بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وقد يفرق بينهم وبين الملائكة اصحاب الأذواق بموازينهم الخاصة بهم.
كان الحديث في التشكلات والتمثلات وبينا بان القدرة على التمثل موجودة للإنسان وللملائكة وللجن أيضاً, بحسب الحقيقة فان هذه القدرة بأوسع درجاتها موجودة عند الانسان وبعد ذلك تأتي الموجودات الأخرى.
ومن أوضح مصاديق هذه التمثلات هو أن الذي له هذه القدرة يستطيع أن يوجد البدل لنفسه, بمعنى أنه يرى الانسان واقعا رؤية واقعية ليس من قبيل دعابات المتخيلة, رؤية واقعية يرى زيدا ولكنه يراه في محوطة الوجود المثالي لا في دائرة الوجود الحسي, له هذه القدرة, ومن هنا يوجد لوجود واحد أبدال متعددة, هذه الخصوصية.
وهذه الأبدال ليست بالضرورة تكون بشكل واحد لا يستطيع أن يتمثل لزيد بتمثل وبصورة مثالية ويتمثل لثان بصورة مثالية ثانية ويتمثل لرابع وخامس بصور متعددة, ليس بالضرورة أن يتمثل للجميع بصورة واحدة.
لذا في مسالة الاحتضار وانه من يمت يرني, هذه الرؤية ليست للجميع على حد واحد, بلي (كلام أحد الحضور) بلي في آن واحد لا محذور لأنه هذه وجودات مثالية, كما انه ملك الموت يستطيع في آن واحد أن يحضر في آن واحد أن يحضر عند مليون انسان ويقبض ارواحهم في زمان واحد في آن واحد, هذه وجودات مثالية له.
اذن هذا الوجود الانساني او النفس الكاملة الانسانية قد تتمثل لزيد لما يريحها ويسكنها وبصورة جمالية ونفس هذا قد يتصور ويتمثل لموجود آخر بحسب ما له من الملكات لذا قلنا على قدر استعداد ما له التشكل, هذه قاعدة من القواعد الاساسية.
حتى فقط نشير الى بعض المصادر والاخوة إنشاء الله يراجعون بشكل واضح, هذا بحث البدلاء سيأتي إنشاء الله في هذا الجزء في الفص الاسحاقي ص586, تعالوا معنا في الفص الاسحاقي ص586 في الأسطر الأخيرة من الصفحة, قال: ذكر الشيخ هنا هذا المعنى ونبه أن
العارف يخلق بهمته أي بتوجهه وقصده بقوته الروحية يخلق ماذا؟ لا انه يخلق فقط صور للمكاشفين وللآخرين بنحو التمثل بل له القدرة على صور خارجة عن الخيال هذه الصور عن خياله المقصود لا انه خارجة عن الخيال بمعنى آخر, لأنه أنا وانت نستطيع أن نوجد صورا داخل مثالنا, لنا القدرة الآن انت توجد أي صورة تشاء في ذهنك ولكن هل عندي قدرة أن أوجد صورة مثالية لك او لا استطيع؟ هذه التي هي الخصوصية الإضافية, انه يستطيع أن يوجد صورا مثالية خارج مثاله هو يعني خارج المثال المتصل لنفسه, انظروا العبارة.
العبارة قال: وهم أن يظهروا في خيالات المكاشفين, من الذي يظهر؟ يظهر, طيب المظهر من هو؟ المظهر هو العارف الذي أوجدها من؟ هو العارف هو صاحب النفس القوية, موجودة في الاعيان الخارجية, طيب أي أعيان خارجية مثالية او الحسية؟ الجواب: كلاهما قادر عليها, قادر على أن يوجده عند الأخيرين بصورة مثالية وله القدرة أن يوجده بصورة وجود حسي, كما في دحية الكلبي, فان وجود دحية الكلبي كان وجودا حسيا, موجودة في الاعيان الخارجية كما هو المشهور من البدلاء, هذا هو, بان يحضرون هؤلاء البدلاء في آن واحد في امكان متعددة ويقضون حوائج عباد الله.
هذا الذي ذكرنا بالأمس بأنه هل يستطيع أن يقول بأنه أنا الذي رأيته هو شخصه × او احد أبداله رأيته؟ أي منهما؟ نعم يقوم بنفس الأعمال وانت تتصوره هو هو ولكنه في الواقع هو هو او بدل من أبداله هو؟ واحد من البدلاء واحد من الأبدال.
