نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (124)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وله مراتب بارتفاع الحجب كلها أو بعضها دون البعض فان المشاهد للأعيان الثابتة في الحضرة العلمية الإلهية أعلى مرتبة من الكل وبعده من يشاهدها في العقل الاول وغيره من العقول.

    بالأمس عرضنا إلى هذه المسألة وهو مع أن البحث في الكشف الصوري كيف يمكن أن نتصور بان يقع الحديث عن الصورة والمعنى معا, قلنا بأنه يمكن أن يفهم من هذه العبارة بأنه تارة المنكشف اولا وبالذات هو المعنى ولكنه بعد انكشاف المعنى توجد له صورة أو تنكشف الصورة أيضاً, وأخرى ليس الامر كذلك أن المنكشف اولا وبالذات هي الصورة ولكن البعض يقف عند الصورة والبعض اقرأ وأرقى يتسلق لان الظاهر, قرانا  هذه القاعدة فيما سبق أن كل مرتبة دانية بالنسبة إلى المرتبة العالية تعد ظاهر والعالية تعد باطنا, ولان الظاهر عنوان الباطن اذن من خلال هذا الكشف الصوري يحاول أن يصل إلى المعنى, ذاك المعنى أما في العقل, أما في العقل الاول, أما في الاعيان الثابتة وهكذا.

    اذن يمكن أن نجمع بين أن يكون الكشف صوريا ومع ذلك يتضمن المعنى وبين أن يكون الكشف معنويا ومع ذلك توجد معه صورة, الآن بعد أن ذكر أن الكشف الصوري أما متعلق بالأمور الدنيوية, التفتوا جيدا هذه المتعلقة بالأمور الدنيوية أساساً لها علاقة بالمعنى أو ليس لها علاقة بالمعنى؟ لاعلاقة لها بالمعنى, لذا لم يقل بأنه قد تتضمن المعنى وقد لا تتضمن المعنى, أما اذا كان المنكشف في الكشف الصوري مرتبط بحقائق أخروية, تلك الحقائق الأخروية المنكشفة بالكشف الصوري لها معنى أو ليس لها معنى؟ نعم بالمراتب العالية والأعلى منها كانت معنى ثم تنزلت بعالم المثال المنفصل فصارت صورة, فهنا السالك أو السلاّك وأهل السلوك إلى الله على درجات فبعضهم يكتفي بهذه الصورة المثالية وبعضهم يجعله سلما ودرجا للصعود إلى المعنى معه أيضاً, هذا تابع لهمة السالك بعض يقف ويكتفي ويقنع وبعضهم لا يقف وإنما يمشي إلى الأعلى, هذا المعنى الذي ذكره في

     

    الصفحة 132 بنحو أفضل, تعالوا معنا إلى هذه الصفحة قال: وهذه المكاشفات, أي مكاشفات؟ المكاشفات الصورية اولا, وثانيا: أي صورية المتعلقة بالدنيا أو المتعلقة بالآخرة؟ ثانيا المتعلقة بالآخرة, وثالثا: الصورية الأخروية التي تتضمن المعنى أو الاعم؟ الجواب التي تتضمن المعنى.

    وهذه المكاشفات عند ابتداء السلوك اولا تقع في خياله المقيد, أما في النوم يرى رؤية حقة وعلما من العلوم وحكمة من الحكم وينفتح له بابا من أبواب المعارف الإلهية ومن الواضح انه في الرؤى الخيال مقيد, وقد يكون في اليقظة أيضاً في الخيال المقيد, ولكن بعض يكتفي بهذا القدر يقول الحمد لله رب العالمين صرنا من العرفاء وانتهت القضية, وبعض يقول لا  لابد أن هذا الطريق الذي مشيت فيه يعطي نتيجة اذن لابد أن استمر عليه, اذا استمر فبدل أن يرى الحقائق في خياله المقيد يراها في المطلق, إلى هنا الكشف صوري سواك كان مطلقا أو مقيدا فهو كشف صوري, عند ذلك أن مشى يتضمن الكشف الصوري كشفا معنويا, وان وقف يبقى كشفا صوريا لا يتضمن معنى من المعاني, لذا قال: تقع في خياله المقيد ثم بالتدريج وحصول الملكة ينتقل إلى العالم المثالي المطلق فيطلع, بعده في الكشف الصوري, فيطلع على ما يختص بالعناصر في عالم الدنيا يرى مثالها المقيد, عفوا يرى مثالها المطلق يعني في عالم المثال المنفصل, ثم السماوات, ثم السماوات أيضاً, يعني المثال المنفصل للسماوات الدنيوية, فيسري صاعدا إلى أن ينتهي إلى اللوح المحفوظ والعقل الاول إلى آخره. هو وهمته في هذا المجال أما هنا القضية معكوسة هناك بينه بشكل جيد أما هنا القضية معكوسة.

