نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (87) – محاولة لعرض رؤية أخرى

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الحديث في تأثير الثقافة اليونانية بشكل عام في الثقافات التي تلت ذلك من مسيحية ورومانية ويهودية وإسلامية ونحو ذلك، ووقفنا عند نموذج من نماذج الثقافة اليونانية وفي الموقف من المرأة، وهذا النموذج هو أرسطو والمرأة، وإلا فهناك بحوث حول موقف سقراط من المرأة، وموقف أفلاطون من المرأة وموقف السفسطايين من المرأة ونحو ذلك الآن لسنا بصدد استقراء هذه الأبحاث، وانتهينا إلى نتائج مهمة في هذا المجال يمكن تلخيصها كما لخصها الأستاذ الدكتور إمام عبد الفتاح إمام في كتابه أرسطو والمرأة في صفحة 111 الذي يوجد فيه خلاصة ما اشرنا إليه بالأمس، قال واخطر ما في نظرية أرسطو تأثيرها الهائل وسيادتها على الفكر البشري طوال العصور الوسطى، عندما يقال بحسب الاصطلاح العصور الوسطى يعني يبدأ من حدود القرن الخامس الميلادي إلى حدود القرن الرابع عشر الميلادي، حدوداً عشرة قرون، التي في ضمنها أيضاً العصور الذهبية للفكر الإسلامي، وهنا لابد أن نميز بين العصور الوسطى في الفكر الغربي والعصور الوسطى في الفكر الإسلامي، وإن كان البعض يحاول أن يخلط بينهما، باعتبار أن العصور الوسطى في الفكر الغربي كانت عصور الجهل والظلمة والاستبداد ونحو ذلك، أما العصور الوسطى للفكر الإسلامي هي العصر الذهبي للفكر الإسلامي خصوصاً من القرن الأول إلى القرن الرابع والخامس.

    قال وسيادتها على الفكر البشري طوال العصور الوسطى مسيحيةً وإسلاميةً معاً، وغلبتها على عقول المفكرين أو قل إنها لاءمت هواهم هواء هؤلاء المفكرين وجدوا بأنه السيادة للرجل فيا حسن حظ مثل هذه النظريات الفلسفية والفكرية وسايرت عاداتهم وتقاليدهم واعطتهم ـ هذه النقطة الأساسية التي اشرنا إليها ـ وأعطتهم الأساس الفلسفي الذي يبقي وضع المرأة متردياً، فلم تتغير هذه الأفكار إلا بعد أن تغير المجتمع الأوروبي ولاسيما في انكلترا، الذي بدأنا عصور النهضة أين؟ في الغرب، أما قبل ذلك يعني قبل عصور النهضة فقد ظلت النظرية الأرسطية مسيطرة وإن اصطبغت في العصور الوسطى هذه الخصوصية الجديدة اصطبغت بصبغة دينية، يعني تلك المباني الفلسفية التي جاءت من الفكر اليوناني عندما دخلنا إلى المجتمعات اليهودية والمجتمعات المسيحية بالخصوص أخذت صبغة دينية مقدسة، كما انه حدث هذا الأمر في العصر الإسلامي، عندما دخلت الفلسفة اليونانية إلى الواقع الإسلامي والفكر الإسلامي سميت فلسفة إسلامية، أنا لا أريد أن أقول بأنّه لا يوجد للإسلام وللفكر الإسلامي شيء، ولكن كثير من المباني اليونانية أخذت صبغة الإسلام صبغة المسيحية ونحو ذلك.

    يقول: فربط الفلاسفة المسيحيون بين المرأة ولاسيما جسد المرأة وبين الخطيئة، التي إن شاء الله سنبين أهم خصائص الرؤية المسيحية، وفي استطاعتك أن تتلفت حولك لتجد معظم الأفكار الأرسطية وقد اصطبغت بصبغة دينية تارةً أو اجتماعية وأخلاقية تارة إلى آخره، بودي الأعزة يراجعون وبحث قيّم في ثلاث صفحات حتى تعرف خلاصة ما صدر في ذلك الزمان.

