بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: والروح تشاهد جميع ذلك بذاته لان هذه الحقائق تتحد بمرتبته كما مر من أن الحقائق كلها في العقل الأول متحدة.
بالأمس وعدنا الاخوة قبل أن أبين هذه العبارات قلنا أن الحكيم السبزواري بين مراتب العقل العملي هذه الحواشي الموجودة في الاسفار حواشي نافعة جدا والانسان يستطيع من خلالها أن يقف على دورة فلسفية عميقة للحكيم السبزواري.
قال: وان شئت قلت التجلية بالجيم والتخلية بالخاء المعجمة والتحلية بالمهملة, هذه مراتب العقل العملي, وأما التجلية فهو أن يجلي الظاهر باستعمال فيما ورد بالنواميس الإلهية, وأما التخلية هو أن يتخلى عن رذائل الأخلاق كالبخل والحسد والكذب وغيرها ويترك الشرور اللقلقية القبقبية والذبذبية المعروفة المشار إليها في الحديث النبوي حيث قال’>من وقي شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وقي الشر كله<.
قال: واللقلق هو اللسان, والقبقب هو البطن, والذبذب هو الجنس إلى آخره, وأما التحلية فهو أن يتخلع بخلع الأسماء والصفات ويتخلق بأخلاق الله كما في الحديث النبوي >تخلقوا بأخلاق الله< وأما الفناء الذي بعد هذه المراتب تأتي مراتب الفناء.
قال: فله مراتب المحو, والطمس, والمحق, فالمحو فناء أفعال العبد في فعل الحق, والطمس فناء صفات في صفته, والمحق فناء وجوده في وجوده, هذا بالجزء 1 من الاسفار ص 21 الحاشية رقم 1, هذا مراتب العقل العملي بنحو الاجمال والبحث موكول إلى منازل السائرين الذي تفصيله موكول إلى تلك الابحاث هذه قضية.
القضية الثانية الاخوة يتذكرون بالأمس قلنا بأنه أساساً الإنسان له مرتبة هي القلب ومرتبة هي الروح وميزنا بين هاتين المرتبتين من مراتب وجود الإنسان من خلال مقامي الواحدية والأحدية, قلنا أن الواحدية هي مقام الكثرة في الابحاث السابقة, وان الاحدية هي مقام الوحدة هي مقام الاستهلاك لاهي مقام الكثرة والتفصيل, كذلك في المقام فان مقام القلب الذي هو مقام النفس هذا غير النفس في الاصطلاح الأخلاقي لأنكم تعلمون أن النفس في الاصطلاح الأخلاقي مذمومة لا انها ممدوحة, ومراد من النفس هناك الهوى, هوى النفس المراد في الابحاث الأخلاقية, أما هنا عندما يقال قلب يراد النفس بهذا المعنى الذي اشرنا إليه في صفحة 52 وستأتي الإشارة إليه, أما الروح فيراد منها مقام الاتحاد مقام الوحدة يعني هناك لا يوجد عندك سمع وبصر وذوق بل سمع كله, بصر كله, ذوق كله, شم كله, وهذا واضح في الحقائق العقلية وواضح عندما نصل إلى مقام الاحدية.
قال: والروح يشاهد جميع ذلك بذاته, التفتوا جيد طبعا القلب أيضاً كان يشاهد بذاته ولكنه يشاهد بذاته مستعملا القوى وان كانت القوى عين القلب يعني هناك عندما نقول بذاته من باب السالبة بانتفاء المحمول يعني كثرة موجودة ولكن هذه الكثرة عين الذات, أما هنا من باب السالبة بانتفاء الموضوع.
