نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (109)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: ولكل من الموجودات التي في عالم الملك مثال مقيد كالخيال في العالم الانساني سواء كان فلكا, او كوكبا, أو عنصرا, أو معدنا, أو نباتا, أو حيوانا, فان لكل منها روحا وقوى روحانية وله نصيب من عالمه.

    هذا البحث من الابحاث القيمة والمهمة  والأساسية وتترتب عليها ثمرات عقدية مهمة, يعتقد العرفاء عموما انه كما انه ما من موجود الا وهو حي, وهو عالم, وهو سميع, وهو مريد, بالبرهان وبالدليل القرآني الذي يقول {وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} ومن الواضح أن التسبيح, والتحميد والسجود, لا يكون الا عن حياة, وعلم, وأدراك, وإرادة, هنا يترقون درجة إضافية يقولون انه يوجد عند كل موجود  بأي نحو من انحاء الوجود عنصرا كان, كوكبا كان, فلكا كان أو غير ذلك, توجد قوة خيالية ويوجد مثال مقيد كما عند الإنسان كيف أن الإنسان له قوة عقلية, و قوة خيالية وهو المثال القيد, وقوى حسية, هذه الموجودات جميعا أيضاً لها قوى خيالية ولكنه كل قوة أو كل موجود بحسبه, لا يتبادر إلى ذهنك انه عندما نقول كما توجد عند الإنسان قوة الخيال, توجد عند النبات, توجد عند الجماد, هذه جميعا على حد واحد وعلى درجة واحدة, هذه القاعدة العامة التي يشير إليها في المقام.

    قال: ولكل من الموجودات, كل الموجودات اعم من أن تكون جمادا, أو نباتا, أو حيوان, أو انسانا, ولكل من الموجودات التي في عالم الملك في عالم الشهادة مثال مقيد يعني قوة خيالية, كالخيال في العالم الانساني, كيف أن الإنسان يملك المثال المقيد في قبال المثال المطلق والمنفصل سواء كان فلكاً, او كان كوكباً, أو كان عنصرا, أو كان معدنا, أو كان نباتا, أو حيوانا, بأي برهان؟ يقول: فان لكل منها, من هذه الامور ومن هذه الموجودات, فان لكل منها روحا ونفسا وقوى روحانية, يعني مجردة لا انها مادية, وله نصيب, يعني لكل منها, قال: وله, لاكما في الحاشية أي لكل منها نصيب من عالمه, من عالم المثال, كل واحدة من هذه الموجودات لها نصيب من عالم  المثال, بأي قرينة اقول من عالمه؟ يقول: والا لم تكن العوالم متطابقة, لان هذه الموجودات في عالم المثال المنفصل مجردة, عالمة, مسبحة, حية, سميعة, بصيرة, مدركة, إذن لابد في نشأتنا تكون  كذلك ولكن بدرجة اضعف, وهذا من أهم القواعد التي يستند إليها العرفاء عموما وهو قانون تطابق العوالم, طبعا  هذا القانون يمكن استفادته قرآنيا من قوله تعالى{ قل كل يعمل على شاكلته} ويمكن استفادته من بحث الآيات الأنفسية والآيات الآفاقية لأنه إذا لم تكن العوالم متطابقة كيف ما هو موجود هنا يكون حاكيا عن ما هو موجود هناك, لابد أن يكون هناك نحو من التطابق يعني في كان التامة لابد أن يكون هناك تطابق نعم في كان الناقصة وفي الخصوصيات والأحوال قد تختلف نشأة عن نشأة أخرى وهذا واضح, والا لم تكن العوالم متطابقة, نعم عندما قال: انها كلها لها نصيب من عالم المثال, لا يتبادر إلى ذهنك أن درجتها جميعا واحدة, غاية ما في الباب انه يعني المثال المقيد, انه في الجمادات غير ظاهر كظهور عالم المثال المقيد في الحيوانات, الدليل العام قال تعالى: {وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} طبعا هذه الآية المباركة لا تثبت لنا عالم المثال المقيد تثبت لنا بان كل موجود حي, كل موجود عالم, كل موجود مدرك, أما أن تثبت عالم المثال المقيد أو الخيال المقيد هذا استخراجه من الآية محل تأمل, نعم الروايات واقعا فوق حد الإحصاء في هذا المجال تثبت لنا هذه الحقيقة, الآن يضرب مثال لبعض الروايات الواردة في المقام والتي يستفاد منها أن الحيوانات تملك المثال المقيد, بل عندما نقرأ بعض الروايات نجد أن الارض تملك المثال المقيد فضلا عن النبات وغير النبات.

