نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (121)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وأعني بالصوري ما يحصل في عالم المثال من طريق الحواس الخمس.

    بالأمس وقفنا عند هذا البحث هو انه كما يوجد عند الانسان حواس خمسة ظاهرية كذلك يوجد عند الانسان حواس خمس باطنية, بعبارة أخرى: كما توجد هناك حواس ظاهرية يدرك بها الانسان عالم الشهادة وعالم الظاهر المطلق وعالم المادة كذلك هناك حواس باطنية ملكوتية بها يدرك عالم المثال المنفصل, فلكل من هذين العالمين أداته الخاصة به وهذه نقطة أساسية ومن خلالها يتضح لنا بأنه, أريد أن انتقل الى البحث الكلامي العقدي. ومن هنا يتضح لنا بان الامام عندما نعتقد أنه كما يدرك عالم الحس يدرك عالم المثال يدرك عالم العقل وما فوق عالم العقل إذن ادراكاته ليست كلها حصولية بعضها حصولية وبعضها شهودية وحضورية.

    طبعا هذا البحث إنشاء الله ستأتي الإشارة إليه إجمالا في ص 131 من الكتاب تعالوا معنا الى ص 131 خمسة اسطر باقي من الصفحة قال: فإن للقلب عينا وسمعا وغير ذلك من الحواس, هذه الحواس الظاهرة أساسا مظاهر تلك الحواس الباطنة, كما أشار إليه سبحانه بقوله {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} ووقفنا عند هذه الآية, وكذلك {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} وفي الأحاديث المشهورة ما يؤيد ذلك كثير, وتلك الحواس الروحانية أصل هذه الحواس الظاهرية. الآن لماذا نحن قدمنا البحث؟ باعتبار أنه تسلسل البحث كان يقتضي أن نقف عليها, لذا إنشاء الله عندما نصل هناك البحث واضح جدا.

    من الآيات الأخرى التي يمكن الاستناد إليها لإثبات هذه الحقيقة قلنا هذه الآية المباركة من سورة الإسراء آية 72 {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} وهذا يكشف لنا التفتوا جيدا, هذا يبين لنا انه يوجد هناك تطابق بين النشأتين, وهذه قضية أساسية (الدنيا مزرعة الآخرة) اذا كان هنا أبصار فهناك أبصار اذا كان هنا عمى فهناك عمى, لا يتبادر الى ذهن احد انه اذا كان هنا عمى يمكن أن يتبدل هناك أبصاراً او بالعكس يكون هنا أبصار يتبدل ويكون عمى (الدنيا مزرعة الآخرة), (المعرفة هنا بذر المشاهدة هناك) لذا قال: {فمن كان في هذه أعمى} ولعله من هذه الآية المباركة يمكن استنتاج قاعدة: أن الدنيا دار عمل ولا حساب والآخرة دار حساب ولا عمل, وإلا اذا كانت الآخرة أيضاً دار عمل وحساب, طيب بالإمكان للانسان أن يكون هنا أعمى ولكن هناك يعمل ويكون بصيرا, مع أن صريح الآية المباركة تقول {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} يوجد مجال أن يكون هناك بصيرا او لا يوجد؟ لا يوجد, وهذا معناه إغلاق الملف في النشأة الأخروية.

    ولا احتاج الى أن أشير الى هذا المعنى أن العمى هنا ليس هو العمى الظاهر والا كما ذكروا أن الانسان الذي يولد من بطن أمه بلا اختياره أعمى او لسبب من الأسباب الخارج من قدرته أعمى لماذا الله (سبحانه وتعالى) اذا كان المراد العمى الظاهر يحشره يوم القيامة أيضا أعمى, هذا خلاف الحكمة خلاف العدل خلاف بعض القواعد الثابتة في البحث التوحيدي. اذن المراد من العمى في الآية المباركة عمى البصيرة لا عمى البصر.

