نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (88)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    وفيه اقول حقيقة ظهرت في الكون قدرتها فأظهرت هذه الأكوان والحجبا.

    جيد, هذه نتيجة ما انتهى إليه في الجوهر والعرض على طريقة أهل الله وخلاصة ما انتهى إليه, أن هناك ذات إلهية واحدة لا تظهر لنا الا من خلال تعيناتها وصفاتها, وهذه الذات لها مظهر في عالمنا هذا المظهر هو النفس الرحماني هذا المظهر أيضا لا يظهر لنا الا من خلال الاعراض التي هي الامور التابعة, وكما هناك من خلال الذات مع تعين مع صفة يحصل اسم من الاسماء هنا أيضا هذا الجوهر مع عرض من الاعراض تحصل عندنا كلمة الوجودية.

    اذن انظروا الى الحقيقة, ذات إلهية, هذه مرارا ذكرت هذه قراءة يقدمها العارف لفهم هذا العالم بواجبه وممكنة يقدم هذه القراءة, يقول: عندنا ذات إلهية هذا الذات لا تظهر لنا الا من خلال التجليات والصفات هذا المعنى ذكرناه مراراً أن الذات بما هي هي يمكن معرفتها أولاً يمكن؟ لا يمكن, اذن الذات من خلال صفة من الصفات يحصل لنا الاسم العرفاني ونحن نعرف الله بذاته أم باسمائه؟ باسمائه طيب هذا على مستوى الصعق الربوبي.

    طيب هذه الذات لها مظهر في عالمنا ما هو هذا المظهر؟ هو النفس الرحماني, هو الهيولى الكلية هو الظل الممدود, {الم ترى الى ربك كيف مد الظل} هذا النفس الرحماني مظهر تلك الذات التي لا تظهر الا من خلال الصفات هذا النفس الرحماني أيضاً لا يظهر لنا الا من خلال الاعراض, ولكن الاعراض على طريق أهل الله, يعني الامور التابعة, والمجموع هناك كان عندنا الذات مع صفة اسم هنا هذه الذات هذا الجوهر مع عرض هو كلمة, يعني كلمة وجودية, واضح. الآن هذا التصور الذي أشار إليه الآن يريد أن يبينه من خلال مجموعة من الأبيات التي ذكرها هو.

    يقول: حقيقة المراد من الحقيقة التي عبر عنها وتسمى هذا الحقيقة باصطلاح أهل الله بالنفس الرحماني, حقيقة ظهرت في الكون, أي كون؟ هذا الكون باصطلاح أهل الله, يعني عالم الكون لأنه قلنا كل ما سوى الله هؤلاء لا يسمونه وجودا وإنما يسمونه كونا, حقيقة

    ظهرت في الكون قدرتها, فينسب هذه الاعراض وهذه الظهورات كلها ينسبها لمن؟ لهذه الحقيقة بإذن الله, ظهرت قدرتها هذه الحقيقة ماذا فعلت؟ فأظهرت هذه الأكوان والحجبا, كل هذه الامور كل هذه الاعراض هي حجب هذه الحقيقة حجب هذا النفس الرحماني اعم من أن تكون حجب ظلمانية او حجب نورانية حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور, هذه حجب تلك الحقيقة, الحقيقة ما هي؟ هي النفس الرحماني لا الذات الإلهية لا مقام الاسماء لا مقام الاحدية. طيب هذه الحقيقة يعرفها الجميع؟

    يقول: لا, تنكرت بعيون العالِمين, لا عالَمين بالكسر, تنكرت بعيون العالِمين, الآن من خلال قرينة المقابلة سيتضح أن هذا المراد منه أي عالم, كما تعرفت بقلوب عرّف أبدا, أُدبا جميع أديب جيد جدا, يقول: اذا نظرت إليها من خلال العارف والعلم الشهودي فهي معروفة عندهم هذه الحقيقة, أما اذا نظرت إليها من خلال العلم الحصولي فهي معروفة أم منكرة؟ منكرة غير معروفة, لذا انتم واقعا عندما تأتون الى كل المباني الفلسفية كل المباني الفلسفية تجدون بأنهم يؤمنون انه يوجد وراء العقل الاول وراء عالم المثال وراء عالم المادة يوجد شيء اسمه الصادر الاول؟ أبدا, هذه التمييز بين الصادر الاول والعقل الاول هذه من مباني العرفاء والا الفلاسفة يعتقدون أن الصادر الاول هو العقل الاول.

