نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (99)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: والانسان الكامل الجامع لجميعها إجمالا في مرتبة روحه وتفصيلا في مرتبة قلبه, عالم كلي يعلم به الاسم الله الجامع للاسماء.

    هذا البحث إنشاء الله تعالى اذا يأتي معنا الاخوة الى ص531 في الفص الإبراهيمي هناك في المقطع الأخير من الصفحة 531 في المقطع الأخير من الصفحة واعتبر في مقام روحك حال حقائقك وعلومك الكلية هل تجد ممتازا بعضها عن بعض او عن عين روحك الى أن تنزل تلك الحقائق والعلوم الى مقام قلبك التي هي النفس, فيتميز كل كلي عن غيره ثم يتفصل كل منها الى جزئياته فيه في مقام القلب, ثم يظهر في مقام الخيال مصورا كالمحسوس ثم يظهر في الحس, هذه المراتب الأربع للانسان الكامل مقام الروح مقام القلب مقام الخيال مقام الحس, هذه الجامعية الموجودة للانسان الكامل فان وجدت في نفسك ما نبهت عليه عند ذلك هديت وعلمت أن الامر في من انت خلقت على صورته, وان لم تجد في نفسك.. الى آخره.

    يتذكر الاخوة مرارا وتكرارا نحن عندما جئنا الى الوحدة الشخصية قررناها بهذا البيان, الوحدة الشخصية ليس كل ما تقرر أن ما زاد عن ذلك هذه امور اعتبارية كصورة مرآتية لا لا حقائق ولكنها مراتب وشؤون هذه الحقيقة الواحدة, على أي الاحوال بحثه التفصيلي في الفص الإبراهيمي سيأتي بإذن الله تعالى, اذا إنشاء الله انتهينا الى ذلك البحث بإذنه تعالى.

    قال: عالم كلي يعلم به الاسم الله الجامع للاسماء ولعله هو المراد من قوله عليه أفضل الصلاة والسلام (أوتيت جوامع الكلم) لأنه نحن ذكرنا ما من شيء ما من موجود الا وهو كلمة وجودية يتذكر الاخوة في الابحاث السابقة في ص69 قال: وما تعين منها وصار موجودا من الموجودات يعبر عنها ماذا؟ بالكلمات الإلهية والخاتم ماذا يقول؟ يقول: (أوتيت جوامع الكلم) يعني كل الكلمات الوجودية مجتمعة في وجود الخاتم  ’, جيد هذا مطلب.

    المطلب الثاني الذي هو لابد أن نقف عنده في هذا اليوم.

