نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (119)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قبل إتمام الدليل النقلي الذي بدأناه بالأمس لإثبات عالم المثال المنفصل هناك اشكال يرتبط بالدليل العقلي ذكره بعض الاخوة بالأمس, وهو انه قد يقال: إن نفس هذا البرهان الذي ذكرتموه في المثال المتصل الحق يجري في المثال المتصل الباطل أيضاً, نحن نعلم بان للقوة الخيالية صور باطلة, فلابد أن يُقال أيضاً, يعني نجري فيه نفس البرهان المتقدم بأنه اذا كان كل مجرد فهو موجود بالفعل ينبغي أن تكون هذه الدعابات دعابات المتخيلة والصور الباطلة أيضاً مجردة بالفعل ولها وجود في عالم المثال المنفصل.

    يمكن تقريب الاشكال ببيان فني بقياس استثنائي يقال: لو تم هذا الدليل لإثبات عالم المثال المنفصل لجرى مثله في دعابات المتخيلة, لأن حكم الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحد والتالي باطل لان هذه الصور صور المثال المتصل الباطلة التي هي قبيحة التي لا نفس أمرية لها والتالي باطل يعني ليس لها وجود منفصل, فالمقدم مثله, واضح هذا الاشكال, وهو اشكال وجيه, وهو انه: نحن أردنا أن نثبت من تجرد الصور المثالية المتصلة نثبت أن لها وجودا في المثال المطلق وفي المثال المنفصل, ونفس هذا البيان يجري اين؟ يجري سواء كان تلك الصور حقة أم تلك الصور باطلة.

    الجواب: نعم البرهان يجري ولكنه لا يثبت لا يبطل البرهان السابق البرهان يجري ولكنه في مقابل هذا البرهان نحن يوجد برهان آخر يقول: فقط الصور الحقة لها مثال منفصل أما الصور الباطل فليس لها مثال منفصل, ما ادري واضح الآن ماذا أريد أن أقول الآن أبين البرهان. هذا الكلام الاشكال صورته الفنية تامة, ولكنه هذا يوجد في مقابله أيضاً دليل يقول لنا بأنه لا يمكن أن يكون لكل المجردات المثالية المتصلة حقة كانت او باطلة أن يكون لها وجود مثالي منفصل, (كلام أحد الحضور) جزاكم الله خيرا, وبذلك يتضح أن الحقة لها مثال منفصل وهذه ليست لها مثال منفصل. ما هو البرهان؟

    وهو أن يقال هكذا: آن هذه الصور أي صور؟ الباطلة, أن هذه الصور, لان البرهان كان يقول لنا أن كل صورة مثالية متصلة اعم من أن تكون حقة او باطلة كذا, نقول لا, أن كل مجرد اذا كان باطلا لا يمكن أن يكون له مثال منفصل, لماذا؟ ببرهان قياس استثنائي: لو كان له يعني الصور الباطلة المثال المتصل الباطل, لو كان له مثال منفصل للزم القبح في فعل الله (سبحانه وتعالى) للزم العبث في فعله (سبحانه وتعالى) للزم اللعب في فعله (سبحانه وتعالى) والتالي باطل فالمقدم مثله, لان المفروض أن هذه الصور صور واجبة أم ممكنة؟ ممكنة بحسب وجودها المثالي المنفصل ممكنة تحتاج الى فاعل او لا تحتاج الى فاعل؟ وفاعلها النفس او الحق (سبحانه وتعالى)؟ في ما يتعلق بكونها متصلة فاعلها النفس, أما في ما يتعلق بكونها منفصلة ففاعلها النفس او الحق (سبحانه وتعالى)؟ فاعلها الحق (سبحانه وتعالى), وحيث انها قبيحة وحيث انها عبثية وحيث انها لعب, وهو منزه عن اللعب والعبث والجزاف ونحو ذلك اذن لا وجود لها خارجا.

