نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (61) – أدلة نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق في النص القرآني (9)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    هذه المسألة وهي قاعدة وحدة المفهوم وتعدد المصداق هذه المسألة تعدّ من المسائل الأساسية لفهم النص الديني كما نعتقد، وليست هي من مسائل علم أصول الفقه، لا يتبادر إلى الذهن أن هذه المسألة من مسائل علم أصول الفقه؛ لأنه هناك مجموعة من المسائل مرتبطة بعملية الاستنباط الفقهي، من قبيل قاعدة حجية خبر الواحد، فإنّ مسألة حجية خبر الواحد إن شاء الله بحثها سيأتي هذه المسالة إنما هي مرتبطة بالأبحاث الفقهية، ولذا لا يمكن الاستدلال بخبر الواحد في المسائل العقائدية، لا يمكن الاستدلال بخبر الواحد في المسائل الأخلاقية، هذا بحثه إن شاء الله من قواعد استنباط فقه المرأة سنقف عند هذا البحث هناك.

    أو مثلاً حجية الاستصحاب، حجية الاستصحاب مسألة أصولية لا يمكن الاستناد إلى حجية الاستصحاب أو قاعدة البراءة أو الإجماع مثلاً على فرض حجيته نبحثه في مسائل أن العالم حادث أو ليس بحادث، اجمعت الملل على انه حادث، هذا الإجماع حجة أو ليس بحجة؟ لا قيمة لمثل هذه الاجماعات في المسائل العقائدية، هذه المسألة وهي مسألة وحدة المفهوم وتعدد المصداق ليست من المسائل المرتبطة بعلم أصول الفقه، بل هي من المسائل العامة المرتبطة بمنظومة المعارف الدينية، سواء على المستوى الفقه الأكبر أو على مستوى الفقه الأصغر، من قبيل حجية الظواهر، الآن نحن في علم الأصول نبحث أيضاً مسألة حجية الظواهر، ولكن لا نبحث عنها فقط في المسائل الفقهية في المسائل العقائدية أيضاً نحتاج إلى حجية ظواهر القرآن مثلاً ونحو ذلك.

    قد يقول قائل سيدنا لماذا وقفنا عندها هنا؟ باعتبار أن هذه المسألة الآن لم تبحث في أي مكان آخر، يعني نحن لا نستطيع أن ندخل إلى أبحاث فقه المرأة ما لم ننتهي من هذه المسألة، لم تبحث هذه المسألة في علم الأصول أو في أي علم آخر حتى نقول كما نقّح في محله، يعني لا يمكن الاستناد إلى هذه القاعدة كأصل موضوعي مفروغ عنه في الرتبة السابقة وإنما لابد من بحثها هنا وبحثناها بقدر الإجمال، وإلا التفصيل أوسع من هذا كثيراً.

    ولذا من أهم الأصول والقواعد والأسس والمفاتيح التي نستند إليها في عملية فهم النص الديني عموماً قرآناً كان أو قولاً لمعصوم هو هذا الأصل الذي اشرنا إليه، ولذا البعض لا يقول لنا سيدنا على أي أساس تقول هذا؟ الجواب نحن نقول ذلك على أساس قاعدة وحدة المفهوم وتعدد المصداق، ولذا إن شاء الله تعالى عندما نأتي إلى أهم مسائل فقه المرأة لعرضها لابد أن نطبق عليها أصل وحدة المفهوم وتعدد المصداق.

    تقول لي سيدنا في عصر الرسالة كانت الأسرة أساسها وقواميتها وتدبير الأسرة بيد الرجل، إذن الآن كما كان؛ لأن حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة، الجواب لابد أن يثبت أن ذلك كان من قبيل الأصل الكلي يعني المفهوم، وأما إذا اتضح من خلال القرائن انه من قبيل التطبيق والمصداق، فهل ينطبق عليه حلاله حلال إلى يوم القيامة أو لا ينطبق؟ لا ينطبق، لماذا؟ لما أشرنا إليه سابقاً من أنّ القاعدة والمفهوم العام يكون فوق الزمان والمكان، أما ما يرتبط بالتطبيق فيكون زمانياً مكانياً، تابعاً للظروف الذي يعيشه ذلك المجتمع، واشرنا إلى جملة من الأمثلة القرآنية فضلاً عن الروائية لذلك.

