نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة – محاولة لعرض رؤية أخرى (47)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في المقدمة لابد أن يعلم الأعزة بأن حديثنا في النص أولاً يعني اللغة وثانياً في النص العربي أو اللغة العربية ثانياً إذن عندما نتكلم عن قواعد وأحكام ومنظومات هذه اللغة فهو يدخل في صميم عملية فهم الدين، الدين يعني هذا الذي بأيدنا من النص الديني وإلا الدين بحسب واقعه في نفس الأمر ليس بأحد ليس بيد احد منا وإنما الذي بيدنا هو هذه اللغة أو هذا النص الحاكي عن ذلك الواقع النفس الأمري هذه أتصور مقدمة واضحة للجميع فلا يقول أحد بأنّه ما علاقتنا ببحث اللغة وما علاقتنا بفهم اللغة أساساً انتم تعلمون بأنّه أساساً كثير من الأبحاث الأصولية أبحاث ما هي؟ أبحاث لغوية ما يتعلق بالظواهر ما يتعلق بالأوامر ما يتعلق بالنواهي ما يتعلق بالصحيح والأعم ما شاء الله من هذه الأبحاث وعموماً ومحورها ما هو؟ محورها اللغة وخصوصاً اللغة العربية لأنها نزلت بنص القرآن الكريم قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (سورة الزخرف: 3) وفي سورة يوسف (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (سورة يوسف: 2).

    الآن يتبين لنا أن هذا النص اللغوي أو اللغة العربية ليست هي الغاية وإنما هي الوسيلة والوسيلة لأي شيء؟ للتعقل لعلكم تعقلون، لعلكم تعقلون وهكذا إذن التعقل هو الهدف والوصول إلى التعقل، الآن ما هو المراد من التعقل له بحث آخر طبعاً لو تأتي أنت إلى المنطق الأرسطي والفلسفة عندنا يقول التعقل يعني العقل الفلسفي تذهب إلى الكلامي يقول العقل الكلامي تذهب إلى الأخباري يقول العقل الأخباري وهكذا وهذه سنة الحياة وهذا هو الاجتهاد في هذه المسائل على أي الأحوال من أهم خصائص اللغات جميعاً ومنها اللغة العربية مرة أنت عندك قطعة من الحجر هذه القطعة من الحجر قبل عشرة آلاف سنة والآن إذا موضوعة في مكان واحد ولا تأتي عوامل خارجية تبقى على حالها أو لا تبقى على حالها، لا يتغير فيها شيء محسوس نعم قد تحصل فيها بعض التغييرات الفيزيائية الواقعية ولكنّها محسوسة أو غير محسوسة؟ غير محسوسة عشرة آلاف سنة قبل والآن تجد قطعة الحجر على ما هي عليه ولكنه ضع يدك على إنسان  قبل عشر سنوات والآن هل تجد فيه تغير أو لا تجد فيه تغير؟ نعم قبل عشرين عام والآن هل تجد لماذا؟ لان هذا الموجود حي بحسب المحسوس عندنا والموجودات الحية بطبيعتها يجري عليها الشمس والقمر فماذا يفعل؟ يغير هذه الحقيقة من شيء إلى آخره ومن نعمره ننكسه هذه الموجودات الحية طبعاً كل الموجودات هكذا ولكنه في الموجودات الحية هذه القضية أوضح وتختلف أيضاً الموجودات الحية بحسب التشكيك الإنسان باقي الحيوانات النباتات هذه كلها لها عمر تبتدئ به وتنتهي فيه.

    إذا اتضحت هذه المقدمة نأتي إلى اللغة أي لغة كانت هل هي ظاهرة ثابتة في حياة الإنسان أم ظاهرة متغيرة متطورة أي منهما؟ الدعوى سهلة لابد أن نعرف الدليل هذه واحدة من أهم أبحاث فقه اللغة أهم أبحاث فلسفة اللغة لماذا؟ لأنه إذا كانت ثابتة إذن  المعجم اللغوي المكتوب لهذه المفردة قبل ألفين سنة الآن أيضاً تلك المفردة عندما نريد أن نفهم لأي شيء نرجع؟ نرجع إلى ذلك المعجم اللغوي، نرجع إلى ابن فارس إلى الفراهيدي إلى سيبويه إلى آخره أما إذا قبلنا أن اللغة ظاهرة اجتماعية حية لها حياة ولها ممات ولها تغيّر ولها تطور ولها انتكاس ولها ولها إلى ما شاء الله إذن نريد أن نفهم نصاً هل يمكن أن نفهمه على أساس المعجم اللغوي قبل ألف سنة أو لا يمكن؟ لماذا؟ لأن هذه اللغة التي أتكلم بها غير اللغة وإن كان لعله من حيث الألفاظ والكلمات والحروف واحدة ولكن من حيث المفاهيم والمعاني فضلاً عن المصاديق، المصاديق متغيرة فضلاً عن المصاديق هذه ثابتة أم متغيرة؟ متغيرة.