    لذا تجدون صدر المتألهين عندما قرب هذا الاستدلال في ص303 من الاسفار الجزء الاول هذه عبارته, التفتوا كلمة واحدة في وسط الكلام عنده حتى انه نحن جعلناه مبدأ برهان قال: أن الصور المتخيلة عندنا موجودة كما أومأنا إليه في صعق من النفس بمجرد تأثيرها وتصويرها باستخدام الخيال لا في عالم خارج عنها بتأثير مؤثر غيرها لظهور, التفتوا مبدأ البرهان الذي استندنا إليه هذا, لظهور أن تصرفات المتخيلة ودعاباتها الجزافية وما تعبث به النفس من الصور والاشكال القبيحة المخالفة لفعل الحكيم ليس الا في عالم الصغير النفساني, يقول: هذه يستحيل أن يكون لها وجود في خارج النفس, وإلا البرهان عام يشمل الحق ويشمل الباطل, ولكن في المقابل يوجد عندنا برهان آخر يقول الباطلة يمكن أن يكون لها وجود او لا يمكن؟ وانتم تعلمون المستحيل وقوعا على حد الممتنع ذاتاً, الله (سبحانه وتعالى) اذن البرهان يقول لنا أن هذا المجرد. التفتوا جيدا لأفتح البرهان لكم أكثر من هذا. نحن برهاننا يقول أن عالم المثال موجود, ونحن نريد أن نقول أن عالم الحق فقط موجود, منفصل لا متصل, والباطل غير موجود لماذا غير موجود؟ ممتنع ذاتاً؟

    الجواب: كلا ليس ممتنعا ذاتاً, ممتنع وقوعا, ونحن قرانا في الممتنع الوقوعي قلنا أن يلزم من فرض وقوعه لازم محال وهنا يلزم من فرض وقوعه لازم محال وهو أن يكون الحكيم في فعله حكيم او ليس بحكيم؟ ليس بحكيم, (كلام أحد الحضور) لا هذا اجبنا عليه في ما سبق قلنا بأنه من هو (كلام أحد الحضور) لا قلنا تلك أفعال قبيحة مرجعها الى امور عدمية وهذه ليست امور عدمية هذه امور وجودية, صورة انسان على رأسه بقر او خنزير, هذا أمر عدمي أم وجودي؟ أمر وجودي هذا, (كلام أحد الحضور) اذن اقول هذا لا يمكن أن نجري فيها في الافعال التي قلنا في المعاصي وغيرها, لأنه قلنا ذاك مرجعها الى امور عدمية, (كلام أحد الحضور) أنا قلت لك, فلذا اقول لك انت تقول نوجه كما وجهنا أفعال الانسان, اقول ذاك البيان الذي قلناه في المعاصي ذاك لا يرد هنا لأنه امور المعاصي امور عدمية لا امور وجودية ذاك البيان يمكن أن نقله في المقام او لا يمكن؟ لا يمكن, انتم جنابكم تقولون أن ذاك البيان نجريه هنا, اقول لا لا نجريه هنا لأنه تلك أرجعناها الى امور عدمية وهذا امور وجودي أم عدمي؟ وجودي اذن يحتاج ذاك البيان يجري هنا او لا يجري؟ لا يجري يحتاج الى بيان آخر, ما هو البيان الآخر؟ وهو انه نحن نلتزم بوجود عالم المثال المنفصل اذا لم يلزم من وقوعه لازم محال ووقوع هذه الصور العبثية او المثال المنفصل للصور العبثية يلزم منه لازم محال وهو أن يكون الحكيم في فعله ليس بحكيم, واضح صار الآن, (كلام أحد الحضور) جيد. هذا في ما يتعلق بالدليل العقلي وتتمة هذا الدليل العقلي.

    أما الدليل النقلي.

    في ما يتعلق بالدليل النقلي قلنا: بأنه نحن عندما نرجع الى الآيات الى الروايات الى التأريخ نجده ملياً بالاخبارات بالغيب, على مستوى القرآن {لتدخلن المسجد الحرام محلقين رؤوسكم ومقصرين} على مستوى الحديث أنا أتصور الأحاديث كثيرا جدا ولكنه أحاول أن اقرأ بعض كلمات الامام أمير المؤمنين × في إخباره بالغيب.

    الامام أمير المؤمنين ×واقعا نهج البلاغة مملوء من أوله الى آخره ولكنه أنا أشير الى بعضها. من هذه الكلمات ما ورد في الخطبة 57 في صفة رجل ملعون ظاهرا على أي الاحوال, او مذموم, قال: (أما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد فاقتلوه ولن تقتلوه) اذن التفتوا هذا فيه إخباريين: الاخبار الاول انه يخرج إليكم رجل هكذا, وأنا اطلب منكم اذا وجدتموه ماذا تفعلون اقتلوه ولكن تفعلون او لا تفعلون؟ هذا من قبيل قوله تعالى {فاتوا ولن تفعلوا} الآية المباركة في أول سورة البقرة لا يوجد هنا, (كلام أحد الحضور) احسنتم, لا لا (كلام أحد الحضور) {فان لم تفعلوا ولن تفعلوا} هذه وان لم تفعلوا هذه بيان, أما ولن تفعلوا هذا إخبار عن الغيب يعني يخبر الى قيام يوم الساعة يستطيع احد أن يفعل او لا يستطيع؟ والى الآن مضى 1400 استطاع احد أن يفعل او لم يستطع؟ الامام × هذا إخبار بالغيب, (ولن تقتلوه الا وانه سيأمركم بسبي وبالبراءة مني فأما السب فسبوني) الى آخر الحديث, طيب هذا إخبار بالغيب وحدث مباشرة وان كان وقع الاختلاف بينهم بأنه المصداق هذا الرجل من هو فلان او فلان.. المهم أن مثل هذا الانسان وقع في التأريخ, هذا مورد.

