نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (54) – أدلة نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق في النص القرآني (2)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الحديث بالأمس في الأدلة التي يمكن من خلالها إثبات نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق في النص القرآني، قلنا واحدة من أهم الأصول التي نعتمدها في فهم النص القرآني وبهذا الأصل يمكن أن تحلّ مشاكل كثيرة ومتعددة، ويمكن أن يكون القرآن حياً في كل زمان هي نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق. وهذا أصل أساسي لابد أن يلتفت إليه.

    أشرنا إلى بعض الوجوه أو بعض الأدلة بالأمس ومن الأدلة على ذلك ما ورد في الكافي الجزء الأول صفحة 151 باب الرد إلى الكتاب والسنة كتاب فضل العلم الأصول من الكافي مركز بحوث دار الحديث الجزء الأول صفحة 151 رقم الحديث 187 الرواية عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر: إذا حدثتكم بشيء ـ يعني أي شيء ولا نعرف مفردةً ومفهوماً أنكر من لفظ شيء، لا يوجد هناك لفظ أوسع من مفهوم الشيء الذي يصدق حتى على المعدومات، ولهذا يصدق على الله انه شيء لا كالأشياء وهذا مفهوم واسع جداً ـ الإمام يقول إذا حدثتكم بشيء، الآن إما قرينة أنّه إمام ويتكلم ضمن المنظومة الدينية فيقول بشيء يعني كل ما يرتبط بالمعارف الدينية، وإما إذا قبلنا انه أنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء، هذا يشمل يعني علوم الفيزياء والكيمياء والفلكيات وإلى غير ذلك، هذا بحث في محله، ولكن القدر المتيقن جميع المعارف الدينية هذا هو القدر المتيقن لأن القرآن كتاب هداية لا كتاب علوم طبيعية، إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله، فلا أتصور بأنّه يوجد بحث أوسع من هذا، يعني هذا الذي قلناه بالأمس من أنّه ما من معرفة دينية إلا وجذورها في القرآن الكريم، لا يقول لنا قائل، أمور لم يشر إليها القرآن، لا لا، لم يشر إليها القرآن لاعتبارات أخرى، ولهذا بالأمس قلنا كل المفاهيم باب الصلاة وجد في القرآن باب الحج، لماذا لم يعين المصداق قلنا باعتبار أن المصاديق ثابتة أو متغيرة؟ متغيرة فلا معنى لان يشير إلى مصداق دون مصداق آخر.

    وقد يذكر بعض الأحيان بعض المصاديق قلنا أن هذه المصاديق تاريخية يعني مرتبطة بزمان ومكان وثقافة خاصة، لا يمكن اعتبار ذكر المصداق في النص القرآني دليل على أنّه في كل الأزمنة، ليس الأمر كذلك وإن شاء الله سنشير إليه.

    الرواية بحسب مباني مثل المجلسي وغيره الذي كل روايات الكافي معتبرة، فمن يعتقد بتواترها الباب واضح، فمن يقبل باعتبار الباب واضح، ولم أجد من جعلها معتبرة إلا ما ورد في روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه تقديم وتحقيق محمد احمد الشيخ محمد صالح، الجزء السادس عشر، الرواية في صفحة 249 و 250 يقول: وفي الصحيح عن عبد الله بن سنان هكذا يعبر، الآن باعتبار أبو الجارود فيه كلام مفصل لعله ثقة عند المجلسي الأول، هذا بحث آخر، المهم يقول في الصحيح عن عبد الله بن سنان.

    ما هي الرواية؟ ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله نهى عن القيل والقال، وفساد المال وكثرة السؤال، فقيل له يابن رسول الله أين هذا من كتاب الله؟ أنت قلت لنا أي شيء أقول فاسألوني أين في كتاب الله؟ مباشرة طبّقه، الآن هذا الإمام المعصوم يعني تعبداً يقول نعم صحيح تعبداً، ولكن نحن لا نقول شيئاً بلا دليل، الآن تريد تقبل تعبداً اقبل لا مشكلة ولكن الإمام هو يقول لك اسألني حتى تتعلم اسألني حتى أدلك الطريق اسألني حتى أعطيك المنهج، هذا الذي قلناه بالأمس انه مع الأسف الشديد انه يقولون المنهج الروائي روايات أهل البيت، لا هذا ليس منهج أهل البيت، هذا بيان لمصاديق منهج أهل البيت، وإلا أهل البيت هذا أصل كلي في كلامهم أن كل شيء في كتاب الله، الآن قد تستطيع وقد لا تستطيع، إذا لم تستطع هذه مشكلة أم نقص في القرآن؟ يعني عدم ذكره في القرآن؟ لا ورد في القرآن ولكن لانك لم تشتغل على القرآن تقول لا يوجد في القرآن، لماذا؟ لأنك لم تشتغل على القرآن.

