نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (81)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    الماهيات كلها وجودات خاصة علمية لأنها ليست ثابتة في الخارج, منفكة عن الوجود الخارجي لتلزم الواسطة بين الموجود والمعدوم كما ذهبت إليه المعتزلة لان قولنا الشيء أما أن يكون ثابتا في الخارج وأما أن لا يكون بديهي.

    قلنا بأنه هذا  الفصل عموما وهو الفصل الثالث إنما عقد في كلمات العرفاء لتصوير علم الحق سبحانه وتعالى بالأشياء تفصيلا قبل الإيجاد على ما هي عليها بعد الإيجاد.

    هذا هو عنوان المسألة, المطلب الأساسي الموجود في هذا العنوان وفي هذه المسألة هو انه لكي نثبت انه يعلم الاشياء قبل الإيجاد أولاً لابد أن نفهم ما هو المراد من الاشياء, يقول يعلم الاشياء قبل الإيجاد, ما هو المراد من الاشياء؟ من الواضح أن المراد من الاشياء ليست وجوادت بما هي وجودات, فان الوجودات بما هي وجودات لا تسمى أشياء, وجود علة ووجود معلول هل يميز أو لا يميز؟ لا يميز, وجود قوي ووجود ضعيف, ووجود شديد ووجود غير شديد, ووجود بالقوة, هذه كلها التي اصطلح عليها باعتبار هذه المفاهيم الفلسفية, هذه هل هي منشأ لتمييز الاشياء بعضها عن بعض أو ليس منشأ؟ نعم تميز ولكن تميز عام, تميز بالمعنى المشترك فيه, تقول العلة متميزة عن المعلول, نعم متميزة ولكنها اذا كانت أربعة علل كيف نميز بعضها عن بعض لا بد أن نضع لها أرقام مثلا نقول العلة رقم واحد, العلة رقم اثنين, العلة رقم واحد واثنين هذه امور اعتبارية, هذه العلل الاربع متميزة في ذاتها أو غير متميزة؟ حتى نقول علمه بالأشياء قبل الإيجاد, والا اذا كنا نكتفي بالعلم الإجمالي البسيط الذي هو عين ذاته فلا اشكال ولا شبهة الاشياء بذلك العلم, إنما البحث في علمه بالأشياء بما هي أشياء, بما هي متمايزة, بما هي منفصلة بعضها عن بعض, بما هي متغايرة, وبتعبير المشائين وهو الحق بما هي متباينة, والمراد من التباين يعني التغاير, لا التباين بمعنى انه لا يوجد أي جامع بينها, هل يعلمها أو لا يعلمها؟ في الواقع اذا أردنا أن نثبت أن الله سبحانه وتعالى يعلمها, الآن نحن لا نتكلم في أي مرتبة يعلمها تفصيلا, هل هي في مقام

     

    اللا بشرط المقسمي, هل هي بحضرة الاحدية, هل هي بحضرة الواحدية, الآن انت تتكلم عن الصقع الربوبي يعلمها تفصيلا قبل الاعيان الخارجية أو لا يعلمها تفصيلا قبل الاعيان الخارجية, سؤال هذا حتى تتضح دائرة البحث؟

    الجواب: لكي نثبت أن الله يعلم الاشياء, المراد من الاشياء؟ يعني سماء وارض وملك, بقر, وماء, إلى آخره من الماهيات, التي نعبر عنها بالماهيات, لكي نثبت انها يعلمها جميعا على ما هي عليها بعد الإيجاد يتوقف على أصل, ما هو هذا الأصل؟ أن نثبت أن الماهية في الخارج هي عين الوجود, فإذا علم وجوده علم ماهيته, أما اذا قلنا حيثية الماهية غير حيثية الوجود, وأنهما في الخارج حيثيتان, إحداهما غير الأخرى تحيثاً فعلمه بوجود زيد علم بزيد؟ لا, لأنه علم بإحدى الحيثيتين والحيثية الأخرى منافية, مصادمة معاندة للحيثية الاولى, ومن هنا صار هؤلاء الاعلام يعني العرفاء بصدد إثبات أن الماهية هي الوجود الخاص, وان الوجود الخاص هو عين الماهية, الاخوة قرأوا بداية الحكمة, نهاية الحكمة, أسفار, منظومة ماذا قرأوا هناك الماهية والوجود احدهما عين الآخر أو حيثيتان احدهما غير الأخرى؟ مغايرة احسنتم, لذا انتم قلتم في محله أن الماهيات امور ينسب إليها الوجود مجازا, وينسب الوجود إلى وجود الماهية حقيقة, فوجود الانسان موجود حقيقية والانسان موجود مجازا, يعني نسبة الشيء إلى ما هو له أو نسبة الشيء إلى غير ما هو ليس له؟ إلى غير ما هو له, اذن هاتان حيثيتان والا اذا كانت حيثية واحدة في متن الاعيان ليس بحسب التحليل المفهومي فان بحسب التحليل المفهومي مفهوم  الوجود شيء ومفهوما الماهية شيء آخر, مقصودنا ماهية بالحمل الشائع, يعني انسان, بقر, سماء, الارض لا يذهب ذهنكم والا الماهية مفهوم فلسفي نحن نتكلم في مصاديق الماهية, يعني الانسان, البقر, السماء, الارض, الملك ونحو ذلك. فمفهوم الوجود شيء ومفهوم الانسان شيء آخر وهذا مما لا ريب فيه بزيادة الوجود على الانسان على ماهية الانسان هذا تصورا, هذا ليس بحث البحث الآن في الحمل الشائع في متن الاعيان, في متن الاعيان الوجود والانسان الذي هو ماهية من الماهيات, هل أن احدهما عين الآخر أو أنهما حيثيتان إحداهما أصيلة والأخرى اعتبارية لا تحقق لها في متن الاعيان. هؤلاء من المصرين على انه لابد أن تكون الماهية أي ماهية في أي وعاء سواء كان وعاء الخارج الاصطلاحي في الفلسفة أو وعاء الذهن في الاصطلاح الفلسفي أو وعاء الصقع الربوبي لا فرق لأنه الآن بحسب البيان الذي بينا كم وعاء صار عندنا؟ اذا أردنا أن نقول الأوعية عندنا وعاء الذهن في عالم الذهن, عندنا وعاء الخارج, وعندما نأتي إلى الخارج عندنا خارج عالم الشهادة, خارج عالم المثال, خارج عالم العقول, عندنا والصقع الربوبي, الماهية في هذه جميعا موجودة أو غير موجودة؟ في جميع هذه المحطات والظروف كلها موجودة وهي عين الوجود, فإذا علم الله وجودها فقد علمها أو علم بها, صار واضح, أما اذا قلنا حيثيتين يلزم كثير من الإشكالات واحدة من الاشكالات المهة وهي أن الله وجود أو ليس وجود؟ وجود, هو وجود محض, والمفروض أن الوجود غير الماهية فلو قلنا أن هذه الماهيات يعلم بها وموجودة هنا يلزم أن يكون محلا للكثرة, حوادث افرضوا من الأزل موجودة هذه الحوادث إشكال آخر؟ لان الماهيات غير الموجود وهذه الماهيات غير الموجود وهذه الماهيات متغايرة أو  غير متغاير؟ متغايرة, متخالفة أو غير متخالفة, ترجع إلى حقيقة أو لا ترجع؟ لا ترجع, والمفروض يعلم بها  أو لا يعلم بها؟ أن قلتم لا يعلم بها مشكل جدا, لان هذا لازمه يعلم الاشياء تفصيلا قبل الإيجاد أو لا يعلم؟ أن قلتم يعلم بها وهي غير الوجود يلزم أن يكون محلا للكثرة, أما وان قلتم يعلم بها وهي عين الوجود فهي ماذا؟ يلزم المحذور أو لا يلزم المحذور؟ (كلام لاحد الحضور: يبقى محذور الكثرة قائما) نعم موجود محذور الكثرة لا يوجد مشكلة ولكن هذه الكثرة منسجمة مع تلك الوحدة أو مخالفة لها؟ مغايرة أو غير مغايرة؟ غير مغايرة, هذا الذي نريد أن نقوله, لأنه انت الذي قلت الماهيات مثار كثرة فيمكن إرجاعها إلى الوجود او لا يمكن؟ على مبنى تعدد الحيثية يمكن إرجاعها أو لا يمكن؟ ,أما على مبنى العينية يمكن إرجاعها اذن لا محذور,(كلام لاحد الحضور) نرى هي هي وهي غيرها, لأنه هذا مقام الواحدية ولهذا قلت في أول البحث التفتوا نحن نريد أن نبين التفصيل في أي مقام؟ نثبت التفصيل في الاحدية أو نثبت التفصيل في الواحدية, الاعيان الثابتة في الواحدية اذن نثبت التفصيل اين؟ علمه التفصيلي بالأشياء قبل الإيجاد على ما هي عليها بعد الإيجاد, هذا اين موضعه؟ هذا عين الذات؟ لا, هي الذات بوجه وغيرها بوجه, ولكن متى نستطيع أن نقول هي بوجه اذا كانت الماهيات عين الوجود, أما اذا الماهيات لا ترجع إلى الوجود بأي نحو من الانحاء, حيثية غير حيثية الوجود نستطيع أن نقول بوجه أو لا نستطيع؟ لا نستطيع يغلق هذا الباب, اتضح هذا البحث.

