نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (53) – أدلة نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق في النص القرآني (1)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنّ من أهم الأبحاث التي لابد أن نقف عندها، وتعدّ مفتاحاً أساسياً من مفاتيح عملية الاستنباط، هي مسألة أنّ الظهور الذي ثبتت حجيته للنص القرآني أولاً، وللنصوص الروائية الصادرة من النبي والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ثانياً، هل هو الظهور المعاصر لعصر النص؟ أو الصدور أو الظهور المعاصر لعصر الوصول؟ الآن لماذا طرحنا هذا التساؤل قلنا لسببين أو لدليلين:

    الدليل الأول: أنّ اللغة ظاهرة اجتماعية، هذه صغرى القياس كما يقال، وكبرى القياس وكل ظاهرة اجتماعية أو الظواهر الاجتماعية متغيرة، إذن الظهور اللغوي متغير. هذه نقطة لا مجال للبحث فيها، وبيناها في الأبحاث السابقة، وذكرنا كلمات الأعلام في هذا المجال فلا نعيد.

    الأصل الثاني الذي اشرنا إليه قلنا أنّ كل لغة هي مرآة عاكسة لثقافة الأمة، الذين يتكلمون بتلك اللغة، وهذا أيضاً أمر واضح أنّ اللغة تعدّ وسيلة حاكية عن ثقافة وعقيدة وسلوك والأبعاد الأخرى لأي أمة تتكلم بتلك اللغة، وحيث إن ثقافات الأمم وإمكاناتها الفكرية والعقدية متغيرة، إذن اللغة أيضاً بتبع ذلك متغيرة، إذا كان الأمر كذلك يطرح هذا التساؤل وهو هل أنّ ما فهمه أصحاب عصر الصدور هو الحجة أو ما نفهمه نحن أصحاب عصر الوصول هو الحجة؟ أي منهما؟ هم يفهمون من هذا النص شيء أو فهموا شيء وطبقوه على شيء، ونحن طبقناه على شيء أو نطبقه على شيء آخر، فأيهما الحجة علينا؟

    حتى تتضح الأبحاث بشكل واضح وصريح اضرب لكم مثالاً واضحاً كما يفهمه الجميع، من الواضح بأنّه في البحث الفقهي ثبت أنّ النفقة واجبة على الزوج لزوجته ولأولاده ولأبويه إلى آخر القائمة، هذا نأخذه كأصل موضوعي من أبحاث الفقه، النفقة واجبة أو ليست واجبة؟ نعم واجبة، سؤال: ما هو مقدار النفقة؟ هل النفقة التي كانت تنسجم مع عصر الصدور هي الواجبة ولا أكثر؟ يعني في ذلك الزمان النفقة المتعارفة أن يكون للزوجة غرفة واحدة ولباس أو لباسين في السنة والى آخره، هل هو ذاك الواجب الآن في زماننا وليس أكثر؟ أو أنّه بحسب ثقافة المجتمعات، والمستوى الرفاهي الذي تعيشه الأسرة والمجتمع تتعين مقدار النفقة؟ أي منهما؟

    بعبارة واضحة هل النفقة التي في عصر الصدور هي الواجبة؟ أو النفقة في عصرنا نحن الذي يختلف عن ذلك؟ هذا من باب المثال.

    مثال أوضح حتى يرتبط ببحث فقه المرأة، الحجاب واجب أو ليس بواجب؟ نعم بحسب فقهنا حجاب المرأة واجب، السؤال: بماذا يتحقق الحجاب هل بالذي كان في ذلك الزمان فلا نزيد عليه ولا ننقص منه؟ أو أن الزمان في كل مجتمع في كل زمان في كل ثقافة حجاب ذلك الزمان ينسجم مع ثقافة ذلك المجتمع، مع وضع ذلك المجتمع ونحو ذلك، وهكذا وهكذا إلى ما شاء الله.