    التفتوا الإمام كيف طبق؟ كيف طبق ولم يفسر، قال فقيل له يابن رسول الله أين هذا في كتاب الله؟ قال أن الله عز وجل يقول لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، نجواهم يعني القيل والقال استثنى منه ما فيه خير للناس، انتهت القضية، ولا يتبادر إلى ذهنك يعني نذهب ونتكلم بتعبيري نقول كلام ماذا؟ لا ليس هذا إذن إذا تقرأ علم الأصول من دون فائدة هذا قيل وقال لغو أو ليس لغو؟ لغو صرف العمر فيه حرام شرعاً أو لا؟ نعم حرام شرعاً، لماذا حرام شرعاً؟ لأنك تصرف من بيت المال حتى تنفع المجتمع والأمة، فإذا انشغلت بأمور تعجبك هذه في خدمة من؟ من قبيل تُستأجر لعمل فتقوم بعمل لا يرتبط بما استأجرت عليه، جائز أو ليس بجائز؟ نحن أجراء عندما نعيش ونرتزق من بيت المال، يعني كل من يرتزق، إذن لابد أن يقوم بوظيفته بما يخدم ماذا؟ أما بيني وبين الله أقسام الاستصحاب الكلي أين يستخدمها؟ فتدبروا انه أي علم هذا الذي ينفع؟ علم نافع لا يكون داخلاً لا خير في كثير من نجواهم.

    وقال فساد المال أين؟ قال ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وهذه السفاهة غير مرتبطة بالعمر حتى لو كان عمره كذا حتى لو كان افترض متخصصاً في باب من أبواب العلم، ولكنه في البعد المالي ما هو؟ فهل إذا صار رشيداً في الطب بالضرورة يكون رشيداً في البعد الاقتصادي؟ لعله تجده أسفه السفهاء في البعد التجاري، فلهذا يستطيعون أن يخدعوه أو لا يستطيعون؟ يخدعوه هذا يعطى له أو لا يعطى له؟ هذه المؤسسة القانونية لابد تحدد.

    والثالث قال ولا تسألوا عن أشياء أن تبد لكم تسؤكم، يابن رسول الله هذا تفسير الآية؟ يقول لا هذه من مصاديق ماذا؟ لأنه ولا تؤتوا السفهاء أموالكم، فإن آنستم منهم رشداً، مال اليتيم أيضاً موجود ومصاديق أخرى موجودة ومصاديق أخرى موجودة، إذن الإمام يفسر الآيات أو يبين بعض المصاديق للآيات؟ ليبين مصاديق للآيات ولكن أنا قلت التفسير الروائي، هذا خطأك لا خطأ ماذا؟ لا الاشتباه من بيان الإمام، أبداً أنت فهمت هذا تفسير روائي هذا ليس تفسيراً روائياً، بل بيان مصاديق الآية.

