نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (59) – أدلة نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق في النص القرآني (7)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنّه هناك مجموعة من الأعلام آمنوا بهذه النظرية وهي نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق، طبعاً مع التعبير عن هذه النظرية بتعابير مختلفة ومتعددة كما اشرنا إليه في البحث السابق، تارةً من باب الجري وأخرى من باب الأمثال، وثالثة من باب الرمزية، هذا التعبير أيضاً يوجد في كلماتهم، ورابعة من باب الظهور والبطون، وخامسة من باب التنزيل والتأويل، ولكنه مجموعاً وإن كانت التعابير متعددة ولكنّها أشارت إلى مطلب واحد وهو أنّه يمكن أن يكون المفهوم واحداً ولكنّ مصاديق ذلك تختلف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان، ومن وضع ثقافي إلى وضع ثقافي آخر ونحو ذلك.

    وبهذا قالوا بأنّ القرآن لا تنقضي عجائبه هذه النصوص لا تنقضي عجائبه بهذا المعنى لأن المصاديق لا يمكن أن تنقضي وإن كانت المفاهيم محدودة، إلا أن المصاديق مفتوحة ولا تنتهي عند حد معين.

    من أولئك الذين أكدوا على هذه النظرية كما اشرنا بالأمس السيد الطباطبائي قدس الله نفسه في تفسيره الميزان والاعزة إذا يرجعوا إلى تفسير الميزان يجدون بأنّه في كثير إن لم اقل الأكثر والأغلب عندما يأتي إلى البحث الروائي ويذكر الروايات يقول هذا من باب الجري هذا من باب التطبيق، وبيّن أن مراده من الجري والتطبيق يعني المفهوم والمصداق كما في مقدمة الكتاب، مثلاً عندما نأتي إلى الميزان الجزء الأول مؤسسة الاعلمي صفحة 10 يقول: وكان ينبغي لنا أن نتنبه أن المسميات المادية محكومة بالتغير والتبدل بحسب تبدل الحوائج في طريق التحول والتكامل كما أنّ السراج، يقول الآن انظروا السراج يوماً ما كان السرج بالدهن والدهن سراج يحصل ولهذا تجدون باب موسع في المكاسب عن أن الدهن إذا كان كذا وهذا هو الذي يجعل مثل هذه الكتب منتهية الصلاحية مثل هذه الأبحاث؛ لأنه الآن السراج بالدهن المغصوب أو النجس هل يجوز التسرج بالدهن النجس أو لا يجوز؟ انظر أنت كم من عمرك تقضيه في المكاسب في هذه المسألة مع أنها مرتبطة بزمان، الآن بيني وبين الله السراج فلا دهن متنجس ولا دهن مغصوب ولا دهن كذا إلى آخره، على أي الأحوال كما أن السراج أول ما عمله الإنسان كان إناء فيه فتيلة وشيء من الدهن تشتعل به الفتيلة للاستضاءة به في الظلمة ثم لم يزل يتكامل حتى بلغ اليوم إلى السراج الكهربائي، لا لابد يأتي الآن في زماننا لنرى انه مصاديق أخرى للسراج ولم يبقى من أجزاء السراج المعمول أولاً الموضوع بإزائه لفظ السراج شيء ولا واحد يعني لم يبق للمصداق أي خصوصية، فإذا كان اللفظ موضوعاً لمعنىً ينطبق على مصداق بخصوصيات، بقيت تلك الخصوصيات أو لم تبقى؟ لم تبقى، المفروض من المفهوم أن لا يصدق هذا يكشف لنا انه لا ليس الأمر كذلك وكذا الميزان المعمول أولاً هذا المثال الذي أشار إليه الفيض الكاشاني والميزان المعمول اليوم والسلاح المأخوذ سلاحاً أول يوم والسلاح المعمول اليوم إلى غير ذلك.

