نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (141)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: فبصورتها الخارجية, المراد من الصورة الخارجية يعني نشأتها الأرضية, {إنّي جاعل في الارض خليفة} هذا البعد الأرضي أو البعد المادي, فبصورتها الخارجية المناسبة والمسانخة لصور العالم, ومراد من الصور هنا هذه الموجودات في عالمنا المادي, التي هي مظهر الاسم الظاهر تَرِّبُ صور العالم, يعني ظاهر العالم بأي قرينة؟ بقرينة وفي باطنها هذه الحقيقة تَرِّب ظاهر العالم, وبينا بالأمس أن المراد من الظاهر والباطن هنا يعني الشهادة والغيب هذا أولا.

    ثانيا: لماذا هذه الحقيقة لها هذا المقام وهي تَرِّب الظاهر والباطن.

    قال: لأنه صاحب الاسم الاعظم, هذا الموجود, طبعا لو كان يقول لانها باعتبار الحقيقة يكون أفضل ولكن الأمر واضح, لأنه صاحب الاسم الاعظم, ما معنى هنا صاحب الاسم الاعظم؟ معنى صاحب الاسم الاعظم يعني في السفر الثاني من الحق إلى الحق بالحق تحقق بالاسم الاعظم, صاحبه في قوس النزول البحث ليس فيه كثير من الكلام إنما الكلام في قوس العروج في قوس الصعود هذا الموجود انتهى إلى مقام أن يكون متحققا بالاسم الاعظم, لذلك عندما يبدأ سفره الثالث يكون ساريا في جميع الموجدات لأن الاسم الاعظم واجد لكل الاسماء ومظاهر الأسماء فلهذا هذا الموجود ماذا يقول في سفره الثالث من الحق إلى الخلق ماذا يقول, لسان حاله ماذا؟ لسان حله أنا القلم أنا العرش أنا الكرسي أنا الأرض, أنا السماء, أنا السماوات, أنا الجنة, أنا النار لأن هذه كلها مظاهر الاسماء الحسنى التي هي موجودة في الاسم الاعظم, لا أدري أتضح المعنى, إذن كلام أمير المؤمنين فيما سبق مرتبط بالسفر الثالث الذي في السفر الثاني انتهى إلى الاسم الاعظم.

    ما هو الاسم الاعظم؟ فيما يتعلق بالاسم الأعظم يوجد عبارة للسيد الطباطبائي في المجلد 8 من الميزان صفحة 354 هذه عبارته هناك يقول: فللاسماء الحسني عرض عريض تنتهي من تحت إلى اسم أو أسماء خاصة لا يدخل تحتها أسم آخر يعني في نزولها ننتهي إلى اسم لا يوجد تحته اسم, أما في الصعود, ثم تأخذ في السعة والعموم ففوق كل اسم ما هو أوسع منه وأعم حتى تنتهي إلى اسم الله الأكبر الذي يسع وحده جميع حقائق الأسماء وتدخل تحته شتات الحقائق برمتها وهو الذي نسميه بالاسم الاعظم, ما هو الاسم الاعظم وماذا يفعل؟

