بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: أن النبي ’رأى جبرائيل × في السدرة وله ستمائة جناح, وفيه أيضاً انه يدخل, أي جبرائيل في كل صباح ومساء في نهر الحياة ثم يخرج فينفض أجنحته فينفخ سبحانه من قطراته ملائكة لا عدد لها.
في المقدمة أنا بودي فقط من باب الإشارة أشير انه صريح القرآن الكريم كما في أول سورة فاطر أشار إلى أن الائمة لهم أجنحة, قال تعالى{الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء أن الله على كل شيء قدير} هذه ذيل الآية يزيد في الخلق يعني اذا كان هناك بعضهم له جناحان بعضهم له ثلاث أجنحة, بعضهم لهم أربع, فيمكن أن يكون لبعضهم خمس, وست, وعشر, ومئة, ومئتين, وستمئة, وو… إلى غير ذلك, هنا بحث قيم يشير إليه السيد الطباطبائي &في ذيل هذه الآية الجزء 17, صفحة 7, يقول: والأجنحة جمع جناح, وهو من الطائر بمنزلة اليد من الانسان, يتوسل به إلى الصعود به الجو, يعني الطائر, والنزول منه, والانتقال من مكان إلى مكان بالطيران.
هذه وظيفة الجناح يعني عندما نأتي إلى الغاية التي من اجلها زود هذا الموجود بالجناح هو الانتقال من مكان إلى مكان أولاً, ولكن هذا حاصل من غير الجناح انا وأنت يحصل, ولكنه صعودا ونزولا, وهذه النقطة الإضافية في الجناح, انا وأنت بالأرجل ننتقل من مكان إلى مكان ولكن لا نصعد بها إلى السماء وننزل بها إلى الارض, اما بخلاف الجناح فانه من خلاله يصعد وينزل, جيد.
بناء على القاعدة التي شرحناها مفصلا في اصول التفسير وأساساً واحدة من أهم اصول التفسير, هي ان الالفاظ عندما تستعمل تراد منها مصاديقها المتعارفة المادية المأنوسة أو المراد منها الهدف والغرض المترتب عليها؟ الثاني, هذه قاعدة بيناها مرارا عندما يقول القرآن العرش, عندما يقول الميزان, عندما يقول القلم, عندما يقول الجناح, لا يريد هذا
المصداق المادي للجناح يعني نتصور أن الملائكة هذه الأجنحة التي نجدها في الطيور, وإنما يريد انها مجهزة, هذه الموجودات بعد أن ثبت انها ليست من عالمنا, مجهزه بما يقدرها ويمكنها من الصعود والنزول والانتقال من نشأة إلى نشأة, لذا قال: فوجود الملك مجهز بما يفعل به نظير ما يفعله الطائر بجناحه فينتقل به من السماء إلى الارض بأمر الله, ويعرج منها إليها ومن أي موضع إلى أي موضع, {وأوحى في كل سماء أمرها} هذا الوحي بأي واسطة؟ بواسطة المدبرات أمراً وهم الملائكة, وهذا معناه ان هذه الملائكة تنزل بالأمر الإلهي ثم تصعد بنتيجة أعمال الانسان, ثم…, باقي الأعمال التي هي المدبرات أمراً, وقد سماها القرآن جناحا, ولا يستوجب ذلك ترتب الغاية المطلوبة من الجناح عليه, وليس وجود هذا الجناح المادي, لان وجود الجناح بكل عالم بحسب ذلك العالم, وأما كونه من سنخ جناح غالب الطير ذا ريش, وزغب, فلا يستوجبه مجرد إطلاق اللفظ كما لم يستوجبه في نظائره كألفاظ العرش والكرسي واللوح والقلم والكتاب إلى غير ذلك, في بحث الكتاب انتم تتذكرون قلنا بان كل الموجودات كتاب من الإلهية, لوح من الألواح الإلهية, قلم يكتب به ونحو ذلك.
اذن اتضح معنى الرواية انه رأى جبرائيل في السدرة وله ستمائة جناح هذه قضية.