    مورد ثاني الخطبة 59 قال بالنسبة الى الخوارج تعلمون بأنه كلماته في الخوارج واضحة, قال: (مصارعهم دون النطفة والله لا يفلت منهم عشرة ولا يهلك منهم عشرة) على أي الاحوال لعله يوجد سقط في العبارة, هذه أيضاً موجودة, و(كلا والله أنهم نطف) في نهج البلاغة كلماته في الخوارج قال وتحقق قريبا.

    واحدة أخرى في الخطبة رقم 60 أيضا وفي 93 ولعله أوضح هذه الكلمات لأمير المؤمنين ×أنا ما ادري عادة الامام × لم يتكلم بهذه اللغة ولكنه في النتيجة تكلم بهذه الخطبة وفي النتيجة فيها لعل البعض ماذا يقول ما ادري.

    قال: (أما بعد حمد الله والثناء عليه أيها الناس فاني فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجتري عليها احد غيري, بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبها محل الشاهد, فاسألوني قبل أن تفقدوني فو الذي نفسي بيده) قسم (فو الذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء في ما بينكم وبين الساعة) القضية ليست قضية انه الرجل يطلع بعد عشرة سنوات وخمس نفرات ورسول الله اخبرني لا لا, (فنفسي بيده لا تسألوني عن شيء في ما بينكم وبين الساعة وعن فئة تهدي مائة وتضل مائة الا انبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ومن يموت منهم موتا) سلام الله عليك يا أمير المؤمنين, هذا البيان أجد انه لا يحتاج الى أن نبحث عن سند وصحة السند وغير ذلك, وشواهدهم في هذا كثيرة, تجدون أن مثل هذا التفاصيل, هذه التفاصيل ليست تفاصيل قواعد عامة (علمني حبيبي بابا من العلم ينفتح منه ألف باب) لا لا أبداً, هذه أحادث جزئية متغيرة خمسين بداء يحصل فيها خمسين تغير, ولكنه أمير المؤمنين مع علمه بكل هذا يقول هذه القول المشهور.

    أضيفوا الى هذه القضية بعد القرآن وبعد الروايات التي هي أخبار بالغيب أضيفوا الى ذلك ما ذكره السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في تفسيره الميزان في المجلد الحادي عشر عنده بحث قيم كلام في الرؤيا في فصول, يقول: للرؤية حقيقة, تحت هذا العنوان يقول: ما منا واحد الا وقد شاهد من نفسه شيئا من الرؤى والمنامات دالة على بعض الامور الخفية او المشكلات العلمية او الحوادث التي ستستقبله من الخير او الشر او قرع سمعه بعض تلك المنامات, الآن اذا لم يرى هو في حياته لا اقل سمع وتحقق بعد ذلك, الآن أما بسنة او بعشرين او خمسين.

    ولا سبيل على حمل ذلك كله على الاتفاق والصدفة, من باب الصدفة انشأ هو في نفسه في الخيال المتصل شيء وذلك بعد عشرين سنة تحقق في الخارج, ولا سبيل على حمل ذلك على الاتفاق وانتفاء أي رابطة بينها وبين ما ينطبق عليها وخاصة في المنامات الصريحة التي لا تحتاج الى التعبير, تارة رؤى تحتاج الى تأويل ومرة انها لا صريحة انه فلان في الساعة الكذائية سيموت وفلان بعد ساعة سيحدث له شيء وبعد ذلك وخصوصا في الأمهات والآباء هذا الامر يحدث.