    وان كان كل فرد من أفراد العالم أي عالم؟ هذا عالم الحس والشهادة كل فرد من أفراد العالم, مرادنا عالم الشهادة المطلقة, تضع يدك على أي فرد من الافراد فهو علامة لاسم الهي, طبعا يكون في علم الاخوة العلامة الآية السنخية تشير الى حقيقة واحدة, تارة يعبر بالسنخية الذي هو اصطلاح فلسفي, وأخرى يعبر بالآيتية الذي هو اصطلاح قرآني, وثالثة يعبر بالمظهرية الذي هو اصطلاح عرفاني ورابعة يعبر عنه بالظلية او بالعلامة هذه كلها تريد أن تشير أن هذه إنما هنا آية ما هنالك, لذا تعبيره: وان كان كل فرد من أفراد العالم علامة لاسم الهي, يعني يأخذ هذا المعنى مفروغا عنه, اذا كان وهو كذلك يعني كل فرد من أفراد عالم الشهادة المطلقة هو علامة ومظهر لاسم من الاسماء الإلهية طبعا ليس مباشرة وإنما بثلاث أربعة وسائط, يعني هذا الفرد مظهر لوجوده المثالي او لكونه المثالي والمثالي مظهر لكونه العقلي والكون العقلي مظهر للعين الثابتة والعين الثابتة هي الصورة المعقولة من الذات مع تعين من التعينات. ولعله والله العالم أن هذه الآية المباركة من خيرة الآيات التي تثبت هذه الحقيقة, تثبت حقيقة السنخية الآيتية العلامتية {قل كل يعمل على شاكلته} لا يمكن غير ذلك والا بمقتضى القدرة القدرة متساوية النسبة الى الظلم والى العدل, طيب لماذا {وما كان ربك بظلام للعبيد} لماذا؟ القدرة متساوية النسبة الى العدل والظلم او مختلفة؟ متساوية النسبة الى الحسن والقبح أم مختلفة؟ متساوية اذن لماذا يفعل هذا دون ذاك؟ لذا أنا شخصا معتقد أن كل الآيات القرآنية التي تكلمت بلغة وكان هذه الشأنية او وما كان هذه نفي الشأنية او كتب هذه كلها تريد أن تشير أن هذه الذات وان كانت متساوية النسبة الى الأفعال جميعا, ولكن مقتضى المشاكلة أن يصدر منها هذا ولا يصدر منها هذا, أن يصدر منها الرحمة ولا يصدر منها النقمة أن يصدر منها العدل ولا يصدر منها الظلم أن يصدر منها الغفران ولا يصدر منها العقاب ونحو ذلك, {ورحمتي سبقت غضبي} طيب لماذا؟ والا القدرة بما هي قدرة متساوية النسبة الى الرحمة والى الغضب. لذا عندما تأتي الى المفسرين من الفريقين يكون في علمك, من الفريقين هذه الآية يحملونها على هذا المعنى الذي اشرنا إليه. انظروا الى الرازي في تفسيره ص 30 في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الاسراء هذه عبارته يقول: أن المراد أن كل احد يفعل على وفق ما شاكله جوهر نفسه, طبعا هو يذهب بها الى الفعل الانساني ولكنه الآية مطلقة {قل كل يعمل على شاكلته} نعم مورد الآية مرتبط بالفعل الانساني ولكن هي لو نظرت الى نفسها لوجدتها مطلقة وعامة.

    يقول: ومقتضى روحه فان كانت نفسه نفسا مشرقة خيرة طاهرة عِلوية صدرت عنه أفعال فاضلة كريمة, وان كانت نفسه نفسا كدرة نذلة خبيثة مُظلِة ظلمانية صدرت عنه أفعال خسيسة فاسدة وأقول الى آخره. الآن نعم هناك بحث أن هذا كيف ينجسم مع الاختيار ذاك بحث آخر, وهو اذا كانت مقتضى النفوس هذا, طيب هذا معناه يلزم الجبر مثلا على سبيل المثال لذا هو يدخل في بحث أن النفوس في حقيقتها وماهيتها واحدة او أن النفوس في حقيقتها وماهيتها متعددة؟ هو يميل الى أن النفوس في حقيقتها وماهيتها متعددة.

    السيد الطباطبائي أيضاً في ذيل هذه الآية المجلد 13 ص190 أيضاً عنده عبارات جيدة البحث مفيد والاخوة إنشاء الله يراجعونه هناك أنا فقط اقتطع بعض العبارات الموجودة.

    قال: ص190 هناك يستدل بهذه الآية وهي من الآيات القيمة {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا} مشاكلة أي مشاكلة أوضح من هذه انه اذا كان نكدا اذا كان خبيثا لا يخرج الا نكدا, ومع ذلك كله فليس يخرج دعوة المزاج المناسب لملكة من الملكات او عمل من الأعمال من حد الاقتضاء الى حد العلية التامة هروبا من مشكلة الجبر, لان القدرة مطلقة.

    لذا نحن مرارا وتكرارا ذكرنا أن القدرة باقية على إطلاقها, هذا بيانه النقلي أن صح التعبير, بيانه الفلسفي أيضاً يوجد عنده بحث فلسفي قيم في ص194 تحت عنوان بحث فلسفي, هذا البحث الفلسفي يقوم على هذا الاساس يقول: أولاً بين الفعل وفاعله رابطة وجودية, ماذا تقولون رابطة اعتبارية او وجودية؟ طيب اذا كانت رابطة وجودية هل يمكن أن يكون الفعل لا توجد فيه علامات الفاعل والا لو لم تكن أي مناسبة لا أريد أن اعبر سنخية حتى لا يصير مصادرة على المطلوب, لو لم تكن أي مناسبة بين الفعل والفاعل أي آيتية بين الفعل والفاعل فلما هذا الفعل دون هذا الفعل والمفروض أن الفاعل متساوي النسبة الى هذا وهذا وهذا…

