نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (94)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    قبل الدخول في هذا التنبيه الآخر الذي قال: والعرض كما انه بالذات طالب لمحل يقوم به هو الجوهر وذلك الجوهر أيضاً طالب للعرض ليظهر به, بقي عندنا أمر أخير او أمران من البحث السابق يعني من التنبيه السابق.

    الامر الاول: الذي ينبغي أن نقف عنده: هو أن الحمل بين الجنس والنوع في قولنا الانسان حيوان والحمل بين النوع والفصل في قولنا الانسان ناطق, هل هو او هل هما من الحمل الاولي او من الحمل الشائع, يظهر من المشهور كما ذكر بعض المعلقين على النهاية أن المشهور هو أن الحمل بينهما هو حمل شائع وان هذا رأي وان الحمل الاولي بين النوع والجنس وبين النوع والفصل انه حمل أولي انفرد به السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه لذا الشيخ الفياضي في الجزء الاول ص298 هذه عبارته يقول: ثم لا يخفى عليك أن هذا الرأي اعني عد حمل كل من الجنس والفصل على النوع حملا أوليا رأي لم يسبقه إليه احد لان الحكماء قبله عدوا هذا الحمل حملا شائعا, طبعا أنا قلت له أن هذا ليس مختص بالسيد الطباطبائي, قال من قاله؟ قلت له القيصري, قال أنا درست القيصري قلت له راجع فلان مكان موجود هذا المطلب, بالأمس كنا في مكان فرأيت الشيخ الفياضي قلت له هذا الذي انت قلته يوجد مسبوق الا مثل ما تقول لم يسبقه احد من الحكماء باعتبار أن الشيخ القيصري ليس من الحكماء من العرفاء لعله مقصودك هذا ولكن أنا الذي افهمه من عبارتك كأنك تريد أن تقول أن هذا القول لا يوجد عند احد غيره, وإلا اذا كان المقصود فقط الحكماء بلي, على أي الاحوال. السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه لعله في موضعين من النهاية يعتبر هذا الحمل حملا أولياً لا حملا شائعا.

    الموضع الاول في ص81 من النهاية يقول: أن كلا من الجنس والفصل محمول على النوع حملا أوليا, يعني قولك الانسان ناطق الانسان حيوان هذا ليس حملا شائع وإنما هو حمل أولي, هذا المعنى أشار إليه في ص81.

     

    وكذلك أشار إليه في ص142 هذه عبارته هناك يقول: احدهما أن يتحد الموضوع والمحمول مفهوما مع اختلافهما في نوع من الاعتبار, الآن يجعل في ضمن هذا الحمل الاولي يجعله له اقسام ثلاثة, يقول: اذا اختلفا بالإجمال والتفصيل, كالإنسان حيوان ناطق, اذا اختلفا بالإبهام وغيره كقولنا الانسان حيوان, فان الجنس هو النوع مبهما, والاختلاف بالتحصيل وغيره كقولنا الانسان ناطق فان الفصل هو النوع محصلا, اذن هذه كلها يجعلها من اقسام الحمل الاولي, مواضع متعددة يشير الى هذه المعنى. طيب في النتيجة هل هو حمل أولي او حمل شائع.