    قال: وله مراتب, من الذي له مراتب؟  هذه المكاشفات الصورية المتعلقة بالحقائق الأخروية التي قلما تكون مجردة عن المعاني لها مراتب.

    قال: وله مراتب, هذا الكشف الصوري, وله مراتب, هذه المراتب أما بارتفاع الحجب كلها, يعني بعد المثال المنفصل يصعد إلى العقول ثم إلى العقل الاول, يعني من الكتاب المبين الى أم الكتاب, ثم إلى عالم الاعيان, أو يكشف عن بعضها دون بعض.

    قال: و له مراتب بارتفاع الحجب كلها أو بارتفاع بعض الحجب دون البعض, الآن بدأ من الأعلى وهنا بدأ من الاسفل, فان المشاهد للأعيان الثابتة في الحضرة العلمية الإلهية, وانتم تعلمون أن عالم الاعيان عالم الصورة أو عالم المعنى؟ عالم المعنى, الكشف هناك ليس كشفا صوريا وإنما هو كشف معنوي, (كلام لاحد الحضور) كل هذه حجب نورية, كل مرتبة دانية تكون حاجبة عن المرتبة العالية قلنا هذا بالأمس في البحث السابق بينا قلنا أن في الحجب النورية كل دانية تكون محجوبة عن العالية باعتبار لضعف وجودها وشدة وجود الآخر, وهذه كلها حجب نورية ولكن الحاجب هي ضعف المرتبة الدانية, هذا في اقسام الحجب بيناه.

    قال: أو بعضها دون البعض فان المشاهد للأعيان الثابتة في الحضرة العلمية الإلهية أعلى مراتب من الكل, هذه كل الحجب المرتبطة بالمعاني انكشفت له, وبعده, أي بعد أن يشاهد الحقائق, وبعده من يشاهدها في العقل الاول وغير العقل الاول من العقول, ثم من يشاهدها, هذا الضمير كله يعود على الامور الحقيقة الأخروية الحقيقة والحقائق لانا قلنا أن هذه الامور الأخروية فيها مثال منفصل ثم ترتفع إلى عالم المعنى, من اين يبدأ عالم المعنى؟ من عالم العقول ونصعد للأعيان الثابتة, ثم من يشاهدها في اللوح المحفوظ وباقي النفوس المجردة ثم في كتاب المحو والاثبات.

    ثم في باقي الارواح العالية والكتب الإلهية, شيخنا الاستاذ يقول في الحاشية لعل المراد بها نفوس الكمل لأنه هو يبين, يقول من العرش والكرسي نفوس عالية وكمل لا نحتاج, يقول بأنه باقي الارواح العالية لان هؤلاء يعتقدون أن العرش أيضاً روح من الارواح, الكرسي روح من الارواح, هذه من من بيانية.