    الآن ما هو الجواب، الجواب بحسب الفتوى كفتوى أصولية هذه لا فتوى فقهية، الفتوى الأصولية في هذا المجال نحن نقول في جملة واحدة أنّ الجواب هو أنّ المفهوم واحد، والمصاديق متغيرة، حفظنا أمراً ثابتاً وهو المفهوم، هذا يتغير أو لا يتغير؟ لا يتغير، يبقى ثابتاً يبقى لابد أن نعتقد بأنّ الله واحد أم له شريك؟ فاعلم أنّه لا إله إلا هو، إذن الله واحد أم له شريك متعدد؟ واحد.

    سؤال: ما هو مصداق الوحدة؟ العددية أو غير العددية أي منهم؟ ماذا تقولون؟ الجواب تقول بحسب دليلك ومبانيك، واحد يعتقد أن وحدة الله مصداقه هذا المفهوم هو الواحد العددي، وآخر لا يعتقد بالواحد العددي يقول بالواحد المشكك، آخر يقول واحد شخصي مثل العرفاء ونحو ذلك هذا المفهوم يتبدل لو ثابت؟ ثابت لا يتغير الجميع موحّد أو مشرك؟ الجميع موحّد يعتقد أن الله واحد لا شريك له، ولكن عندما يأتي إلى بيان مصداق الوحدة متعدد أم واحد؟ متعدد بحسب ماذا؟ بحسب الأدلة بحسب المناهج، بحسب الثقافة بحسب والى غير ذلك، ولهذا الآن تجدون أن هناك كتاب إن شاء الله في بحث حوار حول الملحدين أو مع الملحدين سوف أتي بالكتاب، كتاب جمع تصويرات الموحدين عن الله لا عن التوحيد لا انه واحد، عن الله، ما هو تصورهم، جمعه لأربعة آلاف سنة، بيّن مئات الأشكال من التصوير عن الله، ماذا تتصور عندما تسمع مفهوم الله ماذا يأتي إلى ذهنك؟ لا تستطيع أن تقول بأنه أنا لا أتصور مع ذلك أصدّق بوجوده وأعبده؛ لأن العبادة فرع المعرفة، وما لم تعرفه ماذا؟ والمعرفة فرع التصور والتصديق، كيف تتصور الله؟ هذه وحدة المفهوم وتعدد المصداق.

    إذن النظرية الآن فقط استثنوا لنا مسألة طبعاً هذه أيضاً غيرا مستثناة، يكون في علمكم الصلاة البعض يقول لي سيدنا ماذا تريد أن تفعل بالصلاة؟ بينكم وبين الله إذا أريد اسألك كم مصداق يوجد للصلاة أنت كم مصداق تعد لي؟ صلاة الميت صلاة أو ليست صلاة؟ ما هي علاقتها بالصلاة الرباعية يوجد له وجه شبه لو لا يوجد؟ واقعاً يوجد شبه بين صلواتنا ذي الركعات والسجود مع صلاة الميت أو لا توجد؟ فقط الشبه في تكبيرة الاحرام، مع أنها هي ماذا؟ صلاة حقيقةً أم لغةً؟ شرعيةً أو لغوية؟ ولهذا أنت تقول مولانا أنحاء الصلاة صلاة الحاضر صلاة أو ليست بصلاة؟ صلاة المقصر صلاة أو ليست بصلاة؟ صلاة الذي شك في عدد ركعاتها أضاف ونقص إلى آخره مع الذي حفظ الركعات نفسها أو ليس بنفسها؟ صلاة الغريق، صلاة المريض، صلاة المقعد على كذا إذا تريد أعد س أعد لك خمسة آلاف وخمسمائة نوع وكلها ما هي؟ كلها صلاة، إذن المفهوم واحد والمصداق واحد أو المصداق متعدد؟