    إذن هذه القضية من القضايا الأساسية في فهم النص الديني كما نعتقد للمرة الألف أقولها، كما اعتقد وابني عليه في عملية فهم النص الديني، أنّه أولاً لابد أن يثبت بعد الصدور، يعني بعد أن أثبتنا أن هذا النص صادر، لابد أن نسأل هل هو على نحو المفهوم أو هو على نحو المصداق؟ هل هو على نحو وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة؟ على نحو المفهوم، ومن رباط الخيل على نحو المصداق.

    التفتوا إلى هذه الآية المباركة في سورة البقرة قال تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) (سورة البقرة: 251) هذا قانون كلي يعني لولا أنك تدافع عن مجتمعك عن عقائدك عن وطنك عن أي شيء المصداق مختلف ولولا دفع الله، دفع الله الناس بعضهم ببعض في أي مجال؟ الجواب لا يختص في مجال معين، سؤال الآن الآيات التي جاءت في القرآن الكريم قاتلوا، قاتلوا قاتلوا، قاتلوا هذا مصداق لأي شيء؟ مصداق لهذا، سؤال هذه قاتلوا، قاتلوا التي عندك مئة مورد مئتين مورد خمسمائة مورد هذه أيضاً قاتلوا المشركون حيثما ثقفتموهم بهذا الشكل؟ يعني إذا في مجتمعاتنا يوجد مشركين لابد ماذا نفعل لهم؟ نأخذ الجزية أو نقاتلهم؟ الآية ماذا قالت؟ قالت أمر والأمر يعني دال على الوجوب، تقاتلون أو لا تقاتلون المشركين؟ الجواب تقول بيني وبين الله مرتبط بذلك الزمان.

    ولهذا أنا اعتقد عموم آيات القتال في القرآن مفهوم أو مصداق؟ مصداق إذن زماني ومكاني لو فوق الزمان والمكان؟ زماني ومكاني لابد أن ترجع إلى ظروفها الخاصة بها ؛لأنه واحدة من أهم الإشكالات التي يوردها المستشرق على القرآن يقول هذا قرآنكم من أوله إلى آخره اقتلوا اقتلوا اقتلوا اقتلوا ها أنتم أهل سلم؟ انتم أهل سلم الذي عندكم خمسمئة مكان على سبيل المثال مئتين مكان في القرآن اقتلوا قاتلوهم اقتلوا قاتلوهم اقتلوا قاتلوهم عندكم آيتين (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) (سورة الأنفال: 61) إذن ليس لديكم أكثر من هذا، الجواب أن هذه الآيات مرتبطة بتلك الظروف ، في جملة واحدة ننتهي منها، أما الآن أنت ترى الفكر السلفي أو الفكر الداعشي أو فكر القاعدة ماذا يفعل؟ يطبق هذه الآيات قاتلوا قاتلوا قاتلوا هو أيضاً بيني وبين الله يقول هذا نص القرآن الكريم، هذا ليس دفاعاً عن الدواعش، هذا بيان لطريقة تفكير هذه الجماعة.

