نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة – محاولة لعرض رؤية أخرى (48)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا في البحث السابق أنّ من أهم مفاتيح عملية الاستنباط بل لعله أهم مفتاح لعملية الاستنباط من النص الديني الوقوف على مسألة مغفولة عنها في علم الأصول، وهي أنّه أساساً هل أن الظهور الذي ثبتت حجيته بأي دليل كان بالسيرة أو بدليل قرآني أو بدليل نقلي روائي أو بدليل عقلي كما حاول البعض، السيد محمد الروحاني من القائلين بحجيته عقلاً، هذا هو رأي ليس متعارف، ولكنه باعتبار انه يعتقد أن الحجية الذاتية ليست لأحكام العقل بل لأحكام العقلاء أيضاً حجيتها ذاتية، على أي الأحوال في بحث مفصل نحن وقفنا عنده في أبحاث السيرة.

    على أي الأحوال أي دليل دلّ في محله على حجية الظواهر طُرحت هذه المسألة: أي ظهور هو الحجة؟ هل هو الظهور في عصر صدور النص؟ أم الظهور في عصر وصول النص؟ خصوصاً عندما يختلف العصران، عصر الصدور مع عصر الوصول، فإذا اختلف العصران فبطبيعة الحال بعد أن قبلنا أن اللغة ظاهرة اجتماعية متغيرة لا ثابتة، إذن لعل ذلك المجتمع يتبادر إلى ذهنه ظهور، وفي زمان يتبادر إلى ذهن ظهور آخر، فأي الظهورين هو الحجة؟ هل هو ظهور عصر الصدور أم ظهور عصر الوصول؟

    هذه المسألة واقعاً تعد من أعقد مسائل علم الأصول وقد عرض لها المحقق القمي قدس الله نفسه في كتابه القوانين، ولكن باعتبار أن علماء الأصول لم يقبلوا هذه المسألة، فلهذا حاولوا أن يعبروها بسرعة، وإلا مسألة جديرة بالاهتمام، وهي التفصيل المذكور في مباحث حجية الظهور، هل أن الشارع عندما تكلم مع الناس كان قاصداً إفهام من في زمانه أو قاصد لإفهام جميع الأزمنة أي منهما؟ إذا كان هذا الخطاب لمن قُصد إفهامه إذن يختص هذا الظهور بعصر الصدور، ولابد من إحراز أن هذا الظهور الذي بأيدينا هو ظهور عصر الصدور، لان الحجية لأي شيء؟ الحجية لعصر ظهور عصر الصدور، بما تملك اللغة من ثقافة ومدنية وعلاقات ومباني كلامية، هو الذي جعل له يتبادر هذا المعنى، إذن ذاك هو الحجة.

    الآن عندما نأتي إلى زماننا في مقام إحراز ذلك الظهور، أي ظهور؟ الظهور الذي كان في عصر النبي صلى الله عليه وآله أو في عصر أئمة الهدى عليهم أفضل الصلاة والسلام، لابد من إحراز أي ظهور؟ ذلك الظهور الذي كان في عصر الصدور عند السنة يكفي انه في عصر النبي، بالنسبة إلى مباني مدرسة أهل البيت كما نعتقد يستمر إلى قرنين ونصف هذا الظهور لمعرفة ما هو.

    طبعاً الأصل الأولي ثبوتاً في علم الأصول أي ظهور هو الحجة؟ ظهور عصر الصدور لا ظهور عصر الوصول، الآن هذا ثبوتاً، ما هو الطريق الاثباتي لإحراز ذلك الظهور ثبوتاً الدليل يقول ذلك هو الحجة، الآن نحن أين؟ في ذلك العصر أو ليس في ذلك العصر؟ فيتبادر إلى ذهننا من الآية المباركة معنىً، هذا التبادر حجة علينا أو ليس حجة علينا؟ ليس حجةً علينا، إلا إذا استطعنا أن نثبت أن ما تبادر إلى ذهننا في عصر الوصول هو الذي كان في عصر الصدور، وإلا حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة، ولهذا كثير من الأعلام يقول والعرف ببابك والعرف ببابك هذا بيني وبين الله أساس خاطئ جداً، وما معنى العرف ببابك؛ لأنه هذا الظهور لا يعينه عرف زماننا، الذي يعيّنه عرف ذلك الزمان، ظهور ذلك الزمان لا ظهور هذا الزمان، فلهذا كل هذه المتبادرات في عصور ما بعد عصر الصدور النبي والأئمة هذه المتبادرات حجة أو ليست بحجة في الواقع ونفس الأمر؟ الجواب ليست حجة، لا قيمة لها؛ لان الذي ثبتت حجيته ما هو؟ عصر الصدور ذاك ثبتت حجيته.