القضية الثانية أو الرواية الثانية التي يشير إليها وهذه الرواية منقولة من الفريقين, الرواية منقولة في البحار المجلد 92, ص373-374, الرواية أيضاً طويلة والرواية هذه هي: قلت للصادق ×يبن رسول الله ما معنى قول الله عز وجل ا- ل- م , و, ا- ل- م- ص, و,ا- ل- ر- ك- ي- ه- ع إلى آخره, الإمام ÷يبين يقول أما يس فاسم من اسماء النبي ومعناه كذا, وأما صاد, فعين تنبع من تحت العرش وهي التي توضأ منها النبي لما عرج به, اذن إنشاء الله هذه الرواية اللاحقة ستأتي وهو أن معراج النبي اين كان, معراج النبي كان إلى عالم المثال أو كان إلى عالم العقل, هذا بحثه سيأتي, وهي التي توضأ منها النبي لما عرج به, ويدخلها جبرائيل ×كل يوم دخلة فيرتمس فيها ثم يخرج فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته الا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبح الله ويقدسه ويكبره ويحمده إلى يوم القيامة, اذن تبين انه توالد الملائكة أيضاً ما هي طريقته؟ لأنه توالد البشر من الطين توالده واضح, مضغه, علقة, مخلقة, غير مخلقة, إلى أن انشأناه خلقا آخر, أما توالد الملائكة كيف؟ طبعا إبليس له توالد الخاص وإذا جاءت مناسبة نبين الروايات التي تبين كيف يتوالد إبليس الذي هو من الجن كيف يتوالدون, وهذا يكشف مرة أخرى بان هذا الموجود أو هذه الملائكة من عالمنا أو ليس من عالمنا؟ موجودات ليس من هذه النشأة وإنما له نشأة خاصة به وروايات كثيرة في هذا المجال اكتفي بهذه الرواية.
قال: وفيه أيضا انه يدخل كل صباح ومساء في نهر الحياة ثم يخرج وينفض أجنحته فيخلق سبحانه وتعالى من قطراته ملائكة لا عدد لها.
الاخوة الذين يريدون يراجعون السيد الطباطبائي عنده بحث قيم في الملائكة وفي خصوصيات الملائكة في الجزء 17, من الميزان الصفحة 12, كلام في الملائكة, البحث ليس مفصل بل صفحة ولكن يذكر مجموعة خصائص الملائكة التي أشار إليها القرآن الكريم, يقول في صفحة 13: ومن هنا يظهر أن الملائكة موجودات منزهة في وجودهم عن المادة الجسمانية التي هي في معرض الزوال والفساد والتغير, ومن شأنها, أي المادة الجسمانية, ومن شأنها الاستكمال التدريجي الذي تتوجه به إلى غايتها وربما صادفت, هذه الامور الجسمانية, وربما صادفت الموانع والآفات فحرمت الغاية وبطلت دون البلوغ إلى الغاية, هذا في الامور الجسمانية, أما الملائكة هذا وضعهم أو ليس هذا وضعهم؟ لا ليس هذا وضعهم, هذا الذي عبرنا عنه فيما سبق: بأنه بدوها وحشرها شيء واحد.
اذن: لها حركة بهذا ا لمعنى الذي عندنا وهو الخروج من القوة إلى الفعل الاستكمال؟ لا ليس لها, اذن ليست محكومة بقوانين هذه النشأة, الاخوة إنشاء الله يراجعون إلى البحث هناك.
تعالوا معنا إلى الجملة اللاحقة قال: وهذا العالم,وهو من الابحاث القيمة أنا مرارا ذكرت للاخوة أن الابحاث العرفانية كثيرا مزاجها مزاج الآيات والروايات, بخلاف الابحاث الفلسفية وان كانت مهمة وأساسية ولكن عبروا عنها من قبيل انتم عندما تأتون إلى علم الاصول كثير من القواعد التي تقرأوها في علم الاصول تجدها جامدة لا روح فيها, اقسام الاستصحاب والكلي, ولكن عندما تأتي إلى الفقه تجد أن هذه أخذت تدب فيها الحياة, تجد انه القسم الاول من الكلي, ما هو القسم الثاني من الكلي وآثار عملية تترتب عليها, البحث الفلسفي من قبيل البحث الأصولي, أما البحث العرفان من قبيل البحث الفقهي ولكن في الفقه الاكبر في العقائد, ولذا قال: وهذا العالم وهو العالم المثالي يشتمل على العرش والكرسي, هذا مدعى أساسي التفتوا جيدا, بالأمس ذكرنا للاخوة قلنا انه الآن انتقل من بحث ما هو, الآن يتكلم في أدلة إثبات عالم المثال, لأنه اثبت أن الملائكة من عالم المثال والآن يثبت أن العرش من عالم المثال, أن الكرسي من عالم المثال ونحو ذلك, بعد ذلك يقول بان النبي ’الذي ثبت انه عرج به في حياته, معراجه كان إلى عالم المثال وهذا معناه أن عندما يقول معراجه كان إلى عالم المثال يعني انه بالدلالة الإلتزامية نثبت المدلول المطابقي لا يثبت عالم, أما المدلول ألالتزامي فإذا لم يكن عالم المثال موجودا كيف عرج إلى عالم المثال, اذن مدلوله الإلتزامي انه هناك كان عالم المثال وعروج النبي كان إليه,وأدلة إثبات عروجه ’لا اقل مطمئن بها بين عموم المسلمين إن لم نقول أن الروايات الواردة فيها متواترة.
