نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (106)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: اللهم الا أن يقال انه نوري في غاية ما يمكن من اللطافة.

    كان الكلام في العالم المثالي, قلنا مقتضى القاعدة, ومقتضى البحث الفني, ومقتضى التسلسل المنطقي, هو أن يأتي أولاً ويسأل ما هو, وبعد ذلك يدخل في بحث هل هو, طبعا أنا أريد أن اختصر البحث والا انتم تعلمون أولاً يسأل عن ما الشارحة, ثم هل هو, ثم ما الحقيقية, لكن باعتبار هل هو ثابتة فهنا مباشرة نبدأ بما هو, ثم بعد ذلك نسأل عن كم هو, في ما يتعلق بالسؤال الأخير والبحث الثالث وهو كم هو بالأمس اشرنا بان عالم المثال أما نزولي وأما صعودي وهذا ما سيأتي بحثه في آخر هذا الفصل, أما فيما يتعلق بما هو وان عالم المثال وان عالم المثال ما هو, اعم من أن يكون في قوس النزول واعم من أن يكون في قوس الصعود, فقلنا انه عبر عنه برزخ بين عالم العقل والمادة, ويتذكر الاخوة فيما سبق بينا كقاعدة كلية أن الشيء برزخا هذا معناه انه واجد لخصوصية من الأعلى وواجد من لخصوصية من الأسفل, الأسفل الوجودي, وحيث أن عالم المثال يقع برزخا بين عالم العقل فلابد أن يكون فيه خصوصية من عالم العقل, وبين عالم المادة فلا بد أن يكون فيه خصوصية من عالم المادة, وبهذا اللحاظ غيرهما, لأنه لا هو العالم العقلي محضا ولا هو العالم المادي والطبيعي محضا, ومن هنا قال فيما سبق انه: والبرزخ وكل ما هو برزخ بين شيئين لابد وان يكون غيرهما, بهذا المعنى يعني لا انه مباين لهما تمام المباينة الغيرية والمغايرة التامة وإنما فيه خصوصية من الأعلى وخصوصية من الأدنى, هذا اتضح بالأمس, هذه عبارته: اللهم الا أن يقال, هذا الاستثناء استثناء من الغير, الم يكن تعبيره و لابد أن يكون غيرهما اللهم أن يقال بهذا البيان عند ذلك غيرا وإنما يكون داخلا في الجسم, التفتوا إلى التعبير.

    قال: ولابد أن يكون, أي البرزخ, غيرهما, يعني غير عالم العقل وغير عالم المادة, اللهم أن يقال جسم, فإذا كان جسم يكون غيرهما أولاً يكون غيرهما؟ يكون داخلا في عالم الأجسام ولكنه يقيده بقيد آخر, يقول: اللم الا أن يقال انه جسم نوري في غاية ما يمكن من اللطافة, عند ذلك يكون البحث بحثا لفظيا والنزاع نزاعا لفظيا, واقعا نحن ليس عندنا آية أو رواية الا أن نعبر عن عالم العقول أو عالم الملائكة بعالم المجردات حتى واحد يقول بأنه من اين جئتم بان هذه عالم المجردات, لا هذه عالم الماديات, سؤال: هذا يرى أو لا يرى؟ يقول لا يرى, نقول له ينشأ من الطين؟ يقول لا ينشأ من الطين, نقول له يفنى أو لا يفنى؟ يقول  لا يفنى, نسأله يتغير أو لا يتغير؟ يقول لا يتغير, فيه حركة أو لا توجد فيه حركة؟ يقول لا توجد فيه حركة, انت تريد أن تسميه جسم عقلي, سميه نحن لا يوجد عندنا مشكلة, نحن سؤالنا وهذا بحث ينفعنا كثيرا في أبحاث المعاد, لا يأتي احد يقول انتم تقولون المعاد الروحان, لا المعاد جسماني, جيد المعاد جسماني ولكن سؤالنا أن هذا الجسم الموجود هناك يفنى أو لا يفنى؟ يقول لا, يتكامل أو لا يتكامل؟ يقول لا يتكامل, يستطيع أن يخرج من القوة إلى الفعل؟ يقول لا, يمرض أو لا يمرض؟ يقول لا, يحتاج إلى مقدمات اعداية لكي يوجد؟ يقول لا, يعني كل خصائص المادة ينفيها ولكن يريد أن يسميه جسما, فليسمى جسماً ليس عندنا مشكلة لماذا؟ لأنه ليس عندنا بحث فقهي حتى نرى نرتب عليه آثار هذا العنوان, التفتوا إلى القضية, وعلى هذا الاساس اذا وجدتم عن بعض الامور المعرفية أو المجردات أو لعله حتى في الواجب يعبر جسم, لا يذهب ذهنك أن هؤلاء يقولون أن الله جسم, وإنما يقولون جسم ولكن عندما يعطيه الخصوصيات لا ترى فيه خصوصيات هذا الجسم الطبيعي ولا العنصري ولا الفلكي…, اذن إن صح التعبير فقط يوجد اشتراك لفظي في المسألة ولا محذور فيه, فلهذا يقول نحن نريد أن نقول يوجد عندنا عالم هذا العالم من حيث الخصوصيات فيه خصائص عالم المادة أو لا توجد؟ لا توجد, فيه أقدار ومقادير عالم المادة أو لا توجد فيه؟ فيه, اذن موجود لا كالموجودات في خصائص المادة, وكالموجودات في طول وعرض وشكل صورة المادة, تريد أن تسميه عالم المثال, تريد أن تسميه مجرد, تريد أن تسميه جسم نوراني, تريد أن تسميه جسم لطيف في غاية اللطافة, سمه ما شئت ولكن المضمون والمدعى لا يضيع يمينا ويسارا.

