أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا أننا نحتاج إلى تنقيح مجموعة من القواعد والأسس لكي ندخل في بحث فقه المرأة، وقفنا عند القاعدة الأولى وإن طال الكلام فيها إلا أنها قاعدة أساسية في فهم منظومة المعارف القرآنية والدينية عموماً، القاعدة الثانية ما يتعلق بأخبار الآحاد لا يخفى على الأعزة أن خبر الواحد بالمعنى الذي ذكر في مباحث علم الحديث وفي علم الأصول، يعني ما لم يكن متواترا، ليس المراد من الواحد هنا يعني الواحد في قبال الاثنين أو الثلاثة، وإنما ما لم يكن متواتراً لماذا؟ باعتبار أنهم ذكروا على أساس المنطق الأرسطي أن الخبر المتواتر يفيد اليقين، وعلى هذا الأساس قالوا أن خبر الآحاد لا يفيد اليقين، ولا يفيد العلم بالمعنى المصطلح.
من هنا وقع الحديث في قبول المعرفة الدينية التي جاءت من خلال أخبار الآحاد، وأنّه هل يمكن الاعتماد على أخبار الآحاد في إثبات معرفة من المعارف الدينية أم لا؟ طبعاً هنا أبحاث مفصلة موجودة أنا لا أريد ادخل فيها، الآن بحثنا في أنّه هل يمكن قبول المعرفة أو الاعتقاد بمعرفة أو تنجيز وتعذير أي بعد من الأبعاد من المعارف الدينية من خلال أخبار الآحاد أو لا يمكن؟ هذه مقدمة هذا بحث.
والمقدمة الأخرى أو البحث الآخر انتم تعلمون أنّه إن لم نقل تسعة وتسعين بالمئة من المعارف الدينية التفصيلية إنما جاءت من خلال أخبار الآحاد لعلي قطعاً بالغت عندما قلت واحد بالمئة أخبار متواترة، وإلا يقيناً أيضاً لا يوجد عندنا في مجموعة المعارف الدينية واحد بالمئة منها أخبار متواترة، ولكن نفترض، إذن تسعة وتسعين بالمئة من معارفنا الدينية فيما يتعلق بالنصوص الروائية، لا النص القرآني باعتبار أن النص القرآني اعتقادنا انه متواتر، في النصوص الروائية تسعة وتسعين في المئة منها هي أخبار آحاد فهل يمكن الاعتماد عليها أو لا يمكن الاعتماد عليها.
أعزائي توجد اتجاهات ثلاثة وهذه الطريقة من البحث أيضاً لم يعرض لها في علم الأصول، نعم بحثوا مفصلاً في حجية خبر الواحد ولكنّه لم يعطوا إطاراً جيداً لهذه الأبحاث ، توجد اتجاهات ثلاثة:
الاتجاه الأول يعتقد أنّه ما هدم الإسلام إلا أخبار الآحاد، وهذه قضية خطيرة جداً، وهي أنّه ما هدم الإسلام إلا بتوسط أخبار الآحاد، ولذا انتم تجدون أن كل ما يصدر من تكفير ولعن وسبٍ وشتمٍ وبهتانٍ وافتراءٍ وقتل وذبح أول ما يستند، يستند إلى رواية واردة في الكتاب الكذائي أو الكتاب الكذائي، يعني انتم الآن عندما تجدون أن البعض يجوّز لنفسه الكذب الآن ارجعوا إلى صراط النجاة للسيد الخوئي يقول بأنّه في مقام المحاجة مع الآخر، إن أعيتك الحجة فيجوز أن تكذب عليهم لإقامة الحجة، هذه جاءت من رواية موجودة في فلان مصدر أو فلان مصدر انه يجوز الافتراء عليهم بل يجوز أن تتهمونهم ولا أن تستغيبونهم فقط، هذا منشأها أخبار الآحاد ليس شيئاً آخر.
إذن جملة من الأعلام الذين قالوا ما هدم الإسلام إلا أخبار الآحاد لعل أنظارهم الشريفة إلى هذا البعد.
