بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: الى أن صحا في أثناء الخطبة وارتفع عنه حكم تجلي الوحدة ورجع الى عالم البشرية وتجلى له الحق بحكم الكثرة.
بالأمس وعدنا الاخوة أن هذه المطالب او بعض هذه العناوين وردت عندنا في روايات متعددة منها هذه الروايات الواردة في اصول الكافي الجزء الاول ص 145 تحت عنوان باب النوادر الرواية الاولى من كتاب التوحيد باب النوادر قال: (كنت عند ابي جعفر × فانشأ يقول ابتدأ منه من غير أن اسأله نحن حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله ونحن عين الله في خلقه ونحن ولاة أمر الله في عباده).
الرواية الثانية: عن ابي عمارة الجنبي قال: (سمعت أمير المؤمنين يقول) من هنا يتضح أن هذه المضامين ليست خاصة بإمام المؤمنين وقطب الموحدين بتعبير القيصري وإنما هي لجميع ائمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بمقتضى نحن نحن.
الرواية الثانية: (قال سمعت أمير المؤمنين يقول: أنا عين الله وأنا يد الله وأنا جنب الله وأنا باب الله) الآن هذه الروايات إنشاء الله بعد ذلك بل عشرات بل مئات من هذه الروايات التي وردت بهذا اللسان سيأتي توضحيها جيدا بان هذا اللسان أي لسان؟ أمير المؤمنين هو المتكلم او المتكلم هو الله (سبحانه وتعالى) بلسان أمير المؤمنين, بعبارة أخرى: هذه الروايات تنسجم مع قرب النوافل او مع قرب الفرائض, وانتم قرأتم في محله ووقفنا عنده سابقا انه في قرب النوافل يكون الله عين العبد يعني إنية العبد بعد موجودة (كنته سمعه الذي) سمع من؟ سمع هذا المظهر هذا المخلوق (كنت بصره, كنت لسانه كنت يده) أما في قرب الفرائض (كان سمعي الذي اسمع به, بصري الذي أبصر به, لساني الذي انطق به) إذن من الذي يقول أنا القلم أنا العرش أنا السماوات السبع, الله يقول أم علي يقول؟ هذه القضية لابد أن تتضح بعد ذلك إنشاء الله ولكن الآن كعنوان للبحث وهو انه هذه إنما هي على أساس قرب الفرائض لا على أساس قرب النوافل, بعبارة أخرى: المتكلم هنا هو الله (سبحانه وتعالى) ولكنه كما انه الشجرة هناك الله نطق على لسان الشجرة هنا نطق على لسان علي وعلى لسان رسول الله وهكذا, هذا بحثه إنشاء الله يأتي والمهم عندي هذا البحث.
ولذلك قيل, الآن هذه العبارات اتركوها لعلها تتضح عندما أوضح المطلب.
ولذلك قيل الانسان الكامل يعني لقول أمير المؤمنين, ولذلك, يعني لما قاله أمير المؤمنين, قيل الانسان الكامل لابد أن يسري في جميع الموجودات كسريان الحق في جميع الموجودات.
بحثي في هذا اليوم اخواني الاعزاء في عقيدتي من الابحاث الاساسية والتي تعد مفتاحا لفهم كثير من الابحاث العرفان النظري, لذا أرجو من الاخوة بالمقدار الذي يمكن أن يسجلوا النقاط الاساسية أن يسجلوها لأنه هذه ليست قابلة للتكرار دائما مثل هذه الابحاث.
