نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (122)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: قال النبي  ’ (رأيت أني أشرب اللبن حتى خرج الريُّ من أظفاري).

    قبل أن ندخل في الابحاث اللاحقة لا بأس بعود على بدأ, أنا من باب انه جملة من الابحاث لا ادخل فيها حتى لا يطول البحث في المتن ولكنه بعد ذلك أجد بأنه يحتاج الى توضيح أكثر.

    لذا نحاول أن نرجع ونجري مسحا عاما على ما أخذناه الى أن انتهينا الى هذه النقطة.

    يتذكر الاخوة أننا قلنا أن الكشف الاصطلاحي هو الإطلاع على الغيب, قال: واصطلاحا هو الاطلاع على ما وراء الحجاب, ثم قال: إن الكشف على نحوين كشف صوري وكشف معنوي, هذا التقسيم بلحاظ أداة الكشف وعندنا تقسيم آخر بعد ذلك سيأتي بلحاظ متعلق الكشف, تارة أننا نتكلم عن أداة الكشف وأخرى نتكلم عن متعلق الكشف, من قبيل أننا تارة نتكلم عن القوة العاقلة والحسية وأخرى نتكلم عن متعلق القوة العاقلة ومتعلق القوة الحسية والقوى الحسية, هذا التقسيم الى صوري ومعنوي إنما هو بلحاظ الكاشف لا بلحاظ المنكشَف, هذه نقطة.

    لماذا انقسم الكشف, لماذا إننا عندما نأتي الى الكشف نجد انه ينقسم الى اقسام؟ مقدمة لابد أن تعلموا أن الكشف وهو رفع الحجاب أن الحجاب على نحوين: إما حجاب ظلماني وإما حجاب نوراني, ولكل من القسمين من الحجاب خصائصه التي تميزه عن غيره, أما الحجاب الظلماني فانه لا يقع الا في عالم المادة وعالم الشهادة, واهم ما يميز هذا النوع من الحجاب انه يقوم على أركان ثلاثة:

    الركن الاول: هو الحجاب.

    الركن الثاني: هو المحجوب.

    الركن. الثالث: هو المحجوب عنه, يعني أنا الذي جالس هنا لا أرى الذي خلف هذا الجدار توجد بيني وبينه يعني الحجاب يقوم على أركان ثلاثة: الركن الاول: هذا الجدار وهو الذي يمنع الرؤية, الركن الثاني: المحجوب الذي هو فلان, الركن الثالث: هو المحجوب عنه الذي هو وراء هذا الجدار, هذا في الحجابات المادية.

    وهنا عدم انكشاف المحجوب للمحجوب عنه تارة مرجعه الى ضعف المدرِك وأخرى مرجعه الى ضعف المدرَك, الآن كما يُقال أن كثير من الأصوات موجودة ولكن نسمعها او لا؟ لا نسمعها لأي بعد؟ لضعف في المدرَك او لضعف في المدرِك؟ لضعف في المدرِك, وأخرى لضعف في المدرَك أن المدرَك أمر ضعيف, كما نقول في الزمان كما نقول في الحركة أمر تدريجي لا يمكن إدراكه لتدرجه وانقضائه, هذا في ما يتعلق بالحجاب الظلماني.

    وعندنا حجاب هو نوراني وهذا الذي نقرأه (الهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك, حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور) التفتوا هذا النص فيه أبصار القلوب التي هي من الحواس الباطنية وأيضاً فيها أن الحجاب حجاب نوراني, في الحجاب النوراني لا يوجد عندنا الا ركنان: محجوب ومحجوب عنه, ولا يوجد هناك حاجب وراء المحجوب ووراء المحجوب عنه, وهذه من أهم الفروق القائمة بين الحجاب النوراني والحجاب الظلماني, في الحجاب الظلماني يوجد عندنا ثلاثة أركان, أما في الحجاب النوراني يوجد عندنا ركنان: اولا وثانيا: أن هذا الحجاب أن مرجع عدم رؤية المحجوب للمحجوب عنه مرجعه دائما الى ضعف المدرِك وشدة المدرَك.

