نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (87)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    الا ترى كما أن الذات الإلهية لا تزال محتجبة بالصفات فكذلك الجوهر لا يزال مكتنفا بالاعراض وكما أن الذات مع انضمام صفة من صفاتها اسم من الاسماء إلى آخره.

    بالأمس انتهينا إلى هذه النقطة وهي أن الجوهر والعرض باصطلاح المدرسة العرفانية يطلقان على التابعية والمتبوعية فكل ما كان تابعا فهو عرض, وكل ما كان متبوعا فهو جوهر, طبعا كما هو واضح للاخوة هذا الامر الاول, الامر الثاني أن هذا المتبوع وان هذا الجوهر هو الذي يطلق عليه النفس الرحماني, هو الذي يطلق عليه الظل الممدود, {الم ترى إلى ربك كيف مد الظل} أتذكر في أبحاث تمهيد القواعد اشرنا إلى انه له اسماء كثيرة واشرنا إلى بعض هذه الاسماء, هذا النفس الرحماني هو مراد العرفاء من الصادر الاول, التفتوا جيدا هذه نقطة أساسية, اذا يتذكر الإخوة نحن مرارا ذكرنا أن أول ما صدر غير أول ما خلق على مباني العرفاء, فان أول ما صدر شيء وأول ما خلق شيء آخر, أول ما صدر هو هذا النفس الرحماني وهذا الظل الممدود وهو هذا الذي عبر عنه بالهيولى الكلية ونحو ذلك من الاسماء, أما أول ما خلق يقولون العقل الاول, ومن الواضح بناء على هذا التصور فان العقل الاول يشكل شأنا من شؤون هذا الصادر الاول, مرتبة من مراتب هذا الصادر الاول, وهكذا عالم المثال, وهكذا عالم العقول, وهكذا عالم الشهادة والحس, فإذن الصادر الاول هو الجوهر وكل هذه الحضرات من حضرة العقل أو عالم العقل والعقول, وعالم المثال, وعالم الشهادة, هذه كلها شؤون للصادر الاول, طبعا من الواضح أن هذا إنما يتم اذا كان عندنا دليل يثبت لنا أن وراء هذه العوالم, يعني عالم العقول, عالم المثال, عالم المادة, يوجد شيء بالنسبة إليها نسبة التابع والمتبوع, يوجد شيء بتعبير الإمام أمير المؤمنين يوجد شيء>داخل في الاشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة < واقعا قد يأتي قائل ويقول لا كل الأدلة أثبتت لنا أن الله خلق لنا عالم العقول, خلق عالم المثال, خلق عالم المادة, اقرب الحقيقة إلى ذهنك من خلال مثال, وان كان نتأخر في تطبيق بعض العبارات ليس مهم لان المهم هو هذه

     

    المطالب. هناك سؤال يبحث في علم النفس الفلسفي إنشاء الله تعالى اذا وصلنا إلى المجلد 8, من الاسفار نقف عنده مفصلا, نحن عندما نأتي إلى زيد من الناس نقول توجد عنده قوة هي القوة العاقلة, وتوجد عنده قوة هي القوة الخيالية أو المتخيلة وتوجد عنده قوة هي القوى الحسية وهكذا, السؤال المطروح هنا هو هذا, هل هناك شيء, نفس زيد هي لها هذه القوى أو نفس زيد هي مجموع هذه القوى أي منهما؟ اذا استطعنا أن نثبت أن زيد له حقيقة هذه التي يعبر عنها بانا وهي الثابتة هذه الحقيقة لها شؤون ولها قوى, يكون من قبيل كلامهم, يوجد عندنا صادر أول وهذا الصادر الاول له شؤون, آما اذا صار البناء نظرية الثانية في علم النفس وهو انه زيد عندما نقول له عقل, له حس, له مثال, له حافظة, له وهم, يعني نفس زيد هي مجموع هذه القوى, لا انها شيء لها هذه القوى, عند ذلك يثبت الصادر الاول أو لا يثبت؟ يعني أنا الآن في مقام التصوير وليس في مقام الدليل, اذن في فهم عالم الامكان, التفتوا اخواني الاعزاء, في فهم عالم الامكان توجد هاتان القراءتان وهذا الفهمان, فهم يرى أن عالم الامكان هو عالم العقل, عالم المثال, عالم المادة, هو هذا.