    المورد الثاني الأصول من الكافي الجزء الثالث صفحة 400 هذه الرواية ناطقة وهي أصل كلي الجزء الثالث من الكافي صفحة 400 كتاب الإيمان والكفر باب صلة الرحم رقم الرواية 28 التسلسل العام 2001 الرواية عن أبي عمير علي بن إبراهيم عن ابيه عن ابن عمير عن حماد بن عثمان عن هشام بن الحكم ودرست ابن منصور عن عمر بن يزيد والرواية معتبرة كما قال في مرآة العقول بحسب السند، المجلد الثامن مرآة العقول للمجلسي المجلد الثامن صفحة 385 رقم الرواية 28 الحديث الثامن والعشرون حسن كالصحيح، إذن الذي يبحث عن السند الرواية من حيث السند أيضاً تامة، الرواية قيمة جداً قلت لأبي عبد الله الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، قال نزلت في رحم آل محمد صلى الله عليه وآله السلام، ماذا تفهمون من الآية؟ نزلت فيمن؟ تشمل غيرهم أو لا تشمل؟ أنت مباشرة أين تضعها؟ في الروايات التفسيرية، الآن أنا أقول لا مصداقية قد تقول لي سيدنا هذا رأيك طبعاً أنا من حقي أقول هذا ما هو؟ هذا رأيك ولكن الحمد لله توجد قرينة في الرواية أحفظوها هذا الأصل الكلي العام، قال: نزلت في رحم آل محمد وقد تكون في قرابتك، يابن رسول الله تقول نزلت في آل محمد، يعني هؤلاء معصومين نحن كيف نكون مصداق آخر؟ من قال لك بأنه إذا نزلت آية وكان مصداقها المعصوم فلا تشمل غير المعصوم، إذا نزلت في معصوم تشمل غير المعصوم أو لا تشمل؟ الإمام ماذا يقول؟ وقد تكون في قرابتك، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجل أهل البيت نزلت في من؟ خمسة، تشمل غير المعصوم أو لا تشمل؟ هذا الباب يفتح أو يغلق؟ ولهذا ينفتح باب عظيم من أصول التفسير، لأنه كم عندك من عناوين في الروايات تقول هذه نزلت فينا نحن أهل البيت، ثم الإمام يعطي الضابطة الكلية، ثم قال فلا تكونن ممن يقول للشيء انه في شيء واحد، عجيب فماذا يقول الإمام ماذا تريد تقول لي أي لفظة تريد حتى يبين الإمام القاعدة الكلية، لا تقول إذا نزلت الآية في قوم ومات أولئك القوم إذن ماتت الآية، لا تقول هكذا، إذن ماذا أقول؟ يقول طبقها في كل زمان على ماذا؟ على مصداق ذلك الزمان، افتح الباب لا تغلق الباب، اجعل القرآن كالشمس والقمر، الآن واضح معنى الشمس والقمر، وإلا لو نزلت الآية في قوم وحصرنا الآية في أولئك القوم ومات أولئك القوم ماتت الآية، نعم فقط فيها ثواب، أنا عندما اقرأ تبت يدا أبي لهب هذه الآية في من نزلت؟ في أبي لهب، مات أو لا؟ فإذن الآية باقية أو ماتت؟ ماذا تقولون؟ فإذا قلت نزلت في قوم ومات، فليس لها مصداق آخر إذن ماتت الآية، إذن ماذا يصير؟ فقط الله يعطيك ثوابها.

    إذن كل القرآن صالح لكل زمان ومكان أو بعضه دون بعض؟ أما نظرية المفهوم والمصداق التي اعتقد بها تفتح كل آية في القرآن صالحة لكل زمان، ولكنه مع تعدد المصداق، فلا تكونن ممن يقول للشيء أنّه في شيء واحد، تقول لي لماذا لم يقل مفهوم ومصداق؟ أقول بعده الإمام ما كان قارئ منطق أرسطو، هذه اصطلاحات مرتبطة بمن؟ بالمنطق الأرسطي هذا ما علاقته، أنت تتوقع بأنه القرآن من يتكلم، يتكلم بلغتك أو بمنطقك له والناطقون بالقران الأئمة سلام الله عليهم يتكلمون بلغة المنطق الأرسطي أو بلغة البحث الفلسفي له منطقه الخاص واصطلاحاته الخاصة لابد تفهم.

    الآن تعالوا معنا في سورة النحل الآية 43 (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) من هؤلاء الرجال؟ طبعاً هذه من الآيات التي استدل بها على أن النبوة لا تنال النساء، إن شاء الله بحثه سيأتي في محله أن لفظة الرجال في القرآن مختصة بالذكور أو هذه الثقافة قالت الرجل يعني ماذا؟ وهذا باب عظيم ينفتح في الفقه؛ لأنه في القضاء عندك رجال، فعندما قالت الآية رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله يعني الذكور؟ لابد نفهم ذلك من القرآن لا من سيبويه، لا من المعاجم اللغوية، لابد نفهمه بقرائن الاستعمال، عندما يقول الرجال ما هو مقصوده من الرجال؟ مقصوده من الرجال يعني الذكور ومقصوده من النساء يعني الإناث أو مقصوده من الرجال والنساء القرآن شيء آخر هذا بحث في محله، هذا في محله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .

    تعالوا معنا إلى الكافي الجزء الأول صفحة 525 الأصول من الكافي الجزء الأول صفحة 525 و523 يعني كتاب الحجة باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة، هذا بيان الكليني أن الآية مختصة بالأئمة، بأي دليل؟ عن أبي عبد الله الصادق في قوله الله عز وجل وأنّه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون، فرسول الله الذكر، ونحن أهله فنحن ماذا؟ أهل الذكر.

    سؤال: القرآن عندما قال الذكر فقط قصد به رسول الله؟ إذن ماذا تقول في قوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون؟ يعني نزلنا رسول الله؟ نزّلنا من؟ يابن رسول الله لماذا تقول الذكر رسول الله لماذا الذكر ليس القرآن؟ فإذن فأسالوا أهل الذكر يعني اسألوا أهل القرآن، لا توجد قرينة في الرواية، ولهذا أنا احتمل أقول من سهو الراوي، وإلا الإمام إذا يريد أن يقول المراد من الذكر في الآية الذكر يعني رسول الله، لابد من إقامة الـ.. هم علّمونا قالوا إذا قلنا شيء فاسألونا أين في كتاب الله، يابن رسول الله من أين تقول مراد من الذكر أهل الذكر هنا يعني رسول الله هذا من أين بأي قرينة دليل ذلك في محله.

    تعالوا معنا إلى نفس الباب الرواية السابعة عن أبي جعفر عليه السلام قال إنّ مَن عندنا يزعمون أن قول الله عز وجل فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون أنهم اليهود والنصارى، قال إذن يدعونكم إلى دينهم، كيف الله يقول لك اسأل اليهود والنصارى إذا تسألون اليهود والنصارى يدلوكم على ديننا أو على دينهم؟ إذن لا معنى ان القرآن يدعوكم للسؤال ماذا؟ قال ثمّ قال ثمّ قال بيده إلى صدره نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون، الروايات متعددة، انتم عليكم السؤال ونحن إن شئنا أجبنا وإن شئنا ماذا؟ وهذا فيه بحث واقعاً أنّه هل يحق للإمام المعصوم إذا سئل أن لايجيب أو لا يحق له؟ هذا بحث كلامي الآن نحن لسنا بصدده ذكرناه مفصلاً في كتاب علم الإمام، انه القرآن يقول فاسألوا أهل الذكر والإمام تسأله يقول لك لا أجيبك، هذا ممكن أو غير ممكن؟ هذا البحث في محله.

    هذه الروايات بإمكان الإخوة أن يراجعوها في تفسير كنز الدقائق للمشهدي المجلد السابع صفحة 211 هناك كل الروايات قلت وعليكم أن تجيبونا؟ قال ذلك إلينا أن شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال هذا عطاءنا فأمنن أو امسك بغير حساب، هذه روايات متعددة، قال قلت حقاً علينا أن نسألكم قال كذا، قال كذا إلى آخره روايات كثيرة فالأخوة يراجعوها .

    تعالوا معنا إلى الآية المباركة، لو كنا نحن ومقتضى الآية المباركة، الآية المباركة ما هي؟ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم، الرجال الذين يوحى إليهم من هم؟ الأنبياء السابقين، إذن صدر الآية مرتبط بالأنبياء السابقين، فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون، يعني لمن نسأل؟ الأنبياء السابقين غير موجودين الآن أنا أريد اسأل لابد اسأل من؟ اسأل علماء اليهود والنصارى، سياق الآية، فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر، وأنزلنا إليك الذكر، واضح سياق الآيات مرتبطة بأهل الكتاب.

    ولهذا انتم عندما ترجعون إلى ابن عباس في كتابه المعروف الأعزة الذين يريدون أن يطالعوا موسوعة مدرسة مكة في تفسير، تفسير عبد الله بن عباس في ثلاث مجلدات هذا طبعاً ثمانية مجلدات ابن عباس ثلاث مجلدات كل ما نسب عن ابن عباس في بيان الآيات جمع في هذه المجلدات مع ذكر مصادرها.

