نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (145)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطبيين  الطاهرين

    قال: تنبيه لا بد أن تعلم أن للجنة والنار مظاهر في جميع العوالم لا شك أن لهما أعياناً في الحضرة العلمية وقد اخبر الله تعالى عن إخراج ادم وحواء ‘من الجنة فلها وجود في العالم الروحاني.

    على قاعدة الشيء بالشيء يذكر أو الكلام يجر الكلام هو أنه في آخر السطر عندما قال فتحصل صور الجنة والنار والحشر عقد هذا التنبيه وإلا هذا التنبيه بشكل مباشر لا علاقة له بأصل البحث لأن أصل البحث الذي عقد له الفصل هو بيان أن الحقيقة المحمدية هي قطب الأقطاب, طبعا لو عقد تنبيها بهذا العنوان لكان أولى وهو أن يبين مظاهر هذه الحقيقة بحسب الحضرات الخمس والعوالم الخمسة يعني أثبت بنحو من الانحاء مظهريتها أو مظاهر هذه الحقيقة في عالمنا, ما هي مظاهر هذه الحقيقة في عالمنا؟

    قال: كل الأنبياء والمرسلين والأولياء هم مظاهر هذه الحقيقة, إذا يتذكر الإخوة في صفحة قال: قال وهي صور الأنبياء, صور الأنبياء مظاهر ماذا؟

    سؤال مظاهر هذه الحقيقة في الحضرة العلمية ماذا؟ في النتيجة هذه الحقيقة لها مظاهر في الصقع الربوبي أو ليس لها؟ نعم, في عالم العقل ما هي مظاهرها؟ في عالم المثال ما هي مظاهرها؟  في عالم الدنيا اتضحت مظاهر ما هي؟ الأنبياء, والمرسلون, الأولياء, كلهم مظاهر هذه الحقيقة, ثم في البرزخ ما هي مظاهرها, في الحشر الأكبر ما هي مظاهرها؟ يعني في قوس النزول وفي قوس الصعود, هذا التنبيه كان في محله أما بيان أن في الجنة والنار مظاهر في العوالم هذا كلام صحيح باعتبار أن الجنة والنار مرتبطة بالأسماء الجمالية والجلالية للحق فلها مظاهر في قوس النزول ولها مظاهر في قوس الصعود وهذا مما لا شك فيه ولكن ما هو علاقته بالفصل أن الحقيقة المحمدية هي قطب الأقطاب, لذا لو عبر تنبيه وأشار إلى ما أشرت إليه الذي إذا تتذكرون نحن في أبحاث سابقة أشرنا ولو لم نعنون البحث ولكن أشرنا إلى هذه النقطة قلنا: أن النبي ’في الحشر الأكبر ماذا يكون له دور؟ وخاتم الولاية الذي هو علي أمير المؤمنين ماذا يكون له من دور هذه مظاهر تلك الحقيقة المحمدية في قوس النزول وفي قوس الصعود هذا أولا.

    ثانيا: أنه لو عبر هنا تذييل لكان أولى لأن التنبيه إذا يتذكر الإخوة نحن مرارا ذكرنا التنبيه: هو أن أصل المطلب مذكور ولكن نريد أن نضيف إليه بعض الإضافات الجديدة فننبه عليها, أما إذا تريد أن تذكر مطلباً آخر أساسا لا علاقة له بما سبق هذا تذييل يعني عندك  شيء جديد تريد أن تشير إليه ولو لمناسبة ولذا لو عبر هنا تذييل لكان أولى من أن يعبر بالتنبيه وكان ينبغي أن يجعل التنبيه هو مظاهر الحقيقة المحمدية في العوالم ويجعل هذا تذييل لبيان الجنة والنار أيضا لها مظاهر بحسب العوالم الخمسة والحضرات الخمس الإلهية.

