نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة – محاولة لعرض رؤية أخرى (39)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا لكي نقف على النموذج المعرفي القرآني عن المرأة والصورة التي يقولها القرآن عن المرأة لابد من الوقوف على النموذج المعرفي عن المرأة في عصر ما قبل الإسلام وهو المتعارف عليه أنّه العصر الجاهلي بعد ذلك سيتضح بأنّه هل أن القرآن سمى هذا العصر بالعصر الجاهلي أو أنّه فهم الصحابة لهذا العصر انه عصر جاهلي هذا بحث لاحق إذا صار مجال نقف عنده.

    من هنا يأتي هذا التساؤل لماذا وأين تكمن وإن كان المشهور تُكمن وان كان الصحيح تَكمنُ أين تَكمنُ أو تُكمن أهمية معرفة النموذج المعرفي عن المرأة قبل الإسلام؟ أجبنا عن هذا السؤال بالأمس قلنا باعتبار أنّه هذا الإسلام هذا النص القرآني إنما جاء في هذه البيئة وفي هذا الموضع الذي له هذه الثقافة ولكنّنا نحتاج أن نعرف هذا النموذج للأسباب التالية:

    السبب الأول: وهو أنّه من خلال معرفة النموذج المعرفي عن المرأة قبل الإسلام نستطيع أن نتعرّف على ما هو الجديد والمبتكر في الشريعة الإسلامية وما هو المأخوذ مما قبل الإسلام وهذه قضية مهمة هذا الذي نصطلح عليه بتجذير المسائل، يعني مثلاً عندما قال الإسلام بتعدد الزوجة هذا الأصل كان موجوداً في المجتمع الجاهلي أو في المجتمع العربي قبل الإسلام أو لم يكن موجوداً؟ عندما اعتقد بأنّ الرجل له السيادة والقوامة والتدبير ونحو ذلك على المرأة هذه كانت هي الثقافة الموجودة أم أن الإسلام استحدث ذلك؟ وهكذا مئات المسائل بل آلاف المسائل المتعلقة بالمرأة لابد أن نتعرف ما هو الجديد في الإسلام يعني ما الذي ابتكره الإسلام كحقوق للمرأة وما الذي كان قبل الإسلام؟ ولكن كلما في الأمر أنّ الإسلام إما زاد عليه شيئاً أو أنقص منه شيئاً أو بنفسه أمضاه وهي القضايا الممضاة يعني كانت هذه الحالة موجودة والشريعة أعطتها كما يقال في باب المعاملات ترون أن السيد الإمام قدس الله نفسه يقول عموم المعاملات الموجودة هي ليست تأسيسية وإنما هي امضائية يعني تمضي يعني هذه القواعد في المعاملات نعم الآن عنده مشكلة في الربا عنده مشكلة قال هذه لا تجوز وإلا أصل المنظومة المعاملاتية.

    إذن الإسلام بناءً على نظرية الإمضاء للسيد الإمام ابتكر أو لم يبتكر؟ لم يبتكر، هكذا في المرأة لابد إذا عرفنا النموذج المعرفي عند ذلك نستطيع أن نتعرف على ما هو الجديد والمبتكر وما هو المأخوذ من الشرائع السابقة وبالخصوص شرائع عصر ما قبل الإسلام وبالأخص الشرائع الموجودة عن المرأة في المجتمع المدني، لماذا؟ لان كل هذه التفصيلات أو أكثر هذه التفصيلات التشريعية عن المرأة متى جاءت؟ لم تأتي في العهد المكي وإنما جاءت في العهد المدني، هناك مصادر متعددة لهذا البحث لكن أنا أدعو الأعزة عادة كما تعرفون طريقتنا ومنهجنا في هذه الأبحاث أعرّف للأعزة كتاباً للمطالعة وهو من الكتب الجيدة والمختصرة الكتاب لا يتجاوز 135 صفحة يعني في يوم واحد الإنسان يستطيع أن يطالعه الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية، نحن الآن عندما ندخل الشريعة الإسلامية نتصور كله ماذا؟ يعني كأنّه جاء الإسلام وضع خطاً أحمر على كل ما قبله وماذا فعل؟ أسس كل شيء جديد هل هذا له هذا التصور في أذهاننا صحيح أو ليس بصحيح؟

    يتضح للأعزة في هذا الكتاب انه لا ليس الأمر كذلك هذا الكتاب أيضاً مؤلفه من المحققين في هذا المجال صاحب كتاب قريش الذي قرأنا بالأمس خليل عبد الكريم الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية سينا للنشر.

