نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (100)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    تنبيه: يجب أن تعلم أن هذه العوالم كليها وجزئيها كلها كتب إلهية لإحاطتها بكلماته التامة فالعقل الاول والنفس الكلية اللتان هما صورتا أم الكتاب وهي الحضرة العلمية كتابان إلهيان.

    قلنا في ما سبق أن المشهور بين العرفاء أن العوالم خمسة كما أن الحضرات خمس, واشرنا لماذا انها صارت عوالم خمسة ولماذا سميت هذه العوالم بالحضرات.

    إنشاء الله تعالى في الفص المحمدي ’سبب هذه الحضرات او سبب تولد وتحقق هذه الحضرات الخمس, قلنا من خلال النكاحات الخمسة التي يقع الكلام عنها إنشاء الله في محله.

    بعد ذلك ينتقل الى بيان قضية أخرى مرتبطة الابحاث السابقة, اذا يتذكر الاخوة نحن عندما نأتي الى مستوى الصعق الربوبي يوجد عندنا او توجد عندنا ذات وتعين وصفة ومن مجموع الذات مع التعين يوجد عندنا اسم عرفاني وهي حقيقة خارجية اسم وجودي, لذا عرفنا الاسم في ما سبق انه الذات مع تعين الذات مع صفة من الصفات, عندما نأتي الى الاعيان الخارجية الى العالم الخارجي نجد أن الذات لها مظهر عبرنا عنه بأنه الجوهر وهو النفس الرحماني وان الصفة أيضاً لها علامة ومظهر هي العرض وانه من مجموع الجوهر والعرض او من مجموع الجوهر والتعين الذي يحصل في النفس الرحماني توجد عندنا كلمة إلهية, وتوجد عندنا الكلمات الإلهية وهذا ما أوضحنا مفصلا اذا يتذكر الاخوة في ص96 من الكتاب هناك قلنا: وتسمى هذه الحقيقة في اصطلاح أهل الله بالنفس الرحماني وقلنا أن النفس الرحماني هو مظهر الذات وهو الجوهر, والهيولى الكلية وما تعين من هذه الحقيقة وهو النفس الرحماني وصار موجودا من الموجودات يعني مظهرا من المظاهر يسمى بالكلمات الإلهية. على هذا الاساس اذا كان كل موجود من الموجودات في عالم الإمكان

     

    كلمة من الكلمات طيب الله (سبحانه وتعالى) يكون متكلما او لا يكون؟ هذه كلماته اذا قلنا بأنه هذه كلمات زيد يعني المتكلم من هو؟ المتكلم هو زيد.

    لذا يتذكر الاخوة لعله في ص, ومعنى كلامه (سبحانه وتعالى) تعالوا معنا في مكان بينا معنى الكلام الله متكلم, (كلام أحد الحضور) لا لا قبلها أتصور كان عندنا ومعنى كلامه (سبحانه وتعالى) بلي ص67 ومعنى كلامه قال: وكلامه عبارة عن التجلي الحاصل من تعلقي الارادة والقدرة لإظهار ما في الغيب وإيجاده, هذا كلامه, فإذن هذه كلماته فهو المتكلم, هذا الكلام الذاتي لا الكلام الفعلي في مقام الفعل.

    السؤال: اذا كان عندنا كلام وعندنا كلمات كما تعرف أن الكلمات على قسمين: أما كلمات لفظية وأما بناء على هذا التصوير كلمات وجودية, (والا تنتقل الى عالم آخر شيخنا..) أما كلمات لفظية وأما كلمات وجودية الكلمات سواء كانت لفظية او كانت وجودية اذا أردنا أن نضبطها ذلك الشيء الذي تنضبط فيه الكلمات ماذا نعبر عنه؟ كتاب, انت الآن اذا عن دك مجموعة من الكلمات تريد أن تضبطها في مكان, تضبطها في صندوق او في الورق؟ فإذن الكتاب والكتابة لأجل ضبط وحفظ وجمع الكلمات أليس كذلك, فلذا انت تسمى القرآن كتاب الله, واحدة من اسماء القرآن كتاب, ما معنى انه كتاب؟ يعني انه موضع ضبط وحفظ الكلمات اللفظية لله (سبحانه وتعالى) طيب اذا كانت الكلمات كلمات وجودية؟ لا يمكن أن نضبط أمراً تكوينيا في كتاب ورقي يعقل هذا؟ لا يعقل هذا.