ويقضون حوائج عباد الله, اذن فالمراد بالعارف هنا في كلامه في كلام الشيخ, الكامل نظرا والمتصرف في الوجود عملا, لأنه الكامل قد يقال العارف الكامل ويراد منه الواقف على الابحاث النظرية الدقيقة العميقة الكذا .. الى آخره, هذا يسمى أيضاً عارفا ولكن عارفا بالنظري, وقد يقال عارف وله القدرة التصرفات وان كان لا يعرف من الاصطلاح شيئا أبداً, وهذا ممكن, وذو الرئاستين من هو؟ الجامع بين النظرية وبين العملية.
وهذا المعنى بشكل واضح ودقيق أتذكر في أبحاث سابقة أنا أشرت إليه والآن مرة أخرى حتى الاخوة يكون على ذكر منه, أشار إليه الحكيم السبزواري في حواشيه على الاسفار ص267 قال: العارف أما العارف بمعنى العالم بالحقائق بالتفصيل وأما العارف بمعنى المقتدر المتصرف في الوجود, هذه العبارة تبين انها مأخوذة من القيصري هنا, وأما العارف بمعنى الجامع للأمرين الفائز بين الحُسنيين صاحب ذو الرئاستين الى آخره, هذا هو القسم الثالث, لذا عبارته يقول ماذا هنا؟ عبارته دقيقة يقول ما هو معناه في 87 يقول: لا الذي يعرف الحقائق وصورها ولا تصرف له, مرادنا من العارف يعني ماذا؟ الذي يعرف الحقائق وله التصرف, هذا الذي يستطيع أن يوجد, اذن البدلاء من هم؟ يأتي شخص مولانا لا انه فقط يشرح الفصوص أصلا حافظ الفصوص لا محذور واقعا عالم عالم هذا بالعرفان ولكن هذا يوجد عنده عرفان او عنده مفاهيم العرفان؟ هذا عنده يقين او له علم اليقين؟
اذن فرق كبير بين شخص يملك اليقين وبين أن يوجد له مفهوم اليقين علم اليقين, بين أن يوجد عنده الماء وبين أن يوجد عنده مفهوم الماء الذي يرفع العطش هو الماء لا مفهوم الماء.
الذي يوجد التصرف الخارجي مفهوم الاسم او الاسم؟ (كلام أحد الحضور) اذن الاسم الأعظم ليس مفهوم والا المفهوم ليس له القدرة على أن يتصرف في الوجود, الذي له القدرة على التصرف في الوجود اسماء الله التكوينية, هذا البحث هناك طبعا قوي جدا وهناك صدر المتألهين ينقل نفس العبارات يقول: ويؤيد ذلك ما قاله الشيخ الجليل محي الدين الأندلسي في كتابه فصوص الحكم بالوهم يخلق كل انسان في قوة خياله ما لا وجود له الا فيها وهذا هو الامر العام لكل انسان والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة, هذا البحث الذي هنا مطروح الآن, هذا بحث.
من الابحاث القيمة أيضاً الذي الاخوة عندهم ما ادري مرة أخرى نسأل أن هذا عين اليقين اذا مطبوع وجدتموه في مكان ما خذوه لنا نسخة منه, ويظهر انه لم يطبع هذا عين اليقين للفيض الكاشاني, (كلام أحد الحضور) طبع اذا طبع من منكم رآه فليأتنا بنسخة منه, لأنه هذه النسخة الحجرية متعبة, هناك عنده, طبعا لا فهرس لها ولا, وأنا ما ادري كيف أن أعطي فهرس بها, طبعا النسخة الحجرية ص402 هناك عنده أبحاث مفصلة وقيمة إنشاء الله الاخوة اذا صار عندهم وقت يراجعون هذا, وهو بيان خصوصيات الانسان وان الانسان ما هي الامور التي يستطيع أن يصل إليها, لذا عنوانه فصل ومن الغرائب اظهار السالكين أبدانهم المثالية في مواضع مختلفة, هذه القدرة موجودة للانسان بما هو انسان, الى أن يأتي الى هذا البحث, يقول: وكثيرا ما يقع الاشتباه بين ما يراه الانسان بعين الحس وبين ما يراه الانسان بعين الخيال, هو يراه بعين الخيال يتصور انه ماذا؟ عين الحس, والتمييز ممكن او غير ممكن؟
الجواب: واقعا اعقد موارد التميز هو هذا, لماذا؟ لأنه انت ذاك المحسوس لا تملك منه الا المحسوس بالذات ولا تملك منه المحسوس بالعرض, طيب من اين تعرف أن هذا ليس له محسوس بالعرض وهذا ليس له محسوس بالعرض؟ كل الذي تملكه منه ما هو؟ المحسوس بالذات وهذا المحسوس بالذات مشترك بين ما له وجود حسي وبين ما ليس له وجود حسي, فالآن هذا الذي رايته هو له وجود حسي او ليس له وجود حسي واقعا يحتاج الى دقة عالية جدا.
