نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (136)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: فأول ظهورها في صورة العقل الاول الذي هو صورة إجمالية للمرتبة العمائية المشار إليها في الحديث الصحيح عند سؤال الأعرابي اين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق قال (عليه أفضل الصلاة والسلام) (كان في عماء ما فوقه هواء ولا تحته هواء لذلك قال أول ما خلق الله نوري).

    الى هنا انتهينا من عدة مباحث, المبحث الاول: بينا علاقة الاسم الاعظم بالاسماء الإلهية الأخرى, ومن خلال ذلك اتضح البحث الثاني او المبحث الثاني وهي العلاقة القائمة بين مظهر الاسم الاعظم ومظاهر الاسماء الحسنى.

    اذا يتذكر الاخوة من الابحاث الاساسية التي كانت في المقام أن الاسم الاعظم مقدم ذاتاً ورتبة على باقي الاسماء, في المبحث الثاني نحن أيضاً اشرنا الى نفس هذا المعنى في المظاهر قلنا أن مظهر الاسم الاعظم مقدما ذاتاً ومرتبة على مظاهر الاسماء الحسنى, والروايات التي تحدثت عن ذلك كثيرة جدا.

    من هذه الروايات هذه الرواية او نشير الى رواية او روايتين في هذا المجال.

    منها هذه الرواية قال (أن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد  ’قبل خلق السماوات والارض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار) واضح عندكم قوس النزول وقوس الصعود, (وقبل أن يخلق آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداوود وسليمان وكل من قال الله عز وجل {ووهبنا له إسحاق ويعقوب} الى قوله {هديناهم الى صراط مستقيم} التي لعله في ذيك الآية 17 او 18 نبي مذكور في تلك الآيات.

    إذن واضح هذه الرواية ومن أمثالها طبعا هذه في المجلد الخامس عشر من البحار الصفحة الرابعة الحديث 4, وكذلك رواية أخرى وهي عن ابي ذر الغفاري عن النبي قال (الى أن قال قلت يا ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا فقالوا يا نبي الله وكيف لا نعرفكم وانتم اول ما خلق الله) إذن هي مقدمة على كل مخلوقات الله, طبعا هذه الى الآن لم تثبت لنا واسطة الفيض هذه أول ولعل الله باقي المظاهر الله خلقها ولكن خلقها بعد هذا الاول ولكن هل بتوسط الاول او لا بتوسط الاول؟ هذا محتاج الى بحث ودليل مستأنف.

    الى أن تقول (خلقكم من أشباح نور من نوره في نور من سناء عزه قبل أن يخلق سماء مبنية ارض مدحية خلق السماوات.. ) الى آخره.

    روايات كثيرة تبين انه كما أن الاسم الاعظم مقدم على الاسماء الحسنى ذاتاً ومرتبة مظهر الاسم الاعظم الذي عبرت عنه الروايات بالنور أيضاً مقدم على باقي مظاهر الاسماء الحسنى ذاتاً ومرتبة, هذا بحث آخر.

    البحث الآخر الذي لابد أن يشار إليه وهو بحثنا لهذا اليوم وهو انه: هذا المعنى اعم من أن يكون مظهر الاسم الاعظم واسطة فيض بالنسبة الى مظاهر الاسماء الحسنى لعله كما الله (سبحانه وتعالى) طبعا الآن لا نريد أن ندخل البحث الفلسفي الواحد لا يصدر الا منه واحد والواحد صدر.. أبداً, تلك أبحاث أخرى لا علاقة لنا بها, الآن نتكلم على مستوى المبنى العرفاني وعلى الشواهد الروائية التي تؤيد هذه الحقيقة.

    قد يقول قائل: الله (سبحانه وتعالى) كما خلق مظهر الاسم الاعظم وهو النور خلق مظاهر الاسماء الحسنى بعد ذلك ولكنه وسط مظهر الاسم الاعظم أم لم يوسط؟ هذا اعم من انه يوسط او لا, مدعى العرفاء يعني مدعى مشاهدة العارف انه لا, أن مظاهر الاسماء الحسنى إنما خلقت أوجدت بتوسط مظهر الاسم الاعظم فلهذا يقول: أول ما ظهر من هذه الحقيقة, أول ظاهر لان العبارة التفتوا جيدا, ماذا يقول؟

    يقول: فأول ظهورها في صورة العقل الاول, هذا معناه أن الحقيقة الانسانية او مظهر الاسم الاعظم صار واسطة فيض لمظهرية باقي الاسماء الحسنى.