الاتجاه الآخر يقول لا يمكن بناء الإسلام إلا من أخبار الآحاد كاملاً 180 درجة بين افراط وتفريط، أساساً لا مجال لبناء الإسلام عقيدةً وتاريخاً وأخلاقاً وفقهاً إلا من خلال أخبار الآحاد، هذا الاتجاه الثاني.
الاتجاه الثالث هو المتوسط بينهما الآن هذا المتوسط له اتجاهات كثيرة ونظريات متعددة لا انه نظرية واحدة؛ لأنه إذا قبلنا أن خبر الآحاد حجة، أساساً ما هي شرائط الحجية في السند؟ ما هي شرائط الحجية في المتن؟ هل ينبغي العرض على القرآن لا ينبغي العرض على القرآن؟ هل ينبغي ألا يعارض الدليل العقلي أو لا ينبغي هل ينبغي أن يعارض الأدلة العلمية أو لا ينبغي؟ هذه كلها أدت إلى اتجاهات ونظريات متعددة في هذا الاتجاه الثالث.
أما الاتجاه الأول فهو ما أشار إليه ابن إدريس الحلي في كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى، تأليف ابن إدريس الحلي المتوفى 598 مؤسسة النشر الإسلامي المجلد الأول صفحة 51، بعد أن ينقل عبارة السيد المرتضى الذي كان من المصرين على عدم حجية أخبار الآحاد التي لا تفيد علماً، طبعاً هذا القيد بعض الأحيان قد يقول قائل انه احترازي أو توضيحي، في الأعم الأغلب هو توضيحي وإن كان بعض أخبار الآحاد قد تفيد علماً، لأنهم قسموا إلى متواتر والى آحاد باعتبار أن المتواتر يفيد العلم واليقين والآحاد لا يفيد، بعد أن يذكر ذلك قال محمد بن إدريس فعلى الأدلة المتقدمة أعمل وبها آخذ وأفتي وأدين الله تعالى، ولا ألتفت إلى سواد مسطور وقول بعيد عن الحق مهجور، ولا أقلّد إلا الدليل الواضح، والبرهان اللائح، ولا أعرّج إلى أخبار الآحاد، فهل هدم الإسلام إلا هي …
الآن المسكين السيد الحيدري يقول بأنّه بعض الروايات … لا ادري لم يقرأوا هذه الكلمات من أعلام الامامية إذا قرأوها لماذا هذه الضجة والفوضى غير العلمية، وإن قرأوها ليس أول بدعة أنا ابدعتها في الإسلام، أنا لم أقل كل الروايات أنا قلت كثير منها أنا هذا يقول أخبار الآحاد هدمت الإسلام، فهل هدم الإسلام إلا هي وهذه المقدمة إلى آخره هذا كلام ابن إدريس الحلي في السرائر.
في المقابل يوجد اتجاه آخر هذا الاتجاه له تأريخ طويل وعريض في كلمات علماء أهل السنة، وهو أنّه أساساً الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام، للعلامة الألباني هذا البيان مهم جداً، أولاً يحتاج إلى أن يعرض على غيره أو لا يحتاج، إذن لا مجال للعرض على القرآن، على الأبحاث العلمية، على الأبحاث العقلية أبداً أبداً، رواية بحسب الشرائط معتبرة فهي ماذا؟ ابني عليها عقيدة لا فقط تبني عليها عقيدة اذبح الناس عليها انتهت القضية، حجة ماذا؟ هذا القيد ليس جزافي الألباني يضعه، حجة بنفسه يعني من غير حاجة إلى أن يعرض على القرآن الكريم من غير حاجة إلى أن يعرض على ماذا؟ يعني بعبارة السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه وهذا ما صرحوا به وقالوه يقول فإذا مثلاً وردت رواية صحيحة من حيث السند تدل على أن كرة الأرض واقفة على الثور، حجة أو ليس بحجة؟ تقول له كل العلوم الطبيعية يقول لهم العلوم الطبيعية اولئك لا يفهمون لأنه هذه الرواية صدرت من المعصوم، صدرت من النبي، وهذا إن شاء الله ينفعنا في مسألة أن المرأة خلقت من ضلع الرجل، تقول له العلوم الطبية الحديثة كلها تقول والله بالله إذا من ضلع الرجل لابد يصير نقص فيها، يقول أبدا هؤلاء مخطئين وسيتضح لهم أن الرواية هي الصحيحة.
