهينا منه.
السؤال الثاني المطروح والذي طرحناه وهو: انه بعد أن ثبت أن هذه الاسماء يتسمى الله بها (سبحانه وتعالى) والمفروض انها كثيرة هل تتمايز هذه الاسماء في ما بينها او لا تتمايز؟
من أهم التمايزات الموجودة بين الاسماء الإلهية التي يتسمى بها أننا نجد قرآنياً بشكل واضح وهذا اشرنا إليه في بحث سابق, نجد أن الله (سبحانه وتعالى) يتسمى ببعض الاسماء ولا يتسمى بمقابلها, ولكنه في بعض الاسماء يتسمى بها وبما يقابله, اذن بهذا واقعا بغض النظر قبل أن نصل الذاتية والى الفعلية والى الجمالية والى الجلالية هذه التقسيمات الفلسفية والكلامية الآن لا نتكلم فقط الآن هذا استقراء قراني استقراء روائي, أننا نجد أن الله (سبحانه وتعالى) بعض الاسماء يتسمى بها مطلقا لا انه يسمى تارة بها وأخرى بما يقابلها أبدا, وبعض الاسماء يتسمى بها تارة ويتسمى بمقابلها أخرى.
من هنا الكليني في الكافي حاول أن يميز بين الصفات على أساس هذا البعد قال: اذا كان الله يتسمى بالشيء ولا يتسمى بمقابله فهي صفة الذات أما اذا كان الله يتسمى بها ويتسمى بما يقابلها فهي صفة فعل, الآن نحن مقدمة لابد أن نعرف الذات والفعل ما هما؟ اخواني الاعزاء الآن جنابك لك ذات حيوان ناطق, ولك فعل مثل قيام وقعود وجلوس وأكل وشرب والى غير ذلك, طيب الآن الصفات التي تتصف بها تنقسم الى قسمين او لا؟ نعم تنقسم, عندما نأتي الى الذات نجد انك تتصف بمجموعة من الصفات, ذاتك يعني الحيوانية الناطقية, وعندما نأتي الى الافعال نجد انها تتصف بمجموعة من الصفات فما معنى صفات الذات وصفات الافعال؟ معناه, انه هناك مجموعة من الصفات هي لذات الشيء ومجموعة من الصفات لا للفعل وإنما للذات بلحاظ فعله, وهذا معناه انه اذا هذه الافعال لم توجد هذه الصفات موجودة او لا؟ غير موجودة, اخواني الاعزاء صفات الفعل لا انها أوصاف الفعل لا لا, هي أوصاف الذات ولكن بلحاظ الافعال فإذا كانت الافعال موجودة فهذه الصفات أيضاً موجودة اذا لم تكن هذه الافعال موجودة فهذه الصفات موجودة او غير موجودة؟ غير موجودة.
طيب الضابطة التي ذكرها الكليني يعلم الاخوة, الضابط الذي ذكره الكليني في أصول الكافي الجزء الاول ص111 تحت عنوان جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل, ماذا يقول بنحو الاجمال الاخوة يقرأونه لأنه اذا أريد أن اقرأه يأخذ الوقت, بنحو الاجمال التفتوا هذه الامور الثلاثة لابد أن تُلحظ تخرجها من النص, انظروا هذه الامور الثلاثة هي:
أولاً: أن يكون للصفة مقابل, ثانيا: أن يكون هذا المقابل أمر وجودي لا أمر عدمي, ثالثا: أن يتصف بهذين الأمرين الوجوديين, عند ذلك يكون ماذا؟ صفة فعل, أن يكون له مقابل أولاً وان يكون هذا المقابل أمراً وجوديا ثانيا, وان يتصف الحق بهما معا, كما في الإحياء والإماتة, فان الإماتة ليست أمر عدميا وإنما أمرا وجودي, {خلق الموت والحياة} اذا كان الموت أمرا عدميا يتعلق به الخلق او لا يتعلق؟ لا يتعلق, اذن الموت والحياة أمران وجوديان الإحياء والإماتة أمران وجوديان, الله (سبحانه وتعالى) يحي ويميت, وهذا يكشف أولا: أن هذه الصفة لها مقابل ومقابلها أمر وجودي وانه يتصف بهما معا.