    ومن المعلوم أنه كلما كان الاسم أعم, هذا العموم العرفاني, كان آثاره في العالم أوسع والبركات النازلة منه اكبر لما أن الآثار للاسماء, باعتبار أنه آثار يعني أن وسائط الفيض هي الاسماء الإلهية, ما من موجود إلا ويأخذ فيضه من اسم من الاسماء الإلهية, فما في الاسم من حال العموم والخصوص يحاذيه بعينه اثر, التفت هذه قاعدة أحفظوها, فالاسم الاعظم ينتهي إليه كل اثر ويخضع له كل أمر, هذا هو الاسم الأعظم, إذا أردنا أن نتكلم بلغة آثار الأسماء الاسم الأعظم هو الذي ينتهي إليه كل اثر ويخضع له كل أمر {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} كل الموجودات خاضعة لهذا الموجود, فهذا الاسم الاعظم لا يغيب عن علمه شيء, عندما أقول الاسم الأعظم إما بلحاظ عينه الثابتة إما بلحاظ مظهره, يعني إما بلحاظ وجوده نحو وجوده العلمي وإما بلحاظ نحو وجوده العيني, وأنا أتصور بلحاظ هذا المعنى عند ذلك تتضح عندكم روايات أن الاسم الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا اثنان وسبعون منها عند النبي وأهل بيته وحرف واحد غير موجود لماذا غير موجود؟ باعتبار أن الاسم شأن شؤون الحق سبحانه وتعالى وهذا هو مظهر ذاك فإذن له بالخلافة هذا المقام وليس بالأصالة له هذا المقام وهذا هو الحرف, الحرف الذي لا يوجد عندهم ليس أن الله بخل عليهم يعني إذا أعطاهم سيصيرون مثله ليس بهذا الشكل وإنما أساسا غير قابل للإعطاء لأنه ذاك المقام له بالأصالة ولهذا الموجود ولهذا المظهر بالخلافة, إذن بطبيعة الحال لا يمكن أن يكون كل الاسم الأعظم بحده وحدوده الذي من خصائصه أنه بالأصالة هذا موجود للخليفة, (كلام لأحد الحضور) في شأنه العلمي, الآن خلافنا ليس في الشأن العلمي وإنما في المظهر الخارجي, عندما يقول أن الاسم الأعظم على ثلاثة وسبعين وحرفا إذا تكلمت على شأنه العلمي فيه ثلاثة وسبعين حرف, أما إذا صار مظهر خارجي فهل فيه ثلاثة وسبعين حرف أو اثنان وسبعين, فلهذا لا بد أن تميزوا بين الوجود العلمي للاسم الأعظم الذي مرتبط الصقع الربوبي وبين الوجود العيني للاسم الأعظم الذي فيه ثلاثة وسبعين أو اثنين وسبعين, ما معنى اثنين وسبعين يعني هذا موجود في كل خصائص الاسم الاعظم بالخلافة وليس بالأصالة, لذا أنا أتصور أن الروايات الواردة في هذا كثيرة جدا ولا تنظرون فقط إلى روايات أصول الكافي التي هي ثلاث روايات, اخواني الاعزاء مرارا وتكرارا هذا المعنى أشرت إليه كل باب موجود هنا في أصول الكافي لا أقل الأبواب الأصلية كونوا على ثقة أن كل باب ليس في أقل من خمسين إلى مئة رواية يوجد هذا بالتحقيق أقوله وليس بالادعاء, كل باب من هذه الأبواب يوجد تقريبا بين خمسين وبين سبعين وبين مئة وبين مئة وخمسين رواية ولا أقل عشرين أو ثلاثين رواية منها صحيحة السند, باعتبار أن الرجل وجد أن كل هذه الروايات في كل باب خمسين رواية يوجد فانتخب منها روايتين أو ثلاث ولم يعتني السند لأنه بحسب الموجود عنده كان عنده شبه اطمئنان وتواتر بصدور الرواية.

    من هذه الروايات هذه ا لرواية قال: سمعته يقول عن ابي الحسن العسكر قال: سمعته يقول اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعين حرفا كان عند اصف حرفا فتكلم به فأنخرقت له الارض فيما بينه وبين سبأ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ثم انبسطت الارض في أقل من طرفة عين وعندنا اثنان وسبعون حرفا, وحرف عند الله مستأثر به في عالم الغيب.

    في رواية ثاني بعد أن يقول حرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, إشارة أن مجيء الآية في هذا الموضع أنه هذا الذي عندنا بالأصالة أو بالخلافة والتبعية؟ إذا عندنا اثنين وسبعين لا يتبادر إلى ذهنك أنه ما بقي بيننا وبين الله حرف واحد هذا الخطور لا يأتي إلى الذهن وهو أنه هؤلاء صاروا قريب من الله إلا أربعة أصابع لا القضية ليست بهذا الشكل, القضية لا حول ولا قوة إلا بالله لأن كل الذي عندنا هو بالخلافة والتبعية.