    فهم آخر يقول لا, توجد حقيقة هذه الحقيقة من قبيل نفس زيد التي لها قوى هذه الحقيقة لها هذه الشؤون,  ما هي هذه الشؤون؟ كما انه جنابك يعني نفس زيد بناء على هذه النظرية لها شأن هو العقل, ولها شأن هو الخيال, وله شأن هو الحس, هذا الصادر الاول أيضاً له شؤون, شؤونه ما هي؟ عالم العقول شانه العقلي, عالم المثال شانه الخيالي, عالم الحس والشهادة شأنه المادي, فتكون, التفتوا جيدا إلى هذه الحقيقة لأنه من المعارف الاساسية في نظرية الإمامة, اخواني الاعزاء لهذا أنا قدمت هذه المقدمة حتى اقول لكم إلى اين أصل, بعبارة أخرى تكون كل هذه الحضرات الثلاث في عالم يعني حضرة عالم العقل, حضرة عالم المثال, حضرة عالم الحس, تكون بمنزلة القوى لهذا الموجود الذي نسميه الصادر الاول أو النفس الرحماني, اتضح البحث إلى هنا.

    اذا ثبت أن هذا الصادر الاول مظهره في عالمنا فلان أو فلان, فهل يمكن أن يخفى عليه شيء, يعني اذا افترضنا أن المظهر الأتم للصادر الاول في عالمنا هو وجود الخاتم فهو عالم العقل أو ليس عالم العقل؟ شؤونه هذه, عالم العقل جبرائيل يكون فوقه أو شأن من شؤونه؟ شأن من شؤونه, ميكائيل يكون فوقه أو شأن من شؤونه؟ شأن من شؤونه, ملك الموت عند ذلك تفهمون معنى نزل جبرائيل على الخاتم, ما معنى نزول جبرائيل على الخاتم؟ معناه انه قوة من قواه تأخذه من الأعلى فتنزله إلى قوة من قواه الأدنى, كما انه شأن شؤونك في القوة العالية تنزل إلى شأن من شؤونك في القوة النازلة, وهذا الذي كنا نعبر مرارا انه جبرائيل يأخذه من باطن الخاتم ليعطي لظاهر الخاتم, هذه حقيقة واحدة هي شأن شؤونها جبرائيل قوة من قواها, فالملائكة جميعا وجميع حضرات عالم الامكان تكون بمنزلة القوى للصادر الاول, فهل يمكن أن قوة من قواك أن تفعل شيئا من غير إذنك, هل يعقل أو لا يعقل؟ يوجد قوة من قواك تفعل شيئا من غير إذنك, هل يمكن شيئاً في هذه العالم يفعل شيئا من غير اذن الصادر الاول؟ هل يمكن أن ينزل شيء إلى قواك من غير أن يمر بهذه الذات, بهذه الحقيقة, بهذا الجوهر, أو لا يمكن؟ عنده عبارة كثير عجيبة وهذه عبارة القيصري وليس عبارة من مغالي الشيعة, عبارة القيصري في صفحة 142, من هذا الكتاب قال: ويؤيد ما ذكرنا قول أمير المؤمنين ولي الله في الارضين, قطب الموحدين, هذا لو كان شيعي ينطق بهذه العبارة قطب الموحدين وا ويلاه الاتجاهات الأخرى يقولون اين صار رسول الله هؤلاء ينظرون أفضل وهذا الذي يقوله لا اشكال بأنه غير شيعي, القيصري أصلاً لا يوجد شبهة انه شيعي, أصلاً و لا قول في المسألة ولكن يعبر عنه بقطب الموحدين, علي بن ابي طالب في خطبة كان يخطبها للناس, وكان يجاوب على بعض الكلمات انه سيدنا هذه المعارف لماذا تقولوها للناس هذه المعارف دعوها في غرفكم المغلقة, أبداً ينبغي أن تقال للناس ولكن ينبغي أن تبين للناس, وليس أن تبين على نحو التعبد, على نحو التعبد تودي إلى مشاكل, لابد أن يبين المبنى وعلى أساس المبنى, قال: أنا نقطة باء بسم الله, أنا جنب الله الذي فرطتم فيه, هذا أيضاً ليس محل شاهدي, أما محل شاهدي من هنا يبدأ>وأنا القلم, وأنا اللوح المحفوظ, وأنا العرش, وأنا السموات السبع والأرضون< بينك وبين الله كيف الإمام أمير المؤمنين يصير السموات السبع والأرضون, بناء على داخل في الاشياء لا بممازجة خارج عنها لابمزايلة < أساساً التفتوا جيدا , الجوهر يستطيع أن يقول كل ما هو للأعراض فهو لي أو لا يستطيع؟ نعم, كل متبوع يستطيع أن يقول كل كلما يوجد عند الأعراب فهو لي مني والي, الآن قواك ما هو لسان حالها؟ منك واليك, يعني إنا لله وانأ إليه راجعون, هنا أمير المؤمنين  × يبين هذا, وهذا تعبيره يقول إلى أن صحا في أثناء الخطبة, يعني كان في تلك الحالة الأخرى حال الفناء, إلى صحا في أثناء الخطبة وارتفع عنه حكم تجلي والوحدة, ورجع إلى عالم البشرية وتجلى له الحق بحكم الكثرة فشرع معتذرا فاقر بعبوديته وضعفه, وإنقهاره, تحت الاسماء.  ولذلك قيل الانسان الكامل لابد أن يسري في جميع الموجودات, نعم اذن المبنى مبنى متفق عليه في المدرسة العرفانية, نعم اذا يوجد يوجد بحث صغروي أن هذا الانسان الكامل من هو زيد أو عمر؟ والا المبنى في المدرسة العرفانية ثابت, والا أطمئنوا هذه رواياتنا لا يوجد شيء آخر, رواياتنا تشير إلى هذه الحقيقة أنا اقرأ لك رواية أو روايتين في هذا المجال, طبعا واحدة من آثار هذه النظرية, في البرهان في ذيل قوله تعالى{وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} يوجد عنده روايات وهي كثيرة, أن المراد من الإمام المبين هو الإمام أمير المؤمنين ×وواحدة من الروايات هذه, الرواية مرفوعة إلى المفضل بن عمر, الذي يريد أن يقول هذه مرفوعة وليس لها حجة الامر إليه, أنا بالنسبة إلي هذه الرواية حجة, دخلت على الصاد ÷ ذات يوم فقال: لي ما مفضل عرفت محمدا, وعليا, وفاطمة, والحسن, والحسين كنه معرفتهم, هذه من أسرار معرفتهم, قالت: يا سيدي ما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضل أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضراء فمن عرفهم كنه معرفتهم كان معنا في السنام الأعلى, هذا السنام الأعلى يوجد تقسيم للإمام الصادق يقسم شيعتهم إلى ثلاثة اقسام ويجعل الطبقة العليا في السهام الأعلى, قال: قلت عرفني ذلك يا سيدي, قال: يا مفضل, التفت كنه معرفتهم, يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه, وأنهم خزان السموات والارضين, والجبال, والرمال والبحار, وعرفوا كم في السماء نجم وملك, ووزن الجبال, وكيل ماء البحار, وأنهارها, وعيونها, وما تسقط من ورقة الا علموها, ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين, وهو في علمهم وقد علموا ذلك< هذا يراد له مبنى, مبناه اين؟ انه هو الصادر الاول, فإذا كان الصادر الاول هذه شؤون هذا الصادر الاول, وهل يعقل أن يكون شيء شانا لشيء ولا يعلم به صاحب الشأن, فقلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت, قال: نعم يا مفضل, نعم يا مكرم, نعم يا طيب, نعم يا محبوب, طبت وطابت لك الجنة, ولكل مؤمن بها< لأنه هذه كنه المعرفة, هذه مقاماته, الذي أنا اعبر عنه هذه من كمال المعرفة والا الذي لا يؤمن بهذه المكانة لأهل البيت وامن أنهم معصومون مفترضي الطاعة أيضاً له الثواب ولكنه مؤمن ولكنه له حساب غير هذا الحساب.