ولهذا مسألة كروية الأرض اليوم راجعوها ابن باز لعله ينكر الكروية لماذا؟ ما هي مشكلته؟ مشكلته أنه بيني وبين الله يقول رواياتنا المعتبرة هكذا تقول انتهت القضية ويبدأ بالمناقشة، راجعوا وغيره وغيره، صاحب الحدائق أيضاً هكذا يقول، حتى تعرفون بأنه هذا العقل الإخباري ماذا يفعل، الآن حقه ابن إدريس يقول وما هدم الإسلام إلا أخبار الآحاد.
إذن الاتجاه الآخر وهو الاتجاه الذي بنا عليه العلامة الألباني أنا بودي الأعزة يراجعون هذه الرسالة مختصرة ومفيدة كل مبانيهم هنا موجودة، حجة بنفسه أولاً لا حاجة إلى العرض على الغير في العقائد والأحكام، تقول يا شيخ في العقائد نحتاج العلم؟ يقول ومن قال لك أن خبر الآحاد لا يفيد علماً؟ بل خبر الآحاد يفيد علماً، من أين قلتم أن خبر الآحاد لا يفيد علماً هذا التقسيم تقسيمك ظن وعلم، كما المتواتر نعم درجات العلم قد تكون متفاوتة وإلا كلها تفيد علماً.
ولهذا في صفحة 49 يقول حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام بودي أن ترجعوا .
هذه رسالة دكتوراه من خيرة الدراسات في هذا المجال عنوانها سلسلة الرشد للرسائل الجامعية 179 مكتبة الرشد ناشرون حديث الآحاد وحجيته في تأصيل الاعتقاد، رسالة في مجلدين تقع الرسالة حدوداً في 1100 صفحة، وفي المقدمة يشير إلى أنّه هذه رسالة دكتوراه ومطبوعة سنة 2007 ميلادية: أصل هذا الكتاب رسالة لنيل درجة الدكتوراه قد حصل بها الباحث على درجة الدكتوراه في العقيدة بتقدير ممتاز، ولذا في المجلد الأول يقول إذا كانت تلك الأخبار صحيحة موافقة للضوابط التي أقرها علماء الحديث وتلقتها الأمة بالعلم والقبول فإنّ الاستدلال يوجب العلم من أربعة وجوه، يدخل بحثاً تفصيلياً، أخبار الآحاد الصحيح يفيد العلم، من يرى أن خبر الآحاد يفيد الظن ولا يفيد العلم والرد عليهم من يرى أن خبر الآحاد يفيد العلم تارةً ولا يفيده أخرى والرد عليهم، الشبهات التي يثيرها منكروا حجية خبر الآحاد والرد عليها، من فرّق بين الأحكام العملية والمسائل العقدية في الاحتجاج بخبر الآحاد والرد عليه.
إذن توجد اتجاهات ثلاثة، فأنت لا يكفي فقط تدخل في علم الأصول وتقول والسيرة العقلائية كذا وانتهت القضية وكأنه مسألة سهلة التناول كما الآن موجود في علم الأصول، ماذا نفعل بالسيرة العقلائية أنت انظر إلى الطرف الآخر ماذا يقول انظر الى هذه الأطراف ماذا تقول أدلة الأطراف ما هي؟ إذا تريد أن يكون بحثاً علمياً، أما إذا بحثاً اسفنجياً بهذا الشكل ذاك بحث آخر، البحث العلمي هذا لابد أن الآراء هنا وهناك تطالع، ولذا من الأعلام الذين أصروا على عدم حجية خبر الآحاد لماذا؟ لأنه في اعتقادهم أن خبر الآحاد لا يفيد علما بل هو مفيد للظن، والظن لا يغني من الحق شيئا، أعم من أن يكون في العقائد أو أن يكون في الفروع، أو أن يكون في الأخلاق أو أن يكون في التاريخ، أو في التكوينيات إلى ما شاء الله.