    مقدمة لابد أن نعرف انه ما هو ملاك الحمل الاولي وما هو ملاك الحمل الشائع؟ اخواني الاعزاء بعض الاحيان الامثلة توقع الانسان في لبس من الضابط هو مثال ولكن يوقعه في اللبس من جهة الضابط, عادة نحن عندما نذكر الحمل الاولي نضرب مثالين له أما الانسان انسان وأما الانسان حيوان ناطق, السؤال: بين الانسان انسان وبين الانسان حيوان ناطق توجد عينية او اتحاد؟ احسنتم توجد عينية فان الحيوان الناطق عين الانسان والانسان عين الحيوان الناطق, الانسان عين الانسان والانسان عين الانسان, فنتصور لان الامثلة فيها هذه العينية, نتصور أن ملاك الحمل هو العينية مع أن ملاك الحمل ليس هو العينية بل ملاك الحمل هو الاتحاد, طيب اذا كان ملاك الحمل هو الاتحاد الآن نسأل بين الحيوان والانسان من حيث المفهوم يوجد اتحاد او لا يوجد؟ (كلام أحد الحضور) طيب اذا كان هكذا فالحيوان الناطق غير مفهوم هذا المفهوم غير هذا, (كلام أحد الحضور) انت تقول حمل أولي, انت جنابك في النتيجة لابد أن تقول فقط الانسان انسان حمل أولي, مع انه تقول الانسان حيوان ناطق أيضاً حمل أولي, اذا هذا القدر تريد أن تجعله ملاك في الاختلاف في المفهوم, فكما يوجد بين الانسان والحيوان مغايرة مفهومية بين الحيوان والانسان الناطق فمن باب أولى أن تكون مغايرة مفهومية مع انه هناك تعتبره لا توجد مغايرة.

    اذن يتضح بأنه ملاك الحمل الاولي هو الاتحاد المفهومي يعني ماذا الاتحاد المفهومي؟ يعني هذا المعنى من هذا المضمون من هذا المفهوم هو هذا المضمون الموجود في المفهوم الآخر, والانسان يوجد فيه مضمون الحيوانية او لا يوجد فيه؟ يوجد, نتكلم في عالم المفاهيم, الفارق اخواني الاعزاء, الاصلي بين الاولي وبين الشائع أن الاولي في عالم المفاهيم لا علاقة لك بالوجود أبداً, أما في عالم الحمل الشائع النظر لماذا؟ لهذا يعبر عن الحمل الشائع بالحمل الوجودي, وعندما تعبرون عن الاولي تصطلحون عليه بالحمل المفهومي او الماهوي, لماذا تعبرون عنه؟ لأنه تريد أن تتكلم في عالم المفهومية أن هذا المفهوم نسبته الى هذا المفهوم ما هو؟ هل أن هذا المفهوم نسبته الى هذا المفهوم يوجد بينهما نحو من العينية او الاتحاد او لا يوج؟ أما اذا تأتي بينك وبين الله الى زيد قائم في عالم المفهومية يوجد نحو من الاتحاد بينهما, يوجد نحو من العينية بينهما؟ لا فان هذا جوهر وهذا عرض اذن من اين تقول زيد قائم؟ يقول من الاتحاد الوجودي الموجود بينهما خارجا, لان زيد والقيام وجدا بوجود واحد, أما الآن اقطع عن النظر عن الوجود الخارجي وانظر الى المفهوم, الانسان توجد فيه حيوانية او لا توجد؟ توجد فيه الحيوانية, الانسان توجد فيه الناطقية او لا؟ توجد فيه الناطقية اذن الانسان حيوان الانسان ناطق ماذا يكون؟ يكون حملا أولياً, هذا البيان الذي يريده السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه, هذا الامر الاول.

    الامر الثاني: الذي يثبت الحمل بينهما حمل أولي لا شائع, طبعا يكون في علمك أن شيخنا الاستاذ شيخ جوادي أيضاً يتبع السيد الطباطبائي في هذه المسألة أيضا قائل أن الحمل بينهما حمل أولي, لا حمل شائع.

