بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وكل عين هي كالجنس لما تحتها واسطة لوصول ذلك الفيض إلى ما تحتها من وجه إلى أن ينتهي الى الاشخاص كواسطة العقول والنفوس المجردة إلى ما تحتها مما في عالم الكون والفساد, أتصور بأنه هذه القضية اتضحت بالأمس بشكل جيد وهو انه الاشياء ترتبط بالله سبحانه وتعالى عن طريقين: الطريق المتعارف القائم على نظام السببية والمسببية, القائم على نظام الوسائط, وعلى أساس هذا الطريق يمكن أن نقسم الوجودات الامكانية والمظاهر يمكن تقسميها إلى قسمين: بعضها صادرة عنه سبحانه وتعالى بلا واسطة, وبعضها صادرة عنه سبحانه وتعالى مع الواسطة, ومن هذه الوسائط هي الاعيان الثابتة فان الاعيان الثابتة أيضاً واسطة من هذه الوسائط التي تقع في سلسلة صدور الفيض من الله سبحانه وتعالى, لذا قالوا: وكل عين هي كالجنس لما تحتها, كيف أن الأجناس توجد تحتها أنواع وتحت الأنواع أصناف وتحت الأصناف أشخاص, وهذا معنا توجد وسائط متعددة من الجنس إلى أن نصل إلى الشخص كذلك الاعيان ليس فقط وظيفتها القابلية والاستعداد بل الاعيان لها وساطة في الفيض وفاعلية, وكل عين من الاعيان الثابتة هي كالجنس لما تحتها, واسطة, هذه الواسطة ليس في القبول بل واسطة في الفاعلية في الفعل في الا عطاء واسطة في وصول ذلك الفيض, أي فيض, الفيض المقدس, إلى ما تحتها من وجه, قلنا هذا هو الطريق الأول, في قباله الطريق الثاني الذي أن كل شيء له ارتباط مباشر بالله سبحانه وتعالى انظروا إلى هذه الآية إذا أردنا أن نحملها على ظاهرها قال تعالى{وما من دابة الا على هو اخذ بناصيتها أن ربي على صراط مستقيم} الآية 56, من سورة هود, إذن هذه الآية تبين بشكل واضح انه هناك ارتباط علاقة مباشرة بين كل موجود وبينه سبحانه وتعالى.
قال: إلى أن ينتهي إلى الاشخاص, يقول من قبيل كما تقولون أن العقول واسطة بالنسبة إلى النفوس, النفوس واسطة إلى مادون النفوس, أو عالم العقل إلى عالم المثال, أو عالم المثال إلى عالم الشهادة, كواسطة العقول والنفوس المجردة إلى ما تحتها مما في عالم
الكون والفساد, إلى ما تحتها من وجه, الآن هذه تقريبا كأنها جملة معترضة, وان كان يصل الفيض المقدس, وان كان يصل الفيض, في الحاشية شيخنا الأستاذ الشيخ حسن زاده ماذا يقول؟ أي بالاستقلال مراد بالاستقلال يعني بلا واسطة, إذن كل موجود له ارتباطان بالله سبحانه وتعالى, ارتباط مع الواسطة, وارتباط بلا واسطة, وان كان يصل الفيض إلى كل ما له وجود من الوجه الخاص الذي له, أي لذلك الشيء, مع والحق ولكن بلا واسطة, وهذا المعنى إنشاء الله بشكل تفصيلي سيأتي في أول صفحة أو في أواسط صفحة 180, هناك في شرح مقدمة الماتن.