    من هنا بودي أن انتقل إلى موقف المسيحية من المرأة ما هو موقف المسيحية؟ وهنا بودي أن أشير إلى ملاحظة مرةً نتكلم عن المسيحية ومقصودنا من؟ مقصودنا السيد المسيح يعني نبي من أنبياء أولي العزم، ومرة نتكلم عن حواريي السيد المسيح وعلماء وفلاسفة الدين المسيحي أو الشريعة المسيحية، لابد أن نميز بينهما، كما نميز بين السنة عندنا التي هي قول النبي صلى الله عليه وآله وبين الموروث الذي نُسب إلى النبي وعلماء المسلمين، فما قاله علماء المسلمين هو الإسلام أو قراءة عن الإسلام؟ قراءة عن الإسلام، ما قاله الصحابة عن النبي هو الإسلام أم نُسب إلى النبي صلى الله عليه وآله؟ نفس هذا الأمر لابد تحفظوا أين؟ لا تقولون أن المسيح هكذا يقول، لا المسيح لا يقول هكذا، هذا ما نسب إلى المسيح هذا ما فهمه علماء وفلاسفة المسيحية عن هذا الدين أو هذه الشريعة.

    تعالوا معنا إلى كتاب الفيلسوف المسيحي والمرأة التي هي الحلقة الثالثة الحلقة الأولى كانت أفلاطون والمرأة، الحلقة الثانية أرسطو والمرأة، الحلقة الثالثة الفيلسوف المسيحي والمرأة لا المسيح والمرأة، لا، الفيلسوف المسيحي والمرأة يعني فلاسفة المسيحية، علماء المسيحية، حواريي المسيح ونحو ذلك، تعالوا معنا إلى صفحة 43 من الكتاب هذه عبارته هناك يقول الحق هذا الذي ميزته جيداً الحق أن موقف السيد المسيح من المرأة كان أنضج كثيراً من موقف اتباعه من الحواريين والرسل لابد أن نميز وانتم تعلمون أن هذه الانجيل الذي بأيدينا هو مكتوب تحت إشراف عيسى أم تحت إشراف الحواريين؟ تحت إشراف الحواريين نفس الكلام الذي وقع في القرآن الآن أهل السنة لا اقل النظرية التي تدعي بأنّ القرآن كُتب في عهد الصحابة لا في عهد النبي نعم يوجد قول انه بإشراف من؟ بإشراف النبي، كتب في عهده ولكن قولان فالمسألة نظرية أم ضرورية؟ فالمسألة نظرية اجتهادي على أي الأحوال بل من موقف الكنائس المسيحية كلها بعد ذلك ولقرون طويلة ففي هذا الوقت المبكر من المسيحية عصر المسيح تطالعنا الأناجيل بمجموعة إلى آخره.

    تعالوا إلى ما يقوله في صفحة 15 ظهرت المسيحية في فلسطين في عصر كانت فيه السلطة المدنية للرومان والسلطة الدينية لليهود، تنازعت الديانة الوليدة سلطتان متباينتان ومختلفتان في كثير جداً من الأمور، يعني الرومانية واليهودية من جهة والمسيحية من جهة أخرى، الرومانية السلطة السياسية واليهودية السلطة الدينية، وهناك انسجام كامل بينهما، فالمسيحية تعدّ بمنزلة من يريد أن يأخذ عرش اليهودية ويأخذ موقعها فتحارب أو لا تحارب؟ تحاربها عن طريق السلطة وهذه طبيعة التاريخ أن السلطة الدينية تستفيد من السلطة السياسية لقمع أي معارضة دينية، وأنّ السلطة السياسية تستعين بالمشروعية الدينية لقمع أي معارضة سياسية، هذه على سنة التاريخ لا يتبادر إلى ذهنك جديد، من صدر الإسلام في العهد الأموي في العهد العباسي وووو الآن لا أتكلم هذه أمامكم الدول العربية التي حصل فيها ما يسمى الربيع العربي انظروا ماذا حصل وهذا أمامكم العراق انظروا بأنه هذا التماهي بين السلطة السياسية وبين السلطة الدينية، عندما أقول السلطة الدينية ليس مقصودي حوزة النجف أبداً مقصودي الدين أي شريعة، شيعة كانوا أو سنّة، فإنّ السلطة السياسية تحاول أن تستفيد من المشروعية الدينية لأخذ المشروعية وهذه الانتخابات أمامكم انظروا كيف يستفيدون من المرجعية وغير المرجعية والسلطة الدينية تستعين بالسلطة السياسية إذا وجد معارضين دينيين يحرقون مكاتبهم ويغلقون مكاتبهم انتهت القضية، والعراق ببابك انظر إليه هذه سنة الحياة هذه ليست مرتبطة بالإسلام أي دين هكذا.

