نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (82) – محاولة لعرض رؤية أخرى

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الأركان الأساسية التي لابد من بحثها للوقوف على فهم النص الديني قلنا بأنّ هناك أركان ثلاثة:

    الركن الأول هو النص الركن الثاني هو المتلقي الركن الثالث هو المتكلم أو الذي صدر منه ذلك النص. وقفنا فيما يتعلق بالركن الأول والركن الثاني، واتضح لنا بأنّ المنظومة المعرفية الموجودة في المؤسسة الدينية والحوزات الشيعية لا تعطي أهمية خاصة لهذين الركنين، ما هي شرائط المتلقي وما هي ظروف التي صدر فيها النص الديني؟ وهذان الركنان أساسيان لفهم النص الديني، ومن هنا نحن وقفنا عند الملاحظة الأولى والملاحظة الثانية عند هذين الركنين.

    الملاحظة الثالثة: مرتبطة بالذي صدر منه النص، هذه القضية قضية محورية في فهم النص، بل هي الأساس في فهم أي نصٍ، وما لم نتعرف على المؤلف أو على الذي صدر منه النص لا يمكن أن نتعامل مع ذلك النص، وهذه القضية أيضاً مغفول عنها، ما لم نتعرف على شرائط وخصائص وصفات من صدر منه النص، لا يمكن أن نضع منهجاً لفهم ذلك النص.

    على سبيل المثال لو جئنا إلى مجموعة كلمات وجدنا أن جملة من النصوص أو الكلمات تذم المرأة ذماً شديدا فتجعلها في مرتبة الحيوانات والبهائم، وفي مقابل ذلك من نفس هذا الشخص هناك مجموعة أخرى كبيرة من النصوص تمدح المرأة وتعطي لها مقامات، وأعطيناها بيد إنسان عاقل سوي محقق، ماذا يقول في هذه النصوص؟ يتهم نفسه في الفهم أم يتهم من صدرت منه تلك النصوص؟ لماذا لا تتهم نفسك انك لم تفهم منه؟ الجواب تقول في النتيجة هناك قواعد للفهم، الآن الجواب لابد أن نعرف المؤلف أو الذي صدر منه هذا الكلام من هو؟ فإذا كان الذي صدر منه الكلام هو الله تعالى فعندما تأتي إلى كلماته والى كلامه حتى لو وجدت تناقضاً ظاهراً ماذا تقول؟ أنت لم تفهم أم يوجد تناقض في الكلام؟ لماذا؟ لأنك أخذت بعين الاعتبار أن المتكلم هو الله، الله يتناقض أو لا يتناقض؟ يتهافت أو لا يتهافت؟ يقول خلاف الواقع أو لا يقول؟ إذن كل ما وجدت هذا في ظاهر النص القرآني على سبيل المثال ماذا تفعل؟ تبدأ بالتوجيه والتأويل ووو إلى آخره.

    ونفس هذا الكلام إذا صدر النص من النبي وافترضت أن النبي معصوم بعصمة مطلقة ماذا تفعل؟ تتهم نفسك أو تتهم النبي؟ تقول تناقض النبي أم تقول أنا لم افهم؟ وهكذا بالنسبة إذا فرضنا أن المؤلف هو الإمام المعصوم ماذا تفعل؟ تدرس في الحوزات العلمية خمس سنوات إلى عشر سنوات باب التعادل والتراجيح حتى ماذا تفعل؟ حتى ترجع التناقض والتهافت والاختلاف والتعارض إلى كلام الإمام أم إلى فهمك؟ لماذا تفعل هكذا؟ أما نفس هذا التناقض أو التهافت أو الاختلاف لو وجدته في كلام أي عالم ماذا تقول عنه؟ تقول أنت مشتبه أم هو مخطئ؟ لماذا عندما تأتي إلى هذا النص توجّه وتؤول وتجمع وتفعل ما تفعل، ولكن عندما تأتي إلى النص الآخر تتهمه بالتناقض والتهافت والاختلاف وعدم الفقه وعدم الفهم وانه يفهمه المتفقه فضلاً إلى آخره لماذا؟