    الآن انظروا إلى ما أقوله لكم انظروا؟ رسول الله قال: صلوا كما رأيتموني أصلي، الآن المسلمين كم شكل صاروا يصلون؟ بينكم وبين الله شكل واحد من الصلاة لو أشكال متعددة؟ هذه كلها صلاة أو ليست بصلاة؟ هل يمكن لأحد أن يقول أنا الذي أصليه صلاة والآخر يلعب كرة القدم مثلاً؟ هو أيضاً يصلي ولكن اعتقاده أن الصلاة ما هي؟ هذا الشكل الذي هو يقول، فإذا كان الأمر في العبادات هذا فما بالك في باب المعاملات التي عادةً العبادات توقيفية أما المعاملات عقلائية، فإذن شكل المعاملات طريقة المعاملات إذن بيني وبين الله عندما يقول البيعان بالخيار ما لم يفترقا في خيار المجلس، هذا المجلس في ذلك الزمان ما هو كان مصداقه؟ جالس أنا وأنت بمجرد أن يفترق احد متر يبقى المجلس أو لا يبقى المجلس؟ لا يبقى الآن في الانترنت يجري معاملة يوجد مجلس أو لا يوجد مجلس؟ لابد يقول بأنه مادمت جالساً على الجهاز وهو جالس على الجهاز، أليس كذلك؟ إلا أن تقول لا هذا حكم لذلك الزمان والآن انتهى مفعوله هذا معناه أن الفقه بدأ يستهلك مع انه ليس بهذا الشكل أنت تعتقد أن الفقه صالح لكل مكان وزمان، إذن لابد أن يكون للمجلس مصداق آخر في زماننا، من الذي يعيّن المجلس؟ العرف العقلاء المعاملات، طريقة تعامل التجار إلى آخره هم يعينون المصداق. ولهذا لن هذه ليست للتأبيد وان كان المشهور أنها للتأبيد نفي تأبيدي هذا خطأ شائع لن لا تفيد التأبيد بل تفيد التأكيد، يعني نفي مؤكد لا نفي أبدي، إذن هذه الآيات التي تكلمت لن تراني لا يقول انه دنيا وآخرة، تقول لي سيدنا يعني الله يرى يوم القيامة أقول لا أنا ليس بصدد الآن يرى أو لم يرى الآية لا تدل على عدم الرؤية لا يقول لي هذه قالت لن ولن تفيد التأبيد، الجواب لا تفيد التأبيد وإنما تفيد النفي المؤكد.

    إذن لن ولن ولن ثالثة لن يوجد مفهوم في القرآن وهو منحصر المصداق، هذا هو أصل من أهم الأصول التي أسير عليها لفهم النص الديني، فليقول البعض هذا هدم للقران هذا هدم لمعارف الدين هذا لا يبقي حجر على حجر فالذي يريد يفهم فليفهم والذي لا يريد يفهم بيني وبين الله هو حر في أن يقبل أو لا يقبل.

    نعم من حق الأعزة أن يسألوني سيدنا ما هو دليلك على هذا المدعى؟ هذه دعوى و البينة على من أدعى أنت الذي تدعي بأنّ النص القرآني فذاك الوقت أي مصداق للظهور هو الحجة مصداق عصر الصدور أم مصداق عصر الوصول؟ من هنا حفظنا أصل الظهور وكذلك حفظنا تعدد عصر الوصول، لان المشكلة الأصلية والمعضلة الأصلية ماذا كانت الوصول أم الصدور؟ الجواب الصدور هو المفهوم، والوصول هو مصداق هذا المفهوم، أنا لا أريد أن أغيّر المفهوم شيء أبدا أريد أقول هذا المفهوم يبقى ثابت في النص القرآني، هذا المفهوم يبقى ثابت في النص المنسوب إلى النبي والى الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ولكن مصداقه واحد أو متعدد؟ أنا أفهم مصداقاً، وهذا قد يكون متغيراً طولاً، وقد يكون متغيراً عرضاً، ما هو المراد يعني قد يكون في مئة سنة قبل له مصداق، وفي زماني له مصداق آخر، هذا عبروا عنه الطولي الزماني، وقد يكون عرضي في الزمان يعني أنا هنا في هذا المجتمع وفي هذه الثقافة افهم من الآية مصداقاً وفي مجتمع آخر له ثقافة أخرى يفهم من الآية مصداقاً آخر.