    إذن تعالوا معنا إلى المتخصصين في هذا المجال اللغة والمجتمع مرة أخرى الأعزة بودي انه هذا الكتاب ادعوهم مرة أخرى لمطالعته وهذا معناه أن علم الأصول عندنا علم الأصول الذي الآن بأيدينا علم الأصول عندنا الذي لم يلتفت إلى هذه الأصول والقواعد اللغوية له قيمة أو لا قيمة له؟ لا قيمة له لماذا؟ لأنه الآن نحن عندنا في ثقافتنا الأمر دال على الوجوب  الأمر الصادر في عصر النبي أيضاً الثقافة كانت قائمة على أن الأمر دال على الوجوب أو لا أي منهما؟ لابد نعرف بأنّ هذه تغيرت أم باقية على حالها إذا ثبت أن اللغة ثابتة وغير متغيرة أقول ما فهموه أو ما أفهمه أقول هو الذي افهمه لأنه أنا عربي هم أيضاً عرب وما فهموه أنا أفهمه انتهت القضية أما إذا ثبتت أن اللغة ما هي؟ الآن تقول لي سيدنا ما هو ربط هذا ببحثنا لأنه ربطه ببحثنا في اللغة العربية يوجد مذكر ومؤنث يريد يرى القرآن الكريم أيضاً استعمل المذكر والمؤنث بحسب قواعد اللغة العربية أم له قواعد أخرى أي منهن؟ هل عندما قال أنزلناه قرآناً عربيا يعني نفس القواعد التي وضعها سيبويه أم عنده قواعد أخرى؟ له لغته أو ليست له لغته أي منهم؟

    وهذا واقعاً يوجد ثورة في فهم القرآن الكريم إذا قلنا لغة سيبويه إذن نرجع إلى من؟ فالقرآن نفسّره على عقلية من؟ على عقلية سيبويه أما وإذا وجدنا مكان لا ينطبق على قواعد سيبويه ماذا نفعل؟ نقول سيبويه خطأ أم القرآن فيه كذا وكذا، أي منهم؟ هذا ليس قياسي هذا شاذ لماذا؟ لأنه أنت جعلت الملاك والقاعدة سيبويه تاء التأنيث الموؤودة اللغة العربية ماذا تقول؟ هذا مذكر أم مؤنث (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ) (سورة التكوير: 8) إذن الذي كان بأي ذنب قتلت يعني القتل والدس في التراب فقط كان للإناث أمو للذكور أيضاً كان ماذا تقول أنت؟ تقول باعتبار التاء واقعاً القرآن مشي على هذه القاعدة أم لم يمشي على هذه القاعدة؟

    وإن شاء الله سنقرأ لكم عشرات الموارد نرى بأن القرآن يمشي على القاعدة أو لا يمشي على القاعدة؟ تقول لي سيدنا إذن كيف نفهم القرآن أقول هذا بحث آخر أولاً لنفهم أن القرآن هل يمكن فهمه على قواعد اللغة العربية أو لا يمكن؟ تعالوا معنا إلى المتخصصين اللغة والمجتمع الدكتور علي عبد الواحد وافي في صفحة 146 توجد هناك خلاصة للكتاب كتبها تقييماً للكتاب عبد العزيز فهمي باشا تعليق حضرة صاحب المعالي عبد العزيز فهمي باشا الذي هو في مقام الجواب عليه يقول بأنّه ما ذكره أستاذنا الجليل عبد العزيز فهمي باشا لما قدمه إلينا في خطابه إذن يظهر له مقام علمي الذي علي عبد الواحد وافي يعبر عنه أستاذنا الجليل خلاصة الكتاب في هذه الجملة هذه خلاصة الكتاب إن اللغات وما يتفرع عنها من اللهجات اللغة غير اللهجة كانت ومازالت ولن تزال في تطور مستمر وأنّ هذا التطور قانون ثابت يجري مجراه ويأخذ حكمه حتماً كلما توافرت دواعيه وعوامله وأنّ هذه الدواعي حاصلة لا محال وإن ابطأ ظهورها حيناً طويلاً أو قصيراً وهذه هي من خصائص اللغة لعل الإنسان بعمره الطبيعي خمسين ستين سبعين يرى هذا التطور أو لا يراه؟ لا يراه ولهذا عادةً يوجد عنده تصور خادع خاطئ أن اللغة ثابتة أم متغيرة؟ ثابتة.