    يقول: من العرش والكرسي و… إلى غير ذلك, ولكن هذه العبارة يشم  منها رائحة, ضعوا ذهنكم معي بعد ذلك يقول: والسماوات عرش, وكرسي, وسماوات, وعناصر, ومركبات, من الواضح أن هذه جسمانية أو غير جسمانية؟ هذه جسمانية, اذن ما يقع في عرضها أيضاً سيكون جسمانيا ونحن قلنا أن العرش والكرسي امور غير جسمانية, بيانه التفتوا جيدا وهذه نقطة أساسية في فهم كلمات هؤلاء القوم اخواني الاعزاء وهي: السنا قلنا توجد عندنا سماوات معنوية وهذه السماوات الموجودة عندنا ظل تلك السماء مظهر تلك السماوات, آية تلك السموات, السنا قلنا هذا المعنى, العرش والكرسي هولا أيضا معتقدين بذلك أن العرش والكرسي وان كان في عالم الغيب, في عالم المعنى, في عالم البطون, في عالم الملكوت, امور مجردة أو غير مجردة؟ غير مجردة, ولكن لها مظاهر في عالم المادة, (كلام لأحد الحضور) بلي مجردة اقول هي مجردة ولكن هذا ينفي أن يكون لها مظهر في عالم الاجسام؟ اذن يوجد عندنا عرش جسماني ويوجد عندنا عرش معنوي ملكوتي غيبي, كما انه يوجد عندك سماء جسمانية وسماء ماذا, {وأوحى في كل سماء أمرها} هذا البحث تقدم فيما سبق, السنا قلنا أن السموات هي مسكن الملائكة, موطن سطن الملائكة, محل الملائكة, أليس قلنا هذا؟ كذلك السماوات المعنوية لها مظاهر في عالمنا أو ليس لها مظاهر, مظاهرها ما هي؟ هذه السماوات المادية, كذلك العرش والكرسي.

    من هنا وقع عندهم بحث جيد عرفنا ذلك, ما هو مظهر العرش والكرسي في عالمنا؟  هنا تأتي نظرية الطبيعيات القديمة والأفلاك التسعة, عندهم يقولون السماوات التسعة والأفلاك التسعة يشيرون إلى أن العرش والكرسي الذي التاسع والثامن الذي هو فلك الأطلس وفلك البروج يقولون هذه مظاهر العرش والكرسي, ولا يقول لنا قائل سيدنا هذه النظريات بطلت, الجواب كلا, الجواب الذي بطل بيان المصداق هؤلاء اشتبهوا في بيان المصداق, والا أصل العرش له مظهر مادي لا بد أن نعرف العقل لا ينال ولكن لا بد أن نعرف من الروايات أن المظهر المادي للعرش ما هو؟

    اضرب مثال أوضح من ذلك, نحن السنا نعتقد بأن أول ما خلق الله العقل فقال له اقبل فاقبل ثم قال له أدبر فأدبر, هذا موجود مجرد أو غير مجرد؟ مجرد في أعلى درجات الكمال, ما هو مظهره في عالمنا؟ (كلام لأحد الحضور) احسنتم كل واحد من الذين طبعا على فرض ثبوت العقل عندنا, كل واحد من عندنا عنده مظهر من ذلك العقل فلذا في الروايات ورد هذا المعنى انه من أُعطي العقل الله سبحانه وتعالى يحاسبه, يثيبه, يعاقبه إلى آخره, أما من لم يعطه هذه النعمة فلا يحاسبه انتهت القضية.

    اذن كما انه للعقل مثال في عالمنا, ظل في عالمنا, آية في عالمنا, لا يعرف ما هناك الا بما ها هنا, كذلك العرش, والكرسي, وأم الكتاب, و… كل له مظهر في عالمنا, اذن عندما يقول ثم في باقي الارواح العالية والكتب الإلهية هذا بينه بعد أن عدد الامور المجردة صار بصدد أن يبين مجموعة مصاديق الامور المادية. ثم في باقي الارواح العالية والكتب الإلهية, من العرش, والكرسي, والسماوات, والعناصر المعروفة, والمركبات التي هي المعدن والنبات والحيوان إلى غير ذلك, لان كلا من هذه المراتب, أي مراتب؟ سواء كانت المراتب المعنوية الغيبية أو المادية, لان كلا من هذه المراتب كتاب الهي مشتمل على ما تحته من الاعيان والحقائق, وهذا المعنى اذا يتذكر الإخوة في صفحة 112 من هذا الكتاب نحن وقفنا عنده مفصلا.