وممن أسس لهذا الأساس هو السيد المرتضى في فكر مدرسة أهل البيت، هنا فقط أشير إلى المصدر من المصادر الجيدة في رسائل السيد المرتضى دار القرآن مدرسة آية الله العظمى الكلبايكاني تقديم واشراف السيد احمد الحسيني إعداد السيد مهدي رجائي المجلد الأول صفحة 210 قال: عدم حجية جل الأخبار المنقولة من طريق أصحاب الحديث، جل يعني ماذا؟ كثير أو أكثر؟ بيني وبين الله نحن قلنا كثير، هذا السيد المرتضى من هنا يكشف لك عن جهل أولئك الذين تكلموا عن هذه المقولة، هذا مطلع أم لا؟ قد يقول قائل سيدنا هذا الاختلاف مبنائي وأنت اختلافك معهم بنائي، الجواب النتيجة واحدة، انه مبنائياً أو بنائياً أكثر الأخبار ليست بحجة، هذا علم من أعلام الامامية، أم عندكم شك في السيد المرتضى، وأنا لم أقل هذا لأنه أنا ليس مبنائي مبنى السيد المرتضى ولا مبناي مبنى العلامة الألباني، ولكن لي مبنى آخر إن شاء الله أبينه عندما أصل إليه.
قال: فإن قيل أليس شيوخ هذه الطائفة قد عوّلوا في كتبهم في الأحكام الشرعية على الأخبار التي رووها عن ثقاتهم، وجعلوها العمدة والحجة في هذه الأحكام، حتى رووا عن أئمتهم فيما يجيء مختلفاً من الأخبار عند عدم الترجيح أن يؤخذ منه ما هو أبعد من قول العامة، وهذا نقيض ما قدمتموه من عدم حجية الأخبار، قلنا ليس ينبغي أن ترجع عن الأمور المعلومة والمذاهب المشهورة المقطوع عليها بما هو مشتبه ملتبس محتمل، يقول حجية خبر الآحاد مشتبه، ملتبس، محتمل، أما لابدإلا أن يكون قطعيا، وقد علم كل موافق ومخالف الشيعة الامامية تُبطل القياس في الشريعة، فكذلك تقول في أخبار الآحاد، يقول من واضحات الشيعة الامامية أنهم كما أبطلوا القياس أبطلوا ماذا؟ هذه إذا خالفه المتأخرون ليست خطوط حمراء أما إذا أنا أقول شيء يصير السيد المرتضى خطوط حمراء، وهنا خالفتم انتم من؟ الخط الأحمر لمن؟ للسيد المرتضى ووافقتم الشيخ الطوسي الذي قال بحجية أخبار الآحاد بيني وبين الله إذا كان يكفي انه نجد من المتقدمين من يقول ذلك المطلب أنا عندي استعداد كل ما أقول اجد لكم من المتقدمين، يقول هذا يقول حتى أن منهم من يزيد على ذلك فيقول ما كان يجوز من طريق العقل أن يتعبد الله يقيم دليلاً على عدم حجية أخبار الآحاد ولا العمل بأخبار الآحاد ومن كان هذا مذهبه كيف يجوز أن يثبت الأحكام الشرعية عنه بأخبار لا يقطع على صحتها، الأحكام الشرعية فضلاً عن العقائد الدينية، ويجوز كذب راويها كما يجوز صدقه، وهل هذا إلا من اقبح المناقضة وأفحشها، فالعلماء الذين عليهم المعول يعني الذي لا يقبل بما نقول فهو ماذا؟ مؤدباً لا يقول جاهل وإلا هو جاهل.