    وهذه من الأخطاء القطعية في ذهن الإنسان لأنّه هو يعيش مثلاً جيل جيلين ثلاثة لعله مئة سنة مئتين سنة يجد قبل مئة سنة الآن وبعد ذلك اللغة ثابتة فيتوهم أن اللغة ما هي؟ ثابتة ولكن في واقع الأمر ثابتة أم لا؟ لان عمر اللغة وعمر المفردات والتركيبات اللغوية أعمارها ليست كأعمارنا خمسين وسبعين وجيلين وثلاثة لعله تستمر خمسة أجيال سبعة أجيال بعبارة أوضح وأدق وأعمق لما قلنا أن اللغة تابعة لثقافة الأمة عاكسة مرآة لواقع الأمة فكرها ثقافتها حضارتها علاقاتها فإذا كانت هذه العلاقات والثقافة ثابتة فاللغة ثابتة أما إذا حصل فيها تطور ماذا يصير؟ إذن لا يقول لي سيدنا يعني يوجد قانون أقول لا، لا يوجد قانون فإذا تلك الأمة عاشت خمسة قرون حالة من الثبات خط واحد بهذا الشكل فاللغة ماذا تكون؟ مثلها أما إذا كان فيها تعرّجات لغة أيضاً تصير أما إذا صار فيها تطورات ومدنيات كما في القرون الثلاثة أو الأربعة والخمسة الأولى في صدر الإسلام فتجد اللغة ماذا؟ تغنى، تثرى، تتوسع المفردات وهكذا ولهذا انتم تجدون الآن في العصر الحديث المؤسسات التي تعنى بالمفردات اللغوية هذه في إيران وغير إيران تجدون يضعون مفردات جديدة لقضايا لماذا؟ يعني الآن الكومبيوتر ماذا نعبر عنه؟ الإيرانيين ماذا يقولون؟ رايانه، لماذا أين يوجد في اللغة الفارسية رايانه أين؟ ما عندنا ولكنه لأنه مضطر إذا يريد وأما وإلا إذا ما يفعل هذا اللغة الأجنبية شيئاً فشيئاً تبدأ تخترق اللغة الفارسية وبعد ذلك مدة وإذ ترى المفردات الخارجية فيها أكثر من المفردات الداخلية وبعد قرون تنسخ اللغة الأصلية، وهكذا ولهذا يقول عوامل وان هذه الدعاوي وان هذا القانون الذي حصّلت بيانكم إياه بالعبارة السابقة هو قانون عام ما شذت ولا تشذ عنه أيّة لغة من لغات العالم قديمها وحديثها إلى آخره هذا قانون من قوانين اللغة قانون سنّة لغوية لا سنّة تكوينية هذه سنّة لغوية .

