أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
المسألة الأخرى التي لابد أن نقف عندها وهي مسالة تعدّ إن لم اقل أهم مسائل فقه اللغة، فلا اقل أنها تُعدّ من مهمات مسائل فقه اللغة، وهذه المسألة هي أن الواضع عندما وضع الألفاظ لمعانٍ معينة وهذا بحث مرتبط ببحث الوضع، أن الواضع عندما وضع لفظ الأسد لمعنى من المعاني بلا إشكال أخذ بحسب الاعتبار خصوصيات المصداق الذي وضع اللفظ بإزائه، يعني نظر إلى هذا الحيوان المفترس وعندها وضع لهذه الصورة المتصورة في الذهن وضع لها لفظ أسد في اللغة العربية أو أي مفردة أخرى في اللغات الأخرى.
السؤال المطروح إنّ الواضع عندما وضع اللفظ لمعنىً بلحاظ مصداقٍ هل أن خصوصيات المصداق دخيلة في صدق ذلك المفهوم والمعنى على المصداق أو ليست دخيلة؟ اضرب مثال أوضح عندما وضع لفظ الماء لهذا السائل الخارجي هذا السائل فيه مجموعة من الخصوصيات من خصوصياته أنه يشغل حيّزاً من خصوصياته أنّه مائع من خصوصياته أنّه لا لون له هذه مجموعة خصوصيات هذا الماء، هذا الواضع عندما وضع لفظة ميم ألف همزة لهذا المعنى لكي ينطبق على المصداق هل انه لابد دائماً هذه الخصوصيات تكون ملحوظة في المصداق حتى ينطبق المفهوم والمعنى عليه أو لا يشترط؟ إذا قلنا أن هذه الخصوصيات التي وضع لها لفظ الماء بلحاظ المصداق دخيلة في الوضع، فإذا حذفت واحدة من هذه الخصوصيات، فيمكن صدق ذلك المفهوم أو لا يمكن؟ لا يمكن، باعتبار أن المشروط عدم عند عدم شرطه، وشرط صدق هذا المفهوم على هذا المصداق بلحاظ هذه الخصوصيات، والمفروض أن هذه الخصوصيات غير موجودة، نعم قد أنّ بعض الخصوصيات يُتساهل يُتسامح فيها، مثلاً ماء مطلق أو ماءً مضاف هذا لا يغير لان السيلان محفوظ، أما إذا صار جامداً فهل يصدق عليه ماء أو لا يصدق عليه ماء؟ لا يصدق عليه ماء، أما إذا لم يكن له حيّز هل يصدق عليه ماء أو لا يصدق عليه ماء؟ لا يصدق عليه ماء وهكذا. هذا بحث مرتبط بفلسفة اللغة وغير مرتبط باللغة نسأل ابن منظور الأفريقي أو الزبيدي لا لا، هذا بحث متعلق بهذه القضية.
في الجواب على ذلك يوجد اتجاهان:
الاتجاه الأول وهو الاتجاه المشهور يقول نعم إذا وضع الواضع لفظاً لمعنىً ولمفهوم من المفاهيم التي لها قابلية الانطباق، المقصود أولاً وبالذات هي المصاديق المأنوسة للواضع؛ لأنه هو يضع فإذن هذه المصاديق مأخوذة بخصوصياتها بعين الاعتبار، الواضع يضع هو يضع هذا اللفظ، وهو يضع لأي شيء؟ يضع لهذا المصداق الخارجي بهذه الخصوصيات، هذا الاتجاه الأول.