    أما الروايات, هذه الرواية القيمة الواردة في البحار وهي روايات كثيرة, أنا اذكر رواية او روايتين باعتبار الوقت لا يسع.

    الرواية عن النبي ’(إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم, هذه الروايات تفسرها أي روايات؟ الروايات التي فسرناها بالأمس وهي أن هؤلاء الانوار الخمسة خلقوا في عرض واحد او على نحو تراتبي؟ هذه ساكتة انه كيف خلقت هذه, تلك الروايات تفسر.

    تقول لا خلق اولا نوره ’ثم بتوسطه نور علي وبتوسط نوره ونور علي فاطمة وهكذا, إذن لا تنافي بين هذه الروايات.

    (إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم حين لا سماء مبنية ولا ارض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار) نزولا وصعودا, فقال العباس (فكيف كان بدأوا خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا) هذا الذي قلنا مظهر الاسم الاعظم, (ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين, فكنا نسبحه حين لا تسبيح ونقدسه حين لا تقديس فلما أراد الله تعالى أن ينشأ خلقه) يعني ماذا؟ يعني أن ينشأ السماوات والارض والعرش والقلم والكرسي والجنة والنار و.. الى غير ذلك, طيب يوجد طريق آخر, ما هو الطريق؟ أما مباشرة هو يخلق, وأما يوسط, يقول (ففتق نوري فخلق العرش) منه العرش, الله خالق كل شيء لا يوجد شك ولكن الكلام مع الواسطة او بلا واسطة؟ مع وساطة الفيض او بلا واسطة الفيض؟ قال: (فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ونوري من نور الله {الله نور السماوات والارض} ونوري أفضل من العرش ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة, فالملائكة من نور علي ونور علي من نور الله وعلي أفضل من الملائكة, ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والارض فالسماوات والارض من نوري ابنتي فاطمة ونور ابنتي فاطمة من نور الله ونور ابنتي فاطمة أفضل من السماوات والارض, ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر, ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين) ما أتصور رواية أوضح من هذه الرواية تبين بان هؤلاء وسائط الفيض لكل تفصيل عالم الامكان.

    طبعاً اذا أرجعنا, لعله يقول قائل أن هذه الملائكة من نور علي ولا علاقة برسول الله؟ الجواب: كلا لأنه علي كان من نور من؟ في روايات التراتبية كان من نور رسول الله ’ إذن ذاك النور الاصلي يتنزل شيئا فشيئا ويكون واسطة الفيض لكل عالم الامكان, وبذلك يتضح بان كل ما في عالم الامكان في العالم المفصل من مظاهر فهي مظاهر ذلك الانسان الكامل يعني الحقيقة الانسانية يعني مظهر الاسم الاعظم, واضح هذا المعنى.

    قال: تعالوا معنا الى النص نقرأ قليلا.