    تعالوا معنى إلى ذيل هذه الآية المباركة المجلد الثاني صفحة 945 قال: يعني أهل الكتب الماضية ، فاسألوا أهل الذكر ابن عباس ماذا يقول؟ يقول حدثنا فلان عن ابن ضحاك عن ابن عباس قال لما بعث الله محمداً رسولاً أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر منهم، وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً رسولا، مثل محمداً صلى الله عليه وآله، قال فأنزل الله أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجلٍ منهم، وما أرسلنا من قبلك إلا رجلاً نوحي، قالوا كيف للبشر أن يكون رسولاً من الله؟ قال اسألوا العلماء السابقين من اليهود والنصارى وكل الأديان والشرائع السابقة أن أنبيائهم كانوا بشراً أو كانوا ملائكة؟ سوف يقولون لكم أنهم كانوا بشراً، إذن رسول الله بدعاً من الرسل أو ليس بدعاً من الرسل؟ ليس بدعاً، كما كانوا بشراً وانتم تعتقدون مرجعيتكم يا عرب مكة مرجعيتكم أهل الكتاب، اسألوا أهل الكتاب ان انبيائكم ماذا كانوا؟ كانوا بشراً أم لم يكونوا بشراً؟ تجد الآية كثير سياقها منسجم، قال يعني أهل الكتب الماضية أبشراً كانت الرسل التي أتتكم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة انكرتم، وان كانوا بشراً فلا تنكروا أن يكون محمدٌ رسولا صلى الله عليه وآله، وحدّثنا فلان قال أي الرواية الأخرى عن ابن عباس قال لمشركي قريش أن محمداً في التوراة والإنجيل، يعني اسألوهم بأنه يوجد ذكر لمحمد وان كان هذا قد لا تقبلونه، إذن كل المطاف كل الآية تريد أن تثبت أن هذا الرجل الذي أرسل إليكم ما هو؟ نبيٌ كما قال…

    سؤال: ينفع أن نسأل أهل الذكر يعني من علماء المسلمين أو لا ينفع؟ أصلاً لا فائده طبيعي هؤلاء يقولون الحجية من أين تأتي؟ إذا شهد به من لا يعتقد بهذا الدين، وإلا إذا شهد به واحد من عنده حجة أو ليس بحجة؟ لا حجية ولا ثمرة له، إذن الإمام يقول إذن كيف نوجهه؟

    هذا المورد الأول راجعوه موسوعة الطبري بشكل واضح وصريح تحقيق عبد الله المحسن التركي المجلد الرابع عشر صفحة 227 يقول: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وهم الذين قد قرؤوا الكتب من قبلهم التوراة والإنجيل وغير ذلك من كتب الله التي انزلها على عباده ذكر من قال ذلك مجاهد فلان فلان يذكر هذا القول الأول.

    القول الثاني وهو المهم: وقالوا آخرون حدّثنا ابن وكيع قال حدثنا عن إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر الباقر: فأسألوا أهل الذكر، قال نحن أهل الذكر هذا أيضاً بيان يشير إليه، ولا يجد أي تنافٍ بين القول الأوّل وبين القول الثاني هذا المورد الثاني.

    وابن كثير في تفسيره دار عالم الكتب في ذيل الآية المباركة يقول بأنه فلان وفلان إلى أن يأتي إلى قول الباقر، وكذا قول أبي جعفر الباقر: نحن أهل الذكر، ومراده أن هذه الأمة أهل الذكر صحيح، فإن هذه الامة أعلم من جميع الامم السالفة، وعلماء أهل بيت رسول الله من خير العلماء، هذه نظرية العلماء الأبرار التي في القرون الثلاثة الأولى كانت موجودة الذي يقول بها الشهيد ويقول بها السيد بحر العلوم أنه المعروف عن أئمة أهل البيت كانوا ماذا؟ علماء أبرار، ولهذا هو يقول من خير علماء هذه الأمة، وكانوا كعلي وابن عباس وابني علي الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين، وعلي بن عبد الله بن العباس، وأبي جعفر الباقر وجعفر ابنه، وأمثالهم واضرابهم واشكالهم، ممن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم، إلى آخره، الآن هذه إذا لم أقول لك أنه ابن كثير تقول هذا واحد من العلماء الذين يعتقدون أن العلماء علماء أبرار يتكلمون ماذا؟ هذا مقامها، نعم المشكلة أنت تقول معصوم وهو لم تثبت عصمته عنده، مع انه ابن كثير من أي مدرسة هذا؟ من مدرسة ابن تيمية، هذا الذي يتكلم هكذا ناصبي؟ إذا اختلف معك ماذا يصير؟ صار ناصبياً.