    وهكذا في مسألة التقية ، التقية ديني ودين… صحيح لكن هذا مفهوم أو مصداق مرتبط بذيكبتلك الشروط أي منهن؟ الجواب نحن إلى الآن ماذا نفعل؟ مفاهيم في كل الأزمنة ولهذا المعركة قائمة الآن واحد يقول لا توجد تقية وواحد يقول توجد تقية، الجواب لان التقية مرتبطة بالمصداق والتطبيق وليست مرتبطة بالمفهوم ولهذا قلت لكم كل المنظومة الدينية عندي تقرأ بقراءة أخرى، الآن البعض يريد يسميه سيدنا هذا يلزم دين جديد يلزم مذهب جديد أنا لست بصدد التعابير دين جديد ومذهب جديد أبداً، أنا بصدد أن أقول هذا فهمي للنص الديني، ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض وانتم تعلمون الآن هذا القانون الذي أشارت إليه الآية 251 من سورة البقرة هذا أصل إسلامي؟ لا بل هذا أصل إنساني، أي مجتمع عندما اعتقد بطريقة ومنهج للحياة يريد أن يدافع عن ذلك المنهج، الآن تجدون الغرب أو سمهم الاستكبار العالمي عندما يقوم بهذه الحروب التي يسميها وقائية على بعد خمسة عشر ألف كيلومتر ماذا يقول؟ يقول لأنه نحن عندنا طريقة من الحياة هذه الطريقة والمنهج في الحياة يوجد الآن وجد من يهدد هذا المنهج وطريقتنا في الحياة فلابد أن نفعل ماذا؟ أن ندفعهم أن نقمعهم في بيوتهم، وهذا نحن أيضاً نعتقده، وهو أننا هناك عندنا طريقة خاصة فهمناها من الدين، فهمناها من القرآن، فهمناها من النبي من أئمة أهل البيت نريد أن ندافع عن هذا المنهج (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ).

    إذن أصل الأصول وبتعبير السيد الإمام قدس الله نفسه مفتاح مفاتيح فهم المعارف الدينية هو أننا لابد أن نعرف انه أين الأصل وأين التطبيق، وأين بيان المصداق، لماذا نفعل ذلك؟ حتى نعرف ما هو الذي فوق الزمان والمكان ويصلح لكل زمان ومكان؟ وما هو التطبيق الذي يرتبط بزمان دون زمان وبمكان دون مكان وبظروف دون أخرى؟

    طبعاً هذا إن شاء الله سنقف عنده لا نطيل على الأعزة ولكن ضروري لأنه جملة من الأعزة بل كثير يقولون سيدنا نحن لا نعرف لماذا أنت هنا مرة تقول كذا مرة تقول كذا مرة تقول هذا اقبله مرة تقول هذا لا اقبله على أي أساس تقول هذا تاريخي وهذا… يقولون في النتيجة قبلنا لكن ما هو ملاك التاريخية وعدم التاريخية الجواب في جملة واحدة المفهوم ليس تاريخياً والمصداق تاريخي انتهت القضية.

    النتيجة الثانية من الحقائق القرآنية التي لا ريب فيها وهي واضحة ومتفق عليها ـ هذا ليس استدلال بالإجماع ولكنه أريد أقول فهم علماء المسلمين ـ الآية السادسة من سورة آل عمران (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) (سورة آل عمران: 7) السؤال الأول هذه الآية محكمة أم متشابهة؟ الجواب كأصل موضوعي وبعد ذلك لعله سيتضح أن الآية محكمة لأنها هي التي نستند إليها لنقول أن هذا القرآن فيه محكم ومتشابه، وإلا إذا كانت هي متشابهة يمكن الاستناد إليها أو لا يمكن؟ لا يمكن لأنه هي متشابهة لا نعرف معناها فكيف نجعلها هي الأصل في فهم القرآن الكريم، هذا سؤال هذا اجعلوه أصل موضوعي والآن لا نبحث عنه.

    السؤال الثاني ما هو المراد من المحكم والمتشابه في النص القرآني؟

    منطق فهم القرآن من تقريرات الدكتور طلال الحسن في الجزء الأول أما الوجوه التي قبلت … الأول الوجه الثاني الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع، الثامن، العاشر، الحادي عشر، العشرين، الواحد وعشرين هنا ذكرنا واحد وعشرين قول في المراد من المحكم والمتشابه، بيني وبين الله نحن وقفنا عند إلى التصوير العشرون التصوير الحادي والعشرون مختارنا في المقام الذي ليس كل هذه الواحد والعشرين التي هي اثنين وعشرين، من صفحة 489 إلى حدوداً 500 يأتيك واحد يقول أصلاً السيد يناقش الضروريات، نقول اثنين وعشرين قول يوجد في المسألة، أي ضروري؟ نعم إذا تتكلم لي عن مفردة المحكم والمتشابه بلي ضروري في القرآن، القرآن يقول هناك محكم ومتشابه.