    ولهذا التفتوا إلى عبارة القمي رحمة الله تعالى عليه مع الأسف الشديد الأعلام عندما اختلفوا مع المحقق القمي حذفوا المحقق القمي من النظريات الأصولية، وإلا له نظرات دقيقة عميقة عميقة إلى ابعد الحدود.

    على أي الأحوال المحقق القمي هذه عبارته في القوانين المحكمة في الأصول المتقنة المجلد الثالث صفحة 239 يقول: لكنا نقول المسلّم منه من حجية الظهور من الظواهر هو حجية متفاهم المتشافهين والمخاطبين ومن يحذو حذوهم، ذاك هو الحجة لا في عصرنا، لان مخاطبته كانت معهم، هو يخاطبهم، يخاطبني أو لا يخاطبني؟ لا يخاطبك أبداً، وهذا الذي قلنا بأنّه أساساً هذا معناه أن القرآن نزل لعصر معين، والظن الحاصل للمخاطبين من جهة أصالة الحقيقة أو القرائن المجازية حجة إجماعاً هناك؛ لان الله تعالى أرسل رسوله وكتابه بلسان قومه، وتتذكرون فيما سبق بلسان قومه يعني بثقافة قومه بما يتفاهمونه ووو، إذن المتبادر من الآية أو الرواية بعد حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة، وهذا هو الذي جاء في كلمات الأصوليين جملة من الأعلام قالوا التفصيل الأول هو التفصيل بين المخاطبين وغير المخاطبين، انظروا التفصيل الأول ما اختاره القمي من التفصيل بين من قصد إفهامه ومن لم يُقصد إفهامه، والذي قُصد إفهامه ظهور عصر الصدور فيكون الظهور حجة بالنسبة للأول دون الثاني.

    إذن نحن ماذا نفعل؟ وُجد حلان: رأي قال وحيث انه لا طريق لنا لمعرفة ذلك الظهور إذن انسد علينا باب العلم والعلمي فنذهب إلى بحث الانسداد الذي هو المحقق القمي، وهو أنه الآن نحن ليس لنا طريق أن نعرف ماذا يريد الشارع، ولكنه علم الكلام قال لنا توجد شريعة ويوجد دين وتوجد تكاليف فندخل إلى باب الانسداد الكبير لا باب الانسداد الصغير، يوجد عندنا طريق، القمي يقول لا طريق لإحراز ماذا؟ ذلك الظهور، إذن نذهب إلى عدم حجية العلم والعلمي، أغلق الباب.

    الطريق الآخر الذي ذهب إليه مشهور الأصوليين قالوا نحرزه كيف تحرزه؟ قالوا ما يتبادر إلى ذهننا هنا بأصالة عدم النقل نقول هو المتبادر في زمانهم، هذا طريق الذي هو تعابير متعددة، أو نستعمل الاستصحاب القهقرائي نقول نحن على يقين من هذا التبادر ونشك في الصدر الذي نزلت فيه النصوص هل هذا كان أو لا، فماذا؟ فنعكس، نقول بأنّه ما فهمناه هو الذي فهموه هذا أيضاً التعبير الثاني، تعبير الاستصحاب القهقرائي تعبيرات جملة من الأصوليين ومنهم الشيخ الأنصاري قدس الله نفسه في فرائد الأصول لجنة التحقيق المجلد الثالث صفحة 254 قال: وقد يسمى ذلك بالاستصحاب القهقري أو القهقرائي، واعلم انه قد يوجد شيء في زمان ويشك في مبدأه، يعني عصر الصدور ويحكم بتقدمه لأنه إلى آخره، هذا على خلاف الاستصحاب المتعارف، الاستصحاب المتعارف يقين سابق وشك لاحق، الآن عندنا يقين لاحق وشك سابق، من الواضح كلهم قالوا انه دليل الاستصحاب إنما يثبت الاستصحاب المتعارف ولا يثبت ماذا؟ لأنه لا تنقض اليقين بالشك لا بالعكس على أي الأحوال هذا الاتجاه الثاني أو التعبير الثاني الذي وجد في كلماتهم.

