نصوص ومقالات مختارة

  • حوار مع الملحدين (35) – هل هناك دليل على وجود الله؟ (6)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في البحث السابق وقفنا عند هذه القاعدة المنطقية وهي واضحة أن الإنسان إذا صار بصدد إثبات شيء في الواقع الخارجي وان له تحقق في الوجود الخارجي، لابد أن يكون له تصور عن ذلك الشيء قبل إقامة الدليل لإثباته، وإلا إذا كان الأمر مجهولاً من كل جهة يريد أن يقيم الدليل على أي شيء، أساساً غير معقول إقامة الدليل لأنه في إقامة الدليل لابد من وجود مدعى هذا المدعى يحتاج إلى دليل حتى يكون ثابتاً، وبعبارة أخرى لابد من وجود مطلوب حتى من خلال الدليل نصل إلى أن ذلك المطلوب والمدعى موجود في الواقع الخارجي.

    ومن هنا جاءت هذه القاعدة المنطقية أن كل تصديق متوقف على تصور، ومرادنا من التصديق فهم صدق قضية ما، ما معنى الصدق يعني أن هذه القضية التي في الذهن لها مصداق في الواقع الخارجي، هذا معنى التصديق المنطقي، وهو غير التصديق الكلامي الذي اشرنا إليه، الذي هو الإيمان القلبي ذاك بحث آخر.

    من هنا أعزائي يطرح هذا التساؤل وهو انه أساساً هل انه يوجد تصور عن الله أو عن الإله أو لا يمكن أن نتصوره أي منهما؟ قد يقول قائل أساساً التصور تعريف الله، تصور الله أساساً ممكن أو غير ممكن؟ غير ممكن، إذن لا يوجد عندنا تصور عن الله ماذا نريد أن نثبت؟

    من هنا وجدت دراسات لإثبات هذه الحقيقة وهي هل أن التصور عن الله ممكن أو غير ممكن ممتنع؟ وأنا في هذا اليوم تقريباً عموم الدراسات والمصادر التي جلبتها مصادر فارسية، من هذه الكتب هذا الكتاب وهو (خدا در تصور إنسان) الله في تصور الإنسان، وهو من الأساتذة المعروفين المتخصصين في هذا المجال محمد حسن قدر دان قراملكي، يكفي انه انتم ترجعون إلى فهرس هذا الكتاب مثلاً في القسم الأول بخش أول إمكان تصور وشناخت خدا، هذا القسم الأول في هذا القسم الأول يوجد عدة فصول الفصل الأول هل يمكن أن يتصور الحق تعالى أو يتصور الإله ولو تصورا إجماليا؟ ما هو التصور الإجمالي؟ التصور التفصيلي والتصور الإجمالي قرأتموه في علم المنطق مرة أنت تعرف أن هذا الشيء ماء ومرة لا تعرف انه ماء، ولكن تعرف انه سائل، هذا السائل أي نوع من أنواع السائل؟ مثلاً تجد شيء من بعيد يأتي لا تعلم انه إنسان انه حيوان انه سيارة انه شيء يتحرك، يوجد شيء تعلم أو شخص يدق الباب لا شخص، تسمع دق الباب هذا دق الباب عندما تسمعه إنسان دق بابك أو انه كذا كرة وقعت وهكذا يوجد تصور إجمالي ولكن لا يوجد تصور تفصيلي، هل يوجد عندنا تصور إجمالي عن الإله وعن الله أو لا يوجد؟

    الفصل الثاني إمكان شناخت وتصور ذات خداوند، لا هنا ليس فقط تصور إجمالي ذات الحق هل يمكن معرفته أو لا يمكن؟ الفصل الثالث استحالة تصور وشناخت ذات خدا أساساً يستحيل أن الإنسان يعرف ذات الله أو ذات الإله وهكذا أبحاث مفصلة في هذا المجال مثلاً في القسم الثاني بخش دوم تعريف وتوصيف خدا هل يمكن أن نعرّف الآن نحن نعرّف الإنسان نقول حيوان على سبيل المثال حيوان ناطق حيوان ما ادري كذا حيوان إلى آخره أليس كذلك هل يمكن أن نعرّف الإله أو لا يمكن؟ إذن كيف نعرف إذا لم نستطيع أن نعرّفه نتعرف عليه من خلال صفاته عالم، قادر، سميع، بصير، حكيم ونحو ذلك.