    تعالوا معنا إلى صفحة 15 يقول الشعائر التعبدية الموروثة من القبائل العربية هذه الطقوس الدينية التي عندنا ما الذي كان موجود فيها وما الذي ابتكره الإسلام، مثلاً يقول ونبدأ بالناحية التعبدية أو الشعائر التعبدية منها تعظيم البيت الحرام الكعبة والبلد الحرام هذه استحدثها الإسلام أو كانت قبل ذلك؟ لا، موجودة هذه، الحج والعمرة كاملاً يذكر المصادر، تقديس شهر رمضان، تحريم الأشهر الحرام مثلاً، تعظيم إبراهيم وإسماعيل، الاجتماع العام يوم الجمعة والى غير ذلك، ثم يأتي الشعائر التعبدية الموروثة عن الحنفية الذين كانوا يسمون أنفسهم الحنفاء هؤلاء الذين لم يقبلوا لا عبادة الأصنام ولا ولا، وكان لهم وجود في المجتمع المكي، هنا مجموعة يقول النفور من عبادة الأصنام تحريم الأضاحي التي تذبح للأصنام وعدم أكل لحومها، تحريم الربا، تحريم شرب الخمر وحدّ شاربها، تحريم الزنا وحدّ مرتكبيه، قطع الاعتكاف في غار حِراء الذي رسول الله صلى الله عليه وآله أيضاً اعتكف قطع يد السارق، تحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير، النهي عن وأد البنات وتحمل تكاليف تربيتهن، الصوم، الاختتان، الغسل من الجنابة، الإيمان بالبعث والنشور وهكذا يبينه، تقول لي يعني نفسه أقول لا لعله عمّقت، بيّنت، أضيفت إليها بعض الشروط، أنقص منها بعض الموانع والى غير ذلك.

    تعالوا معنا إلى صفحة 36 وبعد ذلك سنقف عنده مفصلاً فقط أريد أن أبين، الفصل الثالث تعدد الزوجات وأنّه أساساً رؤية المجتمع العربي عن المرأة وعن التعدد ماذا كان يقول؟ يقول واحدة من أهم الخصوصيات كان يعبر عن الزوج بأنّه بعل وبعولتهن أحق بردهن وهكذا وهكذا يقول وسواء كان يقول هنا بأنه هذا بعل يراد به السلطة والسيادة الواسعتين اللتين كان يتمتع بهما الرجل في الأسرة لدى سابقي الإسلام، الآن هذه المادة من أين؟ وقد رأينا كل يستعملها والبعل أحد الأصنام كان الذي يعبده ماذا؟ فتسمية الرجل باسم البعل للإشارة إلى ماذا؟ هذا البعد ما هو؟ ومن هنا تفهم الروايات انه لو جازت العبادة لغير الله أن تسجد لمن؟ هذا نفس المنطق ماذا؟ لأنه سمي الزوج بعلاً والبعل كان صنماً ماذا كان؟ يعبد من دون الله، هذه الرواية أنت كيف تفهمها؟ أما أن تقول بلي الإسلام يقبل هذه الحقيقة طبعاً الإسلام عندما أقول يعني القرآن واقعاً يوجد في القرآن هكذا منزلة للرجل بنحو يستحق من زوجه من المرأة والأنثى أن تعبده عندنا هكذا منطق قراني أو لا يوجد إذا لا يوجد مثل هذا المنطق القرآني، إذن من أين جاء هذا المنطق في النص الروائي من أين جاء؟