قال: وأما بحسب الاسم الباطن فطريقان جامعان للطرق الروحانية كلها, طبعا هذا الطريق يقع تحت اسم الظاهر أو تحت اسم الباطن, يعني بعبارة أخرى وصول الفيض إلى هذه الموجودات في عالم الشهادة, بعضها يصل إليها الفيض من خلال الاسم الظاهر, ولكل علة ظاهرية علة ملكوتية تحت الاسم الباطن, يقول ما يتعلق بالاسم الباطن يوجد طريقان: الطريق الأول طريق العقول والنفوس المجردة, أما وثانيهما طريق الوجه الخاص الذي لكل قلب{ولكل وجهة هو موليها} ارتباط خاص, هو لكل قلب به يتوجه إلى ربه من حيث عينه الثابتة ويسمى طريق السر ومن هذا الطريق آخر العارف الرباني حدثني قلبي عن ربي, هولا يحتاجون إلى خبر, والى واسطة, ورواية, والى سند, وكذا , أو لا يحاجون؟ نعم توجد شبهة مصداقية الآن البحث كبروي وليس صغروي, أن هذا الذي يقول حدثني ربي, حدثني قلبي عن ربي هذا صادق أو كاذب أو صاحب دكان أو انه مشتبه؟ كلها محتملة هذه, نعم بالنسبة إلى المعصوم هذا ليس عندنا شك به, إذن البحث يكون من حيث الكبرى إذا تمت هذه النظرية نظرية العرفاء من حيث الكبرى إنما كل المشكلة في البحث الصغروي.
على هذا الأساس بالأمس نحن ربطنا هذه القضية بقضية الأسماء المستأثرة, قلنا فيما يتعلق بالأعيان الثابتة التوجه العام عند العرفاء: هو أن الاعيان الثابتة تنقسم إلى قسمين: أعيان ممكنة, يعني طالبة للظهور, واعيان ممتنعة طالبة للبطون, هذا هو المشهور, والأعيان الممتنعة في المعنى العرفاني لها اثر أو ليس لها ذلك؟ ليس لها ذلك على المبنى المشهور, وان كنت اعتقد انه الاعيان الممتنعة بحسب الاصطلاح هذه كما هي مستأثرة مظاهرها وآثارها مستأثرة وغير معلومة, الآشتياني & في شرح مقدمة القيصري وليس تعليقاته على المقدمة هناك في صفحة 369, عنده حاشية رقم 2, يقول: >در بيان كيفيت تجلي وظهور اسم مستأثر كفتيم< يعني يعتقد أن الاسم المستأثر له ظهور>كذات حق اسم داري مستأثر آست واسم مستأثر نيز در خارج مظهر دارد< الأسماء المستأثرة أيضاً لها مظاهر> بر خلاف كفتي شيخ اكبر< والقونوي والكاشاني وشارح المفتاح والمصنف العلامة يعني القيصري >كه كمن كردن اسم مستأثر داراي مظهر نيست< إذن المشهور بينهم أن الاسم المتأثر ليس له مظهر> حقان آست كه اسم مستأثر مظهر دارد ولي مظهر أن نيز بحكم سرايت احكام ظاهر در مظهر آست< باعتبار اتحاد احكام الظاهر والمظهر فإذا كان الظاهر مستأثر فالظاهر ماذا يكون؟ أيضاً يكون مستأثر> وأون عبارة در وجه خاصي كه هر ممكن وارتباط مخصوص هر مظهر خارجي بحق تعالى دار آست< يجعل هذا الطريق الخاص مرتبط بذلك الاسم المستأثر, ذلك الطريق الخاص الذي هو السر الذي يعبر عنه, على أي الأحوال هذا البحث انتهى.
قال: والأعيان(كلام لاحد الحضور) لا بالنسبة إليه هو الصادر الأول هو هذا وليس الصادر الأخير هو, هذا الكلام في غير النبي يتصور, والا قلنا أن الموجودات تنقسم إلى قسمين: صادرة بواسطة وبلا واسطة, والخاتم صادر بلا واسطة فهذا الكلام لا يأتي فيه إنما الكلام كل الكلام في غيره عليه أفضل الصلاة والسلام, نعم هذا يتصور بالنسبة إلى مراتبه الدانية, بالنسبة إلى مراتبه الدانية لم تصدر من الله سبحانه وتعالى بلا واسطة وإنما صادرة من الله سبحانه وتعالى مع الواسطة, أما حقيقته نوره باطنه | هذه هي الصادر الأول.