    قال: لأنه هذا الموجود الذي هو هذه الحقيقة المحمدية, لأنه صاحب الاسم الأعظم وله, هذا له بحسب بالقاعدة لابد أن يرجع إلى أنه وله والربوبية المطلقة, هذا المراد من الربوبية المطلقة يعني الظاهر والباطن من؟ هذا الموجود لأنه صار صاحب الاسم الأعظم فإذا صار صاحب الاسم الأعظم فله الربوبية المطلقة, ما هي الربوبية المطلقة؟

    الإخوة تعالوا معنا إلى صفحة 51 حتى تعرفون أن الربوبية المطلقة يعني  رب العالمين من شؤون مقام الواحدية صفحة 51 قال: وإذا أُخذت بشرط فأما, هذه الذات كان الحديث بالوحدة الشخصية, فإما أن تؤخذ بشرط جميع الأشياء اللازمة لها كليها وجزئيها المُسمات بالأسماء والصفات فهي المرتبة الإلهية المسماة عندهم بالواحدية ومقام الجمع وهذا هو الاسم الأعظم وهذه المرتبة, أي مرتبة؟ مقام الواحدية ومقام الجمع, وهذه المرتبة باعتبار الإيصال لمظاهر الاسماء التي هي الأعيان, ليس الأعيان الثابتة بل الحقائق الخارجية هنا, التي هي الأعيان والحقائق إيصالها إلى كمالاتها المناسبة لاستعداداتها في الخارج تسمى بالمرتبة الربوبية, أي ربوبية؟ الربوبية المطلقة, إيصال كل مظهر إلى ما هو كماله اللائق به, فمقام الواحدية, يعني الاسم الأعظم بلحاظ أنه واسطة الفيض لإيصال كل مظهر إلى كماله يسمى رب العالمين.

    قال: وله الربوبية المطلقة لذلك قال: >خصصت بفاتحة الكتاب < هنا القيصري يقول لماذا خصص بفاتحة الكتاب؟ يقول لأن فاتحة الكتاب مصدرة الحمد لله رب العالمين, يقول إنما خصص بفاتحة الكتاب لأن فاتحة الكتاب أولا الحمد, ثانيا الله, ثالثا رب العالمين, وهذا هو محل الكلام أنه الله هو الاسم الأعظم ومقام الواحدية وبلحاظ إيصال كل مظهر إلى كماله الله يكون رب العالمين, إذن مظهر الله يكون رب العالمين بالأصالة او بالتبعية؟ بالتبعية, وبهذا يتضح بأنه {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} هذا المقام سوف يظهر للناس أجمعين وللموجودات جميعا أنه هو المقام يوم القيامة, وليس أنه سيكون محمودا فقط يوم القيامة, فرق بين أن نقول الآن لا ليس هو المحمول المطلق بل المحمول المطلق غيره ويوم القيامة هو رسول الله لا المحمود المطلق الآن من؟ لأنه هو واسطة الفيض بالنسبة إلى المظاهر وإذا كان واسطة الفيض كل مظهر عندما يحمد لم يحمد؟ يحمد ربه وواسطة فيضه, نعم هنا ملتفت أو غير ملتفت؟  غير ملتفت ولكن يوم القيامة سيظهر له, وبهذا يتضح لكم أن تلك الروايات الكثيرة المتكررة المتستفيضة وعبروا ما شئتم أنه إذا أردتم من الله شيئا ابدؤوا بنا, لماذا ابدؤوا بنا؟ هذا مبناه الوجودي وليس مبناه الاعتباري الشرعي التعبدي الثوابي, مبناه الوجودي هو أنه إذا أراد أن يصل إليكم شيء من هنا يصل إليكم وإذا أنت ما فتحت بابنا وما دققت بابنا لا يصل إليك شيء, إذا أردتم الفيض فابدؤوا إذا أردتم الدعاء واستجابة الدعاء فابدؤوا بالصلاة بنا بعد التحميد, بكم أصلاً هذا نظام تكويني الله أراده هكذا التفتوا جيدا اخواني لا يتبادر إلى الذهن أن هؤلاء شيء لا الله أراد هذا النظام, لماذا أن هؤلاء ليس مثل غيرهم؟ لما علمه منهم وإلا هذه ليست جزافية الله أراد هذا النظام هذا بنحو القضية الحقيقة أما بنحو القضية الخارجية لماذا هؤلاء دون غيرهم؟ لأنه علم من هؤلاء ما لم يعلمه من غيرهم.