    الجواب لان من صدر منه النص له مدخلية في فهم النص، وهذه قضية سمعتم احد يأخذ المؤلف بعين الاعتبار لا يأخذ؟ أبداً لا علاقة له، يأتي إلى كتاب الكافي، أو الكليني أو الصدوق أو الصفار أو القمي وكأنه يسمع من الإمام المعصوم عليه أفضل الصلاة والسلام، فلابد كلما وجد تناقض وتعارض وتهافت واختلاف يوجّهه، ولهذا أخذ من صدر منه الكلام في فهم ذلك الكلام.

    الآن نطبق ذلك على النص الروائي، النص الروائي ما هو؟ مرةً قلنا نتكلم على مستوى السنة، ومرة نتكلم على مستوى الحديث، الآن الذي بأيدينا ما هو السنة أو الحديث؟ إذا سمعت من الإمام شيئاً ثم سمعت منه شيئاً آخر يخالف الأول هنا أقول تناقض الإمام أو لم يتناقض؟ المعصوم لا يتناقض، إذن لابد أن توجد جهة يبينها لي الإمام، إما افهمها وإما لا افهمها، أما عندما أتي إلى كتب الأحاديث قلنا أهم آفتين اصيبت بها الأحاديث ما هي؟ أوّلاً أن بعضه صادر وبعضه لم يصدر وهو عملية الوضع، وعلى فرض الصدور بعضه لفظه وبعضه نقل بالمعنى، فإذا وجدت تهافتاً لابد اوجه أو لا أوجه؟ أولاً لابد تثبت أولاً انه صادر وثانياً أن هذا الصادر ما هو؟ فإذا لم تحرز هذين الأمرين ووجدت تعارضاً ماذا تفعل؟ الاقايون ماذا يفعلون ونحن ماذا نقول؟ الاقايون يحاولون الجمع مهما أمكن، وأسسوا قاعدة الجمع مهما أمكن أولى ماذا؟ هذه القاعدة للسنة وليست للحديث، هذه القاعدة: الجمع مهما أمكن أولى من الطرح متى؟ الصادر وأنت تشك أن هذا صادر أو ليس بصادر لأنه يوجد عندك علم إجمالي، تقول سيدنا في كتبنا معتبرة ومؤلفين معتبرين بينا فيما سبق أن هذه كافية لإخراج الروايات الموضوعة أو غير كافية؟ غير كافية بتصريح أعلام في مدرسة أهل البيت انه كل الجهد الذي قام به الشيخ الكليني ليس معناه عدم وجود الموضوعات في كتاب الكليني أو في تفسير القمي أو في الصفار بصائر الدرجات ونحو ذلك، الآن تنزلنا قلنا أثبتنا الصدور، لابد أن نثبت انه لفظ الإمام، وإلا فهم هذا الراوي يمكن أن يتعارض مع فهم هذا الراوي أو لا يمكن؟ يحتاج إلى توجيه أو لا يحتاج؟ أبداً، هذا فهمه وهو غير معصوم اشتبه وهذا فهمه وهو غير معصوم واشتبه، لا يحتاج إلى جمع، هذا الجمع والتوجيه أين؟ إذا ثبت انه من الإمام المعصوم، صدر لفظاً منه.

    الرازي في المحصول صرّح بأن النقل بالمعنى ليس بحجة إلا إذا اطمئننا، والمجلسي أيضاً في المجلد الثاني صفحة 164 صرّح بأنّ اغلب ما بأيدينا منقول إلينا بالمعنى.