    الآن لنضرب نموذج لطيف هذا النموذج الذي يذكره في صفحة 15 حتى تعرفون بأنه ما هو حال اللغة، نحن الآن نريد نتكلم واحد مع الآخر ماذا نقول للآخر؟ نقول له بالفارسي تو يا شما ما هو الفرق بين تو وشما ما هو الفرق بين أنت وانتم؟ الجواب يقول لي بأنه أنت لا يوجد فيه احترام ولكن أنتم عندما تعبروا عن الفرد بالجمع يعني تعتبره واحد كأمة، أليس هكذا؟ سؤال هذا ما هو منشأه؟ هذا الرجل يحلل يقول بأنّه إذا كان المجتمع مجتمع لا توجد فيه فوارق طبقية فعادةً يعبر أحدنا عن الآخر بماذا؟ أنت أما إذا صار هناك طبقية هذوله طبقة الأشراف، هذوله الطبقة الوسطى هذوله طبقة المساكين والفقراء فعندما يريد يعبر عن طبقة الأشراف ماذا يعبر؟ يقول حضرة المعالي جنابكم الكريم وهكذا أما يريد يعبر عن هذوله المساكين ماذا يعبر؟ يقول إذن إذا وجدتم ذهبت إلى التبجيل في التخاطب اعرفوا أن المجتمع مجتمع طبقاتي بغض النظر علمي مالي، سياسي، ليس مهم المهم فيه طبقة أم طبقات؟ طبقات أما إذا وجدتم انه فيما بينهم يتكلم بعضهم مع بعض ولك أن هذا رئيس هو هذا مرؤوس أو هذا غني أو هذا فقير كأنه واحد منهم وهو منهم وإن كان مقامه عند الله فوق مقام الجميع ولكن كيف يتعامل معهم كواحد منهم أو فوقهم، منتبهين إلى الروايات أن الذي كان يأتي إلى مسجد رسول الله كان لا يشخّص رسول الله من باقي الصحابة ما هو معناها؟ توجد طبقية؟ مع انه سيد من سيد الخلق أجمعين هذا يوجد شك فيه؟ هذا اعتقادنا، ومن كان حوله كان يعتقد انه خاتم الأنبياء ولكن كيف كان يجلس معهم كيف كان يتعامل معهم كأنّه ليس كأنّه بل هو فرد منهم ولهذا عندما كان راكب على مركوبه بمجرد أن يجد مجموعة جالسين على طرف الشارع يأكلون ينزل يأكل معهم اذهبوا اقرأوا روايات السنّة بينكم وبين الله الآن لا أقول مرجع لا أقول وزير لا أقول رئيس لا أقول كذا إذا عالم متعارف يقوم بهذا العمل في الشارع ماذا تقولون عنه؟ تقولون هذا خلاف الشأنية تسقط عدالته أليس كذلك؟ هذا خلاف الشأنية.

    أنا مراراً ذكرت هذا المثال يمشي في الشارع يراهم يأكلون ساندويجات هو أيضاً يأخذ سندويجة ويأكل معهم هذا ماذا يصير؟ لماذا؟ لان المجتمع بطبيعته تحول إلى مجتمع طبقي بغض النظر انه الآن أنت موافق أو تقول لابد احترامه بلي لابد احترامه ولكن احترامه عند الله ليس احترامه أن يعطى امتياز، انتم الآن عندما تدخلون مجلس أي مجلس كان هذا المجلس الآن أنا من اجلس هذا المجلس اذهب اجلس على الميز وانتم تجلسون على الأرض هذا كان يفعله رسول الله أو لا يفعله؟ لا أبداً الأئمة كانوا يفعلونه أو لا يفعلونه؟ أبداً أبداً، الآن ادخل أي مجلس علمائي  حتى الكرسي الذي يجلس عليه يختلف عن كراسي الآخرين هذا في النتيجة ما هو؟ هذا طبعاً هذا من يجي يريد يعبر عنه لا يستطيع أن يعبر عنه عندما يتعامل مع الآخر يقول له أنت يقول لمرجعه أنت لا يستطيع ماذا يقول له؟ سماحتك يا ريت أيضاً تقف عند سماحتكم بل اثنى عشر لقب لابد يذكر حتى يجيب اسمه من هنا هذه الطبقية أي طبقية كانت في المجتمع على مستوى الألفاظ تولّد ألفاظاً تبجيلية إذن الطبقية ماذا يولّد في اللغة الطبقية الواقعية الاجتماعية ماذا يولّد في اللغة؟ حضرتكم، جنابكم، والى آخره هذا التبجيل على مرور الزمن يتحول إلى تقديس شئت أم أبيت فيصير هذا الموقع ما كان مقتضى النص القرآني أن يكون واحداً منهم أكرمكم عند الله لا في ما بينكم تعطوه امتيازات لا تعطون للآخرين هذا التبجيل يتحول إلى تقديس فإذا صار مقدس يصير خط احمر فإذا صار خط احمر من لا يقبله فاسق ضال، كافر، خارج، انتهت القضية.

