نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (88) – محاولة لعرض رؤية أخرى

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    ذكرنا في الأبحاث السابقة أن الرؤية حول المرأة والموقف من المرأة يمكن أن يبحث عنه بالنحو التالي: تارة يبحث عن الموقف من المرأة تكويناً تشريعاً، أخلاقاً، اجتماعياً ونحو ذلك، يبحث عنه في منظومة النصوص القرآنية، نحن والنص القرآني، وكأنه لا يوجد عندنا أي نص آخر، أول ما نأتي نقول ماذا يقول القرآن عن المرأة؟ هل هي ـ المرأة ـ مثل الرجل أو تختلف عن الرجل؟ اختلافها عن الرجل تكوين، اعتبار ونحو ذلك أم مسائل أخرى؟ هذه المسائل لابد أن تحل في منظومة النص القرآني هذه الدائرة الأولى أو المصدر الأول.

    المصدر الثاني أو الدائرة الثانية هو انه نبحث عن الموقف من المرأة وفقه المرأة وبحوث المرأة في النصوص الروائية، على المباني النصوص الروائية المعتبرة لمن يعتبر السند، النصوص الروائية في الكتب المعتبرة لمن لا يعتقد كثيراً بالسند وإنما يقول لابد أن يكون الكتاب معتبر، كما هو الآن متعارف في كثير من دوائر المعرفة الدينية تجد بأنه عندما ينقل عن الشيخ الصدوق لا يهمه كثيراً السند، ولهذا ذهب جملة من الأعلام إلى انه إذا الصدوق أرسل فمراسيل الصدوق حجة هذا معناه انه يعتمد السند أو لا يعتمد السند؟ لا يعتمد السند يعتمد الشيخ الصدوق يعتمد اعتبار الكتاب ونحو ذلك ولهذا نحن الآن لا ندخل في التفاصيل المهم مداره على النص الروائي يريد أن يعرف ما هو الموقف من المرأة؟ ما هي الرؤية التي يقولها الإسلام عن المرأة؟ تقول من أين تريد أن تستنبط؟ يقول من النصوص الروائية، هذا المورد الثاني أو الدائرة الثانية.

    الدائرة الثالثة بغض النظر موقفه الدائرة الأولى أو الدائرة الثانية يضيف إلى ذلك فهم العلماء أيضاً، يقول أن العلماء هكذا فهموا من الآية المباركة أن العلماء فهموا من النصوص الروائية، تقول له بأنّه الرواية لا تدل على ذلك يقول لا استطيع أن اقبل أن ألف سنة من العلماء اشتبهوا وفهمي هو الصحيح، وهذا هو الذي يعبر عنه بالاجماعات أو يعبر عنه بالمسلمات يعبر عنه بالضروريات، الرواية غير مكتوب عليها وهذا ضروري، هذا وهذا ضروري استنباط العالم ويرتب عليه الأثر، يقول أُدعي التسالم عليه، هذا التسالم قرينة متصلة بالآية لا يوجد، قرينة متصلة بالرواية؟ لا يوجد، إذن من أين جاء هذا التسالم هذا فهم العلماء أو وأُدعيت الاجماعات المنقولة والمحصلة، جيد مكتوب بجنب الرواية أو الآية إجماع أو ليس مكتوب؟ ليس مكتوب، هذه كلمات مرتبطة بفهم العلماء وهذه هي الدائرة الثالثة وهي لعله في نظري طبعاً أتكلم لا من الناحية النظرية، من الناحية النظرية يقولون لا نحن من المجتهدين، ولكنه واقع الحال من الناحية العملية يخرج عن إطار المسلّمات والمشهورات والاجماعات والضروريات والتسالمات ووو أو لا يخرج عنها؟ لا يخرج، الآن جملة من المطالب التي نحن نطرحها لا يوجد إشكال من الآية أو الرواية عليها، الإشكال عليها من أين؟ يقولون هذا خلاف إجماع العلماء هذا خلاف الضرورة هذا خلاف التسالم، إذن يستندون إلى ماذا؟ يستندون إلى الدائرة الثالثة إلى المصدر الثالث وهو فهم العلماء، وهذا ليس خاصاً في الإسلام في المسيحية أيضاً هكذا في اليهودية أيضاً هكذا أصلاً في جميع الملل والنحل، إلهية كانت أو أرضية هذا الكلام موجودة هذه الدائرة الثالثة.