    وقد جاء في الخبر ما يؤيد ذلك من مشاهدة الحيوانات أموراً لا يشاهدها من بني ادم (الا أرباب الكشف) وقد جاء أكثر من أن تحصى, الا الاستثناء وهو أرباب الكشف الذي تنكشف لهم الحقائق, من الواضح بأنه عندما الحيوانات يرون عذاب القبر وبينا وسيأتي في الابحاث الآتية أن عذاب القبر مرتبط بعالم المثال أو مرتبط بعالم المادة؟ مرتبط بعالم المثال لا بعالم المادة, طبعا عندما اقول قبر هنا مرادي القبر الكلامي لا القبر الفقهي, الاخوة يتذكرون نحن ميزنا مرارا بين القبر الكلامي الذي بحثه في الفقه وهي الحفرة بما لها من المواصفات وهي قبر البدن, أما القبر الكلامي الذي هو عالم البرزخ الصعودي الذي يرتبط بالروح بالنفس التي تذهب إلى هناك, الروايات في هذا المجال. هنا لابد نضع نقطة لان البحث اللاحق بحث جديد.

    وذلك الشهود يمكن أن يكون عالم, بحث جديد والروايات الواردة في هذا المجال لإثبات هذه الحقيقة كثيرة جدا, طبعا هذه الروايات التي سأقرأها مرتبطة بعالم البرزخ الصعودي وعموما كل رواية من هذه الروايات تثبت لنا خصوصية, بعض هذه الروايات تبين لنا أنه يوجد عالم المثال المنفصل بعد عالم الدنيا يعني البرزخ الصعودي, بعضها تثبت أن الحيوانات تدرك ما لا يدركه الإنسان العادي, بعضها أن الارض ما لا يدركه ماذا؟ وهذه كلها تثب ما هو محل الكلام.

    الروايات في هذا المجال كثيرة, هذه الروايات موجودة في البحار الجزء 6, هذه الروايات التي أريد أن اقرأها في باب أحوال البرزخ, والقبر, وعذابه, وسؤالهم, الروايات كثيرة أنا أقف عند بعض هذه الروايات, ومن هذه الروايات هذه الرواية القيمة, الحديث 22, الرواية عن موسى بن جعفر عن أبيه  × قال: >إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره فإذا ادخل قبره< هذا أي قبر؟ هذا القبر الكلامي, هذا قبر البرزخ وليس القبر المادي بدليل انه قد المؤمن لا يكون له قبر مادي, قد يقطع, تأكله السباع, يغرق في البحر, يأخذون بدنه ويضعوه خارج الخلاف الجوي كما الآن يفعلون, إذن الكلام عندما يقول وضع في قبره ليس المراد القبر المادي, (كلام لاحد الحضور) وتشييعه تشييع معنوي, هو أنا اقول أن شيعه يعني في هذا العالم يحيط به هكذا وليس شيعه يمشون خلفه والا كثير من المؤمنين لم يشيع, >فإذا دخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له من ربك, ومن دينك, ومن نبيك, فيقول ربي الله ومحمد نبي والإسلام ديني فيفسحان له في قبره مد بصره< واضح مد البصر روضة من رياض الجنة ولعله في جانبه هارون الرشيد فروضة من رياض الجنة كيف يصير؟ مد البصر جنان, إذن هذا الذي إلى جانبه ماذا يصير؟ إذن تبين أن هذه عوالم معنوية ومجردة لايوجد بينها تزاحم فيمكن أن يكون احدهما جنب الآخر ماديا ولكنه معنويا وتجردياً وصوريا ولكن البعد بينها بعد المشرقين, قال: >ويؤتيانه بالطعام من الجنة, ويدخلان عليه الروح والريحان, وذلك لقوله عز وجل {فأما أن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم} وذلك قوله تعالى, يعني في قبره{ وجنة نعيم} يعني في الآخرة, ثم قال: >إذا مات الكافر شيعه سبعون  ألفاً من الزبانية إلى قبره وانه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شيء الا الثقلان< كل شيء يسمعه من الحيوانات ومن النباتات ومن الجمادات ومن العناصر صريح الرواية يقول يسمعون الا اصحاب التكليف الجن والإنس, ويقول{لو أن لي كرة فأكون من المؤمنين} ويقول {إرجعوني لعلي اعمل صالحا فيما تركت}, فتجيبه الزبانية كلا انها انت قائلها ويناديهم ملك لو رد لعاد لما نهي { ولو ردوا لعادوا إلى ما نهوا عنه} فإذا ادخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه إلى آخره, هذه رواية.