    الآن نحن فرضنا هنا وهو انه يمكن أن يتصور الإله ولو بنحو التوصيف لا بنحو التعريف والذات لا، ليس الأمر كذلك، توصيفاً من حيث الأوصاف نستطيع أن نقول نريد أن نثبت مبدأً هذه صفاته، يعني هل هو حادث أو هو قديم، هذه من أوصافه، هل هو عالم أو ليس بعالم، هل هو قادر أو ليس بقادر؟ هل هو جسم أو ليس بجسم؟ هل هو متناهٍ أو محدود؟ وفي الأعم الأغلب يدور البحث عن تصور الإله عن الأوصاف، يعني نحن نأتي إلى موجود من الموجودات ونحاول أن نتعرف على أوصافه، نقول هل يوجد عندنا موجود له هذه الأوصاف أو لا يوجد مثل هذا الموجود وفي الأعم الأغلب الآن لا أريد ادخل في هذا البحث، وهو أساساً معرفة الذاتيات ممكنة أو غير ممكنة؟ الماء حقيقته ما هي؟ حقيقة الإنسان ما هي؟ أنت تعرف حقيقة الحيوان ما هي لا تعرفها، وإنما تعرف صفاتها إذن نحن نفترض أن معرفة التصور ولو بنحو من الأنحاء، ولو تصور من خلال الصفات والآثار؛ لأنه جملة من الأحيان حتى الصفات نستطيع أن نتعرف عليه انه له الأثر من قبيل الجاذبية، الجاذبية لها آثار نحن نعرف انه توجد حقيقة مادية جسمية ولكن هذه آثارها، ما هي حقيقتها لا نعرف، إذا اتضح ذلك من هنا نحن لا يمكن أن ندخل إلى بحث أدلة وجود الإله أو بحث أدلة وجود الله إلا بعد أن نعين التصور الذي نريد، يعني إما من خلال الصفات إما من خلال الآثار ونحو ذلك، لماذا؟ لأنه قد أنا في تصوري اله وأنا أريد أن اقيم دليل على إثبات وجوده، والآخر يملك هذا التصور أم يملك تصوراً آخر؟ يملك تصوراً آخر، فيقبل هذا الإله أو لا يقبل هذا الإله حتى لو اقيم له ألف دليل، على سبيل المثال الذين يعتقدون أن الله جسم وان الإله جسم، وان له صورة كالصورة الإنسانية ونحو ذلك، الذين لا يعتقدون بذلك، لو تقيم ألف دليل على هذا يقبل منك أو لا يقبل؟ يقول لا هذا أي دليل تقيم لا اقبل هذا الإله.

    إذن هذه قضية مهمة ونبهنا عليها في هذه الأبحاث من اليوم الأول قلنا قبل أن ندخل في حوار مع ملحد مع غير الملحد مع المؤمن مع غير المؤمن أياً كان، لابد أن نعين ماذا نريد أن نثبت، وماذا نريد أن ننفي؟ طبعاً هذه ليست فقط في الإله في النبوة أيضاً كذلك، أي نبوة تريد أن تثبت؟ بأي مواصفات أي إمامة تريد أن تثبت بأي مواصفات؟ أي معاد تريد أن تثبت بأي مواصفات، معاد جسماني أو معاد روحاني إمام معصوم أو إمام ماذا؟ ليس فقط غير معصوم يشرب الخمر أيضاً إمام، هذا لأنه طاعته واجبة أو ليست واجبة؟ أولي الأمر هؤلاء يجب طاعتهم.

    إذن هذا بحث مهم في أي حوار علمي هو أنه كما يصطلح عليه بحسب اصطلاح الحوزة أن نحرر محل الحوار محل البحث محل الاختلاف؛ لأنك قد تثبت ما لا انفيه، وقد تنفي ما لا أثبته، أنت تثبت شيئاً أنا انفيه أو لا انفيه؟ أنا لا انفيه لا يوجد خلاف، أو تنفي شيئاً وأنا أثبته أو لا أثبته؟ أنا لا أثبته، فيكون النزاع بتعبيرنا أو الاختلاف اختلافاً لفظياً لا اختلافاً واقعياً حقيقياً.

    هذه قضية أساسية،ولذا كل من يتابع هذه الأبحاث أو يريد أن يدخل في هذه الأبحاث فليسأل الطرف الآخر عندما يقول أنا ملحد أنا لا اقبل الدين أنا لا اقبل النبوة أنا لا اقبل الإمامة فليسأله ما هو التصور الذي يحمله عن الإله حتى نقول بأنه إذا يقول أنا اله ظالم اله غير حكيم اله كذا وكذا أنا لا اقبل أنت هم قول أنا لا اقبل هكذا اله إذن هو ينفي إله أنت تثبته أو تنفيه؟ أنت أيضاً تنفيه، أو أنا أريد أن اثبت إلهاً حكيماً رؤوفاً، رحيماً، جميلاً، خيراً، هو يقول أنا اقبل الإله ولكن لا بهذه المواصفات، أنا اقبله بمواصفات أخرى، أنت تريد أن تثبت انه محدود هو يريد ماذا؟ هو لا ينفي الحد، هو أيضاً يعتقد الحد أو غير محدود هو يقبل أيضاً ماذا؟ وهكذا.