    الدائرة الرابعة هو الواقع الاجتماعي الثقافة التي تحكم الناس، يعني أنت لو سألت بأنّه ما هو هذا؟ من أين جاء؟ بماذا تستدل في كثير من الأحيان؟ تقول السيرة العقلائية السيرة العقلائية ما هي هذا دليل شرعي؟ لا في نفسه ليس دليل شرعي نعم إمضاء الشارع يجعله يعني مرتبط بعادات، بتقاليد، هذا الذي يستند إليه في العرف هي يقال: العرف، العرف، العرف، العرف، العرف ما هي؟ يعني الثقافة التي عليها الناس، سيرة المتشرعة، السيرة المتشرعة يعني الثقافة السائدة بين المتدينين أحسنتم لا يوجد شيء آخر، وفي كثير من الأحيان أنّ العالم يعني الدائرة الثالثة يأخذ دليله من أين؟ بدل من أن يعطيهم الدين يأخذ الدين منهم ولكنّه بفذلكة علمية بهذا الشكل وإلا واقع الأمر من أين يستنده إلى الناس.

    ولهذا الآن بعد ذلك تأتي خطورة هذا الأمر الثالث والأمر الرابع طبعاً الثاني أيضاً فيه خطورة كبيرة، الأول أيضاً فيه مخاطر ولكن من أخطرها هذا الرابع وسأُبين لماذا بعد ذلك.

    هذا ما أشرنا إليه ويكون في علم الأعزة ليس البحث هذا أصل معرفي أحفظوه في علم الأصول لم يبحثوه في علم الأصول، في نظرية المعرفة لم يبحثوه ولكن انتم لابد أن تبحثوه وهو أنّه أنت عندما تدخل إلى أي مفردة دينية أي قضية، عصمة الأنبياء سؤال بماذا تريد أن تستدل؟ مرة مدارك على الدائرة الأولى المصدر الأول وهو القرآن والقران فيه عصمة الأنبياء أو ليس فيه عصمة الأنبياء؟ لو كان واضح فيه عصمة الأنبياء كنا نضطر أن نكتب تنزيه الأنبياء أو لا نضطر؟ لماذا اضطررنا نكتب ماذا؟ لأن ظواهر جملة من الآيات ان العصمة ليست ثابتة، يعني أوضح من كلمة وعصى آدم عصيان واضح أنت اذهب إلى انه ترك الأولى ليس عالم التكليف هذه كلها من الآية أم فهمك؟ هذا فهمك، وهكذا باقي الأنبياء كل الأنبياء في القرآن، واستغفر لذنبك، الآن تقول والذنب ليس متواطئاً بل مشككاً ولكل مرتبة هذه آية أم فهم؟ هذا فهمك هذه مبانيك لا أريد اناقش انه ليس من حقك ولكن أريد أقول بأنّه أنت لو كنت والعرف ببابك العرف ماذا يقول؟ صريح، ليغفر لك وعشرات بل مئات الآيات القرآنية، ومن هنا تجدون اغلب علماء المسلمين ذهبوا إلى عصمة الأنبياء أم إلى عدم عصمة الأنبياء؟ إلى عدم عصمتهم، إلا في ما يتعلق بالتشريع والوحي ووو إلى غير ذلك وإلا ما زاد عن ذلك ماذا قالوا؟ بل جملة من علماء الامامية أيضاً كالشيخ الصدوق والطبرسي وغيره قال يسهو ويخطئ إلى آخره هذا كله قالوه، أنت والنص القرآني استخرجوا لنا آية في عصمة الأنبياء، واطمئنوا سيقطعون هذا يقولون السيد يقول لا توجد عصمة، الآن اترك البحث العقلي والبحث الروائي والسيرة والمسلّمات والاجماعات والضرورات هذه المصادر الثلاثة الباقية، أنت والنص القرآني وهذا ما اشرنا إليه في أبحاث سابقة قلنا نحن والنص القرآني يخرج منه شيء أو لا يخرج؟ لا نص يخرج منه الذي هو من أهم مسائل الإمامة عند الشيعة، ولا عصمة يخرج منه ولا استمرارية يخرج منه ولا حياة الثاني عشر يخرج منه، الذي عنده فليأتي بها، ولكن لا يقول ولا رواية قال هكذا فسرت الآية بالكذائية ليس له معنى هذا، هذا بعد استناد إلى الآية أم استناد إلى الرواية؟ استناد إلى الرواية هذا حتى لبيان المصداق، لأنه نحن ذكرنا هذا المعنى قلنا انه قدر نظرية تكون في الآية القرآنية ولكن المصداق جاء من أين، الآن نحن والنص القرآني لو فرضنا نحن والنص القرآني لا يوجد عندنا شيء آخر ماذا نفعل؟