    هذا الامر كثيرا ما يحدث, أخ عزيز أنا من باب الشيء بالشيء يذكر, أخ عزيز سائق سيارة يقول بأنه أنا كان عندي سيارة أجرة وصار لي مسافرا لابد أن أأتي به وكان في الصباح الباكر وقبل أذان الصبح وفي الليل وطريقه كان طويلا وقريب قم عندما وصلت نعست, كل ما حاولت كل ما قاومت رأيت لا يوجد في النتيجة نمت هذه بعد تقريبا بعد صلاة الصبح بقليل يقول وأنا بمجرد أن نمت رأيت والدي في النوم وصاح علي وأنا جلست, فرجع, يقول عندما رجعت الى البيت وكثيرا بالنسبة لي غريبة ولكن قلت لعله عناية هذا والدي كذا, يقول عندما دخلت الى البيت قالت لي والدتي اليوم أبوك ما ادري اشصار فيه, قلت لها ماذا صار؟ قال: عندما هذا قام الى صلاة الصبح وهو جالس ويريد أن يكمل صلاة الصبح بصحية واحد صاح باسمك, الآن ذاك صاح في بيته وهذا رآه في الرؤية, والانسان صادق هذه ليس فيها جاه ومقام ودكان, لأنه تارة للدكاكين الانسان وكثيرا لا يستطيع يصدقها, وتارة انسان ينقل مثل هذه القضايا وكم له من نظير يعني انتم عندما ترجعون تجدون. السؤال المطروح هنا: بلي (كلام أحد الحضور) هذه ص269.

    السؤال المطروح هنا: كيف يمكن توجيه هذه الاخبارات بالغيب؟ هذه حقائق اخبر عنها وهي بعد وقعت او لم تقع؟ لم تقع, اذن نحن عندما نأتي الى عالم الشهادة والى نشأة التجرد والزمان هذه الامور التي اخبر عنها الآن أما رؤية أما يقظة أما بأي طريق؟ هذه موجودة في الخارج أم معدومة في الخارج؟ معدومة في الخارج, بعد لم تتحقق, اذن هذا العلم بماذا تعلق؟ انتم عندكم بين اثنين لا ثالث لهما, أما أن تدعوا بأنه هذه من انشاءات النفس أصلاً, كما تنشأ النفس دعابات المتخيلة وكما تنشأ الصور الباطلة انشأت هذه الصور انه فلان في الساعة الكذائية سيموت ومات في الواقع الخارجي, طيب هذه بحساب الاحتمال او بأي بيان آخر يمكن قبوله او لا يمكن قبوله؟ (كلام أحد الحضور) يعني انت دائما تنشأ في نفسك شيء وبعد.. (كلام أحد الحضور) أنا فلهذا قلت بحساب الاحتمال لا يمكن أن تنفيها كلها وتقول صدفة كانت, يعني انت يوميا تجلس مع نفسك وتصور صورة وبعد سنتين تتحقق الصورة وذاك كذلك يفعل وتحقق الصورة, وأمير المؤمنين كذلك يجلس وينشأ هذه يقول أنا أخبركم هذه كل إنشاءاته من باب الصدفة كل ما اخبره يتحقق, هذا يمكن بحساب الاحتمال؟ (كلام أحد الحضور) ليست ضعيفة بل منفي, بحساب الاحتمال منفي لأنه تعرفون جيدا بحساب الاحتمال منفي وأنا آتي بحساب الاحتمال باعتبار انه على مباني السيد الشهيد الصدر, والا على مباني الأرسطيين هذا يلزم منه أن تكون الصدفة دائمية او أكثرية وهو ممكن أم ممتنع؟ (كلام أحد الحضور) أنا أتكلم على مبنى السيد الشهيد باعتبار انه ذاك فيه اشكال والا على مباني الاسطريين أصلاً ممكن او ممتنع؟ طيب الصدفة لا تكون لا دائمية ولا أكثرية وهو محال لا انه أساساً يمكن ولكنه قليل الوقوع, الصدفة لا تكون دائمية ولا أكثرية.