    وكذلك هذه الآية المباركة من سورة طه قال تعالى {ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا, ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا} ظاهر هذه الآية المباركة عجيب ظاهر هذه الآية المباركة, هذا الانسان بعد يوم القيامة بعده يتصور انه يعيش في اين؟ يعيش في الدنيا لذا يريد احكام الدنيا في الآخرة, هو في الدنيا كان يعيش بصيرا او أعمى؟ بحسب الظاهر كان يعيش بصيرا والا بحسب الباطن كان ما هو؟ كان أعمى ويريد في الآخرة أن يعامل بحسب هذا الظاهر فلذا يقول {قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا} هذه {وقد كنت بصيرا} هذا أي بصر؟ هذا البصيرة الظاهرية وليست من البصيرة الباطنية, وهذه من اختلاط النشآت, طبعا ليست فقط هنا هناك أيضاً في جملة من الموارد هذه اختلاط النشآت على الناس,  القران الكريم يقول يوم القيامة لبعض الناس يقول: {انظر كيف كذبوا على أنفسهم} هناك كانوا يكذبون وهنا أيضاً اختلاط العوالم لا يقول لنا قائل انه هناك لا يوجد فعل اختياري؟

    الجواب: نعم لا يوجد فعل اختياري بمعنى الابتداء ولا الاستمراري ولكن هذا ظهور الكذب في الدنيا يظهر في الآخرة بعنوان هذا الكذب.

    لذا السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه يقول: يسبق الى الذهن, في ذيل هذه الآية المباركة الجزء الرابع عشر ص 226 في ذيل الآية 24 من سورة طه, يقول: يسبق الى الذهن أن عمى يوم القيامة يتعلق ببصر الحس فان الذي يسال عنه هو ذهاب البصر الذي كان عنده في الدنيا وهو بصر الحس دون بصر القلب الذي هو البصيرة, وهذه نقطة أساسية مفتاح من القران واقعا من مفاتيح القران انه لابد أن نميز بين الأبصار وبين البصائر, القران الكريم له جمعين للبصر: عنده مكان أبصار {لهم أعين لا يبصرون بها} أبصار عنده {وجعلنا لهم السمع والأبصار والأفئدة} الى آخره هذه أبصار عندنا وآيات أخرى عندنا بصائر الأبصار جمع البصر الظاهري, البصائر جمع البصيرة.

    فيشكل عليه ظاهر ما دل على أن المجرمين يبصرون يوم القيامة أيام الهول وأيام العظمة والقهر, هنا قضية جدا يذكرها السيد الطباطبائي جد لطيفة, في ذيله على الطريقة مع الاسف الشديد, أن هذا كتاب الميزان ليست فيه عناوين فرعية حتى تتضح مضامين هذه الابحاث.

    السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه يذكر هنا قاعدة يقول: من أهم قواعد بصر الظاهر بصر الدنيا انه من كان هنا بصيرا يبصر كل شيء ومن كان أعمى أعمى عن كل شيء, يقول: وهذا بخلاف البصيرة فان البصيرة يوم القيامة ليست بالضرورة اذا عميت عن شيء فتعمى عن كل شيء وإذا أبصرت فتبصر كل شيء أبداً لا ملازمة لأنه هذه احكام هذا البصر الظاهري من كان هنا أعمى فهو أعمى عن كل شيء ويذكر شواهد.

    يقول: وهذا قياس امور الآخرة وأحوالها بما لها من نظير في الدنيا وهو قياس مع الفارق, هذا لا ينبغي أن نقيس, فان من الظاهر المسلم من الكتاب والسنة أن النظام الحاكم في الآخرة غير النظام الحاكم في الدنيا الذي نألفه من الطبيعة, وكون البصير هنا مبصرِا لكل مبصَر والأعمى غير مدرك لكل ما هو من شأنه أن يرى كما هو المشهود في النظام الدنيوي, أمامنا, أما لا دليل على عمومه للنظام الأخروي فمن الجائز أن يتبعض الامر هناك فيكون المجرم أعمى لا يبصر ما فيه سعادته وفلاحه وفوزه بالكرامة ومع ذلك يشاهد ما يتم به الحجة عليه وما يفزعه من أحوال يوم القيامة وما يشتد عليه من العذاب وآلامها وغيرها الى آخره. من جهة القران الكريم يقول: {من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى} من جهة أخرى يقول: {ربنا أبصرنا} هذا الأعمى يقول {ربنا أبصرنا وسمعنا} طيب ما الذي كان أعمى عنه وما الذي يبصره؟ الأعمى كيف يبصر والمبصر كيف يبصر أعمى؟

    الجواب: وهو انه ما هو سائر إليه من دركات الجحيم هو بصير كاملا يبصر كامل يبصر أهوال يوم القيامة, كامل يبصر في الجحيم ما يجري في رأسه والعياذ بالله, أما يرى نعيم الجنة ويرى نعيم أهل الجنة ويشم رائحة الجنة او لا يرى؟ وهذا له مثال في روايات البرزخ, أن المؤمن عندما يأتي ليطلع على أهله يرى ما يسره ولا يرى ما يسوئه, وبالعكس أن المنافق والكافر عندما يأتي ليطلع يرى ما يسوئه ولا يرى ما  يسره, إذن هذا التبعيض ليس موجودا فقط في الحشر الاكبر موجود اين؟

    لذا كثير من الاحكام إن لم تقرأ بهذه القراءة بهذا الفهم وهو أن احكام الآخرة تختلف عن احكام الدنيا أدوات الآخرة تختلف عن أدوات الدنيا.