    قال: في صفحة 113, قال: ومنا ذكر من الكتب إنما هي اصول الكتب أما فروعها فكل ما في الوجود من العقل والنفس والقوى الروحانية والجسمانية هذه كلها كتب الإلهية, لذا القران الكريم قال {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} جيد.

    وأعلى المراتب, إلى هنا اذا تتذكرون نحن قلنا في الابحاث السابقة أن هؤلاء الاعلام عندما تركيز خاص على البصر وعلى السمع, على السمع والبصر في تعبير القران يقدم السمع على البصر, وهنا صار بحثا مفصل بين الاعلام لماذا أن القران الكريم دائما يقدم السمع على البصر, لعله توجد بعض الاستثناءات ولكن في الاعم الاغلب يقدم السمع على البصر, هولا يركزون على مسألة السمع والبصر, تجدون بدأ قال: أن المشاهد, يعني البصر, الآن يقول وأعلى المراتب من طريق السماع, يعني بأنه ينكشف له كشفا صوريا مرتبطا بعالم المثال المنفصل ولكنه يقف عند ذلك أو يترقى في عالم المعاني؟ يترقى في عالم المعاني.

    قال: وأعلى المراتب في طريق السماع هو سماع كلام الله من غير واسطة, هذا في قوس الصعود نتكلم وليس في قوس النزول, هذا في قوس الصعود باعتبار أن هذا العارف وأهل السلوك يصعدون إلى الله هذا الكشف مرتبط بقوس الصعود لا بقوس النزول.

    يقول: إن العبد في سيره الله {انك كادح إلى ربك كدحا} {إليه يصعد الكلم الطيب} إلى آخره, هذا العبد الصاعد قد يصل إلى مقام هو انه يتكلم مع الله, يعني الله يكلمه وهو يسمع عن الله سبحانه وتعالى, (كلام لأحد الحضور) هذا في الكشف الصوري (كلام لأحد الحضور) لا قلنا بأنه هذه المكاشفات التي قلما تكون مجردة عن الاطلاع عن المعاني, تارة هذا الكشف بصري وأخرى يكون كشفا سماعيا, هذا الكشف السماعي الصوري المرتبط بالأمور الأخروية التي قلما تخلوا عن تضمنها المعنى, هذه المعاني الآن يريد أن يصعد بها ولكن يصعد من خلال السمع بالأمس بينا هذا.

    وأعلى المراتب في طريق السماع هو سماع كلام الله من غير واسطة, كسماع نبينا     ’في معراجه, وأتصور الإخوة اذا يرجعون إلى روايات المعراج عندما وصل إلى مقام قال: >أفي مثل هذا الموضع تخذلني, قال: قد وطأت موضعا لم يطأه احد قبلك ولن يطأه احد بعدك< هنا الله كان يتكلم مع نبيه مع رسوله بلا واسطة, وأنا بودي أن تذهبوا إلى تلك الروايات وتبحثون عن مجموعة المعارف التي أخذها رسول الله  ’مباشرة بلا واسطة, روايات كثيرة في هذا المجال, آية الكرسي مأخوذة هناك, سورة الحمد مأخوذة هناك, قل اللهم مالك الملك مأخوذة هناك, عندكم آخر آية سورة البقرة امن الرسول مأخوذة هناك, ومجموعة من الآيات التي ذكرت أن رسول لله   ’أخذها.