يقول: وكثيرا ما يقع الاشتباه بين ما يراه الانسان بعين الحس وبين ما يراه بعين الخيال مع أنهما يعني المرئي بعين الحس وبعين الخيال مع أنهما مختلفا الاحكام فرب قليل في عين الحس هو كثير في عين الخيال, ورب قليل في عين الخيال وهو كثير في ماذا؟ وبالعكس, هذه نقطة.
الدنيا بعين الحس ما هي؟ (كلام أحد الحضور) لا انه الدنيا كثيرة نحن ما نملكه من الدنيا نعتبره الذي اذا قيس الى الدنيا ابتداء وانتهاء طولا وعرضا أصلاً له قيمة او لا قيمة له؟ القران يقول: {متاع الدنيا} لا ما تملكه من الدنيا {متاع الدنيا} ما هو {قليل}, {متاع الغرور} أصلاً لا قيمة له, ولكنه هذا بعين الحس او بعين الخيال؟ هذا بعين الباطن بعين الملكوت او بعين الظاهر وبعين الشهادة؟ لا, بعين الباطن كثير ولكن بعين الظاهر ما هو؟ أصلاً كل المعركة على هذه مولانا على هذه الدنيا والا لا يوجد شيء آخر.
تعال الى العلم, الطرف الآخر, بالظاهر قليل او كثير؟ كم مولانا اذا نسبت النسبة يطلبون العلم حقيقة وبين من لا يطلبون النسبة كم هي؟ (كلام أحد الحضور) الذين يطلبون الماء؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ ما هو السبب؟ اذا الناس يبحثون عن منافعهم طيب هذه منافعها جدا كثيرا في العلم من المال ولكنه العلم بحسب عين الظاهر قليل او كثير؟ قليل, ولكن القران ماذا يقول {ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} أما الدنيا {متاع الغرور}, {متاع قليل} هذا الذي يقول تختلف الاحكام إشارة الى هذه الحقيقة, ثم يضرب مثال جدا لطيف مثال قرآني: كما قال تعالى {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم} انتم في الواقع كنتم كثير وهم يرونكم قليل وهم في الواقع كانوا كثير وترونهم قليل, هذا التصرف المثالي, وقال عز وجل {يرونهم مثليهم رأي العين وما كانوا مثليهم في عين الحس} في الواقع في الخارج لم يكن كذلك.
فما ذلك الا بعين الخيال فهو حق في الخيال وليس بحق في الحس لاختلاف النشأتين وهذا كما ترى في المنام اللبن تشربه ولم يكن ذلك سوى العين فما رأيته لبنا وهو العلم ليس الا بعين الخيال ومن هنا يظهر أن الرؤية ليس لها فقط المصاديق المادية لها مصاديق الخيالية بل لها المصاديق العقلية.
يقول: ومن هنا يظهر أن الرؤية ليس من شرطها أن تكون بالعين ولا المرئي أن يكون محسوسا وإنما يسمى مرئيا لكونه يحصل بالعين بل لأنه غاية انكشاف الشيء فكل ما انكشف الشيء غاية الانكشاف فهي رؤية, وهذه واحدة من معاني الرؤية القلبية التي يقال اذا انكشف الشيء تمام الإنكشاف, العلم انكشاف ولكن تمام الانكشاف او ليس بتمام الانكشاف؟ ليس تمام الانكشاف لأنه مفهوم علم حصولي, أما اذا شهود صار فيصير تمام الانكشاف فيصير رؤية قلبية وهكذا, هذا بحث.