السؤال المحوري الذي أريد أن اطرحه في هذا اليوم: هو انه متى يستطيع السالك أن يقول أنا القلم, أنا العرش أنا السماوات والارض, على مقتضى او على حد ما يقول الاسم الاعظم أنا الاول أنا الآخر أنا الظاهر أنا الباطن, لسان حال الاسم الاعظم هو أنا الاول وأنا الآخر وأنا الظاهر وأنا الباطن أنا الاسماء الحسنى, قلنا مظهر الاسم الاعظم وهو الحقيقة الانسانية والانسان الكامل أيضاً يستطيع او يقول لسان حاله انه هو مظهر او فيه جميع مظاهر الاسماء الحسنى فيقول أنا القلم, أنا العرش, أنا الكرسي, أنا السماوات السبع والأرضون, أنا, أنا.. متى يستطيع السالك أن يتكلم بهذا الكلام؟
بعبارة أوضح: ماذا يفعل حتى يصل الى مثل هذا المقام؟ التفتوا اخواني الاعزاء ماذا يفعل؟ ومن هنا تتضح لنا حقيقة الولاية التي نحن نعتقدها للأنبياء والائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لأنه نحن نعتقد أن هؤلاء هذه مقاماتهم هذه مقامات الانبياء هذه مقامات الأوصياء هذه مقامات الأولياء, طيب هؤلاء ماذا فعلوا حتى وصلوا الى هذه المقام؟ واقعا الصلاة قليلا أكثر منا صلوا مثلا, او عبادتهم كانت أكثر من عبادتنا, او الفلسفة كانوا يفهمون أكثر من عندنا, عرفان قليلا كانوا يعرفون أكثر منا, صلاة الليل كانوا يصلون ونحن لم نصلها, السر اين الذي هؤلاء وصلوا الى مثل هذه المقامات وهذا لسان حالهم ولكن الآخرين لم يصلوا الى مثل هذه المقامات؟
طبعا اذا اتضحت مثل هذه الحقيقة في نظري عند ذلك يتضح بأنه نحن ببساطة لا نستطيع أن نقول الولي الواصل والعارف الكامل عند ذلك سيتضح, أنا أتصور أن الانسان في الفقه لابد أن يقرأ أربعين سنة فقه وخمسين سنة اصول الى أن يصير مجتهد في الاصول والفقه او يكون محقق عند ذلك نعرف أن أي شخص يأتي الى الحوزة خمس سنوات لا نقول المحقق آية الله العظمى وحيد دهره, هذا لا نقوله, من يقول هذا الكلام؟ هذا الذي لا يعرف ما هو الفقه ما هو الاصول.
اذا استطعنا أن نقف على حقيقة الولاية وعلى المراتب التي لابد أن يمر بها الإنسان السالك لكي يتصف بأنه ولي عند ذلك هذه العناوين مجانا لا نعطيها لهذا وذاك ولا أقل نعرف أنفسنا, (رحم الله امرئ عرف قدر نفسه) نعرف نحن اين من هذا النظام الموجود؟
هذا البحث الذي نحن نطرحه اخواني الاعزاء, هذا البحث بحث بهذه الطريقة بهذا الشكل لم يأتي في بحث مناهج المعرفة ولا جاء في بحث من الحق الى الخلق ولا جاء في معرفة الله ولا في أي محل آخر, هذه من الابحاث الخاصة بالشيخ القيصري والكتب العرفانية.
اخواني الاعزاء لكي يتضح الجواب عن هذا السؤال: متى يصل السالك الى مقام يقول فيه أنا القلم أنا العرش أنا الكرسي؟ لابد أن يمر بنحوين من السفر: سموا النحو الاول من السفر السفر في انحاء العلم, وهذا الذي نحن لم نبيه في مكان آخر, نعم بينا انحاء العلم ما هي أما انه هذا الترابط وهو سفر ثلاثي, النحو الثاني من السفر: هو السفر في المعلومات وهو سفر رباعي.
أما السفر الاول او النحو الاول لا السفر الاول, النحو الاول من السفر: وهو أن الانسان يسافر من علم اليقين الى عين اليقين الى حق اليقين, هذا الذي يقول عنه ابن فارض أسافر من علم اليقين لعينه الى حقه حيث الحقيقة رحلتي, سفر هذا, ولكن هذه ليست الاسفار الاربعة التي هي من الخلق, تلك أسفار في المعلومات هذا سفر في نحو العلم لأنه جنابك انت قد تريد أن تعرف المعلوم بأي نحو؟ بعلم اليقين, وقد تعرف المعلوم بأي نحو؟ عين اليقين, وقد تعرف المعلوم بأي نحو؟ بحق اليقين.
اذن لابد أن نعرف انه انت الآن تسافر تسافر ما هو زادك ما هو رأس مالك ما هو العلم الذي انت مزود به يعني ما هو الآلة التي تريد أن تعرف بها المعلومات؟ عموما الآلة التي نريد أن نعرف بها المعلومات عموما عندنا ما هي؟ قولوا معي؟ أما في حوزاتنا العلمية بحمد الله وتعالى لا يتجاوز الظن والشك, أكثر من هذا يوجد عندنا في الاصول والفقه؟ فلهذا جئنا الى علم الاصول وأسسنا لحجية الظن, ذاك أساساً خارج عن البحث الفلسفي والبحث العرفاني, ذاك رأس مال الفقيه والأصول {طوبى لهم وحسن مآب} ما عندنا شغل فيه, نحن شغلنا من اين يبدي؟ شغل الحكيم وعمل الحكيم وعمل العارف وعمل السالك يبدأ من علم اليقين, هذا علم اليقين من أين نحصل عليه؟ من البرهان, البرهان الفلسفي العقلي, لان نتيجة البرهان العقلي تحصيل ماذا؟ ليس تحصيل اليقين, تحصيل علم اليقين, العلم باليقين يعني مفهوم اليقين.