    (خذ من أموالهم صدقة) هذا نص قراني أو ليس نص قراني؟ نعم، سؤال ما هو المال؟ قل لي مصاديق المال، الآن لو تذهب أنت إلى اللغة بدل ما يقول لك المال ما هو؟ يبدأ يعطيك مصاديقه، ولعل في زماننا توجد مصاديق للمال لم تخطر على ذهن احد من الأولين والسابقين، فهذا هل هو مال أو ليس بمال؟ فقد يكون في زمانه ليس مالاً وفي زماني ماذا؟ مال.

    يضربون مثال يقول بأنه الماء عند البحر مال أو ليس بمال؟ يقول لا ليس بمال، لأنه ذلك الوقت لا يستفيد منه يقول بحر موجود لا مولانا يستفيد منه وكثير يستفيد، ولهذا نحن في الرسالة الآن لو تراجعون في باب المعاملات قلنا بأنه ورقة، قصاصة ورقة مكتوب عليها خط بكلمتين هذه مال أو ليست بمال؟ لا ليست بمال ما هي قيمتها؟ لها قيمة؟ أما تجد شخص عنده استعداد يقول أنا أعطي في مقابلها مليون دولار، تقول له على أي أساس يقول لان هذه الكلمتين خط جدي السابع، فأنا أريد احتفظ بخطه أنت بينك وبين الله تشتريها بخمسة دراهم او لا تشتريها؟ لا بل ترميها للحائط لكن هو بالنسبة إليه ماذا؟ فيجوز بيعها وشرائها أو لا يجوز؟ حشرة والله لا ترى إلا بميكروسكوبات، مرة أنت جاعلها في قنينة ومآخذها من الصحراء وجئت بها الآن بأتي بعض الطلبة يقول لك تشتري هذه الحشرة يقول له قد تكون مرضية، ولكن خبير الحشرات يقول هذه الحشرة إلى الآن لا ثاني لها، إلى الآن نحن لم نجد هكذا حشرة كم يشتريها منك؟ والله بمئات الآلاف وبالملايين هذا مال أو ليس بمال؟ في العهد القديم يقول مال أو ليس بمال؟ يقول ليس مال.

    ولهذا الآن تواجهون في المكاسب من يريد يضرب مثال لمنفعة الدم يقول صبغ الجدار صح أم لا؟ بينكم وبين الله الآن تقرأون المكاسب يقول ليست له منفعة معتدة عقلائية الدم لماذا؟ يقول لأنه ليست فائدة إلا صبغ الجدار الآن بنوك الدم كيف؟ انظروا المصداق كيف يتحول من زمان إلى زمان، ولهذا رسول الله صلى الله عليه وآله في زمانه تمر وحنطة وشعير هذه كانت أموال، فوضع الزكاة فيها، الآن أنت الذي تعيش في الدول الاسكندينافية يوجد تمر وشعير وزبيب أم لا يوجد؟ لا يوجد فعندهم زكاة أم لا؟ بناءً على أنه هذه المصاديق هي التوقيفية يعني عصر الصدور، فإذن في الاسكندينافية التي الآن تعيش بعض الاقتصادات على لعب الأطفال وكونوا على ثقة دولة تعيش على بيع لعب الأطفال تصدرها للعالم ثلاثة أضعاف نفط العراق وإيران 76 مليار دولار تبيع لعب الأطفال هذا مال أو ليس بمال؟ ماذا تقولون؟ بناءً على أن مصداق عصر الصدور هو المدار فهذه لا تجب، تجب فيها صدقة خذ من أموالهم صدقة أو لا تجب؟ لا تجب، أما إذا قلت لا، مصداق المال في كل زمان بحسب ذلك الزمان.