    جنابك الآن عندك كلمة لفظية التفت الى تصوير المشهد أن صح التعبير, اذا عندك كلمة لفظية تريد أن تضبطها في كتاب ماذا تحتاج؟ (كلام أحد الحضور) وراء القلم لا المداد لأنه كتابة شيء هل يعقل أن يكون بلا قلم ولا مداد او لا يعقل؟ طيب في اللفظية القلم والمداد واضح, في الوجودية ماذا؟ هل يوجد عندنا قلم ومداد وجودي حتى تكتب من خلالهما الكلمات الوجودية في كتاب وجودي.

    طيب الآن على هذا الاساس العام, يقول: كل مرتبة من مراتب هذه الموجودات والمظاهر كما هو كلمة هو كتاب, لماذا؟ لأنه انت عندما تأتي الى العقل الاول ماذا عرفت لنا العقل الاول, قلت أن الموجودات بنحو الاجمال والكلية الوجودية والبساطة الوجودية موجودة في العقل الاول فالعقل الاول هو ماذا كتاب, ولكن كتاب لفظي او كتاب وجودي؟ فهو كتاب, النفس الكلية فهي كتاب, انت كزيد كلمة أيضاً قلنا بأنه ما من فرد من أفراد هذا العالم الا هو كلمة, طيب منتقشة فيه حقائق او لا بقدره؟ منتقشة او غير منتقشة؟ نعم فهو كتاب {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} اذن هذه التعابير تعابير مجازية كنائية تعابير للتقريب الى الذهن او تعابير حقيقة هذه, نعم مبنية على قاعدة أسسناها في ما سبق أن هذه الالفاظ من الكتاب من القلم من العرش من الكرسي من.. الى غير ذلك, هذه موضوعة لمصاديق معينة او انها موضوعة لروح المعاني وكل ما يحقق الغاية أي منهما؟ فان بنينا على النظرية الثانية كما حققناه مفصلا في كتابنا اصول التفسير, هناك عندما جئنا بينا قلنا هذه من أهم مفاتيح وأصول علم التفسير ما لم نقف على هذه القاعدة لا يمكن أن ندخل الى عالم التفسير {الم يعلم بان الله يرى} طيب هذه أي رؤية؟ لا يمكن أن يقال بأنها رؤية مادية رؤية حسية.

    اذن فتحصل الى هنا: انه كما أن هذه العوالم كلمات وجودية هي كتب وجودية عند ذلك من هنا يدخل البحث العقدي هذا البحث العرفاني له, أساساً التنظيري التأسيسي له يقول الآن تعالوا ننظر القرآن الكريم عنده كتاب اسمه أم الكتاب, وعنده كتاب اسمه الكتاب المبين, وعنده كتاب اسمه كتاب المحو والاثبات وعنده كتاب اسمه كتاب الأبرار, وعنده كتاب اسمه كتاب الفجار, وعنده كتاب اسمه كتاب الأمة {كل أمة تدعى} وعنده كتاب لكل انسان انسان وهكذا, فإذن كما أن كل موجود قاعدة عامة:

    كما أن كل موجود هو ما هو؟ هو معلول لله (سبحانه وتعالى) هو مخلوق لله (سبحانه وتعالى) هو معلوم لله (سبحانه وتعالى) ومعلوميته مخلوقيته معلوليته هل هي شيئان أم هي احدهما عين الآخر اختلاف مفهومي ووحدة مصداقية؟ كذلك كل واحدة من هذه المراتب هي مرتبة من مراتب علمه الفعلي (سبحانه وتعالى) هي معلومة لله (سبحانه وتعالى).