    الرواية الثانية: الرواية رقم 25, في هذا الباب صفحة 224, من الجزء السادس, (كلام لاحد الحضور) إذا واقعا ليس من المؤمنين لا قيمة له ينقلون إلى ارض أخرى ورواياتنا صريحة أبداً أي اثر ليس لها, يعني الآن إذا دفن أعداء أهل البيت بجنبهم يعني هارون الآن مدفون بجنب الإمام الرضا له اثر؟ نعم المؤمن{الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا} هؤلاء في الدنيا, وفي الاحتضار, وفي البرزخ, هؤلاء بركات أهل البيت تشملهم.

    الرواية الثالثة: الرواية عن محمد بن مسلم عن الصادق  × قال: أن العبد إذا ادخل قبره أتاه منكر ففزع منه يسأل عن نبيه فيقول ماذا تقول في هذا الرجل الذي كان بين أظهركم فان كان مؤمنا قالوا اشهد انه رسول الله قد جاء بالحق فيقال: له ارقد إلى آخره, قال: ما ادري فيضرب ضربة يسمعه كل من خلق الله  الا الإنسان< طبعا تلك الجن والإنس الثقلان فقط, والمقصود هنا الإنسان لأنه محل الشاهد والا الجن أيضاً لا يسمعون, >وسلط عليه الشيطان وله< إلى آخره هذه رواية, أيضاً هذه تقول كل من خلق.

    الرواية الرابعة: وهي رواية 28, الرواية عن جابر قال: وقال جابر, وقال: أبو جعفر, قال النبي: >إني كنت انظر إلى الإبل والغنم وأنا أرعاها- وليس من نبي والا قد رعي الغنم- ما هي الخصوصية لابد في تبين في محلها, النبي يقول: وقد كنت انظر إليها قبل النبوة وهي متمكنة في المكينة ما حولها شيء يهيجها حتى تذعر فتطير فأقول ماهذا وأعجب, حتى حدثني جبرائيل أن الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا الا سمعها ويذعر لها الا الثقلين <.

    إذن إذا ليس عندك قوة خيالية كيف يمكنه أن يدرك ما يرتبط بعالم المثال المنفصل, الإنسان إذا لم توجد عنده الأداة إذا لم توجد عنده الباصرة هل يستطيع  أن يرى شيئا أو لا يستطيع إذا لم تكن عنده أداة يدرك بها عالم  المثال المنفصل هل يمكن أن يدرك ما يجري في عالم المثال المنفصل؟ إذن لابد من وجود قوة خيالية عند هذه الموجودات, فقلنا هذا لضربة الكافر فنعوذ بالله من عذاب القبر, هذه رواية.