قال: والروح يشاهد جميع ذلك بذاته لان هذه الحقائق تتحد في مرتبة الروح كما مر من أن الحقائق كلها في العقل الأول متحدة, وهذا ما اشرنا إليه أن العقل الأول, ما الفرق بين العقل الأول والنفس الكلية إذا تتذكرون هذا البحث أيضاً تقدم, تعالوا معنا إلى صفحة 52 قال: وإذا أخذت, تقريبا وسط الصفحة, وإذا أخذت بشرط أن تكون الكليات فيها جزئيات مفصلة ثابتة من غير احتجابها عن كلياتها فهي مرتبة الاسم الرحيم رب النفس الكلية, إذن ما الفرق بين العقل الأول والنفس الكلية, النفس الكلية هنا النفس الكلية العرفانية يعني السعة العرفانية, ما الفرق بينها؟ الفرق بينهما بالإجمال والتفصيل الفلسفي, بالبساطة والتفصيل, كل الحقائق موجودة في مرتبة العقل وكلها موجودة في مرتبة النفس الكلية ولكن موجودة في مرتبة العقل على نحو البساطة وموجودة في مرتبة النفس الكلية على نحو التفصيل, نفس هذا مظهره في الإنسان موجود الإنسان أيضاً له مرتبة هي مرتبة الروح وله مرتبة هي مرتبة النفس, مرتبة النفس هي إدراك التفاصيل شهودا, بالأمس بينا إدراك التفاصيل عيانا شهودا, أما في مرتبة الروح هو أن هذه التفاصيل موجودة أو موجودة على نحو التفصيل أو البساطة؟ موجودة على نحو, وهذا الفرق الذي يشار إليه في الفرق بين الفرقان والقران هذا البحث إنشاء موكول إلى أبحاث الجزء السابع من الاسفار وإنشاء الله في الفصوص سيأتي ولكن بحثه التفصيلي هناك وهو انه ما الفرق أن القرآن بعض الأحيان يعبر عن نفسه فرقان وبعض الأحيان يعبر عن نفسه قرآن هذا فقط اختلاف تفنني في العبارة أو إشارة إلى مراتب وجود القرآن؟ الجواب أن القرآن إشارة إلى المرتبة الوجودية الجمعية للقران التي يعبر عنها {وهو في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} ولكن لما يقول الفرقان إشارة إلى الوجود التفصيلي لهذه المعارف, هذا المعنى حتى يتضح لكم تعالوا معي إلى صفحة 133 الحاشية رق 11 السطر 21 قال: والفرق بين القلب والروح كالفرق بين الفرقان والقران ومحصله مرجعه هو التفصيل والإجمال, الحكيم النوري وهي من الحواشي القيمة في هذا المجال, هذا تمام الكلام في هذا, وهذه المكاشفات أي مكاشفات؟ المكاشفات الصورية, أي نوع من أنواع الصورية؟ قلنا أن المكاشفات الصورية أما متعلقة بالدنيا وأما متعلقة في الآخرة, ومراده المكاشفات الصورية المتعلقة بالآخرة ثم قلنا المكاشفات الصورية المتعلقة بالآخرة أما متضمنة لمعنى وان كانت في الاعم الاغلب متضمنة أو لا, هنا مراده المكاشفات الصورة المتعلقة بالأمور الأخروية المتضمنة لمعنى من المعاني, هذه تبدأ من الخيال المتصل ولا تنتهي الا عند الاعيان الثابتة.
قال: وهذه المكاشفات عند ابتداء السلوك أولاً تقع في خياله المقيد ثم, ثانيا وثالثا, هذه ثانيا وثالثا ورابعا هذا التدريج ليس تدريج زماني ولكن هذا لبيان المراتب والا قد يحصل للانسان في دفعة واحدة جملة من هذه المراتب بل كل هذه المراتب كما نحن نعتقده وهذا إنشاء الله بحث مهم سيأتي في طي الزمان والمكان في مباحث الكشف المعنوي وهو من الابحاث الاساسية, لأنه واحدة من الاشكالات الواردة عندنا يقول انت تقولون في ابراهيم الخليل تقولون {وإذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أن جاعلك للناس إماما} ولكن انت تعتقدون أن أئمتكم وهم في بطون أمهاتهم وصلوا إلى هذه المقامات فأين الزمان, أين المكان, أين الابتلاءات, أين؟ هذا جوابه في جملة واحدة؟ هذا من قياس الامور غير المادية على الامور المادية, الكشف عموما يقع في خارج عالم المادة إذن لا يحتاج إلى انه لابد أن يمر زمان حتى يحصل, يعني الكشف الأول في سنة 95 من الهجرة, والكشف الثاني في سنة أخرى, لا لعله في أن واحد يقطع طريق كل هذه المراحل ليصل إلى الاعيان الثابتة, هذا بحث مهم وترتب عليه معطيات وحقائق عقائدية أساسية. وهذه المكاشفات عند ابتداء السلوك أولاً تقع في خياله المقيد, الخيال المتصل, ثم بالتدريج وحصول الملكة, هذا عموما للمجذوب السالك أو للسالك المجذب؟ هذه عموما للسالك {إني ذاهب إلى ربي} هذه عموما وهذه المراحل موجودة {وانزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء وما كان عطاء ربك محظورا} الاستعداد الله سبحانه وتعالى أما ذاتي, يعني أما الله سبحانه وتعالى من الأول يعطي الإنسان أو لعمل يقوم به يفتح له من باب الاستعدادات ما لا يفتح في ألف عام.