    لذا قال: تنكرت بعيون العالمين كما تعرفت بقلوب عرّف جمع عارف أدبا, جميع أديب, فالخلق كلهمُ أستار طلعتها, الخلق المخلوقات جميعا هذه أستار هذه الحقيقة, فالخلق كلهمُ أستار طلعتها والامر اجمعهم كانوا له نقبا, جمع نقاب, الآن أنا ما ادري مقتضى القاعدة كان يقول كانوا لها او كانوا له, طبعا كانوا له يمكن تصحيحها باعتبار انه للجوهر, أما الكلام نحن نتكلم عن الحقيقة فهنا والامر اجمعهم كانوا لها, لأنه هناك قال ظهرت قدرتها أظهرت, تنكرت تعرفت, طلعتها طيب لماذا عندما وصلنا الى هنا صارت له, ما أتصور انه توجد ضرورة شعرية حتى نقول للضرورة الشعرية صارت له, والامر سهل.

    طيب هذا أيضا كما هناك كانت توجد مقابلة بين تنكرت وتعرفت, التفتوا جيدا, كم الأبيات لطيفة من الناحية الفنية, توجد مقابلة بين تنكرت وتعرفت بين العالمين وبين العُرّف, وهنا أيضا توجد مقابلة بين الخلق والامر, فالخلق والامر, {الا له الخلق والامر} فالخلق كلهمُ أستار طلعتها والامر اجمعهم كانوا لها او له, نقبا, جمع نقاب, (كلام أحد الحضور) والامر اجمعهم (كلام أحد الحضور) لم يستقيم لان الكلام كله عن الحقيقة أنا كذلك اقول لو كان, لأنه هو يتكلم عن هذا اقول توجيه نستطيع أن نوجه استطيع أن اقول للجوهر لا يوجد مشكلة ولكن مقتضى القاعدة يقول طلعتها يقول تنكرت .. الى آخره كلها إشارة الى الحقيقة الآن عندما نصل الى هنا تصير إشارة الى غير الحقيقة, فهذا يحتاج الى تكلفة واقعا, (كلام أحد الحضور) جيدا وأنا كذلك اقول أنا ذكرت شيخنا قلت استطيع أن أوجهها ولكن مقتضى القاعدة كان يتكلم عن الحقيقة فإذن لابد أن يقول لها (كلام أحد الحضور) فإذن انت تؤيد, (كلام أحد الحضور) جيد, لا لا أنا أتصور عندما يتكلم احد المقصود انه يوجد عنده اشكال مثلا.

    البيت الرابع, ما في التستر في الأكوان من عجب, لطيف هذا البيت الأخير, ما في التستر في الأكوان من عجب, طيب أن الشيء يتستر من خلال هذه الاعراض المكتنفة هذا ليس بعجب أما بل كونها هذه الحقيقة, انظروا رجع والضمير أنثه, بل كونها عين هذه الأكوان مما ترى عَجبا او عُجبا, طبعا الضرورة الشعرية والا عَجبا لابد أن تكون, عُجبا حتى تصير عُجبا ونُقبا.., ما في التستر في الأكوان من عجب بل كونها عينها مما ترى عجبا, داخل في الاشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة يعني هذا النفس الرحماني عين ماذا؟ {ونفوسكم في النفوس} وأرواحكم في الارواح وأبدانكم في الأبدان وأجسادكم في الاجساد) الآن كلها موجودة (كلام أحد الحضور) الآن ما ادري لابد أن نرى أن هذه القبور المادية القبور المعنوية المهم هذه ثلاثة أربعة واضحة وهو انها داخلة في جميع الاجساد لا بممازجة خارجة عنها لا بمزايلة والأرواح كذلك والنفوس كذلك وكل شيء عينها من وجه وغيرها من وجه, بعبارة أخرى: أن كل هذه الأكوان مظاهر, وقد ثبت عندنا اتحاد الظاهر والمظهر, وان الظاهر عين المظهر من وجه وان المظهر عين الظاهر من وجه وغيره من وجه, عينه من وجه لأنه متقوم به غيره من وجه لأنه ذاك مطلق وهذا مقيد, يعني كما ذكرنا في التمايز الاحاطي هناك قلنا في التمايز الاحاطي المطلق متميز عن المقيد لا المقيد متميز عن المطلق لأنه هو موجود بتمامه عند المطلق.

    قال: بكل كونها هذه الحقيقة بل كونها عين هذا الأكوان مما ترى عجبا, الآن نقطة انتهى هذا البحث, من هنا وليس انضمامه, بحث مهم أساسي من أهم مباحث العرفان ومباحث نظرية المعرفة التفتوا جيدا, التي تقلب كثير من المباني الفلسفية رأسا على عقب, أصلاً تنهيها لا تبقي لها مجالا.