    سؤال: أخذها يعني كان هناك الكشف صوري أو معنوي؟ الكشف معنوي, ولن قد كان يتضمن صوتاً أو لا يتضمن؟ يعني يتمثل له صوت أو لا يتمثل؟ (كلام لأحد الحضور)  اذا لم يتمثل يصير كشف معنوي محض, أما اذا ذاك الكشف المعنوي تمثل في صوت, هذه عكس التي عندنا, عندنا كشف صوري ولكنه قد يتسلق ليأخذ ما وراء الصورة كما هو الآن محل كلامنا, محل كلامنا هو الكشف الصوري ولكن يتسلق يريد أن يكشف ما وراء الكشف الصوري الذي هو معنى من المعاني, وبالعكس أيضاً عندنا, هو أن يكون الكشف كشفا معنويا ولكنه هذا الكشف المعنوي اذا تنزل يأخذ صوتا وصورة أو لا يأخذ؟ نعم يأخذ, الكتاب لم أتي به, ومن أوضح مصاديقه أن الروايات تقول أن الله سبحانه وتعالى في ذلك المقام الذي هو مقام قاب قوسين أو أدنى تكلم مع رسوله بصوت علي, هذا صوت علي كشف صوري ولكن ليس الكشف أو أدنى كان صوري الكشف كان معنوي, ولكن هذا الكشف المعنوي عندما تمثل في صوت تمثل في صوت علي ×, لا يتبادر إلى ذهنكم أن رسول الله وصل إلى مقام قاب قوسين أو أدنى كان الكشف صوريا, لا الصوت مرتبط بالكشف الصوري ولكن لم يكن الكشف صوريا الكشف كان كشفا معنويا ولكنه قد يتضمن بعض الاحيان, الكشف المعنوي في بعض الاحيان يتضمن كشفا صوريا من صوت, أو صورة, أو شجرة, أو تفاحة, أو … إلى غير ذلك ادخلوا إلى الروايات تجدون كم هي مصاديق هذه الحقيقة,  اتضح الكلام, خصوصا بالنسبة إلى الزهراء ÷ وانعقاد نطفتها وان الكشف كان كشفا معنويا, و لكن عندما يقول أخذت تفاحة هذا كشف صوري أو معنوي؟ هذا صوري, هذا ليس معناه أن الكشف كان صوريا بل الكشف كان معنويا ولكن اذا تنزل هذا الكشف المعنوي أراد أن يأخذ صورة أما يأخذ صورة, أما صوت, أما يأخذ رائحة, أما يأخذ لمس إلى غير ذلك, (كلام لأحد الحضور) لا صريح الرواية انه اخذ تفاحة من الجنة واكلها, نعم الا اذا نحن أنكرنا عالم المثال المنفصل نقول باعتبار هذا مرتبط بالمثال المنفصل والبرهان لا الدليل العقلي ولا الدليل النقلي اثبت لنا ذلك فنحن مضطرين إلى توجيه الرواية وهو انه ليس واقعا أكل تفاحة من تفاح الجنة وإنما قربه لنا من باب {وتلك الامثال نضربها للناس} ما الضرورة لهذا؟ لا واقعا أكل تفاحة من تفاح الجنة, ولذا نحن قلنا أن هذا البحث من الابحاث الاساسية إثبات عالم المثال المنفصل وكثير من المعارف متوقفة على هذا.

    وأعلى المراتب في طريق السماع سماع كلام الله من غير واسطة كسماع نبينا ’في معراجه وفي بعض الروايات التي عندنا بأنه عندما قيل للإمام الصادق وهي منقولة عند جملة من الاعلام بأنهم وجدوا أن الامام الصادق عندما وصل إلى مقطع من مقاطع سورة الحمد وبدأ يكررها مرة بعد أخرى فعندما انتهى من الصلاة قيل له لما يبن رسول الله, قال: كررتها ثم كررتها حتى سمعتها من قائلها. هذه مع الواسطة أو بلا واسطة؟ بلا واسطة.

    رواية أخرى اذا صار وقت إنشاء الله أتي بها,  وهو أن شخصا دخل بعد شهادة الامام الباقر, طبعا تذكرت انا كنت أتصور انه لايوجد عندنا روايات صحيحة السند على أن ائمتنا كلهم مسمومون وقتلوا شهادة وأنهم > ما منا الا مسموم أو مقتول< لأنه تجدون هناك تشكيك من جملة من الاعلام أن هذه ليس فيها روايات, الجواب لا اقل رواية أو روايتين صحيحة السند الاعلائي وجدت انه يصرح بأنهم كلهم هؤلاء لم يموتوا بالموت الطبيعي وإنما كلهم جميعا قتلوا وكلهم شهداء, على أي الاحوال, انت لا تترد من تشكيك البعض انه وفاة الامام الجواد,وفاة الامام الرضا, وفاة الامام الكاظم, انت تقول ليس ثابت نحن لا ندري, نقول بل هو ثابت جزما حسب الروايات الصحيحة على المباني الفقهية عند الاعلام لا انه روايات فيها ما فيها.