طيب سؤال أول: ما هو المراد من علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين؟ من هنا أنا أريد أن أتكلم بلغتي هؤلاء, اتركونا ماذا قرأنا في محله عندهم, ماذا يقول هؤلاء؟
تعالوا معنى الى الكتاب ص 170, السطر الثاني, قال: قسم أرباب هذه الطريقة المقامات الكلية, المراد من المقامات يعني انحاء العلم, قسموها الى علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين, جيد أيها القيصري ما هو مرادكم من هذه ما علينا ما قرأناه في الفلسفة في الكلام في الكتب الأخرى؟ قال: فعلم اليقين مرتبط بعالم التصور والمفاهيم والألفاظ يتصور الأمر بتصور الأمر على ما هو عليه, انت عندك مفهوم منه وهذا أقصى ما ينتهي إليه الفيلسوف والحكيم الذي هو نقطة الشروع عند من؟ عند السالك عند المسافر, لا عند العارف الذي يدرس عرفان نظري, لأنه نحن في العرفان النظري أيضاً نعيش في دائرة ماذا؟ دائرة العلم, في علم اليقين, إذن نحن نسافر او لم نسافر؟ لا لا يوجد عندنا أي سفر وأي حركة, يعني حركة جوهرية وجودية لا تصير عندنا, نعم مجموعة مفاهيم إذا اتحدنا بها نعم لعله نصير في عالم البرزخ في عوالم أخرى هذه تنتج لنا نتائج, أما الآن نسافر السفر الذي هو الانتقال من درجة علمية الى درجة أخرى او لا؟ لا لم ننتقل, هذا النحو نذهب ونأتي به, وهكذا, ولا نعلم ماذا يوجد فيه.
طيب عين اليقين ما هو؟ يقول: ذاك بتصور الامر هذا ماذا؟ نعم ذاك علم حصولي وهذا علم حضوري, بشهوده او شهوده كما هو, شهوده على ما هو عليه.
طيب حق اليقين ما هو؟ قال: بالفناء في الحق, هنا الذي سيتضح معنى صحا, يعني اين كان وماذا صحا, قلنا عندما نوضح المطالب عبارات الكتاب تتضح, وحق اليقين بالفناء في الحق والبقاء بالحق, علما وشهودا وحالا لا علما فقط, ضعوا هذه علما الفارزة في غير محلها, لا علما فقط, هذه اتركوها هنا, هذه الآن ليس بحثي اليوم, فقط أريد انه يتضح المطلب سؤال: يعني عين اليقين صار ماذا؟ قال: الفناء في الحق, إذن ما هو الفناء؟ لابد أن يتضح ما هو الفناء لنعرف ما هو المراد من حق اليقين, ما لم نفهم الفناء باصطلاح هؤلاء يمكن أن نفهم هذا النحو السفر في انحاء العلم او لا نفهم؟ لا نفهم, ما هو الفناء؟ تعالوا معي الى ص 168 السطر الثاني, قال: فباطن النبوة الولاية والولاية تنقسم الى عامة وخاصة, والعامة كل من آمن بالله على حسب مراتبهم, والخاصة تشتمل على الواصلين هذه جملة واصلين بعد ذلك ستتضح المراد من الواصل يعني الذي وصل الى حق اليقين هذا معنى اذا رأيت احد يكتبون هذا عارف واصل تارة المقصود الحمل الاولي لا مشكلة, وتارة المقصود عارف واصل بالحمل الشائع, يعني واقعا واصل, متى يسمى العارف واصلا؟ اذا كان علمه بنحو حق اليقين هذه اصطلاحات القوم اخواني الاعزاء أنا ما عندي الآخرين يجعلون علم ويجعل معه اصطلاح, هذه اصطلاحات هؤلاء, أما اذا رأى الاشياء كما رآها زيد ابن حارثة (كأني انظر الى عرش الرحمن بارزا) هذا واصل او ليس واصلا؟ ليس واصلا, لأنه هذا يرى الاشياء ليس علما بل يراها شهودا, هذا من حقه أن يقول أنا العرش, أنا الكرسي؟ هذا ليس من حقه أن يقول هكذا, حق من؟ حق العارف السالك الواصل.