    وعلى هذا البرهان انتم تثبتون وجود الله (سبحانه وتعالى) والا انتم بأي برهان تقولون هذه ليست صدفة وهذه ليست صدفة.. والا قد يقال انه صدفة هذا صار انسان وصدفة صار هذا بقر وصدفة.. بأي شيء تنفون؟ ببرهان أن الصدفة لا تكون دائمية ولا تكون أكثرية وإذا أردت أن تشكك في هذا فإثبات الوجود الله يصير محل تأمل, وأنا قلت صدقه مطابقته لابد أن تقبله صدفة, مطابق ما انشأته يعني مطابقة الواقع لما انشأته, فهذا يكون على أساس قانون او صدفة؟ (كلام أحد الحضور) اقول هذا انت واقعا انت علة لكل ما يقع في الخارج, اين رايته؟ وهذا هو يا شيخنا الله يعلم يا شيخ عبد الله لو تلتفتون إلي قليلا, أنا قلت بأنه أنا أخبرت عن مائة قضية اخبر عن القضية بألف قضية واتضح انه ألف قضية وقعت هذه فيها احتمالين:

    الاحتمال الاول أن هذه من منشأتي, الاحتمال الثاني أن هذه في عالم آخر أنا رأيته, ننفي الاحتمال الاول بأي برهان ننفيها؟ ببرهان انه يلزم أن يكون من باب الصدفة الله (سبحانه وتعالى) باعتبار انه كل فعل يحتاج الى فاعل, جالس يرى السيد كمال الحيدري ماذا يفكر حتى يحققه له في الخارج هذا ممكن قبوله؟ ماذا يفكر زيد من الناس ماذا يرى في الرؤية من باب الصدفة ماذا يفعل له؟ يحققه له, والا اذا لم يرى يحققه له او لا يحققه له؟

    فهذا الاحتمال منفي أما بقانون أن الصدفة لا تكون دائمية ولا أكثرية وأما بقانون حساب الاحتمالات وكلاهما ينفي أن يكون منشأها صدفة, اتفاقا أنا أرى وهو ينطبق في الخارج, اذن هذه اين رآها اين تعلق بها العلم؟ لا يمكن أن تقولوا انه تعلق بالمعدوم لان المفروض أن هذه الامور الآن موجودة او معدومة؟ معدومة الآن في الخارج, اذن العلم من الصفات الحقيقية ذات الإضافة تحتاج الى متعلَق هذه متعلقها اين؟

    قلت أما من إنشاء النفس كدعابات المتخيلة وهذا باطل جزما بالبرهان, وأما من ارتباط النفس بعوالم أخرى ورؤية هذه الحقيقة الآن أما رؤيتها صريحة وأما رؤيتها بنحو والنفس تنشأ صورا خيالية مناسبة لها, كما في قوله {إني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} رأى حقيقة من الحقائق ولكن عندما أراد أن يعبر عنها الخيال يدخل على الخط ما فيه مشكلة لذا الرؤية احتاجت الى تأويل احتاجت الى تعبير.

    طيب تلك الحقيقة التي رآها كانت في أي عالم؟ في عالم الشهادة؟ جزما لا, باعتبار انها معدومة, في عالم العقل؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ باعتبار انها جزئية لها شكل وطول وعرض وجزيئات, اذن اين؟ في عالم المثال المنفصل.

    لذا السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه بعد أن يبين هذا يأتي في ص271 يقول: المنامات التي لها ارتباط بالحوادث الخارجية, تخبر مغيبات وخاصة المستقبلة منها لما كان احد طرفي الارتباط أمراً معدوما يعني بحسب عالم الشهادة, بعد كمن يرى أن حادثة كذا وقعت ثم وقعت بعد حين, هذا فيه احتمالين, أنا هذا الاحتمال الاول أضعه وانه ليس موجودا في كلام السيد, وهو انه هذه من باب انشاءات النفس ومن باب الصدفة تحققت في الخارج, هذا باطل ببرهان أن الصدفة لا تكون دائمية ولا أكثرية, او برهان حساب الاحتمال.

    ولا معنى للارتباط الوجودي بين وجود ومعدوم لان المفروض انها معدومة في عالم الشهادة او أمراً غائبا عن النفس لم يتصل به من طريق شيء من الحواس, كمن رأى أن في مكان كذا دفين فيه من الذهب المسكوب كذا ومن الفضة كذا في وعاء صفته كذا, وكذا ثم مضى إليه وحفره فوجده على ما كان عليه, وكل ما تزاد من تفاصيل فحساب الاحتمالات ماذا تصير؟ الامتناع يصعد, القارورة صفراء وفي مكان كذا وفي الليل وفي مساحة كذا, هذه كلها أنا من باب الإنشاء انشأتها لنفسي عندما ذهبت ماذا؟ الله (سبحانه وتعالى) حتى لا يكسر قلبي قد فعل لي هذا, هذا غير معقول خصوصا اذا كانت تلك الحوادث مرتبطة بأمور كبيرة خصوصا هذه الاخبارات التي يقول عنها أمير المؤمنين ×.