    فالمسميات بلغت في التغير إلى حيث فقدت جميع أجزائها السابقة ذاتاً وصفةً والاسم مع ذلك باقي يعني والمفهوم منطبق، إذن هذا يكشف لك أنّ المفهوم موضوع لمصداق بصفات خاصة أو أعم؟ موضوع لمعنى اعم، موضوع لمصاديق اعم، وإلا إذا كان لتلك الخصوصيات مدخلية مع تغير الخصوصيات المشروط عدم عند عدم شرط، وليس إلا لأن المراد في التسمية إنما هو من الشيء غايته الهدف الذي يحققه السراج، يحقق الإضاءة، فكلما حقق الاضاءة فهو سراج لا شكله وصورته فمادام غرض التوزين أو الاستضاءة أو الدفاع باقياً كان اسم الميزان والسراج والسلاح وغيرها باقياً على حاله فكان ينبغي لنا أن نتنبه أن المدار الملاك في صدق الاسم يعني اللفظ الذي يحكي عن مفهوم اشتمال المصداق على الغاية والغرض هذا هو الأصل هذه هي النظرية لا جمود اللفظ على صورة واحدة وإلا لزم كلما تغير المصداق أن نضع مفهوماً جديداً ولفظاً جديداً، وليس الأمر كذلك.

    هنا ملاحظة أشير إليها أنا تارة أعبّر المعنى تارة أعبّر المفهوم، المعنى والمفهوم بمعنى واحد ولكن مع اختلاف اللحاظ إذا نظر إلى اللفظ في قبال اللفظ نعبر عنه معنى وإذا لوحظ هذا المعنى بلحاظ ما ينطبق عليه نسميه المفهوم إذن المفهوم والمعنى إشارة إلى ذلك الذي نتصوره في الذهن الآن له صورة مثالية أو إلى غير ذلك وهذا ما أشار إليه النائيني في فوائد الأصول بتقريرات الكاظمي الخراساني المجلد الأول صفحة 35 قال فنقول المراد من المعنى والمفهوم من المعنى والمفهوم لماذا تعدد اللفظ معنى يقول بلحاظ اللفظ نقول معنى بلحاظ ما ينطبق عليه نسميه مفهوم المراد من المعنى والمفهوم هو المدرك العقلاني ومراد من العقلاني لا في قبال المثال يعني ما أدرك في عالم الذهن الذي يدركه العقل من الحقائق سواء كان لتلك الحقائق خارج يشار إليه أو لم يكن إذن على ماذا ينطبق إذا لم يكن له خارج يشار إليه.

    سؤال إذا لم يكن للمفهوم خارج يشار إليه إذن مفهوم أو ليس بمفهوم؟ المفهوم ما هو في قبال المصداق الخارجي فإذا لم يكن للمفهوم مصداق خارجي يشار إليه فمفهوم أو ليس بمفهوم؟ سالبة بانتفاء الموضوع، عند ذلك مثل هذه المفردات أو هذه القضايا فبماذا نعرف أنها صادقة أم كاذبة؟ هو صدق القضية بانطباقها للخارج فما لا خارجية له ماذا نفعل؟ مفهوم العدم هذا له مصداق خارجي أم ليس له مصداق؟ إذا كان له مصداق خارجي ما كان عدماً بل كان وجوداً اجتماع النقيضين ممتنع هذه القضية صادقة أم كاذبة؟ صادقة! صدقها بمطابقتها للخارج يوجد خارج لها حتى انه تطابقه! إذن هذه القضية لا قيمة لها وهم أصلاً فكل علومنا ماذا تصير؟ إذن ما هو ملاك الصدق؟ أهم قضية في نظرية المعرفة أي قضية؟ اجتماع النقيضين ممتنع، محال، هذه القضية صادقة أم كاذبة؟ إذا قلت كاذبة فانهدمت كل العلوم إذا قلت صادقة فصدقها بماذا؟ ما هو مطابقها بالفتح لا مطابقها مطابقها أين؟ خارج محال لأنه أنت تقول محال فكيف لها مطابق في الخارج؟ قال وذلك المدرك العقلاني يكون إلى آخره، هذا البحث مختصر.

    إذن إلى هنا أنا لا احتاج كثيراً أعدّد الأعلام جملة من الأعلام هذه نظريتهم إشكال في المقام هذا الإشكال أشار إليه السيد مصطفى الخميني في كتابه تحريرات في الأصول، الجزء الأول العلامة المحقق آية الله المجاهد الشهيد السعيد السيد مصطفى الخميني مؤسسة تنظيم ونشر الإمام الخميني الجزء الأول صفحة 109 تذنيب هل الألفاظ موضوعة للمعاني العامة، مراد من المعاني العامة يعني أن المعنى والمفهوم بنحو ينطبق على مصاديق كثيرة لا انه ينطبق المفهوم على مصداق لا ثاني له الآن عندما تأتي أنت إلى مفهوم زيد ابن فلان ابن فلان.

