بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال وإذا كان كذلك فثبوتها حينئذ في العقل وكل ما هو في العقل من الصور فائضة من الحق وفيض الشيء من غيه مسبوق بعلمه به فهي ثابتة في علمه تعالى, وعمله وجوده لأنه ذاته إلى آخره.
للمرة الرابعة أو الخامسة اكرر أن موضوع البحث في الاعيان الثابتة هو إثبات علم الله سبحانه وتعالى بالأشياء قبل الإيجاد على ما هي عليها بعد الإيجاد, نحن بصدد إثبات العلم التفصيلي للحق لا بصدد إثبات العلم الإجمالي في عين الكشف التفصيلي فان إثبات علمه تعالى بنحو العلم الاجمالي في عين الكشف التفصيل شيء وما نريد إثباته في الثابتة شيء آخر هنا في الاعيان الثابتة نحن بصدد إثبات العلم التفصيلي للحق بالأشياء قبل الإيجاد على ما هي عليها بعد الإيجاد لا إثبات علمه الاجمال أو إثبات علمه التفصيلي من خلال علمه الاجمالي, لسنا بصدد إثبات علمه بالأشياء من خلال علمه بذاته, الاشكال ولا شبهة أن عمله بذاته علم بالأشياء وعلمه الإجمالي عين الكشف التفصيلي هذا ليس عندنا شك فيه وإنما نحن بصدد إثبات هذه المرحلة الثالثة وهي إثبات علمه التفصيلي لا عمله بذاته وعلم إجمالي في عين الكشف التفصيلي, بل هو علم تفصيلي, اتضح محل الكلام أين؟ لذا أتصور في بعض عباراته السابقة كما هو ذهني أرى استطيع أن أجدها أو لا؟ تعالوا معنا إلى صفحة 25, من الكتاب قال: ولا يتحقق شيء في العقل ولا في الخارج الا به بناء على الوحدة الشخصية فهو المحيط بجميعها بذاته وقوام الأشياء به, يعني بذلك الوجود الحق أي الوحدة الشخصية, لان الوجود, أي وجود, الوجود الحق الوحدة الشخصية, لان الوجود لو لم يكن لم يكن شيئا, لم يكن شيءُ, لا في الخارج ولا في العقل لان كل شيء شؤون هذا الوجود الواحد الحق فإذا هذا الواحد الحق غير موجود هل يمكن ن يتصور له شؤون؟ لا يمكن, فهو مقومها, أي جميع الاشياء, بل هو عينها, التفت جيدا من باب أن النفس وحدتها كل القوى, إذ هو الذي يتجلى في مراتبه ويظهر بصورها وحقائقها في العلم والعين فيتسمى
بالماهية والأعيان الثابتة كما نبينه في الفصل الثالث إنشاء الله تعالى, الذي الآن نحن نتكلم عنه.
إذن الله سبحانه وتعالى, هذا الله الذاتي وليس الله الوصفي, الله سبحانه وتعالى إذا أردنا أن نتكلم عن مراتب علمه هكذا نتكلم التفتوا جيدا على مستوى البحث العرفاني, على مستوى البحث الفلسفي نقول أما علمه الذاتي وأما علمه الفعلي, يعني علم في مقام الذات أو علم في مقام الفعل, هذا التقسيم قراناها في نهاية الحكمة, أما عندما نأتي إلى العرفان العرفان يقول هذا العلم الذاتي فيه مرتبة واحدة أو ثلاث مراتب؟ ثلاث مراتب, مرتبة لا يوجد فيها أي تعين, ومرتبة علم إجمالي في عين الكشف التفصيلي, ومرتبة علم تفصيلي, نحن الآن لم نكن نتكلم في المرتبة الاولى التي الذات, ولا نتكلم في المرتبة الثانية التي هي بسيط الحقيقة كل الأشياء وليس بشيء منها, علم إجمالي في عين الكشف التفصيلي, هذه لم نكن نتكلم عنها, نتكلم عن ماذا؟ عن المرتبة الثالثة وهي العلم التفصيلي, إذا اتضحت هذه, ما هو البرهان الذي أقامه العارف لإقامة هذه الدعوى؟ البرهان الذي أقامه إجمالا ووقفنا عنده مفصلا هو أنه هل الماهيات يعني الإنسان, السماء, الارض, هل الماهيات نسبتها مع الوجود الذي لتلك الماهيات, أساساً قبل, ادخل البحث بطريق آخر: مقدمة لابد أن تعرفوا من حيث الماهية مفهوم الماهية شيء يعني مفهوم الإنسان شيء ومفهوم الوجود شيء آخر, هذا متفق عليه لا يوجد خلاف في هذه القضية, إنما الكلام أن هذين المفهومين اللذان احدهما غير الآخر مفهوما هل كلاهما وجودي أو احدهما وجودي والآخر عدمي؟ هنا تعلمون بان الكلمات مختلفة بعضها تقول كلاهما وجودي, وبعضها تقول احدهما وجودي والآخر عدمي, الآن نحن لا نتكلم على هذا المستوى احدهما وجودي والآخر عدمي لأنه إذا صارت الماهية أمراً عدميا هل يتعلق العلم بها أو لا يتعلق؟ لا يتعلق لان الامر العدمي هل يتعلق به؟لان العلم إنما يتعلق بالأمور الوجودية, نحن نسأل هذا السؤال هل أن الله يعلم الماهيات قبل الإيجاد,يعني الإنسان, والبقر, والسماء, الماء, والارض…, إذا صارت امور عدمية هل يتعلق بها العلم أو لا يتعلق بها العلم؟ إذن انتهى هذا الشق دعه جانبا.
الشق الثاني: أن الماهيات امور وجودية لا امور عدمية, السؤال هذا الامر الوجودي في الخارج متحد مع وجود الماهية أو هو عين الماهية, أي منهما؟ بعبارة أخرى الإنسان الذي فرضناه أمر غير عدمي هل هو عين الوجود الخارجي الخاص أو هو حيثية غير حيثة الوجود الخاص أي منهما؟
الجواب: قلنا ظاهر عبارات الفلسفة انه غيره حيثية أخرى غير حيثية الوجود, حيثية الماهية وحيثية الوجود شيء آخر, ومن هنا طرحت نظرية أيهما أصيل هذا أو هذا؟ هذا الطرح أيهما أصيل هذا يكشف هما حيثيتان أو حيثية واحدة؟ حيثيان فلو كان حيثة واحدة فلا معنى لان نقول أيهما أصيل, متى نقول أيهما أصيل إذا كانت هذه حيثية وهذه حيثية أخرى, من هنا قالوا الوجود أصيل والماهية أمر اعتبار منتزع منه, العرفاء ماذا يريدون أن يقولوا؟ يريدون أن يقولوا في متن الاعيان أن وجود كل شيء هو عين ماهيته, فالنسبة بين الوجود والماهية هي التساوق أو الاتحاد؟ التساوق, المساوقة, احدهما عين الآخر كما انه انت جنابك في المفاهيم الفلسفية تحملها على الوجود تقول النسبة بينهما مساوقة, الوجود واحد, الوجود قديم, الوجود ثابت, الوجود ممكن, الوجود حادث, هذه كلها بينها وبين الوجود ماذا يوجد؟ مساوقة, يعني من نفس الحيثية التي ينتزع منها الوجود ينتزع منها هذا المفهوم الفلسفي, لذا انتم في نهاية الحكمة عندما جئتم في مقدمة نهاية الحكمة هناك قلنا أن هذه العبارة التي ذكرها, وهي انه يقول أن الموجود أما خارجي أو ذهني, الموجود أما واحد أو كثير, الموجود أما بالفعل أو بالقوة, الموجود أما قديم أو حادث, الموجود أما ممكن أو واجب, الموجود بالأخير قال: أن كل موجود فانه من حيث هو موجود هو واحد, وهذا عبرنا عنه انه المساوقة, من حيث هو موجود واحد فان الواحد وان غاير الموجود مفهوما لكنه عينه مصداقا وهذا الذي عبرنا عنه بحيثية المساوقة.