قال: تشتمل على الواصلين من السالكين, لا مطلق السالكين, إنما الواصل من السالك فقط, متى هذه الولاية تصدق؟ عند فنائهم فيه وبقائهم به, اسمحو لي واحدة واحدة قلت لكم هذه من أهم مباحث العرفان يعني ماذا؟ يعني انه الولي بالولاية الخاصة عندما نقول هذا ولي يعني واصل الى أي مقام؟ واصل الى حق اليقين والا اذا لم يصل الى حق اليقين ولي او لا؟ نعم ولي بالولاية العامة من مراتبها حضوري شهودي حصولي, من الذي يسمى واصل وله ولاية خاصة ونعبر عنه ولي من أولياء الله؟ {إنما وليكم الله} من؟ هذا الواصل.
قال: فالخاصة يعني الولاية الخاصة يعني لا يسمى العبد وليا بالولاية الخاصة, فالخاصة عبارة عن فناء العبد في الحق, فالولي هو الفاني في الحق, فإذا لم يفني في الحق ولي او لا؟ نعم عارف سالك ولكن ليس كل عارف سالك ولي واصل لا أبداً, فلهذا قال: فالولي هو الفاني فيه الباقي به, هنا احتاج الى البيان طيب ما مقصودك بالفناء, قال: ليس المقصود بالفناء هنا يعني باصطلاح عند أهل المعرفة, وليس المراد بالفناء هنا انعدام عين العبد مطلقا, هذا ليس فناء هذا ليس كمال هذا نقص هذا, مع أننا نتكلم عن حق اليقين التي هي أعلى مراتب العلم وأعلى مراتب اليقين, بل المراد من الفناء, التفتوا جيدا.
بل المراد من الفناء منه فناء الجهة البشرية في الجهة الربانية, يعني ماذا جهة بشرية وجهة ربانية؟ اذا استطيع أن أوصله الى ذهنك التفت, اضرب لك مثالا: اخواني الاعزاء هذا الوجود موجود اين؟ هذا موجود في الخارج, أنا ماذا املك منه؟ املك عنه صورة وهذه الصورة الموجودة في ذهني وجود او لا؟ وهذا الموجود في الخارج الدفتر له وجود او لا؟ هذا وجود وذاك وجود وهما متطابقان او لا؟ نعم هما متطابقان لأنه توجد بينهما عينية في الماهية لا في الوجود, ما الفرق بين هذين النحوين من الوجود؟ التفتوا جيدا, هذا الوجود وجود لنفسه لا علاقة له بي, أما نفس هذا الوجود عندما يكون صورة علمية لي, فيكون وجود لنفسه او وجود لي؟ هذا الذي قرأناه في الفلسفة يصير عرض يصير لغيره, الآن أنا لا أريد أن اعبر عنه بالتعبيرات الفلسفية مع أنهما من حيث المحتوى واحد هو هو, ولكن من حيث الوجود هذا نحو من الوجود, غير هذا الوجود, هذا غير هذا او لا؟ لأنه انعزل عنه, أما هذين الوجودين عندما يأتون عندي ويصيرن من شؤوني هذه احدها غير الآخر او كلها من شؤوني انا؟ أي منهما؟ يعني هذه الانعزالية هذه المحدودية هذه التعين الخارجي أيضاً يوجد عندي في وجودي او غير موجود؟ وإذا قلت وجودي هذا لسان حاله يقول أنا دفتر, ذاك الذي يوجد في الذهن أيضاً يقول أنا دفتر او يقول هذا شأن من شؤوني أي منهما؟ يعني زيد يقول هذا دفتر او يقول شأن من شؤوني أي منهما؟ ما ادري الفرق صار واضحا بينهم بين الوجود والوجود الآخر؟
الجواب: الفناء هو أن يصل العبد على أن يكون شأنا من شؤون المطلق هذه التعينات عند ذلك تكون موجودة او لا؟ هذا الذي يقولون بأنه اذا نقطة صارت مع البحر صارت هي البحر, ما ادري شاهدتم كلمات الاعلام, هذا المقصود يعني نحو الوجود اختلف, نعم هذا النحو من الوجود اذا صار بوجوده هو كمظهر كبشر ماذا يكون؟ يكون محدودا متعينا يكون يكون.. كل احكام المحدودية والنقص والمخلوقية والمعلولية اين تجدها؟ ليس لمطلق وجود هذا الشيء, بل عندما يكون لنفسه, أما عندما يكون لله (سبحانه وتعالى) وهذا معنى قولهم: فناء الجهة البشرية في الجهة الربانية, واضحة هذه النقطة اذا لم تتضح أوضحها أكثر, وان كانت هي ليست حديثنا ولكنه هذا هو مقصودهم من الفناء, لا أنه يصير عدم لا, ذاك الذي كان لنفسه اذا أردت أن يصير أوضح, ذاك الوقت اذا كان لنفسه فيه قرب النوافل أما عندما يكون لله يكون قرب الفرائض, إذن هنا المتكلم ليس علي, المتكلم صاحب هذا الشأن ولكن بلسان هذا الشأن الذي هو محمد, الذي هو علي, الذي هو حسن, ونحو ذلك.