    في البحث السابق وفي الحلقة السابقة قلنا أن التصورات عن الله قليلة أو كثيرة؟ ما شاء الله، من أهم المصادر الحديثة في هذا المجال هذا المصدر (خدا در انديشه فيلسوفان غرب) الله في فكر فلاسفة الغرب، مهم جداً لأنه نحن كل الذي الآن نقرأه في حوزاتنا العلمية وفي مؤسساتنا الدينية من سنية من شيعية من وهابية من سلفية من اشاعرة كالازهر وغيرها وغيرها، تعلمون بأن الازهر مبانيه العقائدية اشعرية، أما بخلاف عندما نذهب إلى المدارس الأخرى تجد مباني أخرى، هذه كلها لا علاقة لها بهذه التصورات الموجودة عند فلاسفة الغرب، اعم من أن يكونوا متدينين أو غير متدينين، يعني مسيحية يهودية وغير ذلك، أو أساساً غير متدينين، بمعنى أنه أساساً يؤمنون بالإله ولكن ليسوا من المسيحية، المقصود متدينين يعني التدين حسب الأديان المسيحية واليهودية وعندما تأتي إلى تلك التصورات، تجد كاملاً في كثير من الأحيان تختلف عن هذه التصورات عن الإله الذي نحن بصدد إثباته وبصدد وجوده الخارجي، وكثير من ملاحدة الغرب أيضاً ينفون الإله الذي يطرحه فلاسفة المسيحية واليهودية، هذه المقدمة أشرت إليها لهذه إذن هو ينفي الإله الذي أنت تعتقد به أو لا ينفيه؟ أنا لا أريد أقول يثبته، ولكن هو ليس بصدد نفي هذا الإله؛ لأنه هذا الإله الذي أنت تقوله في منظومة المعارف الإسلامية بمختلف أبعادها ومدارسها واتجاهاتها، هو أساساً لا يعرفه حتى ينفيه، هذا من قبيل أنه هناك خالفوا المسيحية وخالفوا الكنيسة، جملة من علماء المسلمين قالوا مؤسساتنا الدينية ليست حالها حال الكهنوت المسيحي، هناك كان عندهم مشكلة مع الكهنوت المسيحي ومع الكنائس المسيحية ونحن لا نعيش المؤسسة الدينية كالكنائس في المسيحية فهو عنده إشكال ونقد على الكنيسة لا على الحوزة العلمية؛ لان الحوزة العلمية أو مؤسسة الازهر أو إلى غير ذلك لها صورة أخرى تصور آخر قواعد أخرى، هذا الكتاب أهميته تنبع من هذه الجهة، هذا من حيث موضوع البحث وهو الله في فكر فلاسفة الغرب، وثلاثة مجلدات يعني من أوسع ما كتب في هذا المجال هذا أوّلاً.

    قد يقول لي قائل الكاتب والمؤلف هل هو من المتخصصين؟ الجواب المؤلف هو هانز كونك، من هو هانز كونك؟ تعالوا معنا إلى تعريفه في كتاب معارك التنويريين والأصوليين في أوروبا لهاشم صالح في صفحة 16 توجد ترجمة مختصرة عن شخصية هانز كونك يقول هانز كونك هو عالم اللاهوت الكاثوليكي إذن هو متدين أم ملحد؟ فيقرأ المنظومة اللاهوتية من داخل البيت أم من خارج البيت؟ هذه نقطة أساسية وهو انه مطلع أو من الخارج يراها؟ مطلع، وهو من كبار علماء اللاهوت الكاثوليك الالماني الكبير، يعد احد كبار المجددين في مجال اللاهوت والعلوم الدينية، ولقي بعض المتاعب سابقاً من طرف الأوساط المحافظة في الفاتيكان، ولهذا فصل كفّر، زندق من نفس المؤسسة الدينية، حتى تعرفون أن التجارب البشرية واحدة أم متعددة؟ إنما قلت أهميته من هذا الجانب، الآن هذا بعده الديني لا يستطيع احد أن يشكك والآن لعله في الثمانينات من عمره ويشترك في مؤتمرات كثيرة، وله دور كبير في إشاعة البعد الديني والحياة الدينية ولكن بقراءته هو لعله أشير إليه وهو شخصية مهمة، وانظروا بأن كتبه مترجمة إلى اللغة العربية أو غير مترجمة وهو مطلع على احدث النظريات العلمية والفلسفية الحديثة في العلوم الإنسانية، ولا يكتفي بالقراءة التقليدية للدين، وإنما عنده قراءة جديدة، ومن أشهر كتبه كذا، وكتاب آخر كذا، مثلاً من كتبه الجيدة المسيحية واديان العالم الإسلام الهندوسية، البوذية، عنده كتاب عن الإسلام من أفضل ما كتب عن الإسلام؛ لأن تخصصه هو الأديان، وهو ممتنع جداً لأنه تحاور فيه مع كبار الاختصاصيين الالمان في هذه الأديان الثلاثة، ومن يريد أن يوسع آفاقه العقلية ويتجاوز مرحلة التعصب الديني والانكفاء عن الذات فليقرأ هذا الكتاب.