الاتجاه الثاني يقول لا، هو أنّ الواضع أو أن الوضع لا علاقة لنا بالواضع أن الوضع إنما وُضع للغاية المترتبة على هذا الشيء، الماء ماذا يفعل؟ هذه من خواصه لا كله، وإنما حياة الشيء بالماء، إذن هذا الماء الذي هو سائل لا لون له ، يحقق نحواً من الحياة، فإذا وجدنا شيئاً آخر أيضاً يحقق الحياة أيضاً هو ماء، يعني العلم يعطي حياةً للإنسان لا يرفع عنه العطش يرفع عنه الجهل، ولكن يعطيه حياة؛ لأنه بالعلم يكون حيّاً، وبالجهل يكون ميتاً، إذا دعاكم لما يحييكم يعني نحن اموات؟ يقول بلي انتم بلحاظ معنى من المعاني حقيقة من الحقائق انتم أموات، وإن كنتم بلحاظ البعد النباتي والحيواني انتم أحياء، أما بلحاظ إنساني وبلحاظ القرب الإلهي انتم أموات، تحتاجون إلى الحياة وحياتكم بالاستجابة لدعوة الأنبياء، فلنحيينه حياةً طيبة، تقول يعني ماذا؟ يقول بلي كان عنده حياة ولكن هي الحياة التي من أجلها خلق الإنسان أو ليست كذلك.
إذن اللفظ لم يوضع للمصداق بمجموع الخصوصيات وإن كانت واسعة، وإنما وضع بلحاظ الغاية التي يحققها، هذا القلم، القلم ماذا يفعل؟ تريد تقول هذا قلم هذا قلم ولا فرق أن يكون قلم جاف أو قلم حبر أو قلم رصاص المهم ينقش شيئاً على الورق على اللوح هذا هو القلم، إذا نظرنا إلى الاتجاه الأول يقول نعم فالملك يصير قلم أم لا؟ ليس بقلم لأنه القلم هذه خصوصياته، أما إذا قلت بلحاظ الغاية القلم ماذا يفعل؟ يُخرج المستور وما في الضمير فيجعله ظاهراً، يعني ما لم يتكلم الإنسان ما لم يكتب الإنسان يظهر المستور والباطن أو لا يظهر؟ لا يظهر، إذن كل من قام بهذا العمل فهو قلم، حقيقةً أو مجازاً؟ حقيقة على هذا الاتجاه، ما الفرق بين الاتجاهين؟ بناء على الاتجاه الأول بمجرد تختل بعض الخصوصيات فإذا استعمل المفهوم في غير المصداق الذي وضع له يكون مجازاً فيحتاج إلى قرينة، ولهذا أنت عندما تستعمل الاسد في الإنسان الشجاع ماذا تقول في اللغة؟ تقول مجاز يحتاج إلى قرينة؛ لأن المفروض أن مفهوم الاسد أو لفظ الأسد طبعاً الكلام في المفاهيم لا في الألفاظ الألفاظ مختلفة وإن كان المفهوم هو لان المفاهيم مشتركة بين البشرية وإنما الاختلاف في اللغات بلحاظ المفاهيم أم بلحاظ الألفاظ؟ بلحاظ الألفاظ، وإلا المفاهيم واحدة لا اختلاف فيها، إذا استعمل الاسد في الإنسان الشجاع تقول مجازي، فإذا سميت أمير المؤمنين أسد الله الغالب هذا حقيقة أو مجاز؟ على الاتجاه الأول هذا مجاز، على الاتجاه الثاني حقيقة؛ لأنه في الاتجاه الأول يقول المراد هذا المصداق، فإذا استعمل في غير مصداقه يكون استعمال الشيء ولهذا ماذا قرأتم في الأصول والبلاغة والعلوم الأدبية استعمال الشيء في ما وضع له فهو حقيقي، استعماله في ما لم يوضع له فهو مجازي، على الاتجاه الأول يعني وضع له، من هو الذي وضع له؟ المصداق، أما على الاتجاه الثاني ما وضع له ما هو؟ الغاية التي تحققها هذه الوسيلة، فإذن هناك غاية، هذه الغاية يمكن أن تتحقق بالوسيلة ألف، ويمكن أن تتحقق بالوسيلة باء، فكل هذه الوسائل تكون مصاديق، لأنها جميعاً تحقق لك الهدف وتحقق الغاية ولكن أي غاية؟ لا غاية معينة بل غاية كل شيء بحسب ذلك الشيء. فهناك توسع في الوسيلة وهناك توسع في الغاية.