    عن ابي ذر: كنت سائرا في اغراض أمير المؤمنين مررنا بواد ونمله كالسيل سار, انتم رأيتم بعض الاحيان في بعض المناطق التي هي مساكن النمل واقعا الانسان يحير هذه كم مليون, كم مليار هذه, فذهلت مما رأيت فقلت الله اكبر جل محصيه, انظر كيف كان يعلمون تلامذتهم طريق البيان, فقال: أمير المؤمنين لا تقل ذلك يا أبا ذر ولكن قل جل باريه, فو الذي صورك إني أحصي عددها, انت تصورت بان المحصي هو الله؟ لا, أنا أيضاً أحصي, نعم الباريء والخالق هو الله, فو الذي صورك إني أحصي عددهم, واعلم الذكر من الأنثى بإذن الله عز وجل, ليس فقط اعلم العدد كل خصوصياتهم اعلمها, جيد هذا فيه مبنى فيه نظرية انت اذا قبلت النظرية فبها ونعمت, لم تقبل النظرية اذهب إلى ما تريد, ما آمنت به, تقول هؤلاء بشر ليس لهم الا الرواية عن رسول الله معصومين لا يخطأون ولا يشتبهون هذا في نقل الرواية ولعله في موضوعات وفي أماكن أخرى يشتبهون هذا الامر إليك أنا بيني وبين الله لا أناقشك ولا اقول لماذا, ولكن أن سألت عن عقيدتي فهذه عقيدتي أنا, وانتم أيضاً تقبلون, أنا الحد الأدنى قبلته أما الحد الأعلى فتقبلون فبها ونعمت أما اذا لم تقبلون فالأمر إليكم على أي الأحوال.

    إذن الصادر الأول إذا ثبت لذا انتم تجدون أن هؤلاء الاعلام عندما يأتون إلى مسألة عوالم أو انه مراتب عالم الامكان يجعلوها أحادية أو ثنائية أو ثلاثية أو رباعية؟ يجعلوها رباعية, يعني يقولون عندنا عالم العقل, عالم المثال, عالم الشهادة, وعندنا الإنسان الكامل الجامع, لا يذهب إلى ذهنك ليس في عرض أو هو ليس في طولها بل هو الجامع لها, الواجد لكل كمالات عالم الامكان, اتضح الكلام.

    إذن هذا البحث الذي اليوم نطرح في الجوهر والعرض لا يتبادر إلى ذهنكم انه بحث نظري تجريدي وليس فيه آثار عقدية وكلامية, بل يوجد فيه آثار عقدية وكلامية أساسية في بحث الإمامة, تعالوا معنا هذه العبارات اجمعوهن في الفصوص ومقدمة الفصوص في بيان مقامات أهل البيت واقعا تجدون هنا عبارات هذه العبارات لن تجدوا لها نظيرا في كلام آخر حتى في اكبر المغالين في مدرسة أهل البيت هكذا كلمات يخافون أن ينطقوا بها ولكن هؤلاء ينقلونها بكل وضوح.  تعالوا معنا بالأمس قلنا أن هذا النفس الرحماني هذا الصادر الأول مظهر للذات الإلهية فكما أن الذات الإلهية لا تظهر الا من خلال صفة من صفاتها واسم من أسمائها كذلك هذا المظهر لا يظهر لنا الا من خلال مراتبه وشؤونه, عند ذلك يبدأ ببيان بعض الجهات التي من خلالها يكون هذا الصادر الأول, وهذا النفس الرحماني, وهذا الجوهر, وهذه الذات, آية للذات الإلهية فيعدد أو يشير إلى جهات خمس أو ست في المقام.