    التعبير الثالث الذي وجد في كلماتهم تعبيرات المحقق العراقي رحمة الله تعالى عليه في كتابه نهاية الأفكار تقريرات البروجردي هناك بعد أن يشكل على المعنى يقول قد يورد على التبادر إشكال، وهو إشكال عويص من عويصات مبحث التواتر، ولكن نحن نقولن والتبادر علامة الحقيقة هذا التبادر علامة الحقيقة لمن؟ لمن قُصد إفهامه إلا أن تثبت في الرتبة السابقة أن القرآن قصد طبقة أو جميع الطبقات؟ وأنتم لا تقبلونها انظروا هذه الآن البحث الكلامي كيف يدخل على البحث الأصولي والبحث الفقهي، القرآن من قصد إفهامه فقط طبقة أم كل الطبقات؟ فإن قلت طبقة معينة، إذن التبادر الذي الآن من القرآن حجة أو ليس بحجة؟ وإن قلت لا، قصد إفهام الجميع لا طولاً بل عرضاً يعني كل زمان القرآن قصد إفهامه تعرون لازمه ما هو؟ إذن فهم السابق حجة علينا أو ليس حجة؟ إذن لا قيمة لا الإجماع ولا الشهرة ولا الإعراض، ولهذا هذا التناقض الذي يعيشه علماء الأصول، من جهة يقولون أن القرآن قصد الجميع يردون على المحقق القمي ومن جهة ماذا يقولون؟ العلماء حجة، واضح التهافت في كلماتهم؟ ولكن أين المتدبر من جهة يقول بأنّه كما أن القرآن خاطبهم خاطبني إذن لماذا فهم الشيخ الطوسي حجة عليّ؟ لماذا إذا اجمع العلماء حجة عليّ؟ لماذا إذا اعرضوا عن الرواية حجة عليّ؟ لماذا إذا عملوا بالرواية حجة عليّ؟ لماذا فهم صحابة النبي حجة على فلان؟ لماذا فهم أصحاب الأئمة حجة؟

    افترضوا أصلاً كل أصحاب الأئمة هكذا فهموا فليفهموا ثم ماذا؟ كل الطبقات التي بدأت من الإمام الباقر سلام الله عليه وإلا الإمام السجاد لم يكن يستطيع أن يفعل شيء، من الإمام الباقر كل تلامذة الأئمة فهموا، يقول وفهمهم ماذا؟ هؤلاء قريبو العهد من المعصوم إذن فهمهم حجة علينا، كيف تقول؟ إذن الأئمة عندما تكلموا، تكلموا لطبقة خاصة أو لجميع المسلمين والشيعة إلى يوم القيامة أي منهما؟ أنت عيّن لي موقفك إما تقول لي بأنه المقصود من قصد إفهامه عند ذلك فأنا مخاطب أو لست مخاطب؟ لست مخاطب، وإذا قلت أنا مخاطب إذن فهم زرارة حجة عليّ أو ليس بحجة؟ وعند ذلك لابد أن نتأمل في كثير من سير المتشرعة في عصره والمتشرعة هكذا كانوا ما هي علاقتي؟ أنا في درس من الدروس قلت بأنه أنا لا اقبل السيرة العقلائية والسيرة المتشرعة البعض قال كيف لا تقبل السيرة المتشرعية لأنه كانت في عصر … هكذا فهموا افترضوا الآن جماعة من الناس مقلدين لمرجع يفهمون من مرجعهم كذا تسأله يقول لا والله أنا لم أقل بهذا الشكل هم هكذا استنتجوا، ماذا أريد منهم، الآن تقول لي لماذا سكت الإمام لأنهم من سكوته يريدون يستكشفوا الإمضاء ذاك بحث جوابه في محله.