ثم بالتدريج وحصول الملكة ينتقل إلى العالم المثالي المطلق, أما في النوم وأما في اليقظة لا فرق, فيطلع, هذه السالك أو صاحب المكاشفة, أو صاحب السلوك, فيطلع على ما يختص في العالم المثالي المطلق يختص بعالم العناصر, عندما يطلع يطلع فقط في زمان معين؟ لا قد يرى ما يرتبط بعالم العناصر مرتبط حتى بعد ألف سنة بعد ذلك أو بما مضى بألف سنة. ثم السموات فيسري صاعدا, يبقى يستمر في الصعود لا يتوقف, {إليه يصعد الكلم الطيب} فيسري صاعدا إلى أن ينتهي إلى اللوح المحفوظ والعقل الأول صورتي أم الكتاب, هذا البحث مفصلا نحن وقفنا عنده في صفحة 112 من هذا الكتاب, الاخوة يرجعون هناك حتى نحن لا نطيل الكلام.
قال: تنبيه, في الصفحة 112 في الدرس 97-98 قال: يجب أن تعلم أن هذه العوالم كليها وجزئيها كلها كتب إلهية لا حاطتها بكلماتها التامات فالعقل الأول والنفس الكلية اللتان هم هما صورة أم الكتاب وهي الحضرة العلمية كتابان إلهيان, هنا أيضاً يقول العقل الأول واللوح المحفوظ صورتا أم الكتاب.
إلى هنا أين كنا نتكلم, يقول هذه الى هنا درجات الكشف الصوري لأنه الخيال المتصل صوري, الخيال المنفصل صوري, أما عندما يصعد عن الخيال المنفصل يكون غير صوري ويكون متضمناً للمعنى.
إلى اللوح المحفوظ, إلى أم الكتاب, التفتوا جيدا كان في الصقع الربوبي أو خارج الصقع الربوبي؟ خارج الصقع الربوبي, الآن من هنا ثم ينتقل إلى حضرة العلم الإلهي, الآن ينتقل إلى مقام الشأن الربوبي الآن ينتقل إلى الصقع الربوبي, من قبيل انت جنابك تريد أن تعر أحداً وتقف عليه والله أعطاك القدرة على معرفته أولاً تبدأ بحركاته وسكناته وأعماله وقيامه وجلوسه ونومه, ثم تنتقل إلى آثاره, الكتب التي كتبها, بعد ذلك لما تنتهي تريد أن تنتقل إلى داخله إلى ذاته, لما نقول تريد أن تنتقل إلى ذاته, أول مرتبة من مراتب الذات القوى, بعد ذلك الحس المشترك, بعد ذلك الخيال, بعد ذلك الوهم, بعد ذلك العاقلة, هذه كلها شؤون خارج الذات أو داخل الذات؟ الآن هو في قوس الصعود بعد أن انتهى إلى العقل الأول واللوح المحفوظ عند ذلك ينتقل إلى الصقع الربوبي إلى الشأن الربوبي, وعندما اقول إلى الشأن الربوبي يقين عندي أن ذهنك لا يذهب إلى مقام الذات لان الشأن والصقع الربوبي والعالم الربوبي هي شؤون الذات ولكن شؤون الذات العلمية في قبال شؤون الذات الخلقية, شؤون الذات الآثارية, شؤون الذات المخلوقاتية ونحو ذلك.
قال: ثم ينتقل إلى حضرة العلم الإلهي فيطلع على الاعيان, أول مرتبة من مراتب الشأن العلمي في الصقع الربوبي هي الاعيان التي هي لوازم مقام الأسماء الذي هو مقام الواحدية.