    سؤال ما هو مصداق المحكم وما هو مصداق المتشابه كم نظرية توجد؟ واحد وعشرون نظرية فتصير ضرورية أو اجتهادية؟ من أوضح الاجتهاديات والنظريات، الآن أنا لا أريد ادخل في هذا البحث فقط أريد أن أشير، السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه قال: بأنّ التشابه في الآية منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، التشابه بلحاظ ماذا؟ هل المراد أن المفهوم متشابه يعني ليس واضح في اللغة العربية، أو أن المراد المفهوم بيّن وبيان وتبيين ونور وإلى ما شاء الله من الأوصاف القرآنية، إنما الكلام في مصداقه.

    هذه آيات قرآنية وليست من عندنا أنا لا أتكلم لك عن النص النبوي بسم الله الرحمن الرحيم (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (سورة القصص: 88) ارجع إلى اللغة الوجه مفهوم واضح أو غير واضح؟ في اللغة، بسم الله الرحمن الرحيم (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) (سورة القلم: 42)الساق واضح أو ليس بواضح؟ متشابه الساق أو مفهوم واضح؟ وإلا إذا صار متشابه إذن الطلاق بيد من اخذ بالساق يصير متشابه! مع انه انتم لا تقولون متشابه هذا مصداقه واضح، ألا تقولون هكذا؟

    سؤال ثالث: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) (سورة المائدة: 64) ارجع اليوم إلى اللغة العربية اليد واضح أو ليس بواضح؟ مفهوم بيّن لو مفهوم غائم مجمل أي منهما؟ واضح، بل يداه مبسوطتان، يعني الله عنده يد واحدة أو اثنين؟ يدان عنده، بقرينة مبسوطتان يداه، آية أخرى تبيّن الله عنده كم يد، كم واحدة لم تقل الآية قالت والسماء بنيناها بأيدٍ كم يد عنده الله؟ الله قبضة عنده أم لا؟ ما هي القبضة؟ واضح أو ليس واضحاً؟ تقول هذه القبضة إذا قلت لأحد اقبض يدك هذا مجمل أو بيّن والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، الله عنده يدين يمين ويسار عنده أو ليس عنده؟ فإذا عنده يمين ويسار جسم أو ليس بجسم؟ لأنه إذا لم يكن جسماً ولم يكن له مكان يصير يمين ويسار أو لا يصير؟ (وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) (سورة الزمر: 67) طبعاً عندما تأتي إلى المتكلمين يقول اليمين القدرة وقبضته ملكه ويمين ويسار بتعبيرنا مجموعة استحسانات لا أصل لها تقول لي روايات أقول لا لا بحثه الآن بل أتكلم على مستوى البحث اللغوي، الله يأتي أم لا؟ (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ) (سورة الفجر: 22) الملك يأتون أم لا؟ والملك صفاً صفا الآن كيف يأتي؟ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ) (سورة البقرة: 210)هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بهذا الشكل في عظمة ورهبة، توجد ضبابية في مفاهيم هذه الآيات؟ هذه الآيات أين تجعلها في المحكمات أو في المتشابهات؟ لماذا تجعلها في المتشابهات؟ مع أنها لغوياً ارجع إلى أي كتاب اللغة هذه المفردات واضحة أو غائمة؟ واضحة.

    من هنا السيد الطباطبائي لعله قبله أيضاً موجودين قال أن المتشابه ليس بلحاظ المفهوم وإنما بلحاظ المصداق فالقرآن عندما يقول محكمات ومتشابهات المتشابهات ليس بلحاظ المفهوم اللغوي بل بلحاظ مصاديق هذه المفاهيم في القرآن الكريم، طبعاً عند ذلك مسألة العرش والكرسي والوجه ونحو ذلك إلى آخره كلها تحل، لماذا ذهب السيد الطباطبائي إلى هذا المبنى؟ يقول باعتبار أن القرآن عبّر عن نفسه أنّه نور عبّر عن نفسه بأنّه بيان، عبّر عن نفسه بأنّه هدى للناس، عبّر عن نفسه أنّه تبيان مع فرض وجود آيات ليست قليلة تكون مجملة ينطبق البيان أو لا ينطبق البيان؟ لا ينطبق البيان إذن ماذا نفعل يقول المشكلة بلحاظ المصاديق لا بلحاظ المفهوم.

