نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (62) – أدلة نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق في النص القرآني (10)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في بيان بعض النماذج والأمثلة لما يتعلق بالفقه الأكبر في مسألة تطبيقات نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصاديق.

    بينّا بالأمس أننا عندما نأتي إلى مسألة تعد أصل أصول المباحث العقائدية، وهي مسألة الحق سبحانه وتعالى نجد أنّه لا يوجد كلام في العقيدة الإسلامية أن الله موجود، ولكنّه هذه القضية الله واجب الوجود كما قالوا هذا مفهوم كلي، مفهوم واجب الوجود مفهوم كلي، له مصداق واحد أو مصاديق متعددة؟ بلا إشكال له مصاديق متعددة، ولذا أنتم بعد إثبات واجب الوجود تأتون لتثبتوا أن هذا المصداق واحد لا شريك له، هذا معناه أن المفهوم الكلي له مصاديق متعددة، الآن هذا المصداق الواحد الذي لا شريك له هل هو جسم أو ليس بجسم؟ اتضح لكم في البحث السابق أن البعض يقول أنّه ليس بجسم وهذا هو الذي يتعارف عليه وهو في مدرسة أهل البيت أن الله ليس بجسم ولا صورة ولا ولا، كما روايات واضحة في أصول الكافي، وفي المقابل اتجاه يعتقد أن الله جسم، فإن قلت ماذا تقولون في قوله تعالى: ليس كمثله شيء؟ أجابوا كما قلنا في البحث السابق أن هذه الآية ليست بصدد نفي الجسمية، بل بصدد ما ثبت له نفي المماثلة، فإن كان جسماً فنفي المماثلة له في الجسمية، وإن كان غير جسم فنفي المماثلة وهكذا، هذا دليل في الرتبة السابقة، فمن ثبت عنده بدليل أن الله ليس بجسم، فيعتقد أن الله سبحانه وتعالى منزه عن الجسمية، منزه عن الجسمية يعني مجرد عن الجسمية فإن قلت بأن القرآن يقول ليس كمثله شيء الملائكة أيضاً منزهين عن الجسمية، إذن يوجد مثله شيء أو لا يوجد؟ إذن كيف تحلون المشكلة؟ انتم من جهة تقولون ليس كمثله شيء فإذا ثبت أنّه مجرد إذن ينبغي أن لا يوجد مجرد في هذا العالم، وإلا لو وجد أي موجود مجرد، فيوجد مثله أو لا يوجد مثله؟ يوجد مثله.

    سؤال ماذا تقولون في صفاته الذاتية؟ الحياة، العلم، القدرة إلى غير ذلك، هل يوجد العلم في مكان آخر أو لا يوجد؟ فإن قلتم لا يوجد إذن أنا عالم أو لست بعالم؟ لا لست بعالم، وإن قلت يوجد وان هذه الألفاظ والمفاهيم تطلق على الواجب والممكن بنحو الاشتراك المعنوي، وقرأتم في الحكمة المتعالية أن وصف الوجود العلم القدرة، الحياة، كلها مشتركة معنوية، إذن لماذا تقولون بأنه ليس كمثله شيء، لا، يوجد مثله نعم على نحو التشكيك وإلا في أصل الوجود يوجد مثله شيء، وهكذا وهكذا، لا تتصورون أن المسألة بهذه البساطة فقط القرآن قال ليس كمثله شيء المشكلة حُلت، لا بل هناك عشرات بل مئات المسائل لابد أن نفهم انه ما هو المراد من ذلك، على أي الأحوال.

    إذن الله سبحانه وتعالى جسم لا كالأجسام أو ليس له جسم؟

    الجواب في جملة واحدة تابع للدليل، دليلك يقول ليس بجسم والدليل الآخر يقول جسم، طبعاً نحن نقول لا هذا ولا ذاك لنا رأي آخر، هذا بحثه في فصوص الحكم وهو انه جسم أو ليس بجسم؟ الجواب لا هذا ولا ذاك، وإنما لنا رأي ثالث واتجاه ثالث في هذه المسألة.