    اذن هذا التنبيه يتكلم في المراتب الفعلية لعلم الله (سبحانه وتعالى) لذا نحن في كتاب التوحيد بعد أن بينا علم الحق (سبحانه وتعالى) الذاتي قبل الإيجاد للاشياء قلنا علمه الفعلي, وقلنا أن علمه الفعلي له مراتب من مراتب علم الله الفعلي ما هو؟ أم الكتاب, وله اسماء متعددة الكتاب الحفيظ .. الى آخره, من مراتب علم الله الفعلي الكتاب المبين, من مراتب علم الله الفعلي كتاب المحو والاثبات, من مراتب علم الله الفعلي كتاب كل مفرد مفرد من مفردات هذا العالم.

    على هذا الاساس نأتي الى الكون الجامع, أي مرتبة من مراتب هذا العالم, هو الواجد لأم الكتاب والكتاب المبين ولوح المحو والاثبات وما شئت من الكتب التفصيلية موجود في الكون الجامع لماذا؟ لأنه هو الكتاب كما هو كون جامع هو كتاب جامع, ولكن عندما نقول انه جامع لا انه في مرتبة واحدة توجد جميع هذه, وعليه يوجد هناك فرض أن يوجد عند احد علم او حقيقة او رزق ولا يعلم به الكون الجامع؟ أساسا له الفرض او لا فرض له؟ أساساً لا فرض له, ما ادري واضحة هذه الحقيقة.

    ومن هنا يتضح لماذا {كل شيء أحصيناه في كتاب مبين} {كل شيء أحصيناه في إمام مبين} واقعا تتضح لماذا أن الكتاب والإمام شيء واحد, طبعا يكون في علمك هذا كتاب المبين هو الكون الجامع او بعض مراتب الكون الجامع؟ (كلام أحد الحضور) بلي احسنتم الآن البعض كثيرا يستثقل أن الامام هو الكتاب المبين, تبين لا الكتاب المبين بعض مراتبه.

    قال: تعال معي الى ص113 أنا على طريقتي في البحث.

    هذا الكون الجامع الانسان الكامل قال: والانسان الكامل كتاب جامع لهذه الكتب المذكورة فمن حيث روحه عقله كتاب عقلي مسمى بأم الكتاب, اذن أم الكتاب الذي هو أصل جميع الكتب الإلهية هذه مرتبة من مراتب من؟ الكون الجامع, ومن حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ, ومن حيث نفسه الآن بعد ذلك أبينها, ومن حيث نفسه كتاب المحو والاثبات, فهي هذه الكتب الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة التي لا يمسها ولا يدرك أسرارها ومعانيها الا المطهرون, واضح هذا المعنى.

    الآن تعال معي الى, لنرى هذا المعنى في ذهني موجود او غير موجود, تعالوا معي الى ص142 ويؤيد ما ذكرناه قول أمير المؤمنين ولي الله في الارضين قطب الموحدين علي ابن ابي طالب في خطبة كان يخطبها قال أنا نقطة باء بسم الله أنا جنب الله الذي فرطتم فيه وأنا القلم وأنا اللوح المحفوظ وأنا العرش وأنا الكرسي وأنا السماوات السبع والأرضون, هذا عارف سني يقول هذا الكلام, هذا ليس شيعي, يعني اذا يوجد كلام في محي الدين شيعي او لا, ما يوجد كلام في أن القيصري ما هو؟ (كلام أحد الحضور) لا سني, لا شيعي معتقد, الآن اذا تجرأ قل أنا لم أجرأ وأقول يعني عندما يأتي اسم القيصري ما اقول رضي الله عنه, حتى لو قال هذه المسكين, ولكنه هذا كلامه, هذا الذي السيد الرضي عندما جمع كلمات أمير المؤمنين جرأ أن ينقل مثل هذه الكلمات او لم يجرأ؟ لم يجرأ السيد الرضي الذي لا اشكال في تشيعه وانه حزب الله من الشيعة مولانا, ولكنه يخاف او لا؟ الآن أما لم يكن معتقد الآن لا اعلم هو اعلم بنفسه, هو ما معتقد بأنه هذا الكلام صحيح وأما معتقد الرجل ولكنه في مقام الإثبات يجرأ أن ينقل او لا يجرأ؟ ولكن هؤلاء يجرؤون, (كلام أحد الحضور) لا لا لم تلتفتوا أنا أتكلم عن السيد الرضي , الذي حافظ البرسي الآن متهم في أوساطنا انه انت بمجرد أن تنقل حافظ البرسي يقول لا هذا… هذا الكلام موجود في أوساطنا, أما السيد الرضي طيب لا يوجد شك فيه ولكنه لم يجرأ أن ينقل من هذه, طبعا أنا الان لست بصدد المصاديق له أنا بصدد التأصيل التأسيس النظري له, ما يكفي أن تصعد على المنبر وهذه تقولها, انت أصلها أسسهن والله بعد ذلك عندما تنقلها للناس كأنه كالماء البارد للعطشان ولكن بشرط أن تؤصل تؤسس توضح ما هو مقصودك من هذه الامور, وهذه كلماتهم من الاول الى الآخر مملوءة بمثل هذه الكلمات, طبعا في الكلمات أنا أيضاً القلم, بعد ذلك قلنا بأنه لا فقط هؤلاء لأنه الكتاب فيه حالة فعل او حالة انفعال؟ حالة انفعال القلم ماذا فيه؟ حالة الفعل, الامام ×باعتباره هو الكون الجامع يجمع بين الفعل وبين الانفعال يقول أنا المعطي أنا الفاعل وهذا طبيعي جدا لماذا؟ باعتبار كون جامع واجد لكل هذه المراتب الوجودية في عالم العين, (كلام أحد الحضور) جزاكم الله خيرا في مرتبة المعطي في مرتبة ..