    لماذا أن الأدنى في الحجب النورية لا يستطيع او لا يشاهد الأعلى؟ لا لأنه يوجد حاجب بين الأعلى وبين الأدنى لا يوجد هناك من يحجب ولكنه مع ذلك لا يشاهد, لماذا لا يشاهد؟ لا لأنه المدرَك اضعف لأنه موجود نوري, بل لان المدرَك أقوى واشد وان المدرِك اضعف, فلهذا لا يستطيع المدرِك أن يقف على المدرَك (متى غبت حتى تحتاج الى دليل) هذا في ما يتعلق.

    اذن عندما نتكلم اخواني الاعزاء في الحجب في الكشف الصوري وأنه يوجد هناك حجاب ليس مقصودنا الحجاب الظلماني وإنما مرادنا الحجاب النوراني وبينا حقيقة الحجاب النوراني, هذا بحث.

    بحث آخر ولا باس بأن يشار إليه: انه كما قلت هذا البحث اشرنا إليه, كما أن الصوري له اقسام ومراتب أن المعنوي له اقسام ومراتب هذه اقسام أقسام بلحاظ أداة الكشف لا بلحاظ متعلق الكشف, وهذا بحثه إنشاء الله بعد ذلك سيأتي.

    النقطة الأخرى التي هي جديرة بالتفات إليها, اشرنا إليها في أبحاث سابقة واحدة من أهم الأدلة الوجدانية لإثبات الحواس الخمس الملكوتية والباطنية هو ما يراه النائم في نومه, فانك في النوم سواء كان الرؤية صادقة او لا, لا يؤثر في المقام شيء, فانه في النوم تسمع او لا؟ تسمع, وتبصر وتذوق وتشم وتلمس ويحدث لك كل شيء يسرك يضيق عليك يؤلمك تبكي تضحك تفرح الى آخره, طيب من الواضح انه من هذه الحواس الظاهرية او ليست بهذه الحواس الظاهرية؟ ليست بهذه الحواس الظاهرية, وهذا يكشف أن للانسان وراء هذه الحواس الظاهرية توجد حواس أخرى باطنية مجردة ملكوتية تستطيع أن تسمع وتبصر والى آخر القائمة, وهذا كان أمر آخر لا باس بالإشارة إليه.

    الامر الأخير الذي ينبغي او أمرين ينبغيا أن يشار إليهما وهو في ما يختصم الملأ الأعلى؟ نحن ذكرنا واحدة من معاني الاختصام وذكرها أيضا بعض المفسرين في هذا المجال, ولكنه يمكن أن يذكر معنا أدق في الاختصام في الملأ الأعلى وهو في ما يتعلق بتخاصم الاسماء الإلهية, فان كل اسم من الاسماء الإلهية لها اقتضاء خاص بها, فان اقتضاء الاسم الرحيم يقتضي الرحمة أما اقتضاء الاسم شديد العقاب يقتضي النقمة, طيب الآن في شخص معين صدر منه فعل يستحق أن يكون تحت هذا الاسم وذاك الاسم عند ذلك يقع التخاصم بين الاسماء الإلهية بأنه يكون داخلا تحت هذا الاسم او أن يكون داخلا تحت هذا الاسم, وهذا نوع من تخاصم, عندما يقول الملأ الأعلى يعني الموجودات النورية وهذه الموجودات النورية هي مظاهر الاسماء الإلهية, طيب إذا لم يقع تخاصم في الاسماء الإلهية لا معنى لأن يقع تخاصم في المظاهر لتلك الاسماء الإلهية, هذه قضية.

    وقضية أخيرة التي بقيت من البحث السابق حتى ندخل لبحثنا لهذا اليوم وهو: ما يتعلق بهذا الرواية قال (إن لله في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها) هذا الكتاب النفحات الإلهية هذا الكتاب هو بيان حقيقة النفحة وأقسام النفحات الإلهية وقد كتب العرفاء في هذا المجال مئات الصفحات, يقول: هذا النص, بلي هذا النص, كما انه جنابك (لا تنقض اليقين بالشك) كم عند أبحاث في (لا تنقض اليقين بالشك)؟ جدا غريب انه بائكم تجر وباؤنا لا تجر, كما أن ذاك حديث عن الامام الصادق × هذا أيضا حديث عن الرسول ’ لا تبحثوا البحث السندي لأنه قد يكون انت عندك من حيث السند هذه الرواية ولكن من حيث السند عندي تامة, كما ذكرنا ذلك في حديث الرفع, فان حديث الرفع عند جملة من الأعلام أن سندها غير تام, كما في مقبولة عمر ابن حنظلة سندها غير تام, ولكنه لسبب من الاسباب قبل, لذا يوجد هنا بحث قيم ومفصل أنا بودي إنشاء الله الاخوة يحصلون على هذا الكتاب وأيضاً يراجعون هناك يبدأ يقول: بسم الله الرحمن الرحيم فإنه لما ورد عن رسول الله ’ انه قال: بلساني التعريف والارشاد قال: إن لربكم في أيام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها.