    ما الدليل على انه صدر منه هذا ولم يصدر منه ذاك؟ نعم صدر منه هذا ولم يصدر منه ذاك لو سألتك لم؟ ماذا تجيب؟ في كلمة واحدة لان هذا هو المسانخ له هذا هو المناسب هذا هو المُشاكل هذا على شاكلته لا ذاك, أما اذا رفعت قانون السنخية قانون المشاكلة قانون الآيتية والعلامتية طيب لماذا هذا دون ذاك والقدرة متساوية النسبة الى هذا وذاك.

    لذا عبارته: لو لم يكن بين الفعل المعلول وعلته الفاعلة له مناسبة ذاتية وخصوصية واقعية بها يختص احدهما بالآخر كانت نسبة الفاعل الى هذا الفعل غير المناسب كنسبته الى غير هذا الفعل المناسب او غير المناسب متساوي النسبة كما كانت نسبة الفعل الى فاعله كنسبته الى غيره فلم يكن لإستناد صدور الفعل الى فاعله معنا ونظير البرهان يجري هذا المعلول لما صدر من هذه العلة وهذا المعلول لم يصدر يعني مرة نتكلم عن الفاعل وتارة نتكلم عن الفعل هذا الفعل لماذا صدر من هذا الفاعل لماذا لم يصدر من هذا الفاعل, انت تستطيع أن تقول إنما البرودة صدرت من هذا لأنه هو المناسب للماء والحرارة صدرت من هذا لأنه هو المناسب للنار, أما اذا أنكرت السنخية والمناسبة والعلامتية والآيتية وعبر والظلية ونحو ذلك, لا معنى لان نقول هذا الفاعل لماذا صدر منه هذا الفعل وهذا الفعل لماذا صدر من هذا الفاعل, نعم (كلام احد الحضور) نعم بلي بلي, قانون واضح من أبده البديهيات نعم الا لمن لم يتصور بحث السنخية يعني واقعا لم يحصل عنده تصور صحيح, يعني تصور السنخية مرجعها الى المثلية كما كان يوجد قول بعض المتكلمين قرأناه في البداية والنهاية تصوروا السنخية يعني ماذا؟ يعني المثلية مع انه مرارا وتكرارا ذكرنا أن السنخية واقعة بين المثلية وبين المباينة التامة, هذا البحث إنشاء الله الاخوة يرجعون إليه هنا.

    البحث الثالث: تعالوا الى كل فرد من الافراد, كل فرد من الافراد الآن في ما سبق قال انه علامة لأسم الهي, الآن يريد أن يترقى ويقول لا أساساً كل فرد هو عالم برأسه, كيف؟ بهذا البيان من هذين القياسين التفتوا أنا رتبت القياسين الذي كلاهما قياس من الشكل الاول.

    القياس الاول: كل فرد مظهر لأسم من الاسماء الإلهية ومظهر يعني علامة يعني آية ونحو ذلك, وصريح القران يثبت هذا وفلسفيا أيضاً أثبتنا.

    طيب تعالوا الى الاسم ما هو الاسم؟ وكل اسم مشتمل على الذات لماذا؟ لان الاسم هو الذات مع تعين من التعينات اذن كل اسم من الاسماء الإلهية مشتمل على الذات او لا؟ كل فرد؟ (كلام احد الحضور) لا كل اسم مشتمل على الذات وهذا مظهر الاسم اذن كل فرد مشتمل على الذات.