    الامر الثاني او الشاهد الثاني الذي يثبت أن الحمل بينهما أولي لا شائع: تعالوا معنا الى الاسفار الجزء الاول ص296 عندما يأتي الى ضابطة الحمل الشائع يقول: لابد من وجود شرطين: احد هذين الشرطين أن يوجد في الموضوع اثر من آثار المحمول يعني عندما اقول زيد قائم هذا القيام له اثر أثره يكون اين موجود؟ في زيد والا اذا لم يكن هذا الأثر موجود في زيد فهل يحمل عليه القيام او لا يحمل؟ بعبارة أخرى: اذا تتذكرون قلنا لكي يندرج شيء تحت شيء لابد أن يكون ماذا تترتب على المندرِج آثار المندَرج تحته والا لا يكون مندرجا تحته, لذا عبارته هذه: قال كونه موجوداً أن يكون مفهوم تلك الحقيقة مع الشرط الاول, الشرط الثاني: أن يترتب عليه أثره يعني أن يترتب على الموضوع اثر المحمول والا اذا لم يترتب على الموضوع اثر المحمول فهل الموضوع مندرج تحت المحمول او لا؟ غير مندرجا. اذا قلنا الانسان ناطق او الانسان حيوان ليس حملا أوليا اذن هو أي حمل؟ حمل شائع لأنه نحن لا يوجد عندنا اقسام ذاك الحمل الحقيقة والرقيقة حمل آخر اذا تتذكرون, نحن يوجد عندنا نوعان من الحمل حمل أولي وحمل شائع, طيب اذا لم يكن أولياً فيكون شائعا طيب ليكون شائعا لابد أن يكون الانسان فيه آثار الحيوانية حتى يكون مندرجا تحت الحيوان لان الفرض احدهما غير الآخر مفهوما, الاتحاد ليس مفهومي بل الاتحاد وجودي فإذا كان الاتحاد وجودي يعني آثار المحمول لابد أن تظهر اين؟ في الموضوع ونحن هذا الحيوان الذي نقوله في الذهن توجد له آثار الحيوانية او لا توجد؟ لا توجد, اذن الحمل ليس بشائع.

    هذان شاهدان لإثبات مدعى القيصري على أن الحمل بين الجنس والنوع والفصل والنوع حمل أولي لا شائع, اذن عالم المفهومية بغض النظر, افترض انه نحن أصلا في الخارج انسان لا يوجد عندنا, ممكن او لا؟ الانسان حيوان او ليس بحيوان؟ أما اذا زيد ليس قائما في الخارج تستطيع أن تقول زيد قائم؟ لا, أما زيد حيوان لابد أن يوجد انسان أصلاً لا يوجد انسان ولكن حيوان او ليس بحيوان؟ نعم حيوان حقيقة.

    يبقى تعليقة أخيرة نقرأها للسيد الإمام + الذي يوجد عنده تعليقة قيمة على مقدمة الفصوص وعلى نفس الفصوص, التي فيها حاجة إنشاء الله نقرأها.

    هناك يوجد عنده تعليقة في ص28 من تعليقاته على مقدمة الفصوص, يقول: في الجوهر والعرض على طريقة أهل الله, طبعا هذا الذي سوف يشير إليه هذا شرحناه مفصلا كأنه خلاصة عما تقدم الى هنا, قبل أن ندخل في التنبيه.

    يقول: قوله في الجوهر والعرض,  والجوهر عند أهل الله هو الوجود المنبسط والظهور القيومي من الحضرة الإلهية, ذكرنا في ما سبق بأنه هذا الوجود المنبسط ظل مقام او مظهر مقام الواحدية وهو ظل الفيض الاقدس الأحدي, والاسم الأعظم بالوجهة الغيبية الاحدية, هذا كله تام على الفيض الاقدس أن هذا الوجود المنبسط ظل ومظهر ذلك الشيء, والاعراض تعينات الفيض القيومي, بالنسبة الى هذا الوجود المنبسط توجد اعراض هذه الاعراض من اين تبدأ؟ قال: من العقل الى الهيولى هذه كلها اعراض في هذا الوجود المنبسط, لذا قلنا على طريقة أهل الله الجوهر والعرض يوجد عندنا جوهر واحد هو الوجود المنبسط وتوجد عندنا اعراض تبدأ من العقل الاول وتنهي الى الهيولى الاولى.