    انت هذه اقسام النفحات الإلهية وأنها نفحة ذاتية ونفحة اسمائية ونفحة فعلية والفعلية مطلقة ومقدمة هذه انت من اين أتيت بها؟ يقول: توجهت الى ربي في معرفة التعرض وأنواع التعرض, الم تقل الرواية فتعرضوا, اولا أريد أن اعرف اقسام التعرض ما هو؟ ثم أريد أن اعرف اقسام لربكم نفحة او نفحات؟ اقسام ما هي؟ النفحات, فاطلعني (سبحانه) على حقيقته وأقسامه الكلية فرأيتها محصورة في ما اطلعت عليه وأنا اذكرها بجملتها إنشاء الله, اولا: أن التعرض ينقسم الى قسمين: قسم عار عن التعمل, وقسم ممزوج بالتعمل, وهذه اصطلاحات يا اخواني الاعزاء, نحن في حديث لا تنقض اليقين بالشك, انتم بينكم وبين الله انتم يوجد عندك استصحاب تنجيزي وتعليقي مثلا, في الرواية يوجد تنجيزي وتعليقي, يوجد في الرواية كلي اقسام الكلي في الاستصحاب, يوجد في الرواية بأنه تدريجي وغير تدريجي, وهذه كلها, يوجد في الاستصحاب استصحاب العدم الأزلي, طيب هذه لم توجد, إذن من اين جئتم بها؟ هذه واقعا مرتبطة بتأملات الفكر يقول هذا التعرض بعضه مجذوب سالك وبعضه سالك مجذوب, بعضها أساسا قبل أن يسلك فهو يعطى وبعضها بعد أن يعطى فهو يعطى هكذا اقسام يبينها, الى أن يأتي يقول: اذا تقرر هذا فاعلم أني ذاكر في هذا الكتاب من النفحات الرحمانية وثمرات التجليات الاختصاصية والربانية بعض ما جاد الحق علي في هذا القرب وما ييسر الحق ذكره, فتدبر ما يقرع سمعك, الى آخره, وهذا الكتاب وهو النفحات الإلهية كلها في هذا المجال.

    طبعا هذا البحث أشار إليه الاخوة اذا يريدون أن يراجعونه في مصباح الأنس الطبعة الحديثة ص 275 هناك أيضاً أشار تقريبا الى إجمال اقسام النفحات الإلهية, هذا بحثنا الآخر, (كلام أحد الحضور) بلي القوني شارح الشيخ الاكبر, تلميذه وربيبه.

    تعالوا معنا الى بحثنا لهذا اليوم, قال النبي ’ (رأيت إني اشرب اللبن, حتى خرج الري من إظفاري فأعطيت فضلي عمارة) هذه الرواية يمكن البحث فيها باعتبارين, طبعا قاعدة عامة اخواني الاعزاء لم أتكلم في هذه الرواية قاعدة عامة.

    الاول: في البحث السندي, الثاني: في البحث المضموني.

    قبل أن ادخل الى البحث المضموني, أريد أن أشير الى شيء من البحث السندي, هناك عبارة واقعا هذه العبارة لابد أن تكتب بماء الذهب, العبارة لابن ابي الحديد ويكون في علمكم, إن ابن ابي الحديد على الجزم واليقين ليس إماما, هذه الشبهة التي يطرحها البعض وانه, نعم هذه من أساليب الآخرين لأنهم لا يريدون أن تستدلوا بكلمات من؟ ابن ابي الحديد فمباشرة يرمونه شيعي حتى يسقطون الاحتجاج به, وإلا على الجزم واليقين على من يطالع الكتاب يفهم أن هذا الانسان لم يكن شيعيا اثنا عشريا, ولكنه في كلماته كثير من الحقائق يوجد عنده عنوان في الجزء الحادي عشر في ص 43 ذكر بعض ما مني به آل البيت من الأذى والاضطهاد, البحث مفصل.