    مسألة أخرى في الفقه الأكبر وهو وحدة المفهوم وتعدد المصداق طبعاً الأمثلة كثيرة جداً، في العلم الإلهي علمه حصولي هذا مصداق، أم علمه شهودي وحضوري هذا مصداق آخر، الإمامة التي يقول عنها الشيخ الصدوق الذي من قال انه لا يسهو فهو أهل غلو أو الإمامة التي تقول بأنّ الإمام هو واسطة الفيض بين الله والناس، هذه الإمامة مثل تلك الإمامة من حيث المفهوم الإمامة واحدة أما مصداقها وحقكم تجدوا مصاديق على عدد آراء المحققين والعلماء، و لا مشكلة أيضاً لأنه كل بحسب دليله هذا دليله أوصله أصلاً الإمامة معصومة أو غير معصومة، كل المحققين يقولون انه في القرون الأولى الشيعة لم يكونوا يعتقدوا بعصمتهم، لا أنهم ليسوا بمعصومين، ميزوا بين مقام الثبوت ومقام الإثبات، الشيعة لم يكونوا يعتقدون بعصمتهم، هؤلاء كانوا شيعة أو ليسوا بشيعة؟

    وهكذا مفهوم التشيع ما هو مفهوم التشيع عرّف التشيع؟ وحقك قد أذكر لك عشرين تعريفاً للشيعي من هو الشيعي؟ إذا لم يعتقد بعصمة أهل البيت شيعي أو ليس بشيعي؟ إذا لم يعتقد بأنّ الإمامة منصوبة بنص إلهي من الله شيعي أو ليس بشيعي؟ إذا، إذا، إذا، ألف سؤال وسؤال أنت لابد أن تعين، إذا لم يعتقد بالشعائر الحسينية شيعي أو ليس بشيعي وهكذا عشرات المسائل، إذا لم يعتقد أن الإمامة في عصر الغيبة الكبرى يرى أو لا يرى، شيعي أو ليس بشيعي؟ وهكذا.

    ولذا نحن في بحث اشرنا إليه أن الشيخ ابن عربي شيعي أو ليس بشيعي؟ قلنا أولاً عرفوا لنا التشيع ما هو حتى نقول أن ابن عربي شيعي أو ليس بشيعي؟ عند الاخباريين الشيعة تعريف، عند المتكلمين الشيعة تعريف عند الفلاسفة الشيعة، تعريف عند العرفاء الشيعة تعريف، السيد حيدر الآملي يقول الشيعي الحقيقي يعني العارف، العارف يعني هو الشيعي وما غيره يعني السيد الحيدر يقول هؤلاء ليسوا شيعة هؤلاء محبين لأهل البيت، فالسيد حيدر الاملي يعتقد من لا يعتقد بالوحدة الشخصية للوجود فشيعي أو ليس بشيعي؟ هذا على مبناه انه أكثر علماء الشيعة ليسوا شيعة؛ لأنه أعطى لنفسه ملاكاً يختلف عن ملاكات الآخرين، وهذه قاعدة عامة، وأي شخص آخر، القائل بالوحدة الشخصية شيعي أو ليس بشيعي فمن لا يعتقد بتشيعه يقول السيد حيدر الاملي وحسن زادة والسيد الإمام وهؤلاء كلهم قائلون بالوحدة الشخصية ويفتخرون انه المعرفة الحقيقية في الوحدة الشخصية، إذن كلهم لابد أن نخرجهم من باب التشيع.