وبحث آخر عنده يقول: ومن الغرائب غرائب حقيقة الانسان تشكلهم بأشكال غير إشكالهم المحسوسة وهم في دار الدنيا لقوة انسلاخهم من أبدانهم وبعد انتقالهم أيضاً الى الآخرة, هذه نص عبارات القيصري هنا, وبعد انتقالهم أيضاً في الآخرة, محل الشاهد هذه الجملة التي لم توجد في القيصري, قال: لازدياد تلك القوة بارتفاع المانع البدني, محل الشاهد, وذلك لان لكل من الارواح والنفوس صورا كثيرة مثالية مختلفة على حسب اختلاف الصفات النفسانية وأغراضها واختلافها, اذن انت الآن بحسب النشأة الظاهرية لك كم صورة؟ واحدة, بحسب النشأة المثالية, بحسب كل أخلاقك كل أعمالك كل اعتقاداتك كل واحدة لها صورة, وهذا ما هو واضح في تجسم الأعمال, في تجسم الأعمال يوم القيامة التوحيد له, لذا انتم في روايات البرزخ الصلاة تتمثل بكذا أن الصوم يتمثل بكذا, أن الحج يتمثل كذا أن الإمامة تتمثل كذا, يعني ماذا؟ يعني هذه خارجة عن الانسان؟ لا هذه حقيقة الانسان ولكن بعين ملكوتي, ما ادري واضح.
اذن انت اذا أردت اذا وصلت الى مقام, تارة ينحصر مقامك انك ترى صورك الملكوتية وتلتذ بها لان كل واحدة منها هي جنات تجري من تحتها الأنهار, أصلا لذائذ حقيقتها هناك ولكن هناك تتجسد لك, العلم هنا بذرة المشاهدة هناك, تارة هذه قدرتك لذا تقف عند هذا الحد ولكن تستطيع هذه الصور المثالية توجدها عند الآخرين او لا تستطيع؟ (كلام أحد الحضور) ومرة لا تستطيع, تستطيع هذه الصور المثالية الموجودة عندك أن تري الآخرين ما انت عليه أيضاً, واضح البحث.
من الابحاث القيمة أيضاً قال: ومن الغرائب الانسانية دخولهم في العوالم الملكوتية كلها, طبعا كل بحسبها لا انه كل انسان كامل يدخل في جميع العوالم لا, المجموع للمجموع, كدخول الملائكة في هذا العالم, كيف أن الملائكة الذين في عوالم أخرى يدخلون الى هذا العالم النفوس الانسانية القوية أيضاً يستطيعون من هذا العالم يدخلون في تلك العوالم.
ومن الغرائب أيضاً مصاحبتهم مع الملائكة ومجالستهم معهم واخذ العلوم منهم كما مر, {تتنزل الملائكة} عباد ناجاهم في ذاته عقولهم, ومن الغرائب وهذه أيضاً مشكلة.
ومن الغرائب مصاحبتهم للجن ومجالستهم معهم واستفادة بعض العلوم الجزئية وحدث بعض الخبر منهم او إفادة المعالم الدينية والشرائع لهم, واستخدامهم للحوائج وغير ذلك, ومجموعة من الغرائب واقعا يذكرها مع الشواهد, يعني أنا فقط اقرأ عناوين الفصول والا شواهدها كثيرة جدا. هذا بحث.
وبحث آخر وهو من الابحاث القيمة اخواني الاعزاء الذي هنا اتضح ولكن الذين هناك أيضاً يستطيعون أن يطلعوا على وضعنا او لا؟ طيب النفوس الكاملة يستطيعون يعني الذين ذهبوا عن هذا العالم كالأنبياء الأوصياء.. يطلعون على هذا, ولكن عموم الناس كيف؟ يمكنهم أن يشرفوا على عالمنا او لا يمكن؟ هنا في الاعم الاغلب عموم الناس لا يشرفون او لا يطلعون, لأنه تعبير إشراف فيه فوق وأدنى مع انه هنا أدنى وأعلى, فلهذا الأفضل التعبير بالاطلاع, عموم الناس هنا لا يطلعون بما هم أعلى منهم, الا نادرا وهذا في رؤية نادرة وكذا أما بالعكس كيف؟ الذين في ذاك العالم يستطيعون أن يشرفوا علينا او لا؟ الجواب: نعم, وهذه الحالة عامة وان كانت مختلفة الدرجات ولكنها حالة عامة, أنا اقرأ لكم بعض الروايات التي هي قيمة في هذا المجال, روايات واردة في اصول الكافي وغير اصول الكافي وهي متعددة لا اثنين وثلاثة.
الرواية الاولى: عن ابي الحسن الأول × قال: سألته عن الميت يزور أهله, قال نعم, فقلت في كم يزور؟ فقال: في الجمعة وفي الشهر وفي السنة على قدر منزلته, هذه رواية.