    إذن أعزائي عندما تأتي إلى الموقف من المرأة لابد انه ابحث معك هذا البحث انه أنت أين مصدرك؟ هذا مرتبط بعلم أصول الفقه علم أصول الاستنباط يعني مفتاح من مفاتيح عملية الاستنباط، وهو انه ما هي المحورية؟ المحورية للنص القرآني، المحورية للنص الروائي، فهم العلماء له دور أو ليس له دور؟ السيرة العقلائية والسيرة المتشرعية والعرف لها دور أو ليس ماذا؟ هذه كلها لابد أن يتضح .

    وهنا لابد أن أشير إلى الأعزة بنحو الكبرى الكلية عندما ندخل في المفردات سيتضح لأنه أنا قلت في أول هذه السنة بأنه هذا البحث طويل الذيل لا يتبادر إلى الذهن انه نحن في سنة واحدة نستطيع أن ننتهي ولا تستغربون باعتبار أن المرأة نصف المجتمع، إذا كان كتاب الصلاة يحتاج له عشرين سنة وقت لا اقل أبحاث المرأة تحتاج إلى خمسة سنوات، يكون في علمكم بشكل كلي هذا أقوله وتطبيقاته إن شاء الله بعد ذلك سيأتي، وهو انه كلما ابتعدنا عن النص القرآنية ازدادت السلبية وهضم حقوق المرأة ، وكلما اقتربنا من النص القرآني نجد أن ذلك البعد السلبي موجود في النص القرآني أو غير موجود؟ غير موجود، هذا أصل كلي، طبعاً يكون في علمكم ليس فقط في مفردة المرأة، كثير من المفردات هكذا.

    ولهذا افتح لي قوس صغير سؤال أنت شيعي أم لست بشيعي؟ إن شاء الله شيعة أي تشيع منه؟ هل التشيع متعدد؟ الجواب مرةً تشيعك قرآني ومرةً تشيعك روائي ومرة تشيعك علمائي ومرة تشيعك عرفي هذا الموجود على المنابر، المنابر ماذا يعطون للناس أي تشيع؟ عموم المنابر يوجد علماء بيني وبين الله افترض الشيخ الجوادي يصعد المنبر هذا منبر ولكن منبر قرآني منبر علمائي، ولكنه عموم المنابر أي تشيع موجود فيه؟ التشيع والعرف ببابك سؤال أنت أي شيعي؟ وإذا وفقنا إن شاء الله تعالى سنقف عند الأعزة ما هي خصائص التشيع المستفاد من القرآن ما هي خصائص التشيع المستفاد من الرواية من النصوص الروائية؟ ما هي خصائص التشيع المستفاد من فهم العلماء وما هي خصائص التشيع المستفاد من العرف، ستجد بأنه ليس واحد فإذن التشيع واحد أو متعدد؟ واقعه متعدد والذي لا يفهم واقعاً لا يفهم ابجديات المعارف واقعاً لا يعرف ابجديات المعارف.

    من هنا يتذكر الأعزة في الأبحاث السابقة نحن دخلنا لمعرفة أنّه تأثير الثقافات التي جاءت من الأمم السابقة على الثقافة الإسلامية في موقفها من المرأة وذكرنا بأنه أفلاطون ماذا كان يقول أرسطو ماذا كان يقول؟ والمسيحية ماذا قالت؟ ولم ندخل عند أهم خصائص الفكر المسيحي حول المرأة، إن شاء الله سأبين توجد خصوصيتان أو ثلاث خصائص إن شاء الله سأبينها في الوقت المناسب، وبعد ذلك ـ هذه فهرسة البحث ـ سنأتي إلى موقف الثقافة العربية التي عبّر عنها القرآن الكريم بالجاهلية الأولى، موقف الثقافة العربية من المرأة، وهؤلاء هم الذين صاروا مسلمين، ونقلوا إلينا الروايات وفهم المسلمين الآن من الإسلام إنما هو بتوسط الصحابة، والصحابة هم الذين كانت لهم ثقافتهم وموقفهم من المرأة، ولكن يبقى هذا السؤال وهذه علوم النفس تثبتها وهو انه الإنسان اليوم أنت اليوم أنت على المذهب ألف وتحمل مجموعة العقائد ومجموعة الثقافات ومجموعة السلوك والعادات والتقاليد وووو غداً تبدل دينك بينك وبين الله يعني تتصورون بمجرد أنا قلت اشهد أن لا إله إلا الله وصرت مسلماً يعني كل منظومته الفكرية الثقافية، السلوكية كلها تتبدل أو لا يمكن أصلاً، اذهبوا إلى علوم النفس تبقى بعض الأمور مؤثرة على الإنسان لمدة عشرين سنة ثلاثين سنة، خمسين سنة، أليس كذلك؟ هذا عندما يسلم كل ثقافته يأتي بها إلى الإسلام.