    توجد مقولة عادة ماذا يقولون؟ يقولون بأن الرواية التي لا تفهمها أرجع علمها إلى أهلها، سؤال ثبّت العرش ثم انقش، ثبت أن هذه الرواية الواردة في تفسير القمي صدرت من المعصوم أوّلاً ثم ثبّت أن هذه ألفاظ المعصوم ثانياً؟ حتى إذا لم افهمها ارجع ماذا؟ أما إذا لم يثبت لي لا أوّلاً ولا ثانياً أيضاً ارجع علمها اتهم نفسي أم اتهم الرواية؟ الآن المنهج الموجود في الحوزة ما هو؟ يتهم فهمه أم يتهم الرواية؟ يتهم فهمه، وأنا أقول هذه الرواية ليست صادرة، وإذا صادرة ليست صادرة بهذا المعنى الذي يقوله ماذا؟ وبعبارة أخرى زخرف لم يقوله، وبعبارة أخرى لا يوجد عليه شاهد من كتاب الله أو شاهدان فهو زخرف لم نقله.

    هذا ما يتعلق بالنص الروائي، إذن ما هو موقفنا من النص الروائي؟ الرواية لا السنة ما هو موقفنا؟ أي رواية لابد من إثبات صدورها أوّلاً، ولابد من إثبات أنها منقولة إليّ باللفظ ثانياً، عند ذلك اجمع بين الروايات المتعارضة أو ارجع علمها إلى أهلها، وإلا إذا لم يثبت الأول أو لم يثبت الثاني أو لم يثبتا معاً، فعند ذلك ما هو؟ زخرف لم نقله، وهذه واحدة من أهم أدلة ضرورة وجود مرجعية للنص الروائي؛ لأن البعض يقول سيدنا ما هو دليلك على ضرورة إرجاع النص الروائي إلى النص القرآني إلى محورية ؟ الجواب لان هاتين الآفتين أصيبت بهما النصوص الروائية فلابد من الإرجاع إلى القرآن، تقول الحمد لله رب العالمين الآن بيدنا النص القرآني.

    الآن تعالوا معنا إلى النص القرآني لنرى انه ما هو النص القرآني،؟

    توجد لا اقل ثمان مراحل للنص القرآني:

    المرحلة الأولى للنص القرآني وهو الذي أشار إليه القرآن في مواضع متعددة من قبيل سورة الزخرف وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم إنا أنزلناه قرآناً عربيا هذا الذي في المصحف ونفس هذا القرآن العربي له مقام آخر ما هو مقامه؟ وأنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم، إذن هذا القرآن له وجود واحد وهو الوجود اللفظي؟ أم له وجود آخر وهو في عالم أم الكتاب؟ أو قوله تعالى في سورة الواقعة إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون، إذن له وجود لفظي هذا الذي بأيدينا وله وجود في الكتاب المكنون أو في أم الكتاب، هذه المرحلة الأولى.

    المرحلة الثانية: أن هذا الكتاب نزل إلى عالمنا، نزل به الروح الأمين، هذه المرحلة الثانية.

    المرحلة الثالثة: على قلبك، ولهذا انتم تجدون في سورة الشعراء الآية 195 قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (سورة الشعراء 193-195) المرحلة الثالثة وهي قلب النبي.

    المرحلة الرابعة: بلسان عربي مبين هو نفس النازل أو غيره؟ لابد هذا بحث ولكن هذه مرحلة غير تلك المرحلة لعل النازل معنىً والرسول وضع له لفظاً، أو لعل النازل لفظاً والرسول فقط بلّغ ماذا؟ هذا الخلاف الموجود، وإن كان نحن اعتقادنا لا، أن هذا اللفظ لفظ الهي بس هي مرحلة غير مرحلة النزول على القلب، فإن النزول على القلب شيء وتلفظ رسول الله بشفتيه المباركتين لبيان ما نزل عليه لإبلاغ الناس شيء آخر، لتكون من المنذرين، هذا الإنذار مقامه لا الأولى ولا الثانية ولا الثالثة وإنما الرابعة، هذه المرحلة الرابعة، إذن المرحلة الرابعة خروج هذه الألفاظ من فمه الشريف.