رواية ثانية التي ينقلها الصدوق في من لا يحضره الفقيه, قلت لأبي الحسن يزور المؤمن أهله قال نعم فقلت في كم؟ قال: على قدر فضائلهم منهم من يزور في كل يوم ومنهم من يزور في كل يومين ومنهم من يزور في كل ثلاثة أيام ثم قال رأيته في مجرى الحديث انه يقول أدناهم منزلة يزور في كل جمعة, طبعا وخصوصياتهم أيضاً تختلف بعضهم يطلع على كل خصوصيات العائلة, بعضهم يطلع على بعض خصوصيات, يعني ما يسره دون ما يسوئه, وأنا عندي ناس تكلمت معهم كان واقعا ذاك الشخص الذي ذهب الى ربه كان واقعا من الأولياء, كان يقول الى سنة او سنتين بشكل مباشر كان يأتي إلينا في النوم ويوجه انه فلان قضية وفلان قضية و.. هذا يسمح للبعض دون البعض الآخر, هذا من ذاك الطرف ومن هذا الطرف قليل جدا, أما من ذاك الطرف هذا الباب مفتوح.
لذا هذه القضية بأنه اذا ارتفع المانع البدني له آثار كثيرا ما, جيد, اليوم نقرأ عبارة قليلا.
قال: الآن المشكلة الأصلية واقعا وهي مقام الإثبات مقام الثبوت الآن اتضح أن الملائكة يتشكلون يتمثلون الجن يتمثلون النفوس القوية تتمثل ولكن هذا المسكين المكاشف كيف يميز انه من هذا الذي يتمثل له, مرة الذي يكشف له من القضايا التي يمكن إقامة البرهان إثباتا ونفيا الامر سهل, وأخرى لا القضايا في الاعم الاغلب قضايا جزئية وليست من الحوادث حتى ينتظر الوقوع وعدم الوقوع, طيب ما انكشفت له الحقائق الجزئية من الذي تمثل له وما هو الحق والباطل فيها, الآن الامر الاول, من الذي تمثل له, هذا الذي تمثل له ولي من أولياء الله؟ او تمثل له ملك من الملائكة؟ او تمثل له جن من اقسام الجن من كافراد الجن والجن كما تعلمون يفعلون ما يشاؤون قد يخلطون حقا بباطل ليضل الرائي, كيف يضل؟ كيف يميز؟
قال: هنا يأتي الميزانان اللذان تقدما: الميزان العام والميزان الخاص, قال: وقد يفرق بينهم بين النفوس الانسانية الكاملة, وقد يفرق بينهم وبين الملائكة فاعل يفرق, يفرق ماذا؟ اصحاب الأذواق يفرقون بين النفوس الكاملة والملائكة بموازينهم الخاصة بهؤلاء الذين كوشف لهم العرفاء, طبعا هذا التمييز أمر سهل او لا؟ أنا اضرب مثال قراني التفت, قال تعالى في سورة هود {ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيف} (قدم لهم خروف مشوي, هنيئا لهم) {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه} لا تصل إليه لا انه بعيد لم يمد يداه لم يمدوا أيديهم أبدا ولا كأنه كأنهم يمتنعون من هذا الخروف, {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف أنا أرسلنا الى قوم لوط} يعني ماذا كانوا هؤلاء؟ يعني كانوا ملائكة, ابراهيم استطاع أن يميزهم او لا؟ الآن أنا وانت الحساب واضح بيدنا, المكاشفين والعرفاء الحساب بيدهم, (بلي أنا في الأمس رأيت في النوم.. هذا الكلام واقعا هذا الكلام ما ادري كيف اعبر عنه احذف المتعلق أحسن, ما هو التميز سهل انه أنا رأيت بالأمس هكذا الامام جاء وهكذا قال لي وهكذا قال لي أنا بلي في كل ليلة أرى الحجة وذاك يرى أمير المؤمنين وذاك يرى الحجة وذاك يراه مقنع وذاك لا يراه مقنع, ما هذا الكلام, بتعبيرنا (الخرط مال السوقة والدكاكين ما هذا المنطق هذا) أتعلمون منشأه ماذا؟ منشأه انه لم يعرف الموازين انه عالم او جاهل؟ فقط جملة واحدة عالم او جاهل؟
طيب هذا الكلام لماذا لا يصدر على لسان السيد الطباطبائي, لماذا لا يصدر على لسان السيد الامام +, لماذا لم يصدر على لسان السيد محمد باقر الصدر, يوجد نظراء لهؤلاء في الزهد والتقوى و.. سمعتم يوما ما شيء من هذا القبيل, وإذا وجدتم تجدونه في الدوائر الخاصة الخاصة المغلقة مع ألف لعل ويحتمل و.. لأنه واقعا ما يدري آن القضية ما هي, يحتمل إنشاء الله يكون الحق إنشاء الله, أما جزم ويقين بلي إمام جاءني وهكذا قال لي وهكذا قلت له, هذا الذي الآن ترونه عند اصحاب (الدكاكين).