    مثال آخر وهو مثال مرتبط بالفقه الأكبر و عملي وله آثار، من الحقائق الثابتة قرآنياً كما أشار إليه القرآن الكريم بأنّه أولاً توجد نشأة آخرة يعني يوجد خلاف في هذا؟ نعم أعزائي يوجد خلاف مفصل في الجزء الأول من شرح الأسفار الجزء التاسع نحن بينا أن التناسخية جميعاً يعتقدون بالعالم الآخر أو لا يعتقدون يقولون الجزاء الثواب العقاب في هذه النشأة ولا توجد نشأة أخرى، ونحن نعتقد انه توجد هناك نشأة وراء هذه النشأة هذا أصل واضح.

    الأصل الثاني الذي لابد أن نلتفت إليه أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح، الآية 71 من سورة الزمر قال تعالى: (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ) (سورة الزمر: 70) (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً) (سورة الزمر: 71) (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (سورة الزمر: 72) (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (سورة الزمر: 73) هذان  أصلان لا بحث فيهما كما نعتقد، وإلا التناسخي يناقش أو لا يناقش؟ يناقش، الآن ليس بحثنا مع تناسخي، بعد هذا وجدت مسائل ثلاث، مع أن الجميع معتقد انه توجد آخرة، عبّر عنه مفهوم الآخرة، ويوجد انقسام للناس إلى أهل الجنة والى أهل جهنم، هذا لا يوجد خلاف بين العلماء، الآن ما هو مصداق جهنم؟ عرّف جهنم؟ الآن أنا بمجرد أن اسالك هذا السؤال ما هي جهنم ماذا تقول؟ نار ما هي النار؟ يعني عذاب، يعني ماذا العذاب؟ يعني الم، عندما تضع يدك على النار ماذا يحصل؟

    انظروا ماذا قال أعلام شيعة وغير شيعة.

    المسألة الأولى: عندما يدخل الإنسان إلى جهنم هل يتعذب أو يتلذذ؟ يوجد اتجاهان يقول ومن قال لكم بأن كل من دخل نار جهنم فهو معذّب متألم؟ بل هو متنعم، تقول إذن هذه الآيات التي تكلمت بأنه اخسئوا فيها ولا تكلمون، يقول نعم لذائذهم تختلف عن لذائذ أهل الجنة، فإذا قست هذه اللذائذ إلى تلك، يعني على سبيل التقريب إلى الذهن جنابك مؤمن متدين في ليلة القدر وفي الليالي الأخرى لذتك بالدعاء والبكاء والتضرع إلى الله، أما في المقابل الذي لا يعتقد بهذه الأمور تلك الليلة يقضيها بهذه أو يقضيها في ما يقابلها يلتذ أو لا يلتذ، تقول لي هذه لذة حيوانية بهيمية، يقول أنت تقول بهيمية أنت لا تفهم، هذه المسألة الأولى.

    هل أن هناك في النار ألم أم لذة؟ وإن دخلوا دار الشقاء فإنّهم على لذة فيها نعيم، ولكن مباين نعيم جنان الخلد، هؤلاء لهم لذة وأولئك لهم لذة، ولكن فالأمر واحد وبينهما عند التجلي تباين، يسمى عذاباً تقول الله عبّر عنه عذاب جهنم؟ قال يسمى عذاباً من عذوبة طعمه لا من الألم، فإذن اخذ مفهوم العذاب مصداقه الألم أو العذوبة؟ هذا مفهوم واحد في اللغة ولكن المصداق عنده ماذا؟ الرؤية اختلفت يقول مصداق العذاب العذوبة أو الألم؟ يسمى عذاباً من عذوبة طعمه وذاك له ـ يعني الظاهر عذاب ـ وذاك له كالقشر والقشر صائن، باطنه لذة وظاهره ماذا؟ ولهذا البعض استدل بقوله باطنه فيه الرحمة وظاهره العذاب، هذه الآية 13 من سورة الحديد، قال: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) ذلك يتصور هذا يتعذب ولكن واقعه ما هو؟