    طيب من جهة أخرى تجدون القران صريحا يقول {ختمنا على أفواههم} أصلا له أن يتكلم او لا؟ ومن جهة أخرى تجد يوجد كلام بينهم وبين الله وبين الملائكة بينهم وبين أهل الجنة لماذا هناك ختمنا وهنا يتكلمون وهكذا, فهذه كلها على المبنى تكون واضحة, أما إذا قست الآخرة على الدنيا واقعا هذه كلها تكون غير واضحة وغير منسجمة, (كلام أحد الحضور) وهو كذلك هذا في البرزخ لا الآن في القيامة الآية, بلي وهو كذلك, جيد.

    ومن الآيات أيضا هذه الآية المباركة التي هي واقعا من الآيات القيمة في هذا المجال وهي في سورة الأعراف, نحن عندما نأتي الى ابراهيم الخليل نجد أن الله (سبحانه وتعالى) في سورة الأنعام آية 75 يقول: {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض} اذن الملكوت قابل للرؤية وبماذا يرى؟ ليس بالعين الظاهرية لان الملكوت مرتبط بعالم الغيب, اذن بعين باطنية, او في قوله (عليه أفضل الصلاة والسلام) (ربنا علمنا مناسكنا او ارني مناسكنا) من هنا تفهم انه كان يطلب رسالة عملية يبعثون له مناسك حج يبعثون له او شيء آخر كان يريد ابراهيم الخليل؟ ابراهيم الخليل ليس تعبيره علمنا مناسكنا وإنما ماذا؟ والقران مليء يعلمهم يعلمهم التعليم موجود ولكنه ابراهيم ماذا يطلب (ربي ارني كيف لا أعلمني لا اجعلني .. أبداً, {ربي ارني كيف تحيي الموتى} {ربنا أرنا مناسكنا} القران الكريم {أريناه} {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين} اذن ابراهيم رأى ملكوت السماوات والارض.

    في مقابل القران الكريم لنا عموم الناس لم يقل لنا بأنه رأيتم قال انظروا, ولكنه قد ترون وقد ماذا؟ تعلمون بان النظر غير الرؤية النظر مقدمة للرؤية تقول للشخص انظر حتى ترى يعني انظر قد ترى وقد لا ترى, ولذا تجد القران الكريم في سورة الأعراف الآية 185 عندما دعا الناس الى الملكوت ما قال رأوا ملكوت السماوات قال {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض} دعاهم الى النظر لا الى الرؤية, والناظر قد يرى وقد لا يرى.

    طيب هذه الآية المباركة تكشف لنا عن حقيقة وهو انه توجد عندنا أدوات رؤية عالم الملكوت او لا توجد؟ إذا لم توجد في أيدينا أدوات رؤية عالم الملكوت هل يوجد هناك معنا للدعوى في النظر الى عالم الملكوت او لا معنى له؟ لا معنى, اذن هذه من الآيات الجيدة في هذا المجال.