قال: وقد يفرق بينهم وبين الملائكة اصحاب الأذواق بالموازين الخاصة بهم وقد يلهمهم الله الحق (سبحانه وتعالى) طيب هذا بحث آخر واقعا, يلهم بأنه هذا الذي يراه تمثل حق او تمثل غير الحق, هذا تمثل لولي هذا تمثل لملك هذا تمثل لجن, الآن الفرق بين الوحي والإلهام سيأتي إنشاء الله بعد ذلك, الآن الإلهام وهو واسطة الفيض فيه الكلية والوحي واسطة الفيض فيه العقل الكلي هذا بحثه سيأتي.
وقد يلهمهم الحق (سبحانه) ما يحصل به هذه به راجع الى ما, ما يحصل به العلم بهم بمن؟ العلم بهم؟ الذين هم بدلاء النفوس الكلية, وقد يحصل التمييز بإخبارهم عن أنفسهم, طيب هذا كافي او ليس بكافي الاخبار عن أنفسهم؟ غير كافي لأنه شبهة مصداقية لعله جن لعله شيطان ويتمثل كما تمثل الشيطان, واخبرهم {إني لكم من الناصحين} تمثل لآدم, {وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين}.
وقد يحصل بأخبارهم أنفسهم هذا اذا كانوا من أهل الاختصاص بموازينهم الخاصة, أما اذا كانوا المساكين ليسوا من الاختصاص واقعا من أهل العبادة أهل التقوى أهل صوم أهل صلاة أهل قيام الليل طيب الله (سبحانه وتعالى) له نفحات الا فتعرضوا لها, وإذا ظهروا عند غير المكاشف من الصالحين, هذا غير المكاشف من هو؟ هذا بيان غير المكاشف؟ من الصالحين والعابدين بعبارة أخرى: من الناحية النظرية يوجد عندهم علم او جهل؟ واقعا أما اصحاب (الدكاكين) هؤلاء لا علم ولا عمل لا, الآن يتكلم عن الذين صالحين عملا ولكن علم لا يوجد عندهم, البعد النظري ضعيف.
قال: لا تمكن له لغير المكاشف له يرجع الى غير المكاشف, لا تمكن له أن يفرق بينهم الا بقرائن ومن هذه القرائن لا يحصل الا الظن يحصل من هذه القرائن الظن فقط, الآن لابد أن يذهب ويبحث أن هذا الظن حجة او ليس بحجة.
طيب هذه القرائن مثل ماذا؟ التفتوا جيدا, يقول مثل الاخبار عن المغيبات لأنه هذه الاخبار عن المغيبات ماذا مختصة بأولياء الله؟ طيب قلنا يجالسون الجن والجن يعطوهم بعض العلوم بعض الحوادث المستقبلية, الشياطين يخلطون حقا مع باطل ليضلوا الرائي فلذا يقول: لا يفيد الا ظنا, لا يقول يا أخي ما اخبرني الا حقا, بلي هو عنده لان الشيطان له القدرة او لا؟ نعم عنده هذه القدرة, طيب الجن عندهم هذه القدرة بعض المرتاضين يوجد عندهم هذه القدرة لأنه قلنا هذه من خصوصيات النفس الانسانية وهذه ليست مختصة بطريق الحق او طريق الباطل.