    الآن سؤالي هنا إذا تتذكرون قلنا بأنه فيما سبق هذه المحاور في الدرس 85 قلنا بأنه أساساً تأثير الثقافات غير الإسلامية على الثقافة الإسلامية إنما يكون ضمن المحاور التالية:

    المحور الأول العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية.

    المحور الثاني: الفهم الذي يقدّمه علماء المسلمين لفهمهم الآية أو الرواية، أصلاً افترض الرواية ماذا؟ الآية صادرة آية قرآنية صدرت من الله والرواية قطعاً صدرت من النبي، ولكنه أنا سمعتها من النبي أم اسمعها بتوسط فهم الراوي، الذي هو النقل بالمعنى يعني فهم الرواة، فهم العلماء، إذا صرنا في مقام الاستنباط هذا المحور الثاني، المحور الثالث النصوص الروائية التي جاءتنا من الآخرين المعبر عنها بالإسرائيليات الآن واحد بالمئة أو تسعين في المئة، المهم يوجد اتفاق على أصل القضية المحور الرابع وهي المفردات القرآنية التي فيها قراءات متعددة لماذا أن العالم يرجّح هذه القراءة ولا يرجّح تلك القراءة لماذا؟ لماذا ميله العلمي إلى الاتجاه ألف لا إلى الاتجاه باء هذا من أين لماذا؟

    في هذا اليوم أريد أن أقف عند هذا المحور الثاني فهم العلماء الذي هو الركن الثالث الذي وقفنا عنده وهو على مستوى فهم العلماء والمفسرين والفقهاء والمتكلمين للنصوص القرآنية والنصوص الروائية، هذه القضية قضية مرتبطة بنظرية المعرفة، يوجد بحث مهم في نظرية المعرفة وهو انه أي حقيقة من الحقائق أنا إنما أريد أن افهمها لا استطيع أن ارتبط بها بشكل مباشر وإنما ارتبط بها من خلال الذهن، ولهذا أنت تقول عندي معلوم بالذات وعندك معلوم بالعرض فأنت المعلوم بالعرض يعني الحقائق الخارجية من أقول حقائق خارجية يعني أما وجودات خارجية وأما ألفاظ وأما أفعال أياً كانت في النتيجة أنت هذا الذي تكلم انطبع من كلامه شيء في ذهنك، وعند ذلك قلت أن فلان يريد المعنى الكذائي، إذن توجد واسطة هذه في العلوم الحصولية، وأما في العلوم الحضورية في محلها توجد واسطة هذه الواسطة هي ماذا؟ هي الذهن، ولهذا عندك معلوم بالعرض في الخارج، وعندك معلوم بالذات في الذهن، وأنت تتعرف على المعلوم بالعرض من خلال المعلوم بالذات يعني الصورة المنعكسة في الذهن.