    قال: الا ترى كما أن الذات, هذه الامر الأول, الا ترى كما أن الذات الإلهية محتجبة بالصفات, يعني لا تظهر لنا الا من خلال الصفات, يعني الذات بما هي هي قابلة للظهور أو غير قابلة للظهور؟ غير قابلة للظهور, محتجبة بالصفات وكذلك الجوهر, ألف ولام عهدية يعني الجوهر المتبوع,  هذه الحقيقة, هذا النفس الرحماني, فكذلك الجوهر لا يزال مكتنفا بالاعراض, هذه جهة وجهة ثانية, فكما أن الذات مع انضمام صفة من صفاتها اسم من الأسماء, أي الاسم العرفاني لأنه ذكرنا أن الاسم العرفاني الذات مع تعين من التعينات مع صفة من الصفات, اعم من أن يكون ذلك الاسم اسما كليا أو اسما جزئيا وهذه الكلية والجزئية بالمعنى العرفاني لا المنطقي ولا الفلسفي, اسم من الأسماء كلية كانت تلك الأسماء أو جزئية,كذلك هذا الجوهر الذي هو مظهر تلك الذات, كذلك هذا الجوهر مع انضمام معنى من المعاني الكلية إليه يصير جوهرا خاصا لأنه هذا النفس الرحماني نسبته إلى الجميع نسبة الجنس إلى الانواع , يعني لو وضعت يدك على هذا الجوهر ونسبته إلى شوونه إنما يظهر من خلال هذه الشؤون فبغض النظر عن هذه الشؤون طبيعته طبيعة جنسية طبيعة مبهمة هذا من باب تقريبه والا هو ليس كذلك.

    قال: مع انضمام معنى من المعاني الكلية إليه يصير جوهرا خاصا, مظهرا لاسم خاص من الأسماء الكلية بل عينه, لماذا عينه؟ لان النسبة بين الظاهر والمظهر ما هي, فان المظهر عين الظاهر من وجه وغيره من وجه, وفعله في فعلها قد انطوى, هذا المعنى الاخوة يتذكرون تقدم بشكل واضح صفحة 74, من الكتاب قال: لان الشخص هو عين تلك الحقيقة هذا باعتبار اتحاد الظاهر والمظهر في الخارج, هذا في أول صفحة 74, اشرنا إلى هذا المبنى بشكل واضح. وبانضمام معنى من المعاني الجزئية, إلى من؟ إلى هذا الجوهر, يصير الجوهر, يعني ذاك الامر المتبوع النفس الرحماني, يصير جوهرا جزئيا الشخص فيكون مظهرا لاسم من جزئي من الأسماء الإلهية, هذا الامر الثاني.

     الامر الثالث: وكما  انه من اجتماع الإلهية الكلية تتولد اسماء آخر, من الناحية اللغوية لابد أن تكون أخرى, وجدت تصحيح يقول لابد أن تكون أخرى ولكن كلاهما إنشاء الله صحيح, وكما انه من اجتماع الأسماء الكلية  تتولد اسماء آخر, هذا المعنى أيضاً تقدم في صفحة 71, يتذكر الاخوة هناك قال: اعلم أن بين كل اسمين متقابلين اسما متولدا منها يتولد أيضاً من اجتماع الأسماء بعضها مع بعض اسماء غير متناهية, يقول كذلك في المقام, وكما انه من اجتماع الأسماء الكلية تتولد اسماء آخر كذلك من اجتماع الجواهر البسيطة تتولد جواهر آخر مركبة من هذه الجواهر, كما انه على سبيل المثال العناصر, العناصر بالتركيب بينها تتشكل عندنا كما في القضايا الكيميائية والفيزيائية اوكسجين وهيدروجين يتركب وكلاهما باعتبار من الاعتبارات يكون جوهرا فبالتركب بينها يحص عندنا جوهر ثالث وهكذا, هذه الجهة الثالثة.