    فأول ظهورها تلك الحقيقة الانسانية, فأول ظهورها في صورة العقل الاول, المراد من العقل الاول يعني العقل الاول الاصطلاحي عند الحكماء, عند الفلاسفة عندهم عقل أول وعقل الثاني والعقل الثالث التفتوا هذا المراد, الذي هو العقل الاول ما هو؟ قال: الذي هو صورة إجمالية ومراده من الاجمال واضح عندكم ومرارا ذكرنا بأنه ما هو المراد من الاجمال قلنا ليس هو إبهام إنما هو البساطة, الذي هو صورة إجمالية للمرتبة العمائية طيب المرتبة العمائية ما هي؟ نحن نتكلم في حقيقة الانسان الكامل هذه صارت العقل الاول صار مظهر المرتبة العمائية, هنا لابد أن ترجعوا معنا الى ص 54 من الكتاب, تعالوا معنا الى تلك الصفحة آخر الصفحة سطرين من الآخر قال: ومرتبة الانسان الكامل عبارة عن جمع جميع المراتب الإلهية الكونية من العقول والنفوس الكلية والجزئية ومراتب الطبيعة الى آخر تنزلات الوجود وتسمى بالمرتبة العمائية, هذه واحدة من اصطلاحات المرتبة العمائية إذا تتذكرون كان عندنا اصطلاحات متعددة, المرتبة العمائية الاحدية او الواحدية, الآن يطلق العمائية على مظهر المرتبة الواحدية التي هي الانسان الكامل, وتسمى بالمرتبة العمائية أيضاً فهي هذه المرتبة العمائية فهي مظاهية للمرتبة الإلهية والمرتبة الإلهية هي مقام الواحدية, طيب ما الفرق بين المرتبة العمائية والمرتبة الإلهية؟ يقول: ولا فرق بينهما أي العمائية والإلهية الا بالربوبية وال لا فرق بينك وبينها الا أنهم .. فبهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام)  فبهم ملئت أرضك وسمائك, أوضح من هذه الجملة الآن واقعا في هذا اليوم ارجع الى هذا الدعاء تجد بان هؤلاء ولاة الامر المأمومون كذا الى أن ينتهي فبهم ملئت سمائك وأرضك, واقعا كل شيء ملء بهؤلاء, طبعا هؤلاء باعتبار مظهر الاسم الاعظم, في أول دعاء الكميل (بأسمائك التي ملئت كل شيء) وذاك صحيح أيضاً باعتبار أن هذه مظاهر الاسماء والاسماء مظاهر الاسم الاعظم فبالنتيجة كلها ترجع الى ولاة أمره.

    قال: لذلك صار خليفة الله وإذا علمت هذا علمت الفرق بين المراتب الإلهية والربوبية والكونية.

    قال: صورة إجمالية للمرتبة العمائية والمرتبة العمائية هي الانسان الكامل التي هي مظهر الاسم الاعظم, المشار إليها, يعني المرتبة العمائية, المشار إليها في الحديث الصحيح عند سؤال الإعرابي, نحن هذا الحديث عرضنا له واجبنا وبيناه, الآن لا نقف عنده (اين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق, اذا تتذكرون هذا المضمون أيضاً وارد في رواياتنا ولكن الجواب هناك أدق, قال: (اين الأين فلا اين له) وفرق بين الجواب بين (اين الأين فلا اين له) وبين (كان في عماء) على أي الاحوال.

    قال × (كان في عماء ما فوقه هواء ولا تحته هواء) بينا ما معنى الهواء وما معنى العماء, في أبحاث هناك في نفس هذا المطلب يعني في الحاشية رقم 55 اذا تتذكرون كانت عندنا حاشية مفصلة هناك تعالوا معنا الى الحاشية للشيخ حسن زاده نحن وقفنا عندها مفصلا.

    قال: لذلك قال, التفتوا جيدا هذه الجملة لذلك قال واقعا اختلف فيها شراح مقدمة الفصوص الاعلام والأساتذة كما تعلمون, لذلك قال أول ما خلق الله نوري وأراد العقل كما أيده بقوله أول ما خلق الله العقل, في النتيجة أول ما خلق وأول ما ظهر وأول ما صدر هو مظهر الاسم الاعظم او العقل الاول أي منهما؟ الى هنا نحن أثبتنا انه أول ما صدر هو مظهر الاسم الاعظم, ولكن هذه تقول ماذا؟ العقل الاول, كما يفسرها بعضهم, مع أن العقل الاول مظهر, من هنا اضطر جملة من الاعلام في المصباح وغير المصباح أن يميزوا بين أول ما صدر قالوا هذا مظهر الاسم الاعظم, وبين أول ما خلق قالوا هذا العقل الاول, ولكنه في قناعتي انه لعله نحن لا نحتاج الى ذلك, لماذا؟ باعتبار انه من قال لنا بان الروايات عندما تحدثت عن النور وعن العقل تحدثت عن العقل الاول باصطلاح المشائين هذا من اين؟ الذي أوقع الاعلام في أن يميزوا واضطروا أن يميزوا بين أول ما صدر وأول ما خلق لأنهم تصوروا انه عندما يقول أول ما خلق الله العقل المراد من العقل يعني العقل الاول باصطلاح المشائية مثلا, لان هذا العقل الاول والثاني والثالث هذا اصطلاح المشائين, فأول ما خلق العقل قالوا هذا العقل الاول والعقل الاول هو أول ما خلق او هذا مظهر من مظاهر حقيقة الانسان الكامل؟ من هنا ميزوا بين أول ما صدر وبين أول ما خلق, ولكن قناعتنا أبداً لا نحتاج الى ذلك, لأنه في عقيدتي نحن عندما نصل الى عالم الامكان الى العالم نصل الى عالم المظاهر الفعلية سواء كان مظهر الاسم الاعظم او مظاهر الاسماء الحسنى الأخرى.