طيب صفات الذات بناء على هذا البيان ماذا تصير؟ له مقابل وجودي او ليس له مقابل وجودي؟ ليس له لأنه اذا صار له مقابل وجودي والله لا يتصف بذلك المتصف الوجودي لكان فاقدا لكمال من الكمالات اذن في الصفة الذاتية يوجد مقابل ولكن وجودي أم عدمي؟ عدمي هذا أولا, وثانيا: يتصف الله بذلك الوصف العدمي او لا يتصف؟ لا يتصف, فإذا نضع يدنا على قاعدة حققها الكليني أن كل صفة لها مقابل وجودي ويتصف الحق, طبعا لابد أن يتصف الحق بهما لأنه اذا صار مقابل وجودي ولا يتصف بأحدهما هذا معناه انه فاقد كمالا من الكمالات اذن لابد أن يتصف بهما, هذه تصير صفة فعل, أما اذا لم يكن له مقابل وجودي بل كان له مقابل عدمي, وبطبيعة الحال سوف يتصف بالأمر الوجودي دون الامر العدمي عند ذلك تكون صفة ذات.
هذا الضابط واقعا من الضوابط الدقيقة والعميقة والجيدة ولكن فيها بعض النقوض وهذه النقوض اذا حلت هذا الضابط يمكن الالتزام به والا فلا, (كلام أحد الحضور) بلي, لا هذا ليس من الاسماء الكبر الآن ما ادري ما الذي تريدون أن تقولونه, (كلام أحد الحضور) طيب أنا كذلك اقول هذا الاكبر وصف انتزاعي شيخنا ليس مثل العلم والقدرة, جيد.
سؤال هذا الضابط فيه نقض, الله (سبحانه وتعالى) له فيض او ليس له فيض؟ وهذا الفيض منقطع ومتصل او متصل؟ متصل, فالله يتصف بدوام الفيض وانقطاعه او بدوام الفيض؟ (كلام أحد الحضور) طيب يتصف بالانقطاع او لا ينقطع؟(كلام أحد الحضور) الانقطاع أمر عدمي, طيب دوام الفيض صفة ذاتية او صفة فعلية؟ صفة مرتبطة بالفعل, اذن الضابط الذي (كلام أحد الحضور) بلي, (كلام أحد الحضور) نعم نقض على الضابطة بلي, وهو انه نحن وجدنا في مورد انه الصفة ليس لها مقابل وجودي بل مقابل عدمي والواجب يتصف بالوجود دون العدمي ومع ذلك صفة ذات او ليست صفة ذات؟ بعبارة أخرى اذا أرادنا أن نتكلم بلغة قرآنية {ورحمتي وسعت كل شيء} هذه رحمتي وسعت كل شي ء في قبال الرحمة العامة يوجد عقاب او لا يوجد عقاب؟ لا يوجد عقاب والرحمة العامة مرتبطة بالذات أم مرتبطة بالفعل؟ مرتبطة بالفيض مرتبطة بالفعل.
اذن هذا الضابط واقعا مبتلى بهذه الاشكالية, هذا أولاً, من هنا واقعا لابد أن ننتقل الى بيان آخر ولعله مقصود الشيخ الكليني في أصول الكافي أيضاً هذا المعنى وهو: أن الوصف اذا كان لا متناهٍ فهو وصف ذات, اذا كان متناهٍ فهو وصف , وهذا بالذات طبعا لأنه بالعرض قد يكون الشيء لا متناه ولكنه لا يكفي لأنه بناء على دوام الفيض اذا قبلنا أزلاً وأبداً أن الفيض لا ينقطع أيضاً لا متناهي ولكن بالذات أم بالغير؟ بالغير فلا يكون صفة ذات, اذا كان الوصف لا متناهٍ بالذات لا بالعرض لا بالغير فهو صفة ذات أما اذا لم يكن كذلك فهو صفة فعل, وهذا ما تجد التأكيد عليه بشكل واضح في مسالة الحد في الروايات, يعني الروايات أكدت على مسالة ومن عده فقد حده ومن حده فقد أبطل أزله كما يقول الإمام أمير المؤمنين ×.