    اللهم الا أن يقال انه, أي عالم المثال, ليس غير العقل وغير الجسم, اللهم الا أن يقال جسم نوري في غاية ما يمكن من اللطافة, هذا الاستثناء لو كان وضعه متمم للجملة السابقة لكان أولى, يعني عندما قال: ولابد أن يكون غيرهما بل له جهتان يشبه كل منهما ما يناسب عالمه اللهم أن يقال هذه تتمة, هذه فيكون حدا هذا رجوع إلى أصل المطلب هذا الاستثناء انتهى, رجوع بعد أن قال: فله جهتان حد فاصل, فإذا كان حدا فاصلا فيكون, لأنه قبل ذلك قال: لأنه برزخ وحد فاصل بينهما فيكون, أي عالم المثال, حدا فاصلا بين الجواهر المجردة وبينا أن المجردة ما هي, الجواهر المجردة اللطيفة يعني المجردة التامة, ما هو المراد من الجواهر المجردة التامة؟ يعني مجردة عن المادة وآثار المادة, هذا الذي قرأناها في نهاية الحكمة, وبين ماذا؟ وبين الجواهر الجسمانية المادية الكثيفة, هذا العالم عالم المثال يقع بين هذين العالمين, الآن هذه (وإن) مرتبطة بالجواهر الجسمانية, يقول عندما نقول عالم الجسم, عالم المثال عالم العقل, التفتوا جيدا اخواني الاعزاء هذه القاعدة مرارا بيناها لكم, قلنا ليس معنى عالم العقل عندما نقول عالم المادة يعني جميع الموجودات فيه متواطية ليس بهذا الشكل, اين الانسان في عالم المادة  وأين الجماد في عالم المادة وكلاهما مادة, اين النبات في عالم المادة وأين التراب في عالم المادة, في النتيجة هذه النباتات هذه الدقة, هذه الهندسة, هذه العلوم العجيبة التي في النباتات التي ليس لها أول وليس لها آخر من التراب, هذان عالما ولكنها كلها داخله في العالم المادي, عندما نأتي  إلى عالم المثال أيضا كذلك, عندما نأتي إلى عالم العقل أيضا كذلك, لذا إنشاء الله عندما نأتي إلى عالم العقول أو بالتعبير الديني عالم الملائكة نجد بان عالم الملائكة فيه من هو مطيع وفيه من هو مُطاع ولذا تجد القران الكريم واقعا اعتنى بشؤون هؤلاء الذي عبر عنهم {مطاع ثم أمين} جبرائيل, ميكائيل, اسرافيل, أما باقي الملائكة لم يذكر أسمائهم حتى ملك الموت عبر عنه بملك الموت, أما جبرائيل{جبريل وصالح المؤمنين} جاء اسمه في القران هذا يكشف على أن هؤلاء لهم مراتب, بعبارة واضحة نحن عندما نقول عالم واحد, يعني نريد أن نقول  أن بعضها ليس علة لبعض بل في عرض واحد, ولكن ليس معناه أن هذه الوجودات العرضية متواطية بل هي مشككة بعضها كامل وبعضها غير أكمل.  لذا الآن نشير إلى هذه القاعدة يقول: وبين الجواهر الجسمانية, هذا العالم المثال الواقع بين العقل وبين الجواهر الجسمانية المادية الكثيفة, وان كان بعض هذه الاجسام, يعني بعض هذه الاجسام المادية, وان كان بعض هذه الاجسام أيضاً ألطف من البعض كما يعتقدون في جسم السماء, باعتبار كانوا يعتقدون انه له جسم غير هذا الجسم, يعني القمر الشمس لها اجسام, هذه تقبل الخرق والالتئام وتلك لا تقبل على الطبيعيات القديمة, اذن وان كانت جميعا عالم مادة ولكن بعضها ألطف من بعض, وان كان بعض هذه الاجسام أيضاً ألطف من البعض كالسموات على الطبيعيات القديمة بالنسبة إلى غير السموات.