    اذن قياس من الشكل الاول القياس الاول كل فرد مظهر لإسم وكل اسم مشتمل على الذات لان الاسم هو الذات مع تعين اذن فكل فرد مشتمل على الذات, هذا القياس من الشكل الاول, نأخذ نتيجة القياس الاول من الشكل الاول نجعله في القياس من الشكل الاول نقول:

    كل فرد مشتمل على الذات والذات جامعة لجميع الاسماء والكمالات او ليست جامعة؟ جامعة اذن كل فرد جامع لجميع الكمالات, طيب هنا قد يريد الاشكال اذا كان الامر كذلك اذن لماذا نجد أن هذه الافراد تختلف من حيث الآثار والمظهرية؟ الجواب: انه هذه الافراد صحيح واجدة لجميع الكمالات ولكن بعضها بنحو الظهور وبعضها بنحو البطون, وهذا ما تقدم بحثه مفصلا في التمهيد وفي مقدمة الفصوص بينا قلنا: أن هذه الافراد بعضها هذه لا يشغلها يعني الافراد لا يشغله شأن عن شان فكل الكمالات ظاهرة وبعضها ليست كذلك لضيق إناءها الوجودي فيكون بعض الكمالات ظاهرة غالبة فتكون مظهرا لإسم الغالب وبعضها تكون باطنا.

    (كلام احد الحضور) يا هو؟ (كلام احد الحضور) أنا كذلك أريد أن اقول الفرد فيه الذات, (كلام احد الحضور) ولكنه يقول بطون لم نختلف, طيب هذا الذي أريد أن أقوله لو قلت كله هذا إشكالك كان يرد, أنا لا أريد أن اقول موجودة الذات بنحو الظهور انت تقول لي اذن اين التعين, أنا أريد أن اقول الذات موجودة في كل فرد, الذات موجودة (وكيف أدركه وانتم فيه) هذه كلمات محي الدين واحدة من أبياته الشعرية يقول: لا يمكن إدراك أي حقيقة لماذا؟ يقول: كيف أدركه وانتم فيه, هذه الذات هنا مستجنة, نعم بحسب الظاهر استطيع أن اعرفها ولكن بحسب الحقيقة والكنه والباطن يمكن الاكتناه او لا يمكن الاكتناه؟ عند ذلك هذه (من عرف نفسه فقد عرف ربه) يصير تعليق محال على محال, على أي الاحوال.

    وإذا كان كل فرد من أفراد العالم والمفروض انه كذلك, علامة لإسم الهي وكل اسم لإشتماله على الذات لا بالذات, لاشتماله بالذات يعني ماذا, وكل اسم لاشتماله على الذات هذه الذات الجامعة لأسمائها لجميع أسمائها الذاتية اذن وكل اسم مشتمل عليها على جميع الاسماء لماذا؟ لأنه مشتمل على الذات والذات جامعة لجميع الاسماء اذن الفرد مشتمل على الاسماء.

    النتيجة كان كل فرد من أفراد العالم أيضاً عالما, هذا معناه انه ليس فقط العوالم الكلية او الحضرات الخمس عوالم لا لا كل فرد عالم, لذا إنشاء الله بعد ذلك هذا البيت المنسوب أتزعم انك جرم صغير  وفيك انطوى العالم الاكبر

    الذي سيأتي بعد ذلك ويقول أن هذا منسوب الى أمير المؤمنين ولكنه ليس منسوب الى أمير المؤمنين هو لعلي ابن ابي طالب القيرواني يقول كما حققناه شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده.

    قال: كان كل فرد من أفراد العالم أيضاً عالما يعلم به ماذا؟ جميع الاسماء, يقول هذا خلاف الوجدان لأنه بعض الافراد ليس كذلك يقول لا بعضها ظاهرة وبعضها مستجنة وباطنة, فالعوالم على هذا الاساس خمسة او غير خمسة, نعم العوالم الكلية خمسة أما العوالم أصلاً غير متناهية لا فقط أربعة عشر وثمانية عشر ألف و…عالم, لا لا عوالم غير متناهية بناء على هذا التصور, (كلام أحد الحضور) أنا لم اقل (كلام أحد الحضور) نعم الجواب هو انه ليس كل احد يعرف به, الجواب انظروا اذا كان يقول كل احد يعرف بها الفرد كل الاسماء الاشكال وارد, أما اذا فرضنا ظاهر وباطن طيب من يستطيع أن يكتنه هذا الفرد يستطيع أن يعرف به جميع الاسماء.