    قال: من العقل الى الهيولى ظل التعينات الاسمائية في الحضرة الواحدية, وهذا المعنى أيضاً ذكرناه انه كما أن الوجود المنبسط ظل الذات يعني مظهر الذات الاعراض كذلك مظهر التعينات والكلام الوجود مظهر الاسماء الإلهية, هذه نقطة.

    النقطة الثانية: والاعراض دائما مكتنفات, هذه والجواهر دائما مكتنفات إشارة الى هذا التنبيه الآخر الذي الآن لم اقرأه, اقرأ واشرح التنبيه بعد ذلك أطبق أبين عبارة السيد الإمام.

    محل الشاهد: في التنبيه الذي أشار إليه, وهو بيان الجوهر واعرض على طريقة أهل النظر انظروا الى عبارته يقول: لا يخفى أن ما ذكره في هذا التنبيه , بتعبير صدر المتألهين عندما كان او عندما ينفرد برأيه يحاول أن يأتي بشاهد من هنا وشاهد من هناك حتى يخرج بتعبيره عن وحدة الوحدة, الآن نحن باعتبار انه ناقشنا هذا التنبيه من أوله الى آخره حتى نقول أن هذه المناقشة لا نحن فقط ناقشناها الاعلام لا يقبلون أيضا.

    يقول: إنما ذكره في هذا التنبيه مخالف لما ذهب إليه أهل النظر, هذا التنبيه الذي ذكره وهو انه أراد أن يطبق الجوهر والعرض على أهل النظر على الجوهر والعرض عند أهل الله لا توجد مطابقة او لا توجد؟ ولا محذور هذا فهم وهذا فهم, وبتعبير شيخ جوادي هذا التعبير فهم دقيق وذاك أدق  لا مشكلة, الآن لماذا أن ما وصلت إليه لابد من الآخرين يصلوا إليه, الآن أن قالوا فبها ونعمت وان لم يقولوها فلا مشكلة.

    مخالف لما ذهب إليه أهل النظر في باب الجواهر الجنسية والنوعية وكذلك في باب الاعراض العامة والخاصة فان اختلاف الجواهر الجنسية بالجواهر الفصلية عند أهل النظر لا بالاعراض الكلية, هو قال بأنه أن الانواع تتمايز في ما بينها بالاعراض كما أن الاشخاص تتمايز في ما بينها بالاعراض, ولكن الفارق انه في الانواع اعراض كلية وفي الاشخاص اعراض جزئية, قال: لا ليس بالاعراض الكلية كما قال. وبالجملة كل ما ذكره مخالف للتحقيق عند أهل النظر كما هو واضح, وقد بينا خمسة او ستة إشكالات في ما سبق.

    تعالوا الى التنبيه الثاني: في ما يتعلق بالتنبيه الثاني هذا التنبيه يمكن تطبيقه على أهل الله ويمكن تطبيقه على أهل النظر, كلاهما هذا التنبيه بالنسبة إليه صحيح, بنحو من الانحاء.

    في هذا التنبيه يريد أن يقول هذا المعنى وهو: أن كل جوهر او أي جوهر لا ينفك عن عرض وان أي عرض لا ينفك عن جوهر, عدم انفكاك الاعراض عن الجواهر واضح, لماذا؟ لان وجوده لغيره فلا معنى لأن ينفك عن الجوهر, أما عدم انفكاك الجواهر عن الاعراض يحتاج الى بيان.

    أصل عدم الإنفكاك تام من الطرفين وهذا لا اشكال فيه, وعدم انفكاك العرضي عن الجوهر واضح, على مباني أهل الله, فانه تابع والتابع يحتاج الى متبوع وعلى مباني أهل النظر واضح لان وجوده لغيره, فلابد من وجود الغير وكل ما في الغير لابد أن ينتهي الى ما لنفسه, كيف أنه ما للغير لابد أن ينتهي الى ما بالذات, هنا أيضا اذا كان, والثاني أيضا لغيره فيتسلسل لا الى نهاية, لابد أن ننتهي الى وجود وجوده في نفسه لغيره وهو الجوهر.