    السيد الطباطبائي الجزء الأول من الميزان من صفحة 9 وما بعد يقول وكيف كان فهذا الاختلاف أولاً يقول أنه هدى للعالمين ونور المبين وتبيان لكل شيء، إذن يمكن أن يكون الغير مبيناً له أو لا يمكن؟ لو صار مبيناً من غيره فهو بيان أو مبين؟ هؤلاء الذين يقولون بأنه العترة العترة لابد من الرجوع إلى العترة لفهم القرآن إذن البيان من صار؟ العترة، والقران ماذا صار؟ مبيّن، بيني وبين الله فهو نور بنفسه أو بغيره؟ بناءً على نظرية الرجوع إلى العترة فهو نور بنفسه أو بغيره؟ فهو هدى بنفسه هذه كله الذي وصفه القرآن ألف مكان وصف نفسه بأنّه هدى كله لابد جنبه ماذا تجعل؟ بغيره بغيره، بغيره بغيره ياريت هم بغيره جالس بجنبي يعني الآن الحجة أنا بخدمته أي مشكلة عندي لابد اسأل سبع وسائط أي شيء فهمت من الإمام هنا يصير مبيّن الإمام المعصوم أو الرواة؟ بينك وبين الله هكذا قران يمكن الاستناد إليه أو لا يمكن؟ إذا صار حاجته لا المعصوم بل إلى الرواة بسبع وسائط إلى ماذا؟ والوضع والنقل بالمعنى وخمسين ألف آفة وآفة إذن هذا القرآن بيني وبين الله يكون معجز للناس هذا الذي الله سبحانه وتعالى يتحدى به البشرية، تقول له كيف تتحداني وأنا لا افهمه؟ يقول جعلت لك من يشرح لك، الآن لا أريد ادخل في بحث فمن أين تريد أن تثبت لي عصمة النبي والإمام من أين تثبتها لي؟ من القرآن تريد تستند لي بآية التطهير! وهذا أول دور، أقول من يبين القرآن يقول العترة أقول من قال قول العترة حجة يقول القرآن هذا دور.

    على أي الأحوال يقول لو قلنا بهذا الكلام للزم أن يكون مهدياً إليه بغيره، ومستنيراً بغيره، ومبيناً بغيره، فماذا هذا الغير وما شأنه وبماذا يهدي إليه وما هو المرجع والملجأ إذا اختلف فيه؟ يعني هذا الغير كما الآن اختلف في رواية أهل البيت، وقد اشتد الخلاف وكيف كان فهذا الاختلاف ـ محل الشاهد ـ لم يولده اختلاف النظر في مفهوم، مفهوم اللفظ المفردة أو الجملة بحسب اللغة والعرف العربي الكلمات أو الآيات فإنّما هو كلام عربي مبين لا يتوقف في فهمه عربي ولا غيره ممن هو عارف باللغة وأساليب الكلام العربي، إذن لماذا تقول متشابه إذا كان كله واضح؟ يقول وليس بين آيات القرآن آية واحدة ذات إغلاق وتعقيد في مفهومها، بحيث يتحيّر الذهن في فهم معنى المفردة أو الجملة أو السياق، وكيف وهو أفصح الكلام ومن شرط الفصاحة خلو الكلام عن الإغلاق والتعقيد، حتى أن الآيات المعدودة من متشابه القرآن هي في غاية الوضوح من جهة المفهوم، وإنما التشابه في المراد منها، مراد يعني ماذا؟ الآن يتبين يقول وإنما الاختلاف كل الاختلاف في المصداق، هو عندما سمع يد ذهب ذهنه إلى الجارحة، القرآن يقول من قال لك انه أنا كلما قلت اليد أريد ماذا؟ الجارحة مصداق من مصاديق اليد، إذن الثمرة الثانية المترتبة على هذا الأصل الكلي وهو أنّ المفاهيم القرآنية واضحة وضوح الشمس، إنما الكلام في ماذا؟