اذن الى هنا انتهينا الى هذه القضية وهي أن الضابطة في الاسماء الذاتية والفعلية أن الاسم او الصفة اذا كانت لا متناهية, هذا الذي عبر عنها في نهاية الحكمة اذا يتذكر الاخوة السيد الطباطبائي قال: أن الذات بذاتها والذات لا متناهية اذا كانت منشأ لانتزاع الصفة فهي صفة ذات, أما اذا لم تكن الذات بذاته كافية للانتزاع بل لابد أن يلحظ الفعل فيكون الفعل دخيلا وحيث أن الفعل محدود فتكون الصفة صفة فعل, هذه قضية.
السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه عنده هنا بحث قيم الاخوة اذا أرادوا أن يراجعونه في الرسائل التوحيدية يوجد عنده بحث في المقام, في ص22 من هذه الرسائل الفصل الاول من رسالة الاسماء, الاخوة الذين عندهم الكتاب, يقول: ثم انه لإشتماله على حقائق جميع الكمالات الوجودية متصف بجميعها كل الكمالات بينا الآن لماذا تعددت الكمالات, الآن هذه الكمالات لم يأتي من الذات لان الذات بسيطة وإنما التعدد جاء من اين؟ جاء من المدرِك, فهو مسمى بها وهي أسمائه, إذ ليس الاسم الا الذات مأخوذا ببعض أوصافه هذا الاسم العيني الخارجي او الاسم العرفاني, فهو في نفسه وبذاته سبحانه متصفا بها ومسمى بها ومفاهيهما تنتزع عن ذاته بذاته, الآن هذه اسماء الذات او صفات الذات, وإذا لوحظ معه الوجودات الفائضة منه, اذن اسماء الفعل وصفات الفعل لا صفات الفعل حقيقة وإنما هي صفاته ولكن بلحاظ أفعاله, وإذا لوحظ معه الوجودات الفائضة منه المترشحة عنه ظهرت بينه وبين الاسماء الذاتية نسب هي كالروابط تربطها بها دون الذات فأنه مبرى عن التعينات والنسب كما عرفت.
أن الذات بحيث لو فرض الى آخره, من هنا تعلموا أن الكمالات الوجودية حيث كانت موجودة للذات والنواقص الى آخره, بيان, الآن هذا البيان أنا أريد أن أبينه بشكل آخر, هذا الموجود هنا أنا بينته أتذكر في نهاية الحكمة الآن للاستذكار أبينه.
اخواني الاعزاء: نحن بعد أن ثبت عندنا بان الله (سبحانه وتعالى) جامع لكل الكمالات في ذاته, لا أن القدرة منعزلة عن العلم ولا العلم منعزل عن القدرة ولا عن الحياة ولا.. بل بعضها عين البعض الآخر وكلها عين الذات, هذه الصفات الذاتية اذا أرادت أن تظهر لنا كيف تظهر؟ يعني القدرة أرادت أن تظهر لنا كيف تظهر؟ لا بأثرها نعم بآثارها الصادرة منها, آثارها الصادرة منها ما هي؟ هي الفعل, يعني يصدر منه رزق إحياء إماتة إعطاء منع, كل هذه آثار القدرة اذن نستطيع في جملة واحدة التفتوا جيدا, هكذا نعبر: أن الصفات الفعلية هي مظاهر الصفات الذاتية, باعتبار أنا في موضع احتاج فيه الى الرزق فهذا الأثر سميته رزق وسميت الذي أعطى رازق, باعتباري أنا الذي احتاج الى الشفاء فسميت الذي أعطاني هذا ماذا؟ ولكن هذه كلها داخلة تحت عنوان القدرة, وهكذا عندما نأتي الى صفة العلم.