    وهي مصدرة سورة الفاتحة بقوله تعالى الحمد  لله تعالى رب العالمين, طبعا يقول وخواتيم سورة البقرة, المراد من خواتيم سورة البقرة كما يقول {آمن الرسول بما اُنزل إليه} هو هنا كل همهم أنه{آمن الرسول بما انزل إليه من ربه} البعض يقف عند ربه ليس لا ليس صحيح, {آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون}  هذه وقفت, الآن ماذا قالوا الرسول والمؤمنون وتمييز الرسول من باب الشرافة {كل آمن بالله} بالتالي{لا نفرق بين احد منهم} يعني هذا رسول الله أيضا يقول لا نفرق, هذه لا نفرق ما معناها؟ أن هؤلاء لما يقولون خواتيم سورة البقرة مقصودهم هذه الجملة, لا نفرق  بين أحد منهم من باب السالبة بانتفاء المحمول أو من باب السالبة بانتفاء الموضوع, يعني ماذا لا نفرق بين أحد منهم؟ مع أنهم كثيريون لا نفرق أو هم في مقام أساسا لا يوجد فيه تفريق؟ كلاهما ممكن, ولكن ظاهر هو السالبة بانتفاء المحمول ولكنه لعل  المراد هذه النقطة, وإلا أوتيت خواتيم سورة البقرة كلهم يقولون  هذا المقصود لا نفرق بين أحد منهم وإنشاء الله تأتي مناسبة نشير إليه, (كلام لأحد الحضور) {لا نفرق بين أحد من رسله} أنا أريد أن أقول هذه ما معناه يعني لا يفرق محمولا مع أنهم كثرة أو أساسا لا توجد كثرة؟ (كلام لأحد الحضور) لا مقامه نفس الواحدية باعتبار أنه هؤلاء مظاهر في مقامه نفس الواحدية باعتبار انها في مقام الواحدية كلها موجودة هناك بنحو بسيط الحقيقة, وهي مصدرة بقوله تعالى { الحمد لله رب العالمين} فجمع عوالم الاجسام الظاهر والأرواح الباطن كلها.

    سؤال: وهذه الربوبية إنما من جهة حقيتها لا من جهة بشريتها, يعني أن هذه الموجود الذي عبرنا عنه أنه رب العالمين بالرب الظاهر فيها هذه الحقيقة من أي بعد هو رب, من بعد بشريته أو من بعد حقيته أي منها؟ للاشياء نحوان أو وجهان:

    وجه: هذه الوجه الذي نعبر عنه وجه العبودية, وجه البشرية, وجه أنه عبد لله.

    ووجه: وجه الحقية ووجهه الإلهية الذي السيد الطباطبائي يحاول في الميزان يقول أساسا عندما نقول ملك الأشياء إشارة إلى هذا الوجه الظاهر, ملكوت الأشياء إشارة إلى ذلك الوجه الباطن الذي هو بيد { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء} { وكذلك نري ابراهيم ملكوت كل شيء} هذا هو باطن الأشياء وهذا وجه للقضية وللبشرية وللحقية.

    ووجه آخر: بالأمس أشرنا إليه وهو أن البعد الحقي يعني الوجود العلمي لهذه الحقيقة, الوجه العبدي الوجود الخارجي لهذه الحقيقة, فلذا هذه قوله هنا عندما يقول: وهذه الربوبية. هذا جواب عن سؤال أو دفع دخل مقدر وهو أنه كيف تقولون بأنه هذا الموجود وهذه الحقيقة تكون رب العالمين ولو بالخلافة مع انها هي عبد, يقول لا نحن لا نقول أنه رب العالمين بالأصالة بل نقول رب العالمين بالخلافة بلحاظ وجه حقانيتها لا بلحاظ وجه بشريتها صار واضح المعنى.

    قال: وهذه الربوبية إنما هي من جهة حقية هذه الحقيقة لا من جهة بشرية هذه الحقيقة فإنها, أي هذه الحقيقة, من تلك الجهة, يعني من جهة بشريتها, فإنها من تلك الجهة من جهة بشريتها عبد مربوب محتاج إلى ربها كما نبه سبحانه بهذه الجهة, جهة البشرية, نبه على ذلك مطابقة والتزاما, أما مطابقة بقوله {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى} وأما بلحاظ الالتزام قال: وبقوله {وانه لما قام عبد الله} إذن هو عبد الله{ عبد الله يدعوه} فسماه عَبد الله وليس عُبد الله, فسماه عَبد الله يعني جعله عبد لهذا الاسم الأعظم تنبيها على أنه هذا الوجود البشري وهذا الوجود المربوب وليس هذا الوجود الرب, هذا الوجود المربوب مظهر لهذا الاسم دون اسم آخر وكم له من نظير.