    تقول لي سيدنا هذا خلاف، أقول أنا لم اختلف لا أقول هذا صحيح أنا أيضاً اخالفه ولكن مقصودي أن البعض فهم هذا المعنى، ولذا هذا الذي قرأناه في الفص الاسماعيلي من فصوص الحكم لابن عربي قال: وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم على لذة فيها نعيم مباين، نعيم جنان الخلد فالأمر واحد وبينهما عند التجلي تباين، يسمى عذاباً من عذوبة طعمه وذاك له كالقشر والقشر صائن، جيد جداً هذا ابن تركة من عرفاء الشيعة، صائن الدين علي ابن تركة شرح فصوص الحكم، المجلد الأول صفحة 396 قال فإنّ أهل النار إذا دخلوها وتسلط العذاب على ظواهرهم وبواطنهم ملكهم الجزع والاضطراب، فيكفّر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، متخاصمين متقاولين كما نطق به كلام الله في مواضع، وقد أحاط بهم سرادقها، وطلبوا أن يخفف عنهم العذاب، يا مالك ليقضي علينا ربك أو أن يرجعوا إلى الدنيا فلم يجابوا إلى طلباتهم بل اخبروا بقوله لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون، وخوطبوا بمثل قوله إنكم ماكثون اخسئوا فيها ولا تكلمون، فلما يئسوا ووطنوا أنفسهم على العذاب والمكث على مر السنين والأحقاب، فعند ذلك تقول إذن هذه أين والعذوبة واللذة أين؟ فماذا نفعل بهذه الآية؟ يقول فكلام من ليس له ذائقة إدراك الحقائق، لا تفهمون هذه الآيات ما هو معناهن؟ هذا فهمه من الآية، إلا أن تقول هؤلاء كلهم عملاء كلهم جواسيس والله بالله هؤلاء ليسوا جواسيس هكذا فهموا، انتهت القضية.

    قال فكلام من ليس له ذائقة إدراك الحقائق كما هي فإنّ ذلك ـ هذا الذي صدر منهم ـ فإنّ ذلك التكفير والاضطراب والملاعنة والمخاطبة كلها موائد استلذاذهم الخاصة، أصلاً لذتهم بأن يكفر بعضهم بعضا، في هذه الدنيا بيني وبين الله بعضنا كان يلعن بعضاً لم نكن نلتذ بهذا؟ بعضنا يقتل بعضاً ما كان نلتذ به الذي يقتل الدواعش عندما كانوا يقتلون كانوا يتألمون ويقتلون أو يقولون قربة إلى الله يوم سروره ذاك اليوم الذي قتل 300 نفر، يقول هذه موائد استلذاذهم التي ليس لأحد أن يحوم حولها أو يروم نيلها، فكل مآربي قد نلت منها سوى ملذوذ وجدي بالعقاب، هذه واحدة من اللذائذ.

    هذا أمامكم محمد جواد مغنية هذا ليس عارف، ولا متأثر، تعالوا معنا إلى التفسير الكاشف المجلد الأول صفحة 401 يقول بأنّه القرآن الكريم قال بأنّه خالدين فيمكن أن نحمل الخلود على المكث الطويل لا على الأبدية سأبين المسألة، فإن قلت بأن الفقهاء لا يقبلون هذا التفسير، يقول نحن نتكلم هذا في جواب الفقهاء في الأمور العقائدية القطعية لا في المسائل الفرعية الظنية، والفقهاء على ورعهم وقوة إيمانهم فإنهم علماء بأحكام الله الشرعية لا بالأمور العقائدية، بل أن الكثير منهم بمنزلة المقلدين، فقهاء ومقلدين يقول بلي بيني وبين الله عالم بما يعلم وجاهل بما يجهل، هؤلاء ليسوا أهل اختصاص، إلى أن يأتي يقول ويمكن حملها على البقاء في النار من غير عذاب، كيف ذلك؟ إذا في نار جهنم ماذا إذن ؟ لابد أن يتألم يقول لا يبقى في نار جهنم، ولا يتألم، تماماً كخيمة حاتم الطائي، أنا لا ادري هذه الرواية صحيحة أو ليست صحيحة لكنه يستند إليها، أو وجود إبراهيم في النار الله جعله عليه ماذا؟ تقول لي قياس مع الفارق إبراهيم نبي من الأنبياء هؤلاء العصاة ووو إلى غير ذلك؟ يقول رحمة الله سبقت غضبه، ويعزز هذا ما جاء في بعض الأحاديث إلى آخره، أي أحاديث؟ الحديث الأول وهو الذي ينقله الطبرسي لا أريد استند لكن أقول لك الرؤية ما هي لا انه معتقد أنا لست معتقد وبينت هذه المسألة في شرح الأسرار الجزء السادس وناقشت كل هذه الأدلة أبداً أبداً، ولكن أريد أبين لك انه عالم كبير مثل شيخ محمد جواد مغنية هذا رأيه انتهت القضية، هذا ليس من المباني القرآنية مفسر عنده تفسير لا اقل سبع مجلدات عنده شرح نهج البلاغة هذه آراءه يستند إلى أي رواية يستند إلى هاتين الروايتين:

    الرواية الأولى واردة في كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي صاحب الاحتجاج الرواية وقيل للإمام السجاد إن الحسن البصري باعتبار كان معاصر له الحسن البصري معاصر للإمام السجاد قال أن الحسن البصري قال ليس العجب ممن هلك كيف هلك وإنما العجب عندما نأتي كيف نأتي يعني الأصل ماذا؟ الهلاك والنجاة استثناء، يقول فقال عليه السلام أنا أقول ليس العجب ممن نجى كيف نجى، وإنما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله تعالى، الغريب أن نجد إنسان يهلك، هاتان رؤيتان في فهم الدين، هذا الذي قلته فيما سبق أنت إما تنطلق من هذه الرؤية وإما تنطلق من هذه الرؤية هذه رواية.

    الرواية الثانية الواردة في امالي الشيخ الصدوق ترتيب الامالي المجلد الأوّل قال الصادق جعفر بن محمد إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك وتعالى رحمته حتى يطمع إبليس في رحمته، وهل يوجد اشد الناس عصياناً لرب العالمين من إبليس؟ إذا يوجد احد دلونا عليه، كل معصية في هذا العالم مبدأها إبليس وله قسط من ذلك، من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، كل اوزار الدنيا في عنق إبليس أليس كذلك؟! إذن أي رحمة هذه؟ في بعض النصوص الرحمة مائة درجة إذا أردنا بلغة الأرقام واحدة منها جعلها في الأرض و99 جعلها للآخرة، بهذا المنطق تستطيع أن تقبل ان احد يتعذب في نار جهنم ويتألم؟

    المسألة الثانية: وإذا قبلت أنهم يتعذبون فهل هو دائمي أو منقطع؟ فهل هو دائمي أو منقطع؟ طرحوها بشكل مفصّل قالوا حتى لو قبلنا الله لكي يطهر هؤلاء يتألمون من نار جهنم ولكنه هذه إلى احقاب وينتهي الألم، طرحوا مسألة ثالثة قالوا إذا انتهى الألم يبقون في نار جهنم يعني في دار ليس فيها رحمة كما قال أمير المؤمنين أو يخرجون إلى الجنة؟! بعض قال: لا، أساساً يخرجون وتبقى النار بلا احد، وبعض قال: لا، خالدين فيها أبداً ولكن يتألمون أو لا يتألمون؟ لا يتألمون.

    سؤال: افتونا مأجورين ما هو رأيكم فيه؟ أنت أيضاً تأتي إلى الآيات والروايات وإلى الأدلة العقلية الآن قد اوافقك وقد اختلف معك انتهت القضية، هذا تمام الكلام وعشرات الأمثلة التي لا أريد ادخل فيه.