    السؤال: الى هنا كنا نتكلم انه توجد عندنا حقيقة ذات هي المتبوعة وهي التي عبرنا عنها الجوهر, وعندنا أعراض هي او عندنا امور معان تابعة عبرنا عنها بالأعراض, قلنا بأنه من انضمام معنا من المعاني الكلية او الجزئية الى تلك الحقيقة المتبوعة يتولد عندنا كلمة وجودية, الم نقل هكذا, لذا عبارته ماذا, وتسمى هذه الحقيقة في اصطلاح أهل الله بالنفس الرحماني وما تعين منها وصار موجودا من الموجودات تسمى بالكلمات الإلهية, هذا اين ذكره؟ في آخر الصفحة, تعالوا معنا في أول الصفحة, قال: كذلك الجوهر, في السطر الخامس, كذلك الجوهر مع انضمام معنا من المعاني الكلية أليه يصير جوهرا خاصا وبانضمام معنا من المعاني الجزئية يصير معنا جزئيا, السؤال المطروح: ما هي العلاقة التي تحكم هذا الجوهر وهذا المعنى هل هي علاقة الانضمام هل هي علاقة الاتحاد الاتحاد أي نحو؟ يعني بعبارة أخرى نحن عندما نقول من التركيب بين الجوهر والعرض العرفاني تتولد عندنا كلمة وجودية هذا التركيب أي نحو من انحاء التركيب؟ هل هو تركيب اتحادي أم انضمامي او أساساً ليس هو تركيبا أصلاً؟

    عبارته من انضمام, ظاهرها أن التركيب تركيب انضمامي, يعني بعبارة أخرى: نسبة العرض الى الجوهر, محمول بالضميمة لأنه يقول من انضمام العرض الى الجوهر تتولد عندنا كلمة وجودية, هنا يريد انه من هذه وليس من انضمامه هذا انظروا البحث واقعا منظم كالرياضيات, بعد أن بين ما هو الجوهر والعرض على طريقة أهل الله, الآن يريد أن يبين ما هي العلاقة التي تحكم الجوهر بالعرض على طريقة أهل الله, هل التركيب بينهما الذي يتولد منها كلمة وجودية هل التركيب بينهما تركيب اتحادي أم التركيب تركيب انضمامي؟ الجواب: في جملة واحدة, لا هو انضمامي ولا هو اتحادي اذن ما هو؟ يقول أساسا لا يوجد تركيب, التركيب التفتوا جيدا التركيب فرع الاثنينية في الرتبة السابقة يعني هذا شيء وهذا شيء آخر فينظم هذا الى هذا الآن أما أن ينظم إليه بنحو التركيب الانضمامي كما ينظم السواد الى الجسم فان الجسم شيء والسواد شيء آخر واحدهما ينظم الى الآخر, او أن التركيب بينهما تركيب اتحادي أيضاً المادة شيء والصورة شيء ولكن احدهما متحصل والآخر غير متحصل فيكون التركيب بينهما تركيب اتحادي؟

    الجواب: يقول ليس هو تركيب أصلاً بل هو ظهور من الغيب الى الشهادة, لا انه شيء ينضاف ويضاف الى الجوهر بنحو يكون متحدا معه ليكون التركيب تركيب اتحاديا, او منظم إليه حتى يكون التركيب تركيب انضمامياً وإنما التفتوا جيدا, وإنما كل شيء في ذاته كل ما يحمل عليه بعد ذلك موجودة في كمونه في بطونه في غيبه نعم نحتاج الى شرائط ومعدات في استخراج المكنون الغيب الى الظهور الى الشهادة ليس الا.

    اقرأ لك هذا النص انظر ماذا يقول هذا النص وواقعا من النصوص الجيدة في هذا المجال, الذي أنا الآن ما ادري مصدره من اين ولكنه معروف هذا النص في كتبنا, الرواية عن الإمام الصادق × عن عيسى قال عيسى لبني اسرائيل يا بني اسرائيل لا تقولوا العلم في السماء من يصعد يأتي به, ولا في تخوم الارض من ينزل يأتي به, ولا من وراء البحار من يعبر يأتي به, العلم مجبول في قلوبكم, موجود معكم في فطرتكم, في ذواتكم, في بطونكم, تأدبوا بين يدي الله بآداب الروحانيين وتخلقوا بأخلاق الصديقين يظهر العلم في قلوبكم حتى يغطيكم ويغمركم, (كلام أحد الحضور) قلت لكم هذا انقله من السيد حيدر الآملي ولكن الرواية موجودة عندنا, المصدر تفسيره الجزء الاول ص273 الرواية منقولة ولكن أنا لا يصح لي المجال لأراجعها وأخرجها من مصادرها وفي عقيدتي لعله في اصول الكافي وغيرها موجودة يقينا هذا النص رأيته يعني.