    وكذلك الحديث 13, من هذا الباب الذي هو يقع في صفحة218, الرواية فيما كتب أمير المؤمنين  لمحمد بن ابي بكر > يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له اشد من الموت, القبر فاحذروا ضيقه, وضنكه, وظلمته, وغربته< هذه مواصفات أي قبر؟ الآن أتوا بطاغوت من طواغيت الارض واصنعوا له قبر كما في الإهرامات, اصنعوا له قبر بمساحة 700 متر, هذا يعيش الضيق أو لا يعيش الضيق؟ إذن هذا أي قبر يعيش> فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته< هذا أي قبر؟ هذا القبر الفقهي؟ والا الآن المؤمنين يعيشون هذا الضيق والظلمة لأنه يوضع في قبر ثلاث طوابق حتى رجليه لا يستطيع أن يمدها, تعلمون أن القبر في إيران كم سعره وفي هذه المناطق, في بهشت زهراء الآن القبر 80, مليون أو 70 مليون, هنا في الحرم لا ادري 500 مليون أو كذا, هذا أي قبر؟ من الواضح انه ليس القبر المكاني, >أن القبر يقول كل يوم أنا بيت الغربة, أنا بيت التراب, أنا بيت الوحشة, أنا بيت الدود والهوام< والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران, أن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الارض, التفتوا جيدا المتكلم من هنا؟ الارض, إذا لم يكن له علم, لم يكن له إدراك, لم يكن له علم وعلى مستوى التجرد المثالي يستطيع أن يقول هذا الكلام أو لا يستطيع؟ الا أن نقول هذه كلها مجازات ورموز وأمثلة ولا يوجد لها أي واقعية وذاك حديث آخر, نحن نحملها على الحقائق لأنه لا يوجد دليل يمنع عن هذه الظواهر(كلام لاحد الحضور) الجواب نعم ولكن هذه المواصفات ليس للقبر الفقهي, أنا لا اقول ذلك لا اثر له, يعني المؤمن إذا دفن في دار السلام نعم هذه الارض لها اثر, مثل الفرق بين ارض الكعبة والارض العادية الارض لها قيمة فيها استجابة الدعاء ولكن هذه الخصوصيات التي تذكر للروايات للقبر هذه للأرض بما هي ارض؟ الجواب أنا ليس بصدد نفي تلك الآثار, ولكن بصدد أن هذه الآثار التي تذكر ليست هي للقبر المادي وإنما هي للقبر الكلامي, انظروا إلى هذه الرواية التي محل الشاهد, قال: أن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الارض مرحبا وأهلا لقد كنت من أحب أن تمشي على ظهري فإذا وليتك, يعني صرت في بطني, فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك, فيتسع له مد البصر< هذا من هو الذي يتسع له مد البصر؟ هذه الارض؟ هذا الوجود المثالي للأرض يتسع مد البصر والا الوجود المادي للأرض يتسع مد البصر؟ يوجد قرائن في الروايات, >فيتسع له مد البصر وان الكافر إذا دفن قالت له الارض لا مرحبا بك ولا أهلا لقد كنت من ابغض من يمشي على ظهري فإذا وليتك  فستعلم كيف صنيعي بك فتضمه حتى تلتق أضلاعه< هذا ضم التراب والقبر المادي؟ أصلاً نضع أجهزة هناك لنرى كيف تضمه الارض فنجد شيئا أو لا نجد؟ لا نجد, صدر الرواية الارض تتكلم {فوجدا جدارا يريد أن ينقض} انت تقول هذا مجاز أو كناية هذا حقك, ولكن أنا اقول أن الجدار أيضاً عنده إرادة, وعنده علم, وعنده فهم {واسأل القرية} انت تقول اسأل أهل القرية, أنا اقول اسأل القرية اسألوا جدرانها, اسألوا بيوتها, شبابيكها أيضاً تجيبكم, ولكن الكلام هل يستطيع كل احد أن يستنطق القرية أو لا يستطيع؟ أنا وأنت نستطيع أن نستنطق الناس, أما غيرنا يستطيع أن يستنطق الحيوان, يستطيع أن يستنطق النبات, يستطيع أن يستنطق الارض أيضاً, (كلام لاحد الحضور) لا هذا انت تتكلم عن المورد, هل أن المورد يخصص الوارد؟ انت افترض أن لهم القدرة أو ليست لهم القدرة, افترض أنا الآن اقول لك اسأل من فلان مكان, انت ليس عندك قدرة على السؤال أنا قولي خطأ أو انت عندك إشكال في القابلية.

    قال: تلتقي أضلاعه وان المعيشة الضنك التي حذر منها عدوه عذاب القبر, انه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنينا فينهش لحمه, ويكسرن عظامه, يترددن عليه كذلك إلى يوم البعث, لو أن تنينا منها نفخ في الارض لم تنبت زرع.

    هذه مرتبطة بالأبعاد المادية؟ قلت لكم مجموعة القرائن أنا أتكلم عنها هذه رواية وهي رواية قيمة في هذا المجال وروايات متعددة الآن أنا إذا أريد أن اقرأها كلها تأخذ وقتا كثيرا, ولكن عندنا مجموعة روايات نشير إليها مادام وصلنا إلى هنا, وقلت لك أن هذه الروايات فيها أبعاد, أولا: تثبت لنا أن عالم المثال المنفصل في قوس الصعود, ثانيا: تثبت لنا حياة الموجودات جميعا, ثالثا: تثبت لنا بعض خصوصيات عالم البرزخ الصعودي.