    اولا: يقول: (روي أن أبا جعفر محمد ابن علي الباقر قال لبعض أصحابه: يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا) قريش لم تكن مرتبطة ببني العباس وبني أمية أبداً, من ظلم قريش وانتم تعلمون بان قريش اعم من بني العباس وبني أمية بل هناك من هم قبل بني العباس وبني أمية (وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس إن رسول الله  ’ قبض وقد أخبر إنا أولى الناس بالناس فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر من معدنه واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا) نفس الحق الذي لنا وحجتنا (ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد حتى رجعت إلينا ونصبت الحرب لنا) الى آخره البحث طويل إنشاء الله بودي الاخوة يرجعون. أنا محل شاهدي ليس هذه بل محل شاهدي هذه الجمل التي ينقلها.

    يقول: وروى أبو الحسن علي ابن محمد ابن ابي سيف المدائني في كتاب الأحداث, الآن ما ادري هذا الكتاب الآن موجود او لا, أنا ما عندي منه اولا وثانيا انه هذه العبارات موجودة فيه او غير موجودة فيه؟ لأنه تعلمون كثير من هذه الكتب تطبع حديثا وتنقا بتعبيرهم من هذه الكلمات.

    قال: كتب معاوية نسخة واحدة الى عماله بعد عام المجاعة أن برأت الذمة ممن روى شيئا من فضل ابي تراب وأهل بيته, فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرمون ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته وكان اشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة, لكثرة من بها من شيعة علي × فاستعمل عليهم زياد وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي × فهو كان من عندهم والآن منشق عنهم وهو يعرفهم فردا فرادا, فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم والتأريخ هو التأريخ الآن ارجع الى بعض بلداننا وخصوصا العراق تجدون ماذا؟ الأبناء عجيب هذا التأريخ الانسان بعض الاحيان عندما يقرأ يقول واقعا ممكن هذا, الآن فلينظر انه يمكن او لا يمكن.

    قال: وصلبهم على جذوع النخل وطردهم وشردهم عن العراق فلم يبقى بها معروف منهم, تقريبا اقتلع جذورهم من العراق, من العراقيين طبعا من البصرة والكوفة, هذا نص ينقله.

    النص الثاني: وكتب معاوية الى عماله في جميع الآفاق أن لا يجيزوا من احد من شيعة علي وأهل بيته شهادة, إذن لا يتبادر الى ذهنك عندما تأتي انت الى كتب كبار رجال أبناء العامة وأتباع الخلفاء تجد انه بمجرد انه يثبت رافضي حتى إذا كان في أعلى درجات الصدق فهو يقبل حديثه او لا يقبل؟ لأنه كان قاعدة أسسها معاوية بأنه تقبل شهادته او لا؟ لا تقبل فيها أساس مولانا, هذا الكتاب الثاني.

    الكتاب الثالث, وانتم لو تنظرون الى الكتب لوجدتم انه توجد مرحلية انه مرحلة بعد مرحلة الى أن يصل الى اين.

    ثم كتب الى عماله نسخة واحدة الى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطائه ورزقه الى آخره, هذه المحاربة الاقتصادية بعد المحاربة الجسدية, هذا الكتاب الثالث.

    الكتاب الرابع: الكتاب الثالث يقول: من قامت البينة انه يحب عليا, في الكتاب الرابع: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم, أصلاً لا يحتاج انه تقوم البينة انه, بمجرد انه تريدون أن تفعلوا شيئا, جاء واحد وقال هذا مرتبط كذا, فنِكّلوا به واهدموا داره فلم يكن البلاء اشد ولا أكثر منه في العراق ولا سيما بالكوفة حتى أن الرجل من شيعة علي ليأتيه من يثق به, الاخوة الذين كانوا عايشين في العراق يفهمون ماذا اقول, انظروا النص بودي, فيدخل بيته فيلقي إليه سره ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثه, يخاف انه يوجد جواسيس بالبيت, كونوا على ثقة الاخوة الذين كانوا عايشين في العراق يعلمون انه اذا أردنا أن نتكلم نحاول أن نخرج خارج البحث وننظر يوجد احد او لا يوجد حتى نتكلم, ولا يحدثه حتى يأخذ الايمان الغليظة ليكتمن عليه فظهر حديث, اتركوا هذا, ترون التسلسل, السادس, السابع.