    اذن حاجة العرض الى الجوهر بناء على نظر أهل الله أهل النظر, واضح, أما ما الحاجة الى الطرف الآخر؟

    الجواب: في جملة واحدة يقول: أن الجوهر لا يمكن أن يظهر لنا الا من خلال عرض من الاعراض وبعبارة أخرى: الا من خلال تعين من التعينات, فهذا أيضاً لا ينفك عن العرض, كما أن العرض لا ينفك عن الجوهر, كذلك الجوهر لا ينفك عن الاعراض.

    الآن سؤال وهنا لم يبحثه ولم يطرحه انه يعني يستحيل أن يظهر او انه ما وقع لم يظهر الا من خلال التعينات أي منهما؟ هذه القضية مسكوت عنها فقط الذي يبينه أتصور في مقام الوقوع لا في مقام الامكان والامتناع.

    في ما يتعلق باحتياج العرض الى الجوهر مرتبط بمقام الثبوت الامكان والامتناع أما في احتياج الجوهر الى العرض أيضا مرتبط بمقام الثبوت يعني الامكان وعدم الامكان او انه الواقع هذا؟ الجواب: انه القدر الذي يتضح انه الواضح هو هذا.

    هذا البحث اذا تتذكرون كان يوجد عندنا قريب منه في ما يتعلق بقاعدة الواحد, يتذكر الاخوة: انه عندما نأتي نجد أن الحكمة الإلهية اقتضت أن يصدر منه واحد, السؤال المطروح هنا هو انه كان يمكن أن يصدر منه أكثر من واحد في عرض واحد او لا يمكن؟ والقائلين بقاعدة الواحد قالوا الواحد لا يصدر منه الا واحد, يعني لا يمكن منه أن يصدر منه الا واحد, ونحن في نهاية الحكمة ناقشنا وفي مواضع أخرى ناقشنا قلنا لا نحن نعتقد بالقاعدة ولكنه الواحد لم يصدر منه الا واحد, لا انه لا يصدر منه الا واحد, وبالتتبع وجدنا ان ابن عربي يصرح بهذا, انه يجوز, طبعا الشعراني من كبار العلماء عنده حاشية على شرح اصول الكافي للمازندراني أيضاً يصرح في ذلك في شرحه على التجريد الفارسي, الذي يعبر عنه شيخنا الجوادي عندما يصل الى هذا الكلام يقول: وهذا من سهو القلم, لان الشعراني من أساتذة شيخ جوادي, فيعتبر انه كيف يعقل لحكيم أن يقول أن قاعدة الواحد مرجعها الى الوقوع لا الى الامكان, هنا أيضاً كذلك.

    لذا أنا اعتقد انه في ما يرتبط بحاجة العرض الى الجوهر مرتبطة بمقام الثبوت والإمكان, في ما يرتبط بحاجة ظهور الجوهر من خلال التعينات مرتبط بعالم الوقوع, (كلام أحد الحضور) لا لا هذا مرتبط بالاعراض يتكلم في عالم الاعراض الا نعم الا على مبنى أهل الله نعم هكذا يصير وهو أن الحاجة بين المادة والصورة حاجة ولكنه المادة باعتبار لا تحصل ولا يمكن قياسه بالوجود المنبسط الذي هو كل التحصلات, فرقه هناك أن المادة بلا صورة ولكن لا يمكن الصورة بلا مادة باعتبار أن المحل هو لا تحصل أن المحل قوة محضة أما الوجود المنبسط قوة محضة؟ لا لا, هل كل التحصلات, (كلام أحد الحضور) لكي يوجد لكي يظهر لإظهار (كلام أحد الحضور) أنا كذلك اقول لم يبين برهانا يستحيل أن يظهر الا اذا كان مقصوده الله (سبحانه وتعالى) ونحن حديثنا ليس في الله حديثنا في الوجود المنبسط, نعم الواجب (سبحانه وتعالى) اذا أراد أن يظهر مظاهره لابد أن تكون محدودة وهذا صحيح لأنه هو هو يمكن إدراكه او لا يمكن؟ يمكن الاحاطة به او لا يمكن؟ اذن لا طريق له الا من خلال المظاهر المحدودة المتعينة (كلام أحد الحضور) ويمتنع غير ذلك بلي, هناك يمتنع في الذات يمتنع ولكن نحن نتكلم اين؟ نتكلم في الوجود المنبسط او في الاعراض العارضة على هذا الوجود المنبسط.