    اذن هذا البحث الذي طرحناه في الفلسفة وطرحه بعض المعاصرين مثل الشيخ الفياض وغيره بان الماهية عين الوجود خارجا لا انها حيثية غير حيثية الوجود هذه أصالة من اين مأخوذة؟ من العرفاء, كلمات العرفاء تصريح عندهم بهذا, بل إصرار عندهم على هذه القضية, (كلام لاحد الحضور) هذا التعبير قلنا مرارا وتكرارا أصلاً تعبير الأصالتين يعني الاثنينية نحن نصيح عينية واحدة ويرجع ويقول أصالتين, أصالتين يعني ماذا؟ يعني اثنينية, واقعا لا احد يقول بهذا, واقعا لا ادري هذا التعبير الأصالتين من اين جاءت, تعبير أن الماهية حيثيتها في الحمل الشائع والا في الذهن احدهما غير الآخر هذا لا خلاف عليه أن الماهية زائدة على الوجود الانسان غير الوجود و الوجود غير الماهية, انظر هذا طبيعي مفهومان والمفهومان متغايران, إنما الكلام هذا الانسان والوجود في الخارج موجودان بوجود واحد أو لا؟ أي منها؟ ظاهر أن الوجود أصيل والماهية اعتبارية يكشف لك يوجد نحو من الاثنينية وهولا يريدون أن يثبتوا انه لا يمكن ذلك والا أو محذور منه أن الله سبحانه يعلم الاشياء قبل إيجادها تفصيلا أو لا يعلم؟ لا يعلم, هذا مضافا إلى انه يأتون يقولون بينوا أدلتكم على الزيادة, برهانكم على اين؟ برهانكم على انها تعدد الحيثية اين؟ أقيموا برهان, كل الذي أقمتموه لنا, هذا أنا ذكرته في الاسفار, كل الذي أقمتموه لنا انه ما لم يجعل الوجود لا معنى لإنجعال الماهية, نحن معكم اذا مرادكم من الأصالة هذا المعنى يعني أولاً لان الماهية تعين لنا بتعبير العرفاء الماهية تعين الوجود وتعين الوجود حيثية نفس الوجود وهذا الذي أنا عبرت عنه نحو الوجود, هوية الوجود,كيفية الوجود, من الواضح التعين فرع أن يتحقق وجود وما لم يتحقق وجود له معنى أن يتحقق تعين, فإذن الماهية مجعولة أو غير مجعولة؟ فان كان مرادكم من انها مجعولة يعني مجعولة بنحو الاستقلال؟ لا الماهية غير مجعولة بنحو الاستقلال محال أن تجعل لان الماهية تعين الوجود ومحال أن يجعل التعين مستقلا عن المتعين, وان كان مرادكم لا أساساً دون الجعل كما عبروا, يعني ظل الشيء, يعني أمر عدمي, لا, الماهية ليست أمراً عدمياً, ليست عدم الوجود, ليست هذا الظل كما يشار, اتضحت القضية إلى هنا.