قال: والأعيان من حيث انها ارواح, الآن يريد أن يبين حقيقة أخرى يقول الاعيان تارة تقع مربوبة وتارة لها جهة المربوبية, وأخرى تكون لها جهة الربوبية, باعتبار الانفعال والآخذ في الفيض الاقدس, جهة المربوبية, باعتبار واسطة الفيض في الفيض المقدس لما تحتها, جهة الربوبية, والأعيان من حيث انها لا من حيث انها, لا من حيث انها صور الأسماء, من حيث انها ارواح للحقائق الخارجية, يعني كالأرواح للأبدان لا من حيث انها كالأبدان للأرواح, والأعيان, أي الاعيان الثابتة, من حيث انها ارواح للحقائق الخارجية , مفروض بحسب تصحيح صناعي هذا , مفروض يقول لها جهتا الربوبية والمربوبية, أولاً هذه الواو تنحذف وثانيا هذه الجهة تصير جهتا وليس جهة واحدة, والأعيان من حيث انها, طبعا يمكن تصحيح العبارة بهذا البيان: والأعيان من حيث انها ارواح للحقائق الخارجية ولما كان لها, هنا لابد شيء يضاف, ولها جهتا المربوبية, المطلب واضح ولكن العبارة فيها مقدار من التكلف, ولها جهة المربوبية والربوبية أو جهتا الربوبية والمربوبية؟ من الواضح بأنه جهة المربوبية شيء وجهة الربوبية شيء آخر, ولها جهة المربوبية والربوبية تقبل الفيض, أي الاقدس, بالأولى وترب, يعني تربي, صورها الخارجية بالثانية, المراد من الصور الخارجية يعني الاعيان الخارجية, يعني الرقائق, يعني ما سوى الله, فالأسماء.
قال: فالأسماء مفاتيح الغيب والشهادة مطلقا, يعني من وقف على الأسماء الإلهية واقعا يستطيع أن يقف لا على الشهادة فقط بل على الغيب وعلى الشهادة لماذا؟ باعتبار أن الاعيان جميعا هي مظاهر الأسماء, والأعيان اعم من أن تكون ممكنة أو تكون ممتنعة, فالذي يقف على الأسماء يقف على ما هو باطن, على ما هو غيب, وعلى ما هو شهادة, أما الذي وقف على الاعيان الممكنة فقط يقف على ماذا؟ على الشهادة فقط لان الاعيان الممكنة هي التي لها مظاهر في عالم الشهادة, فالأسماء مفاتيح عالم الغيب والشهادة مطلقا والأعيان الممكنة مفاتيح الشهادة.
الآن بعد أن اتضح البحث يريد أن يوجه عبارة الشيخ لأنه عبارة الشيخ الاكبر عبارة الفصوص لم تكن كذلك عبارة الفصوص كانت تدل فقط انه بالفيض الاقدس يحصل الاعيان الآن ثبت بالفيض الاقدس تحصل الاعيان وقبلها الأسماء أيضاً هذا أولاً, وكان يظهر من عبارة الشيخ أن الاعيان ليس لها دور الا القبول والاستعداد وقد اتضح أن الاعيان لها جهتان جهة القبول وجهة الفاعلية والواسطة.
يقول: ولما كان, هذه من هنا توجيه ما يستظهر من عبارة الشيخ, لأنه تقدمت عبارة الشيخ في صفحة 82, وأيضاً اشرنا إلى عبارة الشيخ في صفحة 222, من الجزء1, قال: وما بقي الا قابل والقابل لا يكون الا من فيضه الاقدس, مع انه هذا اتضح انه ليس تاما, ولما كان الفيض عليها, على الاعيان, وعلى الأسماء كلها, إذن بالفيض الاقدس ماذا يتحقق؟
ليس فقط الاعيان بل الاعيان والاسماء, ولما كان الفيض عليها وعلى الأسماء كلها من حضرة الجمع, أي جمع؟ ليس حضرة الجمع بلا الجمع الثاني بل هذا حضرة جمع الجمع, يعني هذا مقام الاحدية لأنه نحن نتكلم نقول أن الأسماء الذي هو مقام الواحدية هو أيضاً مستفيض, إذن من الفائض, الفيض من أين يصدر؟ يصدر من مقام الاحدية.