    لابد أن نعرف جيدا بأنه أساساً عندما نأتي الى العالم فيأتي فيه الخلق سواء كان مرتبطا بمظهرية الاسم الاعظم او مظاهر الاسماء الحسنى, نعم التي توجد عندنا فيه يوجد فيه تساؤل وهو ما يتعلق بالصعق الربوبي هل يصدق على الاحدية والواحدية والأعيان الثابتة يصدق الخلق او لا يصدق الخلق؟ البحث هناك, والا عندما نصل الى عالم المظاهر الفعلية فكلها لأنه فعل من أفعال الله (سبحانه وتعالى) سواء كان مظهر الاسم الاعظم او مظاهر الاسماء الحسنى هذه مخلوقة او لا؟ نعم فعل الله (سبحانه وتعالى) وفعله مخلوق, نعم في ما يتعلق بعالم الاسماء هل يصدق مخلوق او لا؟ ما ادري واضحة هذه النقطة, (كلام أحد الحضور) الجواب: انه أساساً إلك اسألك انه واقعا, (كلام أحد الحضور) لا لا ليس البحث الروايات أساساً شؤونك العقلية الآن وشؤونك الذاتية تسمى مخلوقة ومعلولة لك؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم أما فعلك يقال مخلوق لك انت خلقته انت الآن أوجدت هذا البناء انت الآن أوجدت هذا الكتاب هذه مخلوقة معلولة لك, أما شؤونك الذاتية التي هي في صعق النفس أيضاً يصدق عليها مخلوقة او لا؟ البحث هنا.

    يعني الاسماء والتعينات الاسمائية يصدق عليها خلق او لا يصدق عليها خلق؟ ملتفتين او لا؟ ونحن ذكرنا انه في مقام الواحدية في تعين الواحدية توجد عندنا كثرة الاسم الاعظم أمهات الاسماء الاسماء الجزئية هذه كلها ماذا؟ ثم لوازم الاسماء التي هي الاعيان الثابتة هذه كلها مرتبطة اين؟ بالصعق الربوبي, هل يصدق عليها خلق او لا يصدق عليها خلق؟

    لذا السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه عنده جملة هنا في المجلد الثامن من الميزان في ص العبارة جدا دقيقة يقول: إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف بغير توسط, يقول الطباطبائي فنسبت الخلق الى هذا الاسم خلق اسما يكشف عن كون المراد بالخلق غير المعنى المتعارف وهذه الرواية الوحيدة التي يقول نسب الخلق الى الاسماء والا الاسماء لا يصدق عليها خلق, ملتفتين, فلذا يقول: وان المراد به بالخلق ظهور الذات المتعالية ظهورا ينشأ به اسما من الاسماء وحينئذ ينطبق الخبر الى ما تقدم.

    اذن لابد أن نخلط بين التعينات في الاسماء وفي الصعق الربوبي تلك لا يصدق عليها خلق وإذا استعمل فيها خلق فيراد منها الظهور, أما عندما نأتي الى العالم الى ما سوى الله الى غير الصعق الربوبي فكل شيء يصدق عليه كل شيء مخلوق سواء كان مظهر الاسم الاعظم او مظاهر الاسماء الأخرى, واضح هذا المعنى, (كلام أحد الحضور) هذه في ص 364.