    طيب اذن الارتباط اين استقر بين العالم وبين المعلوم؟ هذا المعلوم اين كان؟ ولذا قيل أن الارتباط إنما استقر بينها بين تلك الامور وبين النفس النائمة من جهة اتصال النفس بسبب الحادثة فوق عالم الطبيعة يعني في وجودها المثالي سبب الحادثة, لأنه بالأمس نحن بينا أن عالم المثال سبب لعالم المادة, فترتبط النفس بسبب الحادثة ومن طريق سببها ترتبط بنفس الحادثة, توضيح ذلك: أن العوالم ثلاث, عالم الشهادة, عالم المثال, عالم العقل.

    والنفس الانسانية لتجردها لها مسانخة مع  العالمين عالم المثال وعالم العقل يعني ماذا؟ يعني بحركة جوهرية تصعد الى عالم المثال وإذا وقفت هناك وقفت والا تمشي الى أن تصل الى عالم العقل, فإذا نام الانسان وتعطلت الحواس انقطعت النفس طبعا عن الامور الطبيعية الخارجية ورجعت الى عالمها المسانخ لها وشاهدت بعض ما فيها من الحقائق بحسب ما لها من الاستعداد والإمكان.

    فان كانت النفس كاملة متمكنة من إدراك المجردات العقلية أدركتها واستحضرت أسباب الكائنات على ما هي عليها من الكلية والنورية والا حكتها حكاية مثالية, الآن هذه الحكاية المثالية أما بمثال صريح وأما بمثال يحتاج الى تعبير ويحتاج الى تأويل.

    هذا اذن البرهان النقلي او الدليل النقلي من خلال التمسك بالاخبار بالمغيبات التي هي قطعية في الآيات والروايات على مستوى القرآن على مستوى الروايات على مستوى الحوادث هذه قطعية هذا برهان آخر لدليل آخر لإثبات عالم المثال, وخصوصا عالم المثال (كلام أحد الحضور) النزولي احسنتم, لأنه نحن اذا يتذكر الاخوة قلنا المشكلة انه لا يوجد عندنا كثيرة في إثبات عالم المثال الصعودي, لأنه روايات البرزخ فوق حد الإحصاء, إنما المشكلة كل المشكلة اين؟ في المثال المنفصل, وهذه الحوادث التي يخبر عنها يقع كذا ولا يقع كذا, هذه مرتبط بالنزول او مرتبط بالصعود؟ هذا مرتبط بالنزول يعني هذه الحادثة الكذائية يراها قبل أن تقع, ما ادري واضح هذا المعنى.

    سؤال: التفتوا جيدا, سؤال: طيب نحن القائلون بعالم المثال المنفصل هذا التوجيه بالنسبة إلينا سهل ومنطقي نقول اطلع على الوجود المثالي لهذه الامور المستقبلية فاخبر عنها, اذا كان معصوما فالأخبار يقع قطعا, يعني ما اخبر به يقع جزما, اذا لم يكن معصوما قد يحصل فيه خطأ قد يقع وقد لا يقع, فهؤلاء الذين أنكروا عالم المثال المنفصل ماذا يوجهون مثل الاخبار في المغيبات؟ (كلام أحد الحضور) ماذا يقول, في النتيجة أنا لا أتصور أنهم ينكرون الاخبار بالغيب.

    لذا الشيخ الرئيس في الإشارات والتنبيهات هذا في آخر, يعني في النمط العاشر آخر ما يوجد عنده هناك في اشارات والتنبيهات الجزء الثالث ص407 أصلا يوجد بحث يبدأ طويل جدا, امكان اطلاع الانسان على الغيب وذكر ما للاستدلال عليه من المقدمة ذكر المقدمات التي يحتاج إليها في الاستدلال على الامكان على اطلاع الغيب, بحث مفصل الى أن يأتي الى صفحة 407 هذا البحث الذي هو مفصل قلت لكم وإنشاء الله اذا وفقنا في وقت من الأوقات هذا النمط الثامن والتاسع والعاشر من الإشارات لابد أن يقرأ, الذي هو في السعادة ومقامات العارفين وهذه الأخيرة, أسرار الآيات وكذا.