    بماذا بدأ البحث, قال: اعلم أن العالم المثالي هو عالم روحاني من جوهر نوراني, هو عالم روحاني من جوهر اذن فليس بعرضي فليس عالم المثال عالم ماذا؟ ما معنى انه ليس بعرضي؟ يقول لان البعض يتصور أن عامل المثال يعني الخيال المتصل والخيال المتصل وجوده عرضي وليس جوهري لأنه صور قائمة بالنفس, خيال قائم بالنفس, كما هو مبنى المشائين, فان أو فتأخري المشائين على سبيل الفرض, أو على الأقل متأخري المشائين يقبلون الخلال المنفصل وعالم المثال المنفصل؟ لا يقبلون, وإنما يؤمنون بعالم المثال المتصل أو الخيال المتصل, ومن الواضح عندما نقول متصل يعني عرض وليس جوهر.

    يقول: فليس بعالم عرضي كما زعم بعضهم, من بعض المشائين, حيث قال أن عالم المثال هو هذه الصور الخيالية المتصلة القائمة بالنفس, نسبتها إلى النفس نسبة العرض إلى الجوهر.

    قال: فليس بعال عرضي كما زعم بعضهم لزعمه, هذا البعض, لزعمه أن الصور المثالية القائمة بالنفس, أن الصور المثالية أيضا منفكة عن حقائقها, في العلم الحصولي انت تملك حقيقة الشيء أو تملك صورة الشيء؟ فلهذا هذه الصورة جوهر أو عرض؟ قرانا في بحث الوجود الذهني, أم جوهر مع عرض كيف اجتمع, هذه اعراض, يقول زعم البعض أن هذه الصور المثالية منفكة عن حقائقها الخارجية, فهي صورة حاصلة عند الذهن من الشيء قائمة بالنفس, لا انها حقائق موجودة قائمة بنفسها, يعني تكون جواهر, وهذه نظرية الخيال المتصل. لزعمه أن الصور المثالية أيضاً منفكة عن حقائقها, الآن يبين لماذا قال أيضاً, كما زعم في الصور العقلية, يعني المفاهيم الكلية, فإذا المفاهيم الكلية أيضاً اعراض, انت عندك مفهوم الانسان هذا المفهوم الانسان الكلي الذي في الذهن عرض قائم بالنفس منفك عن حقيقته أو ليس منفك عن حقيقته؟ نعم حقيقته في الخارج جوهر أو عرض؟ يقول كما قالوا في المفاهيم الكلية والعقلية قالوا ذلك في عالم المثال, كما زعم في الصور العقلية. والحق, هذا كلام صحيح أو غير صحيح؟ يقول لا بعدنا نحن, هذا الحق في المبدأ التصوري وليس الحق المبدأ التصديقي بعدنا لم نقم برهانا, وإنما نتكلم بأنه نريد أن نعرف ما هو عالم المثال, هذا الحق في بيان ما هو المراد من عالم المثال, وليس الحق في إثبات عالم المثال المنفصل وفرق بين المقامين, والحق أن الحقائق الجوهرية موجودة, المراد من الحقائق ماذا؟ لعله بقرينة ما سيأتي بعد ذلك يراد من الحقائق يعني الوجودات الطبيعية للاشياء والآن اقول القرينة, يقول أن الحقائق الجوهرية موجودة في كل من العوالم, ما هي العوالم؟ الروحانية, ما هو المراد من الروحانية؟ اذا تتذكرون فيما سبق قلنا باصطلاح العرفاء عندما يقولون روح مرادهم من الروح العقل, قلنا أنهم مرادهم الروح العقل, ومرادهم القلب يعني النفس هذا بيناه فيما سبق, الآن اذا كان المراد من العوالم الروحانية يعني العوالم العقلية فماذا يعني العقلية والخيالية؟ اللهم أن نحمل قولهم من العوالم الروحانية مراد من الروحانية يعني الاعيان الثابتة, وهذا اصطلاح جديد, لذا والله العالم يمكن أن يقال أن هذه الواو زائدة, أن يقال هكذا أن في كل من العوالم الروحانية هذه العوالم الروحانية الاعم من العقلية والخيالية, لأنه هو ذكر في أول في أول الكلام قال هو عالم روحاني من جوهر نوراني شبيه بالجوهر الجسماني, يعني أن العوالم الروحانية قد تكون عقلية وقد تكون خيالية.