السؤال ماذا يوجد بين الوجود وبين الإنسان مساوقة أو فقط اتحاد؟ العرفاء يريدون أن يقولون مساوق, من الحيث الذي ننتزع الوجود ننتزع الإنسان من نفس الموضوع, (كلام لاحد الحضور: إذا كان الوجود واحد فلما هذه الكثرة) ليس وحدة عددية, حتى إذا كانت وحدة عددية عندنا وجودات متعددة لكن هؤلاء يقول بالوحدة الشخصية ولكن وحدة شخصية لا متناهية فمن كل شأن من شؤونها ننتزع ماذا؟ من قبيل كل صفة من صفاتها, انت الآن جنابك واحد أو متعدد؟ واحد انت ولكن تفكر أو لا تفكر؟ من تفكرك ننتزع أنك عاقل, تبصر أو لا تبصر انتزع بصير؟ تسمع أو لا تسمع؟ هذه غيرك اقول من وجودك انتزع أنا اضرب مثال وجداني أمامك, اقول الآن انت بصير البصر شيء ملتصق بك أو انت بصير؟ أنا بصير يعني حقيقة بصير وليس أن نسبة البصر إليك من قبيل نسبة البياض إلى الجسم,(كلام لاحد الحضور: السؤال انه أنا بصير وعاقل) اقول من حيث دائرتك انتزع ولكن هذه تعينات من كل تعين, يعني من كل اثر من آثارك انتزع, فلم يتعدد الوجود إنما الوجود واحد, (هو حسب ما ذكر أن المساوقة هي المغايرة المفهومية والاتحاد المصداقي ) اقول الآن يوجد اتحاد مصداقي ولكن هذه الذي أنا انتزعه انتزعه من ذاته بما هي ذاتك أو من اثر من آثارك؟ إذن إذا تعددت الآثار تتعدد الاوصاف فنقول سمع وأبصر وأراد وخلق, واوجد, وأعطى, ومنع, …,هذه آثارك الوجودية, كما أن الآن انت ترى وتسمع, وتبصر وتتحرك, وتجلس إلى آخره مع انه حقيقة هذه أفعال من؟ أفعال زيد حقيقة لا أن بعضها أفعالها حقيقة وبعضها أفعاله مجازا, هو هذا الذي يريد أن يقوله يريد أن يقول أن هذه الوجود الواحد الحق في الوجود وانه الحق, قرأنا في أول فصل في الوجود وانه الحق, هذا الوجود الحق له فعل واحد أو له أفعال لا متناهية؟ بعض أفعاله بعض مجعولاته مرتبطة بالصقع الربوبي الذي قلنا الأسماء والاعيان ومادون أليس بهذا الشكل؟ وبعضها خارج الصقع الربوبي الذي هي العوالم لما نأتي العوالم عالم الارواح, عالم العقول, عالم المثال, عالم الشهادة والحس, وعالم الإنسان الكامل, وعالم الصادر الأول, هذه كلها غيره؟ الجواب غيره من وجه يعني تعيينا وان كانت في ذاته هذه كلها شؤونه.
الآن البحث هذا وهو أن العارف عندما يقول وجود وإنسان, الانسانية مساوقة ليس للوجود, الانسانية مساوقة للوجود؟ إذن لا شي مساوقة؟ احسنتم لهذا الوجود الخاص حتى تقول إذا صار الإنسان مساوقاً للوجود فهذا موجود فلا بد أن يكون مساوق له وهذا موجود الذي هو السجادة إذن مساوق, لا فلذا قلنا الماهية مساوقة مع الوجود أو مع الوجود الخاص, ما هي العبارة التي قرأناها؟ الماهيات وجودات خاصة فالماهيات مساوقة مع الوجود الخاص, الماهية مساوقة مع الوجود المتعين, الماهية مساوقة مع الوجود الذي له خصوصية معينة, اتضح المعنى, وهذا المعنى إذا الاخوة الذين حضروا عندنا الاسفار يعلمون جيدا في مواضع متعددة أشار إلى هذه الحقيقية, أنا أشير لا اقل إلى ثلاثة مواضع مما ذكره في الاسفار: الموضع الأول في الجزء1, صفحة 56, قال: والماهية متحدة محمولة عليه, أي على الوجود, الماهية محمولة على الوجود وليس الوجود محمول على الماهية, لأنه الماهية نحو الوجود, خصوصية الوجود, تعين الوجود, فالوجود هو هذا الإنسان, وليس الإنسان موجود, نعم من باب عكس الحمل الإنسان يقول في التعبير الإنسان موجود, ولكن في واقع الامر هو هذا الوجود انسان.