    يقول لكنهما يعني السلطة السياسية والسلطة الدينية تلتقيان عند شيء واحد هو كراهية المرأة أو بتعبير أدق النظرة الدونية إلى المرأة، ومن المفارقات الغريبة انه على الرغم من أن المسيحية قد أتت بأفكار جديدة وإنسانية عن المرأة يعني المسيح وربما استطعنا أن نقول أنها أنصفت المرأة في  كثير من المواقف على نحو ما نرى، ولكنه تأثرت بالواقع الاجتماعي والديني الذي ورثه عن اليهودية، ولقد ورثت المسيحية عن اليهودية نظرتها إلى الأنثى وما فيها من استخفاف بعقلها وبغض لعواطفها وانفعالاتها واحتقار لجسدها الذي اعتبرته مكمن الداء ومصدر الفساد في المجتمع وأصل الشر في الكون وبداية انحراف السلوك الإنساني مذ بدأ الخلق، ثمّ أضافت إلى آخره…

    ما هي المرأة في رواياتنا؟ شر كلها، المرأة عقرب! المرأة حية! أكثر أهل النار من النساء! وهكذا هذا المنطق هذا الذي جاءنا من اليهودية والمسيحية، لا من الدين اليهودي حتى تقول لي سيدنا هذه شرائع إلهية، لا تخلط أنا أتكلم عن الثقافة اليهودية، يأتيك بعض عوام غير العوام يقول لماذا يقول السيد الحيدري أن كثير من موروثنا يهودي نصراني، اسرائيلي، يكفيك انه أنت تقرأ الثقافة الموجودة.

    ولهذا تعالوا معنا إلى صفحة 34 من الكتاب الذي هو بحث قيّم جداً وهو الخلفية الدينية اليهودية للمسيحية القسم الثاني صفحة 34: وهكذا تنحدر المرأة في التراث اليهودي إلى أدنى مستوى حتى تكاد تقترب من مستوى الحيوانات والأشياء، أيضاً تتذكرون ماذا قرأنا من الحكيم السبزواري في حاشيته على الأسرار؟ باطنها حيوان وبهيمة، صورتها ماذا؟ لماذا؟ حتى يأنس بها الرجل، وإلا لو لا الرجل أيضاً لخلقت على صورة البهائم والحيوانات.

    قال: تقترب من مستوى الحيوانات والأشياء والواقع أن تراث العهد القديم يلخص الوضع المتدني للمرأة في عصره، فقد كان كتّابه رجال عصرهم بالمعنى الدقيق، فمن السذاجة أن نظن انه كان في استطاعتهن إلى آخره.

    أهم خصائص الرؤية المسيحية حتى لا نطيل على الأعزة وإلا الوقت يأخذنا طويلاً أهم خصائص الرؤية المسيحية للمرأة نحاول أيضاً أن نأخذ شخصية تعدّ من المؤسسين للموروث المسيحي، كيف أخذنا في الموروث اليوناني نموذج، هنا أيضاً نريد أن نأخذ ماذا؟ كيف إننا في العالم الإسلامي إذا أردنا أن نأخذ نموذجاً عن الفكر الفلسفي نأخذ ابن سينا أليس كذلك؟ إذا أردنا أن نأخذ نموذجاً عن الفكر الأخلاقي نأخذ الغزّالي الذي أثّر في كل من جاء بعده وهكذا إذا أردنا أن نأخذ نموذجاً عن الفكر الأصولي نأخذ الشافعي وهكذا وهكذا.

    تعالوا معنا إلى هذا النموذج في صفحة 48 وهو القدّيس بولس الذي هو من المؤسسين، في استطاعتنا أن نقول إنما نجده طوال العصور الوسطى بل في الثقافة الغربية بصفة عامة من تركيز على الذكر وحط من شأن الأنثى يضرب بجذور بعيدة في الثقافة اليونانية، يعني في الثقافة الأرسطية، التي كانت تكّن كراهية عميقة للنساء ثم واصلت مسيرتها في الثقافة الرومانية مرتدياً زياً دينياً، وهنا بدأت الخطورة لان الفكر الفلسفي من غير أن يكون مقدساً يبقى فكر فلسفي، أما إذا لبس لباس المقدس فيمكن انتزاعه وأخذه من عقول الناس وقلوب الناس أو لا يمكن؟ وهذه هي خطورة المقدس، خطورة المقدس انه يعطيه بعداً ميتافيزيقياً، بعداً غيبياً، بعداً الهياً، بعداً لا يمكن انتزاعه من قلوب الناس، ليست مجموعة من العادات والتقاليد حتى تتغير من زمان إلى زمان آخر بل هي جزء من المقدس والدين في حياة الناس، مرتدياً زياً دينياً بعد ذلك في العهدين القديم والجديد، ولقد كان القدّيس بولس أو رسول الأمم من طرطوس بآسيا الصغرى كان يهودياً ومن علماء اليهودية ثم صار ماذا؟ يعني مستبصر أم لا؟ نفس الكلام الذي عندنا عند من؟ من اليهود الذين أسلموا في صدر الإسلام، الآن واقعاً اسلموا أو تظاهروا بالإسلام حتى يقضوا على الإسلام من داخله، بأي طريق؟ قال موسى بن عمران، يطردوه من مسجد النبي لابد ماذا يقول؟ (قال رسول الله)، وهو صحابي أو ليس بصحابي؟ عادل أو ليس بعادل؟ بل أعلى درجات من أهل الجنة، فيكذّبه احد أو لا؟ بمجرد أن يريد يكذبه يقول له من أين؟ يقولون فاسق فاجر هذا صحابي، ونفس هذه الآفة والمرض السرطاني سرت إلى أصحاب الأئمة، تقول له زرارة يقول سمعت زرارة من أين كيف كذا أنت تريد تشكك في زرارة؟ انتهت القضية، تريد أن تشكك في يونس أشكك ثم ماذا؟ من باب المثال ليس مقصودي يونس بن عبد الرحمن وليس مقصودي زكريا أبداً، مقصودي بأن هؤلاء بعضهم استبصروا بعضهم كانوا كذا بعضهم عوام بعضهم جهلة بعضهم كذا، إذن من حقي أن اشكك فيهم، هذا ليس تشكيك في الأئمة ولا في قدسية الأئمة ولا في سنة الأئمة، أبداً على أي الأحوال.