فالعلماء الذين عليهم المعول ويدرون ما يأتون وما يذرون لا يجوزون أن يحتجوا بخبر واحد لا يوجب علما، هذه واضحة جداً الخطاب لمن؟ إلى أمثال نظرية من الطوسي ومن تبعه، ولا يقدر أحد أن يحكي عنهم في كتابه ولا غيره خلاف فأما أصحاب الحديث يبدأ بالمناقشة هذه المقولة التي قالها بإمكان الأعزة أن يرجعوا.
هذا البحث بشكل تفصيلي وتحقيقي ومفيد جاء في كتاب نظرية السنة في الفكر الامامي الشيعي لحيدر حب الله دار الانتشار العربي بودي أن الأعزة يرجعون إلى هذا البحث من صفحة 76 المرتضى وخبر الواحد قمة الرفض، ثم يقول ابن البرّاج وعدم حجية غير المتواتر، الطبرسي وإنكار أخبار الآحاد، ابن زهرة ومطابقة رأي المرتضى، ابن شهر آشوب ومتابعة مدرسة اليقين ابن إدريس الحلي وفلان، المحقق الحلي وفلان، فالقضية ليست بهذا الوضوح الذي يحاول البعض الآن أن يقول من مسلّمات مدرسة أهل البيت لا ليست من مسلّمات مدرسة أهل البيت وإن قالها قائل بيني وبين الله اقل ما يقال فيه أنك لا تعرف شيئاً، وإلا ارجع المسألة محل خلاف بين الأعلام .
إذن الآن يوجد اتجاهان اتجاه يرى الحجية مطلقاً من كبار علماء أهل السنة، طبعاً يكون في علمكم حتى أولئك لعله من أعلام الشيعة يوجد بيني وبين الله في كثير من المسائل التاريخية والتكوينية والعقائدية تسأله ما هو الدليل؟ يقرأ لك رواية من أصول الكافي أو من توحيد الصدوق أو من مكان آخر، وهي أخبار بالمعنى الأخص أخبار آحاد، ولكن نحن الآن نفترض لا هذا ولا ذاك، كأصل موضوعي وتحقيقه في محله، الآن نأتي إلى الوسط يعني إلى انه لا رفض أخبار الآحاد مطلقاً، ولا قبول أخبار الآحاد مطلقاً .
إذن ما هي الدائرة التي يمكن الاستناد إليها في أخبار الآحاد؟ يعني ما هي المساحة التي تثبتها لنا أخبار الآحاد من المعارف الدينية؟ لأنّه عندما تأتي إلى المعارف الدينية عندك معارف دينية عقائدية والمعارف الدينية العقائدية على درجات وليست على درجة واحدة، بعضها تعد أركان المعارف العقدية من قبيل إثبات وجود الله، من قبيل إثبات النبوة من قبيل إثبات الإمامة ونحو ذلك، وبعضها فروع في المعارف العقائدية من قبيل البرزخ وما يجري في البرزخ، الصراط وخصائص الصراط، ونحو ذلك هذه تطاير خصائص الكتب ما معنى تطاير الكتب في النشأة الأخرى؟ عموماً روايات آحاد.
إذن في باب العقائد وهذا بحث مفصّل نحن بحثنا في كتاب فقه العقيدة قلنا التعبير أصول الدين وفروع الدين هذا التعبير موهم وخاطئ؛ لأن الأصول أيضاً فيها أصول وفروع، كما أن الفروع فيها أصول وفروع، الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها هذه ليست من قبيل أي حكم آخر في العبادات ولهذا عبّرنا عنها الأحكام العقدية أو الاعتقادية والمعارف العملية، العقدية والعملية، إذن عندك معارف عقائدية، عندك معارف تاريخية، كم من المسائل أنت تثبتها في أخبار الآحاد وهي مرتبطة بالتاريخ، فلان تزوج من فلانة أم لم يتزوج، كان عنده أولاد أو لا، قضية الإمام الحسين كذا أساساً سبعين ثمانين من معارفنا هي ماذا؟ سيرة النبي، سيرة الأئمة، تاريخ الأئمة، تعامل الأئمة مع أصحابهم، تعامل النبي مع صحابته هذه كلها أمور تاريخية هذه البعد الثاني.