    تعالوا على سبيل المثال إلى مفهوم علي بن أبي طالب هذا مفهوم في الذهن أو ليس مفهوم؟ له مصاديق متعددة أو له مصداق واحد؟ مصداق واحد لا يتكرر وهو علي أمير المؤمنين فلا يمكن أن يكون الإمام الصادق مصداقه أو ليس مصداقه؟ لا ليس مصداقه الإمام الحجة مصداقه أو ليس مصداقه؟ لا ليس مصداقه إذن المفهوم ليس له إلا مصداق واحد يمكن أن يوجد عندنا مفهوم له مصاديق كثيرة أو لا يمكن؟ يقول المشهور في بعض العلوم مراده العلوم العرفانية المشهور في بعض العلوم أن الألفاظ موضوعة للمعاني العامة مثل الكتاب موضوع لما ينتقش فيه سواء كان مادياً أو مجرداً وسواء كان نقشه معقولاً أو محسوساً أو متخيلاً أو مفهوماً وهكذا غيره من الألفاظ المستعملة في الكتاب والسنة كالسماء والأرض والجنة والنار والحساب والميزان والصراط والدار والشجر والماء والعسل لأنه وأنهار من عسل هذا أي عسل؟ هذا العسل الذي الآن نشتريه في السوق عموماً يقولون كله مغشوش هذا كل التقارير تقول هذا تسعين بالمئة منه سكر فلهذا الذي عنده داء السكر يأكل من هذا أو عسل آخر؟ وأنهار من لبن أي لبن هذا؟ وأنهار من خمر ولهذا البعض يقول إذا الخمر ليس فيه إشكال لماذا الله يحاربنا في الدنيا خل نشرب خمر ماذا تجيبه أنت ماذا تقول؟ تقول لا خمر ولكن لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر يعني المصداق هو المصداق أو ليس كذلك هؤلاء هم يقولون هذه الكلمات ولكن لا يلتفتون إلى ما يقولون وهذه هي النظرية فماذا؟ انه المفهوم ما هو؟ مفهوم الخمر ولكن المصداق ما هو؟

    أنا الرواية نقلتها في كتاب المعادة الرؤية القرآنية الشخص يأتي إلى النبي صلى الله عليه وآله الرواية منقولة عن رسول الله بغض النظر انها صحيحة أو ليست صحيحة، قال له يا رسول الله أنت تقول بأنه تقول لنا أو القرآن يقول بهذا الشكل جنات حور العين لا ادري أكل بهذا الشكل بمجرد بيني وبين الله نحن كل ما نأكل هذا معناه يومياً لابد نذهب إلى الحمام خمسمئة مرة نأكل كثير لابد أين نذهب؟ من له خلق بهذا القدر يذهب إلى الحمام، قال فإنّكم تأكلون ولكن لا حاجة إلى التواليت والحمام لأنه يكون بخاراً أو يكون عرقاً يخرج من أبدانكم إذن تبين هذا الأكل أو غير هذا الأكل، ماذا تقولون؟ غير هذا الأكل وإلا إذا المصداق هذا فيه فضلات أم لا؟ فيه فضلات، ارجعوا إلى الرواية وننشئكم هذه الآية أحفظوها أصل كلي في سورة الواقعة (وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ) في ما لا تعلمون أو في ما تعلمون؟ إذن كل ما هو موجود هناك مصداقه موجود هناك أو ليس بموجود؟ إذا وجد مصداق واحد منه فهو ماذا يصير؟ نعلم أو لا نعلم؟ نعلم مع أن الآية ماذا تقول؟ ولهذا في أول سورة البقرة قال تعالى: (وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً) (سورة البقرة: 25) يتصورونه تفاح الدنيا هذا ليس تفاح الدنيا لكن هو ينظر إليه يتصوره تفاح الدنيا، ولهذا القرآن من أوله إلى آخره مملوء بهذا.