    المهم انظروا إلى إشكال التبادر: يقول نعم قد يورد على التبادر وحاصله أن مجرد تبادر المعنى ولو من حاق اللفظ غير موجب لكونه كذلك في زمن صدور الأخبار عن الأئمة، يقول في زمن الوصول تبادر، ولكن من قال أن هذا التبادر موجود في زمن الصدور من أين؟ لابد هذا في مقام الإحراز تحرز أن تبادرك هو ما تبادر في عصر الصدور، يعني تبادر عصر الوصول هو تبادر عصر الصدور، حتى يحمل عليه ما ورد عنهم في مقام الاستنباط، فإنّ من المحتمل حينئذٍ كون المعنى المتبادر من اللفظ حين صدوره في ذلك الزمان شيئاً آخر غير ما هو المتبادر عندنا الآن، انظروا بالفطرة مثل هؤلاء المحققين ملتفتين أن اللغة ثابتة أم متغيرة؟ وإلا لماذا انه إذا تبادر في زمانهم شيء يتبادر في زماننا ماذا؟ هذا معناه أن اللغة بمفرداتها وسياقاتها وتراكيبها ثابتة أم متغيرة؟ ولهذا قد يتبادر في ذلك الزمان شيء وفي زماننا، بل أضيف بيتاً من الشعر على المحقق العراقي، وحقكم قد يتبادر في زمان واحد، ولكن في مجتمعين مختلفين من حيث الثقافة والمقدمات والمجتمع والأخلاق هذا يتبادر من ذهنه من النص القرآني شيء، نفس هذا النص أعطيه في نفس الزمان إلى مكان آخر يتبادر منه شيء آخر، لماذا؟ لأننا قلنا أن اللغة مرآة ثقافة المجتمع، فإذا كانت ثقافته ألف، فالذي يتبادر إلى ذهنه معنى منسجم مع ألف، ولهذا انتم تجدون بأنّه الآن العارف الفيلسوف المتكلم، الأخباري، رواية واحدة تعطيه في زمان واحد كل واحد يفهم منها ماذا؟ معنى غيره لماذا؟ داخل في الأشياء لا بممازجة هذا كلام لأمير المؤمنين الكل أيضاً ينقله، لماذا إذن ابن عربي يفهم منها وحدة الوجود الشخصية؟ ولماذا السيد السبزواري في تفسيره يقول حتى سنخية بين العلة والمعلول غير موجودة؟ هذا كلام الفلاسفة، تقول له لماذا لا توجد سنخية علة ومعلول لا يوجد فيهن سنخية يقول بلي ليس كمثله شيء فإذا ليس كمثله شيء لا معنى للسنخية بين العلة والمعلول، ذاك يقول الوجود واحد ذاك يقول الوجود متباين مئة في المئة كلاهما أيضاً في عصر واحد؛ لان ثقافة ذاك ثقافة وحدة وجودي، ثقافة هذا ثقافة تعدد تبايني، هذا المبنى المعرفي الذي اؤكد عليه أن كل المسائل نظرية، لا يوجد شيء ضروري بديهي أبداً لا يوجد، كل المسائل نظرية فإذا صارت نظرية فلا تقل لي إنكار الضروريات وإنكار الضروري كفر أين الضروري أصلاً؟ أصلاً أنا يوم ما ذكرت قضية بودي أن الأعزة يلتفتوا يقولون إنكار الضروري موجب للكفر، هذه القضية هي ضرورية أم نظرية؟ هي نفس قولكم أن إنكار الضروري موجب للكفر هي نظرية والنتيجة تابعة لأخس المقدمات فانتهت القضية، كيف يمكن انه تجعلونها سبباً للتكفير والتسقيط والقتل والذبح والى غير ذلك.

    على أي الأحوال، رحمة الله تعالى على العراقي ولهذا إذا تريد تفهمون العراقي جيداً لابد أن تقرأوا النائيني جيداً لأنه كان متتبع للشيخ النائيني لأنه يعيش معه فكل ما يقول النائيني كان يناقش ويبحث يوسّع يضيّق، فالأصل في أفكار النائيني العراقي أين موجودة؟ عند النائيني ، وهكذا السيد الخوئي رحمة الله تعالى هو حاشية النائيني إن صح التعبير ، أنا سألت مرة أستاذنا ميرزا جواد تبريزي رحمة الله تعالى عليه قلت في نظرك كم أضاف السيد الخوئي على النائيني؟ قال أنت كم تعتقد؟ قلت له اعتقد خمسة في المئة، بتعبيره رحمة الله عليه وبلهجته التركية قال زياد كفتي زياد كفتي كثير قلت هذا كثير، فقلت له في نظرك كم؟ قال اثنين بالمئة ولكن هذا لا تستطيع أن تشخصه هذا يريد له عملاق حتى واحد يعرف أنه هذه الفكرة من أين أخذها الميرزا؟ الآن الميرزا من أين اخذها ذاك له حديث آخر لابد أن يقرأ الرسائل جيداً للشيخ الأنصاري حتى يفهم من أين أتت مبانيه، على أي الأحوال الآن ليس محل حديثنا.