    العرض كما انه بالذات طالب لمحل يقوم به وهو الجوهر, الآن نحن هنا ظاهرا لابد أن نحمل العبارة على العرض والجوهر بلسان أهل الله, مراده من الجوهر يعني الوجود المنبسط ومراده من العرض يعني كل هذه الصور, وبتعبير ابن عربي كما قرأنا العبارة في أول الجوهر والعرض كل صورة في العالم عرض في الجوهر, هذا كان على طريقة أهل الله, في ص95 في أول الفصل الرابع عبارة محي الدين في الفتوحات: كل صورة في العالم عرض في الجوهر, على أي الاحوال.

    يقول: كذلك الجوهر أيضاً طالب بذاته للعرض ولكنه لا لأنه يحتاج إليه ليقوم به بل ليظهر به, لذا اذا تتذكرون كانت توجد عبارة لابن عربي في الفتوحات وغيرها وإنشاء الله في الفصوص تأتي وهو انه: أنا محتاج إليه في الإيجاد وهو محتاج لي في الظهور, لكي يظهر وان كان التعبير محتاج لي فيه إساءة أدب ولكن سيأتي انه ما هو المقصود من ذلك, على أي الاحوال.

    يقول: كذلك الجوهر أيضا طالب بذاته للعرض ليظهر الجوهر من خلال هذا العرض, من هنا ترقا, تقول: اذا كان الامر كذلك طيب لا ينفك احدهما عن الآخر يعني احدهما محتاج الى الآخر ويلزم الدور, يقول لا لا, أنا عندما قلت يعني الجوهر علة فرق, الجوهر علة للعرض, فهو علة لذات العرض ولحاجة العرض الى الجوهر, لأنه العرض فيه خصوصيتان لنفسه ولغيره, اذن هو له وجود في نفسه علته الجوهر وله وجود لغيره هذه الحاجة للغير أيضاً علته الجوهر, بل هو أي الجوهر, علة علة وجود العرض في نفسه وعلة طلب العرض للجوهر وهو علة لهما معا.

    وعلى هذا الاساس فحصل الارتباط بينهما بين الجوهر والعرض من غير انفكاك, لا ينفك احدهما عن الآخر, ولكن على نحو احدهما يقتضي شيئا والآخر يستدعي شيئا, اذا تتذكرون هذا الكلام نفسه كنا نقوله في العلة والمعلول قلنا: العلة تقتضي وجود المعلول والمعلول يقتضى وجود العلة او يستدعي وجود العلة, اذا تتذكرون في بحث الوجوب بالقياس الى الغير ميزنا بينهما؟ قلنا الفرق بين حاجة العلة الى المعلول والمعلول الى العلة أن العلة تقتضي وجود المعلول أما المعلول لا يقتضي وجود العلة وإنما يستدعي وجود العلة.