    طبعا ونبه بالجهة الاولى جهة الحقانية, ونبه من الجهة الاولى بالجهة الأولى {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} فاسند رميه, أي رمي هذا الإنسان وهذا الموجود إلى الله, يعني المراد اسند رميه إلى هذا الاسم المبارك.

    ولا تتصور هذه الربوبية, هذه الربوبية فهمنا أنه هذا أنه مظهر الاسم, أولا علمنا أن الاسم الأعظم بلحاظ إيصال كل مظهر إلى كماله اللائق هو رب كل شيء, فمظهره ماذا يكون؟ بنفس الكلام أيضا مظهر الاسم الأعظم بلحاظ إيصال كل مظهر هو واسطة فيضِ, فما هي لوازم هذه المقام؟ يعني الشخص يقدر يصير رئيس جمهورية ويقولون له أن البنك المركزي لا تتصرف يصير, كيف يدير البلد؟ يقولون له أن رئيس جهورية ولكن وزير الداخلية ليس تحت تصرفك فهل يستطيع أن يدير البلد؟

    إذن: الذي يريد أن يصير رئيس جمهورية لابد أن يعطوه مجوعة الصلاحيات التي يدير بها, طبعا هذا في الاعتبار و هناك في التكوين والواقعية, ولذا هنا يقول: ولا تتصور, يعني هذه الربوبية إنما تأخذ موقعها الطبيعي بشرطين:

    أولا: ولا تتصور هذه الربوبية إلا بإعطاء كل ذي حق حقه, مراده من الحق هنا كما أشرنا مرارا يعني الاستعداد, لأنه بعد ذلك يقول حسب استعداداتهم, لأنه مستعد والله أعطاه هذا الاستعداد فلو لم يعطى ما هو مستعد له كأنه لم يعطى حقه, هذا الاستعداد اوجد حقا فلو لم يعطى جواب لهذا الاستعداد فكأنه ظلم حقه وإلا ليس أنه يوجد من له حق على الله سبحانه وتعالى, لذا تعالوا معنا إلى صفحة 147 في آخر خمسة اسطر أخيرة قال: ولما كانت هذه الخلافة واجبة, ماذا؟ (كلام لأحد الحضور) هذا الفرق بين العارف والمتكلم, هناك في النبوة نقول بمقتضى قاعدة اللطف يجب عليه أن يرسل وحتى محققينا يقولون هذا التعبير, ولكن هنا لا يعبر إذن بمقتضى قانون الخلافة هناك قاعدة اللطف التي هي باطلة في محلها هذه القاعدة صحيحة بمقتضى قانون ماذا؟ وبهذا يفترق دليل النبوة عند العرفاء عن دليل النبوة عند المتكلمين والفلاسفة, المتكلمون والفلاسفة أدلتهم قائمة على أساس مصالح وغيرها, وهؤلاء دليلهم لضرورة النبوة قائم على أساس نظرية الخلافة على أي الأحوال.

    قال: ولا تتصور هذه الربوبية إلا بإعطاء كل ذي حق حقه وإضافة جميع ما يحتاج إليه العالم, وهذا ما عبر عن السيد الطباطبائي وكل اثر ينتهي إليه, وهذا المعنى الذي يريد أن يصير رب العالمين ويعطي كل ذي حق حقه ويفيض على العالم جميع ما يحتاج إليه.

    لا يمكن إلا بالقدرة التامة, هذه من لوازمها لابد أن يكون رب العالمين بالخلافة وأيضاً لا توجد معه قدرة ينسجمان أو لا ينسجمان؟ لا ينسجمان,إلا بالقدرة التامة أولا, وليس بالقدرة فقط يقول كل الصفات, والصفات الإلهية جميعها, فله, من هو؟ هذا رب العالمين بالخلافة هذا الذي, فله كل الأسماء, فلله الأسماء الحسنى, نعم بالأصالة {فلله الأسماء الحسنى} وبالخلافة فللحقيقة المحمدية جميع الأسماء الحسنى, أتضح المعنى.

    قال: فله كل الأسماء الحسنى يتصرف بها, أي الأسماء, في هذا العالم حسب استعداداتهم.