    نأتي إلى مجمع البيان في تفسير القرآن دار المرتضى المجلد السادس صفحة 121 فاسألوا أهل الذكر فيه أقوالٌ احدها أن المعنى بذلك أن العلم بأخبار من مضى من الأمم السابقة أصلا ليس أهل الكتاب كل من له علمٌ بالأمم السابقة.

    الثاني: أنّ المراد بأهل الذكر أهل الكتاب، عن ابن عباس والمجاهد فأسألوا أهل التوبة.

    الثالث: أنّ المراد بهم أهل القرآن، إلى آخره، فاذهبوا وطالعوا ولا يشير إلى مسألة أنه هؤلاء ماذا؟ سؤال هذه روايات متعارضة أو غير متعارضة؟ والاقوال هذه متعارضة أو ليست متعارضة؟ على مبنى أنّ هذه تفسير، فالروايات ماذا تصير؟ على مبنى أنها بيان مصداق، بينكم وبين الله في عهد رسول الله، رسول الله يريد يقول أنا أيضاً رسول كاخواني السابقين لابد بمن يستشهد؟ حتى يقولون يعني يسألون، يستطيع يذهب إلى سلمان يقول له اشهد لي أو لا فادة في ذلك؟ يوجد له فائدة لسلمان يقول له اشهد لي؟ يقول طبيعي يجر النار إلى قرصه يقول لك هذا النبي.

    سؤال: فإذا جئنا إلى عالم الإسلامي (هذه خارج الدائرة الإسلامية) والأئمة موجودين نريد نسأل أهل الذكر من أهم مصاديق أهل الذكر من هم؟ الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، لا مشكلة فيهؤلاء بل هم خير أهل الذكر .

    سؤال: الآن يوجد احد من هؤلاء الأئمة الاثني عشر أو لا يوجد؟ الآن في زماننا يوجد احد من الأئمة الاثني عشر؟ بلي موجود ولكن غائب تصل أيدينا إليه أو لا تصل؟ لا تصل، هذه فأسألوا أهل الذكر ماتت أو لم تمت؟ فإن قلت تفسير الآية بالأئمة إذن الآية ماذا صارت؟ ماتت لماذا؟ لا اقل إلا معطلٌ مفعولها لا أريد أقول ماتت حتى لا تصير إساءة أدب لا اقل عطل مفعول هذه الآية فهذه الآية الآن لها اثر أو ليس لها اثر؟ فسألوا أهل الذكر فله اثر أو ليس له اثر؟ ليس له اثر، متى يكون لها اثر؟ بيني وبين الله فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله، فمن هم أهل الذكر في عصر الغيبة؟ كلٌ في محل اختصاصه، فإذا كان مفسّراً فهذا هو أهل الذكر، إذا كان فقيهاً فهو من أهل الذكر، وإذا كان متكلماً فهو من أهل الذكر، ومن قال لك أن الآية تتكلم فقط عن المعارف الدينية، بل تؤسس لقاعدة كلية إذا عندك مسألة طبية لابد اين تذهب؟ أهل الاختصاص في ذلك، فكلٌ بحسبه فإذن الآية حيّة أو ليست بحية؟ كما نزلت في أولنا نزلت في آخرنا، عندما نزلت في آخرنا ماذا قلنا؟ قلنا الأئمة من قال لك الأئمة إلى آخر ما يوجد بشر على وجه هذه الأرض وهذه الآية ماذا تقول؟ فأسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون، يعني هذه قاعدة أينما تذهب في أي شيء فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