    من القضايا التي أنا فقط أشير إليها إشارة ولعله هذا بحث معرفي موكول الى محل آخر, وهو انه انت جنابك عندما تراجع القران الكريم تجد بأنه ينسب الفهم والتعقل لا الى العقل ينسبه الى القلب, وهذا على خلاف القواعد الموجودة عندنا بأنه مركز الإدراك والفهم هو القلب او العقل؟ العقل مع انه صريح الآية في سورة الأعراف {لهم قلوب لا يعقلون بها} في آية أخرى {لهم قلوب لا يفقهون بها} فينسب الفهم والتعقل والإدراك الى القلب, وهذه نظرية اخواني الاعزاء فقط أنا أشير إليها وإنشاء الله تفصيلا في نظرية المعرفة, الذي السيد الطباطبائي أيضاً على طريقته هذه المباحث منتشرة في الميزان هناك في المجلد الثاني من تفسيره القيم الميزان ص 225 عنده بحث تحت هذا العنوان بحث في كلام معنى القلب في القران يصل الى هذه النقطة في سطرين كما قلت لكم التفتوا الى العبارة, يقول: وقد رجح الشيخ أبو علي ابن سينا كون الإدراك للقلب لا للعقل, بمعنى أن دخالة الدماغ في الإدراك دخالة الآلة فالعقل ليس هو المدرِك بل هو أداة الإدراك, مثاله: انت كما انه عندك قوة الأبصار في النفس أداتها ما هي؟ أداتها العين فليست المدرِكة هي العين المدرِك المبصر هي من؟ هي قوة الأبصار في النفس ولكن أداتها العين, هنا الشيخ الرئيس يقول بان القلب هو المدرِك لا العقل هو المدرك نعم القلب يحتاج الى أداة أداته ما هي؟ هي الدماغ والعقل, (كلام أحد الحضور) من هو لا باعتبار انه مظهر باعتبار أن الدماغ مظهر كما انه هذه الاجزاء مظهر للباصرة الموجودة في النفس, لا ليس مراده, يريد أن يقول أن القوة العاقلة هي المدرِكة او القلب هو المدرِك؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم اقول رأي في نظرية المعرفة اقول الآن أنا لم اقل بالضرورة هذه النظرية صحيحة, والشواهد القرآنية تؤيد هذا المعنى او لا تؤيد؟ لأنه دائم يقول {قلوب لا يفقهون} {قلوب لا يعقلون} ونحو ذلك, {لمن كان له قلب او القي السمع وهو شهيد} قلب لأي شيء؟ للإدراك, والسمع لأي شيء؟ للسماع, على أي الاحوال, قال: أن دخالة الدماغ فيه دخالة الآلة فللقلب الإدراك وللدماغ الوساطة التي هي الآلة, هذا بحث.

    تعالوا معنا على مستوى الروايات, على مستوى الروايات الحق والإنصاف كما ذكر الشيخ القيصري بأنه الروايات كثيرة فوق حد الإحصاء في هذا المجال بأنه كما توجد عندنا حواس ظاهرية توجد عندنا حواس باطنية ونحن مرارا ذكرنا للاخوة مجموعة من هذه الروايات ومن أهمها ما ورد في تفسير المحيط الأعظم الجزء الاول ص 272 هناك مجموعة من الروايات ينقلها بهذا المعنى.

    يقول: منها قول النبي ’ (ما من قلب إلا وله عينان وأذنان فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين هما للقلب ليشاهد بهما الملكوت).

    وكذلك (لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا الى الملكوت).

    وكذلك (لصافحتهم الملائكة).

    وكذلك في خطبة أمير المؤمنين × (أن الله (سبحانه) جعل الذكر جلاءً للقلوب تسمع بعد الوقرة, القلب يسمع). (يا علي انك تسمع ما اسمع وترى ما أرى إلا انه لست بنبي), يعني انه انكشاف عالم الملكوت منكشف لك عالم الملكوت او لا؟ نعم منكشف ولكنه في النتيجة النبوة لها درجة والإمامة والوصايا لها درجة أخرى, ( تسمع به بعد الوقرة وتبصر به بعد العشوة) الى آخره. هذه مجموعة من الروايات التي يشير إليها في الحاشية موجودة وفي المتن الاخوة إنشاء الله يرجعون إليها حتى لا نطيل, تعالوا معنا الى المتن.

    بعد أن اتضح ذلك الآن يأتي الى التطبيق يقول: وأعني بالكشف الصوري ما يحصل في عالم المثال من طريق الحواس الخمس الباطنية الملكوتية وذلك, الآن هذه الحواس الخمس أما هي المشاهدة, إما السماع, إما الذوق, إما اللمس, وهكذا الآن يحاول كل واحدة من هذه يذكر لها شاهدا من الشواهد.

    وذلك إما أن يكون على طريق المشاهدة كرؤية المكاشف صور الارواح المتجسدة والأنوار الروحانية, ولهذا يتذكر الاخوة مع حبة العرني, الامام أمير المؤمنين × في ظهر الكوفة في وادي السلام جلس قام جلس قام, قال: حلق من حلق, يسألون إن هم الا حلق ويضيق بعضهم لبعض, الامام × يراهم ويسمعهم ويتكلم معهم, او عندما وقف النبي الأكرم ’ على قليب بدر هناك وتكلم معهم (أوجدتم ما وعدكم ربكم حقا) قال والله لستم بأسمع منهم, هم كانوا يسمعون ورسول الله  ’ يسمعهم ويتكلم إلا أنه اذن لهم بالكلام او لم يؤذن لهم؟ لم يؤذن لهم.