قال: والماهية متحدة محمولة على الوجود, التفت جيدا محل شاهدي هذه الجملة, لكن في مرتبة هوية ذاته, الماهية محمولة على الوجود من أين؟
بعبارة أخرى: من الخارج المحمول أو من المحمول بالضميمة؟ (كلام لاحد الحضور) بالضميمة؟ الله يغفر لكم, من الخارج المحمول يعني ينتزع, بعض الاخوة يظهر يجابون على الصدفة يقول يمكن يكون صحيح, من الخارج, صار ثلاث أربعاع الساعة نفسي يريد أن ينقطع آخر المطاف تقول محمول بالضميمة, من الخارج المحمول, يعني ماذا؟ يعني من ذات الشيء تنتزعه وتحمله عليه, من الوجود تنتزعه وتحمله في مرتبة هوية ذاته, تنتزع الماهية وتحمله على الوجود هذا موضع ذكره.
الموضع الآخر في صفحة 198, قال: والماهية في جميع تلك الصفات تابعة للوجود وكل نحو من انحاء الوجود تتبعه ماهية خاصة كالإنسان والبقر إلى غير ذلك, من الماهيات المعبر عنها عند بعضهم بالتعين, الذي قلنا عند العرفاء, وعند بعضهم بالوجود الخاص, كما عند المشائين, التفت إلى العبارة, قال: تتبعه, أي نحو انحاء التابعة؟ قال: تابعية الصورة الواقعة في المرآة للصورة المحاذية للمرآة, يعني انت إذا وضعت وجودا إمام المرآة ماذا ينعكس في المرآة؟ صورة ذلك الشيء, يقول بحسب الاصطلاح عندما يضعونك امامي وتنعكس منك صورة في الذهن هذه ماهيتك, ما معنى ماهيته؟ يعني يعكسه كاملا على ما هو عليه, فإذا علم احد بهذه الصورة ماذا يقول؟ يقول قد علمت بالصورة أو بصاحب الصورة؟ بصاحب الصورة لان هذه الصورة تعكس كاملا صاحب الصورة وذي الصورة, فإذا فرضنا أن الماهيات هي عين الوجودات وعلمه في الاعيان الثابتة بهذه الصور فهو عالم بجميع الأشياء, لا ينافي أن وجوده علمه, وان علمه وجوده لماذا, لان الماهية تنافي الوجود أو هي عين الوجود؟ عين الوجود, لا يوجد عندنا مشكلة,وهذه عبارة آخرة في صفحة 198.
وعبارة ثالثة في صفحة15, من الجزء الأول, يقول: فقد انكشف أن الصوادر بالذات هي الوجود, المجعول بالذات هو الوجود, ثم العقل يجد لكل من هذه الصوادر نعوتا, أوصافا, ذاتيتا, كلية, مأخوذة عن نفس تلك الوجودات, هذه النعوت الكلية هذه الماهيات من أين أخذها؟ من نفس الوجودات محمولة عليها من دون ملاحظة أشياء خارجة عنها, إذن محمول بالضميمة أو خارج محمول؟ خارج محمول, من غير أن ينظر, بغض النظر عن غيره, نفسها هذا الوجود الخارجي بنفسه كاف لانتزاع ماهية منها.