قال: مثل الاخبار عن المغيبات والاطلاع بالضمائر, وهذه من أخطرها, يأتيك الصبح يقول لك انت بالليل هكذا فعلت, ما ادري الذين كانوا قبل عشرين سنة في قم, يتذكرون بعض (الدكاكين) التي نشأت كان منشأها هذا انه كان يأتيه الصباح يقول له بكرة في الليل هكذا فعلت هكذا فعلت.. وبعضها كان صادقا, وما يدرون انه هذا معلوماته من اين أتى بها؟ وجعلت أزمة مادية الاخوة الذين كانوا في قم او لا, أزمة صارت عندنا, التفتوا اخواني الاعزاء, لا اقل انه كل واحد منكم مبلغ وعالم في منطقته هذه كثيرا انتم الآن منتشرة هذه قضية الارتباط بالحجة وباب الحجة, أنا قبل ثلاثة أيام اتصلوا بي وقالوا أن شخصا يدعي كذا وكذا وكذا… ويقول اسألوني قبل أن تفقدوني كل ما تريدونه أجيب عليه, وهذا الرجل معتقد ويقول لي ماذا نسأله حتى نعرف انه صادق او كاذب؟ أعطني اسئلة لا انه يشكك بهذا يصدق او يكذب, لا أبداً القضية مفروغ عنها قال لي أعطني اسئلة, وقلت له يا أخي العزيز لا مانع لدي أعطيك اسئلة ولكن انت تستطيع عندما يجيبك هذا الأخ تعرف أنهم قد أجابك صح او خطا تستطيع او لا؟ قال لا لا اعرف, قلت له يا أخي اذن كيف استطيع أن أعطيك الاسئلة, وهذه الآن في العراق الذي أتصور الذين موجودين في العراق في البحرين الذين موجودين في البحرين يعرفون هذا له سوق رائج الآن, ما ادري صحيح او لا؟ (كلام أحد الحضور) أما في هذه الدول شمال أفريقيا ما شاء الله, (كلام أحد الحضور) لا لا أتكلم في كذا في لبنان سمعت كذا في الآونة الأخيرة أيضاً, مثل هذه القضايا, ما ادري صحيح أم لا, بدأت الادعاءات, لأنه يتصلون بي وأنا اعرف, وكلها من هذا القبيل واحدة واثنين من هذه القضايا الشيطان يجد أن نفوس بعض هؤلاء فيه قابلية يعطيه معلومة او معلومتين فالناس كافي لهم معلومة او معلومتين أن يصدقه في كل ما يقول.
قال: مثل الاخبار عن المغيبات والاطلاع بالضمائر والأنباء عن الخواطر قبل وقوعها في القلب والله أعلم, جيد هذا من الابحاث المهمة.
تنبيه آخر: هذا التنبيه الآخر من التنبيهات القيمة والمهمة والأساسية لمعرفة كثير من الحقائق الدينية, اخواني الاعزاء التفتوا جيدا, وهو التمييز بين البرزخ النزولي والبرزخ الصعودي.
مقدمة هؤلاء يعتقدون انه يوجد عندنا برزخان: برزخ نزولي الذي هو مرتبط بقوس النزول, وبرزخ صعودي الذي هو مرتبط بقوس الصعود, ومرارا ذكرنا لماذا يقولان قوسان ولا يقولون خطان؟ باعتبار حتى تكون دائرة فينتهي الشيء الى ما ابتدأ منه, الغايات هي الرجوع الى البدايات والا اذا لم يكونا دائرة خطان ممتدان يلتقيان او لا يلتقيان؟ مع انه هو الاول وهو الآخر {وإنا إليه راجعون} {إنا لله وإنا ليه راجعون} {إليه يصعد الكلم الطيب} وهكذا انتم تجدون الشواهد القرآنية فضلا عن الاستدلالات العقلية تثبت هذه الحقيقة لنا.
اذن نقول في قوس النزول يوجد عندنا عالم هو البرزخ النزولي او عالم المثال المنفصل النزولي, في قوس الصعود يوجد عندنا برزخ صعودي او عالم المثال المنفصل الصعودي, ما هي الفوارق الاساسية بين هذين العالمين؟
هناك مجموعة من الفوارق أنا أحاول أن ألخصها في كم مطلب.
الفارق الاول: أن البرزخ النزولي مظهره هو الاول والبرزخ الصعودي مظهره هو الآخر, بعبارة أخرى: البرزخ النزولي يقع في سلسلة العلل الفاعلية, في البرزخ الصعودي يقع في سلسلة العلل الغائية, هذا الفرق الاول.
الفرق الثاني: وهو من أهم الفروق, هو انه في البرزخ النزولي لا ينقسم الى جنة ونار لا ينقسم الى روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران, بخلاف البرزخ الصعودي فانه أما روضة من رياض الجنة وأما حفرة من حفر النيران, وهذه نقطة أساسية ومركزية.
فلذا السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في رسالته القيمة وهي رسالة الولاية, يقول: وقد ظهر مما قدمناه أن بين البدء والعود فرقا من وجهين, يعني بين قوس النزول وبين قوس الصعود, احدهما: أن العود أوسع من البدء أوسع وجودا, مراتب واحدة يعني هذا مثال وهذا مثال أما أيهما أوسع وجودا؟ قال: احدهما أوسع من الآخر يعني العود أوسع من البدء, لماذا؟ يقول: من حيث اتساع النفس بمعلوماتها في قوس الصعود, فانه هناك تتكامل أما في قوس النزول يوجد تكامل او لا يوجد؟ لا يوجد.