إذن ما هو حق اليقين؟ طبعا يكون في علمكم أن الفناء لا يوجد فيه مرتبة واحدة, كما أن علم اليقين ليس مرتبة واحدة بل مراتب كذلك عين اليقين ليس مرتبة واحدة بل مراتب كذلك حق اليقين أيضاً نحن الآن البيان العام له والا مراتبه ما هي؟ مراتبه مختلفة.
إذن النحو الاول من السفر هو أن يسافر العبد من علم اليقين الى عينه او لعينه الى حقه حيث الحقيقة رحلتي, أصلاً أنا هدفي أن أصل الى الحقيقة, والوصول الى الحقيقة قد يكون بالمفهوم, قد يكون بالشهود, قد يكون بالفناء, واضح هذا.
الآن عندما وصلنا الى هنا عند ذلك تفهم هذه الجملة تعالوا معنا, محل الكلام, قال: الى أن صحا في أثناء الخطبة, ما معنى صحا في أثناء الخطبة؟ كان فانيا (كلام أحد الحضور) جزاكم الله خيرا, يعني خرج من ذاك الذي كان شأن من شؤونه وصار لنفسه, طيب عندما يصير لنفسه طيب ماذا يجد يجد الغنى او الضعف؟ يجد العبودية والإنقهار او يجد الغنى والغالبية والقدرة ماذا يجد؟ لذا يقول: فاقر بعبوديته وضعفه وانقهاره لأنه أخذه هذا البعد الآخر.
لذا توجد عبارة للشيخ المطهري رحمة الله تعالى عليه في هذه (آشنائي با علوم إسلامي في المبحث الفلسفة في ص 153 هذه النسخة الفارسية أنا عندي وليست العربية) يقول: (در كلمات عرفاء سخن از محو وصحو نيز بسيار آماده آست) في كلمات العرفاء يستعملون الصحو والمحو في كثير من الأحيان, (مقصودهم از محو اين است) ومقصودهم من المحو ماذا؟ هذا المعنى الذي مرجعه يصير الى الفناء (كه عارف بجائي مي رسد كه محو در ذات حق مي كردد) ما معنى انه يكون منمحياً في ذات الحق؟ يعني يصير عين الحق, لا لا, يعني يكون وجوده شأن من شؤون الحق, يعني يصير في الصقع الربوبي يكون يعني يكون وجوده لنفسه كما الآن صورك العلمية هذه وجودها لأنفسها او لك؟ هذه وجودها لك, وهي غير وجودها لأنفسها, لذا تجد انت وجودها لأنفسها مادية منتهية زائلة متحركة, أما نفس هذا عندما يكون شأن من شؤونك يكون ثابت غير متغير مجرد باق غير زائل الى غير ذلك.
قال: (واز خود فاني مي شود يعني من در او محو مي شود) لماذا الأنا تمحى؟ لأنه لنفسه او لغيره؟ لغيره, إذن لا معنى لان تبقى اناه, (او ديكر مانند ديكران من درك نمي كنند) أنا وانت ندرك هذه أنا, ولكن أنا الباطني لنفسي وهي {وهو معكم أينما كنتم} ندركها او لا ندركها؟ لا ندركها, أما انت الآن انتقل من هذه المرحلة من مرحلة علم اليقين الى عين اليقين وحق اليقين فماذا تدرك, تدرك هذه أناك او تدرك هو؟ تدرك {وهو معكم أينما كنتم} لا تدرك أنا, واضح هذا.