    اذن هذه الروايات كثيرة في هذا المجال.

    يقول: وذلك أما أن يكون عن طريق المشاهدة كرؤية المكاشف صور الارواح المتجسدة والأنوار الروحانية وإما أن يكون على طريق السماع, اطمأنوا هذه كلها ليست مانعة الجمع وإنما مانعة الخلو, يعني قد تجتمع جميعها كما اجتمعت مع أمير المؤمنين × او الى النبي الأكرم ’, وإما أن يكون على طريق السماع, كسماع النبي ’ الوحي النازل عليه كلاما منظوما, المراد من الكلام المنظوم؟ يعني الكلام المرتب لا الكلام الشعري في قبال الكلام المنثور, منظوم يعني يمكن اذا سمعه الانسان يفهمه, وقد يوجد هناك كلام ولكن منظوم او لا؟ غير منظوم, فلذا سليمان عندما مر على ذلك الوادي سمع النملة ماذا تقول؟ {ادخلوا مساكنكم} الآن افترضوا بالأدوات العادية كانت توجد أصوات يفهمها الفيزيائي او صاحب ذلك العلم او لا يفهمها؟ لا, يجد أصوات متصلة, ولكن ليس بالضرورة أن كل صوت لا معنى له, انت قد تفهمه او لا تفهمه, هذا من باب تمثيل المحسوس بالمعقول, وإلا هذا مرتبط بعالم الحس ونحن نتكلم في عالم المثال.

    او مثل صلصلة الجرس, ودوي النحل, كما جاء في الحديث الصحيح, طبعا من الفريقين موجودة كما ينقل شيخنا الاستاذ في الحاشية في الجزء 18 هذه الرواية موجودة في ص 260 الاخوة يمكنهم أن يرجعوا إليها.

    الرواية, وأما كيفية نزول الوحي (فقد سأله الحارث ابن هشام كيف يأتيك الوحي؟ فقال: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجِرس وهو أشده عليه, فيفصم عني فقد وعيت ما اقول, وأحياناً يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما اقول), وروي (انه اذا كان نزل عليه الوحي يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل), هذا من باب تثمل ذلك الامر المعنوي الغيبي بأمر محسوس, وروايات موجودة من الفريقين, فانه ’ كان يسمع ذلك ويفهم المراد منه.

    او على سبيل الاستنشاق, وهذا الاستنشاق والشم أي شم؟ هذا الشم الملكوتي وليس الشم الملكي, هذا الشم الذي عبر عنه يعقوب عندما فصلت العير من مصر ماذا قال؟ {إني لأجد ريح يوسف لولا تفندون} هذا أي وجدان, هذا أي ريح؟ والذي كلهم قالوا له مباشرة {انك في ضلالك القديم} واقعا انت مشتبه, طيب اذا كانت توجد رائحة فنحن نشمها, ولكن تلك غير الرائحة تلك الرائحة انه كلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت فاطمة ÷هو الجنة رسول الله ’ ولكن طيب جنة فاطمة جنتها الخاصة, (كلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت فاطمة) والآيات والروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء.

    ولعله من أفضل الروايات في هذا المجال هذه الرواية القيمة عجيب, الرواية هذه واردة في الاصول الكافي الجزء الثاني ص 229 الرواية في كتاب الايمان والكفر تحت باب من يهم بالحسنة او السيئة, الرواية (عن عبد الله قال: عن أبيه موسى ابن جعفر عن أبيه يعني جعفر الصادق × قال سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب اذا أراد العبد أن يفعله او الحسنة؟ يعني النية قبل الفعل الخارجي, تارة الملائكة يرون الفعل الخارجي من فعل الحسنة او من فعل السيئة, وأخرى لهم بالحسنة ولهم بالسيئة, التفتوا الى الجواب.