    قال ومعنى ذلك انه كان يحمل معه التراث اليهودي عندما صار مسيحياً، الآن أصلاً نحمله على الصحة بيني وبين الله بمجرد أن قال أشهد أن عيسى رسول الله يعني كل موروثه زال منه! محال هذا، أي منطق هذا؟ وهكذا أصحاب النبي يعني بمجرد قالوا اشهد أن محمد صلى الله عليه وآله رسول الله يعني كل موروثه الجاهلي ماذا؟ هل هي كبسولة حتى بمجرد أن يبلعها كل شيء يزول عنه؟! أم هو ثوب حتى ينزعه يلبس ماذا؟ هذه منظومة عقائد، خصوصاً على مباني الفلسفة اتحاد العقل والعاقل والمعقول، أصلاً تزول عنه أو لا تزول عنه؟ لا تزول عنه.

    يقول كان يحمل التراث اليهودي واليوناني معاً عندما ذهب إلى أورشليم كما كان حبراً من أحبار اليهود تربى في مدارسهم وتشبّع بمبادئهم وعاداتهم وحفظ طقوسهم وشعائرهم، حتى قبل أن يصبح تلميذاً للفريس اليهودي الحكيم جماليل الذي واظب على دروسه في أورشليم القدس طيلة خمسة عشر عاماً، الآن قضية لطيفة جداً يذكرها يقول وفي هذه الفترة وقع في غرام ابنه أستاذه الجميلة، وأراد الزواج منها لكنها رفضته، ومن الباحثين من يعتقد أننا أمام خيط واضح يفسر كراهيته  للمرأة، هذه العقدة النفسية شكّلت له سبباً لان ينظّر لأي شيء؟

    ومن هنا بسم الله الرحمن الرحيم نقطة أول الكتاب من منّا يدرس الأحوال النفسية للرواة حتى نعرف ما هي عقدهم النفسية والذي ينقلون الروايات على أساس ماذا؟ مشاكلهم النفسية، يوجد هكذا بحث عندنا في علم الرجال؟ سيدنا الشهيد عنده بحث قيّم يقول إذا أردنا أن نعرف الراوي لابد أن نذهب إلى عمله، فإذا وجدناه انه كان عنده طيور يبيع طيور، فإذا نقل روايات في ثواب حفظ الطيور لابد أن نعرف ماذا؟ لماذا؟ لأن هذا يجر، ولو ليس عمداً أصلاً يتخيل إليه انه سمع من الإمام الصادق أصلاً لا أريد أقول بالضرورة فاسق فاجر، ولكن بطبيعة الحال هذا، إذا هو جمّال إذن لابد يذكر ماذا؟ أي عمل ثواب فيه؟ والآن على نفس الأصل، هذه أسباب تشكيكية أنا لا أتكلم بقالة، الآن الطرف الآخر بيني وبين الله لا يفهم هذه ليست مشكلتي، أنا مشكلتي هذه مبانيّ الذي عنده إشكال عليّ فليتفضل مشكوراً، ولهذا عنده حاشية هذا ليس جزافاً لأنه هو محقق في هذه المجالات.