    هذه الروايات التي قالت (أول ما خلق الله نوري) مع قوله (أول ما خلق الله العقل) يتضح بان المراد هنا هو النور لا العقل الاول, لا العقل الاول الاصطلاحي حتى يقال أن هذا العقل ليس أول ما خلق الله, إذن لابد أن نميز أن احدهما أول ما صدر والآخر أول ما خلق, لا ليس الامر كذلك, هذه الروايات واضحة وصريحة بأنه أول ما خلق يعني أول ما ظهر في عالم الإمكان من مظاهر الاسماء مظهر الاسم الاعظم طيب هذا مظهر الاسم الاعظم ما هو اسمه؟ أول ما خلق الله نوري أول ما خلق الله نور نبيكم, أول ما خلق الله العقل, أول ما خلق الله القلم, أول ما خلق الله الماء, وهكذا, الآن لماذا؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم حيثيات متعددة, لان هذا الوجود واقعا باعتبار انه يكشف به كل شيء فهو نور, باعتبار انه وجود مرتبط بعالم الملكوت فهو عقل, باعتبار انه به كتب كل شيء في اللوح المحفوظ فهو القلم, باعتبار انه به حياة كل شيء فهو ماء وهكذا, هذه لا توجد تعارض لانها مثبتات كما قرأتم في علم الاصول, حيثيات متعددة, كما انه جنابك يقال لك هذه الحقيقة الماورائية ما وراء البدن تسميها قلبا تسميها نفسا, تسميها روحا, تسميها عقلا, طيب هي حقيقة واحدة او متعددة؟ حقيقة واحدة, ولكن لها شؤون متعددة, هذه الشؤون المتعددة من كل شأن من شؤونها تسمى باسم من الاسماء وهذه الروايات تقريبا متفق عليها بين الفريقين, أنا مراراً ذكرت الاخوة الذين يريدون أن يراجعون الى الروايات ومصادر هذه الروايات أنا اشرت إليها في التوحيد الجزء الثاني ص 441 لأنه تعبير الآلوسي جدا تعبير دقيق يقول: فهو ’ الكامل المكمل للخليقة والواسطة في الافاضة عليهم على الحقيقة وكل من تقدمه عصرا من الأنبياء وتأخر عنه من الأقطاب والأولياء نواب عنه ومستمدون منه) باعتبار أن تلك واسطة الفيض, وكل من تقدم وتأخر كلهم ما هم يستمدون منه, عند ذلك يتضح قوله (عليه أفضل الصلاة والسلام) ما عليك بالسند عند ذلك يتضح (كنت مع الانبياء سرا) ما معنى سرا؟ ليس معناه انه كنت وراء عباءة ليس هكذا, يعني كنت في عالم الملكوت, واقعا أنا واسطة الفيض بالنسبة إليهم, (كلام أحد الحضور) لا يعني وجوده المادي مسلم انه في فلان تأريخ اقول هذه معه أي معية معية بدن او بلا بدن؟ إذا بدن فنعلم أن تاريخ وجوده اذن كيف هو مع ابراهيم؟ أي معية هذا؟ معية بدن معية ملك او ملكوت, اذا ملك, فكذبت الروايات اذا ملكوت طبيعي لأنه هو واسطة الفيض بالنسبة الى من دونه من الانبياء والأولياء والأوصياء واضحة جدا الرواية, لأنه السر وسر السر هذه اشارات الى عالم الملكوت باعتبارها الباطن باعتبارها الغيب باعتبار.. الى غير ذلك.

    أما مصادر الحديث: طبقات الكبرى لابن سعد, الطبري, دلائل النبوة لأبي نعين, البداية والنهاية لابن كثير, الخصائص الكبرى للسيوطى, شرح المواقف, وأفضل ما جمعها العلامة الأميني في الغدير هذه الطبعة التي هي لمؤسسسة مركز الغدير المجلد السابع ص 56 المصادر كلها مع الكلمات منقولة هناك الاخوة يرجعون إليها.

    وما ذكره بعض المعاصرين من انه خبر واحد لا يعبأ به كلام غير تام, على أي الاحوال.