قال: فيطلع على الاعيان حسب ما يشاء الحق, وليس حيثما وهو يقول انه هناك نسخة بد حسبما وهي الأصح, حسب ما يشاء الحق, سؤال وهو أن الكشف في الصقع الربوبي ما كانت بإذن الله هذه فقط بإذن الله, يعني هناك لم تكن حسبما يشاء الحق أو كانت هناك حسبما يشاء الحق.
بعبارة أخرى: الإذن نحتاجه لكي نعرف عندما يرتبط بالشأن العلمي الربوبي أما بالشأن الخلقي والأمري الذي هو مقام الذات لا نحتاج إلى حسبما يشاء الحق؟ الجواب نعم ولكن من هذه العبارة يتضح بأنه يوجد انه هناك إذن عام أعطي للسالك أن يسلك إلى درجات معينة, وهناك بعد هذا العلم إذا وصل الإنسان إلى هذا المقام يحتاج إلى إذن خاص, لا ادري انتم تعلمون انه فيما يتعلق بدارسة المنظومة وأسرار وتفسير وكذا جملة من الأساتذة يقولون دروسنا موجودة في المراكز الصوتية بإمكانكم أن تستفيدوا منها يعني لا يوجد إذن؟ لا يوجد إذن ولكن إذن عام, ولكن لما تخلص وتريد أن تسمع تمهيد أو تسمع فصوص ماذا يقول؟ يقول ذاك لا يكفي الإذن لابد أن تأتي لي أو يمتحنك احد كما أنه بعض الأساتذة كان بهذا الشكل أما الآن فليس بهذا الشكل وان كانت هذه الطريقة بان بعض الأساتذة واضعين من يمتحنوهم ليروا أن هذا الطالب مهيأ لدراسة التمهيد والفصوص وغير ذلك, لا اقل أنا اذكر عن نفسي عندما أردت أن استفيد من دروس شيخنا الأستاذ في العرفان النظري كونوا على ثقة أن ثمانية أشهر الشيخ جوادي ما أجاز إلى أن قال ابعثوه لي, وأنا ذهبت إلى مدرسة سعادة التي خلف مدرسة السيد الكلبايكاني جناب الشيخ كان يدرس عموما هناك(كلام لاحد الحضور) أيضاً درسه موجود هناك؟ نعم هو درسه الآن موجود هناك, لا الآن انتقل إلى مكان آخر إلى الفرع الآخر, أنا ذهبت هناك طرح لي مجموعة من الاسئلة أنا أجبت وهو اتصل قال: بأنه الدروس فلان وفلان أعطوها, بعض الأحيان في ذلك الزمان وليس هذا الزمان كان البعض عندما يريد أن يستفيد من دروسه كان يعين أعطوهم من فلان كاسيت إلى 25 في الفصوص ولا تعطوهم أكثر من ذلك, يعين قدر الفصوص التي يقرأها وما زاد على ذلك ما كان يسمح وهكذا, هذه نفس القضية ولكن هذا الإذن الاعتباري افترضوا وهذا الإذن التكويني وهو الإذن الخاص وهو أن الدخول إلى الصقع الربوبي واكتشاف الحقائق للسالك فيما يتعلق بالصقع الربوبي الإذن العام لا يكفي نحتاج إلى الإذن الخاص.
قال: حسبما يشاء الحق سبحانه كما قال, يستدل بهذه الآية {ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء} يعني الا إذا إذن الإذن الخاص, الآن بحث قيم وأساسي ومهم جدا فيما يتعلق بان درجات الكشف الصوري والمعنوي إلى يقف؟ بعد ذلك يوجد كشف أو لا لا يوجد كشف؟ لا يوجد كشف, أولاً لنجيب على السؤال الأول, السؤال الأول: هل أن درجات الكشف تقف عند حد الاعم من الصوري و, هنا البحث يتداخل الكشف الصوري مع الكشف المعنوي لأنه هذه التي أشار إليها غير مرتبطة بالكشف الصوري وإنما تشمل الكشف المعنوي ولو تضمنا ولكن دخلنا أين؟ في بحث الكشف المعنوي, هل يقف عند حد معين أو لا يقف؟ الجواب يقولون نعم, إلى انكشاف الاعيان يقف الكشف.