    تنبيه: لابد أن تعلم أن للجنة والنار مظاهر في جميع العوالم, لماذا أن الجنة والنار لها مظاهر في جميع العوالم؟ مقدمة لابد أن تعلموا أن الجنة والنار هما من اقتضاء الأسماء الجمالية والاسماء الجلالية للحق, تعالوا معنا إلى صفحة 537 من الكتاب في السطر الخامس قال: فما شاء, الله سبحانه وتعالى ما شاء بالمشيئة التكوينية, فما شاء فما هداهم أجمعين وإلا لو شاء أن يهدي الناس جميعا لكانوا جميعا مهديين لأنه {أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} فلو شاء بالمشية التكوينية أن يكون كل إنسان مهديا وعلى الصراط لمستقيم لكان كذلك وحيث لم يشأ إذن لم يكن, فما شاء {فما هداهم أجمعين} ولا يشاء, يقول فما شاء هذه ما نافية, فما شاء هداية الكل لعدم إعطاء بعض الأعيان الهداية, بعض الأعيان الثابتة كان مقتضاها أن تكون مهدية أو تكون ضالة؟ أن تكون على الصراط أو تكون منحرفة عن الصراط؟ إذا تتذكرون نحن فيما سبق قلنا أن علم الله تعالى تابع أو متبوع؟ علمه تابع, يعني ما علمه من العين يعطيه وعلم منه أنه يريد أن يفعل كذا وكذا {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء} فهؤلاء أعيانهم الثابتة لم تقتضي فما أعطى الهداية لعدم إعطاء بعض الأعيان الهداية, إذا كان الأمر كذلك, فما هدام ولا يشاء هداية الجميع أبداً فان شؤون الحق, التفتوا جيدا كما تقتضي الهداية شؤون الحق أيضا تقتضي الضلالة ولذا يوجد عندنا هادي ويوجد عندنا مضل لأنه هذا من إقتضاءات شؤون الربوبية بل نصف شؤونه هذا ليس مراد النصف الرياضي بل المراد بعض شؤون وبعض شؤونه, بل نصف شؤونه يترتب على الضلالة كما يترتب النصف الآخر على الهداية ولذلك قسم الدار الآخرة إلى الجنة والى  النار باعتبار الجنة لم اهتدى والنار لمن ضل وغوى. وهما الصفات الجمالية التي مظهر في الآخرة, له مظهر في  الآخرة وهي الجنة, والجلالية التي مظهرها في الآخرة هي النار فطابق الآخر الأول, الآخر الجنة والنار, الآخر, الأسماء الجمالية والجالية.

    إذن: لا بد أن تعلم للجنة والنار مظاهر, لماذا لابد أن تكون للجنة والنار مظاهر في جميع العوالم؟ باعتبار أن الجنة والنار هي مظاهر الأسماء الجمالية والاسماء الجلالية للحق فإذا كانت كذلك فلها مظاهر في جميع الحضرات الخمس, الحضرة الأولى الحضرة العلمية, الحضرة الثانية حضرة العقل, الحضرة الثالثة حضرة المثال, الحضرة الرابعة حضرة الإنسان, الحضرة الخامسة حضرة عالم الشهادة, هذه كل العوالم لابد أن يكون للجنة والنار مظاهر.

    لذا قال: لابد أن تعلم أن للجنة والنار مظاهر في جميع العوالم, مراد من العوالم يعني الحضرات الخمس التي تقدم الكلام عنها مفصلا. إذ لاشك, أن لهما, للجنة والنار, أعياناً في الحضرة العلمية, إذن الجنة لها عين ثابتة والنار لها أيضا عين ثابتة وهذه الأعيان الثابتة لوازم الأسماء الإلهية لوازم أسماء الجمال ولوازم أسماء الجلال, هذا في الحضرة الأولى الحضرة العلمية.

    الحضرة الثانية: وقد اخبر الله  تعالى عن إخراج ادم وحواء من الجنة فلها, أي فللجنة وجود في العالم  الروحاني, قبل وجود الجنة في العالم الجسماني, إذا تمت هذه النظرية فالحمد لله رب العالمين كل إشكالات عصى ادم وخروجه كلها تنتهي لأنه هنا يصور أن الجنة التي كان فيها ادم أولا ليس هي جنة الخلد التي لا يخرج منها أحد هذا أولا.

    ثانيا: هي جنة مرتبطة بقوس النزول.

    ثالثا: انها جنة ليست مرتبطة بعالم التكليف.

    إذن: هذه الكلمات وهي صدرت من بعض الأعاظم وهي أنه ترك الأولى هذه كلها سالبة بانتفاء الموضوع لأن ترك الأولى إنما له معنى في عالم التكليف عندما يكون واجب وحرام ومستحب وأولى وغير أولى نحمل هذه التصرفات كما قلت أنه الآن أكثر كتبنا من محققينا أساسا يحملون هذا العمل على ترك الأولى, أولا ثبت العرش ثم انقش, أولا ثبت أن ادم في هذا الموقع كان في عالم التكليف ثم بين أنه كان حراما أو كان ترك أولى أما إذا أنت ما بينت أنه في عالم التكليف فما هو معنى ترك الأولى, (كلام لأحد الحضور) أعوذ بالله شيخنا نحن نبحث قواعد عقلية, أنت الآن تأتي إلى الروايات الروايات فيها قضايا عقائدية فلابد أن نبحث السند هذا أولا, وثانيا: لابد أن نرى الإمام على مستوى ذهن من يتكلم؟ (كلام لأحد الحضور) جيد تؤيد كنت أظن أنه أنت تعارض فبدأت أعارض وأنت تعرفني, (كلام لأحد الحضور) احسنتم جزاك الله أنت عندما تريد تبدأ قول أنا سيدنا أريد أن أؤيد حتى أنا افهم, (كلام لأحد الحضور) احسنتم وإلا بعض الأعلام هنا جالسين ويريدون يؤيدون ونحن نحمل عليهم.