    يعلم به جميع الاسماء فالعوالم غير متناهية من هذا الوجه, لكن لما كانت الحضرات الإلهية الكلية خمسا صارت العوالم الكلية الجامعة لما عداها أيضاً كذلك, الاخوة يتذكرون ما ادري في ما سبق أن هذا المعنى أنا ذكرته لهم او لا, وهو انه, تعالوا معنا الى ص588 في الفص الاسحاقي, المراد بالحضرات وسط الصفحة, المراد بالحضرات أما الحضرات الخمس الكلية وهي عالم المعاني والاعيان الثابتة هذه المعاني والاعيان الثابتة لا يتصور انه اثنين هذه لا لا الاعيان الثابتة هي المعاني, وعالم الارواح وهو عالم العقول وعالم المثال المنفصل وعالم الشهادة وعالم الانسان الكامل الجامع بين العوالم وأما الحضرات العلوية والسماوية والسفلية والأرضية وغيرها من العوالم هذا بحث آخر.

    هنا عنده تعبير جيد السيد الإمام + في تعليقته على مقدمة الفصوص يقول: بيان وجه تسمية هذه العوالم بالحضرات نكتة لطيفة لم توجد في كلمات القيصري وغيره, تقريبا في هذا الذي الى الآن قرأناه, يقول: يقال لها الحضرة إنما يسمى العالم حضرة لماذا يسمى العالم حضرة؟ يقال لها الحضرة باعتبار حضورها في المظاهر وحضور المظاهر لديها, فان العوالم محاضر جمع محضر, فان العوالم محاضر الربوبية ومظاهرها ولذا لا يطلق على الذات من حيث هي الحضرة, لماذا؟ لعدم حضورها, لان الذات من حيث هي هي موجودة في واحدة من هذه او لم توجد؟ أبداً أبداً, نعم الذي هو موجود هو عالم الاعيان عالم الاسماء أما ما فوق ذلك لا.

    قال: ولذا لا يطلق على الذات من حيث هي الحضرة لعدم ظهورها وحضورها في محضر من المحاضر وفي مظهر من المظاهر, وهذه نكتة مرتبطة بتسمية العوالم ص31 يعني في بيان العوالم الكلية والحضرات الخمس الإلهية, (كلام أحد الحضور) نعم جيد جدا, لا ليست جميعا حاضرة كل الاشياء حاضرة في نفسها لا ليس كلها في الامور المادية مولانا الغيبوبة محضة موجودة.

    قال: لكن لما كانت الحضرات الإلهية الكلية خمسا صارت العوالم الكلية الجامعة لما عداها أيضاً كذلك, وأول الحضرات الكلية حضرة الغيب المطلق, وعالمها هذا العالم المطلق انظروا من اين يبدأ القيصري يقول: وعالمها لا يبدأ من الاحدية ولا يبدأ من عالم الاسماء وإنما يبدأ من عالم الاعيان يعني الصور المعقولة للاسماء, وعالمها عالم حضرة الغيب المطلق, عالمها عالم الاعيان الثابتة في الحضرة العلمية, هذا الذي أشار إليه قال: بأنه عالم المعاني والاعيان الثابتة. وفي مقابلتها, طبعا هذا التقسيم الخماسي السيد الإمام + لا يوافق عليه يعطي تقسيما خماسيا آخر الآن الاخوة اذا يريدون أن يراجعونه هناك يقول في ص32 : ما ذكره الشارح من ترتيب العوالم لم يكن مطابقا للذوق العرفاني, بل أول الحضرات حضرة الغيب المطلق أي حضرة أحدية الاسماء الذاتية وعالمها عالم هو السر الوجودي, هنا قال غيب المطلق وعالمها عالم الاعيان, يقول: لا وعالمها حضرة أحدية الاسماء يعني الاحدية وعالمها هو عالم السر الوجودي, لذا يتذكر الاخوة نحن قلنا اذا نسبنا عالم الاحدية الى عالم الواحدية عالم الاحدية يكون باطن وعالم الواحدية يكون الظاهر, او يكون سر ويكون علن, يعني الواحدية هو يبدأ من هناك ولعله موافق لما اشرنا إليه من عبارات الجندي اذا يتذكر الاخوة انه قال العوالم تبدأ من الاحدية والواحدية و.. الى غير ذلك, على أي الاحوال.