    أمّا الفقه الأصغر تعلمون الفقه الأصغر وحدة المفهوم وتعدد المصاديق تارة في العبادات وأخرى في المعاملات بالمعنى الأعم، الآن دعونا من مسألة العبادات وان كان فيها كلامٌ مفصّل، عندما أقول العبادات على سبيل المثال أوقات الصلوات، هذه أوقات صلوات هل يمكن أن تكون ثابتة أو متغيرة؟ بيني وبين الله من يعيش في مناطقنا يوجد صبح وظهر وعصر ومغرب وعشاء هذا المعنى ماذا؟ هذه أوقات معقولة والصيام معقول وعشرات ومسألة الحج وأشهر الحج والى غير ذلك، افترضوا بعد خمسين سنة مائة سنة وجدنا مخلوقات تعيش في كواكب أخرى تبتعد عن الأرض باثني عشر مليون سنة ضوئية هم نقول له تعال حج بيت الله الحرام أو لا نقول له؟ أقول بيني وبين الله أنت تستطيع أن تنفي اذكر لي دليل للنفي أنا لا أريد اثبت ولكن تستطيع أن تنفي أنت؟ أليس في بعض النصوص المسلمين وراء عالمكم هذا ألف عالم وقبل آدمكم هذا ألف آدم وبعد آدمكم هذا ألف آدم سؤال: هؤلاء عباداتهم كيف كلهم يعيشون على الكرة الأرضية بل حتى الآن الذين يعيشون في الكرة الأرضية هؤلاء الذين لا ليل لهم ولا نهار ماذا معناه قلناه فيما سبق ماذا معنى أنت تقول قس امرك علينا بأي دليل؟ بأي دليل مع انه الموضوع بالنسبة إليهم متحقق أو غير متحقق؟ غير متحقق؟ تقول لا، لابد ان تجعلنا الأصل وأنت الفرع لابد أن تقيس من أين تقولون هذا؟! الآن 24 ساعة، فإذا ذهبنا اليوم الى كواكب اليوم عندهم يعادل كم يوم وكم شهر، هذا كيف يقسّم الصلاة؟ ما لكم فكروا لا اقل هذا الذي أقوله فكروا فيه.

    إذن أعزائي في باب العبادات بحث مفصّل انه وحدة المفهوم وتعدد المصداق يعني ماذا؟ يعني القرآن الكريم اثبت بالضرورة توجد صلاة أقيموا الصلاة هذا أصلٌ مصداقه ما هو؟ بينكم وبين الله النبي الأكرم والأئمة ذكروا لنا مصداقاً واحداً للصلاة أو خمسين مصداقاً للصلاة ذكروا؟ للحالات الاختيارية ولا أتكلم عن الحالات الاضطرارية، الاختيارية ركعتين أو أبو أربعة ركعات؟ قال إذا كنت هكذا فابو ركعتين إذا كنت هكذا ماذا؟ إذا كان على ميت فما فيه ركوع وسجود إذا ليس على ميت كذا وهكذا هذه مصاديق الصلاة أو ليست من مصاديق الصلاة؟ هذه كلها مصاديق الصلاة والأئمة سلام الله عليهم عيّنوا المصاديق هذه هل هي توقيفية أو أنها غير توقيفية أي منهما؟ التوقيفية تحتاج إلى دليل والقول بعدم التوقيفية يحتاج إلى دليل، دعونا من باب العبادات هذا لا ندخل فيه كما يقال خطٌ احمر، فلنتكلم في باب المعاملات التي هي أمورٌ تعبدية أو عقلائية؟ في المعاملات فكلها عقلائية وعموم أدلتها السيرة العقلائية، هذا يكشف لك أنها تعبدية أو ليست تعبدية؟ ليست تعبدية، وإلا لو كانت تعبدية لا معنى لان نجعل دليلها وحجيتها بالسيرة العقلائية، عموم باب المعاملات، معاملات بالمعنى الأعم وليس المعاملات في قبال الإرث وكذا لا، باب الإرث باب الديات، باب القصاص، باب البيع، كل المعاملات يعني خرج العبادات فقط وإلا المعاملات بالمعنى الأعم أنت عموماً الأعلام أينما قصرت أيديهم عن دليل شرعي قالوا دليله السيرة العقلائية والعرف أليس كذلك؟ إذن هذه تعبديات أو ليست تعبديات؟ يعني توقيفيات أو ليست توقيفيات؟ لو كانت توقيفيات كان لابد من يقولها؟ الحق تعالى الشارع يقولها وليس ان نرجع إلى السيرة العقلائية والى العرف الذي بحثنا وهو فقه المرأة أين يدخل؟