قال: (كلام لاحد الحضور) لا بل كل الأسماء قلنا بأنه في عالم الأسماء يعني في عالم الإلوهية في عالم الاحدية كل الأسماء إنما توجد من خلال الفيض الاقدس, ولما كان الفيض, لذا قلنا إذا يتذكر الاخوة والرواية قرأناها من اصول الكافي انه هناك اسم مستأثر جعله الله سبحانه وتعالى اسم مكنون جعله على أربعة أجزاء فاظهر منها ثلاثة لحاجة الخلق إليها والظاهر هو الله , وتبارك, تعالى, والله الاسم الأعظم الجامع لجميع الكمالات, إذن كل الأسماء اعم من أن يكون كليا أو أن يكون جزئيا, ولما كان الفيض عليها, على الاعيان, وعلى الأسماء كلها من حضرة الجمع, فلهذا قيد شيخنا الاستاذ والحق معه قال: حضرة الاحدية, وهو الصحيح, طبعا هنا شيخنا الاستاذ في الحاشية رقم 5, يقول صفحة 210, هي ليست صفحة 210, ولكن هي صفحة 180, شرحنا العبارة وذكرنا هذا للاخوة وقرأنا العبارة, أنا لا ادري هذه على أي نسخة الآن لو كانت 280, لقلنا أن الواحد انقلب اثنين, أما 210, لايوجد علاقة, على أي الأحوال.
قال: ولما كان الفيض عليها وعلى الأسماء كلها من حضرة الجمع من غير انقطاع, لا يتبادر إلى ذهنك أن الفيض الاقدس الله سبحانه وتعالى يعني الذات اللا بشرط المقسمي ومقام الاحدية ومر ظرف ومقام الواحدية غير موجود ثم الله سبحانه وتعالى بالفيض الاقدس اوجد مقام ال, لا ليس أمره كذلك في الصقع الربوبي , ليس أمره مثل كما في صورنا المخترعة يمر زمان لا يوجد صور ثم نخترع تلك الصور, يقول من غير انقطاع بحسب استعداداتها نسب الشيخ, لما كان الفيض نسب الشيخ رضي الله عنه في الكتاب, هذا الذي الآن قراناه في الكتاب سيأتي في أول صفحة 222, في أول الفص الآدمي, هناك قال وما بقي الا قابل والقابل لا يكون الا من فيضه الاقدس في الكتاب, يعني فصوص الحكم, نسب في الكتاب الفيض مطلقا إلى حضرة الجمع ونسب القابلية إلى الاعيان وان كانت هي, هذه الاعيان, ولما كان الفيض عليها من حضرة الجمع, يقول لما نظر إلى مقام الاحدية فطبيعة الحال مقام الاحدية ليس له الا الإفاضة وما دونه ليس له الا الاستفاضة, واقعا هو كذلك, وهذا لا ينافي انه عندما ننظر بنظرة أخرى أن الاعيان ما نسبتها إلى مادون الاعيان تكون واسطة, الشيخ نظر إلى ذلك البعد وهو انه عندما ننظر إلى مقام الاحدية ليس له الا الإفاضة, الفعل, وهل هو استعداد؟ لايوجد استعداد هناك, هناك عندما نأتي إلى مادون مقام الاحدية هناك ليس له الاستعداد وهذا لا ينافي بنظرة أخرى يكون له وساطة وفاعلية, لذا قال: وان كانت الاعيان هي الاعيان أيضاً فياضة إلى ما تحتها من الصور, ولكن لا من حيث مربوبيتها بل من حيث ربوبيتها.
فلا يتوهم متوهم من كلام الشيخ , فلا يتوهم متوهم أن الاعيان لها جهة القابلية فقط, والاسماء لها جهة الفاعلية فقط لا ليس الامر كذلك, الاعيان كما لها جهة القابلية لها جهة الفاعلية, والاسماء كما لها جهة الفاعلية لها جهة القابلية, لا يتبادر إلى الذهن, طبعا عندما نسمع الاعيان الجهة الغالبة جهة الفاعلية أو جهة القابلية؟ جهة القابلية جهة الاستعدادات, وعندما نسمع الأسماء الجهة الغالبة أي جهة؟ جهة الفاعلية, لذا انظروا إلى التعبير.