    هنا يوجد سؤال في نظرية المعرفة، وهو: ما هو دور الذهن في عكس وفي إيصال الحقائق إلينا؟ هل هو أمين أو ليس بأمين؟ ما معنى أمين أو ليس بأمين؟ بمعنى انه يقع فيه فعل وانفعال ويعكس إلينا الحقيقة أو لا أصلاً ليس له دور إلا كالمرآة يعكس الحقيقة كما هي عليه في الواقع، أي منهما؟ ليس أميناً!!!! أعوذ بالله على ماذا إذن تطمئن؟ يصير سفسطائي يصير نسبي يصير تشكيكي إلى آخره مع الأسف الشديد واقعاً أساتذة الحوزة علماء الحوزة أصلاً ما ادري ملتفتين أو ليسوا بملتفتين في الأعم الأغلب أنا احملهم على حسن الظن ليسوا بملتفتين أصلاً وإلا هذه القضية لابد أن يحلوها، انه أنت عندما يأتيك نص قرآني اقرأ النص لماذا يفهم خمسة وخمسين نحو؟ وكلكم تعيشون قواعد اللغة العربية والنحو والصرف وفي حوزة واحدة، واحد يقول هذه الآية دالة على نجاسة المشركين الآخر يقول تدل على ماذا؟ إنما المشركون نجس واحد أوضح من هذا يوجد، واحد يقول لا، لا تدل، لماذا؟ أين الإشكالية؟ والنص واحدة أم متعدد؟ واحد إذن الاختلاف من أين يجيء؟ هذا الاختلاف يأتي من المعلوم بالذات يعني يأتي من الذهن، إذن الذهن لا أريد أقول خائن ولكن الذهن يتصرف أو لا يتصرف؟ لا يمكنه خلق بنحو لا يمكنه أن لا يتصرف، أصلاً هذا الذهن مخلوق بنحو يستطيع أن لا يتصرف أو لا يستطيع؟ لأنه إذا كان تصرف الذهن من قبيل هذه النظارة انظروا هذه النظارة أنا بامكاني إذا كنت اضعها أرى الأشياء كلها خضراء استطيع ماذا افعل؟ أقول حتى اتأكد أن كل شيء اخضر أم هذا من تصرف النظّارة ماذا افعل؟ اخلعها فأرى الأشياء لا بيني وبين الله كلها خضراء إذن أقول هذه النظّارة صادقة أو ليست صادقة؟ صادقة أما إذا خلعتها ووجدت أن الأمور صارت لوناً آخر إذن هذه كانت صادقة أو غير صادقة؟ السؤال هنا وهو أن الذهن البشري قابل لان يخلعه الإنسان أو غير قابل؟ الجواب أمر تكويني، وهذا ما يقول به جملة من الأعلام منهم الشيخ المطهري.

    هذا الكتاب الأخوة الذين يريدون أن يطالعوا مفيد واقعاً (شناخت از نظر قرآن، معارف قرآن جلد أول أستاذ شهيد آيت الله مطهري انتشارات صدرا) تعالوا معنا إلى صفحة 130 يقول: وجوه مشترك آيينه وذهن، يقول أوجه التشابه بين المرآة وبين الذهن، المرآة فيها خصوصية من أهمها أنها ليست أمينة مئة في المئة، المرآة أمينة أم ليست أمينة؟ قد يتبادر إلى ذهنك أن المرآة أمينة تعكس في الواقع لا ليس بهذا الشكل إذا كانت المرآة محدبة بهذا الشكل ماذا تريك الصورة؟ مستوية أم محدبة؟ إذن امينة أو ليست أمينة؟ لا، هي تابعة للشكل التي هي عليه، إذا كانت مقعرة كيف تريك الصورة؟ تريك صورة مستوية أو مقعرة؟ إذا كانت وسخة، إذا، إذا، إلى ما شاء الله، إذن المرآة تعكس الأمور على ما هي عليه ما هو الشيء عليه في الواقع أم على ما هو عليه؟ المرآة الشكل الذي هو عليه بالشكل الذي هو… فإذا مستطيل المرآة صورتك يعكسها لك ماذا؟ إذا مربع؟ وأنت لا مستطيل لا مربع لا مقعر لا مدور لا كذا ولكن هذا واقع ماذا؟ يقول ذهن إنسان همجنين است، يعني كما أن شكل المرآة وخصائص المرآة ولطافة المرآة وعدم لطافتها وبرّاقيتها وعدمها تؤثر على الصورة المنعكسة الذهن أيضاً هكذا، يعني در حالتهاي ناصافي ذهن إنسان انعكاس أشياء در ذهن إنسان هم ناصاف واقع ميشود، ذهن إنسان اكر رنك خاصي داشته باشد ادراكات خودش همان رنك را ميدهد، إذا كان الذهن متلوناً، متكوناً تكويناً خاصاً فيعكس لك الأشياء بالتكوين الخاص، أنا بودي هذا البحث أعزائي وجوه مشترك آيينه وذهن تطالعوه، بعد ذلك يقول وجوه اختلاف ذهن وآيينه انتم راجعوه لكن هذا البحث أنا عندي مهم.