قال: (اكر محو شدن بحدي برسد كه آثار) الى أن يقول: (والعارف ممكن از حالت فناء به حالت بقاء باز كردد) الآن هذا الرجوع على نحوين: أما رجوع وهو متحقق بحق اليقين, وأما لا رجوع الى ماذا؟ (كلام أحد الحضور) بلي بلي يعني تلك الحالة لنفسه يراها مرة أخرى, وأخرى ليس كذلك كما في السفر الثالث كما أبين.
الآن الجملة بهذا المقدار أتصور اتضح, قال: الى أن صحا في أثناء الخطبة وارتفع عنه حكم تجلي الوحدة, اتضح لأنه عندما يكون شأنا حكم الوحدة غالبا عليه, عندما يكون بشريا حكم الكثرة غالبة عليه, ورجع الى عالم البشرية وتجلى له الحق ولكن بحكم الكثرة عند ذلك فشرع معتذرا, هذا تعبير معتذرا فيه واقعا مسامحا, هذا الاعتذار لأجل السامع لا لأجله هو لم يخطأ حتى يكون معتذرا, وإنما كان ينبغي هذه العبارات واقعا دائما ما ينبغي أن تظهر, فشرع معتذرا فاقر بعبوديته وضعفه وانقهاره تحت احكام الاسماء الإلهية.
(كلام أحد الحضور) جيد جدا, أنا أيضاً لا اختلف ولكنه هذا الاعتذار لابد أن نرى وجهه ما هو, وجهه انه اخطأ او انه لا لم يكن هناك ماذا؟ يعني الانسان عندما يكون في مرتبة عقلانيته ويقول حكم عقلانيته ثم يكون في مرتبة حسه ويقول حكم حسه مخطأ عندما يقول حكم حسه هذا وحكم عقله هذا؟ فإذن لا معنى للاعتذار, (كلام أحد الحضور) أنا أيضاً اقول هذا الكلام للسامعين لا لنفسه, انت الآن تقول بحكم عقلي أنا بحسب عقلي ونفسي أنا موجود باق لست زائل لا أموت لا لا لا, ثم ترجع وتقول فانا زائل وميت وفان ومتقلب, يقول تلك اخطأ وهنا صحح, لا لا, حكم العقل وحكم النفس هو التجرد والبقاء خلقت للبقاء لا للفناء, حكم البدن للزوال والتبدل لا ذاك كان خطأ لكي اعتذر ولا هذا صح حتى يكون ذاك خطأ.
إذن هذا هو المراد, ذاك كان حكم بمقتضى حكم الوحدة شيء, بمقتضى كونه قربه الفرائض شيء وبمقتضى كونه قرب النوافل شيء آخر.
الآن اذا وصل العبد في نحو العلم الى عين اليقين ولا اقل أول مراتب عين اليقين عند ذلك يبدأ الاسفار الاربعة وهو النحو الثاني من السفر, ما هي الاسفار الاربعة؟ السفر الاول من الخلق الى الحق هذا السفر الاول ولكنه متى يصدق انه سفر يعني كان في علم اليقين ويمشي؟ لا, أصلا لا يوجد مشي هناك, السفر الذي يقصدونه هؤلاء يعني السفر المعنوي من الخلق الى الحق بعد أن وصلت الى نحو العلم الى ماذا؟ الى عين اليقين عند ذلك أما اذا انت بعدك باقي في علم اليقين او باقي في عين اليقين أساساً هذا السفر يبدأ او لا يبدأ؟ لا يبدأ يعني سالبة بانتفاء الموضوع, يعني ليس سفرا لان السفر عندما تصل انت الى ذلك المقام, والا إذا لم يصل الى ذلك المقام أصلاً بادي هذا السفر او لا؟ غير بادي أصلاً, الآن اقرأ عبارتهم, هذه كلها اصطلاحات القوم أقولها.