    المرحلة الخامسة: عندما صدر هذا يوجد هناك كتّاب وحي قال لهم اكتبوا، الآن واحد اثنين، خمسة، عشرة، عشرين ليس مهماً، المهم تحول من وجود لفظي إلى وجود كتبي على ماذا؟ لا توجد مطابع كومبيوترية فعلى جلود الحيوانات التي البعض يقول بحسب ذلك الزمان إذا كل القرآن مكتوب في عهد النبي لا اقل نحتاج عشرة غرف جلود حتى كل النص القرآني مكتوب عليه وإلا ليست أوراق حتى حجمه يصير كم؟ بل اصغر من هذا لأنه على جلود الأنعام.

    المرحلة السادسة: جمعه في مكان واحد الذي يكون كتاب واحد مصحف واحد، قراءة واحدة، عبّر عنه ما تشاء، متى حدث ذلك؟ خلاف بين السنة أنفسهم وبين الشيعة أنفسهم، البعض يقول في عهد رسول الله كما السيد الخوئي، يعتقد انه عندما يقول أني تارك فيكم كتاب الله وعترتي لابد أن يوجد كتاب وإلا إذا لا يوجد، بغض النظر عن المناقشات والمناقشات أيضاً مفصلة وعميقة ولكن هذا دليل، وهكذا محمد دروزة يقول هذا القرآن جمع في عهد رسول الله والبعض يقول مصحف عثمان على الخلاف والأمر إليكم .

    المرحلة التي بعدها عندما جُمع في عهد النبي أو في عهد عثمان وصار مصحفاً واحداً كان مشكلاً، منقطّاً فيه حركات أم لا؟ لا ، لأنه بدأ من أواخر القرن الثاني وصيرورة قرن كامل صار هذا المصحف الذي بأيدينا التي هي القراءة المشهورة عن حفص عن عاصم،

    أذن المرحلة الأولى الكتاب المكنون المرحلة الثانية الواسطة وهو أمين الوحي المرحلة الثالثة: قلب النبي المرحلة الرابعة تكلم النبي به شفاهاً يعني القرآن الشفاهي المرحلة الخامسة كتّاب الوحي المرحلة السادسة جمعه في مصحف واحد المرحلة السابعة تشكله بهذا النحو الذي بأيدينا، طبعاً توجد مرحلة أخرى تفسير المفسرين لهذا النص؛ لأنه عندما صار قرآن بدأ عندنا من القرن الثالث عندنا تفاسير موجودة من القرن الثالث هذه ثمان مراحل.

    سؤال: كل هذه المراحل إلهية معصومة، مقدسة أم بعضها الهي وبعضها بشري؟ لا إشكال ولا شبهة أن المراحل الأربعة الأولى إلهية، مقدسة، معصومة، وكل إشكال لا يوجد في هذا، الكتاب المكنون، وأمين الوحي، وقلب النبي وتلفظ النبي، المراحل الأربعة اللاحقة ما هي؟ يعني كتّاب الوحي، جمعه في مصحف واحد، تشكّله بالشكل الذي بأيدينا، تفسيره من قبل المفسرين هذه معصومة مقدسة إلهية أم بشرية غير مقدسة وغير إلهية؟ هذا الذي بأيدينا أي منهما؟

    إذن إذا وجدتم جملة من المفكرين المحدثين يناقش لا تقول له مباشرة كافر، ملحد، لا، هذا لا يوجد عنده إشكال في المراحل الأربعة الأولى، عنده إشكال أين؟ يقول أنت ثبّت لي أن هذا اللفظ عندما تقول إياك نعبد وإياك نستعين مالك يوم الدين هذا هو الذي كان قد صدر من لسان من؟ أنا اعتبره ما هو؟ تقول لي سيدنا لماذا تقول هكذا؟ أقول الشاهد على ذلك تعدد القراءات أنت تجد بأن ابن مسعود عنده نسخة، علي بن أبي طالب عنده نسخة، أُبي بن كعب عنده نسخة، هذه تعدد القراءات من أين جاءت؟ جاءت من النبي؟ يعني النبي صلى الله عليه وآله في المرحلة الرابعة من كان يقرأ يقول سوف نقرأها لكم ملكي أو مالكي أو ملّاك هكذا كان يقرأ! إذا تقول نعم لابد أن تثبت لي، أن تثبت أن رسول الله قال صلوا كما رأيتموني أُصلي، في الصلاة كان يقرأ رسول الله أو لا؟ إذن لابد أن نقرأ، اقرأوا كما سمعتموني، القراءات يعني رسول الله كان يقرأ قراءة واحدة قراءتين، ثلاثة قراءات، سبع قراءات، أربعة عشر قراءة، خمسة وعشرين قراءة، أربعين قراءة، لنفهم الحقيقة.