    ولهذا في الحاشية يقول بناءً على المبدأ المشهور في علم النفس الذي يقول أن الكراهية الشديدة لشيء لابد أن تكون ناتجة في الأصل عن حب شديد لشيء كان يحب شيئاً شديداً وما استطاع أن يحقق تلك الرغبة فماذا يفعل؟ يحوّل ذلك الحب إلى حقد وكراهية قال إلى عن حب شديد لم يشبع، أو رغبة عنيفة لم تتحقق، وتمّ إحباطها سوف نجد لهذا المبدأ أمثلة كثيرة طوال هذا الكتاب، الآن لا أريد اطبقها، هؤلاء الذين بالأمس ماذا كانوا يقولون عن أبحاثنا اليوم ماذا يقولون انتم طبقوا عليهم القواعد النفسية لتصلوا إلى نتائج.

    هذا أصل في علم النفس لمن يقرأه يفهم ما أقوله جيداً، قال وفي هذه الفترة وقع في غرام لكن رفضته فقد تكون هذه الخبرة السيئة التي مرّ بها في هذه الفترة قد ترسبت في أعماقه وجعلته حريصاً أشد الحرص أن يذكر النساء بصفة مستمرة بأوضاعهن الدنيا أنها أدنى بالنسبة إلى الرجل، إلى أن يأتي إلى بحث مفصل يقول: هذا التراث الاجتماعي اليوناني اليهودي هو الذي شكّل أفكار القديس بولس عن النساء وهي أفكار كان لها اثر قوي في تشكيل فكر الكنيسة المسيحية الأولى ثم في العصور الوسطى بعد ذلك عن المرأة، والواقع أن هذه الأفكار تحولت لتصبح القاعدة الأساسية للشكل الاكلروسي لعداء المرأة، بل كثيراً ما نهل منها الفلاسفة من آباء الكنيسة وفقهاء الكنيسة ولاهوتي القرون الوسطى.

    سؤال: ما هي أهم خصائص فكر بولس عن المرأة هذا إن شاء الله إلى بحث غد.

    عوداً على بدء، تتذكرون ماذا قلنا في الإمامة؟ قلنا توجد أركان أربعة:

    الركن الأول (وأهم ركن هو) العصمة، وما أدراك ما العصمة؟ أساساً لو أردنا أن نلخص الإمامة في كلمة واحدة فنقول ماذا؟ عصمة خلص لماذا؟ لان كل الآثار الأخرى تترتب على ضرورة العصمة، ولهذا إن شاء الله تعالى سأقف عندكم النص ليس لأجل إثبات الخلافة السياسية، النص لإثبات أن هذا الشخص ما هو؟ لماذا؟ لأن العصمة أمر يمكن إدراكه بالحس أو لا يمكن إدراك العصمة بالحس؟ فيحتاج إلى ماذا؟ إلى نص، وهذا من الأخطاء الشائعة في الفكر الشيعي، يتصورون أن النص يراد به النص على ماذا؟ أبداً، يوجد عندنا نص واحد يقول نعم ورد عندنا رواية عن الإمام السجاد ولا يكون المعصوم إلا منصوصا فقد هذه الرواية موجودة عن الإمام السجاد، أن النص مرتبط بمقام العصمة، نعم إذا وجد المعصوم وكان ظاهراً فهل يوجد أولى منه للحكم أو لا يوجد؟ أولوية عقلية، إذا كان المعصوم علماً وعملاً موجود تصل النوبة إلى غير المعصوم أو لا تصل؟ لا تصل تقول لي الآن ماذا؟ أقول باعتبار انه فُقد الركن الثاني، وهو انه الإمام المعصوم ظاهر أو ليس بظاهر؟ ليس بظاهر، وإذا ثبتت عصمته ثبت لولاه لساخت الأرض بأهلها، وإلا لا تسيخ الأرض بوجود عالم وإنما بوجود إنسان كامل كل أركان الإمامة مرتبطة بنظرية العصمة.