    هذا له أحد سببين، إجمالاً لأنه لم ندخل في البحوث الأصلية ، أولاً أما هذه الروايات ما هي؟ مجعولة يعني لم يكذب على رسول الله هذه من الروايات التي كثرت الكذّابة عليّ ألا فمن كذب عليّ إذن يا رسول الله ماذا نفعل؟ قال اعرضوه على القرآن في آخر خطبه اقرأوا، أما مجعولة وأما رسول الله قال شيئاً ولكن العربي الذي يعيش في ذاكرته النموذج المعرفي كيف فهمها؟ على نموذجه المعرفي ماذا؟ وإلا رسول الله قال شيئاً آخر، وأما أن تقول لا، القرآن يثبت أن الرجل بعل والبعل ما هو؟ له خلفية، خلفية ماذا؟ انه يستحق العبادة عند العرب، ولهذا سمي الزوج أولاً بالبعل، تقول القرآن أيضاً استعمله، أقول بيني وبين الله لماذا استعمله له بحث آخر.

    إذن الجهة الأولى أهمية هذا البحث وهو تجذير المسائل لمعرفة النموذج المعرفي معرفة ما هو الجديد وما هو المأخوذ.

    الآن إذا ثبت أنّه مساحة لا بأس بها لا أريد أقول مساحة واسعة، كثيرة أغلبها لا أريد أقول، وإن كان البعض يدعي هذا المعنى كما في هذا الكتاب، الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية، إذا ثبت أن الإسلام بحسب النص القرآني والنصوص الروائية، الآن دعونا عن السيرة، اخذ مساحة لا بأس بها من التشريعات المرتبطة بالنموذج المعرفي عن المرأة قبله، هذا يكشف لك أن هذا المجتمع كان مجتمع بدائي أو لم يكن؟ وإلا إذا كان مجتمع بدائي المفروض خط احمر يضع عليه كان سفيهاً أم لم يكن؟ كان بدائياً أم لم يكن؟ كان لا يعرف القراءة والكتابة أم لم يكن؟ هذه كل الأوصاف التي قلناها لعصر ما قبل الإسلام لابد أن نعيد النظر فيها من جديد؛ لأنه إذا كان هكذا مجتمع لا دين له لا عقل له لا فهم له لا علاقات اجتماعية وبتعبير القرآن عصر كما يقول البعض عصر جاهلي والجاهلية اعم من أن يكون المراد من الجاهلية يعني عدم العلم أو المراد من الجاهلية يعني السفه، السفه في قبال الحلم وذلك في قبال العلم بغض النظر ماذا يراد من الجاهلية؟ هل يمكن مجتمع جاهلي بتمام معنى الكلمة أنّ الإسلام كثير أو مساحة لا بأس بها يأخذ منه أو لا يصح؟ لا يصح مع أنّ الواقع التأريخي يقول اخذ، فيكشف إناً بحسب المنطق الإني في علم المنطق أو المنهج الإني في علم المنطق، إذن هذا المجتمع كان له درجة من المدنية ودرجة من الرقي ودرجة من الفهم ودرجة من العقل، سمه ما تشاء.

    وهذه لابد أن تدرس وهذا هو الذي أراد أن يثبته عميد الأدب العربي طه حسين، طه حسين أراد في عشرينات القرن الماضي من عشرينات وثلاثينات القرن الماضي أراد أن يثبت أن ما نحمله من فكر سلبي وفكر جهلوي وفكر بدائي عن المجتمع ما قبل الإسلام هذا تفكير غير صحيح؟ لماذا ليس بصحيح؟ يقول لأنكم جئتم وأردتم أن تعرفوا هذا العصر عصر ما قبل الإسلام من خلال المعلّقات المعروفة بالمعلقات السبع، المعروفة التي هي أساس الشعر الجاهلي فأردتم أن تعرفوا دينه عقيدته أخلاقه كذا كذا من خلال الشعر الجاهلي لهؤلاء الأكابر وأنا اثبت لكم أن هذا الشعر منحول بعد الإسلام لا قبل الإسلام فإذن لا يمكن فهم عصر ما قبل الإسلام من خلال أشعار الجاهلية.

    إذن من أين نفهم عصر ما قبل الإسلام؟ يقول افهمه من نفس القرآن انظر كيف تكلم معهم، هذه من جهة أنت تقول لي جزاك الله خير من جهة أخرى لكن فيها خطورة ما هي خطورتها؟ انه كثير من الآيات القرآنية ومفردات الآيات القرآنية أنت تحاول أن تفهمها من خلال أي مفردات؟ مفردات العصر الجاهلي يعني مفردات الشعر في العصر الجاهلي فإذا سقط عندك هذا المصدر هذه المفردات كيف تفهمها؟ وهذا هو الذي عمل له مشكلة وردود واتهام بالردّة والكفر تحت عنوان ماذا؟ عنوانه في الشعر الجاهلي هذه عشرينات القرن الماضي وكتبت عليه ردود كثيرة.