    والشاهد على انه لا نستطيع أن نتثبت من ذلك، أن النبي صلى الله عليه وآله يومياً كان يصلي الصلوات الخمسة أو لا يصلي؟ يصلي الصلوات الخمس، سؤال الصلوات ألفاظ أم أفعال؟ أفعال، الفعل قابل للخطأ أو غير قابل للخطأ؟ فعل، رسول الله أما هكذا كان يصلي وإما هكذا، واختلف المسلمون بعده أو لم يختلفوا؟ فكيف لا يختلفون في القراءة؟ وضوء رسول الله، انظروا للروايات انه كانوا عندما يأتون له بميضات حتى يتوضأ رسول الله الصحابة كان منتظرين بمجرد أن ينتهي حتى يتبركون ببقية ماء وضوء رسول الله، إذن كانوا يرون وضوءه أو لا يرونه؟ اختلفوا أم اتفقوا؟ إلا أن تقول لي رسول الله يوم كان يتوضأ بهذا الشكل ويوماً كان يتوضأ بهذا الشكل، وهذا تقبله أم لا؟ إلا أن تقول لي رسول الله يوم كان بالصلاة يقرأ القراءة ألف ثاني يوم يقرأ القراءة باء ثالث يوم يقرأ قراءة الرابعة، إذا كان كذلك إذن لماذا أن عثمان جاء وجمعهم على مصحفٍ واحد، هذا يكشف لك انه شرّقت وغرّبت القراءات، تدرون ما هو السبب؟ سبب أن كثير من كتّاب الوحي من قبيله وبالأمس ماذا قلنا؟ أن لهجات القبائل العربية واحدة أو متعددة؟ متعددة فكل واحدة من كان يسمع النص يكتبه بأي شكل؟ باللهجة التي هو، فوجد أول ثاني ثالث رسول الله على الخلاف الموجود انه إذا بقي الأمر كذلك فيبقى ويكون قرآناً واحداً بعبارة أخرى يكون مصحفاً واحداً أو مصاحف متعددة؟ كل قبيلة تجعل لنفسها مصحف وهذا الذي الآن لو فرضنا أن الأخباري القائل بأن القرآن ناقص وعنده روايات تقول بأنه اسم علي كان هناك موجود وهنا موجود قل له اكتب لي اذكر القرآن لا اقل يكتب لي علي بن أبي طالب في القرآن كم مرة؟ يذكره مائتين مرة لماذا؟ يقول عندي في الرواية تقول بلّغ ما انزل إليك في علي، لا يقول هذا تفسير يقول هذا النص يقول لان الرواية تقول تنزيلها هكذا فإذن إذا تقول له اكتب القرآن كما تعتقد، يكتب أي قرآن؟ على ما ورد عنده.

    إذن إذا جئنا نحن هذا الكتاب لا إشكال ولا شبهة نسبته إلى الكتاب المكنون والى ما صدر من النبي شفاهة نسبة الحديث إلى السنة ولكن مع فارق، وهو ان هذا الكتاب يوجد فيه وضع أو لا يوجد فيه وضع؟ لا يوجد فيه وضع، هذا الكتاب منقول بالمعنى أو ليس منقولاً بالمعنى؟ لأنه إذا احد استطاع أن يسمع ويقول شيئاً آخر إذن هذا لازمه القرآن معجزة أو ليس بمعجز؟ إذن هاتان الآفتان في القرآن غير موجودة.