    على هذا الأساس فإذا الشخص يعيش في حوزة كلها أبحاث فقهية ذهنه المتكون ماذا يصير؟ ذهن يؤثر أو لا يؤثر؟ وإقرار علماء الأصول يقولون ينبغي على الإنسان أن لا يقرأ الفلسفة؛ لأنه يؤثر على عرفيته لماذا؟ أنا ذهني بيدي اخلع ما أشاء يقول لا ليس بيدك لأنه هذه طبيعة التكوين يجعل الذهن متكوناً بمرآة ونظّارة خاصة، وهم ينسون انه إذا كانت الفلسفة تكوّن الذهن بشكل خاص، الفقه أيضاً يكون الذهن ماذا؟ إذن لماذا الذهن الفقهي حجة والذهن الفلسفي أيضاً حجة هذا من أين جئتم به بنظرية المعرفة، هو افترض الأصل كأصل موضوعي ماذا افترض؟ أن الذهن الفقهي هو المطابق للواقع، وهذه واحدة من الأبحاث القيّمة في العلوم الإنسانية الحديثة في نظرية المعرفة انه أنت عندما واحد يريد يتكلم معك يقول لك كلاماً يقولون قبل أن تنقد عندما أقول تنقد يعني تؤيد أو ترفض أوّلاً لابد أن تحدد الأصول الموضوعة الذي ينطلق منها ما هي؟ التي عادةً نحن لا نلتفت إلى الأصول الموضوعة، هذا الذي يعبر عنه بالفارسية بيش فرض يعني الأصول الموضوعة، هذا أصله الموضوعي مفترض أن ما يفهمه الفقيه هو المطابق للواقع مع انه هذا أول الكلام أو ليس أول الكلام؟ من قال لك أن فهم الفقه أو الفهم العرفي أو الفهم الفقهي للنص الديني هو الحجة؟ إذا كان الأمر كذلك إذن مجموعة المباني والعقائد والعادات والتقاليد والثقافات هي التي تشكّل وتكوّن ذهنية كل عالم، ولهذا عنده عبارة الشيخ المطهري لطيفة جداً يقول أنت عندما تنظر إلى الفقيه تجده فارسياً تشم من فقهه رائحة الفارسية، وإذا كان عربياً تشم من فقهه رائحة العربية لأنه لا يمكن للإنسان أن يتنصل من واقعه الفكري والثقافي والاجتماعي والعقدي والتربوي ووو والى غير ذلك، تقول لي سيدنا إذن لا نستطيع أن نصيب الواقع؟ أقول هذه هي التعزية التي نحن صار لنا عشرة سنوات نقرأها انه لا طريق لأحد منا إلى الواقع، كل الذي عندنا ما هو؟ هذه المباني التي نملكها، والحجة علينا هو الواقع أم هذه المباني؟ الحجة علينا هذه، نحن ليس لنا طريق إلى الواقع.

    من هنا سؤال: هل الإسلام واحد أم الإسلام متعدد؟ ماذا تقولون؟ في هذا المجال أيضاً يوجد اتجاهان اتجاه هذا الذي ذكره الأخ وهو انه أساساً في مقام الإثبات الإسلام يتعدد بعدد الإفهام، ولكن في مقام الواقع واحد، أما أن نصيب وأما أن نخطئ ومن هنا نحن نفتخر إنا نحن من المصوبة أو المخطئة؟ يعني ماذا المخطئة؟ يعني قد ما نصل إليه يطابق الواقع وقد لا يطابق الواقع، في قبالنا ماذا يوجد رأي؟ المصوّبة هذا ماذا يقول؟ هؤلاء أيضاً على فرقتين أو اتجاهين: اتجاه يقول لا يوجد واقع ما وصلت إليه الله يسجله هو الواقع، أصلاً لا يوجد واقع هنا أشكل عليهم لا يوجد واقع إذن عن ماذا نبحث.

    اتجاه آخر يقول يوجد واقع ولكنه إذا وصلت إلى شيء خلافه الله يبدل ذلك الواقع يضع هذا الذي أنت وصلت إليه، فإن قلت إذا العلماء وصلوا إلى مسألة عشرة أقوال يقول الواقع ماذا يقول؟ عشرة، تقول واقعاً يوجد؟ بلي يوجد.