    على أي الأحوال يقول المشهور كذا، يقول ولو كانت، لماذا؟ يقول ولازم الفرق بينهما انه بناءً على انه موضوع للمعاني العامة فلا يوجد مجاز إلا نادراً أما بناءً على أنه موضوع للمعاني الخاصة فأكثر اللغة ماذا تكون؟ مجاز وغير ذلك من العناوين الدارجة في المآثير والأخبار المتعلقة لأحكام المجردات وأحوال المعاد والقيامة والجنة والنار هذه الجنة تكلمنا فيها قليلاً الله يقول ندخلكم نار هذا أي مصداق؟ الآن ذهننا أين يذهب؟ إلى النار عندما يقول هذه النار انظر من تذهب إلى الجنة تقول جنة غير هذه الجنة إذن لماذا عندما تأتي إلى النار تقول هذه النار من أين جئت بهذا إذن ما هو مصداق النار في الآخرة؟

    هنا العرفاء شرقوا وغرّبوا كما يريدون، ولكن أنت كل ذهنك أين يذهب؟ يذهب إلى الجنة والنار الدنيوية، مع أن القرآن يقول (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ) (سورة الحشر: 21) (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) (سورة الرعد: 35) فإذا كانت الجنة ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، إذن النار كيف؟ لابد الكلام الكلام ما عين رأت ولا أُذن سمعت، إذن لماذا تشبهوها بنار الدنيا إذن أي نار هذه؟ ولهذا السيد مصطفى الخميني يقول الجنة والنار كلاهما في هذا الكلام، قال ولو كانت الموضوعات لها المعاني الخاصة الملحوظ بلحاظ الواضعين القاصرين للزم المجازات الكثيرة لو التزمنا بالاتجاه الأول أو الثاني كما على البيان لزم ماذا؟ في أكثر المصاديق استعمال الشيء في غير ما وضع له.

    وبعد ما اتضح أقول نعم إلا إن ما عرفت الآن يشكل، ما هو إشكاله؟ يقول هذا الواضع أساساً لا يمكنه أن يتصور كل المصاديق حتى يضع اللفظ لهذا المعنى الذي فيه ألف نسبة، أصلاً ذهنه يمكن أن يتصور أو لا يمكن؟ لا يمكن كيف تريد أن تستعمل لفظاً وضعه واضع لمصداق معين فتجعله في غير ما وضع له، هذا على خلاف وضع الواضع، يقول أقول إلا إن ما عرفت من إمكانه هو ما إذا صرح الواضع بالعلة قال إنما وضعت لفظ السراج للإضاءة فكل ما تحققت الإضاءة فهو سراج ولا يوجد عندنا في الواضعين من صرح بالعلة فتوجد علة منصوصة أو لا توجد علة منصوصة نعم أنت تقول وهذه علة مستنبطة وليست علة منصوصة.

    يقول إلا أن ما عرفت من إمكانه هو ما إذا صرّح الواضع بالعلة حتى يسري الوضع إلى عموم الموضوع له وما نحن فيه ليس من العلة المنصوصة بل من العلة المستنبطة لا المنصوصة هذا أولاً هذا إشكاله الأول إشكاله الثاني مع أنّ الوضع متوقفٌ على الإنشاء هذا الذي يقول هذا اللفظ لهذا المعنى والمفهوم لابد أن ينشئ يقول أنشئت وضع هذا اللفظ لهذا المعنى والمفهوم، وحدود الإنشاء هذه صغرى القياس كبرى القياس وحدود الإنشاء تابعة للمنشئ وحدود الإنشاء إذا كانت مضيقة من أول الأمر وضعه مصداق معين فلا يسري إلى المعنى الأعم ومجرد فرض السؤال عن الواضع لا يكفي فدعوى أن هذه الألفاظ موضوعة للمعاني العامة كما صرح به الحكيم السبزواري والوالد المحقق مد ظله قدس الله نفسه السيد الإمام في المصباح في بعض كتبه في بعض العلوم مطابقة للذوق إلا أنها غير موافقة للبرهان، هذا إشكال السيد مصطفى على هذه النظرية، لنرى بأنه هل هي ذوقية طبعاً من يقول مطابقة للذوق أنت ذهنكم أين يذهب؟ هذا الذوقي يعني استحساني لا عزيزي هؤلاء عندما يقولون ذوقي مرادهم يعني كشفي علوم كشفية نحن وصلنا إليها بالكشف ولكن مراراً ذكرنا أن العلم الكشف إذا لم يكن في مقام الإثبات عليه دليل له قيمة أو لا قيمة له؟ لا قيمة له نعم هي حجة على من؟ حصل له ذلك العلم اللدني أو العلم الكشفي لا يتبادر إلى ذهنك هؤلاء عندما يقولون ذوقي يعني استحساني تخميني لا لا، العلوم الذوقية يعين العلوم الكشفية هذا الكلام من السيد مصطفى صحيح أم لا؟