    يقول: تنبيه وإذا قلت الشواغل الحسية وبقيت شواغل اقل لم يبعد أن يكون للنفس فلتات, طبعا ليست من تلك الفلتات, وقى الله المؤمنين شرها والمسلمين شرها, لا, هذه فلتات أخرى هذه فرص أخرى, قال: أن يكون للنفس فلتات تخلص النفس, عن شغل التخيل الى جانب القدس, طيب اذا تخلصت {لك في النهار سبحا طويلا} هذه انشغالات يقول: وتوجهت الى اين؟ الآن أما في النوم وأما في اليقظة, يقول: فانتقش فيها نقش من الغيب, الذي الغيب ما هو؟ فإذا انتقش فيه يحصل للانسان علم بالغيب, اطلاع على الغيب فانتقش فيها نقش من الغيب, طيب هذا أي غيب؟ بناء على مباني المشائين أي غيب هذا؟ هذا العقلي التفتوا جيدا, طيب هذا العالم العقلي ينتقش فيه تصاوير او ينتقش فيه معنا كلي وأنا اوجد التصاوير؟ (كلام أحد الحضور) ولذا تجدون أن هؤلاء يعتقدون التفتوا جيدا, أن هؤلاء يعتقدون أن كل الاخبارات بالغيب الصادرة عن النبي وائمة أهل البيت هذه الصور التفصيلية هذه مشاهدة او إنشاء من نفس ذلك الامام او النبي او الولي؟ (كلام أحد الحضور) ليست مشاهدة هذه انشاءات منه. ويوجد فيها آثار كلامية جدا كثيرى الآن ما أريد أن ادخل فيها والا نصل الى مكانات بعد لا نستطيع أن نتكلم.

    هذه المعاني الجزئية الموجودة في الآيات القرآنية هذه رسول الله  ’ شاهدها وأخذها او انه اخذ معنا كلي وهو إنشاء في وجوده في صعق نفسه؟ التفتوا جيدا, آثار كلامية جدا كثيرة في هذا, هؤلاء يصرحون, لان المبنى النظرية تساعد او لا تساعد؟ لا يوجد عنده بدليل آخر لأنه هو يعتقد انه في قوس النزول يوجد عالم المثال المنفصل او لا يوجد؟ اذن لا معنى بان يقول انه ارتبط اتصل اتحد عبر ما تشاء رأى شاهد, هذه الحقائق ثم عبر عنها يمكن او لا يمكن؟ هذا الباب مغلق.

    فلذا عندما يأتي الحكيم الطوسي المحقق الطوسي يقول: والمعنى أن الشواغل الحسية اذا قلت أمكن أن تجد النفس فرصة اتصال بالعالم القدسي بغتة تخلص فيها عن استعمال التخيل فيرسم فيها في النفس شيء من الغيب على وجه كلي, لا على وجه تفصيلي أبداً, هذا الكلي المراد منه هو معنا عام ولكنه تفصيلاته, من قبيل انه انت تأخذ معنا وانت في الخيال المتصل تعطيه صورة خاصة به يعني من متخيلتك الخاصة, تارة ترى الحقيقة صريحة وتارة تراها {أني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات} الى آخره, هذه من انشاءات النفس.

    يقول: ويتأدى أثره الى التخيل فيصور التخيل في المشترك صورا جزئية مناسبة لذلك المرتسم العقلي, ما ادري واضح المعنى.

    اذن الامام أمير المؤمنين × هذه الحقائق التي كلها التي يخبر بها الى قيام الساعة هذه بتفاصيل آخذها من الغيب او بشكل كلي أخذها من الغيب؟ بشكل كلي أخذها من الغيب ثم هو بدأ لا فقط ينشأ صور وإنما يفصل هو يفصل لا التفصيلات موجودة في نشأة من نشآت عالم الامكان وهو وقف عليها, لا ليس الامر هكذا.

    وهذا ما يصرح به بعض الاعلام, ابن ميثم البحراني في مقدمة شرح نهج البلاغة, حتى تعرفون بأنه المبنى اذا لم يتم هذه الآثار الكلامية اين تطلق, لا تتصورون أن هذه أبحاث كلامية لا تترتب عليها نتائج.

    ميثم البحراني في الجزء الاول ص84 عنده بحث قيم أنا بودي إنشاء الله الاخوة الذين عندهم هذا الكتاب يرجعون الى المقدمات لا اقل يطالعوها لأنه هو هذه المعارف التي جاءت في نهج البلاغة, قدم لها مقدمة مفصلة يبين هذه الحقائق ثم بعد ذلك يدخل.