    التفتوا إلى العبارة هذا العراقي الحق والإنصاف فلهذا جذور نظرية حق الطاعة للسيد الصدر للعراقي، يكون في علمكم جذورها هنا موجودة في كلمات العراقي.

    قال ومع هذا الاحتمال لا يكاد يجدي هذا التبادر في مقام الاستنباط مع احتمال اختلاف التبادر في عصر الوصول عن عصر الصدور إذن تبادر عصر الوصول له قيمة أو لا قيمة له؟ تدرون إذن ماذا ينهار عندنا في فقهنا؟! هذا الإشكال إذا ما استطاعوا أن يحلوه الأعلام يقول لا يجدي هذا التبادر في مقام الاستنباط أصلا إلا إذا انضم إليه بعد ماذا نفعل؟ ما هو الطريق للإحراز؟ عدم النقل نقول إن شاء الله هذا الذي تبادر إن شاء الله إن شاء الله هذا الذي تبادر إلى ذهننا هو ماذا؟ مع انهم يصرحون انه هذا تغير أم لم يتغير؟ بتعبير السيد الشهيد هذا إيحاء خادع يقيناً يقول ولكن لا طريق لنا ماذا نفعل؟ إلا أما أن نتمسك بالاستصحاب القهقرائي أو بأصالة عدم النقل، أو بأصالة الثبات في اللغة، التي عبّر عنها السيد الشهيد، العراقي عنده تعبير آخر لطيف جداً هذا التعبير عادةً لا يستعمل لكن من التعابير المختصة به، يقول إلا إذا انضم إليه أمر آخر وهو أصالة عدم النقل المعبر عنها بأصالة تشابه الأزمان، يقول الأزمان عادة ماذا؟ هو يقول قبل سطرين أنّه هذا يتغير من ذاك، ولكنه ضيق الخناق انظروا ماذا يفعل به، كيف يتشابه الأزمان؟ أنت تقبل بأنّ الثقافة واللغة والمفردات…. وإلا إذا أنت قابل بأنّ اللغة ثابتة وعلى ماذا تحتمل تبادرنا غير التبادر يوجد هذا الاحتمال أو لا يرد هذا الاحتمال؟ لا معنى لهذا الاحتمال، وهذه ليست مختصة بالقرآن، وإنما ترد أيضاً في الرواية؛ لان النبي صلى الله عليه وآله قال جملةً، وهذه الجملة إذا وصلت إلينا بألفاظها الآن انظر ماذا نفهم منها؟ هذا إذا قبلنا أنا مقصود بالافهام أما إذا كان ثمانية وتسعين بالمئة من الروايات منقولة لي بالمعنى، فهذا هو مقصود النبي أم فهم الراوي؟ إذن حجة أو ليس بحجة؟

    يقولون السيد الحيدري لماذا يريد يسقّط الروايات، اقسم بالله العظيم أنا لا أريد اسقّط الرواية، أنا أريد اسقط فهم الراوي، الراوي أقول فهمه ليس حجة عليّ، الراوي فهم هكذا من النبي، حجة أو ليس بحجة؟ إذا كان حجة عموم المسلمين صار 1427 سنة من حديث الغدير ماذا فهم مليار ونصف المليار مسلم؟ فهموا الخلافة أم لم يفهموا؟ حجة أم ليس بحجة؟ إذن عزيزي أنا أقول هذا النص المبارك صدر من فم من لا ينطق عن الهوى، أنت فهمك حجة عليك، أنا لي فهمي من هذا النص المبارك، فهمي انه يدل على الخلافة انتهت القضية، أنت حديث الثقلين تقول لا يدل على العصمة، افترض أنا أقول يدل على ماذا؟ وذاك فهمه حجة عليه وفهمي حجة عليّ .

    ولذا الأعلام بطريق تضمني قبلوا أن الظهور المعاصر لعصر الصدور هو الحجة وأما أي ظهور آخر حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة ومن هنا احتالوا أما بأصالة عدم النقل أو الثبات أو القهقرائي أو تشابه الأزمنة.