    إذن: هذه القضية اخواني الاعزاء لا بد أن تحل في الرتبة السابقة وهذا البحث هو بحث تفسيري لمن يريد أن يكتب غدا لابد أن يثبت أن ادم وحواء واقعا كانوا في عالم التكليف عند ذلك لابد أن نبحث أن هذا الذي صدر منهم كان عصيانا ينافي العصمة أو لم يكن عصيانا فلا ينافي العصمة أما أنت بعد لم تثبت أن العالم عالم تكليف فكيف تذهب باتجاه هذا ترك الأولى أو ليس ترك الأولى لذا هو يقول: وقد اخبر الله تعالى عن إخراج ادم وحواء من الجنة فلها وجود هذا على فرض قضية في واقعة وإلا على كونها انها مثل قراني فأساساً ليس سالبة فقط بل سالبة بسالبة بانتفاء الموضوع وعند ذلك ليس عندنا قضية في واقعة حتى نبحث عنها وهو بحث محل تدبر ولا يتصور أنه مباشرة أنه خلاف الظاهر القرآني هذا على المنبر جيد أما في البحث العلمي هذا ليس بهذا الشكل لابد أن نعرف أنه, ترون أن بعض الخطباء كما هم خطباء علماء (هؤلاء الناس مساكين) نحن أيضا نصعد منبر سيدنا.

    السيد الطباطبائي & في الجزء1 من الميزان 135 قال: فالحياة الأرضية تغاير حياة الجنة فحياتها, أي الجنة, حياة سماوية غير أرضية, مراده من السماء هنا ليس السماء الفلكي بل المراد {أوحى في كل سماء أمرها} المراد السماء يعني عالم الملكوت يعني سكنتها الملائكة كما الروايات > لا تفتح لهم أبواب< وإلا ليس المراد السماء الفلكي ولا بحمد الله تعالى الكفار والمنافقون سبقونا إلى أنه فتحوا أبوابها ولكن هذه الأبواب التي لا تفتح هي أبواب عالم المعنى وليس أبواب عالم المادة.

    فلهذا يقول: فحياتها حياة سماوية غير أرضية ومن هنا, التفتوا إلى محل الشاهد, ومن هنا يمكن أن يجزم أن جنة ادم كانت في السماء, ولكن أي سماء ليس المراد واحدة من الكواكب ولكن المراد السماء المعنوية, فلماذا خرج منها؟ أنت تقولون الذي يدخل في الجنة لا يخرج؟ ولهذا افتح قوس في ليلة المعراج حينما دخل الرسول إلى تلك الجنان ورأى فيها كيف خرج منها؟ هنا أغلق القوس والجواب في محله. وان لم تكن جنة الآخرة, لا يقال أن هذه قوس النزول لأنه كان رأى من أمته كذا وكذا فكانت جنة الخلد كانت أو جنة النزول؟ كانت جنة الخلد. وان لم تكن جنة الآخرة جنة الخلد التي لا يخرج من دخل فيها, جنة ادم جنة سماوية أولا, وثانيا: انها قوس النزول.

    إذن: بعد ذلك قلت لكم هذا السطر إذا انتم تأخذوه بعين الاعتبار وتدخلون في البحث القرآني لفهم قضية ادم عند ذلك تحل القضية بشكل كبير, أنه عصى أي عصيان؟ ليس العصيان الفقهي وليس العصيان الكلامي لأنه العالم لم يكن عالم تكليف ونحو ذلك.