    الآن قطعة من الأرض في المريخ لها مالية أم ليس لها مالية؟ في زماننا لا لأنه من يستطيع أن يذهب إلى المريخ؟ فإذا واحد اشترى هناك يقولون له بأنه هذا ثمنه سحت أو ليس بسحت؟ لأنه له قيمة أو ليس له قيمة؟ ليس له قيمة، لأنه أنت لا تستطيع أن تصل له والى آخره، لكن إذا بعد عشرة سنوات صارت مركبات توصلوك للمريخ خلال ساعتين فالأرض هناك لها مالية أو ليست لها مالية؟ وهكذا افتح أفق النص القرآني هذا ما افهمه من قولهم أن القرآن صالح لكل زمان ومكان ولكن لا صالح بمصاديق عصر الصدور بل بمصاديق عصر الوصول.

    الغناء حلال لو حرام؟ ماذا تقولون؟ حرام مع بعض القيود يقولون بأنه كذا كذا كذا الآن لو ثبت يوجد علم جديد الآن يشتغلون عليه وهو معالجة المرضى من خلال الموسيقى، وثبت علمياً انه يعافي ويشافي فيجوز أو لا يجوز؟ مصاديق ذلك الزمان الذي كان لهو ولعب وترف وحرام والى آخره فهو حرام جزماً؛ لأنه لا يكون منه إلا الفساد، أما مصاديقه في زمانك ما هو؟ وعلى هذا تجد السيد الإمام قدس الله نفسه في مسألة اللعب بالشطرنج قال هذا المصداق اللعب في ذلك الزمان كان لغوياً، أما في زماننا تحول صار المصداق رياضي فلا يوجد فيه إشكال، فمن أشكل عليه من بعض الفضلاء داخل قم قال لم تفهم ما قلت، أنا لا أريد أبدّل الحكم حتى أنت تقول لي بأنه الروايات قالت كذا وهل أنا بدلت الحكم؟ أنا أقول هذا المفهوم مصداقه في زمان حرام في زمان ماذا؟ المصداق إذا ذاك المصداق يبقى حرمته، إذا تبدل المصداق تبدل حكمه؛ لان الأحكام تابعة لموضوعاتها.

    هذا كله إلى الآن أنا جعلتكم في دائرة الأحكام الشرعية، وإن شاء الله تعالى يوماً ما افتح لكم باب المصاديق في المسائل العقائدية، عقائد ومصاديقها تختلف؟ نعم من قال لك أن المصاديق واحدة؟ من أين جئتم بها؟ وهذا باب واقعاً لا ينفتح منه ألف باب، باب ينفتح منه ألف ألف باب في مباحث العقائد، فقط أشير لك حتى أذوقك عسيلة هذا البحث، أنا أتكلم بحث عسيلة العلم انظروا هذا المصداق، من قلت لك عسيلة أين ذهب ذهنك؟ إلى البُعد الجنسي لماذا؟ لأنه هذا هو المصداق الذي ذقته أو بعضكم ولا يخطر على ذهنه مصداق فيتصور انه هذا توقيفي مع انه هذا توقيفي أو مصداق؟ هذا مصداق.

    قال (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) (سورة التوبة: 1) .

    سؤال: هذا مفهوم قرآني عام، كيف هذا المفهوم أطبقه وأعين مصداق البراءة، في كل الأزمنة واحد مصداق البراءة أو متعدد؟ قد يكون في زمان مصداق البراءة اللعن، اللهم العن أنت أول ظالم، لا محذور، ولكن قد يكون في زمان آخر إذا أردت أن تبدأ رسالتك اللهم العن كذا وكذا يقرأ رسالة أم لا يقرأ الرسالة؟ يقول أي منطق هذا بدأ بالشتائم وبالسباب هذا، هذا ينفي البراءة لو لابد أن تبدل مصداق البراءة أي منهما؟ هذا بحث فقهي أو بحث عقائدي؟ هذا الذي أنا أقوله، ولهذا أقول يحرم السب والشتم واللعن كله يحرم، تقول لي لماذا سيدنا؟ أقول لأن الظروف الفكرية والثقافة وطريقة التخاطب فيما بيننا تتحمل أن تبدأ باللعن أو لا تتحمل؟ هذا ليس منطق، هذا المصداق لا يتحمل الآن، أنا لا أقول ارفع يدك عن ماذا حتى يقولون بأنه البراءة من فروع الدين هذه البراءة تبقى من فروع الدين، ولكن بأي شكل نعبر عن البراءة بأي طريق بأي مصداق؟