    سؤال: الطبيعي اين صار؟ (كلام لاحد الحضور) احسنتم هذه القرينة التي قلتها, هذه القرينة على أن الحقائق الجوهرية موجودة في كل العوالم اذا كان مراده هنا جنس الحقائق هنا لابد كما ذكر العقلية, والخيالية, لابد أن يذكر الطبيعة وهو لم يذكرها.

    اذن: نستكشف أن المراد من الحقائق الجوهرية يعني هذه الحقائق الطبيعية التي نشاهدها, هذه الحقائق التي نشاهدها, الانسان, البقر, السماء, الارض, النار, هذه حقائق جوهرية, هذه لها في كل من العوالم الروحانية يعني العقلية بحسب وجودها العقلي, والخيالية بحسب وجودها المثالي, لأنه القران يقول {وان من شيء الا وعندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} عندما نرى النار هذه النار لابد أن لها خزائن وهذا بحث سيأتي, قاعدة: ما من شيء في عالم الطبيعة والمادة الا وله وجود في عالم المثال على فرض إثباته وفي عالم العقل فضلا عن الاعيان الثابتة وليس العكس, من هنا موجبة كلية ولكن من هناك ليس موجبة كلية, ليس انه كل ما هو موجود في عالم العقل أو عالم المثال بالضرورة له صورة في عالم الطبيعة, هذه قاعدة أحفظوها, نظرية أو قاعدة تطابق النشآت يثبت الموجبة من هذا الطرف لا الموجبة الكلية من ذاك الطرف, وهذا سيأتي إنشاء الله بحثه في واحدة من التنبيهات اللاحقة هناك عندما يعقد تنبيها لهذا البحث, يشير يقول كل ما له وجود في العالم الحسي, صفحة 124, له وجود في العالم المثالي دون العكس وهذه قاعدة مهمة جدا, لذا الذي يريد أن يعمل من هنا يفهم تلك العوالم يستطيع أن يفهم كل ما في تلك العوالم أو لا؟ لا يمكنه, لأنه كثير من تلك الحقائق العقلية والمثالية ليس لها صورة طبيعة والعكس صحيح, أما اذا وجد هنا صورة طبيعية فيستطيع أن يصل إلى عوالمها المثالية وعوالمها العقلية, فإذا أنا علومي من هنا بدأتها من هنا لا استطيع أن أقف على كل ما هنالك, أما اذا علومي بدأتها من هناك استطيع أن على تلك العوالم.

    قال: والحق أن تلك الحقائق الجوهرية موجودة في كل من العوالم الروحانية  العقلية والخيالية ولها, أي الحقائق الجوهرية, ولها صور بحسب عوالمها, العوالم الروحانية يعني في العقل لها صورة, وفي المثال لها صورة, جنابك أيضا واضح مثل حقيقة الآن موجودة في عقلك ثم تنزل إلى خيالك ثم تنزل إلى الحس المشترك ثم تنزل إلى اللفظ, ثم تنزل الكتاب, هذه حقيقة واحدة ولكنها في كل نشأة تظهر بحسب احكام تلك النشأة وتكون محكومة بأحكام تلك النشأة وذلك العالم, وعلى هذا الاساس اذا يتذكر الاخوة الذي حضروا عندنا بحث المعاد من الاسفار الجزء9, ذكرنا قلنا أن هذا السؤال لابد أن يطرح وننتهي منه: وهو أن الآخرة نشأة كنشأة الدنيا أو نشأة غير نشأة الدنيا؟ هذه لا بد أن تحل, السؤال الاول في المعاد هو هذا, بعد إثبات أصل المعاد وهناك نشأة وراء هذه النشأة خلافا للتناسخية, يأتي هذا السؤال هل هي مثل هذه النشأة أو غير هذه النشأة فان كانت مثلها فتكون أحكامها موجودة مع بعض التغييرات الجزئية, كما الآن في بعض الكواكب تجدون انه تتغير بعض الاحكام الجزئية ولكن الاحكام العامة لنشأة المادة موجودة, يعني هذا الانسان الذي هنا يأكل لما يذهب إلى هناك يأكل أو لا يأكل؟ يأكل, من هنا يهرم لما يذهب هناك يهرم أو لا يهرم؟ يهرم, هنا عنده فضلات وهناك عنده فضلات أو ليس عنده فضلات, هنا يريد أن يتوالد هناك لما يريد يتوالد بنفس هذا القانون أو مع بعض التغييرات الجزئية, في الآخرة بهذا الشكل مع بعض التغييرات الجزئية أو أساساً هذه القوانين كلها تتبدل أي منهما؟ والله, بالله, ليس بحث فقهي, ولا أصولي, ولا كذا, انه جسماني أو روحاني هذا ليس بحثنا لأنه لا الجسماني وارد في الروايات ولا الروحاني, نحن ليس عندنا آية تتكلم عن المعاد الجسماني أو الروحاني, هذا انتزاعي مفهومان انتزاعيان, نريد أن نسأل هذا المعاد الذي نذهب إليه, نريد أن نسأل أن هذه النشأة التي نذهب إليها لها هذه الاحكام أو ليست لها هذه الاحكام أي منهما؟  الذي يقول لها هذه الاحكام لابد أن يلتزم باللوزام, والذي يقول ليس لها احكام لابد أن يلتزم باللوازم, اذا قال هذه الاحكام التي هنا لابد أن يلتزم بالتكامل, يقول لا هذه النشأة ولكن لا يوجد فيها تكامل, يوجد نبوة؟ يقول نعم يوجد هذه النشأة ولكن الله لا يبعث نبيا, تقول قاعدة اللطف ماذا تصير, يقول بلى الله كتب على نفسه هنا قاعدة اللطف لكن هناك هذه القاعدة لا تعمل, واستثني لا مرض, لا هرم, لا ولادة, لا نسب, لا عاطفة, لا…, هذا من قبيل انه انت فقط تريد أن تسميه جسما, سميه جسم أنا ليس عندي مشكلة لكن الاحكام واحدة أو متعددة, جيد.