    بعد شهادة الامام الباقر × دخل شخص على الامام الصادق وبدأ يريد أن يعزي الامام الصادق بشهادة أبيه الامام الباقر, قال هذه الجملة: في هذا اليوم فقدنا من لو قال قال رسول الله لم يسأل الواسط, هكذا انسان, مع أن الواسطة بينه وبين رسول الله كبيرة ولكن هذا مقامه كان انه ينقل عن رسول الله بلا واسطة.

    يقول: فاطرق هنيئة, الامام الصادق, ثم رفع رأسه, الرواية إنشاء الله غدا ذكروني لكي أتي بها, ثم رفع رأسه قال: قال الله, يعني يا فلان ليس نحن فقط ننقل عن رسول الله بلا واسطة بل نحن بعض الاحيان ننقل عن الله بلا واسطة, ولكن هذا النقل يكون, طبعا رسول أيضاً كذلك في الاعم الاغلب ينقل عن جبرائيل{نزل به الروح الأمين على قلبك} {أنا أنزلناه في ليلة القدر} ومن الواضح بأنه الإنزال يأخذ مراتب ووسائط حتى يصل إلى الخاتم  ’ولكن هذا ليس معناه انه ليس له مع الله وقت لا يسعه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل.

    لذا قال: كسماع نبينا في معراجه وفي الأوقات التي أشار إليها بقوله >لي مع الله وقت لا يسعني< اولا التعبير وقت, وهذا يكشف عن انها كانت قليلة, وثانيا كانت تمر بسرعة والا لو كانت أكثر من ذلك كانت مقاما لا انها كانت وقتا, هذا اولا.

    ثانيا: هذا الارتباط هذا الوقت >لا يسعني ملك مقرب ولا نبي مرسل< وهنا الاعلام يعلقون على هذه يقولون نفي, لا يسعني, نكرة في سياق النفي تفيد العموم والشمول يعني حتى مقام نبوته موجودة هذا الموقع أو ليست موجودة؟ ليس مقام نبوة الآخرين بل مقام نبوته لان مقام نبوته من المقامات الدانية لانها مرتبطة بالسفر الثالث والسفر الرابع وهذه مرتبطة بالسفر الثاني, اذن >لا يسعني فيه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل< ليس فقط الآخرين وإنما هو أيضا كذلك.

    وكسماع موسى × كلامه تعالى, في قوس الصعود, واقعا هنا لابد أن يبحث البحث الصغروي انه أساساً أو البحث الكبروي ممكن أو غير ممكن, وإذا كان ممكن ما هو الدليل النقلي على وقوعه؟ بعض يستدل بقوله {وكلم الله موسى تكليما} لأنه في آيات أخرى يقول{ انظر إلى الجبل فان استقر مكانه} اذن كان مع الواسطة مع الجبل, {فما تجلى ربه للجبل} اذن كان مع الواسطة, بعض الاحيان كان التجلي من  خلال الشجرة, بعض يقول أن هذه الآية {وكلم الله موسى تكليما} هذه بدون واسطة, والامر مسألة صغروية, بعد سماعه بلا واسطة.