    يعني عندما كان سابقاً والآن بشكل ضيق الجمهورية الإسلامية تذهب إلى الحج وتقول لابد من البراءة، البراءة مفهوم قراني، ولكن كيف تبرز البراءة، يعني كلها ترفع لافتات وتلعن أمريكا؟! اللهم العن أمريكا، بهذا الشكل، أو توجد شعارات أخرى، لماذا استبدلت هذه الشعارات؟ لان منطق التعامل والخطاب في زماننا يقول أن البراءة في زمان سابق مصداقه اللعن، أما في زماننا له مصداق آخر، بتعبير جناب الشيخ الموت يقول الموت لكذا، الموت لكذا لماذا ما يقول اللعنة لكذا اللعن منطق؟ يقول هذا اللعن لا يفهم ما هو أنت تلعن هذا وذاك تقول لي بابا القرآن من أوله إلى آخره إلا لعنة الله… أقول بلي، البعض يتصور في القرآن كله مفاهيم لا، كما في القرآن أصلٌ آخر في القرآن كما في القرآن مفاهيم تتعدد مصاديقها، كذلك في القرآن مصاديق لبعض المفاهيم وهذه المصاديق ستكون تاريخية، يعني المصداق الذي طبّق القرآن المفهوم عليه مطلق فوق الزمان والمكان؟ أو مرتبط بزمان ومكان معين؟ مرتبط بزمان ومكان معيّن، وهذا الذي ما فهمه البعض تصور أنا عندما أقول زمان ومكان في القرآن يعني مربوطٌ بالمفهوم، لا عزيزي يا أعزائي لا اقل تدبروا فيما أقول أو لا اقل اسكتوا، أنا لا أقول أن المفهوم تاريخيٌ ولكن القرآن بعض مفاهميه طبّقها هو، طبقّها بمقتضى زمانه، في زمانه كانت هكذا، في باب العقائد بعد ينفتح لنا بابٌ ما بعده باب وهو الزمان والمكان لتشخيص مصاديق المفاهيم الاعتقادية (القرآنية).

    أمّا الأدلة في الواقع بأنه الأدلة كثيرة أنا أحاول بقدر ما استطيع بقدر هذه الأبحاث يومين ثلاثة لا أريد ان نطيل وإلا البحث طويل الذيل كما يقال في بحث الأدلة.

    المورد الأول: وسائل الشيعة الجزء الأول صفحة 464 مؤسسة آل البيت كتاب الطهارة الباب 39 رقم الحديث 5 الرواية عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قلت لأبي عبد الله الصادق: عثرت فانقطع ظفري فجعلت على اصبعي مرارة (علاج) فكيف اصنع بالوضوء؟ محل الشاهد القضية مصداقية شخصية أو ليست كذلك؟ بلي هذه القضية يقول أنا ابتليت بها يابن رسول الله ماذا افعل؟ انظر إلى جواب الإمام، قال: يُعرف هذا واشباههه من كتاب الله، إذن الإمام يقول له حكم هذا المورد فقط أو يعطيه قاعدة؟ واللطيف تعبير هذا قضية شخصية، وأشباهه ماذا؟ يعني امثاله ما يناظره ما يشابهه، هذا الأصل الكلي، قال تعالى ما جعل عليكم في الدين من حرج، بينك وبين الله آية (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) ما علاقته بالظفر؟ يريد يقول له إذا في الوضوء لزمك حرج أنت ماذا؟ فإذن مصداق الحرج في كل زمانٍ ما هو؟ بحسبه، الآن تذهب إلى الغرب ثقافة إذا تريد تحترم الآخر ويحترمك الآخر، أول ما يتقدم إليك ماذا يفعل؟ يقول البعض حرج والبعض من يقول ليس بحرج، من قال لكم حرج، النظر إلى الاجنبية حلالٌ أو حرام؟ لا، تقولون النظرة الأولى إذا وقع حرام أو ليس بحرام؟ ليس بحرام، بشرط أن لا يكون ريبة، الآن إذا نظرت الحلال إليها بريبة ماذا يصير؟ حرام، المصافحة أيضاً كذلك قال بأنه إذا صافح الفتوى بهذا الشكل (الآن ليست فتواي الآن أقول قد يقول قائل) انه صافحها إذا كان بريبة فهو ماذا؟ أمّا إذا كان متعارفةـ ما الفرق بين النظر وبين اللمس ما الفرق؟ إذا حرمة كلاهما حرام، لماذا نميز بين كذا وكذا، إلا أن تقول لي لديك دليل خاص ودليل خاص دلينا عليه ودلينا على انه هناك فرق بين النظر وبين اللمس، فإذا كان (هذه ليست فتوى فقهية يقولون السيد افتى أنا أتكلم في البحث علمي) فاذا كان النظر بلا ريبة ولا كذا كذا جائز كذا، فالمصافحة يكون كذلك، حكم الامثال فيما يجوز وما لا يجوز واحدٌ.