    الجهة الرابعة: فكما أن الأسماء الإلهية بعضها محيطة بالبعض كذلك الجواهر بعضها محيطة بالبعض.

    الجهة الخامسة: وكما أن الأمهات من الأسماء منحصرة, إذا يتذكر الإخوة قلنا انه في صفحة 68, أن أمهات الأسماء هي أربعة: الأول, والآخر, والظاهر, والباطن, وكما أن الأمهات منحصرة كذلك أجناس الجواهر وأنواعها أيضاً منحصرة, وكما أن الفروع, أي أفراد هذه الأجناس, أشخاص هذه الأجناس, وكما أن الفروع الأسماء غير متناهية كذلك الاشخاص لهذه الأجناس غير متناهية, انتهى البحث. الآن رجع إلى تلك الحقيقة التي هي المتبوعة وهذه الحقائق التي هي التابعة, ما هي تلك الحقيقة المتبوعة, قال: وتسمى هذه الحقيقة التي هي مظهر الذات الإلهية التي قال انها مظهر الذات الإلهية من حيث قيومتها وأحقيتها, وتسمى هذه الحقيقة في اصطلاح أهل الله الهيولى الكلية, والظل الممدود {وما أمرنا الا واحدة} وما تعين منها, التفتوا جيدا, هذا النفس الرحماني عندما يتعين, عندما يتشأن بشأن من الشؤون كل شأن من هذه الشؤون نسميه ما نفدت كلمات الله.

    يقول: وما تعين منها, من هذه الحقيقة, وصار موجودا من الموجودات يسمى بالكلمات الإلهية.  الآن يوجد تمثيل يقرب الحقيقة إلى ذهننا, يقول هذا النفس الرحماني إذا نظرت بهذا الاعتبار تكون طبيعة جنسية, إذا نظرت إليه بهذا الاعتبار يكون طبيعة نوعية, إذا نظرت إليه بهذا الاعتبار يكون طبيعة فصلية, وانتم قرأتم في محله فيما سبق أنه الجنس, والفصل, والنوع, حقيقة أمر واحد ولكن باختلاف الاعتبار تختلف, إذا يتذكر الإخوة في نهاية الحكمة عندما جئنا إلى هذا المطلب في 81, لعله من نهاية الحكمة هناك في الفصل الخامس من المرحلة الخامسة في الجنس, والفصل, وبعض ما يلحق بذلك.

    قال: أن الجنس هو النوع مبهما, وان الفصل هو النوع محصلا والنوع هو الماهية التامة من غير نظر إلى إبهام والى تحصل, إذن الآن عندما نضع يدنا على هذا النفس الرحماني إذا أردنا أن نتكلم بلغة الفلسفة اخواني والا بحث آخر, إذا أردنا أن نتكلم بلغة الفلسفة هذا النفس الرحماني جنس أو فصل أو نوع؟ الجواب هذا من قبيل الحيوان إذا نسب إليه الناطق فإذا نظرت إليه بما هو من غير تحصل يسمى جنسا, إذا نظرت إليه مع فصل من الفصول يعني حصة من الحيوان التي تعينت من خلال الناطقية يكون انسانا, وإذا نظرت إلى هذا المجموع يكون نوعا من الانواع.