    قال (سألته عن ذلك عن الملكين فقال: × في جملة واحدة, فقال: ريح الكنيف وريح الطيب سواء) هذا الذي يهم بالحسنة ماذا يخرج منه رائحة طيبة الملك يفهم انه هم بالحسنة وذاك الذي هم بالسيئة ماذا يخرج منه رائحة كريهة طبعا هذه الرائحة هو يشمها او لا؟ لا أصلا لا يشمها يشم عكسها ولا يحس بتلك, وهذه الرواية أيضا فلذا لا تستغربون هذا المعنى الذي الآن انقله لكم, (إن لذنوبكم روائح الا فتعطروا بالاستغفار) طبعا الذي عنده الشم الملكوتي واقعا من يمر عنده الانسان العاصي اطمأن انه يحس, أبداً, بل الانسان الملكوتي عندما يرى الشخص أيضاً يحس انه هذا ما هو, وإن كان لا يستطيع أن يشخص بأنه هذا في باطنه ذئب او في باطنه خنزير او ما هو لا يستطيع, ولكن يحس انه آدمي او لا؟ هذا الذي ينظر بنور الله, (اتقوا فراسة المؤمن) يرى انه ليس آدمي لا يمكن التعامل معه, ولا يعلم لماذا؟ لو تسأله تقل له لماذا؟ يقول والله بحسب الموازين الفقهية لا استطيع أن أبينها لك, ولكن حاستي بتعبير بعضهم يقول: حاستي السادسة تقول بأنه لا تتعامل مع هذا, وأنا أتصور كل واحد في حياته مرة عليه حالات من هذا القبيل الآن لا أريد أن اقول بنحو الموجبة الكلية ولكن حالات مرة عليه, ووجد ذلك صدقا, يعني عندما شخص فلان انه أهل خير او أهل باطل, بعد شهر او شهرين او ست سنوات اتضح له انه كما توقع هذا الامر, على أي الاحوال.

    قال: او على سبيل الاستنشاق وهو التنسم بالنفحات الإلهية والتنشق للفوحّات الربوبية, طبعا انتم خصوصا هذا المعنى ترجعون إليه في ليال القدر, شاهدتم الروايات تقول بأنه ليلة القدر توجد روائح خاصة, البعض يتصور انه يشمشم بالشم المادي يتصور بأنه هذه الرائحة جسمانية مادية مع انها رائحة ملكوتية تلك الليلة لها رائحة خاصة لمن هو من أهل الملكوت في عمره تلك الليلة يشخصها, أما اذا 359 ليلة مولانا من أهل الباطل طيب كيف ليلة 360 يصير من أهل الملكوت, الآن هذه بقدرة قادر تصير.

    والتنشق للفوحات الربوبية قال عليه السلام (إن لله في أيام دهركم نفحات) أفتح لي قوس (أنا كثير من الاحيان الاخوة الذين موجودين هنا او الذين موجودين في الحج عندما أسافر, يا أخي يأتيني هناك في الحج يقول سيدنا ادخل المسجد الحرام أريد أن يصير لي توجه لم يصير, أدخل الى المسجد النبوي أريد أن يصير عندي توجه لا يصير, اذهب الى الغرفة سيدنا أريد توجه للعبادة لم يصير ألف راسي وأنام, طيب سيدنا ماذا افعل, أنا أتيت الى الحج وأريد, هذا ماذا تقول له هذا المسكين, هذا الذي 355 من عمره قضاها في الغفلة عن الله, وفي الاعراض {ومن اعرض عن ذكري فان له} هذا يمكن في خمسة أيام من اليوم الثامن الى اليوم 13 يصير عنده حضور قلب وتوجه الى الله (سبحانه وتعالى)؟ لم يصير, نعم يصير أعمال ظاهرية وهو أن يركض زائد, الطواف يأتي ب360 طواف ولكنه البعد المادي, لا أريد أن اقول هذا البعد المادي ليس بلازم لا لا, جد لازم ولا اقل هذا القدر نحفظه في الناس, لا أريد أن اقول هناك ألف يقول استغفر الله, فليقل ولكن ذاك الذي يريده من التوجه القلبي من الحضور من الرب ارتباط بالله القرب بالله يحصل او لا؟ لا يحصل يا أخي).

    قال: (إن لله في أيام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها) والفيض منه دائم متصل, هناك {وما كان عطاء ربك محظورا} على أي الاحوال, وقال: إني لأجد نفس الرحمان من قبل اليمن, او على سبيل الملامسة, اللمس, طبعا هذا اللمس ليس هو اللمس المادي الملكي, وإنما اللمس الملكوتي, إذن الآن مباشرة عندما ننتقل الى الرواية اللاحقة (فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي) فمقدمة الرجال قدمها لا تقل أن هؤلاء قائلين بالتجسم, ذاك يتكلم عن المصداق المعنوي الغيبي الملكوتي لم يتكلم عن المصاديق المادية.