    هنا في هذا كتاب حرية الاعتقاد الديني في مقدمة هذا الكتاب يشير إلى جملة من الكتب التي ردت عليه، منهم في الشعر الجاهلي الصادر 1926 يقول صدر في الرد عليه الكتب التالية: نقض كتاب في الشعر الجاهلي نقد كتاب الشعر الجاهلي، المعركة تحت راية القرآن، الشهاب الراصد فلان نقد كتاب الشعر الجاهلي لا اقل تسعة نقود كتبت للرد على هذا الكتاب، ولهذا هو أيضاً عندما طبعه بعد ذلك بعد لم يُسمح له أن يطبع تحت عنوان ماذا؟ فهذه قضية الاستبداد الفكري جديدة أم لا؟ لا، هذه مستمرة على مر التأريخ ولهذا هذه النسخة ما موجودة الآن نحن بشق الأنفس حصلنا على هذه النسخة وهي في الشعر الجاهلي، وأنا أدعو الأعزة لمطالعتها .

    في صفحة 31 هذه عباراته يقول تعالوا معنا إلى القرآن ماذا يقول عن العصر الجاهلي؟ فالقرآن إذن اصدق تمثيلاً للحياة الدينية عند العرب من هذا الشعر الذي يسمّونه الجاهلي ولكن القرآن لا يمثل الحياة الدينية وحدها وإنما يمثل شيئاً آخر غيرها لا نجده في هذا الشعر يمثل حياةً، يقول القرآن يبين أن هذا المجتمع الذي نزل فيه خصوصاً المجتمع المكي لأنّه كل العقائد نزلت في المجتمع المكي، يمثل حياةً عقلية قويةً، يمثل قدرةً على الجدال والخصام، أنفق القرآن في جهادها حظاً عظيما، أليس القرآن قد وصف أولئك الذين كانوا يجادلون النبي بقوة الجدل والقدرة على الخصام والشدة في المحاورة وفي مكان يجادلون ويخاصمون ويحاورن، يحاورن في التوحيد يحاورون في العبادة يحاورون في المعاد التي هي أهم المسائل الفلسفية العقلية، في الدين وفيما يتصل بالدين من هذه المسائل المعضلة الذي ينفق الفلاسفة فيها حياتهم دون أن يوفقوا إلى حلّها في البعث في الخلق في إمكان اتصال بين الله والناس في المعجزة وما إلى ذلك.

    بينكم وبين الله مثل هذا المجتمع هل يمكن أن يوصف بأنّه جاهلي يعني لا علم له ولا عقل له وانه سفيه وانه كذا أو لا يصح؟ اضرب لكم مثل: إذا قوة عظمى الآن في العالم تملك من الأسلحة والجيوش الملايين تأتي إلى دولة كل مساحتها خمسة آلاف كيلومتر ونفوسها مئتين ألف نفر فإذا نفختها هكذا نفخة هذه الدولة بكل إمكاناتها تطير في الهواء، هل من المعقول مثل هذه الدولة العظمى أو أعظم الدول تتحدى مثل هذه الدولة الصغيرة أو ليس معقولاً؟ لماذا؟ يقول أنت إذا تريد أن تتحدى لابد أن تتحدى نظيرك يعني افترضوا الولايات المتحدة إذا يريد يتحدى لابد أن يتحدى الصين مثلاً أما يأتيني إلى دولة ألف التي كل نفوسهم مئتين ألف ومساحتهم الفي كيلومتر بيني وبين الله له تحدي أم لا؟ بينك وبين الله إذا كانت أمة العرب قبل الإسلام جهل وبداوة وحمق وسفه وعدم علم وعدم فهم ووو إلى آخر القائمة يأتي القرآن ويتحداهم بهذا الكتاب الإلهي يتحداهم أو لم يتحداهم؟ هذا التحدي له معنى أو لا معنى له، إذن لابد امة تستطيع أن تفهم هذا الكتاب حتى يتحداهم، ولا يقول لي قائل هذا التحدي للأجيال القادمة، قلنا أولاً المخاطب من بهذا التحدي؟ بالأمس بينا وإلا إذا لم يفهموه كيف حملوه رسالةً وضحّوا من أجله كل شيء حتى فتحوا العالم به، إذن كانت أرضية لهذا الحمل أو لم تكن أرضية؟ إذن كان استعداد أن يفهموا القرآن أو لم يكن؟ هذا القرآن بكل عظمته حملوه على أكتافهم وأوصلوه إلى أبواب الصين أليس كذلك؟