البعد الثالث: الأمور التكوينية كما الآن قرأنا الرواية، رواية صحيحة على سبيل المثال أن الأرض واقفة على قرن الثور هذه قضية طبيعية وتكوينية لا علاقة لها بالتاريخ ولا عقيدة، الأمور العلمية كما في مسألتنا وهي أن المرأة مخلوقة من ضلع الرجل أو من احد أضلاع الرجل وهكذا، إذن هناك منظومة معارف كاملة السؤال هنا ما هي الدائرة التي يمكن الاستناد إليها في حجية أخبار الآحاد؟
الجواب: هنا توجد اتجاهات:
الاتجاه الأول: وهو الاتجاه الذي يعتقد أن أخبار الآحاد لا قيمة لها إلا في الفروع الفقهية، لا يمكن لا إثبات التاريخ ولا إثبات الأمور التكوينية ولا الطبيعية ولا العلمية ولا أي باب، إلا الفروع الفقهية فقط وليس إلا؛ لان هؤلاء إنما عرّفوا الفقه بما هو منجزٌ ومعذب يعني فيه آثارٌ تترتب عن المكلف ينجز عليه شيء ويعذره من شيء، وما زاد عن التنجيز والتعذير الآن هذا على هذا المبنى حتى لا يقول لي قائل لماذا سيدنا الخروج من البحث لا، ليس خروج من البحث لأنه عشرات المسائل بل مئات المسائل التي طرحت في فقه المرأة وفي شؤون المرأة وأنها ناقصة العقل أو من ضلع الرجل، هذه فقه أو ليس علاقة لها بالفقه؟ لا علاقة لها بالفقه، بناءاً على هذا المبنى يمكن الاستناد إلى أخبار الآحاد أو لا يمكن؟ وخصوصاً إذا علمنا أن تلك الأخبار موجودة في كتب ليس لها أساس صحيح، وليس لها سندٌ معتبر والى غير ذلك، مع أنه تجد مثل هذه الروايات شكّلت هذه الثقافة السلبية عن المرأة.
إذن الرأي الأوّل أو الاتجاه الأوّل يعتقد أن أخبار الآحاد ليس حجة إلا في الفروع الفقهية، من الأعلام الذين اصرّوا على هذا الاتجاه وأسسوا له تأسيساً واسع النطاق من عصورنا المتأخرة السيد الطباطبائي في الميزان، (أعزائي أقول ليس انه أنا أريد أوافقه ولكن أريد أبين النظريات الآن وإذا نظري الأخير لعله بنحو الفتوى أشير إليه وإلا البحث طويل الذيل جداً جداً) السيد الطباطبائي من أسس لهذا في موارد متعددة في كتاب الميزان المجلد السادس صفحة 57 مؤسسة الاعلمي في ذيل الآية 67 من سورة المائدة يقول وبعد هذا كله فالرواية من الآحاد وليست من المتواترات أوّلاً، ولا مما قامت على صحتها قرينة قطعية ثانياً، وقد عرفت من أبحاثنا المتقدمة أنا لا نعول على الآحاد في غير الأحكام الفرعية، في التاريخ أبداً، تكوين أبداً، قضايا علمية كلها لا قيمة لها لأخبار الآحاد، إلا إذا كانت متواترة إلا إذا كانت هناك قرائن قطعية تفيد اليقين والاطمئنان ونحو ذلك، وإلا بما هو خبر آحاد لا يفيد إلا ظناً يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن؟ لا يمكن، يقول على طبق الميزان العام العقلائي الذي عليه بناء الإنسان في حياته …. هذا المورد الأوّل.