    تأويل مختلف الحديث والرد على من يريب في الأخبار المدعى عليها التناقض تأليف ابن قتيبة متوفى 276 دار ابن القيّم ودار ابن عفان تعالوا معنا إلى صفحة 121 يقول ثم نصير إلى عبيد الله بن الحسن وقد كان ولي قضاء البصرة (كان قاضي في البصرة) فتهجم من قبيح إلى أن يقول آرائه انظر إلى آرائه يقول وذلك أنه كان يقول أن القرآن يدل على الاختلاف، القرآن قال ولذلك خلقه فالقول بالقدر صحيحٌ، وله أصلٌ في الكتاب والقول بالإجبار صحيحٌ وله أصل في الكتاب، لا أنه صحيحاً ظاهراً بل صحيحٌ واقعاً ومن قال بهذا فهو مصيبٌ، ومن قال بهذا فهو مصيبٌ؛ لأن الآية الواحدة ربما دلت على وجهين مختلفين واحتملت معنيين متضادين يقول الله أيضاً أراد ذلك وإلا لما انزل الآية تحتمل بوجهين، وسأل يوم عن أهل القدر فلان وقال وكذلك القول في الأسماء فكل من سم الزاني مؤمناً فقد أصاب، وكل من سماه كافراً فقد أصاب ومن قال هو فاسقٌ وليس بمؤمن ولا كافر فقد أصاب، ومن قال هو منافقٌ ليس بمؤمن ولا كافر فقد أصاب، ومن قال هو كافر وليس بمشرك فقد أصاب، ومن قال هو كافرٌ مشرك فقد أصاب لأن القرآن قد دل على كل هذه المعارف، أصاب ليس انه حجة فرق بين الإصابة وبين الحجة أنت أيضاً قد تقول حجة كل هذه الأقوال، كما الآن اختلف العلماء في ولاية الفقيه أو في طهارة الإنسان كل واحد يقول كذا كلاهما حجة ولكن الحجية شيء والإصابة ماذا؟ هذا الرجل يتكلم عن ماذا؟ ليس عن الحجية عن الإصابة، وكذلك السنن المختلفة، قال: ولو قال القائل إن القاتل في النار كان مصيباً، ولو قال في الجنة قال كان مصيباً، ولو وقف فيه وأرجأ أمره كان مصيبا وكان يقول في قتال (انظر إلى المبنى أنت إذا ما تحل هذه المبنى ما تقدر أن تحلها) علي لطلحة وزبير وقتالهما له أن ذلك كله طاعة لله تعالى هذا مصيبٌ وهذا… أنت تقول له لا يمكن يقول ثبت لي الواقع ما هو؟ ولكن أنت مفترض أن الواقع ماذا؟

    هذا الأصل الموضوعي المسكوت عنه ولهذا أنت تقول كيف يمكن أن نقول اجتهدوا فأخطئوا فهم في الجنة كيف يمكن؟ في النتيجة إما واحد في الجنة وإما واحد في النار هذه مرتبطة بنظرية المعرفة، هذا رأي وهؤلاء الذين ينقدوني يتصورون أنا قائل بهذا الرأي وبهذا المعنى الذي يقولون نسبية وتشكيك مع انه أنا لست من القائلين بهذا الرأي أنا أقول بأن الواقع واحدٌ ولكن فهمنا لهذا الواقع قد يكون متعدداً الآن بينكم وبين الله مَن مِن هؤلاء الذين نقدوا الأفكار التي اطرحها ميّز قال إذا كان مقصوده الأمر الأول الاتجاه الأول فكلامٌ لا نوافق عليه وإما إذا كان مقصوده الثاني والحوزة ببابك فهم العلماء واحد أو متعدد؟ مع ان الواقع واحد أو متعدد؟ واحد ولكن فهمهم متعدد، من هنا لابد أن نميز جيداً بين مقام الإثبات ومقام الثبوت بين مقام الفهم فهم العالم وبين مقام الواقع ونفس الأمر، ومن هنا فالإسلام واحدٌ أو الإسلام متعدد؟

    الجواب بعد أن اتضحت تقول لي إذا كان مقصودك الواقع فالواقع واحدٌ أمّا إذا مقصودك فهم العلماء للنص أو للآية فهو واحد أو متعدد؟ ومن هنا جاءت نظرية بعد لا نتهم الحداثويين هؤلاء لا يفهمون هؤلاء كذا هؤلاء قائلين بالنسبية لا، لا يوجد احد منهم قائل بالنسبية عموماً أتكلم لا يوجد وإنما هؤلاء يقولون أن افهام العلماء متعددٌ لا أن الواقع متعدد ولكن احنه نتهمهم بان الواقع متعدد ومن هنا فالإسلام واحد أو الإسلام متعددٌ؟