قال: من دون ملاحظة أشياء خارجة عنها وعن مرتبة قوامها, وتلك النعوت هي المُسمات بالذاتيات, يعني ماهيات, ثم يضيفها إلى الوجود ويصفها بالموجودية فيقول الإنسان موجود, البقر موجود وهكذا, اتضح المعنى إلى هنا أن العارف بالنتيجة ماذا يريد, في جملة واحدة العارف يريد أن يقول أن الماهية وان كانت غير الوجود مفهوما الا انها غير الوجود خارجا أو عين الوجود خارجا؟ عين الوجود خارجا والسلام عليكم ورحمة الله, (كلام لاحد الحضور) هذه الفروع المترتبة, الآن غير هذا, فالنزاع يرتفع بين أصالة الوجود وبين أصالة الماهية أو لا يرتفع؟ لأنه إذا كان تعاند بين الوجود والماهية نسأل أيهما مجعول أيهما غير مجعول؟ وهل يوجد تعاند بين الوجود والماهية؟ لا يوجد, وإذا لم يوجد, فأيهما أصيل والآخر ليس أصيل , نعم الا إذا كان مرادهم من الأصالة وعدم الاصلة أيهما مجعول أولاً وبالذات والآخر منتزع منه؟ الجواب أيضاً من البداهة بمكان أن الجعول أولاً وبالذات خصوصية الشيء أو الشيء؟ الشيء ثم ينتزع منه الخصوصية, هذا لا يحتاج بحث و لا معركة, الماهيات دون الجعل أو فوق الجعل أو مجعولة؟ إذا كان المراد من انها مجعولة يعني بالاستقلال فهي غير مجعولة بالاستقلال, أما إذا قيل انها غير مجعولة يعني ليست بشيء حتى تكون مجعولة, لا هي شيء وخصوصية الوجود, ولما اقول شيء ليس معنى ذلك ماله بإزاء مثل البياض بالنسبة إلى الجسم لأنه هو ليس محمول بالضميمة وإنما هو من الخارج محمول, واضح هذه القضية إلى هنا.
على هذا الاساس بعد أن استطعنا هذا الأصل لنظرية أن الله سبحانه وتعالى عالم بالأشياء تفصيلا, بناء على ما تقدم, انه أساساً الماهيات هل هي غير الوجود وغير العدم أو بطلت هذه النظرية؟ بطلت نظرية المعتزلة, أن الماهيات لها ثبوت لا وجود ولا عدم, طبعا هذا المعنى ليس فقط أشار إليه هنا في كتابنا, في صفحة 26, في السطر الثاني أيضاً أشار إليه قال: فلا واسطة بينه وبين العدم كما لا واسطة بين الموجود والمعدوم مطلقا, هذا المعنى الذي أشار إليه الآن أشار إليه في صفحة 91 عندما أبطل كلام المعتزلة.
إذن الماهيات إذا كان لها ثبوت يعني لها وجود إذا لم يكن لها وجود فليس لها ثبوت, إذا كان لها ثبوت فهي موجودة بالضرورة إذا لم يكن لها وجود فهي معدومة بالضرورة, أما ثابتة لا موجودة لا معدومة هذا لا مجال له.
وإذا كان كذلك, وصلنا إلى هنا بالأمس, يعني لا يمكن أن يكون لها ثبوت منفكا عن الوجود والعدم, إذن إذا كان ليس ثبوت في الخارج لأنها يستحيل أن تكون منفكة عن الوجود والعدم فثبوتها في الأذهان, يعني أنا عندما اعلم بشيء هذه الماهية في الخارج ثابتة منفكة عن الوجود والعدم أو ثبوتها في الذهن, لابد أن تكون ثابتة في العقل, فإذا صارت ثابتة بالعقل واجبة أو ممكنة أو ممتنعة؟ إذا كانت ممتنعة لما وجودت في الذهن ولما وجدت فيه والمفروض انها لم تكن ثم كانت فتحتاج إلى علة.