    إلى هنا فقط قلنا التفتوا جيدا, فقط قلنا أنه يوجد سؤال مطوي في الوسط والقيصري لم يشر إليه ولكن أنا أريد أن أشير إليه, إلى هنا قلنا أنه يوجد عندنا اسم أعظم ويوجد عندنا أسماء أخرى وهذا أتضح, ثم عندما جئنا إلى عالم الوجود الخارجي قلنا يوجد مظهر للاسم الأعظم وتوجد مظاهر للاسماء الحسنى وواسطة الفيض ورب كل هذه المظاهر هو مظهر الاسم الأعظم.

    سؤال يأتي هنا: وهو أنه ما الضرورة إلى هذا النظام؟ مباشرة الله يعطي كل مظهر ما يستحقه؟ يوجد هنا نكتة أو لا توجد نكته؟  هنا لم يشر إلى هذا ولكن الحكيم الآشتياني في تعليقته على المنظومة هناك عدة وجوه للجواب على هذا السؤال, لماذا أنه لابد من وجود واسطة فيض بين الله الذي الاسم الأعظم وبين العالم التي مظاهر الأسماء الحسنى, أنا أشير إلى وجه من هذه الوجوه بحسب هذه النسخة الموجودة بيدي والتي طبعتها مركز النشر الإسلامي الطبعة الثانية سنة 1404 هناك في صفحة, هذه مطبوعة طبعة جديدة؟ (كلام لأحد الحضور) لا هي مستقلة هذه ولكن هل هي مطبوعة طبعة جديدة؟ إذا رأى أحد الإخوة طبعة جديدة محققة فليأتي لنا بنسخة جديدة منها, (كلام لأحد الحضور) ليس مهم المهم انها محققة لأن هذه ليس  فيها تحقق ولا تخريج وأخطاء كثيرة فيها ولهذا أنا لم أرى تلك.

    يقول هذا الوجه وعدة وجوه يذكر, يقول: لما ثبت, هذه الوجه الأول الذي يشير إليه صفحه 49, لما ثبت في العلوم الحقيقية من لوازم المناسبة والسنخية بين الفاعل والقابل في الإفادة والاستفادة, هذه سنخية {قل كل يعمل على شاكلته} وفي افاضة الوجود وكمالاته الأولية والثانوية, التفت جيدا هذا قياس من الشكل الثاني وهذه كبرى القياس أو المقدمة الاولى, وعدم تحقق المناسبة والسنخية بين المبدأ الأعلى الذي هو فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى بالتقدس, والتجرد, والتنزه, والمجد,والبهاء, وبين المنغمرين بظلمات الهوى والمنغمسين بغسق المادة ووسخ الهيولى, إذن لابد ماذا؟ إذن هذا يمكن أن يأخذ من المبدأ الأعلى أو لا يمكن؟ هذا قياس من الشكل الثاني, لا يمكن, لأنه لابد من مسانخة وهذه لا لامسانخة إذن تستطيع أن تأخذ من المبدأ الاعلى أو لا تستطيع؟ لا تستطيع إذن نحتاج إلى واسطة, هذه الواسطة لابد أن يكون لها وجهان وجه تسانخ المبدأ الاعلى ووجه تسانخ القابل, لا أدري اتضحت القضية ولذا تجدون هذا التعبير في كلمات العرفاء عن الحقيقة أو عن الإنسان الكامل يعبرون أبو الأكوان في فاعليته وأم الإمكان في قابليته, أبو الأكوان في فاعليته باعتبار واسطة الفيض وفيه بعد ماذا؟ هذه العبودية في أعلى مراحلها أين تجلت؟ تجلت في هذا البعد, من حيث العبودية أعلى مراتب العبودية ومن حيث الحقانية والإلهية أعلى مراتب الإلهية والحقانية, لذا قال: فلا بد من الاستفادة منه تعالى من واسطة تكون برزخا بين الحضرتين.

    إذن: إذا وجدتم في كلمات العرفاء أن الحقيقة المحمدية برزخ بين الوجوب والإمكان لا يذهب إلى ذهنك أن المواد صارت أربعة, وجوب, وإمكان, وامتناع, وبرزخ بين الوجوب والإمكان, بل المراد أن بعض الموجودات والمظاهر الوجودية ما هي؟ جهة حقانيتها وجهة بشريتها هذا مراد البرزخية.

    قال: برزخا بين الحضرتين وفائزا بالحسنين ومجلى المشرقين وبالغا إلى مقام المجد والشرف حتى يستفيد من جهة جمعه وأمريته من المبدأ الاعلى ويفيض من جهة خلقه وفرقه على من هو دونه موجودات النشأة السفلى, وهذا منحصر في هذا الذي أشار إليه.