    بعد ما هيأ الأرضية وانه بعقيدته انه قضى علي عليا اولا, لأنه هناك العنوا عليا, وقضى على أتباع علي جسديا وفكريا واقتصاديا, إذن الأرضية تهيأت لمن تهيأت؟ طبعا هو ليس منظم في الكتاب بهذه الطريقة أنا من خلال قراءتي للتأريخ أرى انه يوجد تسلسل بينها, ماذا فعل؟ انظروا الى الكتاب السابع او الكتاب اللاحق.

    قال: ثم كتب الى عماله أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يرون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم, إذن الأرضية تهيأت انتم ماذا؟ الآن فرغت من الناحية الفكرية فضائل علي وأهل بيته اذن املئوها بفضائل عثمان, وأكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته, حتى لا فقط نكرمه بل نكرم عشيرته, ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لمِا كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكسات والحباء والقطائع الى آخره, بعد ذلك, هذه المرحلة انتهينا منها, المرحلة اللاحقة التفتوا جيدا, هذه اخطر المراحل التي سوف نقرأها والتي الى الآن الى يومنا هذا وسيبقى التأريخ مبتلا بهذه الى قيام الحجة سلام الله عليه, انظروا ماذا قال.

    ثم كتب الى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا, لا نريد فضائل عثمان, لماذا؟ لأنه أكثر من اللازم لا نريد هذا القدر, قد كثر وفشا في كل مصر وفي وجه وناحية فإذا جاء كتابكم هذا, انتم من خلال الخطابات يتضح أن هذه خطابات متلاحقة, يعني برنامج كامل فكري وثقافي واعلامي للقضاء على مدرسة علي وآل علي (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    عند ذلك انت تعرف أن هذه الجهود الجبارة التي بذلها أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لوصول معارفهم الى يومنا هذا والى الآن يوجد عندهم أتباع بحمد الله مئات الملايين من العالم, انظروا كم من الجهود مصروفة.

    قال: فإذا جاءكم كتابي هذا فاعدوا الناس عثمان كافي, فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوليين, التفتوا, ولا تتركوا, هذا أحفظوه جيدا, ولا تتركوا خبرا يرويه احد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بما يشابهه او يناقضه في الصحابة.

    فلذا انت ارجع أنا بودي, ما من مكرمة ما من فضيلة ما من كرامه ذكرت لعلي عليه السلام إلا وتجد إما نقيضها وإما شبيهها في احد الصحابة والخلفاء, إذا قال رسول الله ’ (أنا مدينة العلم وعلي بابها) لابد أن جدرانها من يكون؟ فلان وفلان, إذا أمير المؤمنين قال: بأنه أول الجنازة لتأخذوا فان محمولة, عمر ابن العاص في وصيته ماذا يقول؟ وهكذا خذ وامشي, فان هذا أحب إلي معاوية يقول, واقرُّ لعيني وادحض لحجة ابي تراب وشيعته, هذا أقوى سلاح استعملوه, ولذا انتم الآن أي مسالة تأتي عندما تأتي الى صحاح القوم بينك وبين الله, ما من مكرمة لعلي × تجد ما يشابهها لهم او لا؟ اذا وجدت هنا فاروق فهناك ماذا؟ فاروق, اذا وجدت هنا الصديق الاكبر هناك ماذا؟ وهكذا لم تجد لن تجد, لأنه كان يوجد منهج.