المورد الثاني تعالوا معنا إلى الميزان المجلد الثامن صفحة 66 يقول: وإنما هي روايات جمة لا ريب في صدور مجموعها من حيث المجموع، وتأييد القرآن لها إلى آخره، يقول وأما كل واحد واحد فما صح منها سنداً فهو من الآحاد التي لا يعول عليها في امثال هذه المسائل، حتى صحيحة السند فضلاً عن المقطوعة وفضلاً عن المرسلة وفضلاً عن الضعيفة وفضلاً عن التي لا سندها والكتب التي لا اعتبار بها إلى آخره، الآن في قضية الشيطان وخصائص الشيطان وماذا يفعل وماذا لا يفعل؟ لأنه ينقل مجموعة من القضايا بأنه أساساً الشيطان ما هي خصوصيته وكيف يتكاثر وكيف كذا، انتم ترون بأنه كم يبقى من المعارف الدينية إذا هذه سقطت عن الاعتبار بناءاً على هذا المنهج، فـ 98 بالمائة الذين ينقلوها على المنابر لها أساس علمي أو ليس لها أساس علمي؟ لا أساس علمي؛ لأنه يقول هكذا شيطان يفعل وهكذا يتعامل وهكذا يفعل وهكذا لا يفعل هكذا حصل في التاريخ، هكذا فعل الأنبياء وهكذا فعلوا ولم يفعلوا وهذه كلها تسقط كلها على هذا المنهج الذي أشار إليه، قال: وإما كل واحد واحد منها فما صح منها سنداً وليس الجميع على هذه الصفة (يعني ليس سندها صحيح) فهو من الآحاد التي لا يعول عليها في اثمل هذه، نعم ربما أمكن استفادة حكم فرعي منها من استحباب أو كراهة على ما هو شأن الفقه، في المسائل الفقهية لا محذور فيه.
تعالوا معنا المجلد الثامن صفحة قال:141 ولقد أجاد فيما أفاد غير أن الآحاد من الروايات لا أن الآحاد من الروايات لا تكون حجة عندنا، إلا إذا كانت محفوفة بالقرائن المفيدة للعلم أعني الوثوق التام الشخصي، سواءٌ كانت في أصول أو كذا إلا في الفقه، إذا كانت أحاديث صحيحة ففي الفقه نعتمد عليها.
المورد الثالث: الميزان المجلد التاسع صفحة 211 قال إن روايات التفسير إذا كانت آحاداً لا حجية لها، كم تسقط من روايات التفسير عندكم وبيان المصداق؟ على الإسلام السلام في التفسير الروائي؛ لأنه 99 و99% منها ضعيفة السند، والباقي صحيحة السند والسيد أيضاً يقول ليست بحجة، فالتفسير الروائي له معنى أو ليس له معنى؟ تقول لي سيدنا هذه نظريتكم بيان المصداق، أنا بيني وبين الله انقل نظرية السيد الطباطبائي لا انقل ماذا؟ طبعاً يكون في علمكم ولم يعمل بها في كثير من الموارد أبداً، يقول هذا ولكنه تجده في البحث الروائي يستند إلى روايات ضعيفة مرسلة مقطوعة من كتب لا أساس لصحة انتسابها إلى أصحابها، ولكنه لأنه السيد الطباطبائي إلى الآن لم ينقد بنحو علمي، وإلا لو فتح باب النقد العلمي الحر الجاد في حوزاتنا العلمية وجدتم كثير من الإشكالات التي يمكن أن ترد على مبانيه وعلى بنائاته، قد يلتزم بمبنى وهو لا يعمل به.