قال: فلا يتوهم أن الاعيان لها جهة القابلية فقط لا بالإضافة إلى ذلك لها جهة الفاعلية, يعني بالنظر الأول وان كان لها جهة القابلية ولكن بالنظر الثاني لها جهة الفاعلية وعندما جاء إلى الأسماء عكس الامر , والاسماء, فلا يتوهم متوهم أيضاً أن جهة الأسماء لها جهة الفاعلية فقط وليست لها جهة القابلية بل لها أيضاً جهة القابلية, وان الأسماء, أي فلا يتوهم متوهم أيضاً, أن الأسماء تنقسم إلى قسمين بعضها وبعضها متأثرة, بعضها يؤثر وبعضها يتأثر,كيف؟ أن بعض الاسماء بينها إحاطة بينها كلي وجزئي فالكلي يكون مؤثرا والجزئي يكون متأثراً, يقول لا الأسماء كلها لها جهة الفاعلية وان كانت أيضاً لها أيضاً جهة القابلية, لا انها تنقسم إلى انها ما لها التأثير فقط والى ماله التأثر فقط, فلا يتوهم متوهم أن الأسماء تنقسم إلى ماله التأثير والى ما له التأثر فيجعل البعض منها فاعلا مطلقا كالمحيط أو الكلي, والآخر قابلا مطلقا كالمحاط والجزئي والله اعلم.
هداية للناظرين,نعم (كلام لاحد الحضور) فيجعل البعض منها فاعلا والآخر, هذا لف ونشر مرتب ماله التأثير فاعلا ماله التأثر قابلا.
هداية للناظرين بعض أن اتضح البحث على المباني العرفانية وعلى النظرية العرفانية, وعلى الاصطلاح العرفاني, الآن يريد أن يقرب المطلب على اصطلاحات الفلسفة.
هنا من الحقائق التي تنكشف في هذه هداية للناظرين يتضح لكم بشكل جيد انه قبل أن صدر المتألهين في الجزء 6 من الاسفار يحاول أن يميز بين كلام العرفاء في الاعيان الثابتة وكلام المعتزلة في الثابتات الأزلية هم ملتفتون ومميزون جيدا بين الاعيان وبين الثابتات الأزلية, هنا بشكل صريح يقول أن الثابتات الأزلية مخالف لبديهة العقل وان يستحيل أن يكون عندنا شيء في الخارج وبينا مرارا عندما نقول خارج في اصطلاح العرفاء مرادهم من الخارج يعني ما سوى الله هذا مرادهم الخارج, خارج يعني الخارج عن الصقع الربوبي, يستحيل أن يكون شيء في الخارج ثابت لا موجود لا معدوم, يعني ارتفاع الوجود والعدم وتحقق واسطة بين الوجود, الآن تريدون أن تسمونها ثابتات أزلية, تريدون أن تسموها أحوال سمها ما شئتم المهم محال أن يوجد عندنا شيء ثابت في الخارج لا هو موجود لا هو معدوم لماذا؟ يقول بجملة واحدة لان الثابت هو الموجود بالضرورة وان غير الثابت هو المعدوم بالضرورة, ولا توجد واسطة بين الوجود والعدم, بين الموجود والمعدوم, سواء كانت ثابتا أزلية سواء كانت إلى آخره, وهذه القضية بالأمس اشرنا إليها.
قلنا انه هذه القضية سواء فيما يتعلق بالثابتات الأزلية سواء فيما يتعلق بالأعيان الثابتة سواء فيما يتعلق بأي بيان آخر كل هذه تكييفات نظرية لإثبات حقيقة لا ريب فيها قرآنيا وروائيا, وهي أن الله تعالى يعلم الاشياء قبل الإيجاد على ما هي موجودة بعد الإيجاد, التفتوا إلى هذه العبارة, يعلم الاشياء قبل الإيجاد على ما هي عليها بعد الإيجاد, هذه القضية, هذه الجملة تحتاج توضيح أوضحها, الروايات في هذا واضحة الدلالة وهي عشرات من الروايات أنا اكتفي ببعض الروايات الواردة في هذا المجال, الرواية الاولى عن ابي بصير, هذه الروايات انقلها من التوحيد الجزء1ب, صفحة 211, ومصادره أيضاً موجودة اصول الكافي وتوحيد الصدوق وفي كل المصادر موجودة.