    من هذه الروايات أيضاً الروية رقم 32, في صفحة 229, الرواية قيمة أيضاً, الرواية قالت: كنت عند ابي عبد الله الصادق قال: ما يقول الناس في ارواح المؤمنين بعد موتهم, سؤال ليس عن أبدانهم وإنما عن ارواحهم, قلت: يقولون في حواصل طيور خضر, هذه جملة من روايات الدر المنثور وغير الدر المنثور تشير إلى هذه الرواية, فقال: سبحان الله المؤمن أكرم على الله من ذلك, إذا كان ذلك أتاه رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين, هذا في الاحتضار, ومعهم ملائكة الله عز وجل المقربون فان انطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد وللنبي صلى عليه واله بالنبوة والولاية لأهل البيت شهد على ذلك رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والملائكة المقربون معهم, هذه مجموعة من الروايات التي يستشهد بها البعض على انها دالة على الشهادة الثالثة, مجموعة من الروايات بهذا المضمون عندنا نحن ولكن هل يستخرج منها حكم فقهي أو لا ذلك حديث آخر, >وان اعتقل لسانه خص الله نبيه بعلم ما في قلبه من ذلك فشهد به وشهد على شهادة النبي علي وفاطمة والحسن والحسين ومن حضر معهم من الملائكة, فإذا, محل الشاهد, قبضه الله إليه صير تلك الروح إلى الجنة وبعد ذلك سأبين أي جنة هذه هذه جنة الدنيا التي معروفة بجنة البرزخ لا علاقة لها بجنة الآخرة, وجملة من الروايات أن ادم اخرج من الجنة المراد من الجنة جنة الدنيا يعني جنة البرزخ والبعض تصور انها جنة الدنيا يعني جنة مادية, معنى انه ليس كذلك, تعبير الروايات انه هذه جنة البرزخ, قال: >صير تلك الروح إلى الجنة في صورة كصورته <, ما معنى كصورته؟ يعني من رآه يقول هذا حسن, هذا حسين, كما لما ترى صورة احد في المرآة, وشيخ الاشراق هكذا يعتقد, يعتقد أن الصورة في المرآة مرتبطة بعالم المثال المنفصل لا بعالم المثال المتصل.

    يقول: >فيأكلون ويشربون فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة التي كانت في الدنيا< الصورة واحدة كما انه انت جنابك في الرؤية في المنام عندما ترى أحداً تقول رأيته مع أن البدن موجود أو غير موجود, إذن ليس بالضرورة أن تكون المادة والجسم موجود حتى تقول هو هو, هذه رواية من الروايات القيمة التي في هذا المجال تثبت عالم المثال المنفصل, روحه صورة كصورته.

    رواية أخرى أيضا في صفحة 234 الحديث رقم 47, الرواية هذه قال أبو عبد الله الصادق: أن المؤمنين إذا اخذوا مضاجعهم, ذهبوا إلى النوم, إذا اخذوا مضاجعهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع < > أن المؤمنين إذا اخذوا مضاجعهم اصعد الله بأرواحهم إليه < {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيرسلها} التي لم يقضي عليها الموت يرسلها والتي قضى عليها الموت يقبضها, قال: >فمن قضى عليه الموت جعله في رياض الجنة, يعني ذهب إلى عالم البرزخ, كنوز رحمته ونور عزته, وان لم يقدر عليها الموت بعث بها مع أمناءه من الملائكة إلى الأبدان التي هي فيها<.

    من الروايات أيضاً الرواية 55 من هذا الباب, وهي من الروايات القيمة والمعروفة وهي رواية أمير المؤمنين × يقول: اضطجع في نجف الكوفة على الحصى, فقال: قنبر يا مولاي الا افرش لك ثوبي تحتك فقال: لا أن هي الا تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه, فقال الاصبغ بن نباتة: أما تربة مؤمن فقد علمنا, هذه افتهمتها انه مؤمنين دفنوا هنا, علمنا انها كانت في الأزمان الغابرة في زمان الأنبياء السابقين أو ستكون وهي دار السلام في ظهر الكوفة, فما معنى مزاحمته في مجلسه, فقال: يبن نباتة أن في هذا الظرف ارواح كل مؤمن ومؤمنة في قوالب من نور على منابر من نور.

    هذا مرتبط بعالم المادة أو مرتبط بعالم ما وراء المادة؟ والا كما تعلمون أن دار السلام في النتيجة بقعة مشخصة وتسع لجميع المؤمنين, كل مؤمن ومؤمنة أو لا تسع من الناحية المادية؟ (كلام لاحد الحضور: هل المقصود المزاحمة في عالما البرزخ) لا المقصود أنا أتصور أن هذه المزاحمة ليست المزاحمة المادية إذا افترضنا(كلام لاحد الحضور) هذا أي قرب القرب المكان مقصوك(كلام لاحد الحضور: لا) جيد جيدا, وهو كذلك هي أساساً قطعة من قطع عالم البرزخ.