    قال: قال×( أول ما خلق الله نوري وأراد العقل ولكن ليس العقل الاول لأنه قال هناك مظهره هنا لا يمكن أن يكون هذا هو ذاك, لذا هو أيضاً كذلك أتصور القيصري هو أدق من هذه, هناك قيده بصورة العقل الاول هنا لم يقيده وأراد العقل الاول قال عقل لا يصير خلط, لذا قلت لك أن جملة من الاعلام هنا عندهم حيرة هنا بأنه قبل سطرين يقول العقل الاول هو صورة الحقيقة بعد سطرين يؤيد يقول أن هذا الذي صدر هو العقل كيف الجمع؟

    الجواب: هنا يتكلم على مستوى العقل الرواية وهناك يتكلم على مستوى الاصطلاح.

    يقول: كما أيده بقوله (أول ما خلق الله العقل) طبعا من الروايات القيمة والجيدة في هذا المجال هذه الرواية التي السيد الطباطبائي يعبر عنها بأنها من المستفيضات المجلد الاول من الميزان ص121 يقول: (عن جابر ابن عبد الله قلت لرسول الله ’أول شيء خلق الله ما هو؟ فقال: نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير) هذه أيضاً تثبت الأولية يعني مظهر الاسم الاعظم مقدم على باقي المظاهر مرتبة وذاتاً, وأيضاً تثبت الواسطة في الفيض, ثم قال: (فخلق العرش من قسم والكرسي من قسم وحملة العرش وسكنة العرش من قسم) ثم قال: (ثم جعل القسم الرابع أقساماً فخلق القلم من قسم واللوح من قسم والجنة من قسم وأقام القسم الرابع ثم خلق منه الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر من جزء…) وهكذا.

    إذن كل الاشياء مخلوقة بتوسط نور الخاتم, طيب هذا على نحو الاجمال لأنه هذا النور بعد ذلك تفصل صار نور محمد نور علي نور فاطمة نور الحسن والحسين, هذه التفاصيل لا تنافي بين هذه الرواية وبين تلك الروايات.

    لذا توجد عنده عبارة هنا جدا قوية: والأخبار في هذه المعاني كثيرة متظافرة وانت اذا أجلت نظرة التأمل والإمعان فيها, وجدتها شواهد على ما قدمنا, في مسالة {وعلم آدم الاسماء كلها} هذه الروايات جاء بها, وسيجيء شطر وإياك أن ترمي أمثال هذه الاحاديث الشريفة المأثورة عن معادن العلم ومنابع الحكمة بأنها من اختلاقات المتصوفة, لا تقل أن هذه العرفاء جمعوها وجاؤوا بها إلينا ألف سنة لم نسمعها لا من زرارة ولا من محمد ابن مسلم, الجواب: نعم, انت متى تسمع من الطبيب انه يتكلم بالمطلق والمقيد, ما هو علاقته أصلاً, الطبيب يتكلم بالطب والمطلق والمقيد لعلم الاصول, ومحمد ابن مسلم يتكلم بالفروع والائمة أصلاً أمروهم انه انت كل واحد يتكلم باختصاصك انت تكلم انت لا تتكلم انت اجلس في مجلس الكوفة انت لا تجلس انت لا تناقش انت لا تتكلم وهذا واضح, ومن يحتمل ما يحتمل المحاربي, ماذا كل من كان يأتي الى الامام يسأله يجيبه, أنا واحد من الناس كل واحد اذا جائني وسألني ما هي الوحدة الشخصية؟ اقل له اجلس مولانا أدرسك فصوص أنا, ليس هكذا, اقول له لا الآن هذا السؤال ضعه الى جانب اذهب ادرس عشرين سنة وتعال مرة أخرى, كل شيء له حساب, على أي الاحوال.

    يقول: فللخلقة أسرار, الى آخره, جيد.

    فأول ظهورها في صورة العقل الاول ثم بعد ذلك, هذه كلها الذي الى آخره كان مرتبط هناك, ثم في صورة باقي العقول أيضاً على الاصطلاح لان العقل الثاني والثالث والرابع, على الاصطلاح عقول طولية وعرضية الى غير ذلك, ثم في صورة باقي العقول والنفوس الناطقة الفلكية والأرضية وغيرها هذا تقدم الكلام عنها, ثم في صورة الطبيعة والهيولى الكلية ثم في الصورة الجسمية البسيطة والمركبة بأجمعها, وبعبارة أخرى: كل العالم المفصل صورة الحقيقة الإنسانية.