أنت أول الأمر تريد تدخل إلى النص الديني النص الديني عموماً وان كان النص القرآني خصوصاً لابد في علوم القرآن كما تبحث ناسخ ومنسوخ ومكي ومدني إلى آخره إذن انتم لابد أن تحققوا في المسألة قبل الدخول ونادراً وجدت أحداً عندما يريد أن يكتب تفسيراً بحث هذه القضية، نعم السيد الطباطبائي أشار إليه قال نحن مبنانا على هذا الاتجاه لا على هذا الاتجاه، وإن كان في كثير من الأحيان لغفلة أو لأي سبب آخر لم يطبق النظرية إما غفلة عن النظرية وكم له نظير في الميزان، وإما خوفاً لأنه إذا يريد يقول هذا مصداق وفيه مصاديق أخرى …. نعم في جملة من الموارد قرأنا موارد قال هذا مصداق ما عندنا مشكلة لأنه هذه لا يشكل صدمة للواقع العلمي الموجودة في الحوزات، أما إذا جاء في الإمامة يريد يقول بأنه ما ذكر من الإمامة مصداق وله مصاديق أخرى نقول له هذا من ضروريات المذهب هذا من ضروريات الدين فيوجد هناك ماذا؟ المعاد مفهوم ولكن أي معاد المصداق له الروحاني الجسماني، المثالي، العقلي، هذه نظريات موجودة، سؤال مصداق المعاد ما هو؟ مصداق الدار الآخرة ما هو؟ هذه فيها عشرة نظريات، عشرين نظرية، أصل القضية واضحة، التوحيد كما ذكرنا مراراً التوحيد يوجد شك في التوحيد؟ أبداً حتى القائل بالثلاثة يعني يقول أن الله ثالث ثلاثة أيضاً يقولون بالتوحيد، أنت اسألهم قل لهم انتم مشركين يقولون لا نحن لسنا مشركين، مع انه أنت تلزمه انه هو مشرك القائلين بالقدماء الثمانية أنت تلزمه انه مشرك، مع انه هو يدعي انه موحّد إذن مصداق التوحيد واحد أم متعدد؟ متعدد.
إذن يوجد اتجاهان على الاتجاه الأول اللغة من أولها إلى آخرها ثمانين بالمئة منها مجازات استعمالات لأنه يستعمل اللفظ في المصداق الذي وضع له الواضع أو في غير ما وضع له الواضع؟
فعندما يأتي إلى قوله كما اشرنا بالأمس بسم الله الرحمن الرحيم الله (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ) ماذا يفهم من كرسيه؟ أي مصداق على الاتجاه الأول؟ المصداق المادي، لماذا؟ لان الواضع أول ما وضع، وضع هذا اللفظ لهذا المفهوم لأي شيء؟ لمصداقه المادي فإذا قلت له لا، الكرسي ليس المراد الكرسي المادي، يقول خلاف الظاهر نحن علينا أن نعمل بظاهر الآية، بل يداه مبسوطتان اطمئنوا القائل بالجسمية هكذا يسمي لأنه اليد في اللغة ما هي؟ يقول الجارحة، مع أنه بناءً على الاتجاه الثاني اليد جارحة أم الجارحة من مصاديقها؟ خلقت بيديّ، يد الله فوق أيديهم، ولهذا المجسم الذي يعتقد بالاتجاه الأول قال الله له وجه أو ليس له وجه؟ نعم له وجه، له يدان أو ليست له يدان؟ نعم له يدان، له ساق أو ليست له ساق؟ له ساق يأتي ويذهب يجي و… كلها نصوص قرآنية واضحة، وحيث إن اتجاهه في فقه اللغة أن هذه الألفاظ موضوعة لمصاديقها المأنوسة المتعارفة التي يتعارف عليها الإنسان في هذه النشأة، إذن استعمالها في غيرها يكون استعمالاً في ما غير وضع له فيكون مجازا.