    على هذا الاساس دور الملائكة المقربين ماذا يكون بالنسبة الى الكون الجامع؟

    الجواب: وهو انه يصيرون وسائط الفيض من مرتبته العالية الى مرتبته الدانية كما انه جنابك انت الان تريد أن تنقل حقيقة من العقل الى الحس تأخذ مراتب ووسائط او لا تأخذ؟ يريد لها واسطة أن تتنقل من العقل الى الحس لابد أن يمر بالوهم بالخيال ويمر بالحس المشترك, طيب الان لكي تنتقل الحقيقة من الصادر الاول يعني من أم الكتاب ينتقل الى من؟ ينتقل الى ماذا؟ يمشي ويأكل في الاسواق, إنما أنا بشر مثلكم, يريد أن ينتقل الى هذه المرتبة طيب يحتاج الى واسطة او لا يحتاج؟ دور جبرائيل يتضح عند ذلك, ودور الملائكة كذلك يتضح انه هؤلاء هم وسائط وشؤون الانسان الكامل, ما ادري اتضحت هذه الحقيقة, والروايات اقرأها وكثير توجد روايات وخصوصا أن الاعلام عندما جاؤوا الى هذه الروايات واقعا شرقوا وغربوا فيها أولاً وبعضها اتهمها انها من وضع الغلاة وبعض اتهمها انه كذا ولكن سيتضح على هذا لتأصيل وهذا التأسيس انها كيف هي روايات تريد أن تؤسس قاعدة ومشهد من مشاهد عالم الملكوت, نقرأ بعض العبارة قبل أن ننتقل.

    قال: يجب أن تعلم أن هذه العوالم كليها وجزئيها كتب إلهية بينا لماذا الكلمة صارت كتاب, يعني هذه النقلة من اين جاءت كيف الكلمة صارت كتاب؟ وهو انه هذه الكلمات محفوظة في كتاب, لا انها هي شيء والكتاب شيء آخر لا, هي صارت لانها هي مخزن العلوم الفعلية للحق في مقام الفعل فكما هي معلولة مخلوقة هي معلومة والعلم محفوظ فيها فهي مكتوبة فهي كتاب.

    طبعا البحث التفصيلي في هذه القضية في أول الجزء السابع من الاسفار سيأتي هناك ملا صدرا عنده بحث في ص10 وهو الفرق بين الكلام والكتابة والمتكلم والمكتوب, بحث مفصل سيأتي وكله مأخوذ من هذه الأسس العرفانية.