    اذن يكون في علم الاخوة من الآن في الفلسفة يوجد مبنيان أساسيان في فهم مسألة الوجود والماهية, هل الماهية في متن الاعيان بالحمل الشائع لا بعالم المفاهيم لأنه في عالم المفهومية أن مفهوم الانسان غير مفهوم الوجود العام ولم يخالف في ذلك احد, إنما الكلام أن هذين المفهومين عندما يكونان في وعاء من الأوعية يعني بالحمل الشائع, يعني كان ذاك الوعاء في الصقع الربوبي,كان الوعاء في عالم العقول, كان عالم الشهادة, كان عالم الذهن, هل أن احدهما غير الآخر أو هو عينه, هل أن الماهية عين الوجود أو غير الوجود؟ يوجد مبنيان مبنى يقول غير الوجود وترتب عليه عشرات الاحكام في الفلسفة لذا انتم قرأتم في نهاية أن احكام الوجود تنسب إلى الماهية بالعرض, وأحكام الماهية تنسب إلى الوجود بالعرض لماذا؟ لان هذه الحيثية غير هذه الحيثية, أما بناء على العينية احكام الوجود تنسب إلى الماهية حقيقة, وأحكام الماهية تنسب إلى الوجود حقيقة لا بالعرض والمجاز, (كلام لاحد الحضور) كاملا وأحكام الوجود أيضاً كذلك لأنك جعلت الوجود في معزل عن الماهية فأعطيت له احكام وهذه الاحكام قلت لا تسري إلى الماهية الا سراية حكم احد المتحدين إلى الآخر فيكون نسبتها إلى الماهية نسبة بالعرض, وهكذا الماهية عندما أعطيتها احكام قلت لا تسري إلى الوجود بالعرض من باب سراية احد المتحدين إلى الآخر, إلى هنا اتضح المطلب. طبعا في جملة من كلماتهم القائلين بالغيرية باختلاف الحيثية عندما يأتون يقولون بأنه الماهيات ما شمت رائحة الوجود وهذه من العبارات الموهمة جدا لأنه اذا كان مقصودهم من الماهيات الاعيان الثابتة نعم الاعيان الثابتة ما شمت رائحة الوجود, أما اذا كان مقصودهم الماهيات يعني تعين الوجود الخارجي فهذه أيضاً لم تشم رائحة الوجود؟ هذه هي الوجود الخارجي, هذه من العبارات الموهمة التي هي في العرفان صحيحة ولكن نقلت إلينا  في الفلسفة في غير محلها, الا أن يكون مقصودهم الماهيات ما شمت رائحة الوجود مقصودة من الماهيات الاعيان الثابتة بلى الاعيان الثابتة هل انقلعت من مكانها وجاءت إلينا؟ لم تنقلع, يعني لم نزولها على نحو التجافي وإنما كان تنزلها على نحو التجلي, نعم ما شمت رائحة الوجود ولن تشم رائحة الوجود, انت الآن مفهوم الانسان في الذهن أليس كلي والكلي المنطقي يعني هو كلية الصدق على كثيرين, هذا انت تجده في الخارج؟ لا, فما شمت رائحة الوجود اذا هذا المقصود؟ نعم, هذا  ليس مختص, لكن هذا ليس معناه أن الانسان غير موجود في الخارج, تستعمل هذه العبارة لإثبات أن الماهية موجودة في الخارج او غير موجودة في الخارج؟ غير موجودة مع انه لا يوجد علاقة لهذا المطلب في أن الماهية غير موجودة في الخارج, الماهيات ما شمت رائحة الوجود أبداً, فإذن كل الموجود عندنا في الخارج فقط وجود لا ليس الامر كذلك, الانسان موجود في الخارج ولكن موجود لا بنحو تنزل على نحو التجافي للإنسان الكلي في الذهن لا ليس بهذا الشكل, وإنما فرده موجود في الخارج, ما المانع ما المحذور؟ عبروا مظهره موجود؟ عبروا آيته موجودة ما المحذور لا مشاحة في الاصطلاح اصطلح ما تشاء.

