نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (93)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

     قال: وظهور النطق لكل احد بحسب العادة والسنة الإلهية موقوف على اعتدال المزاج الانساني, وأما الكُمل فلا, لكونهم مطلعين على بواطن الاشياء مدركين لكلامها.

    كان الكلام  في المقطع الأخير في هذا التنبيه الذي يعد من التنبيهات المهمة في مقدمة القيصري وهي محاولة بيان نظرية العرفاء في الجوهر والعرض بلسان أهل النظر او الحكماء, انتهينا الى هذا الاشكال الأخير وهو انه: قلتم بان النطق إنما هو للإنسان, المستشكل ذكر عدة إشكالات:

    الاشكال الاول: الذي ذكره قال: لو سلمنا أن النطق وجود لغيره فهو ليس مختصا بالإنسان بل كل الموجودات لها النطق, {أنطقنا الله الذي انطق كل شيء}

    الاشكال الثاني: هو انه أساساً النطق أمر خارجي وليس او وجوده في نفسه لا انه وجوده لغيره, فان قلت انه نحن عندما نقول بأنه النطق للإنسان أولا فلنفسر النطق والناطق عند ذلك يتضح انه مختص بالإنسان او غير مختص بالإنسان, نحن لا نريد من النطق والناطق يعني الكلام حتى تقول أن الموجودات كلها متكلمة وكلها لها كلام هذا ليس مرادنا وإنما مرادنا من النطق والناطق يعني مدرك الكليات, ومن الواضح أن إدراك الكليات من خواص الانسان, هذا الذي يقوله وما قاله المتأخرون.

    يقول: الى هنا كنتم تقولون انه لماذا تقولون أن النطق خاص للإنسان فان الكلام موجود لغير الانسان البرهان العقلي كما يقول صدر المتألهين يثبت ذلك والشواهد النقلية أيضاً تثبت, {وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} وكذلك كلام الخاتم  ’ انه كانت الحيوانات تتكلم معه الجمادات معه الحصى تتكلم بين يديه النباتات تتكلم معه تسلم عليه الى غير ذلك, هذا اذا فسرنا النطق والناطق بأي معنى؟ بالكلام والتكلم, نحن الذي نقوله مختص بالإنسان ليس هو الكلام  والتكلم حتى تقولون انه شامل لجميع الموجودات وإنما مرادنا من النطق والناطق يعني إدراك الكليات وإدراك الكليات مختص بالإنسان. هنا في مقام هذا البيان الذي ذكره المتأخرون يقول: أولاً هذا مخالف للوضع اللغوي, لأنه اللغة عندما نرجع إليها الناطق يعني متكلم, ولو سلمنا أن المراد من النطق والناطق يعني إدراك الكليات, هنا نقول أولا: من اين أثبتم أن الموجودات الأخرى لا تدرك الكليات, هذا أولاً, كل الذي يوجد عندكم تقولون عدم العلم, ومن الواضح كيف أن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود, فان عدم العلم لا يدل على عدم العلم انتم كل الذي يوجد عندكم تقولون لم ندرك منها انها تدرك الكليات لا انه تقولون أننا ندرك انها تدرك الكليات وعدم الإدراك عدم العلم منكم لا يكشف الجهل بالشيء لا يوجب عدم وجود الشيء, هذا أولا, وثانيا عندنا برهان على انها تدرك الكليات, وهو أنكم تقبلون انه بعض هذه الموجودات غير الانسان تدرك الجزئي او لا؟ والكلي موجود بوجود الجزئي فإدراك الجزئي إدراك للكلي معه أيضاً. انتم قرأتم في محله أن الكلي الطبيعي موجود بوجود أفراده والأفراد هي الجزئية فإذا أدرك احد الجزئي أدرك الكلي معه, (كلام أحد الحضور) لا البحث ليس في العلم بالعلم, البحث في العلم الآن أما انه يعلم أنا وأنت كذلك كثير من الامور غافلين عنها هذا معناه انه لسنا بعالمين بها, لا عالمين بها, والحديث في انه هل فيه قدرة إدراك الكليات بالعلم البسيط او ليست فيه قدرة لإدراك الكليات, أما انه يوجد عنده علم بهذا العلم هذا اين مأخوذا في الإدراك, انت جنابك كل الكليات تدركها يوجد عندك علم بالعلم بها؟ (كلام أحد الحضور) جيد أنا كذلك اقول تنفي القابلية هناك من اين تنفيها؟ من اين تنفي؟ (كلام أحد الحضور) جيد اذن انت تقول خاصة الانسان هذه انت تدعي أن هذه خاصة لي وغير موجودة في محل آخر, انت تدعي أن النطق والناطق بمعنى إدراك الكليات هذه مختصة بالإنسان, ما معنى مختصة بالإنسان؟ يعني موجودة في غير الانسان او غير موجودة؟ طيب هو يريد أن ينفي هذا القدر يقول يكفيني انه لا يوجد عندك دليل على العدم فقط يوجد دليل عدم العلم وعدم العلم ليس دليلا على العدم, هذا أولاً, ثم يترقى يقول بل يوجد دليل على الوجود وهو انه بعض هذه الموجودات يدرك الجزئيات والكلي موجود مع وجود الجزئي, واضح البيان.