    عبارة أدق لعله من هذه العبارة, أن الأنبياء عندما يأتون الى البشر ليفعلوا لهم ماذا؟ ليثيروا لهم دفائن العقول, عجيب هذا النص يعني أن الذي يظهر موجود عندك او غير موجود؟ نعم موجود ولكن يحتاج الى إثارة ليظهر, ليثيروا لهم دفائن العقول, شيء مدفون والمدفون يعني مغطى يحتاج الى إظهار.

    من هنا العرفاء يعتقدون التفتوا ما هو دور الشريعة؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم انه تعد النفوس لإخراج ما في غيبها وبطونها ليس الا, اذا شخص جاء وقال اذا كانت هذه الحقيقة هذه القيمة لها, اذن ما هو دور الشريعة؟ الجواب: لا يمكن أن يستغنى عن الشريعة محال, لان الشريعة هي التي تخرج الشيء يكون في علمك, لا انه تخرجه حدوثا حتى انت اذا خرجت لها تقول ماذا بعد؟ نستغني لا لا, لأنه هذه لكي تبقى ظاهرا تحتاج الى الشريعة حدوثا وبقاء والا اذا تركت الشريعة حدوثا, فتلك المقدمات التي من خلالها وصلت الى الظهور تبقى او لا تبقى؟ أفلا أكون عبدا شكورا, هذا شكره يجعله في هذا الموضع بمجرد إن انقطع عني الشك يبقى في قاب قوسين او أدنى او لا يبقى؟ لا يبقى يسقط, لماذا؟ باعتبار أن العالم عالم التكليف عالم الحركة عالم السقوط والهبوط عالم الصعود الى درجات الجنة او الهبوط في دركات الجحيم, هذا العالم طبيعته هذا كان, فإذن لكي تبقى انت في الأعلى وفي الدرجات العليا لابد أن تحافظ على الدرجات الإعدادية, أما بمجرد انك تقول لا احتاج الى المقدمات الإعدادية هذا معناه انه تبقى في الأعلى أم تسقط؟

    وهذا المثال الذي يضربونه لعله مقرب من جهة ولكنه مبعد من جهات أخرى, وهو انه من قبيل انسان اذا أراد أن يصعد على السطح, التفتوا جيدا, أراد أن يصعد على السطح, طيب بينك وبين الله يصعد الدرج الاول والثاني من سلم, وعندما وصل الى الدرج الرابع, او العاشر يقول ما حاجتي الى السلم, هو بمجرد أن يقول لا حاجة لي الى السلم ماذا يحصل؟ يسقط, طيب قد يقول لنا قائل طيب يصعد فوق السطح طيب يحتاج الى السلم او لا يحتاج؟ لا يحتاج, قد الانسان يصل في هذه الدنيا.

    الجواب: ما دام في هذه الدنيا يصعد السطح او لا يصعد؟ لا يصعد لماذا؟ لان السطح مرتبط بالنشأة البرزخية ومرتبط بالنشأة الأخروية, تقول اذا صعد السطح لا يحتاج لا انه لا يحتاج لا يمكنه أن يستعمل السلم اليوم عمل بلا حساب وغد حساب ولا عمل, ما ادري واضحة هذه الحقيقة.

    لذا على هذا الاساس التفتوا: على هذا الاساس هذه الاعراض والمقولات العرضية محمولات بالضميمة أم خارج المحمول؟ أصلاً بساط المقولات في الفلسفة ماذا يصير؟ يطوى واقعا {كطي السجل للكتب} لذا انتم تتذكرون في نهاية الحكمة موضع او موضعين السيد الطباطبائي يقول: على هذا الاساس فما هو محمول بالضميمة يكون من الخارج المحمول هذا مبناه اين؟ عند العرفاء هؤلاء, أي درجة من درجات العلم, أي درجة من درجات التقوى, أي درجة من درجات العلم, هذه كلها موجودة في غيب كل انسان ومجبول في واقعكم في بطونكم ولكنه أما أن تستعملوا الأدوات للإثارة والاخراج, وأما لا تستعملوها فتبقى في البطون فتبقى في الغيب.