    اذن هذه القضية اخواني التفتوا إليها جيدا, يعني الفلسفة تكون  لها وجهان بناء على هذين المبنيين في فهم الوجود الماهية, على مبنى التعاند بشكل تفهم الفلسفة وتقرأ الفلسفة والمسائل الفلسفية, وعلى مبنى العينية تفهم الفلسفة على نحو آخر وبشكل آخر ولها احكام أخرى, (كلام لاحد الحضور) لا غير مشترك لفظي, يعني بين المشائين والحكمة المتعالية مشترك لفظي هنا؟ لا, اقول لماذا مشترك لفظي تبقى الفلسفة؟ الفلسفة اكتشاف الواقعيات لا تصير مشترك لفظي,  الآن اقول بين الحكمة المتعالية والمشائية يوجد اشتراك لفظي؟ لا يوجد, هذه فلسفة وتلك فلسفة, ولكن فهمك لهذه المسألة على مبنى العينية شكل وعلى مبنى التعاند شيء آخر, والا تبقى هذه فلسفة حقيقة وتلك أيضاً فلسفة, لان الفلسفة هي إدراك الواقعيات ولكن من خلال التأمل والبرهان العقلي, اذا يسألنا سائل ما هو البحث الفلسفي؟ البحث الفلسفي اكتشاف حقائق الاشياء, بأي طريق نكتشفه؟ من نكتشفه ننام بالليل نرى طيف هذا طريق, نكتشفها من خلال النقل هذا طريق, وإذا اكتشفناها من خلال التأمل والتدبر والاستدلال البرهاني العقلي هذا يسمى بحث فلسفي, وتلك تسمى تسمى نقلي, كلامي, كشفي, وهكذا (كلام لاحد الحضور) العلوم الأخرى لا, باعتبار أن البرهان الفلسفي لا يجري فيها يعني الطبيعات لا يجري فيها, لا, لم التفت اين مداخلتك شيخ علي, لا بغض النظر أريد أن اقول الفلسفة هي هذه, انت تقول تجري في العلوم الأخرى, مقصودك من العلوم الأخرى ما هو؟ مقصودك الطبيعيات, الطبيعيات لا تجري فيها الفلسفة,(كلام لاحد الحضور) اذا جرى فيه البرهان العقلي لإكتشاف حقيقة من حقائق هذا العالم نسميه بحث فلسفي, أما اذا رأيت من هنا بسكوت دخلت مقدمة نقلية فاعرف أن البحث ليس بفلسفي, اذا رأيت مقدمة بالكشف والطيف اعرف أن البحث ليس فلسفي, اذا رأيت رواية من هنا وشاهد قراني من هناك وبيت شعر من هناك هذا ليس بحثا فلسفيا, البحث الفلسفي هو البحث الذي يكتشف حقائق الاشياء من خلال المنهج والبرهان العقلي, عندما ترجع إلى المنهج العقلي تجد انه يقوم على أساس الكليات على أساس الضرورة هذه المقدمات التي قرأتموها في القران, فتحصل إلى آخره أن العرفاء مبناهم, التفتوا جيدا, أن الماهية في ظرف كانت فهي عين الوجود, على هذا الاساس القيصري بشكل واضح يقول: وبذلك انفسخ ما قاله المعتزلة, لان المعتزلة قالوا أن الماهيات لها ثبوت خارجي لا موجود لا معدوم فهذا الكلام تام أو غير تام؟ من الواضح يقول من الواضح من البديهيات هذه لا يحتاج إلى أن نبحث فيها, اذن عندما يأتيك انسان أمي جاهل يقول أن هؤلاء في الاعيان الثابتة يقولون كما يقول المعتزلة هذا حمله على الصحة فقط أمي والا غير شيء لا استطيع أن اقول, والا هم يصرحون يقولون يا إخوان يا أعزاء نحن نقول أن الماهيات وجودات خاصة, وجودات خاصة اين؟ يقول في كل نشأة بحسب تلك النشأة, تعال معي في صفحة 92, السطر الثاني, وهذه الماهية لها وجود خارجي في عالم الارواح وهو حصول الماهيات في عالم الارواح ووجود في عالم المثال وهو ظهروها في صور جسدانية, يعني مثالية, ووجود في الحس, عالم الشهادة, وهو تحققه فيه, ووجود علمي في أذهاننا في أي ظرف هي ذلك الوجود, لا ادري يوجد أوضح من هذه العبارة, أينما تحقق وجود, مرة الوجود اللا بشرط المقسمي, مرة الوجود البشرط لا يعني مقام الاحدية ذاك أيضا باعتبار رفض التعينات, أما عندما جئنا إلى عالم الوحدة وحضرة الوحدة ومقام الوحدة فهنا تعينات, اذن نبدأ بعالم الماهيات لأنه مقام الواحدية حضرة الواحدية حضرة الرفض ونفي التعينات أو جمع التعينات؟ جمع التعينات, اذن الماهيات موجودة أو غير موجودة؟ وهي الاعيان الثابتة وهي صور الاسماء الإلهية, ما معنى صور الاسماء الإلهية؟ يعني أن الاسم اذا انعكس في الذهن هذا المنعكس في الذهن نسميه عينا ثاتبة, كيف انت الآن هذا وجود خارجي, هذا وجود خارجي, هذا وجود أو ليس وجود, هذا وجود أو ليس وجود؟ ينعكس في ذهني له صورة أو ليس له صورة في ذهني؟  هذه الصورة ماذا اسميها؟ كتاب, وهو الماهية, اذن صورة الماهية بحسب الاصطلاح الفلسفي لا بحسب العرفاء , انعكاس صورة الوجود الخارج في الذهن, وبتعبير أدق عندهم كما قرأتم في نهاية الحكمة ظهور الوجود المتعين في الذهن, فالواجب له ماهية أو ليس له ماهية؟ هذا جواب, أنا ماذا اعرف الماهية فلسفياً؟ اقول الماهية انعكاس صورة الوجود في الذهن, فإذا لم يكن للوجود صورة في للذهن له ماهية أو ليس ماهية؟ ليس له ماهية فلسفيا لا ماهية له, لان الماهية فلسفيا هي؟ الماهية الفلسفية ليست نحو الوجود في متن الاعيان اعلم لم اعلم, الماهية فلسفيا ماهية الشيء يعني انعكاس وظهور وجود وجود في عالم الذهن, فإذا الواجب انعكس له صورة في عالم الذهن له ماهية, ينعكس أو لا ينعكس؟ لاينعكس, فليس له ماهية بهذا المعنى, أما اذا فسرنا الماهية نحو الوجود اعم من انعكس أو لم ينعكس؟ والواجب له ماهية, وأنا أتصور في كثير من الاحيان هذا النزاع الموجود أن الوجود له ماهية أو ليس له ماهية النزاع ما هو؟ لفظي, لان المثبتين يثبتون له نحو, كيفية, والنافين ينفون عدم الانعكاس, صحيح أولئك أيضاً يقولون لا ينعكس, لذا يقول له ماهية مجهولة الكنه, هذا يكشف على انه مقصوده من الماهية ما ينعكس  في الذهن أو مراده ما هو في متن الاعيان؟ مع انه اصطلاحا عند المشائين عندما يقولون ماهية مرادهم من الماهية هو انعكاس صورة وجود الشيء في الذهن, واضح البحث إلى هنا. اذن على هذا الاساس الماهيات بناء على عينيتها للوجود معلومة لله سبحانه وتعالى أو غير معلومة, تفصيلا او غير تفصيلا؟ تفصيلا, هذه وليس بشيء منها؟ لا كل (واحد) من هذه معلوم,  لذا انتم قرأتم بالأمس بالبيانات التي قرأناها من الروايات يعلم المكان قبل أن يوجده على ما هو عليه, يعلم الآن جلستنا في هذا اليوم في هذا النحو في علمه التفصيلي في عالم الاعيان يعلمها{لا يعزب عن علمه مثقال ذرة} (كلام لاحد الحضور) أحسنت لا حاجة إليها بغض النظر عن استحالتها, لأنه نحن استطعنا أن نثبت أن علمه تعالى التفصيلي تعلق بالأشياء قبل الإيجاد يعني في الصقع الربوبي, احسنتم بهذا القيد, هذا العلم التفصيلي  بالأشياء قبل الإيجاد على ما هي عليه فالإيجاد في مقام الواحدية, أما مقام الاحدية ذاك شيء آخر قد تأتي بسيط الحقيقة قد يأتي شيء آخر ذاك بحث آخر, وليس عندنا مشكلة لأنه نحن نتكلم في الصقع الربوبي, والصقع الربوبي هذه عينه لأنه مظاهر له والمظهر عين الظاهر بوجه وغيره بوجه, هل استطعت أن أوصل المطلب اليوم؟ يقول الماهيات كلها وجودات خاصة, انظروا هنا يوجد عبارتين ينقلها واحدة من صاحب الشفاء من ابن سينا وواحدة من صدر المتألهين وكلتا العبارتين تشير إلى المعنى الذي اشرنا إليه وهو أن الماهية عين ماذا؟ المشائين يعبرون عن هذا الوجود الذي له ماهية منعكسة في الذهن يعبرون عنه الوجود الخاص, الآن لو سألناهم؟ يقولون هذا موجود, هذا الوجود, هذا الجزء المشترك ولكن يوجد تمايزات أو لا يوجد تمايزات؟ هذه التمايزات هي التي نسميها خصوصية الوجود, الآن أضيفوا اصطلاح جديد ليس كيفية, ليس التعين الذي عند العرفاء, ليس نحو, أضيفوا خصوصية الوجود, هذه الخصوصية هي الماهية, فإذن الوجودات في الخارج متغايرة أو غير متغايرة, الوجودات الخاصة؟ متغايرة, هنا عبروا من المتغايرة ماذا؟ عبروا بالمتباينة, أتينا نحن وصنعنا منها خمسة وثلاثين مسألة فلسفية, كيف ينتزع مفهوم واحد من حيث هو واحد من امور متباينة من حيث, من الذي قال امور متباينة؟ لأنه يعتقد أهذا وجود, هذا وجود, مفهوم الوجود العام منتزع من جزء مشترك من الوجود, من هذا, هذا, هذا, وليس من خصوصية الوجود لما نصل إلى خصوصية الوجود ماذا ننتزع؟ ننتزع انسان, وسماء, وارض والى غير ذلك, أي مشكلة فيها؟ (كلام لاحد الحضور: مغايرة) مغايرات ننتزعها من المتغايرات الخصوصيات, والمشترك ننتزعها من المشترك, انتزاع مفهوم واحد من امور متباينة بالذات(كلمة غير معروفة)وكم له نظير في الفلسفة أنهم يستعملون المتباين ويريدون المغايرة والتغاير, أولاً عبارة ابن سينا قال: الشيء قد يدل به, أي بذلك الشيء, على معنى آخر, هذا وجود ولكن هذا الوجود يدل به على معنى آخر وهو خصوصية الوجود, حاشية رقم 5,من صفحة 90, الشيء قد يدل به على معنى آخر فان لكل أمر حقيقةٌ أو حقيقة, هذه الحقيقة ما هي؟ هو بها, كل وجود في الخارج له حقيقة وهذه الحقيقة؟ ذلك الامر بهذه الحقيقة صار تلك الحقيقة,  فلمثلث حقيقة انه مثلث وذلك الذي سميناه الوجود الخاص الذي له خصوصية هذا الخاص أيضا أمر مشترك سميه واحد يقول بدل أن اسميه وجود خاص اقول وجود الإنسان, وجود السماء, وجود الارض, وهذه الارضية ليست انها متحدة مع الوجود بل هي خصوصية الوجود, نحو الوجود, تعين الوجود.

    يقول: ولم نرد به معنى الوجود لإثباته, يقول ليس مقصودنا الوجود العام ذاك حديث آخر, هذه (إلهيات الشفاء) صفحة 42, يقول: بتصحيحها وتعليقنا عليه, جيد هذا اذا صحت رقم الصفحة لأنه أنا لم أراجع, قال صدر المتألهين في الامور العامة: في الفصل المعقود على أن الممكن في أي وجه…, هذا الاخوة الذي عندهم الاسفار في طبعة التسع مجلدات في صفحة 198, الجزء الاول, الذي أيضاً هذا الذي أيضا يشير إليه الجزء الاول صفحة 311, بتصحيح حسن زاده هذا صحيح أيضا, يعني هو هناك يشير أيضا إلى هذا المعنى, عبارته هذه يقول: والماهية في جميع تلك الصفات تابعة للوجود, اذا كان معنى الأصالة للوجود هذا يعني انه هو المجعول أولاً وبالذات وبإنجعال الوجود تنجعل الماهية, ليس انها أمر عدمي بل تنجعل لأنها خصوصية الوجود, وكل نحو من انحاء الوجود تتبعه ماهية, اذن تعبير صريح أن الماهية منتزعة من نحو الوجود لا من حد الوجود يعني الامر العدمي, الحد يعني المعنى اللغوي والا ليس الحد بالمعنى المنطقي, والا اذا مقصود الفلاسفة أن الماهية تنتزع من حد الوجود ومرادهم من الحد يعني الحد الاصطلاحي يعني ما هو بلي الماهية منتزعة من ما هو الوجود.