قال: فثبوتها حينئذ في العقل, طبعا في بعض النسخ كما يقول في الحاشية شيخنا الأستاذ الشيخ حسن زاده يقول: فثبوتها حينئذ منفكة عن الثبوت الخارجي, هذه في العقل, هذه فثبوتها حينئذ هذه منفكة بين شارحتين موجودة في بعض النسخ, هو أيضاً يقول نسخة أخرى منفكةً عن الوجود الخارجي, فثبوتها حينئذ في العقل, الآن قلنا هنا نشكل قياس من الشكل الأول, أن الماهية ثابتة في العقل وكل ما هو ثابت في العقل فهو فائض منه تعالى لأنه إذا لم يكن فائضا كان واجبا والمفروض انه لم يكن ثم كان فليس بواجب, إذن فائض منه تعالى.
قال: وكل ما هو في العقل من الصور فائضة هذه الصور من الحق لأنها ممكنة, النتيجة ما هي؟ أن هذه الصور فائضة من الحق سبحانه وتعالى, الآن نأتي إلى القياس من الشكل الأول يعني القياس الثاني: وفيض الشيء الماهية فائضة عنه تعالى وكل ما هو فائض عنه معلوم له عالم به أو ليس عالم به؟ نعم فإذن الماهيات يعلمها أو لا يعلمها؟ يعلمها.
قال: وفيض الشيء من غيره مسبوق بعلمه به, إذن لابد أن يكون تعالى عالما بهذه الصور, عالما بهذه الماهيات, فهي ثابتة في علمه تعالى.
الآن مقدمة بحثناها في ما سبق مفصلا وعلمه في الصقع الربوي, وعلمه في الصقع الربوبي لأنه نحن نتكلم عن العلم قبل الإيجاد, علمه ذاته أو ليس ذاته؟ ذاته مطلقا أو ذاته من وجه؟ هذا يختلف باختلاف ذلك العلم ما هو, إذا كنا نتكلم عن اللا بشرط المقسمي فهو بحث, إذا نتكلم عن مقام الاحدية فهو بحث, إذا نتكلم عن مقام الواحدية فهو بحث, إذن هو ذاته مطلقا أو ذاته من وجه وان كان غيره من وجه آي منها؟ الثاني ذاته من وجه وغيره من وجه, فلذا عبارته في صفحة 35, تعالوا معنا قال: وهو, ثلاثة اسطر باقية من الأخير, وهو يدرك حقائق الأشياء بما يدرك به حقيقة ذاته, يعني علمه بالأشياء قبل الإيجاد من خلال العقل الأول؟ من خلال علمه بذاته, لا بأمر آخر كالعقل الأول وغير العقل الأول لان تلك الحقائق أيضاً عين ذاته حقيقة وان كانت تلك الحقائق غير ذاته تعينا.
إذن نحن الآن عندما نقول الاعيان الثابتة عين ذاته يعني من كل وجه مطلقا؟ لا, نقول عينه من وجه وغيره من وجه, العاقلة, المتوهمة, المتخيلة, الباصرة, عينك ا وغيرك؟ من وجه عيني ومن وجه ليست أنا , فلا يمكن أن اقول زيد عقل الا على سبيل المبالغة ذلك بحث آخر, زيد عقل هل يمكن أن تقول زيد بصر أو تقول زيد له بصر؟ وبصره شيء غيره؟ لا , هو عينه, لذا هو بصير حقيقة ينسب إليه الابصار حقيقة ولكن ليس هو زيد شأن من شؤون زيد, هذه الاعيان الثابتة عينه حقيقة ولكن غيره تعيننا, إذن العلم التفصيلي بالأشياء قبل الإيجاد ثبت قبل الإيجاد أو لم يثبت؟ ثبت, في أي مرتبة من مراتب قبل الإيجاد؟ في اللا بشرط المقسمي؟ في مقام الاحدية, في مقام الواحدية,(كلام لاحد الحضور) قلنا جعل, قلنا مجعولة, قلنا من الأزل موجودة, تعالى معنا شيخ عبد الله, ثلاث اسطر الأخيرة من 98, ولما كان الفيض عليها وعلى الأسماء كله من حضرة الجمع من غير انقطاع أبداً, يعني من الأزل الله سبحانه وتعالى, بعبارة أخرى: هذه الماهيات التي يعبر عنها الاعيان الثابتة, هذه الماهيات مفروضة عليه أو هو جعله هكذا ولكن من الأزل ليس انه مر زمان ولم تكن الاعيان فلم يكن عالما ثم صار عالما, الآن انظروا إلى المهندس, المهندس عندما يريد أن يبني بيت ليس في ذهنه أي شيء ثم يأتي ويخطط فيوجد بيتا يعني عينا ثابتة للوجود الخارجي, ولكن هذه العين الثابتة كانت موجودة قبل شهر أو غير موجودة, الله علمه بالأعيان الثابتة من هذا القبيل, فلذا هو في عبارات سابقة ماذا قال؟ قال لكنها مخترعة ليست كاختراع الصور الذهنية التي لنا, التي أوجدناها, هذه كلها قدمها مقدمات فهي مجعولة, الا أن تصطلح تقول المراد من الجعل هو العين الخارجية وهذا بحثناه مفصلا, أما إذا قلنا معنى الجعل يعني أنها ليست واجبة نعم ليست واجبة هذه مخترعة منه سبحانه وتعالى, يعني هو أراد جعل ماهية الإنسان فماهية الإنسان وجد في عينه الثابتة ثم أعطى وجوها في العين الخارجية, وليست انها من الأزل موجودة بلا دخل في جاعليته سبحانه لا ليس الامر كذلك, اتضح الامر.
قال: وفيض الشيء وعلمه وجوده لان علمه ذاته, ولكن بينا ما هو مراد الذات له في الصقع الربوبي مراتب, الآن نأتي إلى لإثبات علمه بالأعيان الثابتة وهذا برهان أن الماهيات عين الوجود, فلو كان, هذا قياس استنائي وبعد هذه القياسات التي من الشكل الأول الثلاثة وصل إلى هذه النتيجة: فاثبت لنا انه علم بالماهيات, بالصور, هذه عين الوجود أو غير الوجود؟ يقول إذا كانت غير الوجود للزم أن يكون هناك الواجب محلا للمتغاير المتكثر وهذا يثلم بساطته.
فلو كانت الماهيات غير الوجودات المتعينة, يعني حيثية غير هذه الحيثية, حيثية وجودها شي ,حيثية وجود الإنسان شيء وحيثية الإنسان شيء آخر, حيثيتان, فلو كانت الماهيات غير الوجودات المتعينة, هذه الوجودات في العلم, لكان ذاته تعالى محلا للامور المتكثرة, وهذه الامور المتكثر عين ذاته أو مغايره لذاته؟ مغايرة لانا فرضنا الماهيات غير الوجود, لو كانت الماهيات عين الوجود كانت مغايرة للذات أو غير مغايرة؟ غير مغايرة, أما إذا قبلتم أو قلتم أن الماهيات غير الوجود, لزم أن تكون هذه الكثرة مغايرة لذاته , أما إذا قلنا الماهيات عين الوجود فهي مغايره لذاته أو غير مغايرة لذاته؟ غير مغايرة لذاته.
قال: المتكثرة محلا للامور المتكثرة المغايرة لذاته تعالى, انظروا إلى هذه المرتبة التي نحن بها في العلم التفصيلي والاعيان الثابتة لايوجد مشكلة في التكثر لان مقام الواحدية مقام كثرة ولكن المشكلة أن هذه الكثرة تنافي وحدته أو لا تنافي؟ تنافي بساطته أو لا تنافي؟ إذا قلنا أن الماهيات لا ترجع إلى الوجود تكون منافية لبساطته ولوحدته, أما إذا قلنا أن الماهيات عين الوجود تنافي أو لا تنافي؟ إذن المشكلة ليس انه وجود التكثر والا مقام الواحدية مقام الكثرات, مقام جمع التعينات, نعم هذه التعينات تنافي بساطته أو لا تنافي بساطيته؟ أن قلنا أن الماهيات غير الوجود تنافي وان قلنا عين الوجود لا تنافي.
لكان ذاته تعالى محلا للامور المتكثرة المغايرة لذاته تعالى حقيقة والتالي باطل فالمقدم وهو أن الماهيات مغايرة للوجودات هذا باطل, بل الماهيات عين الوجودات.