    لذا التفتوا الى العبارة قال: وليس انضمامه انضمام الجوهر, وليس انضمامه هذا الجوهر الذي قلنا هو الحقيقة المتبوعة او الذات الواحدة الذي هو النفس الرحماني, وليس انضمامه الى المعاني الكلية قلنا الكلية والجزئية بالمعنى العرفاني بالاصطلاح العرفاني لا بالاصطلاح الفلسفي او المنطقي, وليس انضمامه الى المعاني الكلية والجزئية معنى الانضمام ما هو؟ الا ظهوره ظهور ذلك الجوهر, الا ظهورها فيها أي في تلك المعاني الكلية او الجزئية, وتجليه عطف تفسير, تجلي ذلك التفسير, وتجليه بها أي بتلك المعاني الكلية والجزئية, نعم هذا الظهور والتجلي تارة في مراتب ذلك الجوهر وتلك الحقيقة الكلية وأخرى في مراتبه الجزئية.

    اذن عندما نضع يدنا على الصادر الاول فهل يمكن أن يوجد كمال في عالم الامكان وهو فاقد له ويحتاج الى أن يأتي إليه من الخارج لينضم إليه او يتحد معه او هو موجود في بطونه؟ موجود في ذاته في بطونه نعم يحتاج الى اظهار يحتاج الى تجلي.

    اذن العلاقة بين الجوهر وبين العرض, علاقة الاتحاد أم علاقة الظهور او التجلي؟ (كلام أحد الحضور) لكنه على نحو التجافي؟ لا على نحو التجلي, هذا تنزل من تلك الحقيقة من مرتبة من مراتب تلك الحقيقة ولكن بنحو التجافي او التجلي؟

    وهذا الذي بيناه مرارا من أن العلاقة بين الخالق والمخلوق, (بالأمس أنا كنت أطالع كتاب يقول: أنا لا استطيع أن أتصور بان الله يخلق ولا ينقطع ولا يتولد منه شيء, يقول عندما نقول يخلق يصدر لابد أن ينقطع منه شيء يتولد منه شيء كما يتولد الجنين من أمه, كتاب موجود مولانا, بيني وبين الله هو في ذهنه يلد ويولد لا يوجد معنى عرفي الا هذا المعنى والا لو كان مطلع أن هؤلاء ماذا يقولون في الخلق وان الخلق عندهم والايجاد عندهم والصدور عندهم هو الظهور, قلت مع الاسف الشديد لو كان هذا الشخص امامي, كنت اقول جنابك عندما تكتب شيئا عن الكتاب وتؤلف يعني ينقطع جزء منك ويأتي على الكتاب, هل ينقطع يتولد منك صدر منك, هذه من التعابير المتعارفة اصدارات مؤلفات ما صدر منه, هذه ما صدر يعني اقتطعنا منك تولد منك؟ ما معنى يعني ظهر يعني كان عندي ولكن كان باطنا ثم ظهر.

    قال: وأخرى في مراتبها الجزئية فهو من؟ الجوهر, فهو الذات الواحدة بحسب نفسه وهو النفس الرحماني واحد حقيقة, فهو الذات الواحدة الذي هو مظهر الذات الإلهية, فهو الذات الواحدة بحسب نفسه, أما هذه الذات الواحدة المتكثرة او هذا الجوهر الواحد, المتكثرة هذه الذات ولكن يا ليته عبر بظهوراتها, لأنه يتكلم عن الذات لكنه رجع وتكلم عن ماذا؟ هو عن الجوهر, والمتكثرة بظهوراته في صفاته, هذه الذات الواحدة متكثرة في النتيجة واحد أم كثير؟ النفس الرحماني واحد أم كثير؟ (كلام أحد الحضور) جزاك الله خير, هذا العرفاء هذه الوحدة الشخصية التي يقولها العرفاء, في النتيجة الوحدة الشخصية واحد أم كثيرة؟ اخواني الاعزاء حقيقة واحدة من جهة وكثير حقيقة من جهة أخرى, أصلا لسنا بقائلين أن الكثرة كثانية ما يراه الاحول, أمر اعتباري أمر عدمية هذا ليس مقصودهم, كما في النفس الرحماني واحد أم كثير, اذا نظرت الى الذات فهي واحدة حقيقة, أما اذا نظرت الى ظهورات الذات الى صفات الذات الى أعراض الذات فهي كثيرة حقيقة.

    قال: بظهوراته في صفاته وهي هذه الصفات, التفتوا هذه التي ظهرت من خلال هذا الذات, وهي بحسب حقائقها لازمة لتلك الذات, لا يتبادر الى ذهنك انها انضمت إليها الآن تركبت معها أما تركيبا اتحاديا او تركيبا انضماميا لا هي لازمة موجودة في غيب الذات في باطن الذات.