ولهذا مباشرة كما قلنا بالأمس ربي أرني انظر إليك مباشرة أين ذهب قال موسى نبي من أنبياء اولو العزم ويطلب من الله النظر إليه (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى) (سورة النجم: 12) رسول الله أيضاً يرى أنت تقول هذه رؤية بالقلب، يقول أبداً الرؤية لغةً يعني بالجارحة، فحملها على الرؤية القلبية مجاز أم حقيقة؟ مجاز يحتاج إلى قرينة، ولا قرينة في الآية، الآن تفهم ما الذي أدى إلى القول بالجسمية، اللغة ادت له فلابد أن تحل مشكلتك في الرتبة السابقة مع اللغة، يعني هذا أصل من أصول اللغة.
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ) (سورة الحديد: 25)
سؤال ما هو الميزان؟ هذا هو العلامة الآلوسي في روح المعاني مؤسسة الرسالة المجلد التاسع عشر في ذيل هذه الآية صفحة 447 قال: والميزان الآلة المعروفة بين الناس، هذا يذكر مصداق أم يفسر الآية؟ يفسر الآية، لأنه يقول اذهب إلى اللغة، هذه اللغة المفردات للراغب الأصفهاني في مادة وزَن قال والمتعارف في الوزن عند العامة ما يقدّر بالقسط والقبّان، لماذا ذهب للقبان؟ لأنه هذا هو الميزان المتعارف، ولهذا هنا نحن وقع بحث بين المفسرين يعني ماذا الله ينزل ميزان؟ الآن كتاب نزل من السماء أو لم ينزل؟ نعم، حاروا ما معنى الميزان؟ حاروا ما معنى إنزال الحديد؟ لأنه هو عندما سمع مفردة الحديد أين ذهب ذهنه؟ إلى المصداق المادي، أما على الاتجاه الآخر الحديد المصداق المادي أم كل ما فيه بأس وقوة، أي منهما؟ نعم من مصاديقه الحديد المادي، من مصاديقه الدبابة من مصاديقه السيف من مصاديقه الطائرة، هذا فيه بأس شديد ومنافع للناس، ولكن هذا تفسير الآية أم بيان مصداق، ولعل الحديد بعد مئة سنة بعد ألف سنة له مصاديق الآن نلتفت إليها أو لا نلتفت؟ لا نلتفت، أصلاً وجه القرآن كله بتعبيرنا ينقلب رأساً على عقب، هذه المفردات وهذا أمامكم الالوسي.
تعالوا إلى الطباطبائي هذا الذي قلته للأعزة انه بعض الأحيان يلتزم بالمبنى أو لا يلتزم يعني هو نظريته نظرية الغاية والوسيلة لا نظرية المصداق، في المجلد التاسع عشر صفحة 171 يقول: فسروا الميزان بذي الكفتين الذي يوزن به الأثقال، وأُخذ قوله ليقوم الناس بالقسط سؤال إنزال الميزان ما هو ربطه بإقامة العدل يدخل ثم بعد ذلك يقول ولا يبعد أن الله أن يراد بالميزان الدين، سؤال على مبنى الآية الدين تفسير الآية أو مصداق من مصاديق الآية؟ أيضاً مصداق ولكن وقع في هذا التفسير وقال ليس المراد الكفتين وإنما المراد الدين، وبعض يقول قد يراد العقل، هذا كلها تفسير للآية أم بيان مصاديق الآية، وهكذا من أول القرآن إلى آخر القرآن.