    هذا وقد اصدر البروفسور كونك مؤخراً كتاباً ضخماً عن الإسلام ولكن مع الأسف الشديد إلى الآن غير مترجم هذا الكتاب، ولا نزال ننتظر ترجمته إلى الفرنسية لكي نستطيع الاطلاع عليه، ويا ليت العرب يترجمونه لكي يعرفوا كيف يناقش مفكر ديني كبير قضايا الإسلام التي تشغل العالم حالياً، فربما قدم لهم بعض الاصطلاحات الساطعة، الآن تعرف الفائدة أين؟ والنصائح التي تساعدهم على الخروج من المأزق الذي يتخبطون فيه اليوم، أقول ذلك ولاسيما أن الرجل خبير بتاريخ المسيحية، وانه كيف استطاع فلاسفة الغرب ومفكروا الغرب أن يتجاوزوا الفكر المسيحي، نحن لا نريد أن نتجاوز الفكر الديني أو الفكر الإسلامي، وإنما نريد أن نعطي قراءة أخرى للفكر الديني وللفكر الإسلامي.

    يقول وله كتاب ضخم عن المسيحية وكذلك عن اليهودية وكلاهما ترجم إلى الفرنسية، وبالتالي فالرجل مختص بالأديان التوحيدية ويتحدث عنها كمؤمن من الداخل لا كملحد من الخارج. ولكنه مؤمن مستنير ومتسلّح بأحدث المنهجيات العلمية والفلسفية كما قلنا، وبالتالي فوجهة نظره تستحق الاهتمام، وإن كنا لا نتبناها كلياً، ولكن هل نستطيع أن نطلب من رجل دين انفتاحاً اكبر من ذلك على العلوم، ليت عندنا من امثاله شيخاً إسلامياً واحداً، يوجد ولكنه بيني وبين الله هناك الأجواء مفتوحة عندهم فعلومهم تنتشر في كل العالم، ولكن في بلداننا وفي حوزاتنا وفي مؤسساتنا الأجواء مغلقة فالذي موجود مباشرة يتهموه بالكفر والزندقة والضلال، فيخاف ولا يتكلم، وإلا أنا معتقد أن لهم وجود.

    قبل أن أشير إلى هذا الكتاب (خدا در انيشه فيلسوفان غرب) أريد أن أقف عند بعض كتاباته، طبعاً الذي يريد مختصر حياة هذا الرجل، هذا الرجل اقاي حسن قنبري متخصص، في هانز كونك، هناك في صفحة 29 إلى 48 دين وأخلاق در نكاه هانز كونك، حدوداً عشرين صفحة يبين حياته، آثاره، ومشروعه الأصلي، من أهم دراساته في هذا المجال هذا الكتاب (ساحت هاي معنوي أديان جهان) يعني الأبعاد المعنوية المشتركة بين جميع الأديان، عندما أقول أديان لا يذهب ذهنك فقط إلى الأديان التوحيدية يعني الصينية داخلة على الخط، والهندية أيضاً داخلة على الخط، والافريقية داخلة على الخط، لا يتبادر إلى ذهنك عندما نقول أديان يذهب ذهنك فقط إلى اليهودية والمسيحية و… وإلا أعزائي هذا آئيين بودا هذا الدين البوذائي كل مبانيه موجود هنا الذي كتبه نيكيو ياباني ترجمة باشايي هذا واحد من الكتب الموجودة، أديان وفلسفه افريقايي الأديان الأفريقية من الكتب الموجودة قلت لكم مع الأسف الشديد هذه لا اعلم لأنه هذه كتب صادرة من مؤسسة مهمة، انتشارات دانشكاه أديان ومذاهب التي هي من الجامعات المهمة، من الكليات المهمة في قم، جامعة الأديان والمذاهب واقعاً فيها متخصصين كبار هذه كلها تحت نظرهم، دين سيكا الذي نعبر عنهم بالسيخ،