    وهي تلك الصفات بحسب حقائقها لازمة لتلك الذات وان كانت من حيث ظهورها يعني تلك الصفات متوقفة على شرائط وعلى معدات, على اعتدال تكون عنده, عندما يتحقق ذلك الاعتدال تكون تلك الصفات بالفعل, فهي بالقوة موجودة, ومن هنا يتضح لنا اصطلاح جديد بالقوة والفعل, نحن عندما نستعمل القوة والفعل مرادنا من نقص الى كمال, من فقدان الى وجدان, هؤلاء عندما يقولون بالقوة وبالفعل مرادهم من فقدان الى وجدان, او من وجدان الى وجدان آخر؟ ولكن الوجدان الاول يعبرون عنه بالقوة لماذا؟

    لأنه بسيط لأنه كامن لأنه غيب يعبرون عنه بالقوة (كلام أحد الحضور) احسنتم فإذا هو خاف باطن فلكي يكون ظاهر يسمونه بالفعل, هذا الاصطلاح احفظوه اخواني الاعزاء كثيرا احفظوه, القوة والفعل في اصطلاحهم له معنا الذي أنا اعبر عنه او يعبر عنه بقوس النزول, في قوس الصعود القوة والفعل لها اصطلاح آخر, القوة والفعل في قوس الصعود يعني من فقدان الى وجدان يعني لم يجد فبالحركة يريد أن يخرج من القوة الى الفعل يعني بالحركة يريد أن يجد يحصل بالفعل, أما هنا في قوس النزول ماذا؟ من القوة الى الفعل وانت كذلك عبر اصطلاحنا يعبر عنه, يعني انت تقول هذا ملكة الاجتهاد موجودة عنده ولكن بالفعل لم يكتب الرسالة العملية, ماذا يعني بالفعل لم يكتب الرسالة العملية؟ يعني يريد أن ينتقل من القوة الى الفعل يعني من الفقدان الى الوجدان؟ لا موجودة هذه المسائل وأجوبتها والرسالة العملية وعشرة منها موجودة اين؟ في الملكة البسيطة التي لم تتفتح بعد, لم تكن تفصيل بل هي قوة بسيطة قدسية تكون منشأ مولدة لكل هذه التفاصيل, بعد لم يكتب الرسالة العملية بالفعل اذن ذاك الموجود عنده بالقوة ليس المراد من القوة الفقدان وإنما المراد منه الوجدان بمرتبة ولابد أن يكون بالوجدان بمرتبة أخرى, وتلك العالية وهذه الدانية, اذن القوة تكون المرتبة العالية وبالفعل تكون المرتبة الدانية أما في قوس الصعود القوة تكون المرتبة الدانية والفعل تكون المرتبة العالية, واضح هذا الاصطلاح.

    قال: تكون عنده بالفعل, فكل ما في فرده كل النسخ التي رأيتها هكذا, لا فكل ما في فرد, فرد ماذا؟ الآن وان كان يمكن تصحيحها فرد ذلك الجوهر, ولكنه الكلام نحن نتكلم عن ذلك الجوهر, فكل ما في فرده وهنا عندما يقول فرد ليس مراده الفرد والكلي بالمعنى الاصطلاحي اذا يتذكر الاخوة في الفلسفة نحن عبرنا ماذا؟ عندنا كلي وفرد قلنا كلي ومصداق ليس المراد من الفرد يعني ذلك المعنى وإنما المراد هذه الكلمة الوجودية.

    فكل ما في فرد ذلك الجوهر بالفعل او بالقوة, هذه أي قوة وأي فعل؟ هذا المعنى الذي نحن نقوله يعني في قوس النزول لا في قوس الصعود, فكل ما في فرده بالفعل او بالقوة وقتا ما او دائما هو من اللوازم والصفات فهو فيها أي في تلك الحقيقة فهو فيها غيب ومن خلال اعتدال المزاج, الذي قلنا اعتدال المزاج يعني الشريعة, فهو فيها غيب إذ كل ما يظهر فهو قبل ظهوره فيه في ذلك الفرد هو بالقوة ولكن أي قوة ليس القوة يعني الفقدان بل القوة يعني البساطة, لذا حاشية شيخنا الاستاذ يقول: أي بنحو الاجمال والاندماج والوحدة والشدة.

    يقول: فهو قبل ظهوره في ذلك الفرد بالقوة والا اذا لم يكن موجودا فيه لم يمكن ظهوره لماذا لم يمكن ظهوره؟ لان المفروض انه وراء هذا النفس الرحماني يوجد شيء او لا يوجد شيء؟ لا يوجد شيء عالم الوجود الامكاني هو هذا النفس الرحماني, طيب اذا كان خارجا عنه, فلا يكون الا العدم, والا لم يمكن ظهوره في ذلك الفرد.