قال: وهذا أعلى ما يمكن لعباد الله في مراتب الشهود, ورائه توجد مرتبة أو لا توجد؟ لا توجد, شهودا لا توجد, كشفا لا يوجد, فتحا لا يوجد, لماذا؟ هل من باب السالبة بانتفاء المحمول يعني انه يمكن ولكن الله منع عن ذلك لحكمة لأي سبب أو انه أساسا هناك كشف لا يوجد أي منهما؟ لا ادري التفتوا أو لا ؟ مرة نقول بأنه يوجد كشف مرتبة أخرى من الانكشاف موجودة ولكنه الله إلى هنا من الناحية التكوينية لا يأذن لحكمة ولكنه ممكن للكشف أن يصعد إليه وللسالك أن يصعد إليها {إليه يصعد الكلم الطيب} هذا الصعود ممكن ولكنه لسبب الله أوقف الإذن إلى هذا الحد, وأخرى نقول أساساً بعد هذه المرتبة يوجد كشف أولاً يوجد كشف؟
هؤلاء يدعون الثاني يقولون لا يوجد كشف لماذا؟ يقولون نحن عندما نقول أن السالك يصعد في كشفه يعني الغيرية محفوظة أو غير محفوظة؟ محفوظة,يعني الأنا والكاشف والمكشوف هذه الاثنينية محفوظة أو غير محفوظة؟ بعد هذه المرتبة أساساً توجد إثنينية أو لا توجد إثنينية؟ فعندما نقول لا كشف يكون من باب السالبة بانتفاء الموضوع, اتضحت النقطة.
إذن إذا وجدتم في كلام العرفاء يقولون أن أعلى درجات الكشف هو مقام الاعيان الثابتة في الصقع الربوبي ليس أن معنى ذلك انه يوجد هناك كشف ولكن أغلق الطريق, لا أبدا باعتبار أن بعد ذلك يوجد سالك؟ يوجد عندنا كاشف أو عارف يسلك وشيء ينكشف أو لا يوجد؟ يعني هذه الاثنينية ترتفع ولهذا التفتوا إلى العبارة جيدا قال: وهذا أعلى ما يمكن لعباد الله في مراتب الشهود, لماذا أن هذا أعلى؟ لان فوق هذه المرتبة أين ندخل, يوجد شهود أو فناء؟ إذا أردت أن تدركها الطريق إليها يمر إليها من خلال الشهود أو من خلال الكشف, أو من خلال الفناء؟ من خلال الفناء.
قال: لان فوق هذه المرتبة شهود الذات, أي ذات؟ يعني اللا بشرط المقسمي؟ لا أبداً ذاك لا ارتباط لاحد بذاك المقام, ذاك لا اسم, ولا رسم, ولا عين, ولا أبداً, وإنما نتكلم فيما بعد كلام الاعيان مقام الأسماء, مقام الاحدية, يعني إدراك الأسماء إدراكها والوصول إلى مقام الاحدية هذا بالشهود, بالسلوك, بالكشف, أو بالفناء؟ هذا بالفناء, اتضح الكلام.
إذن: عندما يقول الحكيم السبزواري أنه آخر درجات الكشف والفناء هذا الفناء من أين يبدأ؟ (كلام لاحد الحضور) ما بعد الاعيان احسنتم هناك كشف لايوجد وإنما فناء, أما فناء درجة أولى, وأما فناء درجة ثانية… إلى آخره.
قال: لان فوق هذه المرتبة شهود الذات, ليس مقصوده الذات يعني الذات اللا بشرط المقسمي أساساً ذاك لا يشاهد, لان فوق هذه المرتبة شهود الذات المفنية للعباد عند التجلي, تصل إلى مرتبة من مراتب الصقع الربوبي لا يمكن إدراكها مع بقاء إنية السالك على إنيته وعلى اناه هذا غير معقول, طبعا هذه الآن لا يوجد برهان ولكن هؤلاء يدعون الكشف على هذه الحقائق ولعله توجد بعض الشواهد الروائية. الا أن يتجلى, هذا الاستثناء, الا أن يتجلى من وآراء الأسماء أستار الاسمائية, نعم إذا تجلى من وراء حجب, أي حجب هذه, أي أستار هذه؟ هذه الأستار النورية, الأسماء ما هي؟
قال: التي هي عين الاعيان, قلنا الاعيان الثابتة لوازم الأسماء, عينها روح الاعيان ما هي؟ هي الأسماء.