ثانياً, وهو محل الشاهد: أن الطريق متشعب في العود الى طريقي السعادة والشقاوة واللذة والألم والجنة والنار بخلاف البدء, فانه في البدء في قوس النزول نحن لا يوجد عندنا شيء اسمه سعادة وشقاوة عندنا آلام ولذائذ, عندنا جنة ونار, لا لا, ابدا لا يوجد هذا, عندنا سعيد وشقي, في قوس النزول لا يوجد عندنا سعيد وشقي.
سؤال: هذه الروايات التي تكلمت افتحوا قوس لم ترتبط بالبحث فقط عندما تأتي الإشارة أنا أريد المفهوم ينبت وينتقش في أذهانكم المباركة.
(سؤال: إن الروايات التي تكلمت عن مقامات الانبياء والائمة كلها تكلمت عن قوس النزول او عن قوس الصعود او لابد من التمييز بينهما؟ (كلام أحد الحضور) نعم, وإذا لم يلتفت الى هذه النكتة وتساق هذه الآيات والروايات بسوق واحد تصير عندنا ألف مشكلة ومشكلة, أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في قوس النزول يخفى عليهم شيء او لا؟ هم في سلسلة علل, على النبي ’ حتى أوضح, أول ما صدر ماذا؟ نور نبيكم, طيب اذا هو صار واسطة الفيض لكل عالم الامكان فهل يمكن أن يدخل شيء في عالم الامكان وهو لا يعلم به يمكن أصلاً له فرض او لا فرض له؟ لا فرض له, طيب في قوس الصعود كيف؟ في عالم التكامل يزداد او لا يزداد؟ كيف اذن, لو لم نزدد في كل ليلة جمعة لنفد ما عندنا, وفي مكان آخر يقول: نعم ما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة, طيب كيف هذه كيف هذه كيف؟ الجواب: يشيرون الى نشأة وهذه اثنين وليست واحدة, بعبارة أخرى: اذا أردنا أن نتكلم في البحث الفلسفي لها يوجد تكرار في التجلي او لا يوجد التكرار في التجلي؟ لا تكرار في التجلي, لا يمكن أن يفرض أن المثال الصعودي برزخ الصعودي هو عين البرزخ ماذا؟ لا يلزم التكرار في التجلي) ما ادري واضح أم لا هذا.
اذن الفارق الثاني: فلذا صدر المتألهين توجد عنده عبارة جدا قيمة, قبل أن انقل العبارة, لماذا هنا صار منقسم وهناك لم ينقسم, لماذا في قوس النزول عالم المثال لم ينقسم الى سعادة وشقاوة, أما في قوس الصعود منقسم؟
الجواب: وهو انه في قوس النزول إرادتك لها مدخلية في هذا الوجود او لا مدخلية لها؟ ابدا, أما في قوس الصعود له مدخلية او لا مدخلية له؟ نعم {من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} هناك الارادة لا أن الانسان ليس مريدا بل مريد ولكن إرادته له مدخلية او لا مدخلية لها؟ لا مدخلية لها, أما هنا الارادة والاختيار والشرائط لها مدخلية او ليس لها مدخلية؟ لها مدخلية فلذا ينقسم الى شقاوة وسعادة.
فلذا يكرر هذه العبارة صدر المتألهين رحمة الله تعالى عليه التفتوا إليها, يقول: أن العالم بدأ بالعقل وينتهي بالعاقل, ما هو الفرق بين العقل والعاقل؟ (كلام أحد الحضور) نعم احسنتم لان العقل أول ما خلق العقل لا العاقل أما في الصعود الارادة تكون لها مدخلية الاختيار له مدخلية فهو عقل او عاقل؟ يقول: بدأ بالعقل وينتهي بالعاقل.
هنا يوجد اشكال أساسي فكر به, وهو انه انتم قلتم سيدنا ما من شيء في عالم الحس الا وله وجود مثالي في قوس النزول طيب كيف الآن تقولون بأنه هنا السعادة والشقاوة هنا موجودة وله وجود في عالم المثال النزولي او ليس له؟ ليس له, هذا كيف التوفيق بين أن كل ما في عالم الحس موجود في البرزخ النزولي والمثال المنفصل النزولي وبين قولكم انه في الصعود ينقسم أما في النزول لا ينقسم؟
جوابه يأتي.
والحمد لله رب العالمين.