اما في العرش والكرسي, الاخوة يعلمون انه أنا عندي بحث مفصل في العرش والكرسي بالجزء2 من كتاب التوحيد, أولا أنا أبين الخصوصيات, أولا أن العرش والكرسي من مراتب علم الله الفعلي, كيف أن الله سبحانه وتعالى يوجد عنده ذاتي يوجد عنده فعلي, وهذا ما ذكرناه مرارا, قلنا كما أنا وأنت وكل الممكنات في عالم الامكان كما هي معلولة لله, مخلوقة لله, مرزوقة من قبل الله, هي معلومة لله, انت الآن هذه الصورة المثالية التي توجدها في ذهنك معلولة لمن؟ معلولة لوجودك انت أوجدتها ولذا تستطيع أن تفنيها أيضا, كما هي معلومة لك مخلوقة لك, هي معلومة لك, وليس معلومة بصورة عنها لك هي معلومة لك بعلم حضوري, اذن: العرش والكرسي من مراتب علم علم الله هذا أولاً.
النقطة الثانية التفتوا جيدا أنا الخص بحثا لعله من أصعب واعقد الابحاث, النقطة الثانية: أن هاتين المرتبتين بادعاء القيصري انها من مراتب علم الله الفعلية في حضرة عالم المثال لا حضرة عالم العقل, لا الشهادة ولا العقل بل عالم المثال, هذا أيضاً ثانيا.
الخصوصية الثالثة: وهي ان المعلوم لله , المعلوم الفعلي لله وليس الذاتي في مقام الفعل, ان المعلوم الفعلي وان المرتبة العلمية على قسمين: قسم من المراتب العلمية الفعلية هي معلومة فقط, وقسم بالإضافة إلى كونها معلومة وعلم فيها بعد تدبيري لما دونها, مدبرة, والعرش والكرسي من القسم الثاني لا من القسم الاول, بعبارة واضحة: انت عندما تأتي اللوح المحفوظ, تأتي إلى كتاب المحو والاثبات, تأتي إلى الكتاب المكنون, هذه أيضاً من مراتب علم الله الفعلية ولكن تدبر ما دونها أو لا تدبر؟ لايوجد فيها بعد تدبيري, العرش والكرسي من مراتب علم الله الفعلية التي يوجد فيها بعد تدبيري, وبهذا يتضح لنا أن مراتب علم الله الفعلية على نحوين قسم منها علم فقط, وقسم منها علم مع تدبير, لذا أنا في الجزء الاول تكلمت عن مراتب علم الله الفعلي, الكتاب المبين, الكتاب المحفوظ, الكتاب المحو والاثبات, أما العرش والكرسي لم اطرحه هنا مع انه من مراتب علم الله, وضعته في بحث الخالقية, لأنه الخالقية من فروعها تدبير عالم الامكان فمن شؤون الخالقية جعلت مرتبتي العرش والكرسي, اتضح المعنى, يعني نريد أن نعرف نظام تدبير العالم لأنه القرآن الكريم يقول بأنه{فالمدبرات أمرا} يعني انه يوجد وسائط في التدبير ومن أهم وسائط التدبير التي هي مراتب علم الله سبحانه وتعالى هي مرتبة العرش والكرسي.