قال: سمعت أبا عبد الله الصادق يقول >لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم< هذا يراد له بحث هذا أي معلوم منفي؟ أساساً يمكن أن يتعقل علم بلا معلوم إذن المعلوم المنفي أي معلوم؟ المعلوم الخارجي وليس متعلق العلم, والا العلم من الحقائق ذات الإضافة, > والسمع ذاته و لا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر, والقدرة ذاته ولا مقدور, فلما احدث الاشياء, وكان المعلوم< أي كان؟ كان التامة, يعني فما احدث الاشياء فوجود المعلوم, إذن ذاك المعلوم ولا معلوم أي معلوم؟ هذا الذي له وجوده الخاص به, >وكان المعلوم< التفت >وقع العلم منه على المعلوم< نفس ذلك العلم الذي كان عنده ينطبق على ماذا؟
إذن يعلم المعلوم على ما هو وجد بعد ذلك بماذا؟ بعلم قبل إيجاده, هذه الجملة لماذا أقولها؟ لأنه هل يمكن أن يكون المعلوم الذي بوجوده الخاص به يكون هذا الشيء, إذا كان هذا المعلوم موجودا بوجود القائم به, يعني بوجود العالم هل يكون نفس هذا المعلوم أو غير هذا المعلوم؟ هي هذه مشكلة التفصيل, هنا كل المشكلة أن الله يعلم الاشياء تفصيلا مقصودكم من التفصيل أي تفصيل؟ إذا مقصودكم من التفصيل الذي هو مسانخ لوجوده فهو غير التفصيل الذي مسانخ لوجودها, الشيء بوجده له نحو وبوجود العالم بها ماذا؟ وكل انحاء التفصيل الذي ذكره الأعلام هو من هذا القبيل, تعالوا معي إلى صفحة 90 من الكتاب آخر سطر, قال أن الماهيات وجودات خاصة باعتبار التحقق وموجودة, وليس موجود, وموجودة في الحضرة الإلهية بوجوداتها الخاصة أو بوجود الواجب؟(كلام لاحد الحضور) فإذا كانت الماهية موجودة في الحضرة الإلهية بوجود الواجب لا بوجودها الخاص بها فعندما توجد بوجودها الخاص بها الذي فيما سوى الله هل هذا عين ذاك أو لا؟ هذا هو البحث, إذا استطعنا أن نثبت العينية إذن يعلم الاشياء تفصيلا كما تقول الروايات, انظروا الروايات ماذا تعبر حتى تعرفون أن الروايات كم سابقة على البحث الفلسفي, يعني البحث الفلسفي بعد ألف وأربعمائة سنة, بعد ألف ومائتي سنة إلى الآن استطاعت أن تجد تكييفا مع بعض الروايات أو لم تستطع؟ تستطيع إنشاء الله, لأنه البحث العلمي هو هذا لذا تجدون كثير من الابحاث على زمن الشيخ الطوسي & الآن لما ارجع إلى الفقه نرى أن تكييف الفقه انقلاب النسبة ما كان يوجد عندهم, افترضوا التعارض التزاحم الذي عندنا لم يكن عندهم, ولكن عندما وجد مبنى التزاحم أو انقلاب النسبة كثير من القضايا التي ما كان عندهم لها حل فقهيا أصولياً نحن وجدنا, هو هذا البحث العلمي وحوزاتنا تشتغل إلى أن تجد لكنه مع الأسف الشديد هذه متروكة كأنه تؤخذ كمسائل عبادية ونتجاوزها, انظر إلى العبارات, الراية الثانية قال الرواية عن محمد بن مسلم وجملة من هذه