    هو في هذا الكتاب يقول خلاصة هذه الدراسة هذه وهو أن نكتشف الأبعاد المعنوية والأصول الكلية في الأخلاق المشتركة في جميع الأديان في العالم ما هي المشتركات بينهم؟ الآن لا يعلم نحن المشتركات بين الشيعة لم نجد مشتركات ليس فقط بين السنة والشيعة الشيعة بيني وبين الله فيما بينهم يكفر بعضهم بعضا أو لا؟ والسنة أيضاً يكفر بعضهم بعضا والسنة يكفرون الشيعة والشيعة يكفرون السنة، هذا الرجل انظر إلى الأفق وهو يبحث عن المشتركات لا بين الأديان الإلهية التوحيدية فقط بل بين جميع الأديان تقول لي سيدنا ما هي هذه الأديان؟

    تعالوا معنا في صفحة 9 هذه مقدمة الكتاب حتى أضعك في صورة الكتاب يقول الأديان على ثلاثة أصناف الأديان التي لها منشأ هندي، والأديان التي لها منشأ صيني، والأديان الذي لها منشأ سامي أو هذا الشرق الأدنى أو الأديان التوحيدية، هذه ثلاثة أما الأديان التي لها منشأ ديني مثل الهندوس والبوذائية، وإما التي لها منشأ صيني فهي الكونفشنوسية وداوو، وإما الأديان التي لها منشأ خاور نزديك (الشرق الأدنى) يهودية، مسيحية وإسلام انتم تعلمون هذه الأديان موطنها الأصلية هذه المنطقة، الآن سميها شرق أوسط شرق أدنى هذه المنطقة وإلا ليس مكان آخر، أليس كذلك؟ المهم هذا البحث العلمي انظر في سطرين أو ثلاث يعطيك معلومات كن على ثقة لو تقرأ خمس سنوات لم تستطيع، وهذا يكشف لك انه محقق محيط واقف على الخريطة، مهم جداً ان الإنسان تكون عنده خريطة تبين لك هذا يمين هذا يسار ذاك شمال هذا جنوب هذا صغير وهذا كبير.

    انظر ماذا يقول؟ يقول الشخصية الأصلية والمحورية في الأديان الصينية هو الإنسان لا توجد أبحاث أخرى الإنسان بما هو إنسان يعني الكونفشنوسية وغيرها، الشخصية المحورية في الأديان التوحيدية هو النبي، أصلاً كل أبحاث أديان التوحيدية محورها حول من يدور؟ على النبوة، ذاك يدور على الإنسان وذاك يدور على العارف، الآن بينك وبين الله كم لابد أن تطالع لتكون هذه المعلومات بيدك؟

    ثم يأتي ويقول كل هذه الأديان التي اشرنا إليها يعني حدود سبعة ثمانية أو حدود العشرة، هذه مرّت بمراحل متشابهة بدأت بصورتها البدائية، ثم اكتملت ثم وصلت إلى كمالها الأصلي، ثم الآن داخلة في صراع مع الحداثة، والحداثة الغربية تريد أن تقصم ظهرها، عندنا في الإسلام أو لا يوجد؟ الآن الحداثة الغربية ماذا يفعل بالفكر الإسلامي ولهذا يقول متشابهة في هذه الأبعاد، وجميعها الآن تعيش إرهاصات، مقدمات، شواهد أن تنتقل من القراءة الرسمية الموجودة إلى قراءة جديدة، هذا الذي تجدون أنا أؤكد لأنه هذه طبيعة الفكر الديني، وهذه غير مرتبطة بالتشيع حتى البعض يتصور لماذا السيد الحيدري؟ لا عزيزي هذا طبيعة ماذا؟ ولكنه البعض يفهمها من أوائلها والبعض ينتظر مائة سنة حتى يفهمها، بعض هو يكون رائد من روادها فيحمل راية، وبعض عندما جاءت وصارت في أواخرها يلتفت أنها وقعتـ ولهذا الرائد لا يكذب قومه، الراد من هو؟ الذي يستشرف المستقبل ولا يقرأ الماضي، والآن في حوزاتنا ومؤسساتنا الدينية كل الهم التقدم حول الماضي، كلما تتقدم أكثر تذهب إلى صدر الإسلام أنت عالم أكثر ولكن هذا الفكر ماذا يقول؟ يقول بقدر ما تستطيع أن تستشرف المستقبل حتى من الآن تتهيأ، ولهذا هو يعتقد الألفية الثالثة الفية التحولات إلى ما بعد الحداثة والقراءة الجديدة في جميع هذه الأديان والمذاهب والاتجاهات المهم يطرح نظرية، أنت قد توافق وقد لا توافق وهذا الذي أنا أسعى إليه أنا لا ادعي بيني وبين الله حقق كل شيء أنا اشعر بأنه نحن نعيش إرهاصات هذه المرحلة، إذن لابد أن نتهيأ ونستشرف المستقبل حتى نعرف ماذا تريد اجيالنا القادمة، وإذا نريد أن نضعهم في بودقة المعارف الدينية والمعنوية والأخلاقية والكرامة الإنسانية لابد أن نقدم له ديناً ينسجم مع هذه المنظومة الإنسانية وكرامة الإنسان.