الآن لا أريد أن ادخل في البحث التفصيلي فقط اكتفي برواية أو بروايتين في هذا المجال, طبعا لا أنسى هذه مسألة انه من القطرات تخلق الموجودات طبعا ليست جديدة ويوجد فيها روايات كثيرة منها هذه الرواية القيمة, الرواية التي يقول أن أول شيء خلق الله ما هو؟ قال: >نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساماً فخلق العرش, إلى أن تأتي تقول: وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله, ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور وقطرت منه مئة ألف وأربع وعشرون ألف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول< طبعا هذه المئة وأربع وعشرون نبي ورسول رسول الله معهم أو ليس معهم؟(كلام لاحد الحضور) الحديث لم يستثني النبي (كلام لاحد الحضور) أحسنت وبه يتضح أول ما نور نبيك هذا بما هو تلك, هذا احسنتم, أما هذه المراتب الدانية, اذن يتبين أن رسول الله ’له نشأة واحدة أو نشآت؟ تبدأ من يأكل ويمشي في الأسواق إلى خلق منه كل خير, وهذا واحد منفصل أو متصل؟ واحد متصل, فلذا العرش شأن من شؤونه, العقل شأن من شؤونه, الكرسي شأن من شؤونه, كل الموجودات شأن من شؤونه,(كلام لاحد الحضور) احسنتم فلهذا يقولون لا يعلم أن شاء الله يعلمه, يعني ماذا؟ يعني موجود غير مكاني يقول أعطيني مع انه ليس كذلك وإنما من قبيل موجود في عقلي ولم انزله للحس المشترك من هذا القبيل.
يقول: ثم تنفست ارواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسها ارواح الأولياء, والشهداء, والصالحين, التفتوا جيدا هذا مرتبط بنشأة المادة أو غير مرتبط؟ أنا بيني وبين الله اذا كنت من الصالحين أو من الشهداء أنا مخلوق من أنفاس الأنبياء؟ لا, أنا مخلوق من ابي وأمي ووالدي والى غير ذلك هؤلاء واسطة, اذن يتبين يوجد في الشهداء, والصالحين, الأولياء, وغيره, ويوجد بعد مادي هما الأبوين والعائلة, وبعد معنوي مرتبط بما وراء المادة الذي هو واسطة الفيض, من هم؟ الأنبياء, وهذا الذي تجدونه في كتب محيي الدين الشيخ الاكبر عندما يقول فلان كان على قلب فلان نبي, فلان كان على قلب فلان نبي, لا ادري رأيتم في عبارته فلان على قلب يوسف, فلان على قلب ادم يعني ماذا؟ يعني أن وساطة الفيض جاءته من ادم, أما ما هي خصوصيات ادم هذا يكون مظهرا لها, اذا يوسف ما هو خصوصياته حتى هذا يكون مظهرا لها هكذا, هذه مسألة القطرات موجودة كثيرا في الروايات.
أما في العرش والكرسي, فيما يتعلق بالعرش والكرسي هناك بحث مفصل للسيد الطباطبائي &في المجلد الثامن صفحة165, وهو بحث قيم ومفيد جدا أنا اقرأ رواية أو روايتين, هو بحث مفصل في ثلاثين أو أربعين صفحة, الرواية في التوحيد بإسناده عن حنان بن سُدير, أو سَدير قال: سالت أبا عبد الله الصادق عن العرش والكرسي فقال: أن للعرش صفات كثيرة مختلفة, له في كل سبب وضع في القرآن, اذن تبين فيه حيثية أو حيثيات متعددة؟ هذه نقطة أساسية, له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة, رب العرش العظيم, رب الملك العظيم, على العرش استوى إلى آخره, ثم العرش, محل الشاهد هنا, ثم العرش في الوصل مفرد عن الكرسي, هذا من قبيل القاعدة التي قرأتموها اذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا, يقول اذا اجتمع العرش والكرسي احدهما غير الآخر, ثم العرش في الوصل منفرد أو مفرد عن الكرسي لأنهما, العرش والكرسي, بابان من اكبر أبواب الغيوب, وهما جميعا غيبان كلاهما مرتبط بعالم الشهادة أو عالم الغيب؟ {عالم الغيب والشهادة} الشهادة واضحة, عالم الكرسي و العرش مرتبطان بعالم الغيب أو بعالم الشهادة؟ بعالم الغيب, وهما في الغيب مقرونا, يعني العرش والكرسي, لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب والعرش هو الباب الباطني من الغيب, يعني اذا نسبنا احدهما إلى الآخر أيهما ظاهر وأيهما باطن؟ بينكم وبين الله هذه لغة الظاهر والباطن وان كل مرتبة دانية هي ظاهر المرتبة العالية, وان كل مرتبة عالية هي باطن المرتبة الدانية, هذه مباني العرفاء, هذه من اين أخذت؟ أخذت ليس من رواية وروايتين بل عشرات الروايات, بل متواترة اذا أردتم جمعها في كتب مستقلة عند المسلمين جميعا.