    قال: وادحض لحجة أبي تراب وشيعته واشد إليهم من مناقب عثمان وفضله, هذه جد أمضى هذه الحجة, طيب النتيجة ماذا صارت؟

    يقول: فظهر حديث كثير موضوع, الآن واويلاه انت تعال الآن ميز الغث من السمين, وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراءون والمستضعفون الذين يظهرون الخشون والنسك فيفتعلون الاحاديث ليحضوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الاخبار والأحاديث الى أيدي الديانين صارت سيرة متشرعة متدينين أينما تذهب انت تسمع روايات في مدح فلان وفلان, بينك وبين الله انت تقول يحصل تواتر او لا؟ يريد نبي حتى يستطيع أن يقول بان كل هؤلاء الناس مخدوع على أمرهم خدوعوا كذب عليهم الى آخره, ولا تستغرب كثيرا الآن أمامك عندنا شهداء في العراق أربعة ملايين في النظام البائد والى الآن هذه المليون الشهيد الأخير او السبعة مائة ألف شهيد الذين سبعين منهم بالاحصاءات الرسمية من أتباع مدرسة أهل البيت, الاعلام يسمح بظهور هذه الحقيقة او لا يسمح؟ بل القضية بالعكس كاملة انه من الذي يذبح أتباع أهل البيت يذبحون او الطرف الآخر؟ أمامكم هذا الاعلام لا تستغربوا أبداً.

    يقول: وصلت الى الديانين الذين لا يستحقون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون انها حق ولو علموا انها باطل لما رووا هؤلاء ولا تدينوا بها فلم يزل الامر كذلك حتى مات الحسن ابن علي × فازداد البلاء والفتنة فلم يبقى احد من هذا القبيل الا وهو خائف على دمه او طريد في الارض, هذه ليست بيانات شيعة أهل البيت, هذه بيانات من ليسوا من شيعة أهل البيت.

    عند ذلك أنا أتصور عندما ترجع الى الصحاح او الى الصحيحين لا اقل وتجد انه يقول أنا من سبعمائة وخمسين ألف حديث التفتوا جيدا, انتخبت أربعة آلاف حديث, تعرف سوق الوضع الى أي مستوى كان, سبعمائة وخمسين ألف حديث ثلاثة أرباع المليون حديث يخرج كم منها سالمة؟ أربعة آلاف, وتعرفون كم منها سالمة اقرؤوا لكي تعرفون كم هي سالمة هذه.

    طيب في مثل هذا السوق فمن الغريب بأنه (فأعطيت فضلي عمر) او لا؟ واقعا غريب يعني او لا؟ أبداً القضية جدا سهلة, هذا اولا البحث في السندي او في الوضع.

    أما بحث المضمون, واقعا أنا لا اعلم انه كيف نتعامل مع النص, هو الذي يشرب فضل خاتم النبيين والمرسلين وبتعبيرنا هو الذي يشرب فضل اعلم الواليين والآخرين فهذا في العلم يحتاج الى غيره او لا يحتاج الى غيره؟ واقعا يمكن أن يكون قد شرب من فضل إناء رسول الله ’ فهذا يصيرون ربات الحجور يصيرون أفضل منه؟ هذا يستطيع مثل هذا الانسان الذي شرب من فضل رسول الله  ’ انه تكرر في حياته انه لولا علي لولا علي لولا علي لا أبقاني لمعضلة ليس لها أبا الحسن, كيف يمكن لمثل هذا الإنسان الذي شرف فضل لبن رسول الله فضل لبن موجود, هذا اذا تصورنا تصورا صحيحة لهذه القضية, إذا قبلنا انه يفضل من العلم شيء لم يأخذه رسول الله حتى يعطى لأي احد كان؟ أبداً, أساساً لا تصور له.