قال: وثانياً أن روايات التفسير إذا كانت آحاداً (الآن دليني على روايات تفسير متواترة دليني خمسة موارد) لا حجية لها إلا ما وافق مضامين الآيات بقدر ما يوافقها على ما بيّن في فن الأصول فإن الحجية الشرعية تدور مدار الآثار الشرعية المترتبة فتنحصر في الأحكام الشرعية ماذا تقول في قصص القرآنية والروايات يقول وأما ما ورائها كالروايات الواردة في القصص والتفسير الخالي عن الحكم الشرعي فلا حجية شرعية فيها، بينكم وبين الله هذه روايات القصص التي في نور الثقلين والبرهان والبحار هذه كلها على هذا المبنى فماذا يبقى عندنا؟! هذا مبنى، إلا أن تقولوا هذا أيضاً كان يريد يهدم الدين ونحن ماذا؟ السيد الطباطبائي كان يريد يهدم الدين لكنه لم يقل لكن هو كان في الواقع ماذا يريد يفعل؟ لأنه هذه كلها ليست حجة فماذا يبقى؟
هذا كله أقوله للأعزة حتى لا اقل تفتحوا آفاقكم مباشرة إذا اختلفتم مع أحد مباشرة لا تخرجون لي خمسة فتاوى بأنه ضال مضل خارج عن المذهب، انتهى ذلك الزمان الذي حتى الإنسان العادي غير المثقف وكذا فيعتني فتاوى هذا وذاك ضال مضل وحقكم انتهت هذه اللغة هذه لغة ما قبل لا ادري كذا، هذه المباني أنت قل بيني وبين الله هذه النظرية لا أوافق عليها وعندي نظرية أخرى من حقك أنت، هذا المورد الثالث أو الرابع.
المورد الآخر في المجلد العاشر صفحة 351 يقول وما اشتمل عليه آخر الرواية من اقتلاعها من سبع ارضين هذه من قصص الأنبياء السابقين ثم رفعها إلى حيث سمع أهل السماء الدنيا نباح كلابهم وصراخ ديوكهم أمرٌ خارقٌ للعادة وهو وان كان لا يستبعد من قدرة الله سبحانه لكنه مما لا يكفي في ثبوته امثال هذه الرواية وهي من الآحاد الآن لا يوجد احد يقول له سيدنا أنت كيف تستبعد على قدرة الله أي بشر هو ليس في الإمكان البحث أين؟ بينك وبين الله هذا يستحق الخطاب الذي لا يميز بين الإمكان وبين ماذا؟ أنا وجدت في بعض الأقوال كيف ينكر السيد الحيدري رؤية الإمام!؟ ممكنٌ أي بشر هو من تكلّم في الإمكان أنا أقول دليل الوقوع ولهذا اليوم انتم ارجعوا إلى كتبنا لا أريد أذكر الأسماء بيني وبين الله لماذا يستبعد السيد الحيدري طول عمر الإمام الحجة أليس نوحٌ كذا، وهل أنا أتكلم في الإمكان حتى أنت تقول لي بأن نوح كان عمره كذا وفلان كان عمره كذا وموسى كان هكذا، وإبراهيم هكذا فعل، أنا أتكلم دليل الوقوع إلا أن جنابك ترى كل إمكان مساوي للوقوع، اليوم اقرؤوا كتاب الشيخ الصدوق في قضية الغيبة انظروا من أول التاريخ إلى آخر التاريخ يعدد أولئك الذين طوّل الله عمرهم، هذا كله يثبت أن الله قادرٌ إذا أراد احد يعيش ليس ألف سنة وليس عشرة آلاف سنة إذا أراد أن يعيش مليار وثلاثمائة مليون سنة أيضاً قادر أو ليس بقادر؟ نحن بحثنا في الإمكان؟ حتى طرف الآخر أهل السنة عنده إشكال في ماذا؟ في الإمكان هو يقول ما هو دليل الوقوع لماذا تستبعدون أن الإمام الجواد عمره سبعة سنوات وهو امام هو من مستبعد؟ ومن استبعد على قدرة الله سبحانه وتعالى ومن استبعد على قدرة الله أن الإمام الحجة يولد عمره خمسة سنوات ويصير امام الانس والجن وهو يوجد بحث استبعاد؟ بحث إمكان هو أو بحث وقوع؟ إذا أنت لا تميز فهي مشكلتي أو مشكلتك أنت؟ هذا أيضاً مورد من الموارد المهمة الذي اشرنا ويوجد موارد أخرى مهمة لابد أن نشير إليها لأنه عندنا موارد مهمة على حاشية البحار هذه أن شاء الله غداً والحمد لله رب العالمين.