    وهذا الأصل جملة من الأعلام بنوا عليه ومنهم السيد الشهيد قدس الله نفسه في تقريرات السيد الهاشمي المجلد الرابع في صفحة 280 و281 يقول: وهذا الكلام لا ينبغي الشك فيه إلا ان هناك بحثاً ينبغي استيعابه وهو أن المتشابه ماذا يراد به في الآية الكريمة؟ التشابه والإجمال في المفهوم والمدلول الاستعمالي للفظ؟ أو المتشابه أو التشابه في المصداق بمعنى عدم معروفية المصداق؟ مع وضوح المدلول المستعمل فيه اللفظ في نفسه، ويقيم عدة شواهد على انه لا يمكن أن يراد من التشابه في الآية التشابه المفهومي واحدة من أهم القرائن يقول فيتبع أما الذين في قلوبهم زيغ ماذا؟ يقول إذا كان المفهوم متشابه يتبع ماذا؟ إذن تبين أن المفهوم ما هو؟ واضح ولكن المصداق يتبع هذه نكتة مهمة جداً حتى السيد الطباطبائي لم يشر إليها يقول الآية قالت فيتبعون إذا كان المفهوم متشابه قابل للاتباع أو غير قابل للإتباع؟ ليس له معنى ظاهر حتى يتبع، ثم يقول والحاصل ظاهر الآية إرادة التشابه المصداقي بمعنى أنّ هناك أناساً في قلوبهم زيغ فيتبعون الآيات التي مصاديق مداليلها المفهومية في الخارج لا تنسجم مع واقع مصاديقها.

    وهذه طبعاً قاعدة كلية عامة الآن تجدون في المواقع ماذا يفعلون بكلمات فلان وفلان ابن عربي يأتون بكلماته هذا كافر هذا زنديق بيني وبين الله افترض ابن عربي عنده كلمات أخرى في مكان آخر توضح هذا فيأخذ المتشابه من كلماته ويترك المحكم وهكذا ملا صدرا وهكذا علماء آخرين تجد أنهم يقطعون المتشابه عن المحكم ثمّ ماذا؟ والقران أشار إليهم قال هؤلاء أما أصحاب جهل هذه مني؟ وأما ماذا؟ والذين في قلوبهم زيغ، فيتبعون لماذا؟ وفي الأعم الأغلب ابتغاء الفتنة وإيجاد الفتنة في الأعم الأغلب، وهذه قاعدة القرآن أشار إليها.

    طبعاً تقول لي سيدنا ما هي نظريتك أعزائي نحن نوافق بنحو الموجبة الجزئية لا بنحو الموجبة الكلية وتفصيله هنا في كتابنا الذي اشرنا إليه وهو نظريتنا في هذا المجال لأنه نحن نعتقد بأنّه أساساً التشابه تارةً يكون على مستوى خصوصية اللفظ وأخرى على خصوصية المعنى وثالثة خصوصية التفسير ورابعة خصوصية التأويل، هذه كلها لها مدخلية في التشابه ليس فقط المصداق، خصوصاً ما قلناه في صفحة 521 التشابه المفهومي والمصداقي تارة يراد كذا وتارة يراد كذا ونشرح ثم وظائف أخرى إلى آخره تفصيلاً الأعزة يراجعون إلى هذا البحث.

    نماذج تطبيقية: أحاول بقدر ما استطيع حتى تعرفون أن المسألة مسألة وحدة المفهوم وتعدد المصاديق أو المصداق هذه ليست مسألة فقهية مختصة بالفقه الأصغر، وإنما تشمل الفقه الأكبر.

    تعالوا معنا إلى الفقه الأكبر لنقف عند مثال أو مثالين حتى تتضح لكم الصورة كاملةً، القرآن الكريم عادةً يقيم أدلة على إثبات أصل وجود الله، ولكنه مع ذلك يعتبر أن المسألة فطرية (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (سورة إبراهيم: 10) يوجد مجال للشك أو لا يوجد؟ لكن الآن إذا شك أحد قال أحتاج إلى دليل نحن نقيم له أدلة أم منبهات؟ في محله قلنا ننبهه لماذا؟ لان القرآن الكريم يقول (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (سورة الروم: 30).