قال: إذا تجلى من وراء الأسماء عند ذلك يمكن الشهود, أما إذا لم يتجلى من وراء الأسماء تجلى بذاته فهل يوجد شهود أو لا يوجد شهود؟ قلنا هناك فناء.
الا أن يتجلى من وراء الاستار الاسمائية وهي, هذا ضمير هي يعني الاستار الاسمائية, وهي عين الاعيان واليه أشار الشيخ في الفص الشيفي فلا تطمع ولا تتعب نفسك فإنها الغاية التي ما فوقها غاية, تعالوا معي إلى صفحة 346 من الكتاب.
قال: وإذا ذقت هذا, هذا نص عبارة الشيخ في المتن في الفص الشيفي, ذقت التي ليس فوقها غاية في حق المخلوق فلا تطمع ولا تتعب نفسك في أن ترقى في أعلى من هذا الدرج فما هو ثم أصلاً, أساساً وراءه يوجد أو لا يوجد؟ وما بعده الا العدم المحض, بعد سيتضح ما هو المراد من العدم المحض, هناك بحث إنشاء الله تعالى إذا وفقنا لان نقف عليه هناك في 342 تعالوا إلى هذه الصفحة السطر الثالث, يقول: هذا الفناء تجلي الذات, هذا الذي قيدنا أن هذا ليس تجلي الذات بما هي هي, قال: وما اشتهر بين الطائفة أن التجلي الذات يوجب الفناء وارتفاع الاثنينية متى؟ إنما هو إذا كان التجلي الذات بصفة القهر والوحدة, لذا قال انه لابد إذا كان التجلي, إذن عندما قال فوق هذه المرتبة شهود الذات, أي ذات؟ المتجلية باسم الواحد القهار عند ذلك يحصل الفناء وانفنائها ولذلك جاء الواحد القهار {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} أو نقول أن كلامه محمول على حال البقاء بعد الفناء هذا بحثه إنشاء لله سيأتي لاحقا على أي الأحوال هذا تمام الكلام في الكشف الصوري.
ومما تقدم اتضح لنا بأنه جملة من مراتب الكشف المعنوي أيضاً اتضحت ولكن لم يبينها أولاً وبالذات بل بينها باعتبار أن بعض مراتب الكشف الصوري تتضمن كشفا معنويا, لذا هذه الامور التي بينها في الكشف المعنوي التي جاءت عرضا لبيان الكشف الصوري متضمنة, أو متضمنة في الكشف الصوري يبينها في الكشف المعنوي أو لا يبينها؟ مع انها داخلة أين؟ هذه المراتب التي الآن ذكرها وهذه المكاشفات تبدأ إلى أن تنتهي إلى الاعيان الثابتة هذه أولاً وبالذات مرتبطة بالكشف المعنوي وان أشير إليها ضمنا عرضا في الكشف الصوري, هذا البحث لا يتكرر في الكشف المعنوي, هذا بحث انتهينا منه.
عندما نأتي إلى الكشف المعنوي, التفتوا إخوان, الكشف المعنوي أيضاً نستطيع, طبعا الكشف المعنوي لا ينكشف إلى دنيا والى آخرة فقط مرتبط الآخرة, إذا ارتبط بالآخرة يمكن تقسيمه إلى قسمين:
الاول: كشف معنوي يتضمن صورة.
الثاني: وكشف معنوي بلا صورة.