    الجواب: ليس إسلام واحد بل هو إسلام متعدد كم؟ والله بعدد افهام العلماء إذا كانوا مجتهدين لأنه إذا كانوا مقلدين ما عندي عمل بعدد افهامهم يتعدد الإسلام، التشيع واحد أو متعدد؟ التشيع الأخباري، التشيع الكلامي، التشيع الفلسفي، التشيع العرفاني أنت يا كتاب؟ بينك وبين الله بودي اليوم تذهبون وتسألون هؤلاء الاقايون اللي تعرفونهم تقول أنت يا تشيع أصلا عرف السؤال والله هو هم لا يعرف ولهذا تجد بأنه أساساً التشيع اللي يقوله افترضوا الشيخ الصدوق غير التشيع الذي يقوله الشيخ المفيد واقعاً غير التشيع الذي يقوله من؟

    آمال غرامي في كتابها الإسلام الآسيوي هناك تقول في مقدمة الكتاب فأي إسلام نريد ونعني حين نتحدث عن الإسلام أأسلام ابي ذر أم إسلام ابن سينا أم إسلام محي الدين بن عربي أي إسلام الذي أنت تقول الإسلام يقول، هذا أي إسلام؟ طبعاً أتكلم في البعد المعرفي إسلام عربي أم إسلام فارسي أم إسلام هندي أم إسلام اوروبي الآن توجد دعوات في الغرب تقول بأن الإسلام هناك لابد أن يختلف عن إسلامكم، أأسلام الاشاعرة أم إسلام المتصوفة أم إسلام الظاهرية أي إسلام؟

    أنا أيضاً اضيف إلى آمال غرامي أقول عندما يشكلون بأن فلاناً خارج من التشيع وفلان داخل في التشيع ابتداءً عين لي أي تشيع حتى افهم داخل أم لا، أساساً أنت تتكلم لي عن التشيع احفظوا هذه الجملة عني والله أقولها لكم إذا كان التشيع اخبارياً أنا لا افتخر أن أكون شيعياً اخبارياً والبعض يتصور بأنه عندما بعض الكذائية كتبوا ليس شيعي كذا هذا التشيع الذي أنت تقول لا أنا افتخر به أنا لا أريد أكون منه، أنا اعتقد أن التشيع شيء آخر، سيدنا من يقول أنت قولك حجة من يقول قولك مطابق للواقع نفس السؤال أيضاً يرد عليكم من يقول أنت قولك مطابق للواقع؟ تقول نحن والحجة، أقول جزاك الله خيراً، تعال لنجلس في ميدان الحجة انظروا أنا عندي حجة أم لا، وأنت عندك حجة أم لا، فإذا كلانا عندنا حجة فكلٌ بحسب حجته، هو من قال لك بأني أنا أريد أكون اسلامي إسلام أو تشيعي تشيع اخباري حتى تخرجني بل جزاك الله ألف خير هذا ما كنت أنا أقوله بأنه هذا التشيع لا اقبله بحمد الله تعالى بفتاواكم أنا تميز خطي من خطكم واشكرهم على ما فعلوا، كونوا على ثقة اشكرهم لان التشيع الذي يقولوه والمباني التي يقولوها أنا اقبلها أو لا اقبلها؟ ولكنه هذا ليس معناه أن التشيع واحدٌ متواطيء بحسب الفهم وإلا بحسب الواقع قد يكون واحداً، الآن إمّا متواطي وإما مشكك، هذا البحث عرضنا له فيما سبق هذا البحث إن شاء الله غداً نقف عنده حتى تعرفون لكي لا يقول لي احد إذا هذه الفتوى أنت قلتها عن المرأة هذا مخالفٌ للإسلام هذا مخالفٌ للتشيع، الجواب: هذا مخالفٌ للإسلام وللتشيع أم مخالف لفهمك؟ وفهمك حجة عليك وعلى من يقلدك لا حجة على من لا يقلدك على مثل هذه المسائل، والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/06
    • مرات التنزيل : 1393

  • جديد المرئيات