    على سبيل المثال الإرث أين يدخل في العبادات أو في المعاملات؟ في المعاملات، الطلاق بيد الرجل أين يقع؟ معاملات، تعدد الزوجات أين يقع؟ حضانة الأطفال أين يقع؟ النفقة، الحجاب، القضاء، التمكين وعشرات المسائل، إذن من أهم القواعد بل أهم قاعدة لفهم هذه المسائل الفقهية في الفقه الأصغر لابد أن نعرف إنما صدر من الشارع عندما أقول الشارع يعني النص الديني، اعم من أن يكون قرآنياً أو روائياً هل صدر بعنوان انه مفهومٌ فوق الزمان والمكان أو انه مصداقٌ، ما هي الثمرة؟ بيّنا فيما سبق إذا كان مفهوم فهو ثابت، إذا كان مصداق فهو متغير.

    ولهذا الآية المباركة قالت الرجال قوامون هذا مفهوم عام واصل كلي عام في أي مجتمع كان وفي أي ظروف كانت وفي وفي؟ يعني إطلاق ازماني إطلاق احوالي إطلاق افرادي إلى قيام الساعة؟ يعرف الأعزة هذه الاطلاقات الثلاثة، أو انه لا يوجد لا إطلاق افرادي ولا إطلاق احوالي ولا إطلاق ازماني أي منهما؟ هذا الذي سوف نقف إن شاء الله تعالى في الأيام القادمة في هذه السنة أو السنوات القادمة قلت لكم هذا البحث لسنين نحتاج أن نبحثه لأنها منظومة كاملة لفهم الدين.

    هذا تمام الكلام في القاعدة الأولى التي قلنا أنها ضرورية وإذا يتذكر الأعزة بدأنا هذا البحث من الدرس رقم 46 هناك قلنا القاعدة الأولى التي اليوم رقم 62 انتهينا من القاعدة الأولى لفهم معارف أو مسائل فقه المرأة هذا أصل من الأصول التي انطلق منها لفهم هذه المسائل، تبقى عندنا 3-4 قواعد أخرى.

    القاعدة الثانية: (هذه فقط اعنون القواعد وتفصيلها في الأيام القادمة) حجية خبر الواحد هل شامل لكل مسائل أبحاث المرأة أو تختصها ببعضها دون بعض الآخر؟ يعني على سبيل المثال نحن نريد أن نبحث مسألة خلقت المرأة هل خلقت من ضلع الرجل، خلقت من الرجل أو هي مخلوقٌ مستقل أي منهما؟ هل يمكن الاستناد إلى رواية معتبرة السند لإثبات هذه أو لا يمكن؟ هنا لابد أن نقف إجمالاً ما هي دائرة حجية خبر الآحاد هل تشمل أمور التكوينية أو تختص بالأمور المرتبطة بالحلال والحرام فقط وإذا زاد عن ذلك أو غير ذلك فهي حجة أو غير حجة؟ حتى لو كانت قد جاءت في أفضل الكتب المعتبرة ولها السند الأعلائي الكذائي هل يمكن الاستناد إليها لإثبات هذه الحقيقة التكوينية أو لا يمكن؟ هل يمكن الاستناد إلى أخبار الآحاد لإثبات حقيقة تاريخية أو لا يمكن؟ وعشرات الأبواب الأخرى هل يمكن الاستناد إلى أخبار الآحاد لإثبات الأمور العلمية والطبيعية والفلكية أو لا يمكن؟ افترض روايات وردت صحيحة معتبرة تقول أن الأرض ليس كروية ماذا نفعل نرفع اليد عن العلوم الطبيعية أو نرفع اليد خبر الواحد؟ لابد أن يتضح في الرتبة السابقة ما هي دائرة حجية خبر الآحاد وما لم تتضح ذلك الذي عادة مع الأسف الشديد في كلمات علماءنا موجود إن شاء الله سنقف عند كلماتهم عند كلمات علماء الامامية في هذه المسألة، هذه القاعدة الثانية.