هو بعد هنا لا يشير إلى الكشف المعنوي المتضمن للصورة لأنه بنحو من الانحاء بُين هناك ولكن بنحو تعكس المطلب هناك بالذات الكشف الصوري ويتضمن كشفا معنويا, هنا الكشف الأول كشف معنوي ويتضمن كشف الصورة هذا لا يبينه لأنه بين بنحو من الانحاء بل يقتصر الامر على الكشف المعنوي, أما الكشف المعنوي المجرد من صور الحقائق هذا لا يوجد وليس متضمنًا للصور, لا المعنى بما هو معنى, قبل أن ادخل في هذا بودي أن أشير إلى بعض النقاط, اخواني الاعزاء:
أولا: أن الكشف الصور إنما هو من تجليات سوادن وخوادم الاسم العليم, أما الكشف المعنوي فهو من تجليات الاسم العليم, طبعا ما من تجل في هذا العالم الا من خلال الاسم العليم وهنا عندما نقول يوجد سواد أو لا يوجد سواد؟ المراد هنا أن الاسم العليم عندما يتجلى هل يتجلى مع الواسطة أو يتجلى بلا واسطة, فان تجلى مع واسطة السمع, والبصر, والشم, والذوق ونحو ذلك فيكون كشفا صوريا, أما إذا لم يتجلى بهذه الوسائط يكون كشفا معنويا, اتضح المعنى, لذا قال: وأما الكشف المعنوي, ما هو المعنى؟ المجرد من صور الحقائق, وان كان بعض الأحيان يتضمن صور الحقائق ولكن يتضمن بالعرض, لم يبين؟ اقول باعتبار هو بينها فيما سبق فلا يقف عندها, يقول هذا الكشف المعنوي الحاصل من أين؟ الحاصل من تجليات الاسم العليم الحكيم, باعتبار انه يضع الشيء في موضعه, ليس فقط العليم فلماذا يعطي لهذا ولا يعطي لهذا؟ يعني عندما يقول, التفتوا جيدا رحمة الله عليهم إنشاء جميعا, أليس القرآن يقول أو الرواية تقول>العلم نور يقذفه الله بقلب من يشاء< من يشاء؟ عندك طريقين: أما أن تقول من يشاء جزافا, أو من يشاء لحكمة, إذن من يقيد إطلاق تجليات الاسم العليم؟ الاسم الحكيم, التفتوا إلى هذه الحقيقة وهذا معنى ما ذكرناه أن الأسماء تتناكح في ما بينها تناكح الأسماء هو هذا, وهو إذا أتيت إلى الاسم العليم الاسم العليم يتجلى {كلاً نمد} هذا الاسم العليم ماذا يقول كل أتجلى له هذا أو هذا, ولماذا تعطي لهذا ولماذا لا تعطي لهذا؟ يقول الله سبحانه وتعالى عندما يقول بأنه {لمن يشاء} لمن يشاء فيه فردين: لمن يشاء جزافا, ولمن يشاء {الله يعلم حيث يجعل رسالته} ماذا يعني اعلم حيث يجعل رسالته؟ هو اعلم, ولكن في آية أخرى ماذا يقول, هذا اعلم أعلم بماذا يحتاج إلى متعلق اعلم بماذا؟ {وهو اعلم بالشاكرين} يقول إنما أعطي لهذا وهذا أعطيه النبوة وذلك لا أعطيه باعتبار أن هذا يشكر وهذا يكفر, إذن هنا جاء بعد اسم العليم الحكيم.
قال: الحاصل من تجليات الاسم العليم الحكيم, وأما الكشف المعنوي, فهو ماذا؟ هو ظهور المعاني الغيبية والحقائق العينية, من هنا وقع بحث بين الاعلام ما هو الفرق بين المعنى وبين العين؟
قال: معاني وحقائق, اخواني الاعزاء لعله أوضح تمثيل لذلك الوجود الذهني والوجود الخارجي, انت جنابك الآن مرة تعرف الإنسان كمعنى من المعاني في الذهن يعني بالحمل الاولي, ومرة بالعلم الشهودي الاكتناهي تتعرف على مصداق الإنسان في الخارج, الأول نسميه معنى, والثاني ماذا؟ هذه التي تفاض على الإنسان في الكشف المعنوي تارة تكون متعلقة بالمعنى وأخرى تكون متعلقة بالحقيقية, يعني المشاهدة والعلم الشهودي والكشف, تارة منكشفة معنى من المعاني, وأخرى منكشفه حقيقة من الحقائق, لا ادري استطعت أن أوصل المطلب للاخوة, تارة وبعد ذلك سيتضح معنى من المعاني بالاستدلال العقل نستطيع أن نصل إليه نحن, نحن من خلال الاستدلالات العقلية الا نستكشف جملة من المعاني إذن ما الفرق لماذا نقول هذا استدلال هذا عمل الحكيم وهذا كشف العارف بما نميز؟ ذلك بحث لاحق الآن دعوه, ولكن مقصودي أنه في المعنوي تارة يرزق الإنسان بالكشف بالفتح يرزق معنى من المعاني وأخرى يرزق حقيقة من الحقائق, تارة ينكشف له معنى من المعاني وأخرى ينكشف له حقيقة من الحقائق.