    يقول: امروزه (في هذه الأيام) همه آنها گرفتار نوعي گزار به دوران جديدي هستند، كلها الآن تعيش حالة ومرحلة جديدة مقدمات وارهاصات مرحلة جديدة التي هي ما بعد الحداثة، هر عنوان پيشپيني آينده آنها در هزاره سوم تقريباً نا ممكن است، لا نستطيع أن نعرف ماذا سيحدث لهذه الأديان في المائة السنة القادمة، ما در يك دوره گزار هيجان انگيز، نحن نعيش في مرحلة مهيجة جداً، با همه ترسها و اميدهايش زندگى مى كنيم، واقعاً لا نعلم ماذا يحدث.

    ثم يأتي في هذا المقطع في صفحة 10 يقول عندما قرأت لعشرات السنين أهم الدراسات عن هذه الاديان يقول وجدت على مر التاريخي الديني (المكتوب الآن أربعة آلاف سنة ثلاثة آلاف سنة اقل أكثر كل هذه الأديان) وجد أن تساؤلاتها جميعاً متشابهة، يعني يطرحون سؤالاً واحداً، ما هو هذا السؤال من أين جئنا؟ هذا الذي إذا تتذكرون في الأسفار أول صفحة يقول الحديث هو ليس حديث وإنما مقولة فلسفية من أين جئنا؟ والى أين نذهب؟ هذا السؤال الذي حير الفكر البشري، إذن هناك جهات مشتركة في الإنسان وإلا لماذا هؤلاء مع اختلاف ظروفهم، ثقافاتهم، أديانهم يسألون تساؤلات واحدة؟ هذا معناه توجد مشتركات بين البشر، الآن تريد تسميها فطرة أي شيء تسميها سمها، والأخطر من هذا يقول أن أجوبة هذه التساؤلات متشابهة إلى ابعد الحدود، يعني هذا بما هو عارف وهذا بما هو نبي وهذا بما هو إنسان يجيبون جواباً متشابهاً، كيف تفسرها بناءً على نظرية الاحتمال، المفروض إذا اختلفت الظروف الثقافية والفكرية والجغرافية والبدائية والحضرية الجواب يكون واحد أو متعدد؟ إذن لماذا هؤلاء يتفقون على جواب، وهذه أن شاء الله تعالى عندما ندخل إلى أدلة الإثبات هذه واحدة من أدلة ماذا؟ بناءً على نظرية الاحتمالات مقتضى قانون الاحتمال أن تأتي الاجوبة متعددة لأنه ظروفهم متعددة.

    وأفضل من بحث هذه القضية كاتب التصوف والفلسفة تأليف ولتر استيس ترجمة وتعليق وتقديم الاستاذ دكتور امام عبد الفتاح امام انظروا في مقدمة الكتاب ماذا يقول: يقول أنا استقرأت ثمانية أنواع من المتصوفين في العالم، بوذي، كونفشنوسية، إسلام، مسيحية، يهودية، بوذائية كلهم استقرأتهم، المتصوفة ماذا يقولون هؤلاء في حالات الكشف والتجربة الشخصية المعنوية، وجدت أنهم مع كل الاختلافان التي بينهم قبل ألفين سنة يجيبون جواباً واحداُ، يقول أن المؤلف يبني عليها فكر أساسية هي أن التجربة الصوفية واحدة عند جميع المتصوفة إذ تتفق التجارب الصوفية التي رواها المسيحيون والمسلمون واليهود والهندوس والبوذيون وأيضاً المتصوفة، الذين لم يتبعوا أي عقيدة دينية محددة، أصلاً غير متدينين بالمعنى الاصطلاحي ليس أنهم غير موحدين موحد ولكن ليس متدين بدين معين، وهؤلاء لهم وجود الآن في الغرب لا يعتقد بالنبوة ولا يعتقد أساساً بشيء، ولكنه عندما يدخل تجربة شخصية، عرفانية، صوفية معنوية تجد عندما يخرج بالنتيجة تقول له في النتيجة عندما تخرج من هنا أين وصلت؟ يقول يوجد موجود هذه صفاته، لكنها تختلف في تأويل كل متصوف لتجاربه تأويلاً عقلياً مستمداً من خصائص ثقافية، يعني عندما يبينه لك يبينه بطريقة التعبير يختلف، ولكن الجوهر واحد.