    والآن انتم ارجعوا إلى واقعنا الاجتماعي تجدون كم من هذه الخطوط الحمراء لا تشكلت فيما سبق الآن أيضاً في زماننا في طور التشكّل الآن تبجيلية ولكن بعد ذلك ماذا تكون؟ تقديسية وبعدها من لا يقبلها ولذا عبارته قيّمة جداً يقول فالصراع في اللغة الفرنسية بين أنت وأنتم في مخاطبة المفرد يمثّل أصدق تمثيل مراحل الصراع بين روح المساواة ونظام الطبقات في الشعب الفرنسي فقد كانت الغلبة للضمير الأول في العصور التي سادت فيها مبادئ المساواة وللضمير الثاني في العصور التي وهنت فيها هذه المبادئ يعني مبادئ المساواة ومثل هذا يقال في اللغة العربية فقد كان العرب في جاهليتهم من أكثر الحروب ميلاً إلى المساواة بين الأفراد ولذلك ساد في خطابهم ضمير المفرد ولم تبدو في لغتهم المبالغة في التبجيل يقول والقران والكريم في كثير من المواضع سار على هذا من يعبر عن الله يعبر عنه كمفرد هو وكأنّه موجود من هذه الموجودات وقد سار القرآن على هذه الطريقة حتى في توجيه الخطاب إلى الله عز وجل ولهذا الله سبحانه وتعالى هذا من عجيب منطق القرآن كل الأنبياء يذكرهم لا يذكر آباءهم من؟ أمهاتهم من؟ محمد، إبراهيم، حسن، حسين انتهت القضية له مقام؟ بلي عنده مقام عند الله ولكن هذا لا يعطيه، يعطيه امتياز في المجتمع هذا ليس امتياز هذه مسؤولية.

    انظروا نحن الآن إذن منطق حياتنا الاجتماعية منطق قرآني أم منطق غير قرآني؟ منطق طبقي استكباري، هو يقول هذا الآن أقول لكم من أين منشأه يقول ولكنهم لم يلبثوا بعد اتساع ملكهم ملك من؟ العرب وخصوصاً من زمن بني أمية وإلا أنت حتى ترجع من زمن الخليفة الأول والثاني بغض النظر انه واقعهم ما هو بحسب الظاهر حفظوا هذا الظاهر أبداً أبداً، ما حاولوا أن يعطوا أي امتياز إلى أن نصل إلى الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه بعد  لا قصور لا كذا أبداً في دكة في المسجد يقضي بين الناس وانتهت القضية خلص واحتكاكهم بالأمم الأخرى وانغماسهم في الترف ومحاكاتهم لأبهة الفرس وأساليبهم في الحياة واتجاه خاصتهم وأغنياءهم إلى التفرع عن الدهما وطبقات المستضعفين لم يلبثوا بعد هذا أن انحرفوا عن مبادئهم الأولى فانحرفت معهم أساليب لغتهم وساد فيها خطاب المفرد بضمير الجمع وإجراء الخطاب في صيغة الإخبار عن الغائب ونفذت إليها ألفاظ الحضرة والجناب الآن أقول للوافي تعال نفذت إليهم إمام المجتهدين خاتمة الأولين شيخ الفلان سيد فلان وهكذا شيخ الطائفة هو أنت هذا العنوان عندما يأتي في ذهنك بعد تستطيع أن تعطي لنفسك المناقشة أو لا تعطي لنفسك حرية المناقشة؟ لا يمكن لأن هيبة هذا الاسم أساساً يخنقك في مكانك أنت هذه اللغة ماذا تفعل بالإنسان.

    الآن لا أريد ادخل إلى بحث آخر في اللغويات وهذا كله أعزائي هذا الذي يدرسوه الآن في الالسنيات الحديثة هذا الذي قلت بأنّه لو لا العلوم الإنسانية لا يمكن للإنسان أن يكون مجتهدا هذه الألفاظ بطبيعتها هذا قانون آخر من قوانين اللغة أن اللغة وليدة الواقع الاجتماعي ووليدة الثقافة ووليدة العقيدة ووليدة السلوك ووليدة الأخلاق ولكن عندما تأتي إلى الذهن تأخذ استقلالية فهي تبدأ تفرض على الإنسان كيف يفكّر فبعد أن كانت معلولاً تكون علةً مؤثرة ولهذا يبدأ الإنسان يفكر لأنه أنت عندما تفكر في ذهنك تستطيع أن تفكر بلا ألفاظ أو لا تستطيع؟ لا تستطيع محال، فهذه الألفاظ بما تحمل من واقع سوف تضغط على الإنسان وتحدد مساره الفكر الذي يريد أن يفكر فإذا كانت اللغة لغة ما هي؟ لغة البداوة لا لغة المدنية يعني البدو والمدينة لغة الجهالة لا لغة الحضارة فأنت عندما تريد أن تفهم القرآن تريد أن تفهم باللغة العربية افترض انه من خصائصها ما هي؟ البداوة والجهالة أليس كذلك؟ ألا تقول عصر جاهلي هذا؟ فإذن عندما تفكر كيف تفكر؟ بتفكير جاهل لماذا؟ لأنه هو قيدك يقول لك بهذا الشكل فكّر.