    يقول: يجب أن تعلم أن هذه العوالم بينا انه يوجد عندنا عوالم كلية خمسة وعندنا عوالم جزئية تتناهى او لا تتناهى؟ لا تتناهى, كلها كتب إلهية لماذا؟ لان هذه العوالم او هذه الكتب لإحاطتها ولكنه كل شيء بحسبه, لإحاطتها هذه الكتب بكلماته التامات, كل كلماته تامة, طبعا انت أول ما تقرأ في الأدعية ماذا تقرا في دعاء السحر؟ اللهم إني اسألك من كلماتك بأتمها تفترض انه توجد تامة وتوجد غير تامة, ولكن بعد ذلك الامام× مباشرة يقول: وكل كلماتك تامة, الان هنا هذا الذي في البحث السابق قلنا ما من فرد من أفراد هذا العالم الا وهو واجد لجميع الاسماء ولكن بعضها ظاهر وبعضها باطن.

    قال: الان يأتي الى التفصيل بعد أن ذكر القاعدة, فالعقل الاول الذي هو الحضرة الثانية لأنه الحضرة الاولى كان حضرة الغيب الذي حضرة الاعيان الآن الحضرة الثانية, الذي هو حضرة عالم العقول الجبروت, فالعقل الاول والنفس الكلية, ذكرنا في أبحاث سابقة ما هو المراد من العقل الاول وما هو المراد من النفس الكلية.

    اخواني الاعزاء هؤلاء يفترضون ويقولون أن هذا العالم وجود حقيقة واحدة من؟ العرفاء, فهذه الحقيقة الواحدة لها عقلا يسمى العقل الاول ولها نفس كما انه جنابك عندك عقل وعندك نفس, هذه النفس التي هي لكل عالم الامكان تسمى النفس الكلية, انت ماذا يسمونك؟ النفس الجزئية, ولكل فلك من الافلاك اذا فرضنا أن الافلاك لها وجود خارجي لها نفس فلكية كما أنه لزيد نفس انسانية, وهكذا, طيب ما هو الفرق بين العقل والنفس؟ يقول: العقل هو موطن العلوم الاجمالية الاجمال يعني البساطة, والنفس هو موطن العلوم التفصيلية فلذا اذا يتذكر الاخوة في ما سبق عندما جاء الى شرح الاصطلاحات اذا يتذكر الاخوة في شرح الاصطلاحات هذا المعنى بنحو واضح أشار إليه في شرح الاصطلاحات اين كان؟ قال في شرح الاصطلاحات في ص52 قال: اذا أخذت الذات بشرط كلية الاسماء سميت بالعقل الاول وأم الكتاب والقلم الأعلى وإذا أخذت بشرط أن تكون الكليات فيها جزئيات مفصلة ثابتة سميت بالكتاب المبين واللوح المحفوظ.

    قال: فالعقل الاول والنفس الكلية ما هما؟ كتابان إلهيان, ولكن أي كتاب هذا الكتاب اللفظي او الكتاب التكويني الكتاب الوجودي؟ اذا كانت الكتابات لفظية فما ينضبط فيه كتاب لفظي, أما اذا كانت الكلمات كلمات وجودية فالكتاب الذي ينضبط فيه تلك الكلمات الوجودية يكون أمراً وجوديا, الاخوة اذا يريدون أن يراجعون هذا البحث يراجعونه في الجزء السابع من الميزان ص252 هناك بحث قيم وأنا في ما سبق ذكرت, قال: كلام في معنى الكتاب في القرآن, الكتاب بحسب ما يتبادر منه اليوم الى أذهاننا هو الصحيفة او الصحائف التي تضبط فيها طائفة من المعاني على طريق التخطيط بقلم او طابع او غيرهما لكن لما كان الاعتبار في استعمال الاسماء الحقائق لا المصاديق المادية فإذن صار توسع وهذا التوسع شمل ماذا؟ قال: الكتب التي تضبط أعمال العباد, أعمال العباد امور لفظية او امور خارجية؟ فإذن تضبطها قال: {وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا} او مثلا الكتب التي تضبط تفاصيل نظام الوجود والحوادث الكائنة فيها قال: {كتاب مبين} {لكل اجل كتاب} { الا كتابا مؤجلا} الى غيره.