    أمّا المفردات القرآنية لعله القراءات تختلف فهي ضرورية أو نظرية؟ نظرية، حركات القرآن اعراب القرآن مثلاً وهذه كلها اجتهادية نظرية، وبهذا يتضح لكم ما اعتقده في النص القرآني البعد المقدس منه أين؟ والبعد الاجتهادي منه أين؟ وهذا الذي أنا قلته بشكل إجمالي في السنة الماضية وفي هذه السنة والآن فصّلت الكلام فيه، إذن لا يقول لي انه اجمع المفسرون على هذا المعنى للآية، هذا مرتبط بالمقدس الإلهي أم بالاجتهاد البشري؟ هذا بالاجتهاد البشري، لا يقول لي قائل بأنه القراءات كلها أجمعت بهذا الشكل، هذه القراءات كلها اجتهادية من مجتهدين من كتاب وحي أو من يتبع كتاب الوح، لعلع أنا افهم من هذا النص أن يكون بهذا الشكل لا بهذا الشكل.

    إذن هذا النص المؤلف بعد أن ثبت هو الله تعالى كما اعتقد أو ما يقوله البعض أن المؤلف هو رسول الله إذا بنينا وهو بناءٌ غير صحيح ولا اعتقد به وهو أن المعنى إلى قلب الخاتم والألفاظ منه لكن هذا لا يؤثر على المعادلة؛ لان النبي صلى الله عليه وآله معصوم، إذن عندما وضع الألفاظ يوجد فيها خطأ أو لا يوجد فيها خطأ؟ لا يوجد فيها خطأ من حيث النتيجة لا يفرق كثير إلا على بعض المباني التي لا أريد أن ادخل فيها.

    إذن الملاحظة الثالثة الأساسية أنك عندما تريد أن تفهم نصاً أوّلاً عين ممن صدر هذا النص، وهذه أهم قاعدة في نقد المتن، لأنه إذا كان النص صادراً من غير المعصوم فتتعامل معه بنحو، وإذا صادر من معصوم فتتعامل منه بنحو آخر، وهذه التي قلت لكم فيما سبق بأنه هؤلاء الذين تكلموا في نقد المتن لم يشيروا إلى ماذا؟ لا اقل من عرضنا لاسماءهم، لعله الآخرين عرضوا لهذه المسألة، طبعاً في الغرب وفي الأدبيات الغربية هذه المسألة مطروحة عندهم بشكل مفصل ولعله من عقود، البعض يعتقد انه أساساً نحن عندما نصل إلى المتن لا علاقة لنا بمؤلف ماذا؟ وهي النظرية المعروفة بموت المؤلف، ما علاقتي وهذه طبقوها على القرآن وطبقوها على كل الكتب الإلهية والسماوية يعني التوراة والإنجيل والقرآن ما علاقتي من المؤلف؟ أنا هذا النص هذا الذي أمامي عندما أرى فيه تناقض مرة يقول قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ومرة يقول اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ في النتيجة من يتوفى الله أو ملك الموت؟ أنت ماذا تقول؟

    الجواب إذا كان المؤلف معصوماً إذن يوجد توجيه بلا واسطة أو مع الواسطة أمّا إذا بينك وبين الله تفترض عالم قال هذا الكلام ماذا تقول له؟ تقول له هذان متناقضان، مرة الله مرة ملك الموت مرة توفته رسلنا لا يمكن بهذا الشكل، إذن نحن عندما سوف نأتي إلى النص الروائي في فقه المرأة لا يقول لي قائل سيدنا هذه الروايات كيف؟ الجواب: ثبت أنها صادرة وثبت أنها ألفاظ المعصوم، عند ذلك أجد لها وجهاً وتوجيهاً منطقيا، أمّا إذا لم يثبت أنها صادرة، أو صادرة ولم يثبت أنها بالفاظه، إذن اقبلها أو لا اقبلها؟ وليست فقط في فقه المرأة وإنما في أي مسألة أخرى عقائدية، أخلاقية، فقهية عبر ما تشاء.