    القاعدة الثالثة: نقد محتوى الأحاديث، متن الأحاديث، مضمون الأحاديث هذه قاعدة أساسية افترضوا أن السند اعلائي فهل يكفي أو لابد أن نعرف أن المتن أيضاً منسجمٌ مع المنظومة الدينية يعني افترضوا على سبيل المثال أن القرآن بحسب منظومته الدينية قال أنه المرأة ليست أقل درجة وعقلاً من الرجل ووجدنا روايات معتبرة السند تقول انه اقل درجة هذه سندها ما فيها إشكال متنها كيف؟ فيها إشكال أو لا يوجد فيها إشكال؟ افترضوا روايات معتبرة أفضل الأسانيد بتعبيرنا السند الأعلائي يقول أن العالم لم يكن ثم كان ولكن الأدلة الفلسفية قالت محال أن يكون لم يكن ثم كان بل كما أن الله أزليٌ خلقه معه أزليٌ وابدي ماذا نفعل نأخذ بالرواية أو نأخذ بالدليل العقلي؟ هذه لابد أن تنتهي منه.

    القاعدة الرابعة: تأثير الثقافات غير الإسلامية في فهم النص الديني قرآنا ورواية، يعني ما جاء من اليهود، ما جاء من اليونان، ما جاء من الفرس، ما جاء من العصر الجاهلي ما جاء وما جاء هذه كانت موجودة في عصر الجاهلي أو غير موجودة؟ فشكلت رؤية لفهم النص الديني أو انه استطاع العلماء أن يتخلّصوا من ذلك أي منهما؟ هذه القاعدة الرابعة.

    القاعدة الخامسة: تأثير الأعراف الاجتماعية في المجتمعات في فهم النص الديني يعني الآن لو أنت تأتي إلى الحجاب تجد في كل مجتمع موجودة مجموعة أعراف في كيفية الحجاب لابد أن تلبس في العراق العباء لابد أن تلبس في إيران الچادر لا، هذه هل هي جزء من الدين أو مرتبطة بالعرف أي منهما؟ تمييز ما هو ديني عما هو عرفي مرتبط بالتقاليد بالمجتمعات وثقافات المجتمعات.

    السادس: تأثير الثقافة الذكورية والفهم الذكوري لفهم النص الديني، هل أن الذكورية لها مدخلية في فهم النص أو ليس لها مدخلية؟ يعني انه عندما نضع نصاً دينياً بيد رجل ونفس النص نضعه بيد الانثى أو المرأة هل يفهمون من النص فهماً واحداً أو فهمان مختلفان؟ أي منهما؟ هذه خمسة  أو ست قواعد أعزائي أحاول إن شاء الله تعالى من يوم غد بقدر ما استطيع الخصها لأنه هذه القضية ليست فقط مرتبطة بماذا؟ ليس بمسألة فقه المرأة ولكن الآن نحتاجها أين؟ واقعاً لصيقة بفقه المرأة وإلا الدخول إلى أبحاث فقه المرأة بلا هذه القواعد كمن يدخل أعمى إلى مباحث فقه المرأة ولهذا أن شاء الله غداً نبدأ القاعدة الثانية وهي حجية أخبار الآحاد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/01/28
    • مرات التنزيل : 2057

  • جديد المرئيات