فإذن الاسماء والصفات الفعلية هي مظاهر الاسماء والصفات الذاتية, يعني تلك الكمالات اذا أرادت أن تترجم اذا أردنا أن نتكلم بلغة حديثة, اذا أرادت أن تظهر اذا أرادت أن تكون في عالم التنزل والتجلي تكون رزقا وإعطاءً, وحياة وموتا, الى ما شاء الله, وهذا معنى قولهم أن الله (سبحانه وتعالى) معنى الحي, معنى المميت يعني انه القادر على الإماتة, تتذكرون هذا البحث الذي أنا أشرت إليه وأشار إليه السيد الطباطبائي, يقول: معناه هذا, معناه بمعنى أن الذات بحيث لو فرض خلق مثلا فهو خالقه, ما معنى فهو خالقه؟ يعني فهو القادر على الخلق وعلى الإيجاد, ولو فرض رزق فهو رازقه, يعني القادر على الرزق, فإذن سبيل الاسماء الفعلية سبيل الاسماء الذاتية, اذن اتضح بأنه الاسماء الفعلية حقيقة رجعت الى الذات ولذا نحن لم نقبل أن نسمي هذه الاسماء اسماء ذات واسماء فعل, قلنا جميعا هي اسماء ذات, ولكن تارة هي اسماء الذات بما هي هي, وأخرى هي اسماء الذات ولكن بلحاظ الأثر الصادر من الذات.
وعلى هذا الاساس قولك زيد قائم واقعا القيام لمن؟ لزيد حقيقة او مجازا؟ حقيقة القيام لمن؟ لزيد ولكن بلحاظ ماذا؟ بلحاظ أمر ذاتي أم بلحاظ الامر الصادر منه وهو القيام؟ بلحاظ هذا الامر, لا يقول لنا قائل بعض العبارات الحكمية او الفلسفية تقول بان الصفات الفعلية هي أوصاف الافعال والصفات الذاتية هي أوصاف الذات؟ لا لا, أبدا جميعها أوصاف الذات, ولكنه تارة الذات بما هي هي, يعني بذاته لذاته, وأخرى لذاته ولكن بسبب الفعل والأثر الصادر منه, التفت الى العبارة.
اذن سبيل الاسماء الفعلية سبيل الاسماء الذاتية, في أن الجميع موجودة للذات حقيقة, طبعا هذه غير عبارته في نهاية الحكمة, في نهاية الحكمة عبارته أن هذه أوصاف الافعال فلهذا هي حادثة كثيرة (كلام أحد الحضور) احسنتم ذاك نفس, ولكن هنا في هذه الرسالة يقول لا فان الاسماء الذاتية والاسماء الفعلية جميعا وصف للذات حقيقة, ولكن تارة للذات بما هي ذات وتارة للذات بما لها من الأثر والفعل الصادر منها.
قال: في أن الجميع موجودة للذات حقيقة نعم, هذا المعنى الذي اشرنا إليه, نعم الذاتية لا نحتاج في انتزاعنا إياها الى أزيد من الذات بذاته, أما والفعلية تحتاج في مرحلة الانتزاع الى فعل متحقق في الخارج فأفهم ذلك, وواقعا فأفهم ذلك, لأنه في الكتب الموجودة عندنا حتى الكتب الفلسفية الاوصاف الفعلية يجعلونها وصف الفعل والأوصاف الذاتية يجعلونها وصف الذات, ولكنه في واقع الامر وبحسب هذا الامر الاوصاف فعلية كانت او ذاتية فهي وصف للذات ولكن بلحاظ الذات او بلحاظ الفعل, وهذه نكتة مهمة.