    ولهذا عبارة طه حسين مهمة جداً يقول أفتظن قوماً يجادلون في هذه الأشياء جدالاً يصفه القرآن بالقوة ويشهدوا لاصحابه بالمهارة أفتظن هؤلاء القوم من الجهل والغباوة والغلظة والخشونة بحيث يمثلهم لنا الشعر الذي يضاف إلى الجاهليين، لأنه أنت عندما تقرأ الشعر الجاهلي تجد انه ماذا؟ ولهذا وصف عصر ما قبل الإسلام بهذه الأوصاف، كلا لم يكونوا جهّالاً ولا اغبياء ولا غلاظاً ولا أصحاب حياة خشنة جافية، وإنما كانوا أصحاب علم وذكاء وأصحاب عواطف رقيقة وعيش في هيلين ونعمة، ولكن هذا لا أقوله للجميع نعم كانت طبقة منهم هكذا وفيهم طبقة ضعفاء من هذا الذي وصفهم القرآن، وهذا ما أشار إليه القرآن يقول ربنا إنا اطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيل، أنا لا أريد أقول كل المجتمع ما قبل الإسلام كانوا علماء وفلاسفة ولكن أريد أقول لا تقول لي بأن كلهم كانوا ماذا؟

    ولهذا يأتي في صفحة 35 وإذا كانوا أصحاب علم ودين وأصحاب ثروة وقوة وبأس وأصحاب سياسة متصلة بالسياسة العامة متأثرة بها مؤثرة فيها فما أخلقهم أن يكونوا أمة متحضّرة راقية لا امة جاهلة همجية وكيف يستطيع رجل عاقل أن يصدّق أنّ القرآن قد ظهر في امة جاهلة همجية؟ هذه هي نظرية المستشرقين، يقولون إنما استطاع القرآن أن ينتصر لأنه خرج في امة عالمة أم جاهلة؟ جاهلة ولو كان أتى هذا الرسول الذي تقولون عنه نبي الإسلام في امة عالمة متفكرة متفلسفة كانت تقبل منه أو لا تقبل؟ لا تقبل، هو يردّ هذه النظرية بكل قوة، يقول لا، لأنه هذه الآن يوجد بحث لماذا رسول الله نزل في المنطقة التي يعبر عنها الجاهلية لماذا؟ لوجود أرضية قوية لحمل الرسالة أم لأنهم ضعاف العقول أي منهن؟ نحن الآن نتصور كل ما نسيء إلى عصر ما قبل الإسلام كأننا نخدم، مع إننا نسيء الى الإسلام من حيث لا نشعر، يعني انتم الآن تجدون واحدة من الإشكالات التي كانوا يقولوها أن السيد الحيدري يطلع على الفضائيات يتكلم لعوام الناس إذا يستطيع فليتكلم للحوزات العلمية حتى يجيبوه أليس كذلك؟ الجواب يعني إذا تكلم لعوام الناس، الناس لا يعرفون فيصدقوه، أما إذا تكلم مع العلماء هذا الكلام إذا أنت قلت الآن العصر الجاهلي عصر لا عقل ولا فهم ولا إدراك ولا علاقات ولا قضايا اجتماعية ولا أخلاقية ولا كذا، هذا معناه إذن هو كان يعرف إذا يأتي في مجتمع عالم يقبل احد منه أو لا يقبل؟ لا يقبل إذن جاء في مجتمع ضعيف، أما إذا استطعت أن تقوي هذا المجتمع فكرياً نعم يبقى عندك سؤال إذن لماذا سماه القرآن بأنه عصر جاهلي هذا أول الكلام، من قال لكم أن القرآن سمى هذا العصر عصر ماذا؟ تقول لي سيدنا آيات صريحة، الجواب كم آية توجد في القرآن إن شاء الله في الوقت المناسب هذا ليس موضوعي ولذا أنا فقط أشير إلى المصادر الأعزة لابد من مراجعتها أرأيت أن التماس الحياة العربية الجاهلية في القرآن انفع وأجدر ولهذا عبارته جيدة جداً خليل عبد الكريم هذه عبارته يقول دأب الكثير من الدعاة على نعت الفترة السابقة على البعثة المحمدية صلى الله عليه وآله بنعوت بشعة ووصف عرب الجزيرة في ذلك الوقت بأوصاف كريهة حتى ترسّخ في الأذهان.