    يقول: وعالمها هو السر الوجودي الذي له الرابطة الخاصة الغيبة مع الحضرة الاحدية ولا يعلم احد كيفية هذه الرابطة المكنونة في علم غيبه, الاخوة يراجعون هذا البحث.

    وفي مقابلتها مقابلة حضرة الغيب المطلق, حضرة الشهادة المطلقة وهي التي عبر عنها بعالم الناسوت, وعالمها عالم الملك والشهادة, هذه التعابير تعابير قرآنية, وحضرة الغيب المضاف.

    اذن نحن عندنا اذا واقعا أردنا أن نتكلم بلغة واضحة نقول العالم أما الغيب وأما الشهادة وأما الجامع بينها أما بأقرب من هذا واقرب من هذا, او جامع بينها ويصير الانسان الكامل, يعني انت تستطيع بتقسيمات متعددة تجعلها ستة او أربعة او خمسة والامر ليس أمراً مهما.

    وحضرة الغيب المضاف وهي هذه الحضرة ينقسم الى ما يكون اقرب من الغيب المطلق الذي هو عالم الاعيان وعالمها عالم الارواح وهو عالم العقول وهو المسمى بالجبروت, وعالمه عالم الارواح الجبروتية والملكوتية هذا الذي يعبر عنه أيضاً بالملكوت الأعلى, اعني عالم العقول والنفوس المجردة, والى ما يكون, القسم الثاني: ما يكون اقرب من الشهادة وعالمه عالم المثال المنفصل يعني في قوس النزول, وإنما انقسم الغيب المضاف الى قسمين لماذا؟

    يقول: باعتبار أن هذا الغيب أما أن يكون اقرب من الغيب وأما اقرب من الشهادة بهذا الاعتبار صار عالم العقول وعالم المثال. وإنما انقسم الغيب المضاف الى قسمين لان الارواح يعني عالم العقول صورا مثالية مناسبة لعالم الشهادة المطلقة وصورا عقلية مجردة مناسبة للغيب المطلق الذي هو عالم المعاني والاعيان الثابتة.