    رواية أخرى اكتفي بها وهي الرواية رقم 67  صفحة 243, من هذا الباب, قال: أن المؤمن ليقال لروحه وهو يغسل أيسرك أن ترد إلى الجسد الذي انت فيه فيقول ما اصنع بالبلاء والخسران والغم, (وبيت الايجار) الله سبحانه وتعالى خلصني وأدخلني إلى البرزخ{روح وريحان وجنة نعيم} هذه مجموعة روايات أنا اكتفي بها بهذا القدر, والآن نرجع إلى ذلك الكلام.

    وذلك الشهود, السؤال هذا قال:  لا يشاهدها من بني ادم الا أرباب الكشف, وذلك الشهود, ليس مشاهدة الحيوانات, ذلك الشهود الذي يشاهده أرباب الكشف, وذلك,  هذه الألف واللام لذلك الشهود الذي لا يشاهده الا أرباب الكشف, يقول: تارة أن شهود أرباب الكشف أما أن متعلقه المثال المتصل, وأما أن متعلقه المثال المنفصل, لأنه هذا الشهود, هذا الارتباط, هذا العلم, هذا الإدراك, هذا العلم الشهودي الحضوري, أما متعلق بالمثال المتصل, وأما بالمثال المتصل, التفتوا جيدا حتى أعطيكم بعض  الضوابط في المثال المتصل:

    القاعدة الاولى في المثال المتصل والمنفصل: إذا كان متعلق ما يشاهد باطلا فجزما هو بالمثال المتصل وليس بالمثال المنفصل, هذه قاعدة.

    يعني شريك الباري الذي انت تصوره في ذهنك, أو إنسان له عشرة رؤوس وثلاثين يد, وثلاثين رجل إلى كذا, هذه صور واقعية أو غير واقعية, حق أو باطل, أو في ذهنك بعض الصور غير الشرعية, أن صح التعبير, بعض التخيلات التي تتخيلها وهي واقعا غير شرعية هذه مرتبطة بعالم الخيال المنفصل أو بالخيال المتصل؟

    إذن قاعدة: كل ما كان من الامور الباطلة فهو مرتبط بالمثال المتصل, وكل ما حقا فيحتمل أن يكون مثالا متصلا ويحتمل أن يكون مثالا منفصلا, إذن من طرف البطلان لا يكون الا متصلا, من طرف الحق يمكن أن يكون متصلا ويمكن أن يكون منفصلا.سؤال: هذه قاعدة.

    القاعدة الأخرى: وهي أن كل ما تعلق بالمنفصل لا يكون الا حقا, أما ما يرتبط بالمتصل قد يكون حقا وقد يكون باطلا, (كلام لاحد الحضور) نعم احسنتم هذه مستنتجة من الاولى, كل ما كان مرتبطا بالمنفصل لا يكون الا حقا لأنه علم شمولي وعلم حضوري, والمعنى الحضوري لا معنى لان نقول يصيب أو يخطأ لا ن العلم الحضور يتوسط بين العلم والمعلوم معلوم بالذات أو لا يتوسط؟ في العلم الحصولي يوجد عندنا معلوم بالذات يتوسط بين الإدراك وبين المعلوم بالعرض قد يطابقه وقد لا يطابقه, قد يصيبه وقد يخطأه, أما في العلم الشهودي يمكن أن يطابق او لا يمكن أن يطابق؟

    الجواب: أساساً المطابقة فرع الحكاية وما لا حكاية له لا معنى للسؤال عن مطابقته أو عدم مطابقته, عن صدقه وعن كذبه, الصدق والكذب المطابقة وعدم المطابقة فرع أن يكون الشيء حاكيا عن شيء آخر, أما إذا كان نفس الشيء عندك, الآن يمكن أن تسأل عن هذا الشيء صادق أو كاذب أو لا يمكن؟ يمكن أن تسأل انه مصيب أو مخطأ أو لا يمكن أن تسأل؟ نعم إذا كانت صورة في الذهن مرة تنظر إلى وجودها لا مصيبة ولا مخطأة ولا صادقة ولا كاذبة, أما إذا صارت تحكي عن هذا الكتاب فقد تصيب وقد تخطأ.