    قال: هذه بالأمس قرأنا العبارة وظهور النطق لكل احد, قلنا هذه جواب عن سؤال مقدر, وهو انه اذا كانت كل الموجودات متكلمة فلماذا لا نعرف كلامها لا نسمعها لا تتكلم معنا لا نتكلم معها, يقول لا هذا من قبيل بعض الذبذبات دون كذا وبعض الذبذبات فوق كذا فهي موجودة ولكنه انت تسمعها او لا؟ لا تسمعها فعدم سمعها وعدم التكلم معها ليس دليلا على عدم وجود الكلام منها. وظهور النطق لكل احد بحسب العادة والسنة الإلهية موقوف على اعتدال المزاج الانساني يعني لعموم الناس متوقف على وجود شرائط وارتفاع موانع, يعني أن يحصل درجة من درجات الولاية الإلهية.

    أما الكمل الذين هؤلاء علم الله منهم (سبحانه وتعالى) ما يريدون فخلقهم على اعتدال المزاج, فأما الكمل فلا, لا يتوقف على اعتدال المزاج, لأنه هم يخلقون معتدلي المزاج, لكونهم مطلعين على بواطن الاشياء ملكوت الاشياء مدركين لكلام تلك الاشياء.

    هذا اذا كان المراد من النطق والناطق يعني التكلم, وما قال المتأخرون أن المراد بالنطق هو إدراك الكليات لا التكلم والكلام هذا فيه إشكالان:

    الاشكال الاول: مع كونه مخالفا لوضع اللغة فان الناطق والنطق يعني الكلام والتكلم, مع كونه مخالفا لوضع اللغة لا يفيدهم لماذا لا يفيدهم؟ لأنه موقوف على أن الناطق كالمجردة يعني تدرك الكليات الناطقة المجردة للإنسان فقط, أولاً ولا دليل لهم على ذلك, ما الدليل على أن الموجودات الأخرى لا تدرك الكليات, كل الذي لا يوجد عندهم لا يوجد عندهم شعور , لا يوجد عندهم علم انها تدرك الكليات, وعدم العلم والجهل بالإدراك ليس دليلا على عدم إدراك الكليات, كما أن عدم الوجدان ليس دليلا على عدم الوجود.

    ولا شعور لهم هؤلاء للناس الذين قالوا هذا الكلام, ولا شعور لهم أن الحيوانات لها إدراك كلي هذه ليس زائدة, أن الحيوانات وهو كذلك يقوله في الحاشية, الظاهر انها ليس زائدة, ولا شعور لهم الآن اقول الدليل انه لماذا ليس زائدة, لأنه يشكل قياس قياس من الشكل الاول, يقول: ولا شعور لهم على أن الحيوانات لها إدراك كلي هذه صغرى والجهل بالشيء لا ينافي وجود الشيء, والجهل بماذا؟ بليس او بإدراك؟ من الواضح أن الجهل بالإدراك لا الجهل بعدم الإدراك, لا معنى لان نقول والجهل بعدم الإدراك لا ينافي وجود الشيء, الجهل بالإدراك لا ينافي وجود الإدراك. الآن ينتقل الى المرحلة الجديدة يقول: لا لا فقط هذا بل يوجد عندنا أدلة على انها تدرك كثير من الكليات, الآن ليس بالضرورة عندما نقول انها تدرك الكليات يعني بالضرورة يدرك الكليات التي يدركها الانسان لا لا ليس بالضرورة, كما أن الناس كذلك, فان الناس جميعا يدركون الكليات العقلية على حد سواء, بل يبقى الانسان خمسين سنة في الحوزة ولا يدرك كليا عقليا واحدا ليس بالضرورة هذه, الكليات التي يدركها الفلاسفة يدركها عموم الناس, طيب ليس بالضرورة نقول يدرك الكليات يعني على الحد الاعلائي للانسان يدرك الكليات لا ليس الامر كذلك, كل بحسبه.