    اذن هذه حقائق في عالم التكوين بحث مفصل وقيم ومفيد أيضاً للاخوة إنشاء الله يراجعونه وأنا كاملا هذه الابحاث أيضاً أشرت إليها في اصول التفسير يمكن للاخوة اذا لم يراجعونه هناك يراجعونه هنا.

    قال: فالعقل الاول والنفس الكلية اللتان هما ما هما؟ العقل الاول والنفس الكلية, هما صورتا أم الكتاب, لأنه لكل شيء أن صح التعبير مادة وصورة طيب هذا الكتاب له مادة وهو البعد الانفعالي له صورة صورته ما هو؟ صورته العقل الاول صورته النفس الكلية, وهي الحضرة العلمية هذه أي حضرة علمية الاعيان الثابتة؟ لا لا, نتكلم اين؟ في الاعيان الخارجية في مراتب العلم الفعلية لا في الصعق الربوبي.

    وهي الحضرة العلمية قال: فالعقل الاول والنفس الكلية كتابان الهيان وقد يقال للعقل الاول أم الكتاب لإحاطة هذا الكتاب او هذا العقل لا فرق, وقد يقال للعقل الاول أم الكتاب لإحاطته بالأشياء إجمالا وبينا المراد من الاجمال هنا يعني البساطة التي هي فوق التفصيل, ويقال للنفس الكلية الكتاب المبين لظهورها الاشياء فيها أي في النفس الكلية ظهورها فيها تفصيلا, وكتاب المحو والاثبات هو حضرة النفس التفت, هذه أي نفس؟ النفس الكلية؟ يقول لا لا هذه النفس المنطبعة في الجسم الكلي.

    اخواني الاعزاء هؤلاء عندما يقولون منطبعة ليس مرادهم الانطباع يعني مادية, التفتوا جيدا, لأنه نحن قد نطلق النفس منطبعة في المادة ونريد منها انها مادية ذاتاً كالصورة النباتية, كما في الصورة الحجرية كما في الصورة المائية هذه صور نوعية منطبعة في المادة, يعني ماذا منطبعة؟ يعني ذاتاً مادية لأنه نحن عندنا صورا نوعية ذاتاً ما هي؟ مجردة كالنفس الانسانية هذه الصور ذاتيا ما هي؟ يعني مادية ذاتاً وفعلا بخلاف العقل فهو مجرد ذاتاً وفعلا, والنفس مجردا ذاتاً لا فعلا, الان عندما يقولون هؤلاء حضرة النفس المنطبعة في الجسم الكلي لا في الجسم الجزئي, التفت, لم نتكلم عن الجسم الجزئي نتكلم عن عالم الامكان فلهذا قال الجسم الكلي, يقول الجسم الكلي الذي هو عالم الامكان إن صح التعبير له عقل, كما جنابك عندك عقل وله نفس كلية وهي التفاصيل وهي تختلف عن العقل التي هي الاجمال, وله مرتبة خيال مرتبة خياله نسميه النفس المنطبعة في المادة او في الجسم الكلي, معنى منطبعة لا انها مادية ذاتاً منطبعة يعني لها نحو تعلق بالمادة, والخيال له تعلق بالمادة او ليس له تعلق بالمادة؟ نعم له تعلق بالمادة ما هو نحو تعلقه؟ تعلقه انه فيه آثار المادة لذا قلنا في البحث السابق بان عالم المثال اقرب الى عالم الشهادة لا انه اقرب الى عالم العقول, واضح هذا المعنى الذي اشرنا إليه في ما سبق الربط بين الابحاث.

    قال: وحضرة النفس قال: وكتاب المحو والاثبات, الان لماذا حضرة النفس منطبعة في الجسم الكلي؟ يقول: لانها مرتبطة بالمحو والإثبات فيه تغيرات, فيه نحو ارتباط بالمادة لان المادة يقع فيها التغييرات.