    الملاحظة الأولى: هذا الكلام إنما يتمّ يعني إشكال السيد مصطفى هذا الكلام إنما يتم إذا فرضنا أن الواضع بشر قاصر أما إذا قلنا أن الواضع هو الله كما توجد نظرية ذهب إليها جملة من المحققين في باب الوضع أن الواضع هو الله إذن هذا الكلام تام أو غير تام؟ غير تام لان الله سبحانه وتعالى عالم بما كان ويكون وما هو كائن إلى يوم القيامة فيمكنه أن يكون شاملاً لكل المصاديق وهذا ما أشار إليه الميرزا النائيني في كتابه فوائد الأصول هذه عبارته لأنه يميل إلى أن الواضع هو الله صفحة 31 فوائد الأصول المجلد الأول وعلى كل حال فدعوى أن مثل يعرب بن قحطان أو غيره هو الواضع مما لا سبيل إليها لا يمكن أن يكون الواضع هو البشر لما عرفت من عدم إمكان إحاطة البشر بذلك إذن هذا الإشكال إنما يرد بناءً على أن الواضع هو البشر أما إذا كان الواضع هو الله فالإشكال وارد أو غير وارد؟ غير وارد.

    ثانياً: من أين قلتم أنّ المستعمل لأي لفظ بإزاء معنى من المعاني لابد أن يتبع الواضع من أين؟ ما هو حكم شرعي حتى يتبعه؟ من أين؟ أفترضوا أن الواضع وضع اللفظ بإزاء هذا المعنى المنطبق على مصداقين ثلاثة أنا لابد أن التزم من أين؟ هذا من أين جئتم به؟ لابد للمستعمل أن يلتزم بما وضعه الواضع، هذا من أين؟ لعله أنا اضرب مثال لعله يأتي شخص ويكتشف آلة وماكنة وجهاز يقول إنما اكتشفته للثمرة الكذائية وللغاية الكذائية لكن بعد ذلك يأتي آخرون، اضرب لكم مثال يأتي آخرون يقولون هذا الذي اكتشفه في زمان ما كان يستفاد منه في مكان آخر ولكن الآن يثبت أن هذا الجهاز فيه فوائد أخرى، الآن حبة الأسبرين بهذا الشكل الذي اكتشف حبة الأسبرين اكتشفها والآن يستخرجون منها كذا فوائد لكذا يفيد لكذا يفيد، في زمانه الذي اكتشفها لهذه الغايات أو لم يكتشفها؟ لا لم يكتشفها؛ لأنه لم يكن قادراً على ذلك، الآن اكتشف الآن نرى بأن هذا اللفظ الموضوع لهذا المعنى صحيح مصداقه كان في زمانه كذا ولكن في زماننا له استعمالات أخرى.

    ولهذا تجدون عبارة عن السيد المرتضى رحمة الله تعالى عليه في تفسير القرآن في تفسير الشريف المرتضى طبعة شركة الأعلمي للمطبوعات المسمى بنفائس التأويل المجلد الأول صفحة 125 وقولهم لا يجوز أن يريد باللفظة الواحدة استعمالها فيما وضعت له والعدول بها عما وضعت له ليس بصحيح من قال لكم أن المستعمل لابد أن يلتزم بما وضع وبما لا يضع هذا من أين؟ لان المتكلم بالحقيقة والمجاز ليس يجب أن يكون قاصداً إلى ما وضعوه والى ما لم يضعوه من قال أن المستعمل لابد أن يلتزم قوانين الوضع هذا من أين جئتم بهذا القانون.

    وثالثهم وهو الأهم في جواب الفني للسيد مصطفى هذا الذي قلت لكم فيما سبق أن القرآن له لغته الخاصة افترضوا أصلاً في علم الوضع والواضع قاصر هذا يعني صرفنا النظر عن الإشكال الأول، الإشكال الثاني أنه من قال لكم أن القرآن استعمل لفظ الماء يريد به مصداقاً خاصاً هذا من أين جئتم بل لا فقط لا يوجد دليل على الاختصاص بل قرأنا عشرات الروايات من أئمة أهل البيت أنهم قالوا (الذين نزل القرآن في بيوتهم) قالوا لنا انه اعلموا لا تحصرون الآية في شيء واحد إذن منطق فقه اللغة في القرآن هل هو بمنطق الواضع أو له منطقه الخاص به؟ أي منهما؟ لابد أن نسأل القرآن أوّلاً ونسأل أئمة أهل البيت الذين هم عدل القرآن ثانياً أن القرآن هل التزم بقواعد الوضع والواضع في فقه اللغة أم له قواعد أخرى خاصة به.