    قال: وإمعان النظر هذه انتقال الى مرحلة جديدة, المرحلة اللاحقة وهي انه بل الدليل على انها تدرك الكليات. وإمعان النظر في ما يصدر منها من هذه الموجودات من العجائب تعالوا الى الزنبور, تعالوا الى النمل تعالوا … هذه التي أشار إليها القران, لا أتكلم عن مكتشفات العلم الحديث التي هي فوق العجب, فوق العجائب, في ما يصدر من العجائب يوجب أن تكون لها ادراكات كلية هذا دليل, ودليل آخر وأيضاً لا يمكن إدراك الجزئي بدون إدراك كليه لأنه الكلي الطبيعي موجود بوجود فرده, إذ الجزئي هو الكلي مع التشخص, والله الهادي. هذا تمام الكلام في هذا التنبيه. أما ما ينبغي أن يقال في هذا التنبيه, بنحو الاجمال والسرعة أيضاً.

    الامر الاول الذي ينبغي أن يقال بان هذا التنبيه كان بصدد إثبات أن التمايز بين الانواع بأمور عرضية والمراد من العرض هو باب المقولات عرض باب المقولات ولكن الأدلة التي أقامها لإثبات هذا المدعى اثبت أن المميزات والتمايز بالعرض الذي هو في باب الكليات, ومن الواضح أن احدهما غير الآخر.

    سؤال: ما الفرق بين العرض في باب المقولات في مقابل الجوهر, والعرض في باب الكليات يعني العرضي في مقابل الذاتي؟ الجواب في جملة واحدة وقد قرأناه في البداية والنهاية ومواضع متعددة: إن العرض في باب المقولات أمر نفسي يعني لا يعقل لشيء اذا كان عرضا أن يكون بالقياس الى كذا عرض وبالقياس الى كذا جوهر لا لا أبداً, الجوهر جوهر ولا يخرج عن جوهريته والعرض عرض ولا يخرج عن عرضيته, أما بخلاف الذاتي والعرضي في باب الكليات فان الشيء قد يكون عرضيا بالنسبة الى شيء وذاتي بالنسبة الى شيء آخر, ضع يدك على الفصل اذا نسبته الى الجنس فهو عرضي اذا نسبته الى النوع فهو ذاتي, يعني الحمل الاولي او الشائع؟ هذا يأتي بعد ذلك, جنابك الشيخ أمس ذكر الآن أشير إليه إنشاء الله.

    التفتوا الفصل بالنسبة الى النوع ذاتي أم عرضي؟ جزء ذاتي او جزء عرضي؟ ذاتي لأنه فصل مقوم وهو ذاتي او عرضي؟ ذاتي, اذن في باب المقولات الامور نفسية اذا كان جوهر فلا يكون الا جوهر وإذا كان عرضا فلا يكون الا عرضا, أما في باب الكليات العرضي قد يكون عرضيا بالنسبة الى شيء وذاتي بالنسبة الى شيء آخر, هذه الملاحظة الاولى.