    إذن: الإصابة والخطأ والصدق والكذب مقسمهما العلم الحصولي, الصورة الذهنية بما هي علم حصولي, وعلى هذا الاساس فالعلم الشهودي فيه إصابة وخطأ, فيه صدق وكذب أو لايوجد؟.

    وحيث أن الارتباط بعالم المثال المنفصل لا يكون الا حضوريا الا شهوديا, إذن لا يكون الا ماذا؟ نعم انت عندما تأتي لتترجم ذلك العلم الحضوري إلى علم حصولي قد تصيب وقد تخطأ.

    قال: ذلك الشهود الذي يشاهده أرباب الكشف, يمكن أن يكون في عالم المثال المطلق, يعني متعلقه المثال المطلق, ويمكن أن يكون في المثال المقيد, ويقول في الآخر: والله اعلم بذلك, واقعا الله اعلم بذلك لأنه الإنسان يستطيع أن يميز بان هذا الإدراك والعلم تعلق بالمتصل أو بالمنفصل في الحقائق, أما في الباطل واضح في المتصل, ولكن في الحقائق انه متعلقه مثال عالم المثال المتصل أو المنفصل صعب مستصعب, لذا قال: والله اعلم بذلك أن هذا الشهود من أرباب الكشف تعلق بالحقائق تعلق بالمنفصل أو تعلق بالمنفصل.

    ولعدم شهود المحجوبين من الإنسان جعلهم الله أسفل سافلين, يعني الذي لا يستطيع بعالم المثال فانه يعيش في أدنى مراتب الوجود, يعيش في عالم المادة فقط, ولعدم شهود المحجوبين من الإنسان جلعهم الله, هؤلاء المحجوبين, طبعا هذا الحجاب قد يكون مرتبطا بالنفس, قد يكون مرتبطا بالبدن, قد يكون مرتبطا بهما وبحث سيأتي, جعله الله أسفل سافلين.

    والسالك,  (كلام لاحد الحضور) الجهة أضل هذه الجهة, وهو أن الإنسان فيه قابلية أن يصعد فوق الملائكة ولكن هذه القابلية ليس لا يستفيد منها فقط وإنما إذا استفاد منها يستفاد منها لأجل البهيمية والغضبية ونحو ذلك عند ذلك يكون أضل, والا إذا صار مثل الأنعام يصير مثل الأنعام لماذا أضل؟ أضل باعتبار انه يجعل العقل في خدمة الشهوة, في خدمة الغضب.

    جملة من اساتذتنا هذا المثال كانوا يضربوه يقولون: الآن الحياة والعقارب والسباع والذئاب مالئة العالم ولكن نستطيع أن نعيش لأنه نحن بعقلنا نستطيع أن نتوقى منها, أما بينكم وبين الله إذا حية من هذه الحياة صارت عاقلة فهل تستطيع أن تخلص منها أو لا؟ انظروا الآن نتخلص منها لان هذه العاقلة موجودة في خدمة الغضبية والشهوية؟ غير موجودة, أما إذا صارت هذه العاقلة في خدمة الشهوية والغضبية فهل تستطيع أو لا تستطيع؟

    مثال آخر يضربه بعض أهل المعرفة وهو مثال قيم يقول: انت عندما ترى الحية والعقرب ظاهرها حية وباطنها حية فلا تقترب منها, أما مشكلة الإنسان ظاهره انسان ولكن إذا صار باطنه عقرب فانت تذهب تصافحه ولكن عندما تصافحه تسمم وأنت لا تعلم به, فإذن الفارق بين الحية بما هي حية و الإنسان إذا صار حية الفارق كبير, والصورة صورة انسان والقلب قلب حيوان وذلك ميت الأحياء, (كلام لاحد الحضور) نعم عالم المادة يعني, (كلام لاحد الحضور, لا تلك فقط يريد أن يستفيد منها والا هذه الآية  تريد أن تبين ما ورد هناك أن الإنسان في قوس النزول نزل إلى عالم المادة وهذا البحث ليس بحثا أخلاقياً وإنما بحث وجودي, الله سبحانه وتعالى قال: {خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين} يعني أنزلناه في قوس النزول إلى عالم المادة.

    والآن السالك, يأتي.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/23
    • مرات التنزيل : 2486

  • جديد المرئيات