    بعبارة واضحة عندما تأتي إلى القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم في سورة النساء عندما تقرأ هذه الآية المباركة من سورة النساء قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) واقعاً ما الذي يأتي في ذهنك في القوامة على النساء من تسمع الرجال فكل صفات الشهامة والشجاعة والفروسية والى آخر القائمة من الفضائل وعندما تسمع النساء ماذا يأتي في ذهنك؟ على العكس كاملاً يأتي شيء آخر في ذهنك لماذا؟ لأنه أنت تابع لهذه اللغة أو للغة أخرى فعندما تأتي تفسّر القوامة كيف تفسّرها؟ تفسّرها كيف يفهمها لأنه هذا مفهوم النساء هذا مفهوم الرجال بعد القوامة في ضمن هذين المفهومين تفهمه لا شيئاً آخر، عند ذلك تجد القرآن الكريم على هذا الأساس عندما تريد أن تفهم قوله تعالى: (أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ) ضمير لامستم مذكر أم مؤنث؟ لامستم وليس لامستن، لامستم للرجال فيجب على المرأة إذا لامست الرجل أن تتيمم أو لا يجب؟ يقول لا أبداً الآية ليست شاملة لان اللغة العربية تقول هذه للمذكر أم للمؤنث؟ للمذكر، (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ) طاب لمن؟ للرجال تقول لي فيها نساء أيضاً هذا إذا قلنا أن النساء يعني الإناث وإلا قراءة أخرى تقول النساء ليس إناث من قال لك أن النساء يعني إناث وهكذا من أول القرآن إلى آخر القرآن كلما جاء زوّجناهم والمرأة ماذا؟ هي آدمية حتى تقولون ماذا يعطوها هناك؟!

    ولهذا هذا السؤال أيضاً موجود لماذا للرجال هناك ما يشاءون من حور الحين، إذن النساء ماذا؟ لماذا؟ لأنه هذه الثقافة قائمة أن الضمير ضمير المذكر إذن المؤنث ما هو حكمها؟ خمسين توجيه الاقايون يوجّهون، هذا المنطق لماذا؟ لان المنطق العربي قبل نزول الآية كان منطقه للمذكر والمؤنث هذا، هذا حملناه على ماذا؟ القرآن ففهمنا القرآن من نظّارة من؟ من نظّارة لغة العرب ولغة العرب تمثّل ماذا؟ تمثّل ثقافة وعقيدة ومستوى تلك الأمة التي عبّر عنها القرآن الجاهلية الأولى، فأنت بأي منطق تفهم القرآن؟ بمنطق الجاهلية أو بمنطق العالمية؟ إذا هذه المقدمات عندك فيهن إشكال قل هذه أيضاً مشكلة هذه أيضاً مشكلة، من هنا دخل المستشرقون قالوا إذن هذا القرآن يصلح لكل زمان أو لا يصلح؟ لماذا؟ لأنه نزل لمن؟

    نزل لعرب الجاهلية وثقافتهم ولغتهم وعقيدتهم ومبانيهم وحيث إن المجتمعات الآن بقيت على حال الجاهلية لو تغيرت؟ إذن هذا بعد يصلح أو لا يصلح؟ لو انتهى دوره أي منهما؟ وهذه من أهم إشكالات المستشرقين التي جاءت في كلمات احمد لطفي السيد ومحمد عابد الجابري ومجموعة إذا صار وقت أجيب لكم أسماء أن اللغة العربية لغة البداوة وليست لغة المدنية لماذا؟ لأنه كلهم كانا بدواً ورحل هذه واحد وأنها أمة عالمة لو أمة جاهلة؟ بنص القرآن الكريم وهذا القرآن نزل بمقتضى لغتهم واللغة هي مرآة مجتمعهم ولهذا دخلوا من باب علم الألسنيات لإقصاء القرآن بل لإنهاء دور القرآن في حياة الناس نحن العلماء عندما أتينا قلنا بلي الحق مع العرف لا مع العلم الألسنيات الحديثة ومن هذه العلوم نستفيد لرد هذه الشبهات.