    الآن بهذا المنطق الذي أقوله أنا أريد اهدم القرآن أو انتم تريدون تهدمون القرآن عندما تقولون مختصٌ بطبقة دون أخرى؟ ما لكم كيف تحكمون، أنا أريد اهدم القرآن؟ أنا أريد اضيع القرآن؟ أم انتم تضيعون القرآن، ولكنكم معذورين لأنكم لا تعلمون ماذا تقولون، إذا قلت هذه الآية مختصة وهذه الآية مختصة وهذه الآية مختصة كم آية تطلع مختصة؟ نصف القرآن يطلع ماذا؟

    الآن إما في أهل البيت إما في أعداء أهل البيت خصوصاً إذا قرأنا الروايات التي قالت لنا ربعٌ فينا وربعٌ في أعدائنا، سؤال: اعدائهم على مر التاريخ أو اعدائهم في عصرهم، ماذا تقولون؟ ربعٌ فينا وربعٌ أين؟ في أعدائنا هذه أعدائنا من؟ إما تقول في كل زمان لاعدائهم مصداقٌ في زمانهم لهم أعداء وفي زماننا لهم أعداء إذن نظري المفهوم تعدد المصداقـ وإما تقول المراد من اعدائهم يعني في ذلك الزمان إذن ربع القرآن ماذا يصير؟ يموت بتعبيرهم، ولكن من يحي القرآن منهجي أنا الذي أقول هذا الذي يبقي القرآن حياً في كل آن وفي كل زمان.

    تعالوا هذا كتاب منطق فهم القرآن صفحة 23 أقول (بعد الآية المباركة فأسألوا أهل الذكر…) حيث ذكر أن الوجه التطبيقي الأول لأهل الذكر هو أهل الكتاب، وقد استدل لذلك ثم عرض الوجه التطبيقي الثاني لأهل الذكر وهم أهل البيت وقد استدل لذلك وهنا نود ذكر وجهين تطبيقيين آخرين لأهل الذكر، هو امكان تطبيق ذلك على المرجعية الدينية في عصورنا هذا فهم المسؤولون من قبل الأمة عما حكم به الشارع المقدس، لابد أن يسألوهم ويحاسبوهم.

    الثاني: هو امكان تطبيقه على جميع أصحاب الاختصاص، فكل واحدٍ منهم هو من أهل الذكر في مجاله، ولكن حيث أن الآية الكريمة تدور حول أمور عقدية دينية، فإن المصداق الأوفر حظاً هو المؤسسة الدينية، ثم أأتي أقول من هنا يتضح أن الاقتصار على الوجه التطبيقي الأول قصور في الفهم، كما أن عد التطبيق الثاني أنه الوجه التفسيري الوحيد قصور آخر في الفهم، كما أن تصور وجه التنافي بين الوجهين قصور أعظم من القصور الأول والثاني، إذن تأتي نظرية هنا وهو أن مفهوم أهل الذكر واحدٌ أو متعدد؟ واحدٌ، مصاديقه بحسب الزمان واحدة أو متعددة؟ في كل زمانٍ أهل الاختصاص لابد أن يعين من هو مصداق أهل الذكر في الآية المباركة، هذا تمام الكلام في المورد الأول.

    بعد ذلك عندنا المورد الثاني والماء في القرآن، المورد الثالث هي السفينة في القرآن، المورد الرابع هو الطعام في القرآن، المورد الخامس هو النعيم في القرآن، المورد السادس هو الرزق في القرآن، لماذا سيدنا وضعت يدك على هذا؟ باعتبار أن الأئمة هم وضعوا يدهم، حتى تعرف أن هذا استنباطي أما بيان المعصوم، يقول بأنه الرزق لا تذهب به إلى مصداقه كذا الطعام كذلك والنعيم كذلك، وبعد ذلك أن شاء الله تعالى مفصّلاً لابد أن نقف بنحو الإجمال وإلا مفصّلاً نخرج عن طبيعة هذه الأبحاث، نقف عند الكوثر، إنا أعطيناك الكوثر، ونقف عند أهل البيت إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، ونقف عند الصادق كونوا مع الصادقين، ونقف عند وتعيها أذنٌ واعية لمن هذه؟ هذا تفسير أو بيان مصداق؟ يعني أنت الذي الآن تفهمها وتعيها وتدافع عنها أنت مشمول للآية أو غير مشمول للآية؟ الآن من يميت القرآن أنا اميته أو أنت تميته؟ تفصيل البحث يأتي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/16
    • مرات التنزيل : 1932

  • جديد المرئيات