    وهنا حتى تعرفون مباني عزيزي هذه من أهم المباني أن لم اقل أصل مباني في فهم الديني هذا الأصل أني اعتقد أني مخاطب بهذا النص وفهمي حجة علي لا فهم احد آخر أبداً حتى لو اجتمع الأولون والآخرون على فهم، فهو حجة علي أو ليس حجة علي؟ ليس حجة، إذا سألوكم ما هي أركان مشروع السيد الحيدري، هذه واحدة من أهم الأركان، أنا اعتقد أن النص القرآني يخاطبني إلي فتبادري بحسب ثقافتي وفهمي ومدنيتي ومجتمعي وعلاقاتي ومباني، هذا التبادر على هذه الأسس حجة علي، تقول هذا يخالف تبادر كل المسلمين يقول فليخالف ثم ماذا؟ بأي دليل؟ بدليل أن القرآن وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، القرآن لا يخاطب طبقة معينة وجماعة معينة لا أبداً، يخاطب الجميع، ولهذا افترضوا المجتمعات الاورپية اسلمت الآن إما تعلموا العربية وإما أنت ترجمة لهم القرآن، فبدؤوا يفهمون من الآيات القرآنية غير ما أنا وأنت نفهم، ايهما الحجة عليه؟ تبادره هو، تقول هذا إجماع المسلمين يقول إجماع الكل على هذا المبنى، أمّا على مبنى القوم لابد أن يرجع إلى الصدر الأول ليرى انه ماذا فهموا من الآية المباركة؟ ماذا فهموا من النص النبوي؟ ماذا فهموا من النص الولوي الصادر من الاولياء من الأئمة سلام الله عليهم؟ ولهذا مراراً وتكراراً قلت لا يوجد عندي خطٌ احمر إلا الدليل.

    اضرب مثال: القرآن الكريم في آيات متعددة مرة يقول ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله، ومرة أخرى يقول رب المشرقين ورب المغربين، وثالثة يقول رب المشارق والمغارب، هذه الآيات الثلاث أعطيها بيد السابقين، ماذا يفهمون؟ بودي اليوم ترجعون، أعطيه بيد السيد الخوئي قل له ماذا تفهم لماذا يقول هذا خير دليل على كروية الأرض؛ لأنه في كل آن يوجد عندنا مغربٌ في مكان آخر ماذا يوجد؟ مشرق، من جعل السيد الخوئي يفهم الآيات بهذا الشكل؟ علوم عصره، فثقافته هكذا، فانظروا هذه عباراته يقول فالآيات التي ذكرت المشرق والمغرب بلفظ المفرد يراد منها النوع، والآيات التي ذكرت ذلك بلفظ التثنية يراد منها الإشارة إلى القارة الموجودة على السطح الآخر من الأرض، لو لم تكتشف القارات أيضاً يستطيع أن يتكلم بهذا الشكل أو لا؟ والآيات التي ذكرت بلفظ الجمع يراد منها المشارق والمغارب باعتبار أجزاء الكرة الأرضية كما نشير إليه، الآن فهم السابقين حجة أو هذا الفهم حجة؟ ماذا نقول؟ الجواب حجة كل فهم في زمانه، قد تقول لي العلوم الطبيعية قد تخطأ أقول لك بلي قد تخطأ لعله بعد مائتين سنة تأتي العلوم الفيزيائية تقول كل الذي بنيتم كانت خاطئة، موفقين أن شاء الله ثم ماذا؟ فلتكن خطأ في زماني هذا خطأ أو صح؟ في زماني صح وأنا مكلّفٌ بحجة زماني وذاك أيضاً مكلفٌ بحجة زمانه وبعد مائة سنة مكلفٌ بحجة زمانه.

    هذا مورد في كتابه البيان في تفسير القرآن صفحة 74 بودي الإخوة يراجعون، هذا الكتاب التفسير العلمي للقرآن في الميزان أساساً يمكن أن نستند إلى العلوم الطبيعية الفيزيائية الكيميائية الفلكية الطبية إلى ماشاء الله ونقول انظروا أن الآية قالت كذا ليس من حقنا ذلك هذا يبحث هذه القضية في خمسمائة صفحة كلمات المؤيدين والمعارضين والى غير ذلك كثير كتاب قيّم التفسير العلمي للقرآن في الميزان هناك يأتي إلى هذه الآية يقول فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يظله يجعل صدره ضيقا إلى هنا الآية ليست فيها مشكلة كأنما يصعد في السماء هذا ماذا علاقة صدر الضيق والصدور إلى السماء؟ ارجعوا اليوم إلى كل التفاسير يقول هذا من قبيل تعليق على المحال؛ لأنه واحد يستطيع يصعد إلى السماء أو ما يقدر؟ لأنه كل المفسّرين السابقين ممكن الصعود إلى السماء أو غير ممكن؟ غير ممكن يقول تعليق على ماذا؟ يعني يقول محال هو ماذا يقول آخر المطاف؟ يقول عندما استطاع الإنسان أن يصعد إلى طبقات عالية من الجو اصبحت كيفية التشبيه واضحةجداً؛ لأن هذا الضغط عندما يقل ماذا يصير عندك؟ لعله بعد مائتين سنة يقولون هذه النظرية أيضاً خاطئة، الجواب هذا الذي حجة علي لماذا يتبادر إلى ذهن هذا الإنسان الذي هو احمد عمر أبو حجر، يتبادر هذا المعنى والمتقدم يتبادر أي تبادر حجة؟