    قال: او على سبيل الملامسة وهي بالاتصال بين النورين او بين الجسدين المثاليين كما نقله عبد الرحمن ابن عوف او كما يقول شيخنا الاستاذ عبد الرحمن ابن عايش, المهم لا اعلم أي منهما, المهم, قال (قال رسول الله  ’ رأيت ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة) هذه الرواية واردة عندنا بشكل آخر, هذه الرواية واردة عندنا في تفسير القمي, هذه الرواية واردة بهذا النحو, قريبة المضمون ولكنه واردة بهذا النحو.

    الرواية في تفسير القمي بإسناده عن إسماعيل الجعفي قال: (كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفر في ناحية فرفع رأسه فنظر الى السماء مرة والى الكعبة مرة ثم قال {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى} وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلي فقال: أي شيء يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ ماذا باعتبار أنهم لم يكونوا يسألونهم سلام الله عليهم, فمضطرين هم يحركون السياق الذي يريدون, قلت: يقولون أسرى به من المسجد الحرام الى البيت المقدس, فقال: ليس هو كما يقولون ولكنه اسري به من هذه الى هذه, وأشار بيده الى السماء وقال: ما بينهما حرم) طيب هذا بيان آخر وليس محل شاهدنا هذا, من هنا الى السماء, من المادة الى ما فوق المادة وما بينهما حرم.

    قال: (فلما انتهى به الى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرائيل فقال له رسول الله  ’ يا جبرائيل أفي مثل هذا الموضع تخذلني, فقال: تقدم أمامك فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك فرأيت ربي) هذه في أحسن صورة هذه من كلمات في المصدر أتباع الخلفاء أما في مصادرنا الرواية فرأيت ربي, (فرأيت ربي وحال بيني وبينه السبحة فقلت: وما السبحة جعلت فداك فأومأ بوجه الى الارض وأومأ بيده الى السماء وهو يقول جلال ربي جلال ربي ثلاث مرات, ثم قال قال, ثم قال يعني الله (سبحانه وتعالى) قال: يا محمد قلت لبيك يا ربي قال: في ما اختصم الملأ الأعلى قلت سبحانك لا علم لي الا ما علمتني).

    الآن تعالوا الى النص الموجود هنا, قال (رأيت ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال في م يختصم الملأ الأعلى وليس في ما, في مَ او في ما اختصم الملأ الأعلى يا محمد ’ قلت انت اعلم أي ربي مرتين).

    الآن هناك بحث لا يخلو من لطافة أيضا, وهو ما هو المراد من اختصام المجردات, الملأ الأعلى يعني الملائكة وهل يقع بينهما خصام او لا يقع؟ هذا بحث, وإذا كان يقع خصام كما الآية المباركة تشير الى هذه الحقيقة في ما اختصم, يعني أصل الاختصام مفروغ عنه, ولكن السؤال عن متعلق الاختصام في ما وقع الاختصام لا انه يختصمون لا كان التامة كان الناقصة, طيب اذا وقع الاختصام من الحكم هنا؟ يحتاجون الى حكم او لا؟ طيب في الدنيا عندما يقع اختصام عندنا قاضي, المهم عندنا قضاء وعندنا قاضي وعندنا حاكم وحكم, هناك القاضي والحكم من هو؟

    طيب هذه أبحاث لعله إنشاء الله تفاصيلها لعله في هذا الكتاب ستأتي ولكنه فقط هنا للإشارات, اولا الاختصام في ماذا كان؟ الروايات تقول أن الاختصام كان في {إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ونقدس لك} وروايتنا الواردة في هذا المجال تؤيد قال (قلت سبحانك لا علم لي الا ما علمتني وهذا النص الموجود هناك), النقطة الثانية الموجودة في النص قلت (انت اعلم أي ربي مرتين), الآن هذه الله (سبحانه وتعالى) مرة رسول الله ’ يقول ربي ومرة ينسب إليه, مرة يقول يا رب , ومرة يقول ربي, يوجد فرق او لا يوجد فرق الآن أيضاً بحث موكول لان القران الكريم يقول {إن الى ربك المنتهى} المهم, طيب رسول الله ’ قال: انه يعلم او لا يعلم؟ لا يعلم اذن يحتاج الى من يعلمه, (فقال وضع كفه) الآن هذه أي كف؟ طبيعي بعد أن نفينا التجسيم ونفينا الصورة المثالية فهذا أمر معنوي ولكن قد يتمثل بأمر مثالي وقد يتمثل بأمر مادي أيضاً, لا محذور, {يد الله فوق أيديهم} ما في مشكلة, (قال: فوضع الله كفه) التفتوا جيدا, أول قضية أن هذا الانسان تعلم بلا واسطة او مع الواسطة؟ بلا واسطة (فوضع الله كفه) لا انه {نزل به الروح الأمين على قلبك} يوجد واسطة او لا توجد واسطة, والرواية انظروا ذيلا اذا التفتم الى ذيلها ما ادري وجدتم مقدمها (أفي مثل هذا الموضع تخذلني) يعني جبرائيل كان معه في هذا الموضع او لم يكن؟ في هذا الموضع لم يكن معه.