    وكل منهما يعني من الجوهر والعرض ينقسم بنوع من الانقسام الى ما هو جوهر وعرض في العقل والى ما هو جوهر وعرض في الخارج, بعبارة أخرى: اذا أرادنا أن نتكلم بلغة أهل العرفان ما هو علمي وما هو عيني, باصطلاح ثالث, طبعا بلغة الفلسفة ما هو ذهني وما هو خارجي, بلغة أهل العرفان ما هو علمي وما هو عيني, وباصطلاح ثالث او ثان لأهل العرفان ما هو عين ثابتة وما هو عين خارجية, لأنكم تتذكرون نحن في ما سبق قلنا الاعيان أيضاً وجودات خارجية ولكنه وجودات خارجية في الصعق العلمي في الصعق الربوبي, فلذا ميزنا بينهما عبرنا وصفنا واحدة من الاعيان بالثابتة والثانية بالخارجية, لا انه نريد أن نقول احدهما وجود والآخر غير وجود, لا كلاهما وجود ولكن هذا نحو من الوجود وهذا نحو آخر.

    ما الفرق بين هذين النحوين من الوجود؟ الوجود العيني والوجود العلمي؟ الوجود الثابت والوجود الخارجي العين الثابتة والعين الخارجية؟ قلنا في الاعيان الخارجية هذا الوجود وجود ذلك الشيء, وجوده, أما في الاعيان الثابتة وجوده أم وجود العالم به؟ (كلام أحد الحضور) فهي ليست موجودة بوجوداتها الخاصة بها, بل هي موجودة بوجود العالم بها.

    واطمأنوا نفس هذا البيان تستطيعون أن تقربوه في الوجود الذهني والوجود الخارجي, فان الجوهر موجود في الخارج بوجوده الخاص به أما الجوهر في الذهن موجود بوجوده الخاص به او موجود بالوجود الذي أنا عالم به؟ بأي منهما؟ بوجودي أنا لا بوجوده الخاص به, هذا يشير الى هذا المعنى.

    قال: والى ما هو جوهر وعرض في الخارج, جيد, الاول وهو العقل كالأعيان الجوهرية هذه أي أعيان؟ الخارجية أم الثابتة؟ (كلام أحد الحضور) نعم جيد جدا, لا يذهب ذهنك الى انه كذا, كالأعيان الجوهرية والعرضية الثابتة في الحضرة العلمية, عندما يعبر هنا في الذهن واقعا مسامحة لأنه هو يتكلم في الاعيان الثابتة والأعيان الثابتة يعبر عنها ذهنية او لا يعبر؟ لا يعبر مرارا ذكرنا, مربوط بالعلم الربوبي يعني في الصعق الربوبي لا يعبر عنه بالذهن لان الذهن كاصطلاح مرتبط بالعلم الحصولي لذا تجدون في الاسفار وغيرها النهاية وغيرها قال: بان المجردات لا ذهن لها لا علم حصولي لها, وهذه الحواشي كما قلت لعله للمرة العشرين لا تعتمدوا عليها بالدقة.

    الاول كالأعيان الجوهرية والعرضية الثابتة في الحضرة العلمية هذه اين؟ هذه على لسان أهل الله, أما والأجناس والفصول المحمولة بالمواطاة للأنواع الخاصة فان الحيوان جوهر والفصول لأنه قال: الاعيان الجوهرية والعرضية في الحضرة العلمية قلنا هذه على لسان أهل الله, ثم ضرب مثال آخر قال: والأجناس والفصول, الأجناس مثال الجواهر, الفصول مثال الاعراض على مبناه هو, لأنه هو فهم انه الانواع بماذا تتمايز؟ تتمايز بالاعراض التي هي الفصول, فلذا هو قال جواهر وأعراض ثابتة وهنا قال أجناس وفصول المحمولة بالمواطاة محمولة لماذا؟ للأنواع الخاصة فانه الأجناس جواهر والفصول اعراض وهي في عالم العلم في عالم الذهن هذا على لسان أهل النظر لا على لسان أهل الله.

    قال: والثاني كالجواهر والاعراض الموجودة في الخارج, هنا لم يأتي بالمثالين لأنه قلنا لا فرق بين أهل النظر وبين أهل الله, كالجواهر والاعراض الموجودة في الخارج.