    والخامسة هي الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة التي اشرنا إليه وهو الكون الجامع الذي قرأناه من الفص الإبراهيمي ص531 قال: والحضرة الجامعة للأربعة المذكورة وعالمها العالم الانساني الجامع لجميع العوالم وما فيها, {وعلم آدم الاسماء كلها} هذه أي اسماء؟ لا اقل احتمال قائم أن المراد من الاسماء يعني الاسماء الإلهية ومن تعلم الاسماء الإلهية يتعلم مظاهرها او لا يتعلم مظاهرها؟ يعلم الاشياء بمسمياتها, فلذا الإمام×حتى وضع يده على السجادة التي جالس عليها قال حتى اسم هذه, لأنه واضح من عرف الاسماء يعرف مظاهر الاسماء بلا أي تردد, لذا نحن احتملنا في بحث التوحيد أن المراد من الاسماء هنا الاسماء الإلهية لا اسماء الاشياء ولا .. الى غير ذلك ولا حملنا آدم على آدم الملك حتى نقول اسماء الائمة هنا أبداً هذه كلها تكلفات بلا موجب, الآن وان كان لعله في بعضها روايات ولكن أنا بحثي الآن بحث قرآني لا بحث اثري بحث روائي, آية مباركة تقول {وعلم آدم الاسماء كلها} {ولله الاسماء الحسنى} كل الاسماء التي لله (سبحانه وتعالى) تعلمها آدم, طيب تعلم الاسم المضل او لم يتعلم؟ تعلم, لأنه من اسمائه يهدي ومن اسمائه يضل, عرف المظهر له او لم يتعلم؟ (كلام أحد الحضور) عرفه يستطيع أن يضله او لا يستطيع؟ اذن ليس هذا آدم آدم أبو البشر الذي وسوس له, هذا ليس آدم الملك هذا, هذه قرينة أخرى على أن هذا ليس آدم الملك ليس آدم أبو البشر, (كلام أحد الحضور) ما هي المشكلة (كلام أحد الحضور) بلي هذه العلوم التي تعلمها يتحملها الملائكة او لا يتحملها؟ فلهذا قال: يا آدم علمهم؟ لا لم يتعلموا وكثيرا يوجد فرق بين انه يتعلم وبين انه اخبره أنا اعرف كل شيء, (كلام أحد الحضور) أبداً كل المفسرين المحققين منهم, قالوا أن التعليم غير الأنباء (كلام أحد الحضور) طيب اذا كانوا يتعلمون لكانوا أخذوها بلا واسطة لماذا مع الواسطة؟ (كلام أحد الحضور) الجواب, احسنتم أنا اقول لك اعلم إني اعلم الأوليين والآخرين وان كنت لا تعلم اعلم في ماذا, لماذا؟ حتى تكون {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} لأنه أخبار من معصوم من مطهر من مقدس قال كذا, فإذن وقع ساجدا او لم يقع ساجدا؟ وقع ساجدا, (كلام أحد الحضور) لا انه علموا علموا انه صادق في كلامه لا أنهم علموا الاسماء, يوجد فرق بين أن يتعلموا جميع الاسماء مثل ما تعلمها فلماذا يأخذون بواسطة, وأساسا لماذا اخذ الله (سبحانه وتعالى) على الواسطة طيب علم آدم الاسماء من الاول كان يقول وعلم الملائكة الاسماء كلها, ولكن الملائكة ما كان يوجد عندهم قدرة على أن يأخذوا بلا واسطة لابد أن يأخذوا مع الواسطة, طيب اذا يأخذون مع الواسطة يعني من حيث الإناء الوجودي لهم القدرة على أن يأخذوا بلا واسطة او ليس لهم القدرة, خلاف الحكمة هذه.

    اذن هذه قرينة أخرى على أن هذا آدم ليس عالم الملك هذا آدم الملكوت, هذا آدم أول ما خلق نور نبيكم, لذا نحن لابد أن نميز في الروايات اذا لم نميز الروايات واقعا تبقى غائمة نميز في الروايات بين آدم الملك الذي هو أبو البشر, وآدم الملكوت, آدم الملك قبل الخاتم يعني قبل الوجود البشري للخاتم, أما آدم الملكوت هو قبل الجميع هو أول صادر, بعبارة أخرى في نشأة الشهادة المطلقة من هو أول موجود؟

    آدم أبو البشر, في نشأة الملكوت والجبروت؟ آدم أبو البشر لا لا لا علاقة هذا آدم الملكوت, اذا كان الامر كذلك فيصير واسطة الفيض لجميع الأنبياء والأوصياء, (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) هذه أي نبوة؟ (كلام أحد الحضور) هذه المكلوتية احسنتم, هذه ليست الملكية والا (كلام أحد الحضور) متأخرة بالزمان متأخرة لذا لابد أن نفسرها بتفاسير غير منطقية وبتكلف مولانا, (وكنت وصيا وآدم بين الماء والطين) أي وصايا هذه؟ هذه العلوية, (كنت مع الأنبياء سرا ومع محمد  ’علنا) يعني كنت سرا ماذا؟ يعني في عالم الملكوت أنا واسطة الفيض لهم, أما في عالم الظاهر أنا واسطة الفيض لا أنا متأخر عن ابراهيم وعن موسى وعيسى و.. غير ذلك, (وعرضت ولايتنا وعرضت إمامتنا وعرضت خلافتنا) هذه أي إمامة أي خلافة أي ولاية؟ هذه كلها الملكوتية وواقعا عرضت فبعضهم من قبلها بلا تردد صار من أنبياء أولي العزم, وبعضهم تردد صار في بطن الحوت.