    اطمئنوا هذا الكلام سينقلوه ويأتوا لي خطب نهج البلاغة انتم كنتم بهذا الشكل تأكلون لا ادري كذا إلى آخره، وأنا ما قلت أن كل ما كان في العصر ما قبل الإسلام كان مقبولاً في الإسلام لان الموجبة الكلية هذا سالبة جزئية وليست سالبة كلية، أنا أتكلم عن السالبة الكلية التي تقولها، أنت تقول مجتمع ما قبل الإسلام سالبة كلية أقول أوافق أو لا أوافق؟ نقض السالبة الكلية ليس معناه إثبات الموجبة الكلية، بل الموجبة الجزئية.

    قال بأوصاف حتى ترسخ في الأذهان أن تلك الحقبة لم تكن سوى مجموعة من الجهالات والأضاليل وأن أهلها ليسوا إلا حفنة من المتبربرين المنحلين عديمي الفكر فاقدي الثقافة فاسدي الخلق ويتوهمون أن ذلك يخدم الإسلام؟ هو يخدم الإسلام أم يضعّف الإسلام؟ ولهذا يقولون إذا كان يستطيع فلينزل كان في الإمبراطورية الفارسية، الآن القوميين الفرس هكذا يقولون الذين لا يعتقدون يقولون وان الإسلام عندما جاء إلى فارس أدى إلى تقدمها أو تأخرها؟ تأخرها، الآن القوميين موجودين الآن صوتهم ليس عال ولكنهم موجودين ويعتقدون بهذا، يقولون هذا القرآن لو كان يستطيع كذا كان ينزل في الإمبراطورية الفارسية أو في الإمبراطورية الرومانية، ولكن وجد منطقة لا علم لا عقل لا مناقشة لا كذا حفاة أجلاف لا يملكون شيئاً أول ما جاء صدّقوه أو لم يصدقوه؟ صدّقوه هذه نظرية تقع في قبال تلك النظرية مستقيماً، نعم قلت لكم تبقى الآيات الجاهلية التي هي تقريباً وردت في آل عمران الآية 154 والمائدة آية 50 والاحزاب 33 والفتح 26 تعبير الجاهلية، ليس جاهلون الجاهلون ورد متعدداً أما الجاهلية ورد فقط في هذه المواضع الأربعة وعموماً هي تعابيرها مدنية هذا بحثه إن شاء الله في محل آخر.