    اضرب لك كم مثال لا استبعد كثيراً لا ابتعد كثيراً سؤال هذا النص القرآني قلنا أنّ اللغة الثابتة لو متغيرة؟ فأريد افهم المفردة أو التركيب أو الجملة أو القضية في الآية القرآنية أو في النص الروائي الثابت على النبي أفهمه ضمن ما فهمه الصحابة وأصحاب الأئمة لو كما افهمه أنا أي منهما؟ هذا كل اصولنا وفقهنا قائم على هذه الطامة الكبرى بعدها يقولون لماذا السيد يتكلم على الفقه؟ أنا لا أتكلم على الفقه أنا أيضاً ادرّس فقه ولكن أنا أتكلم عن المباني التي تتكلمون بها وهذا ما صرّح به أعلام الأصوليين من القديم إلى يومنا حتى الحداثويين منهم يعني حتى الذين كانوا أفقهم مفتوح كالشهيد محمد باقر الصدر، أنّ المدار على ماذا؟ على فهم السير، إذن عند ذلك بعد إعراضهم حجة أو ليس بحجة؟ لماذا؟ لأنه المدار على فهم السير بعد عملهم حجة أو ليس بحجة؟

    وهكذا جاءت الاجماعات والشهرات والسير والعمل هذه منظومة الأصول، هذا محمد باقر الصدر في تقريرات السيد الهاشمي الله يعافيه ويدفع عنه البلاء المجلد الرابع صفحة 293 انظروا هذه عبارته يقول ثمّ أن الظهور الموضوعي الحجة لكل نص ما هو ظهور موضوعي أليس كذلك؟ هل هو المعاصر لزمن صدور الكلام أو لزمن وصوله إلينا أيهما الحجة فهمي لو فهمهم يقول كما في النصوص الشرعية بالنسبة إلينا التي نحن الآن نبتعد عن عصر الصدور 1400 سنة 1200 سنة إلى آخره فإنّ الأوضاع سيدنا لماذا تطرح هذا السؤال لأنه ملتفت لهذه القضية الآخرين قد لا يلتفتون فهو ملتفت فإنّ الأوضاع اللغوية بل وحتى الظهورات السياقية التركيبية قد تتغير وتتطور بمرور الزمان الجواب ليس قد، بل تتطور ليس قد لا للتقليد بل قانون من قوانين اللغة وإن كان ذلك بطيئاً صحيح يعني لا نحس به لان اللغة وما يرتبط بها ظاهرة اجتماعية فإذا صارت ظاهرة فتابعة تكون للمجتمع فإذا تغيرت أو ضاع المجتمع تتغير لغتهم فتكون متأثرة بطرائق الحياة الاجتماعية المتغيرة.

    والمحققون قد عالجوا هذه النقطة أما بقولهم بعدم النقل قالوا هذا المعنى أصالة عدم النقل وأما بتعبير السيد الشهيد أصالة الثبات في اللغة وأما بدليل الاستصحاب المعكوس أو القهقرائي يعني الآن اليقين عندنا هذا ونشك في عصر الظهور نفسه فنستصحب مع أن اليقين موجود الآن والشك سابق مع أنه الاستصحاب يقين ثابت والشك لاحق هنا يقين لاحق وشك سابق وهكذا.

    فلهذا يصر السيد الشهيد انه نحن لابد المدار عندنا نكتشف فهم السابقين ولغة السابقين واستنباط السابقين إذن بعد نحن عندنا دور القرآن موجّه إلينا أو ليس موجّه إلينا؟ يخاطبنا أو لا يخاطبنا؟ يعني عندما يقول يا أيها الناس هذا يا أيها الناس يعني من؟ ذلك الزمان يا أيها الذين آمنوا يعني من؟ أنت مشمول أو ليس مشمول؟ أنت مشمول بالتبع أنت ليس مشمول، بالاصالة من؟ ذاك فإذن هذا القرآن للعالمين لو ليس للعالمين؟ ليس للعالمين وإنما لمن؟ لأولئك إذن هو معجزة لي لو ليس معجزة لي؟ هذاك إذا قال معجزة أنا أيضاً لابد أقول له سمعاً وطاعة لحضرتكم معجزة، والعجيب أنّه نفس السيد الشهيد قدس الله نفسه أنا مراراً وتكراراً قرأت هذا المطلب للأعزة انه في حلقات بحثه حلقات الأصول الحلقة الثالثة التي هي آخر ما كتبه بقلمه الشريف.