    وهذا المعنى الثالث هو الذي يشير إليه الإمام + في تعليقته على شرح فصوص الحكم هناك في ص 128 قال: اعلم هداك الله الى الطريق المستقيم, إن رسول الله  ’ لما كان متحققا بتمام دائرة الوجود ومستجمعا للكمالات التي في جميع عوالم الغيب والشهود, وله البرزخية الكلية وهو المشية المطلقة والفيض المقدس الإطلاقي لم يكن كمال ولا وجود خارجا عن حيطة كماله ووجوده, لا يعقل أصلاً له فرض او لا فرض له؟ لا فرض له, فهو كل الوجود الظلي وكله الوجود, وليس وجود ولا كمال وجود خارجا عن وجوده وكمال وجوده حتى يكون فضلا وزيادة, لأنه هذا الحديث اخواني الأعزاء مرة أخرى سيأتي في ص 573 في المتن, هناك تعالوا معنا الى ص 573 لعله في الفص الاسحاقي, بلي في الفص الاسحاقي قال: أوتي في المقام بقدح لبن فقال شربته حتى خرج الريُّ من أظافيري ثم أعطيت) نفس النص, وهناك يوجد للسيد الإمام تعليقة على الفص الاسحاقي يقول: حتى يكون فضلا وزيادة والفيوضات الوجودية والكمالات التي تصل الى ما سواه من حضرته يكون بطريق التجلي والتشأن لا بطريق الفضل والزيادة، نعم هذا استثناء منقطع, نعم ما كان منها فضلا عن الوجود, وهو التعين, أمر وجودي او عدمي؟ لا يمكن أن يكون الفضل على الوجود أمراً عدميا, العدم يعني الوجود هو التعين والعدم, وعن الكمالات ما كان من سنخ مقابلاتها, إذن أصل الوجود لا يعقل, وكمالات الوجود أيضاً, أصل الوجود مقابله العدم وكمالات الوجود ما يقابل الكمالات.

    هذا أيضاً من حيث أساساً فقه الرواية بغض النظر عن السندي وعن الوضعي وعن الشواهد التأريخية, نحن في الامر الاول اشرنا الى الوضع في هذه الرواية وأنها موضوعة في الاعم الاغلب, في الامر الثاني اشرنا الى انه فقه الرواية ينسجم مع الواقع التأريخي لهذا الرجل او لا ينسجم؟ لا ينسجم, والامر الثالث: تكلمنا عن فقه الرواية وان فقه الرواية على المباني العرفانية تام او غير تام؟ واتضح إنه غير تام.

    فأولت ذلك بالعلم, انتهى هذا البحث انتهينا منه, ننتقل الى البحث اللاحق.

    قال: (كلام أحد الحضور) والله يعني ما اعلم بأنه أساسا هذه الرواية هم نقلوها ويريدون أن يذكروا منقب هذا الرجل او ذمه, (كلام أحد الحضور) لا, بالبيان الثالث يكون منقبة او مذمة؟ تابع لقراءتك للنص, تقل لي عموم الناس لا يفهمون ذلك, ماذا هذا الكتاب مكتوب لعموم الناس للبقالين حتى يطالعه, هذا مكتوب لمن؟ مكتوب لي ولك, وأنا وانت الآن نقدم القراءة له, قلت لك أنا لست بصدد الدفاع عن الكاتب لا أريد أن أدافع لا عن القيصري ولا عن محي الدين, المهم, سواء إذا كان ذكر ذلك كمنقبة هذا كلام, وهناك قاعدة الاخوة لابد أن لا ينسوها, هذه قضية انه والله هؤلاء الذين وصلوا الى هذه المقامات العالية كيف يخفى عليهم, ماذا خفي عليهم, طيب الرازي الم يخفى عليه, روح المعاني الم يخفي عليه, الآلوسي الم يخفي عليه, ابن تيمية الم يخفي عليه, إمام الحرمين الم يخفي عليه, هؤلاء سواء ائمة في العلم؟ بينك وبين الله, انت عندما تأتي الى أدلة إمام أمير المؤمنين, الم تقل انه هؤلاء كانوا عميان لا يرون, تقول او لا تقول؟ طيب هؤلاء الم يكونوا ائمة علم, وواقعا كانوا ائمة علم لا يتبادر الى ذهنك أن هؤلاء لم يكونوا علماء, لا علماء ومحققين وأكابر لكن هذا حظهم من الدنيا ماذا نفعل لهم؟ لأنه هذه لا تصير دليل على انه وصلوا الى هذه المقامات كيف, هذا اولا, وثانيا: تقل لي مشاهدات كان عندهم, ذكرنا مرارا وتكرارا في المشاهدة رأى الحق او رأى الباطل؟ رأى الحق, ولكن عندما ترجم, ترجم بحسب متبنياته الفكرية ومتبنياته الفكرية أن فلان وفلان على حق او على الباطل؟ على الحق فأولها, لا يوجد فيه أي محذور أي مشكلة لا توجد, لأنه هذه كل المشاكل في العلم الحصولي وهذا لا يكشف عن أن علومهم الحضورية والشهودية أيضاً كانت باطلة.