قال: لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنها الاشياء كلها, كل الاشياء التي في عالمنا تظهر من الكرسي, والعرش هو الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف, والكون, والقدر, والحد, والأين, والمشية, وصفة الإرادة, وعلم الالفاظ, والحركات, والترك, وعلم العود, والبدء, إلى غير ذلك, اذن هو عالم عقلي أو عالم مثالي؟ أولاً هو من الغيب, اذن هو مرتبط بعالم الشهادة أو بعالم الغيب؟ بعالم الغيب, يعني مجرد هذا والاً, أي مجرد مجرد عقلي أو مجرد مثال؟ (كلام لاحد الحضور) كيف, وكون, وحد, وأين, ومشيئة, وإرادة, وألفاظ, وحركات, ومبدأ ومنتهى, والى غير ذلك.
فهما في العلم مقرونان, ولذا عبرنا عن العرش والكرسي بأنهما مراتب علم الله الفعلي, فهما في العلم بابان مقرونان, لان ملك العرش سوى ملك الكرسي, هذان اثنان, وعلمه, أي العرش, وعلمه أغيب من علم الكرسي, التفتوا جيدا هذا غيب ولكن ذاك أغيب, فلهذا قال رب العرش العظيم أي صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في ذلك مقرونان.
يوجد في الرواية ذيل ولكن أنا لا أريد أن أقراه والاخوة الذي يراجعون أنا لا استطيع أن اقرأ كل العبارات لأنه يبدأ بشرح هذه الرواية بشكل قيم السيد الطباطبائي بعد ذلك ولكن هكذا يقول أنا أريد أن أصل إلى محل الشاهد, يقول ما هي العلاقة لماذا أن احدهما صار مقرونا بالآخر, ما الفرق بين هذين الموردين, أو هذين العلمين من مراتب علم الله الفعلي, يعني ما هو دور العرش وما هو دور الكرسي؟
اذا أردنا نضرب مثال عرفي: أن الوزير له كرسي أو ليس له كرسي, المدير العالم بالوزارة, مدير الدائرة, إلى تصل إلى اصغر موظف عنده كرسي أو ليس عنده كرسي؟ عنده كرسي(وميز) هذه في الامور الاعتبارية عندنا, أما كم نفر من هؤلاء عنده عرش؟ لا أبداً لا تقول عرش الوزير, عرش تقولها على واحد وهو الملك, أما على الدكتاتور, أو على رئيس الجمهورية مادام على قيد الحياة هذا عنده عرش,(كلام لاحد الحضور) بتعبير هؤلاء الجدد يقول(الجملكية) لأنه الملكية كانت مادامت الحياة, الآن الجمهورية تصير (هدرالية) (هم ما دام الحياة) فلهذا يعبرون عنها(الجملكية) باعتبار جمهورية وملكية فهؤلاء (الزوجين ما خذيها) يدعون ديمقراطية, ويدعون, هم عندهم مكاسب الملكية, جيد.
اذن: انت عندما تأتي إلى مستوى العرش تجد أن العرش واحد, أما تأتي إلى مستوى الكرسي تجد أن الكراسي متعددة, ولكن على مستوى الاعتبار هذه الكراسي المتعددة على ما عليها من الكثرة ولعله التنافي والاختلاف كلها بصدد تنفيذ إرادة صاحب العرش, كلهم بصدد ماذا؟ يعني هذا عندما ينفق ينفق لكي يطبق أمر ذاك, هذا عندما لا ينفق لا ينفق لأجل ذاك.