    فعندما سألناه في الأبحاث السابقة ماذا قال القرآن؟ له لغته الخاصة به وقرأنا الشواهد على ذلك فسيدنا سيد مصطفى أنت تقول بأنه أساساً الواضع هذا إذا ثبت أن القرآن وأن أئمة أهل البيت التزموا قواعد الواضع وثبت هذا أو لم يثبت؟ أولاً لم يثبت بل ثبت عدمه خلافه إذن قولك بأنه لم يقم عليه برهان لقام علينا البرهان وذكرنا عشرات الشواهد التي تثبت هذه الحقيقة إذن هذا الإشكال إشكال وارد أو غير وارد على النظرية؟ غير وارد.

    يبقى إشكالٌ آخر بعض الأعزة ذكروه من داخل الدرس وخارج الدرس أيضاً قال هذا لازمه استعمال اللفظ في أكثر من معنا، الجواب: الآن أنا لا أريد ابحث مسألة استعمال اللفظ في أكثر من معنا هل يجوز أو لا يجوز وإذا كان جائز مرة تقول ممتنعٌ عقلاً كما ذهب البعض على ذلك في علم الأصول وبعض قال ممكنٌ ولكنه عقلائيٌ أو ليس بعقلائي؟ بعضٌ قال ليس بعقلائي وقول ثالث وهو الذي ذهب إليه السيد المرتضى يقول كل إشكال ما فيه أوّلاً لا خلاف العقل ولا خلاف العقلاء هذا البحث خلوه على صفحة أصلاً افترضوا أن استعمال اللفظ في أكثر من معنى ما هو؟ محالٌ عقلاً الجواب مسألتنا خارجٌ عنها تخصصاً لأننا لا نقول أن اللفظ استعمل في أكثر من معنى بحثنا في أن المعنى استعمل في مصداقٍ واحد أو مصاديق متعددة هذه ما علاقته بالمسألة، مسألة استعمال اللفظ في أكثر بالمعنى مرتبط باللفظ والمعنى ومسألتنا مرتبطة بالمفهوم والمصداق فخارجة تخصصاً عن تلك المسألة لا علاقة لهذه المسألة سواءً قلنا هناك بالجواز بالامتناع يؤثر على مسألتنا أو لا يؤثر؟

    هذا البحث واقعاً يفتح لنا آفاق كما قلنا بالأمس قرأنا عبارة السيد الإمام مفتاح مفاتيح العلوم القرآنية أو أسرار علوم الإلهية واصل أصول المفاتيح الأسرار القرآنية واقعاً كذلك أنا اضرب لكم مثال: الوحدة نقرأ بعض آيات القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم الأرض: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) هذا بالنسبة إلى الجمادات، إلى الحيوان (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً) ثلاثة في الملائكة: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ) أربعة في الشياطين: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ) الخمسة الوحي إلى الأنبياء والمرسلين: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ…) ستة الوحي للبشر المختلفين: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا) (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ) (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) ما هو الوحي؟ أنت إذا قلت أن الوحي مصداقه وحي الأنبياء الذي عادة عندما نسمع يوحى إليه ذهننا إلى أي مصداقٍ يذهب؟ إلى الوحي المتعارف الذي هو واحد من الأقسام فإذن استعماله في الباقي كله ماذا يكون؟ إما كناية وإما مجاز ولهذا انتم عندما تسمعون نحن في بعض الروايات عندما نقول أن الأئمة يلهمون ويوحى إليهم نقول هؤلاء انظروا يقولون ائمتهم ماذا؟ أنبياء طرف الآخر لماذا يقول لأنه عنده مشكلة أن مفهوم الوحي مصداقه ما هو؟ حلها ماذا؟ أنه هذا المفهوم لابد أن نعرف أن القرآن كيف يريد يستعمله قد اللغة تساعد وقد اللغة ماذا؟ لان اللغوي أيضاً ابن هذا المجتمع الثقافي والفكري فمن يتكلم عن الوحي يذكر أي مصاديق؟ المصاديق المتعارفة في ذهنه فهو حجة أو ليس بحجة؟ رأيه الشخصي.