    الآن رجع جملة معترضة لكي يبين, طيب في النتيجة إن قلت أن هذا النفس الرحماني جوهر, وهذا الجوهر له تعريف حقيقي او لا؟ يقول: لا ليس له تعريف حقيقي كما انه انتم ذكرتم في محله أن الجنس العالي له تعريف له جنس فوقه او ليس له؟ وهذا ليس فوقه شيء, فإذا لم يكن له جنس فليس له فصل وإذا لم يكن له فصل فليس له حد حقيقي, والجوهر لا جنس له, اذا لم يكن له جنس يعني لا يوجد فوقه شيء آخر, ولا فصل له, فإذا لم يكن له فصل فلا حد له, وما ذكر من التعريف فهو رسم له لا حد حقيقي.

    الآن الى هنا تقريبا هذا البحث انتهى قبل أن التنبيه.

    يقول: ولما كانت التجليات, حتى ننتهي من هذه العبارات لنصل الى التنبيه.

    ولما كانت التجليات الإلهية الآن رجع الى الذات, التفتوا جيدا, نحن قلنا هذا النفس الرحماني مظهر الذات وهذه الاعراض مظهر الصفات كما انه هناك من الذات والصفة يتولد اسم هنا من النفس الرحماني والعرض من هذا الجوهر والعرض تتولد كلمة إلهية هذا البيان يريد أن يبينه لا يوجد مطلب جديد.

    ولما كانت التجليات الإلهية المظهِرة للصفات متكثرة, ولما كانت التجليات الإلهية مظهِرة هذه التجليات للصفات هذه التجليات ماذا؟ متكثرة ونحن اذا يتذكر الاخوة قلنا في ما سبق ما هو منشأ تعدد الاسماء الإلهية وتكثرها, ما هو منشأه؟ قلنا منشأه تعدد الصفات وذاك المعنى اذا يتذكر الاخوة بشكل مفصل بحثناه في أول ص65 من الكتاب, قال: وقد يقال الاسم للصفة إذ الذات مشتركة بين الاسماء كلها والتكثر فيها أي في الاسماء بسبب تكثر الصفات, نعم يبقى السؤال: لماذا تتكثر الصفات؟ هناك بينا ما هو منشأ تكثر الصفات من خلال وجه او وجهين في ص65.

    قال: ولما كانت التجليات الإلهية المظهرة للصفات متكثرة بحكم {كل يوم هو في شأن} اذن التفتوا جيدا, الذات واحدة النفس الرحماني كذلك واحد, ولكن الصفات واحدة أم متعددة؟ فالاعراض واحدة أم متكثرة؟ قلنا الذات الجوهر النفس الرحماني مظهر الذات, والاعراض مظهر الصفات فإذا كانت الصفات متكثرة فالاعراض تكون متكثرة أم واحدة؟ قال: صارت الاعراض متكثرة غير متناهية وان كانت الأمهات منها متناهية, أمهات الاعراض, كما أن أمهات الصفات متناهية, كيف أن هناك أمهات الصفات متناهية هنا أمهات الاعراض أيضا متناهية, واضح المطلب.

    قال: ولما كانت التجليات كذا, بحكم كذا, صارت الاعراض متكثرة غير متناهية وان كان الامهات أمهات الاعراض منها من الاعراض متناهية, (كلام أحد الحضور) بيناه قلنا بأنه الاسماء متناهية او غير متناهية؟ شرحناه مفصلا في ما سبق, طيب ما هو السبب أن الاسماء؟ قلنا من تناكح الاسماء, الاسماء الأصلية مرجعها الى الصفات الامهات أربعة, ولكن هذه تتناكح الاسماء او لا؟ طيب هنا الاعراض أيضاً في ما بينها تؤدي الى أعراض, فإذا نظرنا الى أمهات الاعراض فهي متناهية أما اذا نظرنا الى أشخاص الاعراض فهي متناهية أم غير متناهية؟ فالكلمات الإلهية غير متناهية, (كلام أحد الحضور) موجود باعتبار تقدم مرارا هذا المعنى وبالأمس أشرت الى هذا المعنى لعله ص71 قلت صريحا (كلام أحد الحضور) احسنتم في ص: اعلم أن بين كل اسمين كذا, ويتولد أيضا من اجتماع الاسماء بعضها وكذا اسماء غير متناهية ولكل منها مظهر في الوجود العلمي والعيني, هذا في ص71 بشكل تفصيلي ورد, وبالأمس أشرت إليه.