    الملاحظة الثانية التي أشار إليها هو انه: ما ذكره في آخر الجملة قال وأيضا لا يمكن إدراك الجزئي بدون إدراك كليه, هذا الكلام فيه خلط بين الكلي الطبيعي والكلي العقلي, صحيح أم لا, ما هو الكلي الطبيعي؟ الكلي الطبيعي يعني الانسان نفس الماهية وأتصور الذي أوقعه هو تعبر الكلي, سميت الطبيعة بالكلي الطبيعي فتصور أن هذا هو الكلي المبحوث عنه انه من خاصة الانسان, الذي هو من خاصة الإنسان هو إدراك الكليات بمعنى تلك الجهة المشتركة بين الاشياء يعني ما لا يمتنع فرض صدقه على كثيرين والكلي الطبيعي ما لا يمتنع فرض صدقه على كثيرين او نفس الانسان؟

    نعم سمي كليا لوجوه متعددة, هذا وجه التسمية الاخوة اذا يريدون أن يراجعوا يراجعون الاسفار الجزء السادس ص20 يقول: تسمية نفس الماهية كالإنسان بالكلي لعله لوجوه في الحاشية الحكيم السبزواري, أوله انه اصطلاح خاص ولا مشاحة في الاصطلاح في أن تسمى الطبيعة لا كلية ولا جزئي تسمى كلي بالاشتراك اللفظي ما المحذور في ذلك, يوجد محذور في ذلك, نصطلح على ما ليس كليا بالمعنى ما لا يمتنع فرض صدقه على كثيرين نسميه كليا هذا لفظ اصطلاح, او تسمية او من باب تسمية الشيء باسم ما يؤول إليه في الذهن لأنه هذه الطبيعة اذا جاءت في الذهن ماذا يحمل عليها؟ كلي او جزئي؟ الانسان في الخارج جزئي, أما نفس هذا الانسان الحيوان الناطق اذا جاء في الذهن جزئي او كلي؟ كلي اذن سميت الطبيعة بالكلي بلحاظ ما ستؤول إليه, بهذه العلاقة. والذي هو خاصة الانسان هو الكلي الطبيعي إدراك الكلي الطبيعي او إدراك ما لا يمتنع فرض صدقه على كثيرين أي منهما؟ الثاني, وهو خلط الموجود بوجود أفراده هو الكلي الطبيعي او الكلي العقلي؟ والكلي الطبيعي ليس هو الخاصة للانسان الذي هو خاصة للانسان هو الكلي العقلي وهذا ما أشار إليه أيضا شيخنا الاستاذ شيخ حسن زادة في الحاشية قال: أن كان كليا طبيعيا فقول الحكماء الحيوانات لا تدرك الكليات بنحو الاطلاق غير صحيح, نعم لو قالوا لا تدرك الكلي العقلي فله وجه, هذه الملاحظة الثانية في المقام.

    الملاحظة الثالثة: التي اشرنا إليها بالأمس هو انه قال انه بناء على ما تقدم تتمايز, ما الفرق بين الاشخاص وبين الانواع؟ قال: أن الاشخاص والأنواع جميعا تتمايز بالأعراض ولكن اذا كان العرض كليا فهو تمايز نوعي اذا كان جزئيا فهو تمايز شخصي, بالأمس ذكرنا هذا في عبارته قال: بأنه والفرق بين المعاني المنوعة والمشخصة؟ الجواب: الكلام غير صحيح فانه بالإضافة الى الكلية والجزئية التي ذكرها فان الانواع تتمايز بجزء ذاتي والاشخاص تتمايز بأمور خارجة عن الذات, الانواع تتمايز بالفصول والفصول امور ذاتية لا عرضية لأنه نحن ننسب الفصل الى النوع اذا كنا ننسب الفصل الى الجنس كان عرضي أما نسبة الفصل الى النوع ما هو ذاتي اذن التمايز بين الانواع بأمور ذاتية والتمايز بين الاشخاص بأمور عرضية هذا الكلام أيضاً غير تام.