    سؤال: ما هو رأي علماء أو بعض علماء الامامية في مسألة العصمة؟ وهل أنّ العصمة شرط في أن يكون الإنسان شيعياً اثنا عشرياً أو ليس شرطاً في ذلك؟ لا انك تعتقد أو لا تعتقد، اعتقد أنت بالعصمة ولكن الكلام هل هو شرط في التشيع أو ليس شرطاً في التشيع؟ أنت من حقك أن تقول أنا معتقد أن الأئمة معصومون، وأنا اعتقد ذلك، ولكنّه هل هو شرط يعني من أنكر عصمة الإمام خرج عن التشيع؟ هل هو شرط في التشيع أو ليس شرطاً؟ من قبيل الاعتقاد بعلم غيب الأئمة؟ هل الأئمة يعلمون الغيب أو لا يعلمون الغيب؟ هل يعلمون بالموضوعات أو لا يعلمون بالموضوعات؟ وعبارة السيد الخوئي في صراط النجاة القدر المتيقن في غير الموضوعات، هذا ليس معناه أن السيد الخوئي يريد يقول أنا لا اعتقد، يريد أن يقول هو شرط للتشيع أو ليس شرطاً؟ ليس شرطاً، لا أن الأئمة لا يعلمون الموضوعات ولكن يسألوه هل هذا شرط أو ليس شرط؟ الاعتقاد بالولاية التكوينية شرط في التشيع أو ليس شرطاً في التشيع؟ العصمة شرط في التشيع أو ليست شرطاً في التشيع؟ أنا أريد أن أقف هنا عند كلمات ثلاثة من الأعلام وليسوا أناس عاديين: الأول هو الشهيد الثاني، الثاني هو السيد بحر العلوم، الثالث هو الشيخ الأنصاري، تريدون أعلام اكبر من هؤلاء؟ أنا لا أريد أقول لا يوجد قول آخر ولكن أقول هذا القول أيضاً موجود.

    أما الشهيد الثاني تعالوا معنا إلى الشهيد الثاني مجموع الرسائل كما قلت هذه الطبعة الحجرية في رسالته المعروفة بحقائق الإيمان للشهيد الثاني، يقول بأنّه الأصل الأول في المعارف التي يتحقق بها الإيمان الأول معرفة الله، الثاني التصديق بعدله، الثالث: التصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، سؤال: بماذا يتحقق التصديق بنبوته؟ القول الأول أن تعتقد انه مرسل من قبل الله سبحانه وتعالى، لا إشكال وإلا نبي أو ليس بنبي؟ ليس بنبي، وهل يشترط الاعتقاد بأنّه معصوم أو يكفي الاعتقاد بأنه صادق؟ نتكلم في رسول الله، الأصل الثاني التصديق بنبوته وبجميع ما جاء به.

    وتعالوا معنا في صفحة 58 من هذه الرسالة يقول: وهل يعتبر في تحقق الإيمان التصديق بعصمته وطهارته وختمه الأنبياء بمعنى لا نبي بعده وغير ذلك من أحكام النبوات وشرائطها أو لا يعتبر؟ الآن أنا عندي كلام بالعصمة، عصمة من؟ النبي الذي هو الأصل الثالث، يقول: يظهر من كلام بعض العلماء ذلك، إذن المسألة ضرورية أم نظرية؟ نظرية، الآن بعض العوام يقولون السيد الحيدري لماذا يتكلم في عصمة الأئمة، أنت لم تقرأ، جاهل ماذا افعل لك؟ الشهيد الثاني يتكلم في عصمة من؟ يقول ضرورية أو ليست ضرورية؟ يقول بعض العلماء قالوا يشترط ذلك، يعني إذا لم تعتقد بعصمة النبي أنت مسلم أو لست بمسلم؟ مؤمن أو لست بمؤمن؟ الآن اذهب للحوزة وقل أنا لا اعتقد بعصمة النبي ماذا يفعلون لك؟ هذا ليس كلامي، قال: يظهر من كلام بعض العلماء ذلك، حيث ذكر أن من جهل شيئاً من ذلك خرج عن الإيمان، ويحتمل الاكتفاء بما ذكرناه من التصديق بها إجمالاً، مرسل من قبل الله انتهت القضية، معصوم أو ليس بمعصوم؟ قل لا ادري، نبوته ختمت أو لم تختم؟ قل لا اعلم، هذا مؤمن أو ليس بمؤمن؟ يقول يوجد قولان، هذا في من؟ في النبي.

    الآن تعالوا معنا إلى الأئمة، بعد ذلك يقول الأصل الرابع التصديق بإمامة الاثني عشر الإيمان بالمعنى الأخص، يقول لكي يكون مؤمناً بالمعنى الأخص لابد أن يعتقد بالأئمة الاثني عشر.