في السفر الاول بعد أن وصل الى مقام حق اليقين في السفر الاول يبدأ من الخلق الى الحق, فإذا وصل الى السفر الثاني يعني من الحق الى الحق بالحق وعلمه كان حق اليقين الآن هذا أول سفر الولاية هذا نسميه سفر الولاية هذا ابتدأ السفر الثاني ابتدأ ماذا؟ ولكن لمن؟ لمن عنده علم اليقين؟ لا, لمن عنده حق اليقين, جيد, يسافر بقدر ما يستطيع أن يأخذ من مقام الولاية لها انتهاء او ليس لها انتهاء؟ تعالوا معي مرة أخرى هذه عبارته يقول: وحق اليقين ولا نهاية لكمال الولاية فمراتب الأولياء متناهية او غير متناهية؟ غير متناهية, وهذا الذي نحن قلنا في كتابنا من الخلق الى الحق انه أمير المؤمنين × عندما يقول (آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق) اين يقولها؟ في سفر الولاية, ولا يتصور احد أن سفر الولاية انه شهودا رأى أربعة امور خيالية وأربعة امور مثالية وهو سفر الولاية, هذا شهودي يعني اذا صار زيد ابن حارثة فهذا اين يعيش؟ شهود يقين او حق اليقين؟ هذا عين اليقين هذا بعد لم يصل الى حق اليقين هذا ليس سفر الولاية, سفر الولاية من اين يبدأ؟ بعد أن وصلت الى حق اليقين ووصلت ماذا؟
الآن تعال معي سؤال: هو هذا السفر الاول ما هو؟ من الخلق الى الحق ما هو؟ تعال معي في آخر ص 169 من الكتاب, يقول: فأول الولاية, أربعة اسطر باقية من الأخير, فأول الولاية انتهاء السفر الاول ما هو السفر الاول؟ نحن الآن دخلنا في النحو الثاني من الاسفار الذي هو رباعية النحو الاول كان ثلاثيا, لا يصير عندكم خلط هذان نحوان من السفر ذاك في العلم وهذا في المعلوم, قال: الذي هو السفر من الخلق الى الحق, طيب ما هو السفر من الخلق الى الحق؟ التفت بينك وبين الله هذا السفر الاول هكذا وانظر نحن حسابنا اين التفت, قال: بإزالة التعشق عن المظاهر والأغيار, (كلام أحد الحضور) احسنتم تمام حسابنا واقعا تمام حسابنا, التفت, والخلاص من القيود والاستار, والعبور من المنازل والمقامات, هذا الذي قال خاجة أنصاري مائة منزل ومقام تلك اذهب واقرأها ونحن أسمائها + لا نعرفها لا انه عاملين بها, لا ندري ما هي أصلاً, والعبور من المنازل والمقامات والحصول على أعلى المراتب والدرجات, وبمجرد حصول العلم اليقيني للشخص لا يلحق بأهل هذا المقام, انت اذا صرت حكيم او درست الفصوص 27 مرة حفظت الفصوص يعني صرت من أهل المقام تتصور؟ لا أبداً, بعد هنا اخواني الاعزاء مع الاسف الشديد تقريبا نصف صفحة او ربع صفحة ساقطة, أنا انقلها انتم اكتبوها.
في ص 46 الطبعة الحجرية العمود الثاني توجد تتمة هنا لم توجد, (كلام أحد الحضور) 46 لا لا, 46 التفت شيخ علي, 46 من هذه, هناك توجد سقط في العبارة عبارة 169 توجد فيها سقط, وهذا السقط من اين آخذه أنا؟ موجود في الطبعة الحجرية, التفت جيدا, (كلام أحد الحضور) اسمعني بلي بلي, يقول: وبمجرد حصول العلم اليقيني للشخص لا يلحق بأهل هذا المقام, التفت هذه المشكلة الاكبر, ولا بحصول الكشف الشهودي أيضاً, لا تتصور انه اذا صرت زيد ابن حارثة وانكشف لك العرش والكرسي اذن انت من أهل الاول تجاوزت السفر الاول, لا بعدك لم تتجاوز السفر الاول, لست من أهل المقام أهل المقام يعني من أهل الولاية, انه انتهاء السفر الاول أول ابتدأ مقام الولاية, فلو رأيت العرش والكرسي والقلم والنون, رأيته بعلم شهودي اذن انت واصل الى مقام الولاية او لا؟ بعد لم تصل, قال: ولا بحصول الكشف الشهودي أيضاً, إذن متى يصل الى أول درجات الولاية؟ التفت, الا أن يكون موجِبا لفناء الشاهد في المشهود, يعني واصل الى مقام الفناء يعني ماذا؟ يعني حق اليقين, لأنه قلنا أساساً حق اليقين يعني ماذا؟ يعني الفناء, فإذا تجاوز هذا بحق اليقين عند ذلك يصل الى أول درجات الولاية, الا أن يكون موجِبا لفناء الشاهد في المشهود ومحو العابد في المعبود, التفت جيدا هنا هذه التي أنا نبهت لها في الاول, قال: وإنما نبهت على هذا المعنى لان لا يتوهم العارف الغير الواصل, بعض العرفاء بمجرد أن يبدي الحركة يتصور انه عارفا واصلا, لا لا أبدا, انت عارف انت شاهد الحقائق ولكن واصل او لا؟ انت بعدك لم تضع يدك على أول مقامات الولاية الذي هو السفر الثاني, لان لا يتوهم العارف الغير الواصل والمشاهِد علمه عين اليقين لا علم اليقين, والمشاهِد بقوة استعداده للغلو للملكوت, أساسا من حيث العمل معصوم والمتصف بالصفات الحميدة والاخلاق المرضية, أصلاً واقعا ترك أولى لا يوجد عنده لا انه مباحات لم يفعلها, مستحب لا يترك أصلاً, هذا كله, ولكن هذا هو أهل الولاية هذا هو الولي, لا لا هذا ليس ولي, هذا (خوش آدمي) هذا عادل صلي ورائه.