    قال: ولها صور بحسب عوالمها, عندما يقول بحسب عوالمها فالأحكام أيضاً تتغير, فإذا حققت انتهى المطلب هذا.

    فإذا حققت, الآن تحقيقا علميا أو تحقيقا شهودياً ليس مهم, فإذا حققت وجودت القوة الخيالية, هذا المطلب هذا يريد أن يشير إليه في هذا السطر ونصف هذا, التفتوا جيدا هذا عالم المثال شيئا فشيئا كأنه فرغ انه عالم المثال المنفصل موجود مع انه لم يقم البرهان على إثبات عالم المثال المنفصل ولكن هي هذه طريقة العارف, طريقة العارف يبحث عن برهان لإثباتها أو يقول أنا كوشفت بها, تريد أن تقبل مني فبها ونعمت, لا تريد أن تقبل مني لا تقبل, لذا عادة البراهين يقولها؟ يقول كذا في لسان أهل النظر, يقول بلسان أهل النظر, لأنه هو أولاً عندما المطلب يتكلم بلسان أهل العرفان والعرفان يعني انه هذه كشفت لي انت اذا تريد أن تقبلها اقبلها, أما اذا لا تريد أن تقبلها لا تقبلها أنا ما افرض على احد ولا اجبر احد أن يقبل هذه, الآن من هنا انت كأنه تفترض, يقول اذن اذا كان عالم المثال المنفصل موجودا ما هي مظاهره, الآن بدأ يعدد مظاهر عالم المثال المنفصل, أولاً ثبت العرش ثم انقش, من قال انه يوجد عندنا عالم المثال المنفصل, ما هو المظهر الاول لعالم المثال المنفصل؟ يقول مظهره الاول هذا: اذا يتذكر الإخوة قلنا انه يوجد عندنا نفس كلية تتذكرون هذا المعنى فيما سبق اشرنا إليه لعله في صفحة52, قال: اذا أخذت بشرط ثبوت الصور العلمية اسم الباطن, اذا أخذت بشرط كليات الاشياء هي الرحمن إلى آخره, والعقل الاول, وإذا أخذت بشرط أن تكون الكليات فيها جزئيات مفصلة ثابتة, اذن عندما نقول مفصلة لها صور أو ليس لها صور؟ لها مقادير أو ليس لها مقادير؟ لها مقادير, مفصلة ثابتة من غير احتجابها, أي تلك الصور الجزئية, عن كلياتها فهي مرتبة الاسم الرحيم, هذا الاسم الرحيم رب من, رب النفس الكلية, لأنه قلنا ألواح توجد عندنا, من الألواح ما هو؟ لوح القدر, هذا لوح القدر له نفس كلية, المسماة بلوح القدر, وهو اللوح المحفوظ والكتاب المبين, سؤال التفتوا جيدا, اذن كما يوجد عندنا عقل يوجد عندنا نفس كلية وأنا وأنت عندنا نفس جزئية, هذه النفس الكلية لها مرتبة عقلية أو ليس لها؟ نعم, لها مرتبة خيالية أو ليس له مرتبة خيالية, يقول قوة خيال النفس الكلية مظهر مثال العالم المنفصل, نحن ماذا نصير؟ (كلام لاحد الحضور) نحن لا نصير مظهر الخيال المنفصل أو المثال المنفصل وإنما نكون مظهر هذه القوة الخيالية الثابتة للنفس الكلية, واضح صار المطلب.