    طبعاً هذه كمقدمة للأعزة من أدلة إثبات وجود مثل هذا الموجود، أنا لا أريد بالضرورة أقول لك هذا الموجود الذي يقول عنه الشيعة الاخبارية أو الصوفية، لا أبداً ليس هذا، أنا بصدد إثبات وجود مثل هذا المبدأ.

    هو يقول هذا الكتاب (ساحتهاي معنوي أديان جهان) يعني الأبعاد المعنوية المشتركة في الأديان العالمية المعروفة هو يقول خلاصة كتابه أمّا ميخواهم يك گزارش موجز، أريد أعطيكم تقرير مختصر وهذا التقرير المختصر تقريباً 450 صفحة، ولكنه واقعاً تقرير مختصر لأنه يقول الموضوع الذي أريد ابحثه ما هو، واقعاً جزاه الله خيراً في 450 صفحة قادر أن يعطينا هكذا تقرير، من ميخواهم يك گزارش موجز از أديان ارائه دهم، كل الأديان أريد أقول أبعادها المعنوية ماذا؟ مشتركات فيه، بينك وبين الله إذا أنت تريد كل واحدة من هذه تقرأها عشرين صفحة يريد لك عشرين كتاب تقرأ، ارائه دهم كه نياز ضروري امروز است، واقعاً من أهم الحاجات الضرورية التي يحتاجها الإنسان حتى يتعرف على الآخر، لا يصدر كافر كافر كفار كفار دار الكفر دار الإسلام، نعم في زمان ما كان عندنا دار الكفر، الآن لابد يصير عندنا دار آخر وتقسيم آخر، يصير عندنا دال العدل والحرية ودار الظلم والاستبداد، هذا أحفظوه ماذا دار كفر أنت دار الكفر ولكن تجد البشرية كلها أين تريد تذهب؟ إلى دار الكفر، تجدون الآن عنده استعداد يضحي في البحار ويغرق ويموت حتى يصل إلى دار الكفار، أين يريد أن يذهب؟ إلى دار الكفار، ولا يوجد احد بيني وبين الله منهم من ذهب إلى دار الكفار قال لا والله حياتهم ليس كريمة ولا محترمة أنا بيني وبين الله رجعت إليكم، وإذا يفتح الباب أنا أتصور مئات الملايين أين يريدون يذهبون؟ لماذا؟ كل هؤلاء مجانين؟

    الجواب: لأنه إلى حد ما يشعر بكرامته الإنسانية، بحريته عبر ما تشاء، وإلا إذا تريدون أن تقسّمون قسموا إلى دار العدل والحرية والكرامة الإنسانية، ويكون في ذهنك عندما أقول عدل فكل هذه الصفات موجودة من الكرامة والحرية ولهذا الله عندما اتصف بالعقل اتصف بكل هذه الصفات الكمالية، وهذا هو المجتمع الذي نحن ننتظره للإمام الحجة، أي مجتمع؟ مجتمع العدل نحن لا نقول شيء آخر، إذن قسموا المجتمع البشري إلى دار العدل والى دار الظلم؛ لأنه إذا جاء الظلم جاء معه هتك الكرامات والاستبداد وعدم الحريات والى ما شاء الله من الرذائل الفردية والاجتماعية.

    تقول لي سيدنا المفهوم ذاك الزمان مرتبط بتلك ما علاقته؟ أنا طبعاً قلت للأعزة في اعتقادي هذا تقسيم الفقهاء، وإلا في الآيات لا يوجد هكذا تقسيم انه تنقسم البشرية إلى دار الكفر ودار الإسلام، هذا فهم من؟ فهم الفقهاء وتقسيم الفقهاء، وليس تقسيم ديني، التقسيم الصحيح ما هو؟ إذا انتم تقولون أن الإسلام دين الفطرة، إذن دين العدل دين الإخاء دين الاحترام، دين الكرامة الإنسانية، دين قبول الآخر في اختلاف معه.