    قال: وهذه الانواع قد يجتمع بعضها مع بعض, هذه الكشف الصوري الذي قلنا قد يكون بالبصر وقد يكون بالسمع قد يكون, طيب مانعة الجمع او لا؟ لا ليست مانعة الجمع, والروايات التي أشارت الى ذلك كثيرة واقعا جدا.

    ومنها هذه الروايات الواردة في اصول الكافي لعله في اصول الكافي ص 174 في كتاب الحدة باب طبقات الأنبياء والرسل والائمة, الرواية: (قال الامام جعفر الصادق الانبياء والمرسلون على أربعة طبقات, فنبي منبَأ في نفسه لا يعدوا غيرها ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاين في اليقظة ولم يبعث الى احد وعليه إمام, ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك باليقظة, هذه كلها ممكنة, طيب هذه مانعة جمع او لا؟ ليست مانعة الجمع, (كلام أحد الحضور) هذه أدوات الكشف, يقول: بأنه العالم كشف صوري هذا, لأنه يرى صورة ويسمع صوت هذا كشف صوري وليس كشفا معنويا, والكشف الصوري بالضرورة يكون سماع, او قد يكون سماعا وقد يكون رؤية وقد يكون يقظة, هذا كلها ممكن.

    قال: وهذه الانواع التي اشرنا إليها في المكاشفات الصورية بلحاظ الأداة وهي السمع والبصر والذوق والشم قد يجتمع بعضها مع بعض وقد ينفرد وكلها, هذه الامور التي رآها او سمعها او شمها او ذاقها او لمسها, وكلها تجليات اسمائية, وإنشاء الله بعد ذلك سيتضح لنا بأنه عندنا تجليات اسمائية وعندنا تجليات ذاتية وعندنا تجليات فعلية, وبحثها إنشاء الله يأتي بعد ذلك, هذه تعد من التجليات الاسمائية التي هي دون التجليات الذاتية.

    وكلها تجليات اسمائية إذ الشهود, الآن يذكر أمثلة, يقول: إذ الشهود يعني المشاهدة من تجليات الاسم البصير الرؤية, السماع, لأنه قال يسمع, والسماع من تجليات الاسم السميع, والبواقي لم يقل والشم من تجليات الاسم الشام, الذائق اللامس ما ذكرها قال وكذلك البواقي, لماذا؟ باعتبار أن هناك قاعدة وهي قاعدة أساسية وأنا فقط إنشاء الله أعنونها وفي البحث اللاحق يأتي.

    وهو: انه في الحق (سبحانه وتعالى) يوجد عندنا تسمية توصيف وتسمية, كما في الاسماء الإلهية يوجد التوصيف ومن التوصيف تأخذ اسما, وفي كثير من الاحيان يوجد عندنا توصيف ولم يسمح لنا بالتسمية, وهذه نقطة أحفظوها قرآنيا وكلاميا, توجد عندنا توصيفات وتنتزع منها اسماء, يسمع فتقول يا سميع, يبصر فتقول يا بصير, فمن اسمائه السميع والبصير, ويوجد عندنا توصيفات {أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} طيب الله وصف بأنه زارع طيب تستطيع أن تقول يا زارع يا زارع .. او لا تستطيع, {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما} وصف بأنه لا يستحي, تستطيع بالتسمية ترفع يدك وكما تقول له يا سميع, ويا بصير, ان تقول له ما تستحي, تستطيع او لا تستطيع؟ التفتوا هذه قاعدة أحفظوها قرآنيا, {أفرأيتم ما تمنون} وهكذا كثير من التوصيفات القرآنية.

    نفس هذه القاعدة الكلامية جاءت في أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) فإنهم في كثير من الاحيان يوصفون بتوصيفات إلا أنهم لا يسمون بها, فيوصف بأنه يعلم الغيب يوصف بأنه يعطي ويمنع {هذا عطاءنا فامنن او امسك بغير حساب} ولكن من حقك يصح لك أن تقول: يا رازق, يا معطي, يا ممسك, يا قابض, يا عالم الغيب او لا يحق لك التسمية؟ لا يحق, تتمة الكلام تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/02/12
    • مرات التنزيل : 1859

  • جديد المرئيات