    قد واحد يقول لي سيدنا هذه تقريرات لا ندري صحيحة لو ليست صحيحة أولاً فيها تقريض بالمقدمة كلها صحيحة وثانياً الجواب لعله تبدل رأيه، الحلقة الذي يريد يقرأ يفهم أصول السيد الشهيد يقرأها في الحلقات في بحث الظواهر هناك يقول ويبقى علينا أن نثبت أن الظهور الموضوعي في عصر السماع مطابق للظهور الموضوعي في عصر الكلام يعني إذا سمعت أنا شيء في عصري لابد أثبّت أن هذا هو الذي فهمه السلف الصالح من الصحابة ومن الأصحاب إذن بينك وبين الله الشيعة سلفية في الفكرة أم ليسوا سلفية في الفكر؟ ما الفرق بين سلفيتكم وسلفية الألباني؟ الجواب لا فرق إلا في المصداق هو يقول لابد فهم الصحابة أنت تقول لابد فهم من؟ لا الأئمة بل أصحاب الأئمة، الأئمة بيني وبين الله ليس فهمهم أولئك معصومين خارج دائرة البحث نعم من يقول باجتهادهم أيضاً يصير نفس الكلام ولكنه أنا لست من القائلين بأنهم من المجتهدين من يقول باجتهادهم يرد عليه نفس الكلام يقول هذا اجتهاده في ذلك وفهمه في ذلك الزمان لماذا حجة عليّ.

    هذا اثر البحث الكلامي في البحث الفقهي والأصولي يقول وهذا ما نثبته بأصل عقلائي يطلق عليه أصالة عدم النقل الذي هو عند الأصوليين وقد نسميه بأصالة الثبات في اللغة وقد يسمى بالاستصحاب القهقرائي كما قاله الشيخ الأنصاري في الفرائد وهذا الأصل العقلائي يقوم على أساس (هذا الشهيد محمد باقر الصدر في الحلقات) يقول الأصل فيه واقع لو ليس فيه واقع؟ يعني مقبول لو غير مقبول؟ يقول وهذا الأصل العقلائي يقوم على أساس ما يخيّل لأبناء العرف، إذن واقعي أم خيالي؟ كيف نعتمد عليه؟ يقول ماذا نفعل ما عندنا طريق ماذا نفعل، على ما يخيّل لأبناء العرف نتيجة للتجارب الشخصية يخيل إليهم من استقرار اللغة وثباتها فيتصور هذا الثبات النسبي هو ثبات مطلق مع انه هو ثبات نسبي مرتبط بزمان فإنّ الثبات النسبي والتطور البطيء للغة يوحي للأفراد الاعتياديين بفكرة عدم تغيّرها وتطابق ظواهرها على مر الزمن.

    سيدنا أنت تقبل هذا الإيحاء التخيلي الوهمي يقول لا وهذا الإيحاء وإن كان خادعا، إذن مبانينا الفقهية والأصولية مبنية على أي أصل؟ على إيحاءات خيالية خادعة هذا تعبير محمد باقر الصدر الآن لو كان عندي أيضاً لقامت القيامة هذا تعبيره ولكنّه على أي حال إيحاء عام استقر بموجبه البناء العقلائي يعني مذهبنا مبني على ماذا؟ على هذا وطريق آخر لا يوجد عندنا مع انه أنا بيني وبين الله أجد الحل واضح بيني وبين الله هو بالنسبة إليه إيحاءاته حجة على ذاك وأنا أيضاً القرآن عندما يخاطبني يا أيها الناس إيحاءاتي حجة على ماذا ومن هنا تفهم أنا لماذا لا أقبل الإجماع يعني الأساس المعرفي في علم الأصول في نظرية المعرفة لا قيمة، أقول لا قيمة لا أنّه يعني بيني وبين الله أريد أسفّه، لا لا، أريد أقول بأنّه هذا فهمه مرتبط بذلك الزمان له علاقة بيّ أو لا علاقة له بيّ ولهذا أنا عندما أريد أتي افهم الآية الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض أنا ليس مجبر افهمها كما كان يفهمها السلف الصالح أنا ليس مجبر بهذا لا تقول لي اجماعات لا تقول لي مسلّمات لا تقول لي خطوط حمراء أنا ليس ملزم به بالنسبة إليه ما هو؟ هذا فهمه حجة عليه أما لماذا حجة عليّ إذن اطرح السؤال غداً نجيبه إذن عندما ندخل النص القرآني ندخل إليه بأي نظّارة بنظّارة فهم الصحابة والأصحاب وعلماء اللغة في القرن الثاني والثالث والرابع لو بنظّارتنا الفعلية أي منهما؟ هذا لابد أن تجيب عليه قبل أن تدخل في عملية فهم النص الديني وغداً نقف عنده والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/07
    • مرات التنزيل : 1459

  • جديد المرئيات