    إذن أهم قاعدة في نقد المتن ما هي؟ معرفة المؤلف وانه صدر بلفظه، وإلا إذا لم يتثبت من ذلك لا يمكننا أن نتعامل تعاملاً علمياً مع ذلك النص، ونفس هذا الكلام بيناه في النص القرآني أيضاً أي بعد منه اجتهادي وأي بعد منه الهي، أي بُعد منه بشري وأي بُعد منه الهي؟ فإذا كان كلامنا في البُعد الإلهي فهو معصوم ومقدس إلى آخر القائمة. أما إذا كان الحديث في البعد البشري من النص أيضاً معصوم ومقدس أو لا يمكن تطبيق هذه؟ هذا الذي قلته مراراً وتكراراً لا يمكن أن نقبل المسلّمات لا يمكن أن نقبل الضرورات العلمائية لا يمكن أن نقبل تفسير العلماء لا يمكن أن نقبل الاجماعات لا يمكن أن نقبل إعراض المشهور لا يمكن أن نقبل عمل المشهور، لا يمكن أن نقبل الشهرات، لا يمكن، لا يمكن إلى آخره، لماذا؟ لان هذه كلها داخلة في البعد الإلهي المقدس أم في البشري غير المقدس؟ في البشري غير المقدس.

    نرجع إلى ما كنا قد تكلمنا في الأيام الماضية، ما هي أهم خصائص الإمامة الشيعية وما هي أهم أركان الإمامة الشيعية؟ وما هو الفصل المقوّم للإمامة الشيعية الاثني عشرية وإلا انتم تعلمون قد يكون شيعياً ويكون زيدياً أو إسماعيلياً أو غير ذلك لكن نحن نتكلم الآن في الشيعة الاثني عشرية ما هي أهم خصائصهم؟

    ابدأ من الشيخ المفيد، الشيخ المفيد في أوائل المقالات يشير إلى أهم الأركان كتاب أوائل المقالات للشيخ المفيد موسوعة الشيخ المفيد الرقم 4 صفحة 39 بيان ما اتفقت الامامية فيه على خلاف المعتزلة في ما اجتمعوا عليه من القول بالإمامة، التي صارت مسلّمات المدرسة أو صارت ضرورات المدرسة، الأول على انه استخلف أمير المؤمنين، يعني مسألة الخلافة السياسية النصب بمعنى الخلافة السياسية، الثاني الاعتقاد بأنّه بعد أمير المؤمنين أوصى للحسن والحسين إلى الاثني عشر الثالث: انه أساساً مستمرة في فلان وفلان إلى الإمام الثاني عشر، الرابع: أنّهم لا يكونوا إلا معصومين، الخامس انه لابد من وجوده في كل زمان يعني حياة الإمام الثاني عشر، فألخصها لكم: أوّلاً العصمة، ثانياً: النص على الخلافة، ثالثاً: أنهم أثنى عشر بهذه الأسماء لا مطلق الاثنى عشر لا انه أي اثنى عشر ترتب تقول هؤلاء لا، أثنى عشر كقضية شخصية لا كمفهوم كلي عام، وإلا عند الآخرين أيضاً يقبلون روايات الاثنى عشر ولكن يذكرون عشرة، عشرين، ثلاثين مصداق لها، الرابع: الثاني عشر حي يُرزق في عالمنا.

    سيدنا هذه الأصول الآن كفتوى عقائدية مع الأسف الشديد أن البعض عندما يسمع مني فتوى ذهنه إلى أين يذهب؟ باعتبار أن الذهن ذهن فقهي فيتصور أن هذه الفتوى فقهية يقول ما هي علاقته بالفتوى أعزائي بيني وبين الله الفتوى كما تكون فقهية قد تكون عقائدية، يعني نتيجة الدليل، هذا ما اعتقد به، تسألني سيدنا بنحو الفتوى تعتقد بهذه الأصول الأربعة أو لا تعتقد؟ الجواب نعم اعتقد بهذه الأصول الأربعة، ولكنّه اختلف مع الآخرين في أمور ستتضح من خلال البحث، إذن النتيجة ما هي؟ أني معتقد بها، لدليلي الذي عندي على هذه الأصول الأربعة، نفس هذا الكلام الأعزة الذين يريدون أن يراجعوا مجموعة الرسائل التي واحدة منها كشف الفوائد للعلامة الحلي، حقائق الإيمان للشهيد الثاني، أسرار الصلاة للشهيد الثاني، كشف الريبة للشهيد الثاني، تفسير سورة الأعلى لصدر المتألهين، معاني بعض الأخبار للصدوق، لعله هذه الرسائل الثلاثة للشهيد الثاني مجموعة في كتاب.