    يقول: المقام الثالث: وهو صدور الاخبار بالأمور الغيبة عنه  × هذه تحتاج الى توجيه هذه تحتاج الى بيان فني يريد لها منهج قاعدة لا انه تأخذ القلم وتدخل الى نهج البلاغة, لا يصير أن تدخل هكذا, والاعلام واقعا ملتفتون الى هذه الحقائق, ولكن لأنهم بيدهم المباني الفلسفية او مقلدين؟ عموما مقلدين في المباني الفلسفية, فمضطرين انه يأخذون النتائج هنا.

    بعبارة أخرى: قال: فستعلمها في مواضع كثيرة من هذا الكتاب إنشاء الله تعالى لا يقال أن ذلك علم ألهمه الله وأفاضه إليه بل الرسول اخبره اذن هي ليست أخبار بالغيب يدخل في بحث انه أساساً الاخبار بالغيب ما هو وانه هل هذا أخبار بالغيب او ليس أخبار بالغيب؟ وهل انه فيه توسط من الرسول او لا يوجد فيه توسط من الرسول  ’ هذا بحث جميل وان كان لا يتجاوز الصفحتين او ثلاثة, ولكنه بحث قيم, وهذه مسالة توسط الرسول هذه عبارته في الأخير, يقول: وقول الرسول ’أعطيت جوامع الكلم, وأعطي علي جوامع العلم, هذه روايات لعله من الفريقين واردة, والمراد بالانفتاح ليس الا التفريع وانشعاب القوانين الكلية, لان المبنى عنده مبنى الشيخ, لا يستطيع أن يفترض أن هذه الجزئيات ماذا؟ كلها مأخوذة, وإنما الكلي مأخوذ والجزئيات والتفريع من من؟ من علي ×.

    قال: وانشعاب القوانين الكلية عما هو أهم منها وبجوامع العلم ليس الا ضوابطه وقوانينه, التفت محل الشاهد من الجملة: وفي قوله وأعطي بالبناء بالمفعول دليل ظاهر على أن المعطي لعلي جوامع العلم ليس هو النبي, بقرينة يقول: بقرينة انه قال أعطيت وأعطي, اذن المعطي من هو؟ واحد, يعطي لرسول الله شيء ويعطي لعلي شيئا آخر, والا لو كان هذا الإعطاء من رسول الله فهذا التعبير صحيح أعطيت وأعطي, يقول: والنبي بل الذي أعطاه ذلك هو الذي أعطى النبي, وهذا بحث كلامي مهم, جدا التفتوا جيدا, وإذا تم هذا البحث كلاميا, عند ذلك يكون تعالوا معنا الى القرآن الكريم انه ماذا (كلام أحد الحضور) أريد أن اعرف من يستطيع أن يأتينا بشاهدين من القرآن على هذه الحقيقة, اذهب هذه ملكة الاجتهاد هنا, ملكة الاجتهاد ليس معناها أن تعرف الحقيقة, هذه اذن اين تفيد تستطيع أن هذه تربطها اين؟ في محل آخر, , (كلام أحد الحضور) احسنتم جزاكم الله خيرا, اقرأ الآية من الاول, (كلام أحد الحضور) اذن رسول الله عنده ماذا شاهد, طيب اذا أمير المؤمنين اخذ علمه من رسول الله يستطيع أن يصير شاهد على رسول الله, يصير؟ لا معنى له, اذا متى يمكن أن يكون شاهدا؟ انت اذا دخلت الى محكمة الشهادة تقول أريد الشهادة يقولون له من قال لك يقول هو قال لي, يقبل او لا يقبل؟ هذه واحدة, وآية أخرى من القرآن الكريم {ويتلوه شاهد منه} سلام الله عليه, هذا فيه مبنى كلامه اذا تم هذا المبنى الكلامي هذه القضية أيضاً تتم. عند ذلك على هذا المبنى مبنى المشائين قال: فتبين اذن أن تعليم رسول الله له لم يكن مجرد توقفيه على الصور الجزئية ليس هذا, بل إعداد نفسه بالقوانين الكلية وأمير المؤمنين ×يستنبط من هذه القوانين العامة الكلية الجزئيات وكيفية إنشعابها وتفريعها وتفصيلا وأسباب تلك الامور, واضح المبنى.

    اذن على المبنى الذي نحن نعتقده لا, نرى انه من الواضح أن هذه الحقائق كما يرى الحقائق الكلية الكلية العرفانية يعني الحقائق العقلية يرى الحقائق المثالية والجزئية أما أولئك فيحتاجون الى هذا البيان, وإثارات أخرى لعلنا نوفق للإشارة إليها.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/02/06
    • مرات التنزيل : 1412

  • جديد المرئيات