    قال: وكل نحو من انحاء الوجود تتبعه ماهية خاصة من الماهيات المعبر عنها عند بعضهم بالتعين, يعني عند العرفاء, وعند بعضهم, يعني المشائين بالوجود الخاص هذا نص العبارة الموجودة في صفحة 198, تعالوا معنا إلى المتن, الماهيات كلها وجودات خاصة, في أي ظرف فرضت, في عالم الصقع الربوبي, عالم العقول, عالم المادة, عالم الشهادة, الماهية هي الوجود الخاص, الماهية كلها وجودات خاصة علمية, لماذا قال علمية, لأنه يريد أن يقول ليس لها تحقق في متن الأعيان منفكة عن الوجود والعدم, لأنها, هذه الماهيات وجودات خاصة, لأنها ليست علمية, لأنها ليست, قال علمية لماذا انها علمية؟ قال ليست ثابتة فالخارج, مراد من الخارجي هنا الخارج ما سوى الله, أو الخارج خارج العقل لا يوجد فرق, فرق الأعيان الثابتة مع الثابتات الأزلية أن الثابتات الأزلية لها ثبوت في العلم وليس في الخارج, (عفوا) أما الأعيان الثابتة لها ثبوت في العلم أما الثابتات الأزلية لها ثبوت في الخارج منفكة عن الوجود وعن العدم.

    قال: منفكة عن الوجود الخارجي, يقول لأنها ليست منفكة في الخارج لتلزم الواسطة,لأنه اذا كانت ثابتة في الخارج وليس لها وجود ولا عدم لتلزم الواسطة بين الموجود والمعدوم كما ذهبت إليه المعتزلة لان قولنا الشيء, يقول لأنه نحن لا نفهم بان تكون ثابتة يعني لا موجودة لا معدومة, نحن نفهم من قولنا الثابت يعني الموجود غير الثابت يعني المعدوم,  لان قولنا الشيء أما أن يكون ثابتا في الخارج, وأما أن لا يكون ثباتا فيه بديهي, هذه منفصلة حقيقة, والثابت في الخارج يعني ما هو؟ هو الموجود فيه بالضرورة, وغير الثابت في الخارج هو المعدوم, وإذا كان كذلك, يعني اذا لم يكن لها ثبوت اين؟ في الخارج منفكة عن الوجود والعدم فثبوتها الماهيات يكون اين؟ في العقل, اذا صارت ثابتة في العقل, الآن في عقلي وعقلك توجد ماهيات أو لا توجد ماهيات؟ جيد هذه واجبة, أو ممتنع, أو ممكنة, اذا ممتنعة لم تكن لتوجد, اذا واجبة كان ينبغي أن  توجد من الأزل مع انها لم تكن ثم كانت فهي ماذا؟ ممكنة, اذن تحتاج إلى مفيض,.

    قال: قياس من الشكل الاول, فثبوتها حينئذ في العقل, صغرى القياس, وكل ما هو في العقل من الصور, يعني من الماهيات الخاصة كلها وجودات خاصة, وكل  ما في العقل من الصور, هذه ماذا تكون؟ فائضة من الحق,  النتيجة ماذا؟ كل الماهيات الثابتة في العقل فائضة من الحق, هذا قياس من الشكل الاول, هذه نتيجة القياس من الشكل الاول اجعلوها مقدمة صغرى في قياس من الشكل الاول ثاني ماذا؟ وكل ما هو فائض منه مسبوق بعلمه به أو غير مسبوق؟ لا بد أن يكون مسبوقا والا يلزم أن يكون الخالق غير عالم وهذا منفي برهانا وقرانا {الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} كيف يمكن أن يخلق من غير علم لذا قال: فائضة من الحق وفيض الشيء, هذا أيضا قياس من الشكل الاول لإثبات انه عالم به, وفيض الشيء من الغير, أو  من غيره مسبوق بعلمه به, والا كيف يفيض من لا يعلم, اذن هذه الصور والماهيات اين موجودة؟ فهي ثابتة في علمه تعالى.

    قياس ثالث: هذه النتيجة أخذوها انها كلها ثابتة في علمه وعلمه وجوده أو ليس وجود, فإذا جعلنا الماهيات غير الوجود يلزم التكثر, أما اذا أرجعنا الماهيات إلى الوجود لا محذور فيه. اتضح المطلب يأتي البحث.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/12/16
    • مرات التنزيل : 1843

  • جديد المرئيات