    وكتاب المحو والاثبات هو حضرة النفس المنطبعة في الجسم الكلي من حيث تعلقها هذه النفس بالحوادث المحو والاثبات امور كائنة, وهذا المحو والاثبات إنما يقع لأي شيء للصور الشخصية التي فيها في حضرة النفس, باعتبار ماذا؟ باعتبار أحوال تلك الصور الشخصية او الامور الشخصية, باعتبار أحوالها اللازمة تلك الاحوال لأعيانها الخارجية لا لأعيانها الثابتة, لأعيانها الخارجية بحسب استعداداتها الأصلية بحسب كان الناقصة لا بحسب كان التامة, يعني وجدت ولكنه باعتبار انها في عالم المحو والاثبات في عالم التكامل اذن فيها استعدادات أن تخرج من القوة الى الفعل, المسؤول عن هذه الصور ويوجد فيه تفاصيل هذه الحقائق ماذا هي العقل الاول او النفس الكلية او النفس؟ يعني هذه التفاصيل التي سوف تقع في الخارج اين تنضبط في العقل الاول؟ كلا, في النفس الكلية؟ كلا, اين في حضرة النفس التي هي كتاب المحو والاثبات ثبت فيها شيء ثم يُمحى الان لماذا يثبت لماذا يُمحى؟ هذا يدخل في بحث باب البداء والدعاء وصلة الرحم والصدقة و.. الى غير ذلك فيثبت شيء ويُمحى شيء آخر, المحو والاثبات وعنده أم الكتاب.

    قال: باعتبار أحوالها أحوال تلك الصور الشخصية اللازمة تلك الاحوال لأعيان تلك الحقائق الخارجية بحسب استعدادات تلك الحقائق الخارجية الأصلية, طيب هذه الاستعدادات متى تظهر؟ طيب على المباني والروايات تؤيد هذه الحقيقة, المشروط ظهور تلك الاستعدادات مشروط بالأوضاع الفلكية المعدة لتلك الذوات للخروج من القوة الى الفعل.

    يقول: المشروط ظهورها بالأوضاع الفلكية المعدة لتلك الذوات أن تتلبس بتلك الصور هذه كان التامة مع أحوالها الفائضة عليها هذه كان الناقصة كلها جميعا ممن؟ من الحق, لأننا ذكرنا مرارا لا مؤثر وجودا الا من؟ ولكنه تارة تأثيره بلا واسطة وأخرى تأثيره مع الواسطة, (أول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير) فكل خير كان التامة كان الناقصة الخالق من؟ الخالق هو الله, نعم قد توجد فيه الواسطة وقد لا توجد فيه الواسطة.

    قال: إن تتلبس بتلك الصور كان التامة, مع أحوالها الفائضة على تلك الصور كان الناقصة, أن تتلبس من اين وتفيض عليها من اين؟ هذه من متعلقة بالفائضة من الحق (سبحانه وتعالى) الان بأي الاسماء تفيض؟ قال: بالاسم المدبر بالاسم الماحي بالاسم المثبت, بالاسم الفعال لما يشاء, بالاسم الرازق, بالاسم المعطي, المانع, القابض, الباسط, المحيي, المميت, ونحو ذلك. أما والانسان الكامل كتاب جامع لهذه الكتب المذكورة فهو أم الكتاب وهو الكتاب المبين وهو لوح المحو والاثبات وهو وهو.. الى آخره.

    اذن الامام عندما يقول (لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان ويكون وما هو كائن الى يوم القيامة) هذه مرتبة من مراتبه والا هو, هو يتكلم عن مرتبة ولعله بعض الناس هذه المرتبة أيضاً لا يحتملونها. فلهذا انتم تجدون تقرأون في زيارة الجامعة وتقرأ في الزيارات وفي الأدعية وتقرا في الروايات محتمل لعلم, تتوسل وأنت لا تعلم انه ما تتوسل, انه وحدة من ادعيتكم, أهل البيت انظروا هذا الذي علمونا واحدة من ادعيتكم الى الله (سبحانه وتعالى) أن يجعلكم إناء ووعاءا تحتملون ما نقوله لكم, واحتملنا او لم نحتمل؟ لا فقط لم نحتمل بل حتى الذي احتمله ماذا قلنا له؟ بمختلف التهم, (كلام أحد الحضور) يا ليت مولانا على هذا يا ليت, (كلام أحد الحضور) لا ذاك الشخص كان يلزمه سأله قال له الله ينكسر او لا؟ قال لم ينكسر, قال بناء على الوحدة الشخصية, فاخذ قطعة من الخشب وكسرها قال انظر كسرت الله لأنه انتم من القائلين أن الله خشب, هذا التصور موجود, التفتوا انه بأي نعمة, وهذا الذي تعلمناه من أستاذتنا أي نعمة انتم تعيشونها هذه ملايين من الخلق بل الآلاف او الملايين من الخلق ما ادري كم بالمليار الانسان يحسب يحتمل هذه المعاني ولا اقل يوجد عنده موقف قبلي إزائها بالربط وهذا القدر كاف, أنا لا أريد أن اقول يعتقد او لا, ولكن قبوله انه يجلس الى هذه المعاني ويسمعها ويحتمل لا اقل احتمال واقعي عقلائي معتد به لعله الواقع هو هذه الامور التي, والا لم يستطع احد أن يقول كل ما أقوله هو الواقع, لا الفيلسوف يستطيع أن يقول لا المتكلم لا المفسر لا الاخباري لا المحدث لا الاصولي كل يقول هذا ما انتهيت إليه {هذا مبغلهم من العلم} على أي الاحوال.