    إذن: ضع يدك على هذا النفس الرحماني هو انسان فقط؟ لا, كما انه الحيوان هو ناطق فقط؟ لا, هو ناطق أيضاً, هذا النفس الرحماني هو سماء أيضاً وليس سماء فقط, هو ارض أيضاً, هو عرش أيضاً, هو عقل أيضاً, هو كرسي أيضاً, لأنه هو داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة, من قبيل النفس الانسانية إذا نسبت إلى القوى, أن نفس زيد هي عقل فقط أو هي عقل أيضاً؟ ليست هي عقل فقط والا لو كانت هي عقل فقط لا تكون هي خيال, لا تكون هي وهم, لا تكون هي حس مشترك وغير ذلك, هي عقل أيضاً, هي خيال أيضاً, إذا نظرت إلى هذا البعد الابهامي طبيعة جنسية, إذا نظرت إلى ذلك البعد التحصلي طبيعة نوعية, إذا نظرت إلى هذا المجموع طبيعة نوعية, فلهذا قال: فان اعتبرت تلك الحقيقية, الذي هو الجوهر الذي هو مظهر الذات الإلهية, فان اعتبرت تلك الحقيقة من حيث جنسيتها فتلك الحقيقة فهي طبيعة جنسية, ارجع وأقول هذا النفس الرحماني جنس بلغة الفلسفة, جنس, أو فصل, أو نوع؟ قل هي: جنس, وفصل, ونوع, باعتبارات متعددة كما أن الحيوان جنس, ونوع, ومحصل ومتحصل بفصل معين, نعم وفرد أيضاً, يعني هذا الفرد من الإنسان, وهذا المعنى أشار إليه فيما سبق في صفحة 46, في وسط هذه الصفحة تعالوا معنا قال: كما أن الحيوان طبيعته فقط جزء الافراد, وباعتبار إطلاقه أي لا بشرط جنس محمول عليها, وباعتبار عروضه على فصول الانواع التي عرض عام وهكذا, وهذا البحث أيضاً تقدم في نهاية الحكمة.

    يقول: فان اعتبرت تلك الحقيقة, يعني ذلك الامر الحقيقة المتبوعة, فان اعتبرت تلك الحقيقة من حيث جنسيتها التي تلحقها بالنسبة إلى الانواع التي تحت ذلك الجنس فتلك الحقيقة هي طبيعة جنسية, وان اعتبرت من حيث فصليتها التي من خلال فصل معين صارت نوعا, وان اعتبرت من حيث فصليتها التي بها تصير الانواع بهذه الفصول, تصير الانواع أنواعاً فهي, تلك الحقيقة ماذا تكون؟ طبيعة فصلية, يعني اخواني التركيب بين الجنس والفصل تركيب اتحادي, يعني في هذا الإنسان أو في زيد يوجد الحيوان حقيقة أولاً يوجد؟ نعم يوجد, ولكن لا يوجد الحيوان على إطلاقه بل موجودة حصة من الحيوان, فلذا قال: إذ حصة منها, أي من تلك الحقيقة لا انه مطلق الحقيقة, إذ, هذا الدليل على انها تكون طبيعة فصلية فلهذا قال: دليل قوله بها تصير الانواع أنواعا, أي دليل الفصلية, إذ حصة منها, أي من تلك الحقيقة, مع صفة معينة, كالناطقية, كالصاهلية وغير ذلك, هي المحمولة بهو بهو لا بغير تلك الصفة المعينة, وان اعتبرت تلك الحقيقة, أي حقيقة الجوهر أو الحقيقة المتبوعة, وان اعتبرت من حيث حصصها المتساوية في أفرادها الواقعة تحتها, وليس نظرنا إلى حصة خاصة, وليس نظرنا إلى إبهامها, وإنما نظرنا إلى هذا أن له حصص متعددة فبحصة يكون انسانا, بحصة يكون بقرا, بحصة يكون غنما, وان اعتبرت من حيث حصصها المتساوية بأفرادها الواقعة تحت تلك الحقيقة, الآن الواقعة في الجنس القريب باعتبار عبر أفرادها, أو تلك نوع من أنواعها إذا فرضناها انها جنس متوسط أو بعيد, على سبيل التواطي فتكون تلك الحقيقة طبيعة نوعية, فالجنسية والفصلية, والنوعية من المعقولات الثانية اللاحقة إياها, اللاحقة لتلك الحقيقة التي هي المتبوعة, وكيف ما كان فالجوهر, وهي الحقيقة المتبوعة, فالجوهر بحسب حقيقته هو عين الحقائق, هو عينها من وجه وغيرها من وجه, كما أن الحيوان بالنسبة إلى ما تحته هو عينها جميعا ولكن عينها من وجه آخر, فالجوهر بحسب حقيقته عين حقائق الجواهر ما دونه من الانواع, والأفراد والأشخاص إلى غير ذلك, عين حقائق الجواهر البسيطة والمركبة, التفت ما دونه ليس جواهر ما دونه كلها اعراض, يقول نعم بالنسبة إليه اعرض ولكن بالنسبة إلى ما دونه القائم التابع له فهو جواهر, كما اشرنا في بحث الأمس, عين حقائق الجواهر البسيطة والمركبة, فهو, هذا الجوهر, فهو حقيقة الحقائق كلها, الجوهر يعني هذه الحقيقة المتبوعة يعني النفس الرحماني, ولكن هذه الحقيقة, أي حقيقة؟ هذا النفس الرحماني هذا الصادر الأول تنزل من عالم الغيب الذاتي, الآن من مقام الاحدية, إلى فظهر, هذه الحقيقة ظهرت في عالمنا, في عالم العقول صارت عقلا, في عالم المثال صارت مثالا, في في… إلى غير ذلك, فهو حقيقة الحقائق كلها تنزل, هذا الجوهر, من عالم الغيب الذاتي إلى عالم الشهادة الحسية, وظهر, من هذا الجوهر, هذه الحقيقة المتبوعة, وظهر في كل من العوالم بحسب ما يليق بذلك العالم, واضح هذا, وفيه اقول.