    قال: وقد اخبر الله تعالى عن إخراج ادم وحواء من الجنة وهذا معناه فلها وجود, أي للجنة وجود في العالم الروحاني, هذا أي روحاني؟ أعم من أن يكون عالم العقل أو عالم المثال, قبل وجود الجنة في العالم الجسماني وكذلك للنار أيضا وجود فيه, أي في العالم الروحاني لماذا؟ لأن العالم الروحاني مظهر الحضرة العلمية فإذا كانت الجنة والنار لها أعيان ثابتة في الحضرة العلمية إذن لها مظاهر في العالم الروحاني, (كلام لأحد الحضور) في عالم (كلمة غير معروفة) يأتي واحدة واحدة, يعني الآن ثبتنا انها في الحضرة العلمية وثبتنا انها في العالم الروحاني عقلا ومثالا وبقي علينا أن نثبتها في العالم الجسماني وبقي علينا انها في النفس لأنه واحدة من الحضرات الخمس هو الإنسان وبقي أن نثبتها في الحشر الأكبر في قوس الصعود وهذه واحدة واحدة يذكرها.

    قال: قبل وجودها  في العالم الجسماني وكذلك للنار وجود في العالم الروحاني لأنه, هذه لأنه يعني العالم الروحاني, لأنه مثال, ليس النار, لأنه, يعني العالم الروحاني, مثال لما في الحضرة العلمية, وحيث أنه في الحضرة العلمية كان يوجد عندنا جنة ونار إذن العالم الروحاني أيضا يوجد فيه مظاهر الجنة  والنار, وهذه وفي الاحاديث ضعوها تتمة للبحث السابق وليس أول السطر, هذا كلامه يريد أن يثبت أن للجنة والنار في العالم الروحاني.

    وفي الاحاديث الصحيحة ما يدل على وجود الجنة والنار في العالم الروحاني أكثر من أن تحصى. انتهى البحث.

    واثبت رسول الله ’, الآن في الدنيا انتقلنا إلى المرحلة الثالثة, الحضرة العلمية, العقل, المثال, عالم الدنيا, واثبت رسول الله وجودهما في دار الدنيا أو في الدار الدنيا أي منهما؟ أهل الأدب أهل أل يصح؟ هناك قال في الدار الآخرة, وآخر ما مضى في الدار الآخرة هناك كان يقول في دار الآخرة, هنا لماذا يقول دار الدنيا وهناك يقول في الدار الآخرة, من الناحية اللغوية الأمر إليكم لأنه بعض الأعلام هنا ذكر في حاشيته في الدار الدنيا بقرينة في الدار الآخرة وان كانت أسهل على اللسان يقال في دار الدنيا.

    في دار الدنيا بقوله: > الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر < شيخنا من أين أثبت رسول الله رسول الله ما قال يوجد جنة ونار في الدنيا بل يوجد سجن يقول لا بقرينة قوله جنة الكافر إذن المراد من السجن ماذا؟ بقرينة الجنة لأنه يقول واثبت رسول الله وجودهما يعني الجنة النار ولكن الحديث ليس فيه هكذا مضمون, الجواب بقرينة المقابلة لأنه قال > جنة الكافر < إذن بالنسبة إلى المؤمن تصير نار, (كلام لأحد الحضور) يكون قرينة, قلنا لابد أن الجنة والنار لها مظاهر في كل العوالم في الدنيا لها مظهر أو ليس لها مظهر؟ (كلام لأحد الحضور) أنا أقول من قال دائما النار فقط للكافر والجنة فقط نعم في الدار الآخرة التي هي الحشر الأكبر الجنة تكون للمؤمن محضا وللكافر تكون النار محضا, يعني خالصة يوم القيامة الجنة للمؤمن وخالصة النار للمنافق والكافر, أما في غيرها وأنا أتصور في الاستعمالات العرفية كثيرا نستخدمها هذه يقول أنا أعيش جحيم واقعا يعيش جحيم لأنه الجحيم ماذا؟ هذا الألم الذي لا يطاق فانت تعيشه والكثير من المؤمنين يعيشونه في هذه الدنيا.

    قال: واثبت رسول الله ’وجودهما, الجنة والنار, بقوله > الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر < كما أثبت رسول الله ’ في عالم البرزخ يعني أثبت وجودهما في عالم البرزخ, وبهذا ينكشف أن العالم الروحاني الذي تكلم عنه كان في قوس النزول لأنه هذا مرتبط بقوس الصعود. كما أثبت رسول الله وجودهما في عالم البرزخ, هذه بقرينة ما تقدم, في عالم البرزخ, والمراد من البرزخ البرزخ الصعودي هذا البرزخ الذي {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} ما هوت؟