الروايات صحيحة السند, قال: سمعته يقول >كان الله عز وجل ولا شيء< غيره في الصقع الربوبي وهو وكذلك, والى الآن في الصقع الربوبي لاشي غيره >ولم يزل عالما بما يكون فعلمه به, أي بما يكون, قبل كونه كعلمه به بعد كونه< انظروا كيف التصوير, يعني يوجد تركيز على هذه النقطة لا تقول بسيط الحقيقة كل الاشياء لان العلم الإجمالي هذا علمه قبل الإيجاد كعلمه بعد الإيجاد؟ لا ذاك يختلف, الروايات تثبت علما قبل الإيجاد بالأشياء هو الشيء بعد الاشياء وبسيط الحقيقة كل الاشياء هكذا؟ لا, (كلام لاحد الحضور) هو ليس بشيء, مع انه هذه تقول هوهو, يعلمه هو هو, من هنا تجد أن مسألة بسيط الحقيقة قابلة للحل أو غير قابلة للحل؟ ومن هنا يذهب المعتزلة إلى الثابتات الأزلية يقول أفضل شيء نصنع نحو من الثبوت هذه الماهيات وعلمه يتعلق بهذه الماهيات فسهل الوجود, حتى نبتعد عن الإشكالية ولكنه لا يعلمون انه خربوا كل العلم الحصولي, عندما خربوا اجتماع النقيضين يبقى شيء او لا يبقى شيء؟ علم حصولي فيخرب كل شيء, بتعبير بهمن يار نسبة أولى الاوائل إلى العلوم جميعا كنسبة واجب الوجود إلى الممكنات, إذا واجب الوجود غير موجود الممكنات موجودة؟ إذا اجتماع النقيضين غير موجود فهل توجد قضايا؟ أرادوا أن يخربوا شيئا أن سامعين بهذا المثل المثل(راد يكحلها عماها) واقعا هنا اضر بنظرها.
رواية ثالثة انتبهوا جيدا عن أيوب بن نوح من خيرة أصحابه كلهم ليس أناس عاديين, أنه كتب إلى ابي الحسن يسأله عن الله عز وجل أكان يعلم الاشياء قبل أن خلق الاشياء, نحن كأنه عندنا نظرة أن الإمام الباقر والصادق تلخصا في كتاب الطهارة وكتاب البئر وكتاب النجاسة وكتاب الجنابة وانتهى كل شيء, مع أنه نفس هؤلاء الصحابة جملة منهم من الأكابر واقعا إذا رواياتهم ليس أكثر إذا ليس اقل في هذه الأبواب ولكن ما جمعت نقول نعم هؤلاء فقهاء مدرسة أهل البيت لماذا فقهاء مدرسة أهل البيت؟ هؤلاء علماء مدرسة أهل البيت, هؤلاء كانوا الا التفقه بالمعنى العام وهو انه ليتفقهوا في الدين, نعم هؤلاء فقهاء الدين كانوا هذه أسئلتهم انظروا إليهم, قال: أكان يعلم الاشياء قبل أن خلق الاشياء وكونها أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها, بينك وبين الله الآن لو تذهب إلى الحوزة بين فضلا الحوزة تطرح هذه القضية, يقولون يا أخي أنت ماذا تريد بهذه القضايا تطرحها الآن من الذي سألك عنها مع انه في فروع على تعبير بعض أعلامنا الفقهاء, يقول في فروع موجودة في العروة من زمن آدم إلى قيام الساعة لا تحقق ولكن طرحها فقهائنا والصحيح أن تطرح لأنه يوم هذا الفرض يأتي ولابد انه علمائنا بحثوه وعندهم عدة أجوبة عنه, ولكن مطالب مطروحة في الروايات عناوينها موجودة وليس استنباطها وليس اجتهادها.