    قال: والانسان الكامل جامع لهذه الكتب المذكورة, اللهم احشرنا على هذه المعارف, والانسان الكامل بلي (كلام أحد الحضور) لا لا, تفصيل فلهذا قال: ومن حيث روحه ومن حيث عقله لأنه هذا الانسان الكامل موجود ممتد لكل هذه المرتبة ففي كل مرتبة من المراتب ما يوجد في تلك المرتبة فهي مظاهر من؟ مظاهر الانسان الكامل, لا ليس إجمال, نعم مرتبة الاجمال عنده ولكن ليس هو فقط إجمال والا اذا صار إجمال فقط فصار الصادر الاول, لان العقل الاول واجد إجمالا لكل عالم الامكان, (كلام أحد الحضور) ومن هنا احسنتم يعني لا نعد الرجل منكم فقيها حتى يعرف معارفنا, هذه المباني يعرفها لكي يأتي الى كلماتنا, انظروا نحن نتكلم في أي مرتبة مع المخاطب نتكلم؟ في مرتبة الحس نتكلم؟ في مرتبة الخيال نتكلم؟ في مرتبة العقل نتكلم؟ في مرتبة النفس الكلية, في مرتبة النفس؟ عند ذلك يشخص لا يقول بأنه مرة نقول نحن نعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون الى يوم القيامة, ومرة يقول خرجت جاريتي لا اعلمها, أصلاً هي الروايات متهافتة هذا من يقوله؟ يقوله انسان بيني وبين الله أقصاه أن نقله نحمله على الصحة انه جاهل ما يعلم أن الامام هذه الجملة لماذا يقولها وتلك الجملة اين يقولها؟ هذه اين يقولها وتلك اين يقولها.

    والانسان الكامل كتاب جامع لهذه الكتب المذكورة لماذا؟ لان الانسان الكامل نسخة هذه نسخة التفت جيد, معنى النسخة يعني مستنسخ من العالم الكبير, {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} هذه نسخة, الان طريقين استطيع أن اقول: أما نسخة يعني هو مستنسخ وأما نسخة يعني المستنسخ منه, وأيهما اصح الاول او الثاني؟ الثاني لماذا؟ لأنه هو الصادر الاول, فإذن كل العوالم العقل الاول النفس الكلية النفس المحو والاثبات كلها هي مستنسخة من ماذا؟ مستنسخة من هذا وهو الصادر الاول وهو الامام المبين وهو عبر ما تعبر عنه, وهو خليفة الله وهو الذي {علم آدم الاسماء كلها} بعض الاخوة كانوا يقولون سيدنا هذا آدم اين؟ إنشاء الله هذا بحثه سيأتي في ص114 نظرية العرفاء, تعالوا معي قال: بل هو هذا الانسان الكامل آخر السطر من ص114 : بل هو آدم الحقيقي.

    اذن يوجد عندنا آدم بناء على هذا غير حقيقي الذي هو آدم الملك وعندنا آدم حقيقي الذي هو آدم الملكوت.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/12
    • مرات التنزيل : 2098

  • جديد المرئيات