    قال: ثم سماع كلامه, كلام الله, ثم سماع كلامه بواسطة جبرائيل × كسماع القران الكريم, التفتوا جيدا إلى التعبير كم دقيق, يعني هذا الذي نزل على قلب الخاتم هذا كلام جبرائيل أو كلام الله؟ هذا كلام الله ولكنه نزل على قلب الخاتم بلا واسطة أو مع الواسطة؟ مع الواسطة, ثم سماع كلامه, كلام الله, هناك سماع كلام الله بلا واسطة, هنا سماع كلام الله مع الواسطة, ما هي الواسطة؟ نزل به الروح الأمين على قلبك, يعني الله تجلى لرسوله, يعني كلامه وصل إلى رسوله, تجلى الله لرسوله ولكن بتوسط جبرائيل, طبعا والروايات بشكل كبير تفرق عندنا بين تلك التجليات التي كانت بلا واسطة وتلك التجليات التجليات التي كانت مع الواسطة, بودي الاخوة يراجعون الروايات في النبوة أن الرسول ’ العرق الذي كان يتصبب منه والضغطة التي كانت تحصل له عندما يقولون, كان يسأل الامام الصادق لماذا كان يتصبب, قال: كان ذلك اذا تجلى الله له, يعني التجلي كان بدون واسطة فلهذا تجدون كانت تأخذه تلك الحالة, أما اذا كانت التجليات مع الواسطة لا كان جالسا مع أصحابه يقول هذا جبرائيل يحدثني وهذه الحالة كانت موجودة, (كلام لاحد الحضور) هذه واقعا لا بد أن يصير بحث تفصيلي في الروايات لأنه هذه ليس امور عقلية لابد أن نذهب إلى الآيات, إلى الروايات, وهذا الذي يقال انه يأتي القران ويأتي الحديث يوم القيامة ويعتب {إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} لأنه هذه المعارف كلها الله سبحانه وتعالى أما بلسان التصريح, أما بلسان الإشارة, هذه موجود في القران أو ليس موجودة في القران؟ والقدر المتيقن انها موجودة لماذا؟ لأنه هذه مرتبطة بهداية الناس أو غير مرتبطة؟ مرتبطة, الآن افترض انه فيزياء وكيمياء غير مرتبطة بالقران ولكنه فيما يرتبط بدرجات السلوك إلى الله موجودة في القران ولكنه نحن لم نعمل على هذه الروايات, مثل ما قلت لكم الآن انتم أذهبوا إلى ليلة المعراج وانظروا ذلك بعضها بلا واسطة, بعضها مع الواسطة, بعضها بالسماء الاولى, بعضها بالسماء الثانية, بعضها صورة, بعضها بلا صورة, بعضها معنى, عضها بلا معنى, هذه يراد لها تأسيس والعرفاء اشتغلوا على هذا المعنى ووفقوا بهذا القدر الذي عندهم تقول صحيح اعمل عليه, أما اذا كان غير صحيح أعطينا مباني أخرى حتى نفهم هذه الروايات الواردة. ثم سماع كلامه بواسطة جبرائيل × كسماع القران الكريم, التفت جيدا الآن يتكلم في المراتب, يقول ثم سماع كلام العقل الاول, التفتوا جيدا العقل الاول أعلى أو جبرائيل أعلى؟ العقل الاول أول, فلماذا تقدم  جبرائيل على العقل الاول؟ يتكلم مترتبا يقول الله, ثم جبرائيل, ثم العقل الاول, ليس ينقل ولكن كلام الله هناك ليس علم حصولي حتى ينقل, في العبارة السابقة قال: سماع كلام الله بتوسط جبرائيل, أما في اللاحق قال: ثم سماع كلام العقل الاول, اذن اذا أردنا أن نميز بين العقل الاول وبين جبرائيل العقل الاول أفضل, أما اذا صار جبرائيل واسطة فيض لكلام الله فيتقدم على كلام العقل الاول.

    ثم سماع كلام العقل الاول وغيره من العقول, ثم سماع كلام النفس الكلية, وبينا النفس الكلية ما هي فيما سبق, والملائكة السماوية والأرضية, وبينا الملائكة السماوية والأرضية, قلنا المدبرات للأمور  السماوية والأرضية على الترتيب المذكور, هذا كله في المشاهدة وفي السماع, فلما يأتي  إلى النفس والذوق والشم يتكلم أو لا يتكلم؟يقول: والباقي, يعني, اقول واللمس ,  الشم, والذوق على هذا القياس.

    ومنبع هذه الانواع من المكاشفات هو القلب الانساني بذاته, هذا بحث جديد.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/02/23
    • مرات التنزيل : 2105

  • جديد المرئيات