    قال: فإذا حققت وجدت القوة الخيالية, القوة الخيالية التي لي؟ يقول لا, القوة الخيالية, افتحوا شارحة_التي للنفس الكلية- هذه القوى الخيالية التي لمن؟ التي للنفس الكلية, النفس الكلية ما هي؟ قال: المحيطة, أي النفس الكلية, المحيطة بجميع ما أحاط به, هذه به يعود يعود على ما أحاط به, غيرها من القوى الخياليات, يعني القوى الخيالية الموجود التي موجودة عندي والقوى الخيالية الموجودة عندك, والقوى الخيالية الموجودة عند كل الموجودات وليس التي فقط عند البشر الحيوانات أيضاً عندها قوى خيالية, هذه القوى الخيالية كلها مظهر القوة الخيالية الموجودة في للنفس الكلية, اتضحت.

    يقول: فإذا حققت وجدت القوة الخيالية التي للنفس الكلية هي مجلى ذلك العالم, يعني عالم المثال, هي مجلى ذلك العالم ومظهره, اتضحت العبارة, انظر كيف انه البحث غير منظم, وإنما يسمى, لابد هذا في أول البحث تقوله لماذا سمي عالم المثال بالمثال المنفصل, الآن بعدما شرحت واثبت وجوده, ثم اثبت مظهر وجوده, ثم قلت لماذا سمي هذا العالم بعالم المثال المنفصل, كان ينبغي أولاً أن تقول لنا ما هو مثال عالم المنفصل, ووجه التسمية, ثم تثبت وجوده, ثم تثبت ما هو ما هو مظهر له, هذا هو التسلسل المنطقي للبحث. وإنما يسمى بالعالم المثالي, هذا العالم الحد الفاصل, لكونه, هذا العالم مشتملاً على صور ما في العالم الجسماني, يعني كل ما في ذلك العالم يماثل ما في هذا العالم, كما أن كل ما في هذا العالم يماثل ماذا؟ كل ما في ذلك العالم يوجد يوجد بعض له مماثل هنا, ولكن كل ما في هذا العالم مماثل لما هو هناك, فلهذا سمي عالم المثال, وانتم قرأتم بان هذه المثال مأخوذة من المماثلة والمماثلة تكون من الطرفين, هذا يكون مماثل لذاك وذاك مماثل لهذا.

    وإنما يسمى بالعالم المثالي لكونه مشتملا على صور ما في العالم الجسماني, هذا الوجه الاول, الوجه الثاني: ولكونه أول مثال صوري لما في الحضرة العلمية الإلهية, انظروا عالم الاعيان, عالم العقل, صحيح بأنه هو أو مظهر لعالم الاعيان هو عالم العقل ولكن يوجد فيه مثال أو لايوجد فيه مثال؟ لايوجد, أول مثال لعالم الاعيان ولما موجود في الصور العلمية الحقة هو أي عالم؟ عالم المثال, فسمي هذا العالم بعالم المثال, ولكونه أول مثال صوري لما في الحضرة العلمية الإلهية من صور الاعيان والحقائق, ويسمى أيضا, عالم المثال المنفصل, يسمى أيضاً أحيانا بالخيال المنفصل, هو أصل تسميته عالم المثال المنفصل تمييزا له عن عالم المثال المتصل ولكن بعض الاحيان يسمونه بالخيال المنفصل لماذا؟ لأنه أنا وأنت يوجد عندنا خيال لماذا نسميه خيال؟ باعتبار كونه مجرد ومتصل بنا وذاك باعتبار تجرده ولكن منفصل عنا فيسمى الخيال المنفصل, ويسمى أيضاً بالخيال المنفصل لكونه, هذا بيان الخيال وليس الانفصال, لكونه غير مادي تشبيها بالخيال المتصل الذي هو غير مادي أيضاً.