بعبارة أخرى: الآن افرضوا انه صارت هناك حملة عسكرية أو هجوم عسكري على دولة, رئيس الدولة أو الملك يقول يجب الدفاع, أو نحن نفترضه وطني لا يهرب ولكن يضم نفسه(في زاغور) افترضوا انه لا يهرب ولكن يضم نفسه تحت الارض, المهم ليس هو هذا, المهم انه ماذا يصدر صاحب العرش, عشرين أمر يصدر أمر أمراً واحدا؟ أمراً واحدا, ولكن عندما يصل هذا الامر إلى وزير الدفاع يفهمه بأي معنى؟ ينحل عنده, يعني وزير الدفاع هيأ قطعاتك العسكرية, وزير الاقتصاد هيأ الإمكانات المادية, وزير المالية أتي لنا بالمال, وزير الخدمات والشؤون الاجتماعية, وزير الصحة, اذن هو في واقعه أمر واحد صدر من مقام العرش ولكن عندما يأتي إلى اصحاب الكراسي تجده يكون واحدا أو متكثرا, وهذا نسبة الكرسي العرش ونسبة العرش إلى الكرسي, (كلام لاحد الحضور) تفصيل ما أجمل في العرش, والعرش إجمال ما يفصل في الكرسي,(كلام لاحد الحضور) أحسنت جزاك الله خيرا, هذا معنى البساطة وماذا؟ (كلام لاحد الحضور) الآن لا أريد لأنه يكون هذا بتشبيه الشيء بما هو أغمض منه, نعم هو هكذا يكون مقام الاحدية مقام الاستهلاك اذا تذكرون قلنا, ومقام الواحدية مقام التفصيل, الآن للذي يراني أو يسمع بعد ذلك هذه الامثلة الذي ذكرتها أوضح مما هذا, فلذا عبارته هي يقول: فالمقام, في الصفحة 167, يقول: فالمقام الذي نفصل به السببان المتنافيان, وينشأ منه تنازعهما بنزلة الكرسي, هذا التنازع لأنه واحد يتحرك من قبيل, هنا يضرب مثال مادي لطيف, يقول افترض انت جنابك عندك نقطة تريد أن تصل إليها بعد كيلوا مترين, أو مئة كيلوا متر, تريد أن تذهب مشيا إلى كربلاء أو إلى الإمام الرضا ÷, عندك إرادة كلية وهي الوصول إلى ذلك المكان, ولكن عندك في الضمن إراداة في الوسط مئات الإرادات الجزئية, بعض الإرادات الجزئية هي الحركة أو الوقوف؟ الوقوف للاستراحة وليس الوقوف بما هو وقوف, والا نويت الوقوف هذا ينافي الهدف انت تقف لأجل الاستراحة, في بعض الاحيان تريد النوم تنام لأجل الوصول إلى الهدف, اذا نظرت إلى الحركة في المسافة والى النوم أو السكون في المسافة هذه إرادة الحركة وإرادة السكون متنافيان أو غير متنافيان؟ ولكن هذا التنافي ينافي ذلك الامر أو كلاهما بخدمة ذلك الامر؟ اذن لا تقول أن هذه التزاحمات الموجودة في عالم الطبيعة, هذه التزاحمات كلها بخدمة الوصول ماذا؟{الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} للوصول إلى الهدف الذي خلق من اجله.
قال: والمقام الذي يظهران, يعني السببان المتزاحمان, يظهران فيه متلائمين متألفين بمنزلة العرش, وظاهر أن الثاني يعني العرش أقدم من الاول, وأنهما يختلفان بنوع من الاجمال والتفصيل والبطون والظهور, بينك وبين الله اذا انسان ليس بيده هذه المباني الفلسفية أو هذه المبادئ العرفانية, هنا يتضح ماذا يريد أن يقول الطباطبائي أولا يتضح؟
قال: وأحرى بالمقامين أن يسميا عرشا وكرسيا, إلى آخره الاخوة إنشاء الله هم يراجعوه, هذه رواية وهي من الروايات القيمة في هذا الباب, ومن الروايات الأخرى المفيدة في هذا الباب التي هي مرتبة بنحو من الانحاء بهذا المقام.
قال:, عجيبة هذه الرواية, في الخصال عن الصادق: >إن حملة العرش احدهم على صورة ابن ادم يسترزق لولد ادم, والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير, والثالث على صورة الأسد يسترزق الله للسباع, والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم< هذه أي نظرية؟ إغراب الانواع, هذه في عالم المثال يقول كل واحد من هؤلاء له صنمه بتعبير شيخ الاشراق, له مثاله له وجوده المثالي, وروايات ليس واحدة واثنين بهذا الاتجاه.
رواية أخرى, قال: حملة العرش ثمانية, اذن تبين كل ما في عالم المثال موجود عند من؟(كلام لاحد الحضور) لان العرش لا يوجد شيء في هذا العالم الا ويوجد له مثال في العرش.