    إذن هذه الرواية فيها اشارتين أو فيها مضمونان اساسيان، المضمون الأول أن ظواهر القرآن حجة أو ليس بحجة؟ حجة؛ لأن الإمام يرجعه ماذا؟ يقول هذا يعرف أو هذا نعرف أي منهم؟ إذا قال الإمام نعرف يعني هذا مختصٌ بهم، وهم يستنبطون من القرآن، من حقنا أو ليس من حقنا؟ ليس من حقنا، أمّا الإمام ماذا يقول؟ يقول ادليك على المنهج على القاعدة، ما هي القاعدة؟ هذا يعرف وأمثاله من كتاب الله هذه الرواية الأولى في هذا المجال.

    ولذا عنده تعبير السيد الطباطبائي في هذا المجال بشكل عام، في الميزان المجلد الثالث صفحة 87 عندما يأتي إلى حديث الثقلين يقول: إن البيان الإلهي والذكر الحكيم بنفسه هو الطريق الهادي إلى نفسه، هذا لازمه العترة نحتاجها أو لا نحتاجها؟ واضح الإشكال الذي يشكل عليه البعض ولكن لم يقرأ كلمات السيد اللطباطبائي، أي أنه لا يحتاج في تبيين مقاصده إلى طريق، يحتاج إلى غير أو لا يحتاج؟ لا يحتاج، تقول له الرواية حديث الثقلين يقول فان قلت قد صح عن النبي حديث الثقلين ما أن تمسكتم بهما، إذن كيف تقول لا يحتاج؟ وكيف يصتور أن يكون كتاب الذي عرّفه الله بانه هدىً وانه نور وانه تبيان لكل شيء مفتقراً إلى هادٍ غيره، ومستنيراً بنورٍ غيره، ومبيّناً بأمر غيره، هذا نقض الغرض، إذن ما كان نور، نور أو ليس بنور؟ إذا احتاج إلى الغير نور أو ليس نور؟ لا مستنير وليس نور، فإن قلت ماذا نفعل بحديث الثقلين؟ يقول التفت جيداً أهل البيت ليسوا بصدد بيان أن كل آية ما هو مصداقها الخاص بها أبداً، أهل البيت بصدد بيان قواعد الكلية وأنت في كل زمانٍ استفد من القواعد لتفهم القرآن الكريم، يعني أصول فهم القرآن يبينه أهل البيت، ولا يفسر الآية، تقول كثير في المكانات أهل البيت فسّروا الآية الجواب: سيتضح لكم 99% منها ليس تفسير وإنما بيان المصداق، 99% من الروايات الواردة في التفسير الروائي هذا تفسير أو بيان المصداق؟ بيان مصداق، وله مصدايق أخر، ولهذا التفت إلى عبارته يقول وقد تبين أن المتعين في التفسير ـ يعني في تفسير القرآن وفي فهم القرآن ـ الاستمداد بالقرآن على فهمه ـ القرآن نورٌ ـ وتفسير الآية بالآية، فأين دور العترة؟ يقول وذلك بالتدرب بالآثار المنقولة عن النبي وأهل بيته، يعني اخذوا قواعد الفهم من أهل البيت، وليس تفسير القرآن نأخذه، قواعد القرآن نأخذها من أهل البيت، وتهيئة ذوق مكتسبٍ منها، ثم الورود في النص القرآني والله الهادي.