تعالوا معنا حتى تفهم القرآن بشكل آخر ألفاظ اقرأها لك قال الحياة العلم القدرة السمع البصر الكلام الإرادة الرضا الغضب الخلق، الأمر، السماء، الأرض، اللوح، القلم، العرش، الكرسي، الملك، أجنحة الملك، الشيطان، هذا الشيطان مفهوم أو شخص، ماذا تقولون؟ فإذا ذهبت إلى الاتجاه الأول تقول شخص، إذا ذهبت إلى الاتجاه الثاني تقول يعني ليس عندنا مصداق؟ لا له مصداق ولكن له ألف مصداق آخر لا يتوقف، نأتي إلى الله، الله خالق، فاعل، يريد، يشاء، ذهنك أين يذهب من يريد يشاء يفعل يخلق يذهب إلى المصاديق التي أنا وأنت عليها، نقول الله كيف يتصف بأمر مادي، فلهذا نذهب إلى الصفات السلبية، نقول حي يعني ليس بميت؛ لأنه في ذهنه فقط المصداق الامكاني فلا يستطيع أن يأخذه أين؟ إلى المصداق الواجبي، فيضطر أن يعرف الله ويعرفه بأمور سلبية كما الشيخ الصدوق وأمثال الصدوق.
إذن هناك اتجاهان أساسيان في فهم النص الديني لابد من الأول تحدد موقفك بهذا الاتجاه أو بذاك الاتجاه.
إذن رسول الله في المدينة كانت أقواله وأفعاله بيان المفاهيم أم تطبيق المصاديق؟ فإذا صارت بيان المصاديق فتصير مطلقة أم تاريخية؟ إذن كل أفعاله وسيرته في المدينة ليست سنة يمكن الاقتداء بها، أو تقول لي كما عنده مفهوم في مكة عنده مفهوم ماذا؟ يعني فعله ليس مصداق في المدينة فعله ينتزع منه مفهوم فيكون عاماً، أما إذا قلت هو يطبق المفاهيم عندما صار ولياً للأمر فالمصداق يصير تاريخي أم فوق التاريخ؟ تاريخي، وإذا تاريخي فيكون مطلقاً أو لا يكون مطلقاً؟ ماذا يصير؟ نسبياً هذا لابد نحلها.
حتى اربط البحث بفقه المرأة: الحجاب مفهوم أم مصداق؟ الآية لم تقل المصداق في الآية القرآن فيه بيان مصاديق الحجاب أو لا يوجد فيه؟ لا يوجد فرسول الله في العهد المدني عندما كانت عنده دولة طبّق مفهوم الحجاب على نساء أهل المدينة، هذا التطبيق وبيان هذا المصداق مطلق أم نسبي؟ إذا قلتم انه مصداق للحجاب، إذن يمكن أن يكون هناك مصاديق أخرى، فنحن ملزمين بتلك الطريقة من الحجاب أو غير ملزمين؟
الطلاق بيد الرجل هذا بيان حق من حقوق الرجل بعنوان مصداق أو مفهوم كلي لكل زمان ومكان؟ فإن قلت بأنه هذا حكم كلي لكل زمان ومكان الآن لابد بيد الرجل، أما إذا قلت لا بل ينظر إلى الواقع الاجتماعي فأعطى هذا الحق بيد من؟ فبيان مصداق يجري علينا أو لا يجري علينا؟ هذا الذي أنا قلت بأن البعض يسألني سيدنا هذا البحث ما علاقة المفهوم والمصداق ماذا؟ لأنه العشرة الاثنا عشر المسألة الأساسية التي نريد نبحثها بعد ذلك كلها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمسألة المفهوم والمصداق.
الإرث ماذا تقولون؟ عندما قال للذكر مثل حظ الانثيين هذا مرتبط بذاك الواقع الاجتماعي أو مطلق؟ فإذا قلت مفهوم فهو مطلق، إذا قلت مصداق ثابت أم متغير؟ الإرث، الطلاق، تعدد الزوجات، حضانة الأطفال، النفقة، الحجاب، القضاء، المرجعية الدينية، رئاسة الجمهورية الآن تطرح في إيران بأنه أساساً رئاسة الجمهورية يمكن للمرأة أن تكون رئيسا للجمهورية أو لا يمكن؟ مسألة مطروحة بقوة في وتوجد نزاعات فكرية قوية، التمكين، النشوز ومئات المسائل الفرعية المترتبة على هذه العناوين العشرة، فإذا لحظتها ما صدر من النبي والأئمة بعنوان مصداق فتكون تاريخية ونسبية، وإذا لحظتها بعنوان آخر فتكون مطلقة.