    السؤال الاساسي المطروح هنا التفتوا جيدا الذي أتصور محل البحث كله هو هذا, في النتيجة هل الفصل للنوع جوهر او عرض؟ لماذا تسألون هذا السؤال؟

    الجواب: واضح, لأنه نحن نسأل عن الفصل والفصل ممكن او واجب؟ ممكن والممكن أما جوهر وأما عرض اذن من حقنا أن نسأل أن الفصل هل هو جوهر او هو عرض؟

    الجواب: عندما نأتي الى البرهان والاستدلال العقلي نجد انه يثبت لنا انه لا هو جوهر ولا هو عرض يعني يستحيل أن يكون الفصل جوهرا ويستحيل أن يكون الفصل عرضا, لماذا؟ برهانه الاخوة يتذكرون في نهاية الحكمة السيد الطباطبائي في لعله المرحلة الخامسة في ص82 قال: ففصول الجواهر ليست بجواهر يستحيل أن تكون جواهر, يعني ضع يدك على أي نوع جوهري, ضع يدك على الإنسان طيب لا اشكال ولا شبهة الحيوان جوهر او ليس بجوهر؟ الحيوان جوهر, سؤال: الناطق جوهر او ليس بجوهر؟ ماذا تقول؟ يقول يستحيل أن يكون جوهر, لماذا؟ لأنه نضع يدنا على هذا الفصل الذي هو الناطق اذا كان جوهرا فصار الجوهر يكون الجوهر جزءا خاصا أم مشتركا؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ لأنه فصل البقر أيضاً جوهر فصل الحمار أيضاً جوهر فصل الغنم أيضاً جوهر, اذن يكون جوهر فاحتاج الفصل الى فصل يميز فيه هذا الجوهر, طيب ننقل الكلام الى الفصل الثاني جوهر او ليس بجوهر؟ فلذا قال: وذلك لأنه لو اندرج الفصل تحت جنسه وهو الجوهر افتقر الى فصل يقومه وننقل الكلام الى فصله ويتسلسل بترتب فصول غير متناهية الى آخره.

    عرض او ليس بعرض؟ (كلام أحد الحضور) لا لا عرض باب المقولات, عرض أم لا؟ محال أن يكون عرض لأنه هذا نوع جوهر والفصل مقوم للنوع فيلزم أن يكون نوعا جوهريا متقوما بأمر عرضي يعقل هذا او لا؟ لا يعقل.

    عجيب هذا اذن صار واجبا اذا هو ليس بجوهر ولا عرض ونحن عندنا التقسيم الموجود انه أما واجب وأما ممكن والممكن أما جوهر وأما عرض, وهنا ثبت لنا أن الفصل لا جوهر ولا عرض اذن ممكن او ليس بممكن؟ فإذن هو واجب وأدلة وحدانية الواجب تبطله اذن ماذا نفعل؟ التفتوا جيدا , هذه من الاسئلة الاساسية التي تميز المباني الفلسفية.

    اتفقت كلمة الحكماء مشائين إشراقيين حكمة متعالية اتفقت كلمة الحكماء أن الفصل المقوم لا جوهر ولا عرض, وليس بواجب جزما ليس بواجب لأنه فصل الانسان لا يمكن أن يكون واجبا, اذن ما هو؟ هنا توجد نظريتان فهمان اتجاهان في فهم حقيقة الفصل التفتوا جيدا.

    الاتجاه الاول: وهو اتجاه المشائي العام, يعتقد بان الفصل وان لم يكن جوهرا ولا عرضا لا لأنه فوق الجوهرية والعرضية بل دون الجوهرية والعرضية, كما انه انت تقول الممتنع لا يحتاج الى علة, لماذا لا يحتاج الممتنع الى علة؟ لأنه فوق الاحتياج او دون الاحتياج؟ دون الاحتياج, يقولون هذا الفصل لا جوهر ولا عرض لأنه دون الجوهر والعرض, اذن ما هو؟ يقولون هو عرضي لا جوهر ولا عرض وإنما هو عرضي, أوضحه لك.

    ما معنى عرضي؟ وان كان بالإسفار نحن أوضحنا بيناه مفصلا بشكل دقيق الاخوة الحاضرين في الاسفار يعلمون.