    في صفحة 58 في رسالة حقائق الإيمان للشهيد الثاني صفحة 58 أيضاً يقول لابد أن يكونوا معصومين اثنى عشر رسول الله نصّ عليهم، الثاني عشر منهم حي إلى آخره، نفس هذه الأصول مع بيانات مختلفة هنا وهناك ماذا يقولون؟ هذه أركان التشيع ، إذن ليس من أركان التشيع العلم بالغيب للائمة، هذا ليس من الأركان يعني من أنكر علم الغيب عند الأئمة هذا خرج عن التشيع أو لم يخرج؟ لم يخرج، من اعتقد باسهاء النبي أو اسهاء الأئمة خرج عن التشيع أو لم يخرج؟ لم يخرج لأنه لم يقولوا بذلك لأنه يقولون العصمة ويبينون حدود العصمة.

    السؤال المطروح أن هذه الأركان الأربعة ضرورية أم نظرية؟ الذي عليه علماءنا الآن أنها من ضرورات المذهب.

    سؤال: يقول الأصل الرابع الشهيد الثاني يقول، الأصل الرابع التصديق بإمامة الاثني عشر وهذا الأصل اعتبره في تحقق الإيمان الطائفة المحقة الامامية انه من ضروريات مذهبهم، فهذه الأصول التي عبّر عنها الشيخ المفيد بماذا، فيما اجتمعوا عليه من القول بالإمامة، إذن ضرورة أم إجماع؟ إذن في عصر الشيخ المفيد هذه القضية وصلت إلى حد الضرورة أم لا؟ لم تصل بل وصلت إلى حد الإجماع طبعاً على خلاف في المسألة بعد ذلك سنشير انه في عصر الشيخ المفيد وقبل عصر الشيخ المفيد إجماع كان موجود أو ليس بموجود؟

    تقول لي سيدنا إذا صارت ضرورة مذهب هذه الأصول الأربعة، فانكار واحد من هذه الأصول يخرج من المذهب أم يخرج من الدين؟ على الخلاف الذي اشرنا إليه أن صاحب الجواهر قال الشيعي إذا أنكر واحد من هذه الأصول لأنه يعتقد أن مذهبه هو الدين، إذن فقد خرج من الدين، وقلنا نوافق على هذا القول أو لا نوافق؟ لا نوافق.

    أنا غداً سوف أقف عند هذه الأركان الأربعة: العصمة، النص، القضية الشخصية للاثني عشر؛ لأنه مع الأسف الشديد واقعاً أسف للبعض واقعاً أشفق عليهم مستواهم العلمي إلى أي حد يقول كيف يريد ينكر روايات الاثني عشر إذا يريد ينكر وجود المهدي إذن ماذا يفعل؟ كأنه أنا عندي إشكال أين؟ أو عندي إشكال في المنهج السندي أين؟ في المفهوم الكلي هو لا يعلم المشكلة أين؟ في القضية الشخصية، انه من هم مصاديقه أنت إذا تريد تثبت الضرورة لا ضرورة الاثني عشر بل ضرورة القضية الشخصية، وضرورة انه حي نقف مفردة، مفردة وأؤكد مرة أخرى أني معتقد بهذه الأصول ولكنه هل معتقد أنها ضرورية أم نظرية اجتهادية يأتي إن شاء الله والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/03/06
    • مرات التنزيل : 1381

  • جديد المرئيات