    فليس معنى من المعاني, كما يقول في الحاشية يعني أعيان ثابتة وهو صحيح هذا يمكن تطبيقه, فليس معنى من المعاني, ولا روح من الارواح, يعني الموجودات المجردة العقلية, الا وله صورة مثالية مطابقة لكمالاته, هذا الاطلاق وهذه الموجبة الكلية اذا تتذكرون نحن فيما سبق كان عندنا استثناء فيها أو لا؟ أولاً لنبين الوجبة الكلية, يقول ما من حقيقة من حقائق الاعيان الثابتة والعقول المجرد الا و له صورة  في عالم المثال المنفصل أو في عالم الخيال المنفصل, هذه القاعدة العامة تامة أو فيها استثناء؟ (كلام لاحد الحضور) أحسنت نحن فيما سبق ميزنا قلنا أن الاعيان تنقسم إلى ممكنة والى ممتنعة, اذن فليس معنى من المعاني الا بالنظر إلى ما تقدم هذا الاستثناء موجود هذا أولاً, هذا الاستثناء الاول.

    الاستثناء الثاني: وهو انه واقعا عندنا هكذا قاعدة عقلية تقول, نعم كل ماله وجود مثالي له وجود عقلي وله وجود في الاعيان, أما كل ما هو في الوجود العقلي بالضرورة هو له صورة مثالية هذا من اين, فلذا هذه القاعدة بأي حال من الاحوال قابلة للاستثناء على أي الاحوال.

    قال: فليس معنى من المعاني ولا روح من الارواح الا وله صورة مثالية مطابقة بكمالاته اذا لكل منها, أي المعاني والأرواح, اذا لكل منها نصيب من الاسم الظاهر, وما لم تصل إلى عالم المثال المنفصل ينطبق عليه أو لا ينطبق لأنه ما دامت معنى من المعاني, مادامت روح من الارواح, لها صورة ظاهرة تقع الاسم الظاهر أو لا تقع؟ لا تقع, لذلك ورد في الخبر الصحيح, الآن انظروا مباشرة دخل ليس في البحث النقلي بل لإثبات عالم المثال المنفصل مع أن التسلسل كان ينبغي يأتي بذلك البيان.  الآن ما هو الدليل على وجود العالم المنفصل, يعني عالم المثال المنفصل, في الواقع مقتضى القاعدة انه أولاً هنا نبحث بحثا عقليا ثم نأتي إلى الابحاث النقلية, ولكنه البحث العقلي ليس موجود عموما في هذا الفصل ولعلنا اذا وفقنا في آخر الفصل نقيم بحسب المقام نقيم, أما الأدلة النقلية, من أهم الأدلة النقلية لإثبات عالم المثال المنفصل هو وجود الملائكة الذين ثبت وجودهم قرآنياً وروائيا بنحو القطع واليقين, قلت وأؤكد للمرة الثالثة أو الرابعة ليس بحثنا أنا اسميه مجرد انت لا تسميه مجرد, أنا ليس لا اقصد هذا, أنا اسميه انت لا تسميه مثال هذا ليس مهم, أنا اسميه خيال انت لا تسميه خيال, نحن بصدد إثبات نوع من الموجودات لاهي مادية وفيها احكام المادة, ولا هي لا توجد فيها أي احكام المادة, وعندما تأتي انت إلى الملائكة تجد هذه الخصوصيات بنحو واضح موجودة في الملائكة, أنا اقرأ لك بعض الروايات في هذا المجال, عفوا مولانا اذا تسمحون لنا, روايات كثيرة الاخوة ممكن أن يرجعون لها في نهج البلاغة وغير نهج البلاغة.

    أولاً: الرواية الاولى في البحار عن الاختصاص بإسناده عن ابي عبد لله الصادق قال: >إن الله عز وجل خلق الملائكة من نور< اذن لها أحكامي وأحكامك أو ليس لها هذه الاحكام؟ لان منشأ وجودها شيء آخر, أنا منشأ وجودي شيء وهو منشأ وجوده شيء آخر, هذه رواية.