    قال: والخامسة الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة وعالمها العالم الإنساني, بلي هذه إصرار فيها والا هي ليست هكذا هواء يونس مولانا لابد أن يلتقمه الحوت هكذا والله (سبحانه وتعالى) بتعبيرنا (فد يوم قام الصبح عجبه أن يدخله في بطن الحوت) ليس هكذا القضية وفيها روايات, انه سأل لماذا, توجد فيها رواية انه عندما عرض كان كذا وكذا, عرضت عليه ولايتنا, هذا العرض. لذا تجدون روايات العرض في اخذ الميثاق تجدون بأنه أول من دعاهم الى التوحيد والجنة والنار رسول الله دعا الأنبياء جميعا (كلام أحد الحضور) احسنتم هذا في الميثاق احسنتم وهذا هو سبب صار أول صادر, لعلمه الأزلي انه عندما يدعوهم في الميثاق {أولست بربكم} من الذي يقول أول من يقول بلي من؟ هذا, فجعله الصادر الاول.

    هذه انتم انظروا الروايات واقعا منظومة متكاملة أصلاً أي تعارض أي تضاد أي تهافت ما موجود بينها, عند ذلك أنا اذهب الى السند هذه لغة العاجز لغة الجاهل عندما يذهب الى السند, السند ماذا في هكذا معارف والا هذا خمر وهذه ركعتان وهذه تشهد وهذه دعاء التشهد فهذه تحتاج الى سند ذاك بحث آخر.

    أنا أتكلم في هذه المعارف حلقات تكمل بعضها بعضا كيف انه أتصور انه هذه غير معلوم صادرة, يستطيع واحد أن يرتبط مجموعة معارف بهذا التنظيم الدقيق كالرياضيات هذا يحتاج الى عقل الهي.

    قال: وعالمها العالم الانساني الجامع لجميع العوالم (كلام أحد الحضور) بلي (كلام أحد الحضور) طبعا هو الذي أنا أقوله وأنت اذا تراجعه تجدها مئات كن على ثقة مئآت بهذا المضمون اجمعها ولكن مع الاسف نحن لم نذهب ولم نجمعها طيب ماذا فقط راجعنا باب من أبواب البحار او اصول الكافي او أي كتاب, وجدنا الى ثلاثة او أربعة روايات نظرنا الى السند قلنا ضعيفة السند وانتهت القضية, والا انت اجمع في باب انه هؤلاء وجوداتهم في عالم الملكوت في عالم الجبروت في قوس النزول هؤلاء ما هي خصائصهم انظر ماذا يخرج من هذه الروايات, تخرج والمبدأ الكلي موجود في أول سورة البقرة {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد} الى أن قال {وعلم آدم الاسماء كلها} لذا هذا المعنى اذا انتم واقعا لم تميزون في القران بين آدم الملك وآدم الملكوت واقعا تبقى في حيرة انه هذا كيف وسوس له الشيطان وهو علم الاسماء والمفروض انه, كيف عصى آدم ربه في ذاك العالم, هذا أي عصيان, هذا كله مولانا لا تجد له واقعا ضبابية فيه ضبابية في ضبابية مع انه لو قلنا هذه الاثنين القضية تنحل.

    فعالم الملك مظهر عالم الملكوت {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} واضح هذا, فعالم الملك مظهر عالم الملكوت وهو عالم الملكوت ما هو؟ وهو العالم المثالي المطلق غير المقيد الذي سيأتي إنشاء الله بحثه, وهو عالم المثال المطلق وهو مظهر عالم الجبروت عالم العقول, أي عالم المجردات التامة وهو أي عالم المجردات مظهر عالم الاعيان الثابتة وهو عالم الاعيان الثابتة مظهر الاسماء الإلهية والحضرة الواحدية لأنه صور الاسماء هذه, وهي عالم الاسماء الإلهية وليس هو لأنه وهو مظهر الاسماء الإلهية والحضرة الواحدية وهي لم يقل وهو لأنه ليس عالم ما يعتبره هذا عالم وهي مظهر الحضرة الاحدية هذه لم يعتبرها عالمين يعتبرها عالم واحد ولكن احدهما باطن والآخر ظاهر.

    تنبيه يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/09
    • مرات التنزيل : 2124

  • جديد المرئيات