     قال: > القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران < تلك للمؤمن وهذه للكافر, طبعا عندما نقول هنا قبر ليس مرادنا القبر باصطلاح الفقهاء فان القبر باصطلاح الفقهاء للبدن وأحكام البدن والقبر الذي يتكلم عنه هؤلاء إنما هو للروح وللنفس وبهذا يتضح موضوع البحث في القبر عند الفقيه وموضوع البحث عن المتكلم والحكيم والعارف, موضوع البحث عند الفقيه ما هو؟ هذا البدن الذي يصير جيفة ويتوكل على الله, أما موضوع البحث عند الفقيه الطين أما موضوع البحث عند المتكلم والعارف {ونخفت فيه من روحي} والامر إليكم إذا كان شرف كل علم بمعلومه يتضح شرف علم العرفان والحكمة والكلام على الفقه وهذا معنى ما ذكره جملة من الأعلام أن الفقه مرتبط  بأمور الدنيا وليس أن الفقه علم دنيوي فيوجد فرق بيه هذين اللفظين والاصطلاحين ولا يقول هذا الكلام إلا جاهل أن الفقه علم دنيوي, مراد الغزالي عندما قال وحمل عليه الفيض الكاشاني ليس  مراده أن الفقه علم دنيوي بل مراده من أن الفقه متعلقه في الدنيا لأنه بعد الدنيا لا يوجد عندنا تكليف. الآن من باب المناسبة التي نقلتها لبعض الإخوة أنا قبل كم يوم كنت شيخنا الاستاذ الشيخ جوادي الله يحفظه ويطيل في عمره قلت له شيخنا في البعض الأحيان تسمع بعض الأصوات من ومن هناك أنه سيدنا أنت لماذا تركت الفقه والأصول ومشغول بهذه الدروس هذه ليس فيها مستقبل وعبارات أخرى, فانت ما هو نظرك هل استمر في هذه أو ارجع إلى تلك؟ هو أجاب بهذه الجملة: قال {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} ثم ذكر لي قضية قال قبل اسبوعين أو ثلاثة أو عشرة أيام أنا كنت في مجلس علماء وذكروا لي هذه القضية قالوا شيخنا إذا قالوا لك أنت بعد أسبوع وليس أكثر من أسبوع طيب وحي في هذه الدنيا تدرس فلسفة أو فقه يقول فأجبتهم بضرس قاطع ادرس فلسفة وليس فقه, قال لماذا؟ قلت لأن الفلسفة معرفة المعبود والفقه كيفية العبادة وأين هذا من ذاك, كيفية العبادة العبادة أين موضوعها ومتعلقها؟ في هذه النشأة, أما معرفة المعبود متوقفة بينكم وما بين الله, معرفة المعبود التي على أساسها درجات المقربين يوم القيامة دورها ينتهي أو متعلقها موجود؟ متعقلها مستمر, بتعبيرنا اليوم أنه هذه لا توجد فيها خبزة نعم صحيح لا يوجد.

    قال: القبر روضة من رياض الجنة للمؤمن أو حفرة من حفر النيران, (كلام لأحد الحضور) نعم, أو حفرة من حفر النيران للكافر وأمثال ذلك, هذه إلى الآن صارت كم عالم؟ الحضرة العلمية, العالم الروحاني بقسميه مثالا وعقلا, العالم الجسماني, العالم الانساني الحضرة الخامسة.

    قال: وللعالم الانساني, يعني الجنة والنار أيضا مظاهر, وفي العالم الانساني لهما أيضا وجود إذ مقام الروح والقلب إذا يتذكر الإخوة في صفحة 53 من الكتاب نحن بينا ما هو المراد من الروح وما هو المراد من القلب, الإخوة يتذكرون هنا, وما يسمى باصطلاح الفقهاء بالعقل المجرد يسمى بإصلاح أهل الله بالروح.