    ويؤيد ما ذكرنا قول أمير المؤمنين ولي الله في الارضين قطب الموحدين علي ابن ابي طالب ×في خطبة كان يخطبها للناس (أنا نقطة باء بسم الله, أنا جنب الله) هذه روايات جنب الله أنا مع الاسف الكافي معي لم يوجد والا الروايات مفصلة في الكافي إنشاء الله اذا صار وقت بكرة اجلبها معي, في اصول الكافي الجزء الاول ص 145 الحديث السابع والثامن, (أنا جنب الله, أنا عين الله, أنا لسان الله, أنا, أنا… الى آخره, وروايات صحيحة السند أيضاً, (أنا جنب الله الذي فرطتم فيه, وأنا القلم وأنا اللوح المحفوظ, وأنا العرش, وأنا الكرسي وأنا السماوات السبع والأرضون..) الى آخره.

    الآن واقعا أنا لم يكن بودي ولكن من باب أن هذه الدروس تسجل وتصبح كاسيتات وتذهب أنا مضطر هنا ولو لعشرة دقائق من الوقت المتبقي أنا أتكلم بأنه أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هل هذا يعد من الغلو المنهي عندهم او لا يعد؟ لأنه هذه المسالة الآن كثير ممن يقول بمثل هذه الكلمات يتهم بأنه من المغالين, ومن هنا لابد أن نرجع الى روايات ائمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لنعرف أن الغلو ما هو حد الغلو ما هو وان هذا هل هو من الغلو او ليس من الغلو؟

    الروايات في ذلك واقعا كثيرة جدا, فقط أنا أشير إليها إجمالاً بعناوين سريعة.

    العنوان الاول: أساسا أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) تبرأوا من الغلاة في روايات كثيرة منها هذه الرواية (قال أبو الحسن: من قال بالتناسخ فهو كافر ثم قال لعن الله الغلاة لأنهم إلا كانوا مجوسا الا كانوا نصارى الا كانوا قدرية الا كانوا مرجئة الا كانوا حرورية) اطمأنوا هؤلاء في صف هؤلاء, ثم قال (لا تقاعدوهم ولا تصادقوهم وابرأوا منهم برأ الله منهم) هذه في البحار المجلد الخامس والعشرين ص 273.

    وكذلك رواية أخرى في هذا المجال التي هي روايات كثيرة أثبتت اللعن لهم, الرواية (قال أمير المؤمنين اللهم إني بريء من الغلاة كبراءة عيسى ابن مريم من النصارى اللهم اخذلهم أبدا ولا تنصر منهم أحداً) واضحة الروايات, هذا العنوان الاول.

    العنوان الثاني: انه أساساً الروايات قالت من قال بالغلو لا نصيب له لا من الإسلام ولا من الشفاعة, وهذه جدا قوية, لا نصيب له من الشفاعة ولا نصيب له من الإسلام, والروايات أيضاً في هذا المجال كثيرة الاخوة يمكنهم أن يرجعوا إليها في المجلد الخامس والعشرين ص 268 الحديث 11 قال (قال رسول الله  ’صنفان لا تنالهم شفاعتي: سلطان غشوم عسوف وغال في الدين مارق فيه..) الى آخره, وكذلك ص 270 الحديث 14 قال: (صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام: الغلاة والقدرية).

    العنوان الثالث: أنهم صرحوا بأنهم عبيد مربوبون, والروايات كثيرة منها هذه الرواية وهي ص 270 الحديث 15 (قال أمير المؤمنين إياكم والغلو فينا قولوا أنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم) دعوني اعلق على ما شئتم, اخواني ليس ما شئتم يعني اجلس في البيت وفي المنام ترى طيف تعال وانقل فضائلنا ليس هكذا, كما أن البعض هكذا يفعل, بعض هذا الذي ينسب إليهم واقعا هذا يزينهم زين لهم او شين عليهم؟ (كلام أحد الحضور) نعم التفتوا جيدا, قولوا فينا ما شئتم ضمن الضوابط ضمن القواعد ضمن الآيات ضمن الروايات, لا انه في الليل ترى طيف وتأتي الصبح وتقول, ليس هكذا هذه ما شئتم ليست مطلقة جزافية وإنما قائمة على أسس, هذه رواية.