    يقول: فهل يعتبر في تحقق الإيمان أم يكفي اعتقاد إمامتهم ووجوب طاعتهم في الجملة؟ فيه الوجهان السابقان في النبوة، ويمكن ترجيح الأول، يعني أن يعلم أنهم أئمة منصوبون، معصومون يعرف ترتيبهم، أسماءهم كل الخصائص لابد يعرفها هذا العلم التفصيلي بالأئمة، واحتمال آخر يوجد يقول ويمكن ترجيح الأول يعني العلم التفصيلي بالعصمة والنصب هذه الأربعة الخمسة التي اشرنا إليها الذي دل على ثبوت إمامتهم …… وليس بعيداً يعني من القريب ذلك وليس بعيداً الاكتفاء بالأخير، الأخير يعني المعرفة الإجمالية وإن لم يكن فيها اعتقاد بالعصمة، وليس بعيداً الاكتفاء بالأخير هنا لا يترك القضية يفصّل على ما يظهر من حال جلّ رواتهم ومعاصريهم، جلّ رواة الأئمة لم يكونوا يعتقدون بماذا؟ شيعة أو ليسوا شيعة؟ (بناء على الذي عندنا شيعة أو ليسوا بشيعة) فكلهم نواصب؟ أتحدى الجميع أن يجيب على هذا، إلا أن يفسّقوا الشهيد الثاني يقولوا هذا لا يفهم، ونحن قرأنا الروايات فلا يحتاج ولكن هذا شاهد على انه فهم ما فهمناه، قال يظهر من حال جلّ رواتهم ومعاصريهم من شيعتهم في أحاديثهم، فإنّ كثيراً منهم ما كانوا يعتقدون عصمتهم، أبداً، ولا كانوا معتقدين بالعصمة وكانوا شيعة أو لم يكونوا شيعة؟

    إذن بسم الله الرحمن الرحيم من لم يعتقد بعصمة الأئمة شيعي أو لا؟ أفتونا مأجورين، يجرأ احد أن يقول هذا شيعي، لكن الشهيد الثاني ماذا يقول؟ يقول شيعي، نعم هذا هو الحد الأدنى من التشيع، وفوقه ماذا؟ درجات، أنت تقول ثبتت عصمته موفق إن شاء الله لا أريد أقول متواطئ التشيع حتى تقول لي هذا، التشيع له مرتبة أو عشرة مراتب، مئة مرتبة، أدنى المراتب أن يعتقد أنهم افترض الله طاعتهم على الخلق ولا يجوز المصير إلى غيرهم في الطاعة، أبداً لابد أن نطيعهم يعني بعبارة أخرى أن نأخذ الدين بعد النبي من علي وأولاد علي هذا هو الحد الأدنى، قال ما كانوا يعتقدون عصمتهم لخفاء العصمة عليهم، إذن يتكلم في مقام الإثبات أم مقام الثبوت؟ مقام الإثبات لا مقام الثبوت، نحن لا ننكر عصمتهم واقعاً لخفاءها عليهم، بل كانوا يعتقدون أنهم علماء أبرار يعني نظرية عبد الله بن أبي يعفور التي قرأناها فيما سبق، بل كانوا يعتقدون أنهم علماء ابرار يُعرف ذلك، من أين تقول ذلك؟ يقول انظروا إلى تراجمة رواة الأئمة يقولون أنهم من العدول، والعادل يعني مؤمن بالأئمة أو ليس بمؤمن؟ مرة نقول ثقة ومرة نقول عادل، ما هو تعريف العادل؟ العادل الذي يؤمن بهم، مع انه لا يؤمن بعصمتهم، ولهذا هو يقول وذلك من تتبع سيرهم وأحاديثهم، وفي كتاب أبي عمر الكشي جملة مطلعة … مع أن المعلوم من سيرتهم مع هؤلاء أنهم كانوا حاكمين بإيمانهم بل عدالتهم، يعني مؤمن بالمعنى الأخص أو ليس بمؤمن؟ يعتقد بالعصمة أو لا يعتقد؟ لا يعتقد.

    سؤال: إذا آمن ببعضهم دون البعض الآخر هذا شيعي أو ليس بشيعي؟ يقول شيعي، إن شاء الله يأتي هذا في العدد مثل زرارة، زرارة بيني وبين الله كان معتقداً بستة إلى الإمام الصادق، بعد الستة إلى الثاني عشر يعرفهم أو لا يعرفهم؟ أصلاً لا يدري من هم، إذن مات ميتة جاهلية زرارة أم مات مؤمناً؟ نعم يقيناً إذا كان سامع روايات الاثني عشر وكان معتقد بها كافي أن يضع الكتاب كما فعل وضع القرآن على صدره قال من جعلته إماماً فقط ماذا؟ فهل يكفي للاعتقاد بالحجة هذا المعنى أو لا يكفي؟ هذا بحثه إن شاء الله يأتي هذا كلام الشهيد الثاني.