    انظروا اخواني انتم تعالوا الى جسم أمامك الآن هذا الجدار ابيض في الواقع الخارجي ماذا يوجد عندك؟ عندك جدار وبياض وابيض يعني ثلاثة أشياء توجد في الخارج او يوجد شيئين في الخارج؟ شيئين يوجد في الخارج, يعني ما بإزاء تنتزع منه انت ثلاثة امور يعني جسم وله بياض وهو ابيض, هذه ثلاثة مفاهيم ولكنه هل يوجد بإزاء كل مفهوم شيء في الخارج او لا يوجد؟ لا يوجد, ما بإزاء الجسم يوجد, ما بإزاء البياض يوجد, أما ما بإزاء الأبيض يوجد او لا يوجد؟ لا يوجد, اذن هذا الأبيض من اين جئت به؟ يقول: جئت به من اتصاف الجسم بالبياض العقل انتزاع الأبيض هذا المفهوم, اذن الأبيض ليس له ما بإزاء, طيب اذا لم يكن له ما بإزاء يكون له ماهية او لا؟ ماذا تقولون؟ له ماهية او لا؟ لا يمكن أن يكون له ماهية لأنه الماهية ما هي؟ حد وجود الشيء الخارجي, طيب اذا لم يكن للشيء ما بإزاء في متن الاعيان له ماهية او لا؟ ليس له ماهية.

    ومن هنا قالوا أن الأسود وهو العرضي في مقابل السواد وهو العرض او الأبيض وهو العرضي في مقابل البياض الذي هو العرض, أن المتكمم في قبال الكم, الحار في مقابل الحرارة هذه لها ماهيات او لا؟ ليست لها ماهيات لماذا؟ ليس لها وجود, ونحن عندما نقول الممكن أما جوهر وأما عرض يعني مقصودنا الموجود الممكن, الممكن الموجود وما لا وجود له اذن جوهر او عرض؟ لا جوهر ولا عرض لماذا؟ سالبة بإنتفاء الموضوع, لا وجود له حتى يكون له جوهر او عرض, ما ادري واضح هذا الكلام او لا, التفتوا الى هذه الجمل.

    لذا السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في حاشيته التي نحن في الاسفار الاخوة وقفوا معنا على هذه الحاشية في الجزء الاول ص427 هذه حاشيته يقول: فأنها أي العرضيات يعني الأسود الأبيض .. ونحو ذلك يعني كل المشتقات فأنها لا مطابَق لها بحسب الحقيقة في الخارج, إنما المطابَق في الخارج ما هو هو للموضوع ولعرض الموضوع للجسم ولسواده ولبياضه ولحرارته هذا الموجود, أما العرضي ما هو؟ المنتزع من قيام العرض بموضوعه, اذن العرضي من اين ينتزع؟ اذا اتصف شيء بشيء آخر, وعندما اقول اتصف يعني كان وجوده في نفسه لنفسه او لغيره؟ أي منهما؟ يعني عندما اقول اتصف يعني له وجود في نفسه او عند وجوده لغيره؟ اتصف يعني صار وصفا لغيره يعني الوجود الناعت للشيء الوجود الناعت للعرض لا الوجود النفسي للعرض, لذا انت عندما تعرف العرض تقول: وجوده في نفسه عين وجوده لغيره, هذا الوجود النفسي له يعني في نفسه, الوجود الناعتي يعني لغيره, هذا الوجود النفسي له ماهية أما الوجود الناعتي له ماهية او لا؟ ومن هذا الوجود الناعتي هذا الوصف ننتزع العرضي ننتزع الأسود.

    قال: بقيام العرض بموضوعه كالأسود المنتزع من قيام السواد بالجسم, فلا مطابِق له بالحقيقة له ما بإزاء او لا؟ ليس له ما بإزاء له ماهية او لا؟ لا ليس له ماهية, اذا لم يكن له ماهية اذن هو فوق الماهية حتى يصير واجب الوجود او دون الماهية؟ دون الماهية اذن صحيح انه هذا العرضي لا جوهر ولا عرض لأنه دون, هذا من قبيل ما قلنا أن الماهية غير مجعولة لأنها فوق الجعل او دون الجعل؟ قلنا لأنها دون الجعل لا انها غير مجعولة لأنها فوق الجعل. نفس هذه النسبة تعالوا فيها الى الفصل, هذا العرضي اتضح في العرض والعرضي, الفصل كذلك اخواني له نحوان من التحقق: وجوده في نفسه ووجوده للجنس, صحيح, هذا الناطق لأي شيء موجود؟ موجود للحيوان عرضي يعني ماذا عرضي؟ يعني وجوده لغيره اذن هناك جهة اشتراك بين العرضي او العرض وبين الفصل, العرض له وجود لغيره والفصل له وجود لغيره هذه جهة الاشتراك أما جهة الامتياز ما هي؟ أن العرض متقوم بموضوعه أما الفصل متقوم او مقوم لموضوعه؟ متقوم بالجنس او مقوم للجنس؟ مقوم مقوم للنوع محصل للجنس, يعني العرض يحصل الجوهر او يقوم بالجوهر؟ يعني مملوك للجوهر او مالك للجوهر؟ أي منهما؟ العرض مملوك للجوهر او مالك الجوهر؟ مملوك لأنه قائم به, أما الفصل مالك للجنس او مملوك للجنس؟