يقول الآن يدخل في بحث قيم ومهم جدا, يقول كيف تقولون بان الماهيات هذه أدلة الفلاسفة لإثبات المغايرة بين الوجود وبين الماهية, وليس المغايرة المفهومية والا المغايرة المفهومية ليس فيها اختلاف, المغاير المصداقية يعني المغايرة بالحمل الشائع هذا الذي ادعى فيه العارف العينية, الآن هذه وما يقال, هذه براهين الفلاسفة او الحكماء القائلين بالمغيرة بحسب الحمل الشائع لا المغايرة بحسب المفهوم, والا المغايرة بحسب المفهوم لا يوجد عاقل يدعي بان مفهوم الوجود هو عين مفهوم الإنسان, فان مفهوم الوجود شيء ومفهوم الإنسان شيء آخر.
يقول: الدليل الأول, هذا الدليل الذي قرأتوه في المنظومة, ولانفكاك منه في التعقل, يقول كيف تقولون أن الماهية عين الوجود مع أننا نتصور الماهية من دون الوجود, فهل يعقل أن نتصور شيئا عين شيء آخر من غير ذلك الشيء الآخر يمكن؟ إذا قبلنا أن الماهية عين الوجود هل يمكن أن نتصور الماهية بلا وجود؟ ليس مفهوما, أن ينفك عنهما بالحمل الشائع, وما يقال بإنا نتصور الماهية مع ذهولنا عن وجودها, ليس نتصور ماهية الإنسان وهي غير مفهوم الوجود لا, وليس نتصور مفهوم الإنسان وهو غير مفهوم الوجود لا, نتعقل مراد من نتصور, يعني نتعقل أي نحضر الماهية من غير إحضار ماذا؟ مع الغفلة عن ماذا؟ عن وجودها, إذا كانت الماهية عين الوجود يمكن أن يكون احدهما غير مغفول والآخر مغفول؟ يعقل أو لا يعقل؟ ولذا قيل وغير المغفول غير المغفول, وغير المغفول يعني المذكور الحاضر غير المغفول, هل يعقل أن تحضر الماهية من غير أن يكون معها الوجود مع أن الماهية عين الوجود.
قال: وما يقال بإنا نتعقل, يعني نتصور الماهية نحضرها, نتعقلها مع ذهولنا عن وجودها, وليس ذهولنا عن مفهوم الوجود حتى تكون مغايرة بين الإنسان ومفهوم الوجود, مع ذهولنا وغفلتنا عن وجودها ما يقال إنما هو, هذا جوابه هو, يقول هذه ليست غفلة وجود الماهية المتصورة, هذه غفلة عن وجودها في الخارج, يعني نحن نستطيع أن نحضر ماهية الإنسان في الذهن وهي موجودة في الذهن وهي عين هذا الظرف الوجودي ليس انها تغاير الوجود, نعم نغفل انها موجودة في الخارج أو غير موجودة في الخارج؟ ونحن لم ندعي أن الماهية هي عين الوجود في أي ظرف إذا وجدت فهي عين الوجود في جميع الظروف, نحن ندعي أن الماهية أينما وجودت في ظرف فهي عين الوجود في ذلك الظرف وليس خارجا, عندما تحضر في الذهن فهي عين الوجود في الذهن, عندما في العين الثابتة فهي عين الوجود في تلك المرتبة, عندما في عالم العقول فهي عين ظرف عالم العقول وهكذا, وهذا الذي تقولونه أننا نتعقل الماهية ونغفل عن وجودها هذا ليس وجودها وهي في ظرف الذهن , بل نغفل عن وجودها في الخارج وهذا معقول, وهو انك الإنسان, يعني بعبارة واضحة: الإنسان انت تتعقله في الذهن هل يعقل أن لا يكون أي نحو من انحاء الوجود معه؟ محال(كلام لاحد الحضور) هو ماذا يقول؟ يقول: ولو سلم وهو انه إثباتا يمكن ثبوتا, يقول محال أيضاً ثبوتا, يقول هذا محال لماذا؟
والحمد لله رب العالمين.