    قال: وما يسمى بالنفس الناطقية يسمى عندهم بالقلب, إذن إشارة إلى مقام الإجمال الفلسفي وإشارة إلى مقام التفصيل, من باب التقريب إشارة إلى مقام أحدية النفس ومقام واحدية النفس, يعني النفس لها مقام الاحدية ولها مقام الواحدية, مقام أحديتها الروح ومقام وأحديتها القلب, يقول إذا وصل الإنسان إلى هذا المقام فهو مظهر الجنة الحقيقة, أما إذا كان في مقام الهوى فهو مظهر أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك, واضح هذه الروايات إلى أي مرتبة تريد أن تشير, ليس تريد أن تشير إلى هذه الحقيقة التي نفخت فيها من روحي بل مراد من النفس هذه المرتبة الدانية التي تأمر بالفحشاء والمنكر والى غير ذلك, طبعا النفس في هذه المرتبة لا تأمر في الفحشاء والمنكر ليكون في علمكم  وهذه من الأخطاء الشائعة, النفس لا تأمر بالفحشاء والمنكر النفس مرتبة من مراتبها تريد الشيء ولا تنظر إلى الحلال والحرام لأنه ليس وظيفتها أن تنظر إلى الحلال والحرام, مثل المعدة المعدة تريد طعام ولكن اسألها تريد حلال أو حرام طاهر أو نجس تقول أصلا هذه الأمور التي تقولها لا أفتهما ما معنى حلال أو حرام أو طاهر أو نجس لأنه وظيفة المعدة أن تفهم الحلال والحرام والنجس والطاهر أو وظيفة العقل أي منهما؟ وظيفة العقل, أنت أصلاً تسأل سؤال في دائرة عمله أو لا؟ فلذا يقولون أن النفس تدعو إلى الحرام, لا النفس لا تدعوا إلى الحرام النفس تدعوا إلى ما تقتضيه تريد اللذة, تريد الشراب, تريد الأكل, تريد الراحة, حلال أو حرام؟ تقول هذه ليست وظيفتي حتى تسألني اذهب واسأل المدبر لي العقل الذي أنا أكون في خدمته فإذا أنا استطعت ذاك اجعله في خدمته فعند ذلك كل ما أقول يفعل أما إذا لم استطع هو يأمرني ولكن أنا لا استطيع أن افعل.

    إذن: هذه التعبير الشائع وهو أنه أساسا أن النفس تأمر بالحرام لا أبداً النفس تريد مقتضياتها وهذا مقتضى طبيعتها الأصلية, (كلام لأحد الحضور) الجواب أنه النفس أمارة بالسوء بهذا المعنى: وهو انها أساسا تفرق أو تفرق؟ يعني سالبة بانتفاء الموضوع وليس سالبة بانتفاء المحمول يعني تعلم أن هذا سوء وتريد السوء ليس بهذا الشكل, يعني لا يفرق لها انت تعطيها حلالا أو تعطيها كذا, كما قلت الآن أنت اذهب إلى الطفل الذي عمره 5 سنين هو عطشان ويريد منك ماء والآن وجد ماء أمامه فيريد أن يشرب فتقول له أن هذا ليس طاهر يقول لك طاهر يعني ماذا؟ إذا عنده لسان يجاوبك يقول لك أن طاهر أو نجس ما معناه, التفت هذه ليست النفس تأمره أن اشرب النجس لا هي لا تميز بين الطاهر وبين النجس بين الحلال وهكذا و…, طبعا اقرأ وأرقى طبعا كثير من الامور التي نحن بالنسبة إلينا محللات أو نسميها مكروهات إذا شخص قال هذه حرام مرتبتنا العاقلة تقول لماذا حرام ما هو الإشكال, أما الذي فوقنا مرتبة يقول هذا لا يفهم ماذا يفعل, كما أنه أنت تقول للطفل لا تفهم, ولذا ترى أن أولياء المقربين عندهم تكاليف نحن ليس عندنا هذه التكاليف لماذا ليس عندنا هذه التكاليف إذا كمال لماذا الله سبحانه وتعالى لم يفرضه علينا؟ إذا هي نقص لماذا موجودة عندنا؟ وجوب صلاة الليل كمال أو ليس كمال؟ هذا الوجوب كمال أو ليس كمال؟ لما لم يوجبه, ألستم قرأتم في الاصول تضييع المصالح وتفويتها قبيح فلماذا لم يوجبها؟

    الجواب: هو أنه لو اوجب كان عقلنا يدركها أو لا يدركها, يقبلها أو لا يقبلها, إلى ما يمكن أن يقبل الله اوجب وحرم أما ما زاد وهكذا, ولذا نحن ذكرنا مراراً أن هذه الاحكام الفقهية أدنى الدرجات وليس أعلى الدرجات هي هذه أدنى درجات الحلية والحرمة والوجوب ونحو ذلك.

    قال: وفي العالم الانساني لها, أي للجنة والنار, أيضا وجود إذ مقام الروح والقلب وكمالاتهما عين النعيم عين الجنة, هذه الرواية من الروايات التي عادة تقرأ ولكن هذا الذيل الذي لها لا يقرأ, طبعا يوجد روايات  بمضمونين ولكن أنا يعجبني أن اقرأ هذه الرواية:

    في ترتيب الأمالي المجلد 4 صفحة 520 التي هي من مجالس الصدوق المجلس 61 أمالي مجالس الصدوق, الرواية هذه قال: احمد بن حماد, عن عمر بن الشمر, عن جابر, عن ابي جعفر الباقر, عن علي بن الحسين بن علي, عن علي بن ابي طالب قال رسول الله ’ >أنا مدينة الحكمة وهي الجنة وأنت يا علي بابها < الرواية المشهورة > أنا مدينة العلم وأنت < طبعا تلك الروايات لا يوجد فيها وأنت, تلك فيها > أنا مدينة العلم < واقعا هؤلاء الذين عندهم الاسم يشمئزون من هذا الأسم قالوا أن علياً ليس اسم علي يعني عالِ بابها, علي من العلو > علي بابها < يعني بابها عالِ نحن نقبل هذا المضمون لا إشكال فيه, (كلام لأحد الحضور) لا لم تلتفتوا مقصودي حتى الآن تلك الروايات وضعوا ما يقابل هذه لا قيمة له لا هذه الروايات مضمون وعلي بابها هذه الروايات قالوا مضمونها مراده من علي ليس علي ابن ابي طالب, مراده العلو أصلاً لا يوجد فيها دلالة من أين تقولون أن مراده علي كلما يذكر يعني علي ابي طالب هذا من أين أتيتوا به, مثل قضية لما لم يستطيعوا أن ينفوا روايات من >من كنت مولاه فهذا علي مولاه < قالوا يوجد عشرين معنى للمولى انتم من أين أتيتم بمعنى الولاية بالمعنى السياسي والقيادي وهذه القضية استعملت على مر التاريخ في علم الكلام يعني الفضائل التي استطاعوا أن ينكروها أنكروها والتي غير قابلة للإنكار تصرفوا في المضمون قالوا فيه 22 معنى وواحدة من المعاني هذا المعنى السياسي, وهنا ذكروا قالوا أن المراد من علي بابها يعني ليس علي بن ابي طالب بل المراد, هذه الرواية تسد الباب تقول > وأنت يا علي بابها < فهذه لا تصير وعلي بابها, (كلام لأحد الحضور) أحسنت هنا الشبهة تغلق لأن الرواية تقول أنا مدينة العلم بين شارحتين يعني ماذا يا رسول الله أنت مدينة الحكمة؟ قال: > وهي الجنة < وهذا هو العالم الانساني الذي يقول مظهرها في العالم الإنساني هذا المقام من هو  ؟ رسول الله في هذه الدنيا وكذلك, > وأنت يا علي بابها <  فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة ولا يهتدي إليها إلا من بابها فأتوا البيوت من أبوابها.

    قال: وكمالاتهما عين اليقين أما ومقام النفس والهوى ومقتضياتهما نفس الجحيم, لماذا؟ {الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا} الآن يأكل نار تقول لماذا الآن لا يلتفت تقول فيما يبعد يلتفت, كونوا على ثقة هذا الجرح الذي الآن صار له شهر انظروا إليه لأنه مكانه غير جيد لأنه ينفتح ويغلق فلا يطيب بسرعة, كونوا على ثقة هذا جرح وخرج الدم وأنا لم التفت لأنه كنت مشغول بشيء آخر وبعد ذلك أحسست بالألم وعجيب الألم الذي به لماذا؟ لأنه كنت مشغول بعمل آخر وهذه الدنيا دار الغفلة وعدم الالتفات وعدم التوجه بمجرد أن تنقطع العلائق لأن الموت هو انقطاع العلائق الدنيوية وليست حقيقة الموت إلا هذه, فإذا انقطعت العلائق يرجع الإنسان إلى نفسه فيعلم ماذا فعل بنفسه {وما ظلمانهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} بتعبيرنا العراقي ( الله يطيح حظك أنت ما تدري شتسوي بنفسك) نحن 50 سنة أعطيناك حتى تصير ادمي, الآن عندما انكشف لك { ربي ارجعون}. لذلك من دخل مقام القلب والروح واتصف بالأخلاق الحميدة والصفات المرضية فيتنعم بأنواع النعم وهو في الجنة, فلذا في رواياتنا انتم ترون عندما كانوا يأتون إلى الائمة وعند الإمام العسكري واردة هذه الرواية لما قال له كيف أنت في هذه الأوضاع كيف تتحمل قال له لا أنت مشتبه تعال أُريك نحن أين نعيش, نعم ليكون في علمكم أنه ليس بدنه كان في راحة لا أبداً بدن الإمام الحسين × في كربلاء قطع إرباً إربا, بدن أهل البيت قطع إذن عندما يقول أنا في راحة ليس أنه في كل مراتبه في راحة هذا خلاف الوجدان ولكن مراده أن ذاك البعد الاصلي الذي لنا في جنة ونعيم, (كلام لأحد الحضور) لأنه واقعا ذاك التوجه والارتباط يصير أعظم والعلاقات وواقعا المؤمن وعند ذلك يتضح سجن المؤمن ماذا؟ المراد من سجن المؤمن يعني هذه المرتبة الدانية منه وهي البدن وهي الجسم وبعض الامور المرتبطة بالجسم أولاد زوجة وكذا نعم في سجن وفي ضيق وفي كذا وإلا ذاك المعنى المعنوي الروحاني لو يعطى الدنيا يستبدلها بآن أو لا يستبدلها؟ هذه أمامكم الآن, الآن بإمكان كثير من الإخوة أن يذهبوا إلى الدنيا كما ذهب غيرهم إلى الدنيا هذا العراق أمامكم الآن الكثير ذهبوا إلى الدنيا وانغمسوا فيها وليس نسوا الآخرة فقط بل نسوا حتى ربهم انظروا ماذا يفعلون بالعراق, وبالأمس عشرين سنة أو ثلاثية سنة أو خمسين سنة كانوا دعاة حركة إسلامية ومبادىء وقواعد انظروا الآن انغمسوا حتى ما لم ينغمس فيه حتى العلمانيون والوطنيون, ما هو السبب؟ سببه أن هذه الجذور لم تكن قوية فبمجرد أن صار التجاذب بين البعد المعنوي الروحاني وبين البعد الدنيوي والمادي من الذي غلب؟ البارحة قرأنا العبارة التي للاشتاني قال أن هؤلاء {عذب فراته وملح أجاج} هذا من الذي يغلب, إما هذا وإما ذاك على أي الأحوال.