    السؤال: القرآن الكريم عرض لمسألة أن الله جسمٌ أو ليس بجسم أو لم يعرض؟ إذا عرض اقرأ لي الآية، ليس كمثله شيء لا هذه يقول بأنه ليس كمثله شيء، لا، عرض بنحو دلالة المطابقية كما عندنا في النصوص الله جسم أو ليس بجسم؟ الروايات قالت بأنه لا جسم ولا صورة هذا مدلول مطابقي في القرآن عندنا هكذا آية أو لا توجد؟ نعم قد أنت تستدل على أنه ليس بجسم بقوله تعالى ليس كمثله شيء، لكن هذا استدلال منك وفهمك من الآية وليس مدلول مطابقي من الآية. لا تدركه الأبصار هذا استدلال منك وليست الآية تقول أن الله ليس بجسم!

    ومن هنا تجد أن هذا المسألة بحثها علماء الكلام وليس علماء التفسير لماذا؟ لأنه هذه ليس مسألة تفسيرية وإذا بحثها المفسر يبحثها بعنوانه متكلّماً لا بعنوانه مفسّراً، من هنا وجد اتجاه، اتجاه يقول أن الله له جسمٌ، الاتجاه الآخر يقول أن الله ليس له جسمٌ، طبعاً ما هو الجسم؟ الذي له أبعاد ثلاثة، في علم الكلام عندما نقول جسم ما هو مرادنا؟ طبعاً علماء الفيزياء الحديثة يوافقون على هذا أو لا يوافقون؟ الطاقة جسم أو ليست بجسم؟ ليست جسم أين هي؟ مادي أو غير مادي؟ نعم مادة.

    السؤال: أولئك الذين قالوا ليس بجسم استندوا إلى أدلة عقلية وفلسفية، قالوا لو كان جسماً لكان مركباً، ولو كان مركباً لكان أجزاءه تحتاج إلى الكل، ولو كان محتاجاً فيلزم أن يكون فقيراً، ولو كان فقيراً يحتاج إلى غني محدثٍ له، فيلزم من القول بجسميته حدوثه، مضافاً إلى أدلة نقلية، ما هي الأدلة النقلية؟ الأدلة النقلية على مستوى النص القرآني ما هي؟ ليس كمثله شيء، لا تدركه الأبصار.

    تعالوا إلى الطرف الآخر أريد أبين لك بأنه كيف أن المفهوم القرآني الله موجودٌ أمّا مصداق هذا الوجود جسمٌ أو ليس بجسم؟ هذا نظري أو اجتهادي؟ اجتهادي، تقول إذن ماذا نفعل بالأدلة العقلية ماذا نفعل بالآيات القرآنية؟ أوّلاً هذا ابن تيمية بشكل صريح وواضح بيان تلبيس الجهمية المملكة العربية السعودية الجزء الأوّل صفحة 251 لا انسى غداً لا يزاود علينا أن السيد الحيدري كان يدافع عن جسمية ابن تيمية أنا كاتب في رد جسمية ابن تيمية كتاب في 500 صفحة أنا ابحث بحث علمي وإلا هذا الكتاب التوحيد عند الشيخ ابن تيمية ومبانيه الأساسية الجسمية، يقول وان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية صفحة 251 الجزء الأوّل مثل الوجه واليد وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض وانه عرفوه بما يقتضي يكون جسماً والجسم متبعضٌ ومتجزءٌ، وان لم يقولوا هو جسمٌ فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك أن الله جسمٌ، بل هو مذهب جماهير أهل الإسلام، بل وسائر أهل الملل وسلف الامة وأئمتها، كلهم يقولون أن الله جسمٌ.