    اليوم راجعوا كتاب الحدائق وغير الحدائق يقول كل ما يقولون أن الأرض كروية (صاحب الحدائق يوسف البحراني) كله باطل لماذا؟ لأنه ظاهر روايات أهل البيت أن الأرض مسطحة انتهت القضية، أنا استغرب من بعض الأعلام انه عندما يصل إلى البحوث العلمية تقول له عيّن ظهور الهلال بالتلسكوب وكذا يقول لا، ظاهر الأدلة العين المجردة، أمّا عندما يتمرض طائرة خاصة أخذوه إلى بريطانيا لماذا تذهب إلى هناك؟ ألم تقل بأنه القديم هذا أيضاً قديم، اذهب إلى الطب العشبي وطب ابن سينا، يقول لا هنا تكليفي اذهب إلى أين؟ للعلوم الحديثة اذهب هناك إلى العلوم الحديثة، هذه في كل مكان في العلوم الطبية يقول الطب ماذا يقول وفلان شيء ماذا يقول، أمّا عندما يصل إلى مسألة الهلال ومسألة تعيين الشهر ومسألة العدد للمرأة لماذا علوم الحديثة ليس بحجة؟ حجة أو ليست بحجة؟ يعني تحتاج المطلقة بائناً لا رجعياً تحتاج إلى عدة أو لا تحتاج؟ إذا رجعية احتمال يوجد الرجوع، الشارع أمّا إذا بائن وافترضوا البينونة ثلاثة ليس له أبو الرجعة والطب أيضاً يقول والله بالله في رحمها لا يوجد شيء هذه تتزوج أو ما تقدر أن تتزوج؟ يقول لا، ظواهر الأدلة عجيب إذا العلم ليس بحجة كل مكان ليس حجة لماذا هناك حجة وهنا ليس بحجة؟ وهكذا عشرات ومئات الموارد التي تجد التهافت، الآن كثير من القضايا تعين من خلال دي إن إي صحيح أو لا؟ إثبات النسب يتم بالدي إن أي أو لا يثبت؟ إلى الآن يشككون أو لا؟ لا يتم عندهم تقول له يقول لعل العلم يخطأ أرى أنت عندما تتمرض العلم لا يخطأ أيضاً قد يخطأ لماذا هناك العلم حجة وهنا العلم ليس بحجة آخر بين لي، هذا الذي يجعل شبابنا وثقافتنا بل أبناءنا يتقبل أن هذا الدين عقلي أو يقول فيه تهافت وخرافة؟ لأنه أنت مرة تصر على العلم ومرة تكفر بالعلم لا يمكن لا يجتمعان.

    إذن ارجع السؤال: الآن نريد أن نفهم القرآن الكريم ونريد أن نفهم أن النص النبوي والنص الولوي الصادر عن الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام نفهمه بأي ظهور أنت لابد تحدد موقفك ما يصير تتأرجح مرة من هنا ومرة من هناك هل بظهور زماننا أو بظهور عصر الصدور أي منهما؟ بالأمس بيّنا للأعزة كثير من هذه قواعد اللغة العربية أهل البيت أسسوها الله انزلها في آية قرآنية أهل البيت أسسوها معصوم أسسها أم من أسسها؟ علماء اللغة وعلماء النحو وعلماء الصرف هذه حجة لفهم القرآن أو ليست بحجة ماذا تقولون؟ لا واقعاً افتونا مأجورين في النتيجة حجة أو ليست بحجة هذه اجتهادات من؟ اجتهادات أهل اللغة من قال اجتهادات أهل اللغة حجة هذا من أين؟ ولهذا تجدون في علم الأصول عارضين هذه المسألة قول اللغوي حجة أو ليس بحجة كلهم يقولون ليست بحجة مع تفاصيل فكيف افهم القرآن؟ ما هو الطريق واقعاً هذا الذي أدى بالمحقق القمي أن يكون انسدادياً.