تعالوا معنا إلى البحث يوجد اتجاهان الاتجاه الأول هو الاتجاه الغالب، الاتجاه الثاني هو الاتجاه ماذا؟ مبدأه منشأه تأسيسه، التنظير له هم العرفاء، ولهذا من اطلع على تراث العرفاء من ابن عربي وما بعد، عندما صار العرفان علم نظري يدرس لأنه قبل ابن عربي العرفان موجود ولكنه في الأعم الأغلب كان عرفاناً عملياً سلوكياً لا نظرياً تأسيساً مفلسفاً له فلسفة كاملة قبل ابن عربي غير موجودة نظرية في العرفان مؤسسة على أسس فلسفية.
تعالوا معنا إلى الذين تكلموا بشكل واضح الأول الفيض الكاشاني وهذا تأثراً بملا صدرا وملا صدرا اقتباساً من العرفاء، يعني من ابن عربي، التفسير الصافي المجلد الأول صفحة 29 في المقدمة الرابعة يقول وهذا البحث من جنس اللباب وفتح باب من العلم ينفتح منه لاهله ألف باب هذا الذي قلنا من مفاتيح المعارف الدينية، أن لكل معنىً من المعاني حقيقة وروحاً وله صورة وقالبٌ، والروح واحدٌ والقوالب متعددة، واللفظ وضع للروح أم للقوالب الذي عبرنا عنها خصوصيات المصداق لأي منهما؟ هل وضع لروح ما هو الروح؟ يعني يحقق رواية كما سأقرأ لكم.
قال: والقوالب لحقيقة واحدة وإنما وضعت الألفاظ للحقائق والارواح لا للصور والقوالب (يعني خصوصيات المصداق) ولهذا حتى لو لم يبق من الخصوصيات في المصداق الأوّل شيء وبقيت الحقيقة والروح فإن المفهوم يبقى صادقاً، أمّا إذا وضع للقوالب فالمفهوم يصدق أو يكون مجازياً؟ يكون مجازياً، ثم يضرب مثال يقول كذلك الميزان فإنه موضوعٌ لمعيار يعرف به المقادير وهذا معناً واحد هو حقيقته وروحه وله قوالب مختلفة وصور شتى بعضها جسمانيٌ وبعضها روحانيٌ (تعالوا إلى الجسماني) كما يوزن به الأجرام والأثقال مثل ذي الكفتين، إذن هو ذي الكفتين من ميزان أو من مصاديق الميزان؟ من مصاديقه والقبان وما يجري مجراهما وما يوزن به المواقيت والارتفاعات كالاستطلاب مثل وما يوزن به الدوائر كالفرجار وما يوزن به الاعمدة كالشاقول وما يوزن به الخطوط كالمسطرة، وما يوزن به الشعر كالعروض، وما يوزن به الفلسفة كالمنطق، وما يوزن به العلوم والأعمال، من؟ الإنسان الكامل ولهذا ورد في بعض الروايات أنا ميزان، مجاز أو حقيقي ما هو؟ الجواب على الاتجاه الأوّل مجازاً، على الاتجاه الثاني حقيقة، قال: كما يوضع ليوم القيامة وما يوزن به الكل كالعقل الكامل إلى غير ذلك من الموازين، هذا ما وقفنا عليه من مصاديق الميزان ولعل هناك ألف وألف مصداق آخر للميزان، كما الآن الالكترونيات والنيترونيات والعلوم الذرة الحديثة هذه أيضاً توزن به الأشياء أو لا توزن؟ توزن، ولكن ماذا يوزن؟ يوزن بها أشياء أصلاً ما لا نستطيع أن نتصوره.