    قال: وان كانت راجعة, هذا التحقيق الذي بيناه هنا ينبهك على أن للصفات من حيث تعيناتها في الحضرة الاسماء ماذا للصفات؟ حقائق متميزة بعضها عن بعض, طيب اذا يتذكر الاخوة نحن واحدة من النقاط التي مرارا ذكرناها للاخوة وهو لعله يوجد لنا فهم وقراءة أخرى غير هذا الكلام غير الذي يقوله القوم, أن الاعلام يفرقون بين الاحدية والواحدية في هذه النقطة, يقولون في الاحدية لا يوجد هناك تكثر لا مفهومي لا مصداقي أما في مقام الواحدية لا يوجد تكثر مصداقي ولكن يوجد تكثر مفهومي ونحن هذا قبلنا في ما سبق او لا نقبله؟ قلنا لا, نحن نفسر الاحدية والواحدية بنحو آخر.

    الآن انظروا الشيخ حسن زادة عبارة المتن كثيرا واضحة يقول: من حيث تعيناتها حقائق هو يقول في الحاشية رقم 8 أي مفهوماتها الذهنية, لأنه عالم الاسماء عالم الواحدية فيقول عندما توجد تكثر يتصور التكثر المفهومي مع انه العبارة بينكم وبين الله تتحمل تكثر مفهومي أم انها تشير حقائق متميزة بعضها عن بعض؟ المفهوم يعبر عنه حقيقة يتميز بعضها عن بعض؟ هذا يؤيد أيضاً ما فهمناه من الفرق بين الاحدية والواحدية.

    وهذا التحقيق ينبهك على أن للصفات من حيث تعيناتها في الحضرة الاسمائية حقائق متميزة بعضها عن بعض, وان كانت راجعة الى حقيقة واحدة مشتركة بينها من وجه آخر, نعم مقام الاحدية واحد ولكن عندما تكون في مقام الواحدية تكون متكثرة حقيقة فالعلم غير القدرة في مقام الواحدية, لا أن العلم غير القدرة مفهوما, لا العلم غير القدرة بحسب المصداق.

    وهذا لعله مرارا الآن لعله لا أتذكر اين ذكرته موجود في مواضع متعددة أشرت إليه في هذا الكتاب, لعله عندما تكلم عن اصطلاحات الطائفة واحدة من أهم اصطلاحات الطائفة كان الاحدية يتذكر الاخوة أم لا؟ في بعض اصطلاحات الطائفة منها: والمرتبة الاحدية المستهلكة فيها جميع الاسماء والصفات يسمى جمع وحقيقته العماء وكذا, وإذا أخذت بشرط شيء فأما أن تؤخذ بشرط جميع الاسماء فلا وجود لها جزئية وكليه و… المسمات بالاسماء والصفات فأنها هي المرتبة الإلهية عندهم ومقام الجمع هنا وهذه المرتبة باعتبار كذا… نعم اذا أجدها او لا ما ادري, (كلام أحد الحضور) بلي (كلام أحد الحضور) انتم أين تقولون 62, لا لا التعليق لا علاقة لي به, الآن أراه اسمحوا لي, نعم انظروا في ص63 يقول: وليست الا تجليات ذاته بحسب مراتبها التي تجمعها الإلوهية المنعوتة بلسان الشرع بالعماء وهي أول كثرة وقعت في الوجود, وبرزخ بين الحضرة الاحدية الذاتية وبين المظاهر الخلقية, فيعبر عن مقام الواحدية أول كثرة في الوجود, (كلام أحد الحضور) 47 يوجد شيء, استعبد, لا لا يوجد هناك لا لا, أحدية بلي, على أي الاحوال.

    ثم قال: أن هذا التحقيق ينبهك على كذا, كما أن مظاهرها, طيب اذا كانت الصفات كذلك فمظاهر الصفات أيضاً كذلك يعني انها متكثرة حقيقة وان كانت ترجع الى حقيقة أخرى من وجه آخر, كما أن مظاهرها مظاهر الصفات حقائق متمايزة بعضها عن بعض مع كونها هذه المظاهر مشتركة في حقيقة التابعية للجوهر, لأن كل ما في الوجود يعني الوجود الامكاني يعني في هذه الحقيقة, لان كل ما في الوجود دليل وآية على ما في الغيب, لا يُعلم ما هنالك الا بما ها هنا.

    تنبيه بلسان أهل الله, يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/12/25
    • مرات التنزيل : 1841

  • جديد المرئيات