    ولذا يقول ودر طي چند دهه آنها را فراهم كرده ام، في مدى عقود أنا استطعت اهيأ لكم هذا المختصر ليس طي شهور، عقود وليس سنين، در واقع تمام زندگى من أين كتاب را يافته است، كل حياته تجده في هذا الكتاب، ولهذا انظروا هذا الكتاب مترجم إلى اللغة العربية واقعاً كتاب يستحق المطالعة، ودر پايان كوشيده ام كه بسيار موجز آن را نشان بدهم، وحاولت للتجربة عقود أن الخصها لك في اسطر.

    في آخر المطاف يقول بحسب تجربتي اعتقد أن هذا الاختلاف في الأديان والأفكار وغيرها ضرورة إنسانية انظروا القرآن ماذا يقول في سورة هود بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً) يعني من حيث الفكر (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) لا، لم تتعلق مشيئته بهذا، وإنما تعلقت مشيئته بأن يكونوا مختلفين، ولذلك خلقهم، انظروا هذا الرجل ماذا يقول، يقول اميدوارم خوانندگان بعد از خواندن كتاب در أين اعتقاد كه هدف از نوعي تفاهم جهاني ميان أديان نميتواند ونبايد يك دين يكپارچه جهاني باشد، لا تتوقعون يوماً ما البشرية تصل إلى دين واحد، تبقى الأديان والأفكار مختلفة لأن تكامل الإنسان بحوار الأديان، وهذه قراءة أخرى لظهور الحجة سلام الله عليه إذن عندما يظهر الحجة لا يوجد دين آخر؟ لا، لعله الدين العام هو الدين الإسلام ولكن هذا لا ينفي انه ماذا؟ كما الآن افترض في إيران عموماً شيعة ولكن هذا ينفي يوجد يهود ونصارى وسنة وسلفية؟ لا، لا ينفي، لا يقول لي ليظهر على الدين كله، أقول نعم الحالة العامة ما هي؟ أمّا هذا ليس معناه نفي الآخر، يقول هيچ نشانه أي شبيه أين در هيچ جاي كره زمين وجود ندارد، لا يتبارد إلى ذهنك يتوحد الدين حتى در هزاره جديد، في الالف الثالث تكثر أديان ميتواند به غناي متقابل آنها منجر شود، يؤدي إلى أن يستغني .

    واختم حديثي بهذا الكلام الذي ذكره كلام دقيق أنا هذه المقولات الأربع التي انقلها من ديباجة هذا الإنسان، يقول هيچ صلحي ميان ملتها بدون صلح ميان أديان ممكن نيست، أي صلح وسلام بين الأمم لا يكون إلا بعد الصلح والسلام بين الأديان، فالمشكلة الأصلية من أين تبدأ؟ من الدين ومن المؤسسات الدينية، هذا أوّلاً، وهيچ صلحي ميان أديان بدون گفتگو ميان أديان ممكن نيست، وأي صلح بين الأديان والمذاهب لا يتحقق إلا من خلال الحوار، لا من خلال التفكير ولا التفسيق والإقصاء كما الآن نعيشه جميعاً هذا الأصل الثاني.

    إذن لا حوار بين شعوب العالم إلا من خلال الحوار بين الأديان، ولا حوار بين الأديان إلا من خلال الحوار لا الإقصاء وعدم القبول وهيچ گفتگوئي ميان أديان بدون معيارهاي جهاني أخلاقي ممكن نيست، وأي حوار بين الأديان والمذاهب لا يكون إلا من خلال الأخلاق المشتركة واحترام الآخر، هذا الأصل الثالث والاصل الرابع.

    إذن النتيجة بقاي كره خاكي ما بدون يك أخلاق جهاني ممكن نيست وهذه الكرة الأرضية لا يمكن أن تعيش بسلام وبأمن وبرخاء وبسعادة إلا من خلال الأخلاق الإنسانية المشتركة، وهذا ما أثبته لنا القرآن الكريم، قال وإنك لعلى خلق عظيم، لم يبرز صفة من صفات خاتم الأنبياء إلا هذه الصفةـ وإلا صفات أخرى عنده أم لا؟ أليس هو الأعلم؟ كما نعتقد نحن ولكن القرآن وضع يده على الأخلاق؛ لأن هذه الصفة المشتركة بين جميع البشر على اختلاف مستوياتهم والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/19
    • مرات التنزيل : 2195

  • جديد المرئيات