    تعالوا معنا إلى صفحة 359 ومعلومٌ أن كون الباري ليس جسماً ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة، البديهة تقول موجود أزلي ، ولكنه ليس بجسم هذا بديهي أو ليس ببديهي؟ يقول لا، ليس ببديهي ولا أمر فطري، ولا بمقدمات قريبة من الفطرة، ولا بمقدمات بيّنة في الفطرة، بل بمقدمات فيها خفاء وطول (يعني مقدمات الفلاسفة)، وليست مقدمات بيّنة ولا متفقاً على قبولها بين العقلاء، بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدّمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسدٌ معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل، إلى أن يقول: بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المقول أن الله بجسم، أنت تقول انه قامت القواطع العقلية أن الله ليس بجسم هو يقول قامت القواطع العقلية أن الله جسمٌ، القواطع العقلية يعني أدلته، بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب وان الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما، وما لا يكون جسماً لا يكون إلا معدوماً، ولهذا يتذكر الأعزة في بحث الإلحاد أن ابن تيمية يعتقد أن الله لابد أن يكون جسم ومن لا يعتقد انه جسمٌ فإذن اعتقد بوجوده أو لم يعتقد؟ فملحد أو غير ملحد؟ الآن هؤلاء يقولون لنا انتم كفار ومشركين لا اقل قبلوا نعتقد بوجود الإله ولكن له مشرك، ابن تيمية ماذا يقول فينا؟ ملحد، ولابد من تطهير الأرض منا، واقعاً حكم الملحد ما هو في الإسلام؟ أصلاً حتى لو تاب تقبل توبته إذا كان فطري أو لا؟ لا تقبل.

    ثم يأتي في صفحة 399 يقول فإن قلت إذا صار جسماً صار حادثا، يقول ومن أين أقمتم الدليل على أن كل جسم حادث؟ هذه الأجسام التي تعرفونها حادثة فليكن جسما قديماً، هذا يرد استدلالات الفلاسفة تقولون إذا كان جسماً فيكون مركباً وكل مركب محتاج، يقول ومن قال لكم أن كل جسم في هذا العالم لابد أن يكون مركبٌ لعل جسمه بسيط.

    يقول وما دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه التزم انه جسمٌ ولكنه ماذا؟ فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم من قال لكم أن كل جسم فهو حادث إذ الجسم عندهم إلى آخره.

    إذن إذا صار وقت أناقش هذه الآيتين ليس كمثله شيء هل تنفي الجسمية عن الله؟ أو تنفي مثلية جسمية لله؟ هل تنفي الجسمية أو تنفي مثلية الجسم لله؟ ليس كمثله شيء لا تقول ليس كجسم، تقول هذا الدليل من الخارج لابد يثبت جسم أو ليس جسم، إذا كان له جسم فليس كجسمه كمثل جسمه جسم، نحن أيضاً نقول من قال لكم غير هذا؟ نحن نقول لا نقول له جسم كالأجسام، وإنما نقول جسم لا كالأجسام كما انتم تقولون حياة لا كحياة الآخرين، علم لا كعلم الآخرين إلى آخره، نحن أيضاً نقول جسم لا كالأجسام، تقول إذا كان جسماً يرى يقول لك بيني أنا أقول دفاعاً عنهم وإن كنت لا اعتقد بالجسمية ولكن أريد أقول هكذا يجيب الطاقة ترى أو لا ترى مع أن جسم الجن يرى أو لا يرى؟ مع انه جسم الجاذبية ترى أو لا ترى؟ مع أنه جسم فإذن من قال لكم إذا صار جسماً فلابد أن يرى أين الملازمة في هذا؟

    شرح العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين من أهم شرّاح ابن تيمية في صفحة 388 والرد عليهم انه إذا كان يلزم من رؤية الله تعالى أن يكون جسماً فليكن ذلك، لكننا نعلم علم اليقين انه لا يماثل أجسام المخلوقين لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (سورة الشورى: 11) فإذن أنت عندك آيتين في القرآن استدللت بها على نفي الجسمية، هو أيضاً يقول الآية ليست بصدد نفي الجسمية بل بصدد وجود مثل له في الجسمية، سؤال هل يوجد في علماء الامامية من يقول بهذا القول غداً إن شاء الله نبين لكم، نعم يوجد في علماء الامامية من يقول أن الله جسم لا كالأجسام والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/27
    • مرات التنزيل : 1875

  • جديد المرئيات