    بحوث في علم الأصول للسيد الهاشمي الله يعافيه ويشافيه في هذه الأيام هذا الكتاب هو اهداه إلي في سنة 1406 من الهجرة قبل 32 عام المجلد الرابع الله يعلم هذه كتاباتي لا اقل قبل 32 عام أقول بناءاً على أن الظهور يتأثر بالعوامل الثقافية والشرائط الزمانية وان كل زمان له ظهور خاصٌ به فهذا القول يكون فيه وجاهة فتدبره جيداً هذا أنا قبل 32 سنة كتبتها البعض يتصور أنا الآن قرأت أربعة كتب مال هؤلاء يمين يسار هذه أفكاري تبدلت هذا ماذا افعل له هذا في الحاشية لأنه هذه مطالعاتي من القديم، تقول لي سيدنا لماذا ما قلتهن قبل عشرين سنة ذاك بحث آخر الآن مقام الإثبات له بحث آخر مقام الثبوت أيضاً له بحث.

    إذن أعزائي واقعاً هذا السؤال يطرح نفسه أنت كطالب علم وغداً أن شاء الله محققٌ عالمٌ كاتبٌ استاذٌ في الحوزة أي كان لابد من الآن تحدد موقفك إزاء هذه المسألة أي ظهور هو الحجة عليك؟ ظهور عصر الصدور فإذن أنا انصحك من الآن اذهب إلى أصحاب النبي صحابة النبي أصحاب الأئمة فهم العلماء كتاب المتقدمين انظروا ماذا فهموا من الدين هناك وأنت تابعٌ لهم هذا هو المبنى ويكون في علمك الواقع العملي أيضاً بهذا الشكل يعني أنت عندما تأتي إلى واقع حوزاتنا العلمية تنظر كيف الآن تغيروا صحيح أنت في علم الأصول تذهب ين يمنة ويسرة وكذا، ولكنه في واقع المسائل والفتاوى الفقهية كم متغيرين عن زمان الشيخ الصدوق؟ لا يتجاوز عن اثنين بالمائة ثلاثة بالمائة خمسة بالمائة انتهى لماذا؟ لأنه هو معتقد أن الدين هناك عند السلف الصالح، نعم مع اختلاف المصداق سلفه الصالح عند صحابة النبي والتابعين أنت سلفك الصالح أصحاب الأئمة وعلماء عصر الغيبة وانتهت القضية، وإلا فهم السلف الصالح وإلا العقائد كذلك أنت الآن اذهب وأقرأ عقائد الموجودة وعقائد الشيخ المفيد إذا وجدت فرقاً لك الحق مع انه الشيخ المفيد أي امام من ائمتنا والله ليس بامام مجتهد من المجتهدين هذه مبانيه وأنا عندي استعداد من يريد أن اجلس معه أقول له جذور فكر المفيد والطوسي والصدوق والمرتضى إذا لم اثبت له أكثرها معتزلية لكم الحق، ولكنه الآن بعنوان أي مباني بأيدينا؟ بعنوان مباني الشيعة، مع انه لا علاقة لها بمباني أهل البيت، كما افهم، قد يقول لي واحد هذا اجتهادك أقول نعم اجتهادي هذا أنا هذا الذي أريد قوله وذاك أيضاً كما تريد أن تقول هذا اجتهادك قل للسيد المرتضى أيضاً هذا اجتهادك، لا تقول لي هذا المذهب، قل اجتهاد المرتضى واجتهاد المفيد، اجتهاد ابن قبه، وفي الأعم الأغلب أيضاً هذه اجتهادات ابن قبه الذي كان معتزلياً بتعبيرنا صار ماذا؟

    إذن أعزائي في علم الكلام هكذا في علم الفقه هكذا ولهذا من خرج عن هذا الإطار صار تلك الكلمات إذن أن شاء الله غداً سوف نقف عند هذه المسألة كيف نفهم القرآن وكيف نفهم النص النبوي والولي الصادر لفظاً منهم لأنه الصادر معناً له قيمة علمية أو ليست له قيمة علمية؟ ليست له قيمة الصادر لفظاً تعرف ما هي القواعد التي نستند إليها لفهما والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/08
    • مرات التنزيل : 1648

  • جديد المرئيات