    فلذا أنا بودي الاخوة إنشاء الله أيام الذي يريدون أن يطالعون بدقة هذه راجعوها يجدون أن تلك المعارف التي أخذها رسول الله ’ في ليلة المعراج بلا واسطة ما هي؟

    لأنه جملة من المعارف كان يقول أخي جبرائيل اسأل لي, كان يسأل ملك الموت كان يسأل ابراهيم كان يسال السماء الاولى, الى أن وصل الى مقام (أفي مثل هذا الموضع تخذلني) رسول الله ’ واللطيف بعد ذلك لا يوجد حديث عن جبرائيل والواسطة, الحديث بينه وبين ربه, انظروا الى تلك المعارف الموجودة التي {وانك لتلقي القرآن من لدن حكيم خبير} (فوضع الله كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي) الآن ما هو المراد من الكتفين (بين كتفي)

    اولا: ما هو المراد من الكتفين؟ لماذا الوضع صار بينهما؟ هذه في الحاشية يريد أن يقول المراد من الكتفين يعني اسماء الجلالية واسماء الجمالية, هذه انت من حقك أن تقرأ وتقيم الشواهد, لماذا بينهما؟ يريد أن يقول: أمر بين أمرين, والا لم يضعه على اليمين ولا على اليسار, (فوجدت بردها) إذن ليس علمت بل ماذا؟ وجدان, إذن مرتبط بالعلم الحصولي او بالعلم الشهودي؟ بالعلم الشهودي, (فوجدت بردها) لأنه الحرارة تعطي الانسان الاطمئنان والسكون او الإضراب والقلق؟ مسلم هذا أن الانسان عندما يصاب بالحمى يفقد كل توازنه, لكنه البرد يفيده السكون والاطمأنان, (كلام أحد الحضور) بلي لا لا هذا أيضا ليس البرد الذي هذا البرد السلام اذا كان ذاك البرد, صار عذاب نقمة, إذن هذا القيد يعني قيد العقلي معه والا ذاك البرد يكون نقمة او نعمة؟ ذاك نقمة, ونحن نتكلم انه نعمة من النعم الإلهية.

    (فوجدت بردها بين ثديي) التفت هذا الوضع نتيجة ماذا كان؟ (فعلمت ما في السماوات وما في الارض) التفتم واضح, (فعلمت ما في السماوات وما في الارض) ومن هنا جاء في كلمات بعضهم وسيأتي إنشاء الله بعد ذلك انه بعد علم اليقين وبعد عين اليقين وبعد حق اليقين ماذا يقولون يوجد عندنا, الذي هو مرتبط بمقام الخاتمية وبالكشف الشاتم؟ برد اليقين, لأنه مأخوذة من كلمت (فوجدت بردها) وهذه مرتبة فوق مراتب علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين, لا أنسى أن اقول باب افتحوا لي قوس هنا (اخواني الاعزاء هذا الذي بيناه بالأمس من علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين هذا الاصطلاح العرفاني وليس بالضرورة أن ينطبق مع الاصطلاح القرآني, {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين} او {حق اليقين} في سورة الواقعة لعله ينطبق مصداقا ولعله لا ينطبق, كما انه نحن في مباحث التوحيد قلنا بأنه الاعلام عندهم التوحيد الواحدي والتوحيد الأحدي وهذا ليس بالضرورة ينسجم مع الاصطلاح القرآني عندما يقول احد وعندما يقول واحد, لا القران له اصطلاحه وهؤلاء لهم اصطلاحهم).

    ثم تلى هذه الآية {وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين} هذا ما يتعلق بسيل الاستنشاق, او على طريق الذوق باعتبار الحواس الخمس الباطنية, كمن يشاهد أنواعاً من الأطعمة فإذا ذاق منها وأكل اطلع على معان غيبيه, قال النبي ’(رأيت أني أشرب اللبن حتى) انتهى الوقت؟ (كلام أحد الحضور) اذن الى غد.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/02/11
    • مرات التنزيل : 1732

  • جديد المرئيات