    الرواية الثانية ص272 (قال الله تبارك وتعالى وأنا لنبرأ الى الله عز وجل ممن يغلو فينا فيرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى ابن مريم) جيد الرواية عن الامام الرضا ×جدا ضابط عام كلي والروايات كلها تشير إليه.

    ما هو الضابط العام؟ قال: (فمن ادعى) هذا الضابط أحفظوه ضابط الغلو في روايات أهل البيت وأنا حققته في علم الائمة, (فمن ادعى للأنبياء ربوبية) واحد (وادعى للائمة ربوبية او نبوة) هذه اثنين, (وادعى لغير الائمة إمامة فنحن برءوا منه دنيا وآخرة) هذا هو الضابط واضحة وصريحة, الروايات صريحة في هذا المضمون أن الغلو ما هو حده, بشرط انه من ادعى لنا الربوبية بشرطها وشروطها لماذا؟ لأنه بشرط أن يعرف الربوبية لأنه هذا اذا توحيده خربان فما هي مشكلتي أنا, اذا هو توحيده قصير القامة طيب أنا اذا بعض الصفات أعطيها الى النبي او الائمة يتصور انه أنا قلت بالربوبية لهم, مع أن المشكلة في بياني او المشكلة في تعريف التوحيد عنده؟ هو التوحيد عنده قصير وهذا الذي أنا قلته في آخر كتابي التوحيد, قلت المشكلة عند البعض أن التوحيد عندهم قصير القامة فبمجرد أن أهل البيت قليلا قامتهم تكبير ماذا يصير؟ يصير الله, لماذا؟ لأنه التوحيد المشكلة في التوحيد عندهم لا المشكلة في الإمامة والنبوة.

    كان عندي حديث مع البعض, صار حديث أنا تكلمت عن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذا الغلو قلت له بلي, قلت له التوحيد الإمامة التي أنا اعتقدها اكبر من التوحيد الذي انت تعتقده, لأنه أنا التوحيد عندي يأخذ مساق آخر انت التوحيد عندك ماذا قصير قليلا تعطي انت للائمة, لذا تجد أن أهل البيت هذه القضية أكدوا عليها بشكل واضح انظروا الى هذه الجملة القيمة (قال الرجل بابي انت وأمي يا ابن رسول الله  ’ فان معي من ينتحل مولاتكم ويزعم أن هذه كلها صفات علي وانه هو الله رب العالمين) هذا يقولها لمن للإمام الرضا×, (قال لما سمعها الامام الرضا ×ارتعدت فرائسه وتصبب عرقا وقال سبحان الله سبحان الله عما يقول الظالمون والكافرون علوا كبيرا) انظروا استدلال الامام (أو ليس كان علي آكل في الآكلين وشاربا في الشاربين, وناكحا في الناكحين ومحدثَّا في المحدَّثين وكان مع ذلك مصليا خاضعا بين يدي الله ذليلا واليه أواها منيبا أفمن كان هذه صفته يكون إلها) التفت جيدا ثم استدل الامام بحكم الأمثال (فإن كان هذا لها فليس منكم أحداً الا هو اله لمشاركته له في هذه الصفات الدالة على حدوث كل موصوف) طيب انتم أيضاً اذا هذه كافية انتم كذلك الله, (كلام أحد الحضور) والتالي باطل احسنتم فالمقدم مثله.

    إذن انظروا بيانات واضحة من أهل البيت عندما تصل الى قضية الربوبية وقضية التوحيد وقضية النبوة وقضية مباشرة ينفونها.

    إذن هذه المقامات التي ينفوها نحن نثبتها في الحد الذي هو دون التوحيد ودون الربوبية ودون النبوة الخاتم  ’.

    الى أن صحا في أثناء الخطبة, الآن هذه صحا لابد واقعا أن تتضح أن هؤلاء ما هو مرادهم من الصحوي بعد المحوي في المحوي ماذا يحدث وفي الصحوي ماذا يحدث, اشتغلوا الليلة على هذا المطلب انظروا تصلون الى نتيجة, حتى بكرة أبين نظرية خاصة في المقام.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/03/11
    • مرات التنزيل : 2569

  • جديد المرئيات