قال: أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين, ما من الأولين فنوح, وإبراهيم, وموسى, وعيسى, وأما الأربعة من الآخرين فمحمد, وعلي, والحسن, والحسين ^, التفت جيدا اذن من هنا يتضح وساطة باقي الائمة من هو؟ هؤلاء الأربعة, هم اصحاب الكساء,(كلام لاحد الحضور) غير مذكور لم أجد أنا رواية انه في هذه موجودة فاطمة ‘.
رواية أخرى انقلها حتى اغلب باب العرش والكرسي وان كان أبحاثه كثيرا قيمة ولكن اذا نريد نقف عندها تأخذ وقتا كثيرا, الرواية في الفقيه والمجالس والعلل للصدوق عن الصادق انه سأل لما سميت الكعبة كعبة, قال: لانها مربعة, فقيل ولما صارت مربعة, قال: لانها بحذاء البيت المعمور وهو مربع, فقيل ولما صار البيت المعمور مربعا, اذا كان شخص أمي السؤال الاول كان يكفيه ويعبر ويذهب, قال: لأنه بحذاء العرش وهو مربع, فقيل: ولم صار العرش مربعا, لان كل ما في الاعراض لا بد أن ينتهي إلى ما في الذات وهذا كله جواب العرض, لماذا هذا التربيع من اين ما هو منشأه؟ قال: لان الكلمات التي بني عليها الإسلام أربع, سبحان الله, والحمد لله, ولا اله الا الله, والله اكبر, فهل بعد ذلك يسأل ولما صارت هذه أربع أو ليس فيها بعد سؤال؟ هذا التوحيد والتوحيد بالذات وليس بالعرض, ولذا يقول السيد الطباطبائي قال: اقول هذه الكلمات الأربع أولاها تتضمن التنزيه والتقديس, والثانية التشبيه والثناء, والثالثة التوحيد الجامع بين التنزيه والتشبيه, والرابعة التوحيد الأعظم المختص بالإسلام, ثم يبينها جميعا.
هذه كلها أبحاث موجودة في البحث الروائي الذي البعض يتصور هذه أبحاث روائية هي مجموعة روايات ناقلها السيد الطباطبائي, كثير من المعارف ضمنها السيد الطباطبائي في البحث الروائي لا في البحث التفسيري.
اذن: نصل إلى هذه الجملة: وهذا العالم المثالي يشتمل على العرش والكرسي, وعلى ماذا يشتمل أيضاً؟ وعلى السموات السبع والارضين, هذه نقطة أساسية وهي السموات التي عندنا هي السموات والارضين بحسب عالم الشهادة ولهذه السموات والارضين وجود بحسب عالم المثال, هذا أولاً يكشف لنا عن هذه النقطة.
ثانيا: هذه المراتب سموات سبع في عالم المثال يظهر أن عالم المثال متواطي أو مشكك؟ هذا الذي بالأمس اشرنا إليه قلنا بأنه نحن عندما نأتي إلى أرباب الانواع والعقول العرضية يعني ليس المتساوية, ليس المتواطية, وإنما ليس بينها علة ومعلول وان كان رب النوع للانسان أكمل بكثير من رب النوع للبهائم, كذلك في عالم المثال عندما نقول بان موضع الملائكة, موضع العرش, موضع الكرسي, اتضح من العرش والكرسي أنهما في مرتبتين ولكن كلاهما في عالم المثال, يعني احدهما أكمل من الآخر, احدهما أغيب من الآخر, احدهما مجمل بسيط والآخر مفصل وكثير, وهنا أيضاً بحث آخر إنشاء نوفق ونشير إليه في الأسبوع القادم يعني في البحث القادم, وهو انه أساساً هل أشار القرآن الكريم إلى السموات السبع والارضين في عالم المثال في القرآن, في الروايات, توجد إشارة إلى هذا أو لا توجد إشارة إلى هذا؟
قال: والسماوات السبع والارضين, لم يقل السبع لأنه القرآن لم السماوات السبع والارضين السبع, في الروايات عندنا ارضين سبع أما في القرآن عندنا السموات سبع ومن الارض مثلهن, ليس عندنا السبع فلذا هو قال والارضين, وما في جميعها يشتمل على العرش والكرسي, والسموات السبع, والارضين, وما في جميعها من العرش والكرسي, والسماوات السبع والارضين, من الأملاك وغير الأملاك من الاشياء, ومن هذا المقام, هذه الجملة السموات السبع كذا بحثها يأتي.
والحمد لله رب العالمين.