ولهذا عنده عبارة في صفحة 30 وبالجملة ميزان كل شيء يكون من جنسه، ولفظة الميزان حقيقة في كل منها (ليس استعمال مجازي) باعتبار حده وحقيقته لا باعتبار خصوصية المصداق الموجودة فيه، وعلى هذا القياس في كل لفظ ومعنى، هذا أصل ما بعده أصل واقعاً، واقعاً مفتاحٌ يفتح كل مغاليق المعارف القرآنية والدينية، إذا هذا المفتاح ليس بيدك يعني إذا لم تأخذ قرار في الرتبة السابقة أنت تستطيع أن تدخل إلى البحث القرآني أو لا تستطيع؟ لا تستطيع، وإذا دخلت تدخل أعمى يميناً ويساراً واضح هذا الأصل؟ ولهذا السيد الإمام قدّس الله نفسه الذي أنا مراراً قلت هذا الرجل مظلوم في الحوزات العلمية في كتابه مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية رقم 44 في هذه النسخة صفحة 42 يقول: هل بلغك من تضاعيف أشارات الأولياء وكلمات العرفاء أنّ الألفاظ وضعت لأرواح المعاني وحقائقها، هذه غير موضوعة للقوالب وللصور الخارجية، هذا الذي أنت تعبر عنه مصباح يقول هذا الأصل فإنه مفتاح مفاتيح المعرفة ليس من مفاتيح المعرفة، كل مفاتيح المعرفة مفتاحها بيد هذا الأصل، ولهذا من الخطأ نسمي هذا مفتاح من مفاتيح عملية الاستنباط في المعارف الدينية، بل مفتاح مفاتيح عملية الاستنباط لمعرفة القرآن والمعارف الدينية، مفتاح مفاتيح المعرفة واصل أصول فهم الأسرار القرآنية، لا يمكن فهم أصول القرآنية إلا من خلال هذا الأصل، واصل أصول فهم الأسرار القرآنية ومن ثمرات ذلك التدبر كشف حقيقة.
سؤال: بسم الله الرحمن الرحيم (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) (سورة البقرة: 31) ماذا علّم ومصداق علّم أين؟ يا آدم أنبأهم، مصداق أنبهم ما هو؟ كيف بمجرد انبأهم هؤلاء عرفوا بأنه يعلمون؟ كيف؟ أو القرآن الكريم عندما يقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا، بينك وبين الله، الله إذا يريد يكتب كل نوايا الإنسان وحركات الإنسان واعتقادات الإنسان وأفعال الإنسان وتصرفات الإنسان في ستين سنة وسبعين سنة كم مجلد يصير؟ يمكن ألفي مجلد يصير، هذا بمجرد أن يرى هذا الكتاب يقول ما لهذا الكتاب لا يغادر هذا يحتاج له ثلاثة آلاف سنة يطالعه حتى يقول لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا اصلحه إذن كيف هناك يطلع الإنسان على ذلك؟ ووجدوا ما عملوا حاضراً كيف يمكن بينك وبين الله؟ لأنه هذا بتعبيرنا الفلسفي زمانيات ومكانيات وإذا انصرم الزمان فيمكن اعادته أو لا يمكن؟ إذن كيف ووجدوا ما عملوا حاضراً؟ ولهذا تقول كناية تشبيه، مجاز، توجيه، تبرير فالقرآن من أوله إلى آخره تبين كله تبرير وتوجيه وكناية ومجاز وكذا وكذا، بينك وبين الله هذا بيان للناس؟ إذا كله مملوء مجازات، إذا كله كنايات، إذا كله باطن إذا كله تأويل إذا كله يحتاج إلى توجيه وتبرير، بينكم وبين الله فهذا بيانٌ للناس؟ أين منه بيان؟ ومن هنا نحن ماذا فعلنا؟ قال القرآن لا يفهمه إلا أهله، لماذا؟ لأنه هؤلاء امسوين خمسين علم حتى يفتهمون هذا مع انه القرآن يقول هذا القرآن نزل بيان للناس وكل يفهمونه لأنه أنت أخذته إلى عالم آخر قلت هذا ليس مراده هنا وهذا مجاز هنا وهذا كناية هنا، فلا طريق لنا لفهم النص الديني إلا أن ننتهي من هذه المسألة، هذا أيضاً المورد الثاني.