    النقطة الثالثة أبين الأهمية، منها إذا عرفنا الجديد أو عرفنا النموذج المعرفي عند ذلك ووجدنا أن بعض النصوص الروائية وبعض سلوك الصحابة وبعض سلوك تابعي الصحابة وبعض سلوك تابعي التابعين يعني قرن قرنين، كاملاً لا ينسجم مع النموذج المعرفي القرآني عن المرأة، له أحد احتمالين أما هي موضوعة وإما فهمهم، إذن ضروري جداً أن نقف عند النموذج المعرفي عن المرأة قبل الإسلام؛ لأنه ما لم نقف على ذلك النموذج المعرفي لا نستطيع أن نفهم لماذا هذه الروايات ناقصات العقول، فإذا عرفنا أن النموذج المعرفي ما قبل الإسلام كان يعتقد أن المرأة عاقلة أو ليست عاقلة؟ أو ناقصة العقل؟ ناقصة العقل، عند ذلك نستطيع أن نفهم النصوص التي وردت ناقصات العقول ناقصات العقول ناقصات العقول، نقول إما أنها مجعولة هذه النصوص، وإما أنها منقولة إلينا بفهم الراوي؛ لان النص القرآني يؤيدها أو يخالفها؟ لان الآن قد يقول قائل سيدنا أنت تضع النموذج المعرفي القرآني إذن هذه النصوص الكثيرة من أين جاءت؟ لماذا جاءت وفي الكتب المعتبرة وفي المصادر الأولى؟ الجواب له أحد احتمالين إما مجعولة وهم صرّحوا وسنقرأ لكم ان البخاري يقول أنا كم رواية هذه أربعة آلاف رواية من كم رواية استخرجتها، أحمد بن حنبل يدعي انه هذا كتابي استخرجته من 750000 رواية في زمانه، وهكذا وهكذا، يعني سوق جعل الرواية كان واسع النطاق، إما هذا وإذا ثبت الصدور فالمشكلة أين تكون؟ في الفهم، لماذا؟ لان الرؤية التي يحملها الراوي أي رؤية أي نموذج في ذهنه؟ النموذج المعرفي الذي كان عليه وتربى عليه وتثقف عليه وسار عليه.

    تعالوا معنا إلى الآية 3 من سورة النساء قال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) (النساء: 3) الآن الذهنية العامة الموجودة في المجتمعات الإسلامية وقبل ذلك في صدر الإسلام هذه الآية هي المصدر الأساسي لتعدد الزوجات أليس كذلك؟ يوجد شك في هذا؟

    الآن يقولون السيد بدأ يناقش الضروريات والمسلّمات أنا أتكلم معكم قرآنياً وبحثي بحث قرآني، ثمّ هذا التعدد له شرط أو ليس له شرط؟ ليس له شرط أبداً، ليس له أي شرط، يعني عندما يريد أن يتزوج لا يقولون له أنت عندك قدرة مالية أن تتزوج أربعة أو ليست لك قدرة، عندك قدرة ان تعدل بين نساءك أو لست بعادل يعني يتزوج بمجرد عنده إمكانات أو مزاجه اقتضى يتزوج يوجد مانع شرعي الآن حتى في الرسائل العملية؟ يوجد مانع شرعي أو لا يوجد مانع شرعي؟ مانع شرعي غير موجود أبداً غير موجود نعم توصيات توجد انه إذا لم تلتزم لا انه زواجك باطل وإنما حكم تكليفي قمت بعمل حرام يعني الحكم الوضعي مفتوح أو ليس بمفتوح؟ مفتوح، مشكلتي أنا هنا وليست مشكلتي في الحكم التكليفي، يوجد في أذهان الأعزة شيء وراء هذا الأمر يوجد أو لا يوجد؟ هذه الآية المباركة لماذا فهموها بهذا الشكل؟ الجواب لأن النموذج المعرفي ما قبل الإسلام كان قائماً على هذا التعدد بهذه الطريقة، نعم كان التعدد مفتوحاً لا عدد له هنا ماذا حصل؟ هذا إذا قلنا طبعاً مثنى وثلاث ورباع هذا من باب التحديد وإلا إذا قلنا من باب التمثيل يصير الباب مفتوحاً لأنه إذا فهم من الآية المباركة التحديد فيقيّد بماذا بالأربعة، أما إذا فهم التمثيل إذن خماس يصير أم لا؟ ما هو الإشكال، إذا جاء مفسر قال من أين تقولون وكم له نظير في القرآن ذكر لو استغفرت لهم سبعين مرة، يعني لو استغفر لهم واحد وسبعين يعني كافي الجواب يقولون هذا من باب التمثيل، لو يعمّر ألف سنة يزحزحه عن العذاب أو لا يزحزحه إذا ألف ومئة كيف؟ يقولون هذا كله من باب التمثيل والكثرة، لماذا هذه الآية صارت من باب التحديد والحصر هذه من أين جئتم بها؟ يكون في علمكم حددت ولكن العقل العربي بقي على التحديد أم عدم التحديد؟ على عدم التحديد، كيف؟ وهو في العقد المنقطع، لا توجد مشكلة الآن إذا يوجد تحديد التحديد أين؟ في الدائم، وإلا في المنقطع يوجد تحديد أو لا يوجد تحديد؟ لا يوجد تحديد إذن حقق نفس النتيجة التي كان يعتقدها العربي، وأوضح من ذلك أو ما ملكت… فيها عدد أم لا؟ مئتين، خمسمئة مفتوح الباب كما تشاء.