    قال: يتنعم بأنواع النعم أما ومن وقف مع النفس ولذاتها والهوى شهواتها يتعذب بأنواع البلايا والنقم, وقعا هو لا يدري هو في جحيم {ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا} هو لا يدري ماذا يفعل هنا نعم كالطفل الذي يلعب, يلعب الجاهل بنفسه كما يلعب العدو بعدوه, لا نعلم ماذا نفعل بأنفسنا نحن نتصور أن 4 أيام و 4 مناصب و 4 كلمات و 4 تصفيقات و4 عناوين, اثنين آية الله أمامه واثنين عظمى وراءه وأربعة دام ظله القضية حُلت, لا مولانا ولهذا واقعا في أنواع البلايا والنقم. أما وآخر مراتب مظاهرهما, أي الجنة والنار أين, في الآخرة, هذا في قوس الصعود, إلى الآن كلها في قوس النزول خمسة ذكرنا ما هي؟ الحضرة العلمية, عالم العقل, عالم المثال, عالم الشهادة, والعالم الانساني, الآن هذه أقوس النزول انتهينا منه. الآن بدأنا نصعد ماذا يوجد عندنا, (كلام لأحد الحضور) احسنتم واقعا الآن سنشير إليه في القيامات الخمس أو الساعات الخمس أيضا سنشير إلى قوس الصعود الذي له الذي يقولون ما معنى وللساعة أنواع خمسة, وجه للساعة أنواع خمسة لأنه يريد أن يشير إلى قوس الصعود, بمناسبة أنه قال: وآخر مراتب مظاهرهما في الدار الآخرة, لأنه في قوس الصعود سوف تظهر الجنة والنار التي هي أوضح مصاديق الجنة والنار.

    ولكل من هذه المظاهر, أي مظاهر, مظاهر الجنة والنار, ولكل من هذه المظاهر لوازم تليق بعالمه, يعني عالم الحضرة الربوبية شيء, الحضرة العلمية, عالم العقل, عالم المثال, عالم الشهادة, وعالم الإنسان. وكذلك, هذه وكذلك ليس جملة منفصلة عن البحث السابق, بعد أن قال: وان للجنة والنار مظاهر في الدار الآخرة, هذه إلى هنا انتهينا من قوس النزول والآن بدأنا بقوس الصعود,  قوس الصعود هذه الجنة والنار لها مظاهر أو ليس لها؟ يقول نعم أيضا خمسة على حد الحضرات الخمس, على حد العوالم الخمس.

    لذا قال: وكذلك للساعة أنواع خمسة, مراده من الساعة يعني القيام, إذن نحن توجد عندنا قيامات خمسة, القيامة الأول, القيامة الثانية, القيامة الثالثة, القيامة الرابعة, القيامة الخامسة التي هو يشير إليها من الصغرى والكبرى و… إلى غير ذلك.

    قال: وكذلك للساعة أنواع خمسة بعدد الحضرات الخمس, ولكنه هذه الساعة خمسة بلحاظ الدار الآخرة التي هي مرتبة بقوس الصعود منها يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/15
    • مرات التنزيل : 1433

  • جديد المرئيات