    اذن تبين خلاف مبنى الأصوليين أن هذا وجوده لغيره هذه اللام مستعملة في المالكية والمملوكية, اذا وضعت يدك على العرض فهو وجوده في نفسه عين وجود لغيره والمراد من هذه اللام ليس اللام الملكية بل لام المملوكية أما اذا قلت الفصل للجنس فهذه اللام للمالكية او للمملوكية؟ ومن هنا تجدون أن الاعلام ميزوا بين ما يقوم به العرض وما يقوم به الفصل, قالوا الاول موضوع والثاني محل, ما ادري واضح.

    هذه نظرية من؟ نظرية المشائين, اذن نظرية المشائين تقول هذا المعنى والتي شرحنا السيد الطباطبائي التفتوا جيدا في الفصل السادس من المرحلة الخامسة قال: قد تقدم البحث في تقدم الوجود لنفسه ولغيره, يعني العرض, أن الوجود في نفسه هو الذي ينتزع عنه ماهية الشيء لان له ما بإزاء , وأما لاعتبار وجوده لشيء فلا ينتزع عنه ماهية طيب اذا لم ينتزع عنه ماهية فلا جوهر ولا عرض, وان كان وجوده لغيره عين وجوده في نفسه هذا ليس محل الكلام, والفصل ما هو الفصل؟ وجوده في نفسه أم لغيره؟ يقول والفصل مفهوم مضاف الى الجنس حيثيته انه مميز ذاتي للنوع وجوده للجنس فلا ماهية له من حيث انه فصل, فلا ماهية له من حيث انه فصل لأنه واجب الوجود او انه دون الماهية؟

    اذن هو جوهر أم عرض؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ لأنه لا ماهية له, ونحن نسال عما له ماهية.

    بعبارة أخرى: انت في المعاني الحرفية ماذا تقول جوهر أم عرض؟ المعاني الحرفية جوهر أم عرض؟ لا جوهر ولا عرض لماذا؟ لان المعاني الحرفية لها ماهية او لا؟ ليس لها ماهية فلا جوهر ولا عرض. هذا كلام من؟ كلام المشائين.

    الحكمة المتعالية قالت: لا, الفصل لا جوهر ولا عرض لا لأنه دون الجوهر والعرض لأنها فوق الجوهر والعرض لان الفصل نحو من انحاء الوجود والوجود غير الماهية, سؤال: وجودك جوهر أم عرض؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ لأن الوجود لا فصل له لا جنس له لا عرض, أساساً هذه جوهر وعرض وذاتي وعرضي و.. الى آخره, هذه مقسمها جميعا ماذا؟ جميعا الماهية مقسمها والفصل ماهية او وجود؟ اذن لا معنى انه السؤال خطأ لأنه مقسم الجوهرية والعرضية هو الماهية والفصل سنخ من الوجود نحو من الوجود, والوجود لا جوهر ولا عرض.