قال: أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها فعلم ما خلق عندما خلق, فيكون علمه فعلي لا ذاتي, ليس علمه بالأشياء قبل الإيجاد يصير علمه بالأشياء مع الإيجاد, وما كون عندما كون, فعلم ما خلق عندما خلق, وما كون عندما كون فوقع بخطه لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أن يخلق الاشياء كعلمه بالأشياء بعدما خلق الاشياء, انظروا يوجد تركيز على هذه النقطة, ليس انه عالم بها نعم عالم بالأشياء قبل الإيجاد, الآن انتم انظروا إلى الفلاسفة يطرحون عنوان هل يعلم الاشياء قبل الإيجاد أو لا يعلم ؟
أنا أتصور أن هذا العنوان ليس دقيق هل يعلم الاشياء قبل الإيجاد كما هي بعد الإيجاد, والا نحن كثير من العلوم نستطيع أن نتصورها مثل ملكة الاجتهاد المجتهد عندما يكتب رسالة عملية قبل أن يكتب رسالة عملية ماذا كان عنده؟ عنده ملكة الاجتهاد, ولكن ملكة الاجتهاد والمسائل التي صارت تفصيلة في الرسائل العملية يعلمها بعد الإيجاد كما يعلمها بعد الإيجاد؟ لا تلك كانت بنحو البساطة وهنا صارت بنحو التفصيل والائمة يركزون على هذا النحو من التفصيل.
رواية أخرى عن ابي حازم عن ابي عبد الله الصادق قال قلت له أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس كان في علم الله تعالى؟ قال فقال بلى قبل أن يخلق. هذه أكان في علم الله هذه كثيرا تبين هذه النقطة التي اشرنا إليها.
رواية أخرى وهي رواية قيمة أيضاً, قال عن ابن مسكان, تنظرون إلى الرواة الذين نقلوا, قال عن بن مسكان قال سالت أبا عبد الله الصادق عن الله تعالى أكان يعلم المكان, إشارة إلى مفردة, أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكان, هذه ليست قضية علم إجمالي عين الكشف التفصيلي في هذه لا تصير, أم علمه عندما خلق وبعدما خلقه فقال: > تعالى الله بل لم يزل عالما بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعدما كون, وكذلك علمه بجميع الاشياء كعلمه بالمكان< أتوني بالتكييف الفلسفي ليأتي ليحلها, هذا علم حصولي؟ علم حضوري هذا؟ علم إجمالي؟ علم بسيط؟ علم مركب؟ الله يلزم أن يكون محلاً للحوادث؟ تلزم الكثرة؟ تنثلم الوحدة؟ تنثلم البساطة؟ بينك وبين الله كم مسألة من هذه الروايات كلامية, مولانا أصلاً الفلسفة, هذه الفاء, واللام, والسين, والفاء, والتاء, احذفوها من اللغة العربية نتخلص من الفلسفة تخلصوا, هذا بحث كلام أن الروايات صرحت بأنه يعلم الاشياء تفصيلا قبل الإيجاد على ما هي عليه بعد الإيجاد, هذه تكييفه ماذا؟ هنا جاءت هذه التكييفات التي تعرفوها, جاءت تكييفات الثابتات الأزلية, جاءت تكييفات الاعيان الثابتة, هذه قلنا بالأمس أن الاعيان الثابتة كل هم نظرية الاعيان الثابتة هو تصوير علم الحق بالأشياء قبل الإيجاد تفصيلا كعلمه بعد الإيجاد, هذه النظرية الثانية, النظرية الثالث وهي نظرية بسيط الحقيقة, النظرية الرابعة كثيرا خلصت نفسها قالت لا يعلم تفصيلها قبل الإيجاد وإنما يعلمها إجمالا ويعلم تفصيلا مع الإيجاد الذي نسب إلى شيخ الاشراق السهروردي ويتذكر الاخوة في نهاية الحكمة , هؤلاء مسحوا المسألة, قال حل المسألة نظر انه كل ما يريد أن يحلها لم تحل فمسح المسألة وحل القضية, مسحوا المسألة.
إذن الآن في هذا البحث في هذا اليوم (هداية للناظرين) نريد أن ندخل في هذا البحث وهو أن يصور لنا علمه بالأشياء, لما نقول الاشياء مرادنا وجودات أو ماهيات؟ شيئية الشيء بهويته أو بوجوده؟ الوجود أمر مشترك بين الاشياء جميعا, شيئية الشيء بهويته, وهويته بماذا تحقق؟ بالماهية؟ انتم تقولون الماهية أمر عدمي يعني ماذا؟ هنا ندخل على المبنى الذي اشرنا إليه في البحث الفلسفي وإنشاء الله بعد ذلك أوضحه بمقدار.
والحمد لله رب العالمين.