    تعالوا معنا في القرآن لنرى أنه لماذا يستعمل في الجماد في الحيوان في الملائكة في الأنبياء في الناس العاديين ماشاء الله تستعمل، الجواب: أنت عندما تأتي إلى النص القرآني هكذا تعرفه بحسب النص القرآني: هو القاء أمر في باطن غيره سواءٌ كان الالقاء بالتكوين أو بايراد في القلب أو إلى ماشاء الله هذا الكلام انقله من العلامة المصطفوي ولذا انصحكم العلامة المصطفوي عادةً صحيح يستند إلى كلمات اللغويين ولكن يذهب إلى استعمالات القرآن فعندما يقول والتحقيق هو ناظر إلى المصاديق القرآنية وليس إلى البحث اللغوي وهذه أهمية هذا الكتاب ينقل كلمات اللغويين، بعض الأحيان مفيدة ولكن بعض الأحيان قادرة على أن تفي بجميع المصاديق أو غير قادرة؟ غير قادرة، من أين يقول هذا المعنى؟ هذا ليس بحسب تحليل اللغوي أبداً اللغوي لا يقول هذا هو بحسب الاستعمال القرآني يقول بأنه بالتكوين أو بايراد في القلب وسواءٌ كان الأمر علماً أو ايماناً أو نوراً أو وسوسة أو غيرها، وسواء كان إنسانا أو ملكاً أو غيرهما، وسواء كان بواسطة أو بغير واسطة ويفيد العلم إلى آخره.

    هذا من أين أخرجته؟ من كلام اللغوي ولهذا غير موجود في كلماته أنا أنقل عن العلامة المصطفوي يقول ليس كلمات اللغويين أنا مستفيد من استعمالات القرآن وهذا الذي أقول أن للقرآن منطقه الخاص به في اللغة وفي فقه اللغة وفي قواعد اللغة أنت لابد أن تذهب وهذا الرجل واقعاً من أهم الكتب في هذا ما أريد أقول كل ما يقول صحيح لا ولكن أريد أقول من المجالات الجيدة في هذا المجال ولذا احفظوا لنا هذه الحقيقة أعزائي بشكل واضح وصريح.

    تعالوا معنا هذا مثال آخر اضربه إن شاء الله غداً عندنا بحث آخر نحاول نكمل البحث تعالوا معنا إلى سورة طه بسم الله الرحمن الرحيم الآية 38 قال تعالى: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ…)

    سؤال: ماذا تفهمون من هذه الآية؟ أين تذهبون انتم الآن ذهنكم عندما أقرأ الآية الصورة الموجودة في ذهنكم أن أم موسى جاءت بموسى وضعته في تابوت إذا خفتي عليه ووضعته إلى اليم يعني ماذا؟ أقول بيان تعبير التفسير خطأ هذا المصداق أي مصداق؟ آفاقي أو أنفسي؟ آفاقي وهو الذي وقع في التاريخ ولكنه من حق شخصٍ آخر أن يعطي لهذه الآية، لا أن يفسر قلنا تفسير أو لا يوجد تفسير؟ لا يوجد، هكذا يقول: يقول وأما حكمة القاءه في التابوت فإن اقذفيه في التابوت يقول ورميه في اليم فالتابوت ناسوته (هذا الجسم) واليم بحر العلم واليم ما حصل عليه العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته.

    سؤال: هذا الجسم بماذا؟ يقول بقواه والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والبصر والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون هذا التطبيق آفاقي أو أنفسي؟ من يقول صحيح؟ أقول أنا ما قلتك لك يقيناً هذا مطابق للواقع ولكن تحتمله الآية أو لا تحتمله كمصداق؟ هذا ما يقوله ابن عربي في الفصوص وأهل البيت هم قالوا لنا هذا وأشباهه يعرف من كتاب الله هو هم أخذ القاعدة يريد أن يطبقها على المصداق الأنفسي ما المحذور تقول لي من يقول مطابق للواقع المفسرين من يفسرون الآيات عندهم آية انه مطابقون للواقع يقول هذا فهمنا يبقى عندنا بحثٌ أخير ما هي أهم النتائج المترتبة على هذه المسألة يعني على هذه النظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق في البحث الفقهي، خلونا في بحث العقائدي والأخلاقي والمعاد والإمامة خلونا الآن ليس بحثي اليوم ولكن بحثنا أين؟ هذه نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق تؤثر على عملية الاستنباط الفقهي أو لا تؤثر، هذا إن شاء الله غداً والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/23
    • مرات التنزيل : 2194

  • جديد المرئيات