    اذن المشاؤون, طبعا هذه الجملة انه الوجود لا جوهر ولا عرض نحن مرارا بيناها للاخوة ما هي معناها عند الحكمة المتعالية, اذا تتذكرون عند الحكمة المتعالية نحن قلنا اذا وضعنا قائمة هنا ونجعل فيها الوجودات وقائمة هنا نضع فيها الماهيات, الآن أنا اعدد لك: الانسان اين أضعه؟ أضعه في قائمة الماهيات, مثل افترض انت تجعل قائمتين: قائمة حسنات وقائمة سيئات, اقول لك الصدق اين تضعه؟ في الحسنات الكذب في السيئات, وهذه واضحة, الآن كذلك يوجد عندنا قائمتين في الفلسفة صدر المتألهين وضع لنا قائمتين: قائمة الوجودات وقائمة الماهيات, الامكان اين تضعه؟ (كلام أحد الحضور) لا هنا ولا هناك يعني لا وجود ولا ماهية اذن ماذا؟ (كلام أحد الحضور) الامكان وصف ماذا؟ (كلام أحد الحضور) لا تذهب الى هناك الوجوب اين تضعه؟ تضعه في الماهيات (كلام أحد الحضور) يعني ماذا؟ نحن يوجد عندنا في الماهيات وجوب شيخنا؟ رأيت في مكان ما احد يقول الماهية فيها وجوب, الماهية ينسب إليها الوجوب أي ماهية؟ (كلام أحد الحضور) الوجوب أنا اسأل, اين تضعه؟ القدم اين تضعه؟ هذه كلها مفاهيم فلسفية اين تضعها؟ يعني في قائمة الوجودات. فالموجود إما واحد او كثير, الموجود إما قديم او حادث, الموجود أما .. انت يوجد عندك مكان يقول الماهية أما بالقوة او بالفعل الماهية أما .. لا يوجد, يوجد عندك الماهية أما جنس او فصل, الماهية أما جوهر او عرض, الماهية أما كم او كيف,..

    الآن السؤال المطروح هنا: عندما نقول ناطق اين نضعه نضعه هنا او هناك؟ واضح صار.

    نعم المبنى صدر المتألهين يقول: هذا نحو من انحاء الوجود هذا داخل في القدم والوحدة والكثرة والوجوب والوجود و… نضعه هنا.

    اذن اذا سئل عنه جوهر أم عرض؟ نقول لا لا جوهر ولا عرض لماذا؟ لأنه هذا وجود, أما قل للمشائين الناطق جوهر أم عرض؟ يقول: لا جوهر ولا عرض تقول لماذا؟ يقول: يا أخي هذا دون الجوهر هذا لا تحقق له.

    انظر الفاصلة كم هي ذاك يقول أن الفصل نحو من انحاء الوجود الخارجي اذن له ما بإزاء او ليس له ما بإزاء؟ ولكنه الذي ينتزع منه مفهوم فلسفي, أما هذا ماذا يقول يقول له ما بإزاء او لا يقول له ما بإزاء؟ ليس له ما بإزاء, ما ادري استطعت أن أوصل المطلب.

    على هذا الاساس عندما تأتون الى المنطق, طيب اذا سالت ما هو الانسان؟ وقلت لي حيوان ناطق, سؤال صحيح وجواب تام, لو قلت لك ما هو الانسان؟ وقلت لي ناطق صحيح او خطأ؟ (كلام أحد الحضور) جزاك الله مبنى المشائين لماذا يكون خطأ؟ لأنه هذا ليس ماهية حتى تقول أنا أريد أن تجيب انت بالماهية أما تامة وأما ناقصة والناطق لا ماهية تامة ولا ماهية ناقصة, لذا انظروا بلي  (كلام أحد الحضور) لا الجنس يصير حد ناقص, التفتوا جيدا.

    قال: هذا في الجوهر النظيف, قال: كل واحد من الانواع المندرجة تحت جنس يختص بشيء يميزه عن الآخر مغاير لما به الاشتراك وهو خصوصية كل نوع من تلك الانواع, وتلك الخصوصية التي هي الفصل, لما كانت مميزة كانت صالحة للجواب عن السؤال بإيما هو في جوهره فإذا سالت هذا الحيوان أي شيء هو في جوهره؟ تقول ناطق, فناطق يأتي للتمييز لا لبيان الماهية, أيما هو في جوهر, إنما يطلب التميز ولا يصلح لجواب ما هو, ناطق لا يصلح لجواب ماذا؟ نعم يصلح لان يقول أيما هو شيء في جوهره.

    تبقى عندنا القضية الأخيرة, التي هذه الى غد وهي أن الحمل بين الجنس والفصل والنوع حمل ذاتي أولي او حمل شائع صناعي.. ويأتي.

     

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/01
    • مرات التنزيل : 1517

  • جديد المرئيات