    وظهر في كل من العوالم بحسب ما يليق بذلك العالم, التفتوا جيدا سؤال: في النتيجة إذا وضعنا يدنا على الصادر الأول فهو العالم أو ليس هو العالم؟ الجواب هو العالم إجمالا وغيره تفصيلا, وهذا ما نقوله أن الإنسان, أتزعم أنك جرم صغير, هذا من هذا الإنسان الكامل هذا الصادر الأول, أتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر, وواقعا فيه انطوى وسأبين فيما بعد لماذا انطوى؟ إذن: والصادر منه سبحانه وتعالى ماذا؟ الواحد لا يصدر منه الا واحد, هذا الصادر الأول, فإذا عندما نقول الواحد لا يصدر منه أو لن يصدر منه الا واحد, أي واحد مرادنا؟ واحد في قبال ثاني عددي وثالث عددي, أو مرادنا هو صدور العالم ولكن العالم تفصيل وهو إجمال, هذا البحث إنشاء الله  في المجلد 7 من الاسفار إنشاء الله يأتي مفصلا هناك في صفحة 116, 117, يقول إذا قلت فكأنك قلت, يقول: إذا قلت العقل الأول فكأنك قلت مجموع العالم, وإذا قلت مجموع العالم فكأنك قلت العقل الأول, التفتوا جيدا, إذن صدر المتألهين يرجعها يقول: إذا نظرت إلى مجموع العالم بما هو حقيقة واحدة حكمت بأنه صدر عن الواحد الحق صدورا واحدا وجعلا بسيطا, وإذا نظرت إلى معانيه المفصلة تحكم انه هو أول, ثاني, وثالث, ورابع, والصادر هو ماذا؟ هو الصادر الأول, عند ذلك كثير من هذه الابحاث تكون نزاعا لفظيا.

    يقول: وفيه أقول.

     

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/12/24
    • مرات التنزيل : 1827

  • جديد المرئيات