الآن الاخوة الذين يريدون أن يراجعون ذاك البحث الذي أنا قلت مظاهر موجودة في الاسماء والصفات هذا البحث يمكنهم مراجعته وأنا فصل الكلام في هذا البحث ووقفت عليه في نهاية الحكمة اذا استطيع أن أجده للاخوة, أنا هذا البحث تعرضت له في أول الفصل العاشر في نهاية الحكمة, (كلام أحد الحضور) أنا لم اذكر مع الأسف الدرس هنا ولكنهم يستطيعون الاخوة أن يراجعوه يعني في ص 287 من نهاية الحكمة هناك عندي تعليقة مفصلة, في الحقيقة أن الصفات الفعلية هي ظهور الصفات الذاتية لنا فان القدرة لو أرادت أن تظهر لنا فأنها ستظهر في هذه الصفات التي هي الرزق والخلق والحياة والموت والعطاء ونحوها, وهكذا باقي الصفات الذاتية, فإنها عندما تريد أن تظهر لنا يعني الصفات الذاتية فإنها تظهر من خلال الافعال وهذا معنى قولهم أن الصفات الفعلية لا تنتزع الا بعد وجود الفعل خارجا, وقبله لا توجد هذه الصفات وان كانت حقائقها وكمالاتها موجودة في الذات من قبيل العالم فانه ما لم يتكلم الآن جنابك عالم, متى يسمونك مؤلف؟ اذا لم تؤلف, هذا الكمال موجود, كمال التأليف موجود ولكن انت مؤلف او لا؟ لا لا تسمى مؤلف, اذن ذاك الكمال لكي يظهر لنا يحتاج الى صدور أثر من الآثار ما لم يصدر الأثر يمكن الوقوف على ذلك الكمال او لا يمكن؟ لا يمكن.
هذا تمام الكلام في هذا المقدمة التي نحن كنا نريد أن نشير إليها, كم بقي من الوقت, (كلام أحد الحضور) دقيقة واحدة لا ما تكفي إنشاء الله غدا ندخل الى الفصل الثالث, لأنه في الفصل الاول انتهينا من إثبات اللا بشرط المقسمي الوجوب وهو الحق, في الفصل الثاني انتهينا من الاسماء والصفات الذي هو مرتبط بمقام الواحدية في الفصل الثالث لابد أن ننتقل الى لوازم الاسماء والصفات التي هي مرتبطة بالأعيان الثابتة, انظروا تسلسل البحث, (كلام أحد الحضور) ماذا (كلام أحد الحضور) طيب البقال لم ينقل من عندي العالم ينقل من عندي, تفضلوا شيخنا (كلام أحد الحضور) كيف (كلام أحد الحضور) لا لا قلت هذه التقسيمات لها منشأ آخر, (كلام أحد الحضور) لا تقسيمات اذا, الجلال له اصطلاحان تارة يطلق الجلال ويراد منه الصفات السلبية ونحن شرحناه مفصلا, وأخرى نقول الجلال ويراد منه الصفات الايجابية ولكن التي توجد الرهبة, توجد الخوف عند الانسان, توجد الهيبة عند الانسان (كلام أحد الحضور) أنا كذلك أجيب اقول أن هذه الصفات الجمالية والجلالية كلها تكون داخلة تحت القدرة ولكن بشرط أن تكون المراد من الجلال يعني الامر الوجودي الذي يوجد الرهبة لا أن المراد من الجلال يعني الامر العدمي لأنه يوجد تقسم للصفات الى جمالية وجلالية يعني ثبوتية وسلبية لا هذا لا يدخل السلبية أساساً ليست صفة هذا يتذكر الاخوة شرحناه مفصلا, (كلام أحد الحضور) لا هذا خارج البحث.
والحمد لله رب العالمين.