    رواية ثانية: أنا انقلهن عن الميزان الجزء 17, صفحة 7, أو كذا هي موجودة مفصلة في كتب متعددة, قال أمير المؤمنين ×في خلقة الملائكة> وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك فليس فيهم فترة, ولا عندهم غفلة, ولا فيهم معصية, هذا كله لا يدل على المعنى الذي نريد, لأنه هذا في المعصومين هذه المعاني موجودة, هم اعلم خلقك بك وأخوف خلق منك واقرب خلقك منك, وأعملهم بطاعتك, من هنا يبدأ الشاهد, لا يغشاهم نوم العيون, هذه خصوصية غير بشرية, ولا فترة الأبدان, مع أن فترة الأبدان موجودة حتى في الانسان الكامل وهو خاتم الأنبياء, لم يسكنوا الأصلاب, هذا كله من باب السالبة بانتفاء الموضوع وليس انه بشري ولكن لم.., فكيف بشري ولا يسكن الأصلاب, ولا عنده نوم, ولا عنده تغير, ولا عنده تبدل, ولا عنده حركة, ولا عنده تكامل, فكيف يكون موجودا ماديا, قال: فلم يسكنوا الأصلاب, ولم تضمهم الارحام, ولم تخلقهم مهين, أنشأتهم إنشاء, وجودهم دفعي أو تدريجي؟ (كلام لاحد الحضور: دفعي) انشأتهم إنشاء فلهذا يكون من عالم الامر لا من عالم الخلق بتعبير القران, فأسكنتهم سمواتك وأكرمتهم بجوارك وأتمنتهم على وحيك, وجنبتهم الآفات ووقيتهم البليات, وطهرتهم من الذنوب, ولولا قوتك لم يقووا, ولولا تثبيتك لم يثبتوا, ولولا رحمتك لم يطيعوا, ولولا انت لم يكونوا, أما أنهم على مكانتهم منك, يقول كل هذه المقامات التي ذكرناها لهم, أما أنهم مكانتهم منك وطاعتهم إياك, ومنزلتهم عندك, وقلة غفلتهم عن أمرك, لو عاينوا, وليس علموا التفتوا جيدا, لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا أعمالهم< . مع كل هذه المقامات التي عندهم ولكن لو عرفوا ما يعرفون ونسبته إلى الى ما لا يعرفون يحترمون أنفسهم أو يحتقرونها, انت هنا لا تبحث انه كثيرا تعرف الله, هؤلاء الذين هم اقرب الناس إليك, أطوع الناس إليك, أكرم الخلق عندك.

    قال: ولعلموا أنهم لم يعبدوك حق عبادتك سبحانك خالقا و معبودا ما أحسن بلاؤك عند خلقك.

    رواية أخرى قال لجلسائه: أطت السماء وحق لها أن تأط ليس منها موضع قدم.

    الرواية الأخرى التي محل الشاهد عندي وليس هذه, الرواية الأخرى وهي انه: >بعضهم ساجد لم يرفع رأسه من السجود, وبعضهم راكع لم يرفع رأسه الركوع, وبعضهم قائم< أساسا كذا وهكذا, هذه خصوصيات مادية أو غير مادية؟ وهكذا عندما تجمع مجموع هذه الخصوصيات تصل إلى نتيجة في الروايات الواردة وهي فوق حد الإحصاء, ليس رواية وعشرة ومئتين كلها تثبت هذه الحقيقة وان هذه الموجودات من عالمنا أو موجودات من عالم آخر؟ ولكن لها طول, و لها عرض, ولها صورة, ولها شكل, ولها أجنحة, ولها إلى غير ذلك, اذن ليست مادية ولكن فيها اشكال المادة, هو هذا العالم الذي نريد.

    الرواية التي ينقلها هنا قال: ورد في الخبر الصحيح أن النبي رأى جبرائيل في السدرة وله ستمائة جناح, هذه الرواية واردة ولكن من أي طريق ينقلها هل من طرقنا أو من طرقهم, الرواية واردة في تفسير القمي قال الصادق: خلق الله الملائكة مختلفة وقد أتى رسول الله  ’جبرائيل وله ستمائة جناح على ساقه الدر مثل القطر. والله واحد يراه ويأخذ (فد خمطه وكافي) واضح أن هذه كلها رموز وليست واقعا در إلى آخره,> على ساقه الدر مثل القطر على البقل, قد ملأ ما بين السماء والارض وقال اذا أمر الله عز وجل ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله في السماء السابعة والأخرى في الارض السابعة.

    بعد, >أن لله ملائكة إنصافهم من برد وإنصافهم من نار< هذه خصوصيات مادية أو خصوصيات غير مادية؟ لا يعقل في النتيجة أما هذا يوثر على ذاك أو ذاك يوثر على ذاك, (كلام لاحد الحضور) كلها كنايات ورموز, يا مؤلف بين البرد والنار ثبت قولبنا على طاعتك, وقال في الرواية عن الصادق: أن لله ملكا بعد ما بين شحمة أذنه إلى عينه مسيرة خمسمائة عام بخفقان الطير < في ذلك الوقت لا يستطيعون أن يقيسوها بالكيلو مترات لأنه هذه غير واضحة فبخفقان الطير, هكذا خصوصيات ذكرت.

    وفيه أيضاً انه يدخل كل صباح, يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/20
    • مرات التنزيل : 1675

  • جديد المرئيات