الآن افتح قوس واعرف وضعنا اين, (رحم الله أمرءٍ عرف قدر نفسه) {بل الانسان على نفسه بصيرة} زيد ابن حارثة, لذا ترى انت هنا السيد حيدر الآملي عندما يأتي الى محي الدين, يقول له يا محي الدين انت هذه بينت مقامات الولاية وبينت أن الانسان لكي يضع نفسه في أول مقامات الولاية لابد أن يعرف اين يريد أن يصل, انت افترض أحسن الاحوال رأيت العرش والكرسي وصرت زيد ابن حارثة, طيب انت بعد اين تعيش؟ تعيش في عين اليقين اين انت وحق اليقين اين انت والولاية اين انت وخاتم الولاية, فلذا تلميذ من تلاميذ الحجة فهو أفضل منك بألف مرة, مع كل الاحترام الذي سيد حيدر عنده لمن؟ لمحي الدين, يقول له هذه المباني انت حققتها ماذا انت خاتم الولاية ماذا مقيدة ماذا مطلقة, هو من يصل الى أول الولاية حتى تصير انت خاتم الولاية, عند ذلك انت تفهم انه لماذا القيصري عندما يصل الى علي ابن ابي طالب ماذا يقول؟ يقول: قطب الموحدين, لأنه هؤلاء يعرفون, لا اقل صدقوا أن هؤلاء الذي يقولونه يقولونه صدقا يقولوه, إذن هؤلاء اين وصلوا؟ هذه اين من إمامتنا والإمامة التي في علم الكلام اين, كثيرا كثيرا متفضل على الإمامة والعصمة التي لنا انه لا يصدر منه معصية كبيرة, صغائر يقول نعم قد يصدر ولكن ماذا؟ لم يصروا عليها تكرار لا يوجد, هذا اين الإمامة وهذه الولاية اين هذه الولاية اين.
يقول: وإنما نبهت, كم بقي من الوقت؟ (كلام أحد الحضور) وإنما نبهت على هذا المعنى لان لا يتوهم العارف الغير الواصل والمشاهد بقوة استعداده للغيوب والمتصف بالصفات الحميدة والاخلاق المرضية الغير السالك طريق الحق بالفناء عن الافعال والصفات والذات انه هو ولي واصل, حتى لا يتوهم انه بمجرد أربعة أشياء رأى في النوم او رأى في اليقظة تصور انه ولي واصل, لان وصول هذا الانسان بلغ ما بلغ وصوله علمي او شهودي وهو غير واصل في الحقيقة, هذا بعده لم يصل الى حق اليقين, وصوله أما علم اليقين وأما عين اليقين لكونه هذا السالك غير الواصل, لكونه في حجاب العلم والشهود, هذا بعده, العلم حجاب وإذا شاهد الشهود ماذا؟ حجاب, وإنما تعالوا معي الى ص 170 وإنما يتجلى, هذه النصف صفحة ساقطة, ترون هذه, لا يلحق بأهل هذا المقام التي هذه تقريبا عشرة او سبعة اسطر التي قرأناها هذه كلها ساقطة, وإنما يتجلى الحق لمن انمحى رسمه وزال عنه اسمه, لا انه زيد وعمر لا يوجد, هذا اسم التعين والا زال عنه اسمه يعني زال عنه تعينه.
جيد, هذا اذن اين وصل هذا الآن؟ انتهى من السفر الاول اين دخل؟ في السفر الثاني, الآن انت وحظك انت واستعدادك {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} كم يأخذ ثم يرجع اين؟ في السفر الثالث, من الحق الى الخلق, ثم في السفر الرابع ماذا؟ من الخلق الى الخلق, الآن لابد أن نقف عند هذه بنحو الاجمال خصوصا عند الثالث والرابع.
بيانه يأتي إنشاء الله.
والحمد لله رب العالمين.