    قال: ولما كانت هذه الحقيقة مشتملة على الجهتين, أي الحقيقة المحمدية, مشتملة على الجهة الإلهية بأعلى مراتبها وعلى الجهة العبودية بأجلى مراتبها, التفت جيدا هو يجعل هذه المقدمة للوصول إلى هذه النتيجة, يقول إذن هذا الموجود يمكن أن يكون رباً بالأصالة أو لا يمكن؟ لا يمكن لأنه فيه بعد العبودية وبعد الحاجة وبعد التضرع ولا يمكن إذا كانت له هذه المقامات بالأصالة بل يكون بالتبعية والخلافة.

    قال: ولما كانت هذه الحقيقة مشتملة على الجهتين, أي الحقيقة المحمدية, الإلهية العبودية, إذن لا يصح لها, أي الربوبية, لا يصح لهذه الحقيقة ذلك, أي الربوبية أصالة, بل يصح لها ذلك تبعية وهذا الذي  هو حاصل لها بالتبع هي المسماة بالخلافة,ولذا عبارته بالأمس إذا تتذكرون قال: تَرِّب صور العالم كلها بالرب الظاهر فيها الذي هو رب الأرباب وهذا معنى الخلافة.

    فلها, الضمير يعود على الحقيقة, فلها بمقتضى قانون الخلافة, وقرأنا العبارة إذا تتذكرون من ميزان السيد الطباطبائي الجزء 1 قلنا الخليفة لابد أن يكون واجدا لكل كمالات من استخلفه, وهي, أي الخلافة, فلها الإحياء والإماتة واللطف والقهر والرضا والسخط بل هل جميع الأسماء والصفات.

    إذن: إذا قال أنا المحيي, أنا المميت, أنا الأول, أنا الآخر, أنا الظاهر, هذه كلها على القاعدة.

    قال: ليتصرف في العالم, التفتوا جيدا الآن آتينا إلى الخليفة وهذا الخليفة فيه بعدين: بعد يتصرف الذي هذا موجود في أول السطر, تعالوا معنا إلى السطر 8 وجدتموها وسط السطر, ليتصرف ليحيط, إذن هذا الخليفة أولا يتصرف بمقتضى أنه لابد أن يوصل كل المظاهر إلى كماله اللائق به, ليتصرف في العالم وفي نفسها وبشريتها أيضا, هو ليس واسطة فيض فقط, هذا مظهر الاسم الأعظم ليس فقط واسطة فيض بالنسبة إلى العالم بل هو واسطة الفيض بالنسبة إلى نفسه ولكن ما المقصود من إلى نفسه؟ يعني بلحاظ هذا الظاهر ولحاظ بشريته فهو بلحاظ الفيض واسطة إلى هذا البشرية.

    مثاله: طبيب أصيب بالفلاونزه ماذا يفعل؟ يعالج نفسه, ما معنى يعالج نفسه؟ يعني مرتبته الطبية تعالج مرتبته البدنية, يعني تلك المرتبة تكون واسطة فيض بالنسبة إلى المرتبة, ولهذا قال: وفي نفسها وبشريتها أيضا لانها بشريتها منه, من هذه العالم, لأن مقام البشرية من هذا العالم.

    وبكاءه لا فرق (هم) صلى الله عليه واله (وهم) عليه السلام, هم النبي وهم أوصياء هذا النبي.