    إذن لا يتهم البعض بأن السيد الحيدري يقول كفانا كتاب الله لا، إما مريض ومغرض وإما جاهل بيني وبين الله ما قلت هذا المعنى أنا أقول القواعد أسسها من؟ إما عقلية غما عقلائية أمّا عرفية أمّا أسسها من؟ أئمة أهل البيت، قالوا إذا أردت أن تدخل القرآن كما قال لي هذا وأشباهه يُعرف من كتاب الله، هو قال لي، هذا وأشباهه يُعرف من كتاب الله، ولهذا إن شاء الله غداً سنأتيكم بالرواية قال كل ما نقوله لكم فأسلونا أين في كتاب الله؟ يابن رسول الله هل أن كل ما نحتاجه موجودٌ في القرآن؟ ماذا تجيبه الحوزة؟ تقول لا، أنا أقول نعم وألف نعم ولكنه بشرط وحدة المفهوم وتعدد المصداق، كل ما تحتاجه موجود في القرآن ولكنه بنحو مفهوم عام فمصاديقه تتغير من زمان إلى زمان، فلا يخلوا أمرٌ إلا واصله أين موجود؟ موجود في كتاب الله.

    القرآن فيه صلاة يا أيها الذين آمنوا أقيموا، ولكن لم يبيّن له المصداق لماذا؟ بينك وبين الله اليست الصلاة هي عمود الدين؟ إذن لابد أن يبين أو لا يبين؟ بينك وبين الله يبين أحكام القواعد من النساء، ولا يبين أحكام كيفية الصلاة، تقبل هذا المنطق؟ يقول لأنه الصلاة له مصداقٌ واحد أو لها مصاديق متعددة؟ فانا أي مصداق منهن أبينه؟ لا يمكن أصلا؟

    الطواف بالبيت… كيف نطوف حول البيت؟ سمعتم مشروع الآن مثل الملوية هي ماذا؟ فيصعدون بيت الحرام كما فعلوا في جمرات هذه الجمرات أنا ذكرتها للأعزة أول ما حججت إلى بيت الحرام أول سنة البلوغ كان 14-15 سنة فكانت هذه الجمرة التي ترمى كانت قطعة من التراب لا يتجاوز طولها 100 إلى 150 متر الآن الجمرة كم هي؟ عرضها لا ادري كم وطولها كم طابق حولها يوجد؟

    سؤال: ما هو مصداق رمي الجمرات؟ هذا الذي كان قبل 50 سنة، لا أقول قبل 300 سنة وقبل 300 سنة  كانت حفرة اذهبوا وأقرؤوا تاريخ الجمرات كانت حفرة، وال أنا أذكر قبل سنين قبل عشر سنوات اثنا عشر سنة من عندما ذهيت كان هذه الجمرة كان طولها مترين ثلاثة الآن جعلوها سبعة امتار كنت انظر بعض الناس يأتي يريد يرميها تحت لكن هنا يقول هذه فوق لا يجوز يتصور هذه موجودة بعصر النبي والنبي أين كان يرمي؟ هذه يرميها لا يدري بأنه هذه لا أصل لها كلها لا أصل لها، ولهذا القرآن وقف عند هذه المصاديق أو لم يقف؟ لا قال (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (سورة آل عمران: 97) التفاصيل على كل فقيه في عصره ألا يجمد على مصاديق من تقدمه، بل يشخص مصاديق عصره والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/15
    • مرات التنزيل : 2670

  • جديد المرئيات