انت الآن قد ينكشف لك معنى من المعاني المرتبطة بالولاية, المرتبطة بالإمامة, المرتبطة بالمعاد, المرتبطة بالإلهيات, ممكن أن ينكشف لك معنى من هذه المعاني, وأخرى المعنى ينكشف أو الحقيقة؟ تشاهد الحقيقة.
اضرب لك مثال, وان كان مع الاسف الشديد أن اساتذتنا ما وقفوا عند هذا البحث بحسب الموجود وبحسب الحواشي التي أمامكم, اخواني الاعزاء من قبيل هذا: هو انه تارة انت معنى من المعاني تنكشف لك الآن معنى الغضب أو معنى الحلو, أو معنى اللذة, أو معنى الألم هذه تنكشف لك, وهذه انكشافها على قسمين أما انكشاف حصولي, علم حصولي يعني مفهوم, وأما انكشاف حضوري يعني واقعا انت تتألم هذا منكشف لك معنى من المعاني ولكن انكشافا حضوريا انكشافا وجدانيا, وأخرى لا ليس معنى ينكشف لك أما حصولي أما حضوري أما مفهوما أما وجودا ؟ لا, ذاتك منكشفة لك التي انت تعبر عنها تقول ذات الآن مجرة, ذات الآن مدركية هذه مجموعة الامور, انت الآن تشاهد نفسك أو لا تشاهد؟ توجد صورة أو لا توجد؟ لا توجد صورة, إذن المنكشف أمر صوري وليس أمر معنوي, مرتبط بمعنى من المعاني أو بحقيقة من الحقائق؟ الآن هذا الانكشاف في بعض الأحيان يتوسع فينكشف لك معنى حقيقية الامام, معنى حقيقة الولاية هذه تنكشف, وأخرى معنى من معاني الإمامة أيضاً تنكشف, لذا وجدت أفضل حاشية في هذا المجال ما ذكره الحكيم السبزواري لذا تعالوا معنا إلى صفحة 133 الحاشية رقم 12 قال: المعاني الغيبية, المفاهيم والعنوانات المطابقة على ما هي عليه, أما والحقائق ما هي؟ الذوات المجردة والمعنونات والمعروضات في الخارج, هذا من باب التمثيل, مرة ينكشف لك معنى من المعاني في الكشف المعنوي وأخرى ينكشف لك حقيقة من الحقائق في الكشف المعنوي, لذا قال وأما الكشف المعنوي قال: هو ظهور المعاني الغيبية إذا كانت معنى من المعاني, والحقائق العينية, ليس عندكم عمل بالحواشي, والحقائق العينية ,أيضاً تكون منكشفة, فللكشف المعنوي كما كان للكشف الصوري مراتب للكشف المعنوي أيضاً مراتب:
أول هذه المراتب ظهور المعاني في القوة المفكرة.
ثانيا: ظهورها في القوة العاقلة.
ثالثا: ظهورها في مرتبة القلب.
رابعا: ظهورها في مرتبة الروح.
خامسا: ظهورها في مرتبة السر.
سادسا: ظهورها في مرتبة الخفي.
سابعا: ظهورها مرتبة الأخفى.
إذن: في الكشف الصوري جعلنا المراتب مرتبطة بالنفس أو بأدواتها؟ بأدواتها, قلنا كشف بصري, كشف سمعي, أما نفس الذات؟ لا هنا مراتب الكشف مرتبطة بالذات وان الإنسان السالك له مراتب, مرتبة المفكرة, والعاقلة, والقلب, والروح, والسر, والخفي, والأخفى, وهي المراتب السبع المعروفة, بيانه يأتي.
والحمد لله رب العالمين.