    وبكاءه عليه السلام وضجره وضيق صدره لا ينافي ما ذاكر, لأنه أنتم لابد أن تحفظوا أحكام ا لمراتب, كل مرتبة من المراتب لها حكمها الخاص. هنا لابد أن نضع نقطة وندخل في الآيات والروايات, فهنا ينبغي لابد أن نشخص أنه يتكلم هنا في أي مرتبة؟ يتكلم في مرتبة العبودية, ماذا يقول: أنا الذرة ودونها, طبعي لأنه إذا أجلى مراتب العبودية أين موجودة, >أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري< إلى آخره, اقرأ أنت دعاء كميل ودعاء السحر وأدعية أبو حمزة هذا كاملا(كلمة غير معروفة) أما في مكان آخر عندما يأتي ويقول أنا اللوح, أنا الكرسي لا تقول أنه لا يقول هذه عن نفسه, لا تخلط لأنه كما أنه جنابك الآن >من عرف نفسه فقد عرف ربه < ليس معرفة رب العالمين, عرف ربه نعرف أئمتنا, من عرف نفسه عرف ربه والرب أتضح هنا, (كلام لأحد الحضور) إذا بينك وبين الله تريد أن تتكلم عن بدن تقول يأكل ويشرب ويتمرض وخمسين مرض فيه, أما إذا أتيت إلى بُعدك العلمي وإذا أنت اعلم العلماء تقول أنا هكذا صنعت أنا هكذا كتبت, أنا هكذا ربيت, يوجد تنافي بين هذه الامور؟ إذا تتكلم عن بعدك البشري ففيه الكثير من هذه الأمراض السكري, والضغط وهذه موجودة أما هذه ينافي أنه عندك بعد آخر وتقول أنا الذي فعلت كذا أنا الذي كتب كذا, أنا الذي ربيت كذا, أنا الذي درست كذا, هذه كله صحيح, أنا هذه كمالاتي الأخلاقية هذا علمي هذا كله صحيح هذه مراتب لابد أن تحفظوها ما لم تحفظ نقول هذا ينافي هذا, إذا تتذكرون أن كل الاشكالات التي وردت على كلمات أهل البيت هو منشأها هذه, الذي يقول في دعاء كميل عن نفسه هكذا كيف ينسب إليه مثل هذه قضايا, الجواب هذا في مقام وذلك في مقام آخر.

    ولذا قال: وبكاءه وضجره وضيق صدره لا ينافي ما ذكرناه أنه مظهر رب العالمين بالخلافة فانه هذا الذي أشير إليه بكاء وضجر وضيق وعبادة فانه بعض مقتضيات ذاته {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وما يعزب عن ربك} هذه الضمير ربك على من تعيده هذا يعود لك {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء} من حيث مرتبته, التفت في أصول الكافي الجزء 1 صفحة 261 باب أن الائمة يعلمون علم ما كان.

    عن ابي جعفر, سمعت أبا جعفر يقول وعنده أناس من أصحابه > عجبت من قوم يتولونا, شعيتنا هؤلاء سبحان الله وكان الإمام في زماننا يعيش, قال > عجبت من قوم يولنا ويجعلونا ائمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم, هؤلاء شيعة هؤلاء لا يوجد شك وأيضا (حزب الله ) لا يوجد شك بهذا, كطاعة رسول الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم< ( بئس ما صنعوا بأنفسهم) أنت عندما تعتقد أنا إمام مفترض الطاعة وطاعتي كطاعة رسول الله هذا فيه لوازم فرسول الله لم يكن مجرد ساعي بريد.

    قال> ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقنا < التفت جيدا هذه الظلامة { وسيعلم الذي ظلموا} هذه أكثر الآثار الوضعية التي تلحق كثير من الشيعة منشأها ظلم أهل البيت خصوصا للخواص والذي هم في الحوزات العلمية مرة عايش في مناطق نائية أما هو في الحوزة ويقول هذه ماذا حتى انتم تقرأوها تتصور أن هذا ليس فيه  أمر وضعية, وأنتم الآن تنظرون إليها في قم وفي العراق وفي مكانات أخرى للمعممين أيضا بالخصوص, لا أقل قل ليس عندي عمل بها لماذا انتم تضيعونها.

    >فينقصون حقنا ويعيبون ذلك ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا < لا يكتفون يقولون نحن لا نعتقد يقول انظروا إلى هؤلاء المساكين المجانين يعتقدون بهذا الكلام, >افتررن أن الله تعالى افترض طاعة أولياءه على عباده ثم يخفي أخبار السماوات والارض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم< هذه الروايات عشرات وكثير منها صحيحة السند الاعلائي, (كلام لأحد الحضور) أصول الكافي الجزء 1 صفحه 261 باب الائمة يعلمون علم ما كان.

    قال: {وما يعزب عن ربك مثقال ذرة لا في الأرض ولا في السماء} هذا أتضح هذا مقام الكتاب المبين والكتاب المبين دون الخزائن الإلهية, (كلام لأحد الحضور) لا أبداً, من حيث مرتبته.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/08
    • مرات التنزيل : 1328

  • جديد المرئيات