    تعالوا معنا إلى السيد بحر العلوم، العبارة مهمة جداً يقول وادعى أن ذلك بعد أن ينقل السيد بحر العلوم فوائد الرجالية رجال سيد بحر العلوم المجلد الثالث صفحة 220 يقول وكلامه رحمه الله وإن كان مطلقا كلام من؟ كلام الشهيد الثاني لكن يجب تنزيله على تلك الاعصار، يعني اعصار الأئمة، إذن العصمة الاعتقاد بالعصمة في أعصار الأئمة قرنين ونصف وثلاثة كان ضروري أو لم يكن ضروري؟ كان واضح أو لم يكن واضح؟ كان بديهي أو لم يكن؟ في عصرنا قد يكون كذلك، ولكن في ذلك الزمان كان، كانوا شيعة أو لم يكونوا شيعة؟ التي يحتمل فإنّ الأمر قد بلغ فيها دون ما بعدها من الأزمنة يقول أما في زماننا فصار ضرورياً.

    سؤال: مثل هذه الضرورة حجة أو ليست حجة؟ مع أنها ضرورة متأخرة عن من؟ معاصرة للائمة أم متأخرة عن الأئمة فحجة أو ليست بحجة؟ بيني وبين الله الذي يدعي الضرورات التي حصلت بعد عصر الأئمة أيضاً حجة عليه الدليل أنا لم يثبت عندي بأي دليل أن الضرورات الحادثة حجة، هذا السيد بحر العلوم وأما الشيخ الأنصاري الذي هو أهمها جميعاً في عقيدتي لأنه هذا الرجل متوفى 1281 وهو فقيه قبل أن يكون متكلماً وما يستطيع احد يقول والله هذا ذوقه الفلسفي أثّر عليه ذوقه العرفاني أثّر عليه، لا هذا ذوقه ماذا؟ فقيه في فقيه في تسعين مرة فقيه، ولا تستطيعون أن تشككون في فهم الشيخ الأنصاري.

    تعالوا معنا الى صفحة 565 ويكفي في معرفة النبي معرفة شخصه بالنسب المعروف المختص به، حتى يتبعه إذا لم يعرف شخصه فكل واحد يدعي النبوة لابد أن يتبّعه والتصديق بنبوته، لا يقول نابغة لا يقول فيلسوف يقول مرسل من قبل الله، وصدقه انه هذا الرجل صادق أم كاذب؟ لأنه إذا كان كاذب لا يمكن أن تأتمنه على شيء أما تعتقد انه صادق، قد تقول سيدنا أصلاً الصدق يلازم العصمة، فلا يعتبر في ذلك الاعتقاد بعصمته، إذن الصدق هنا مساوٍ للعصمة أو اعم من العصمة؟ أعم، إذن الصدق هنا يعني مطابق للواقع أو اعم من المطابقة للواقع؟ اعم، أعني كونه معصوماً بالملكة من أول عمره إلى آخره، الآن إذا ثبت لك انه معصوم هنيئاً ماذا؟ هذه درجة جديدة هذا أصل الإيمان أم كمال الإيمان؟ كمال الإيمان، الآن لو اعتقدت انه أعلى درجات العصمة هذه أكمل درجات الإيمان نحن لا نتكلم في مراتب الإيمان نتكلم في أصل الإيمان، إذن فتخلص في جملتين سيدنا أفتونا ماذا تقولون؟ هل أنكم تعتقدون بعصمة النبي والأئمة؟ الجواب نعم اعتقد يعني الشيخ الأنصاري لو تسأله تقول له شيخنا أنت معتقد بعصمة النبي ماذا يقول؟ يقول أنا غير معتقد؟ لا قطعاً أنا معتقد، ولكن سؤال آخر علمي اسأله أقول له وهل يشترط لمن يريد أن يكون مؤمناً أن يعتقد بعصمة النبي أو لا يشترط؟ يقول لا لم يثبت، إذن لا تخلطون بين اعتقاد الشيخ الأنصاري وبين شرطية العصمة للإيمان، سيدنا تعتقد بعصمة النبي؟ نعم، تعتقد بعصمة الأئمة؟ نعم، سيدنا شرط في التشيع الاثني عشري أو ليس شرطاً؟ لا اقل مسألة اختلافية، يعني اجتهادية قد شخص يقول شرط وشخص يقول ليس شرطاً، أنا من أولئك الذين أقول ليس شرطاً؛ لأنه لم يثبت دليل على انه شرط في التشيع لا انه لم يثبت دليل على أنهم معصومين، إنهم معصومون جزماً عندي ولكن هذا بحث ولها شرطية الإيمان بحث آخر هذا هو الأصل… فإذا لم يتم دليل على العصمة فالنص شرط أو ليس بشرط؟ يأتي بحثه إن شاء الله والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/03/13
    • مرات التنزيل : 1636

  • جديد المرئيات