    تقول لي هذا نص قراني، الجواب هنا يأتي ما أقوله وهو أن هذا النص القرآني يتكلم عن شروط معينة أم يتكلم مطلقا؟ وهذا هو معنى التاريخية، فإذا يتكلم ضمن منظومة تاريخية معينة شروط اجتماعية معينة، إذن هذه مفتوحة دائماً أم مغلقة إلا ضمن شروطها؛ لان المشروط عدم عند عدم شرطه، أما إذا أطلقته عن شروطه الاجتماعية والزمانية والتاريخية تجعله مفتوحاً إلى ما شاء الله، واضح هذه التاريخية ماذا تفعل بالنص القرآني، وإلا لا يقول لي قائل سيدنا أنت قائل بتاريخية النصوص الروائية، أقول لا عزيزي من قال لك هذا، جملة من النصوص القرآنية أيضاً تاريخية، يعني ماذا تاريخية؟ يعني مربوطة بشروط اجتماعية معينة مربوطة بشروط اجتماعية معينة، فإذا وجدت تلك الشروط الاجتماعية الحكم أيضاً موجود، من قبيل المسافر والحاضر، إذا كنت حاضر صلي تمام إذا كنت مسافر صلي قَصراً يعني بيني وبين الله الشارع إنما أجاز لك القصر مطلقاً أم ضمن شرطه وشروطه؟ ضمن شروط السفر وليس مطلقاً هنا أيضاً أجاز لك التعدد مطلقا أم ضمن شروطه؟ هذا إن شاء الله تعالى غداً سوف نقف كنموذج وإلا ليس بحثي في هذا لأنه بحث التعدد سيأتي في محله سيدنا تنفي التعدد أقول لا لا لا مباشرة لا ينسبون لي أن السيد الحيدري ينفي ماذا؟ لا لا، أنا أتكلم في الآية الذي يريد يستند إلى الآية لإثبات التعدد بنحو مطلق هذا يتم، الآية تدل أو لا تدل؟

    لا يقول لي قائل سيدنا هذه النظرية النصرانية لا ادري هذه النظرية اليهودية هذا الكلام لا يخيفني منها شيء، أنا فقط أتكلم أن هذه الآية التي يستند إليها البعض لإثبات التعدد المطلق من غير شرط أو قيد بحسب الحكم الوضعي لا التكليفي، التكليفي له حسابه الخاص، هل تدل على ذلك؟ سيدنا تقول بالتعدد أقول ذاك بحث آخر لابد أن نبحث أن التعدد ممكن أو أجازه الشارع أو لم يجزه؟ وإذا أجازه ضمن أي شروط أجازه؟ الآن حديثي في هذه الآية كما من قبيل: الآن لو جاء شخص وناقش في آية التطهير قال لا تدل على عصمة أهل البيت، لا يقول قائل لا واقعاً لا دقة له، إذن صاحب المناقشة ينكر عصمة أهل البيت، لا ملازمة نقول هذا النص يدل على العصمة أو لا يدل؟ أو إذا جئنا إلى رواية وقلنا لا تدل على ولادة الإمام الثاني عشر هذا ليس معناه إنكار ولادة الإمام الثاني عشر، نقول هذا الدليل لا يدل.

    إذن غداً إن شاء الله نقف قليلاً حتى نتمم البحث لأنه هذا النموذج المعرفي العربي ما قبل الإسلام لابد أن نعرف من أين أُخذ، وسيتضح كما بينا بالأمس المرجعية الأصلية للمجتمع العربي ما قبل الإسلام من كان؟ أهل الكتاب، اليهودية والنصرانية، إذن لابد أن نقف قليلاً عند النموذج المعرفي اليهودي عن المرأة والنموذج المعرفي المسيحي عن المرأة والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/12/25
    • مرات التنزيل : 1702

  • جديد المرئيات