من الموارد التي أشار إلى هذا البحث بشكل جيد السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه قلت لكم أن النظرية واضحة المعالم عنده ولكنه في بعض الأحيان تطبيقاته ليس ذلك.
الميزان المجلد الثاني صفحة 314 كلامٌ في الكلام، ما هو الكلام، عرّف الكلام؟ الآن لو أسألك ما هو الكلام ماذا تجيب؟ تقول هذا الصوت الذي يخرج من الإنسان من كذا ضمن الخصوصيات إلى آخره، سؤال: الله متكلم أو غير متكلم؟ ولهذا نفوا أن يكون الله من صفاته الذاتية أن يكون متكلماً لماذا؟ لأن تلك الصفات تنطبق هناك أو لا تنطبق؟ لا تنطبق، والاشاعرة ابتلوا بالكلام النفسي لأنه حاروا نص القرآن الكريم يقول وكلّم الله موسى تكليما كلمه ولكن مشكلتي أنا وأنت عندما أردنا أن نفهم الآية ذهبنا إلى المصداق إلى الصورة والقالب ونسينا الروح والغاية.
السيد الطباطبائي يقول في صفحة 315 يقول فالكلام لا يصدر منه تعالى، إن الكلام عندنا أعني تفهيم ما في الضمير بالاصوات المؤتلفة الدالة عليه بالوضع والاعتبار، إنما يتم في الإنسان وهو واقع في ظرف الاجتماع، هذا الكلام الذي عندنا، فالكلام على هذا الأساس يصدر منه أو لا يصدر منه؟ إذا قلنا أن الكلام هذا معناه؟ لا يصدر منه، لا يصدر منه على حد ما يصدر الكلام منا، أعني بنحو خروج الصوت من الحنجرة واعتماده على مقاطع النفس من الفم المنضمة إليه، الدلالة الاعتبارية، فإنه تعالى اجل شأناً وانزه ساحةً أن يتجهز بالتجهيزات الجسمانية، إذن ما هو؟ يقول أساساً يثبت لكن قوله تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله، إذن الله يكلم البشر أو لا يكلم؟ يقول نعم يكلم، يثبت لشأنه وفعله المذكور حقيقة التكليم، وإن نفى عنه المعنى العادي المعهود بين الناس، حقيقة التكليم ما هي؟ لابد أن نعرف ما هو روح التكليم والكلام، فمصداقه عندي وعندك واحد؟ لا، بيني وبين الله الاخرس أيضاً يتكلم أو لا يتكلم؟ لا يتكلم ولكن يتكلم بلغة الإشارة، الحيوانات تتكلم أو لا تتكلم؟ نعم تتكلم بل حتى النباتات تتكلم، ولكن كلام كل شيء بحسبه، قال وإن نفى عنه فالكلام بحده الاعتباري المعهود مسلوب عن الكلام الإلهي، لكنه بخواصه وآثاره ثابت له، وهكذا إذن استوى على العرش شنو معناها؟ إذا أنت على الاتجاه الأول تقول استوى يعني جلس، لان المصداق الذي عندنا الملك أو الرئيس عندما يكون رئيساً وملكاً إذا قيل استوى على العرش يعني جلس، ولهذا تجد المجسمة قائلون استوى على العرش يعني جلس.
قال ومع بقاء الأثر والغاية وإن كان المصداق ماذا؟ مختلفاً ومع بقاء الأثر والغاية يبقى المحدود في الأمور الاعتبارية الدائرة في اجتماع الإنسان نظير الذرع والميزان والمكيال والسراج والسلاح ونحو ذلك، إذا تقدم إليّ عبدي ذراعاً تقدمت إليه ماذا؟ على الاتجاه الأول يقول جسماني، أما إذا على الاتجاه الثاني تقول ذرائع كل موجود بحسبه، فتحتاج توجّه هذه الروايات أو لا تحتاج؟ لا أبداً لا تحتاج تتمة البحث إن شاء الله تأتي والحمد لله رب العالمين.