    الآن نشير الى نكتة وهذه النكتة تقدمت في ص23 تعالوا معنا الى ص23 من الكتاب, اذا تتذكرون هنا عُرف الجوهر بتعريفين في وسط الصفحة قال: وليس بجوهر, ماذا ما هو الجوهر؟

    قال: لأنه موجود في الخارج لا في موضوع, او ماهية قلنا في ذلك الوقت ارفعوا الفارزة, او ماهية لو وجدت لكانت لا في موضوع, طيب لماذا يعرفها بتعريفين, لا تعريف واحد؟ يقول: لعله والله العالم إشارة الى هذين الموطنين للجوهر لأنه يوجد عندنا جوهر علمي وعندنا جوهر خارجي, فإذا كان خارجيا موجود لا في موضوع, أما اذا كان ذهنيا موجود لا في موضوع او اذا وجد يكون لا في موضوع؟ (كلام أحد الحضور) فلهذا عرف الجوهر.

    اذن نحن يوجد تعريفان لا انه يوجد اختلاف في التعريف لا لا, اذا كان التعريف للجوهر العلمي فهو ماهية اذا وجدت كانت لا في موضوع, أما اذا عرف الجوهر الخارجي فهو موجود لا في موضوع, لا انه ماهية اذا وجدت كانت لا في موضوع, ما ادري واضح هذا.

    يقول: ولذلك عرف الجوهر بأنه ماهية لو وجدت لكانت لا في موضوع او موجود لا في موضوع, هنا تعريفين على نحو اللف والنشر المركب, يعني اذا كانت الاعيان الجوهرية علمية تعرف ماهية لو وجود لكانت لا في موضوع, وإذا كانت الجواهر موجودة في الخارج فهي موجود لا في موضوع.

    والعرض أيضا بمقابله اذا تتذكرون العرض أيضا عرف بتعريفين لا بتعريف واحد, قيل لأنه عبارة عما هو موجود في موضوع هذا العرض الخارجي او ماهية لو وجدت لكانت في موضوع هذا العرض العلمي, والعرض بمقابله.

    نقطة, هذه جملة والتركيب الى آخره, هذه ذكر جملة من الاعلام أن هذه الجملة زائدة كما هو التحقيق, وكيف ما كان زائدة او غير زائدة يقول: اعلموا انه تعدد الجواهر في العلم ليس معناه تعدد مصداقه في الخارج, افترضوا انه كان عندنا جوهرين او ثلاث او أربعة واتحدا بإتحاد وجودي في الخارج, صحيح انه يوجد عنده ثلاثة او أربعة جواهر ولكن بحسب المصداق الخارجي واحد او متعدد؟ واحد, فلهذا انت عندما تضع يدك على الانسان تقول جسم نام حساس و.. الى غير ذلك, هذه كلها جواهر, طيب جواهر متعددة ولكن متحدة علما وان كانت في الواقع الخارجي واحدة.

    وهذا الذي اشرنا إليه مرارا بأنه أساساً التركيب بينها تركيب اتحادي, أساساً نحن القائلين بأنه أساساً افترضوا بأنه الحيوان جوهر والفصل جوهر طيب الاتحاد بينهما التركيب بينهما تركيب اتحادي.

    والتركيب بين الجوهرين او أكثر من القسم الاول يعني العلمية, والتركيب بين الجوهرين او أكثر من القسم الاول لا ينافي الحمل على ما هو موضوع لهما كالحيوان الناطق, هذا الحيوان الناطق يعني إشارة الى جوهرين او أكثر, كالحيوان الناطق المحمولين على الانسان بمقابله الذي هو الخارجي, (كلام أحد الحضور) بلي كالحيوان والناطق لا كالحيوان والناطق لأنهما مفهومان محمولان على الانسان الخارجي, على الانسان بمقابله, يعني في مقابل العلم ماذا يوجد؟ يوجد خارجي.

    تذنيب… يأتي.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/02
    • مرات التنزيل : 1931

  • جديد المرئيات