نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (150)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وهذه المرتبة كالمقدمة لظهور المرتبة القلبية فإذا غلب النور القلبي وظهر سلطانه على القوى الحيوانية واطمأنت النفس تسمى مطمئنة.

    يوجد ملاحظتين قبل أن ادخل في البحث أشير إليها: راجعت كلام اللغويين فما وجدت أن الفأد هو الجرح والتأثر لغة, وإذا الإخوة يجدون مصدر هذه الكلمة أين في أي كتاب لغوي جيد, لأنه في اقرب الموارد هذه عباراته يقول: الفؤاد القلب لتوقده وقيل لتحركه لان أصل الفأد الحركة والتحريك وهذا أصل الفأد الحركة والتحريك غير أن أصله الجرح والتأثر ويوجد كثير من الفرق بين الأمرين على أي الاحوال إذا وجدتم مصدر يعتمد عليه من قبل اللغويين يبين هذه المسألة جيد جدا.

    الملاحظة الثانية: وهي أساسا أن الروح يذكر؟ يعني لا يكون إلا مذكر أو يذكر ويؤنث؟ بعض الاقلام والمختصة أيضا يقول يذكر ويؤنث وهذه القضية أيضا الاخوة يدققون فيها إذا كان أيضا يذكر ويؤنث فعلى هذا جملة من الاعتراضات التي أشرنا إليها بالأمس ينبغي أن يؤنث وينبغي أن يذكر وان كان مقتضى الكتابة الفنية أما أن تذكر من الأول إلى الآخر وأما أن تؤنث من الأول إلى الآخر أما مرة مذكر مرة مؤنث يشوش البحث فإذا ثبت أنه يذكر ويؤنث كما ذكر جملة من الأعلام كما ذكر السيد الطباطبائي & قال: الروح يذكر ويؤنث, إذا كان الامر كذلك فعند ذلك هذه المسألة, جملة الإشكالات وإرادة.

    أما فيما يتعلق بأصل المطلب قلنا بأنه في قوس الصعود يبدأ الإنسان من الطبع بحسب تقسيم هؤلاء  طبع, ونفس, وقلب, وروح, وسر, وخفي, وأخفى, وعندما نصل إلى مرتبة النفس النفس إما نباتية, وإما حيوانية, وإما انسانية ناطقة, هذه الناطقة أيضا لها مراتب وشؤون أما مسولة, وأما أمارة, وأما لوامة, وأما تصل إلى آخر مراتب النفس وهي النفس المطمئنة, وبالأمس بينا هذا التسلسل وهذا الترتب الموجود بين هذه, طبعا هذه التعبيرات بعد ذلك سنشير إليها, ما معنى أن الإنسان عنده نفس نباتية وحيوانية وإنسانية يعني واقعا الإنسان مركب من عدة نفوس هكذا أو ما هذه القضية هذا لا بد أن يُشار إليه وإنشاء في آخر المطاف في آخر الصفحة قبل التنبيه سنبين العلاقة بين هذه الحقيقة القدسية الملكوتية وبين قواها, متى ينتهي الإنسان إلى النفس المطمنئة هذا بيانه بالأمس بينا وفقط بقي تطبيق العبارة وأطبق العبارة وأبين مراد الاطمئنان.

    وهذه المرتبة يعني المرتبة اللوامة إذا استطاعت أن تغلب في هذا الجهاد الأكبر, مرة انها تستلم وتكون منقادة وأسيرة للهوى عند ذلك لا يحدث شيء, ومرة تلحقها عناية ربانية فلذا قال: وعند تلألؤ نور القلب إذا هذا تلألؤ زاد يعني هذه النكتة البيضاء لا النكتة السوداء لأنه كما أن المعصية توجب نكتة سوداء حتى يستولي على القلب وأحاطت به خطيئته كذلك الإنسان من خلال بعض الطاعات والعبادات والتمارين الدينية والأعمال توجد في قلبه نكتة بيضاء فإذا استمر عليها وداوم عليها وروض نفسه عليها تحاول أن تتوسع لذا قال: وعند تلألؤ نور القلب, تلألؤ يعني من بعيد تجد كوه بها نور القلب يقوم بهذا العمل فتبدأ العملية إلى أن يستولي النور, لذا عبارته هذه قال: فإذا غلب النور القلبي, يعني غلب على تلك النكتة السوداء على ما يعارض ذلك النور الإلهي, وهذه المرتبة, يعني مرتبة النفس اللوامة, كالمقدمة.

    لذا هنا توجد قاعدة أخلاقية وإخواني الاعزاء التفتوا إلى هذه لان الكثير منا يبتلي بها وهو غير ملتفت, كل انسان مبتلى بزلات فإذا وجدتم أن اللوامة تعمل وتعاتب وبعض الاحيان توجد عند الإنسان ندم وعدم راحة فاعرف انك على خير لأنه تلك النكتة أو تلألؤ أو النور الإلهي لم ينطفأ يعني لم يدس في التراب, أما إذا وجدتم لما بدأتم بهذه المعصية أو هذه المخالفة أو هذه الزلة كانت حالة من عدم الارتياح ولكن الآن صارت طبيعية فانت كثيرا تخوف من هذه القضية لأنه هنا يصير يُمهل وهذا استدراج وهو لا يعلم وإياكم هذه من الناحية الأخلاقية كثيرا يؤكدون عليها لأنه في كثير من الأحيان لا توجد مشكلة وأنا رأيت بعض الاخوة الذين كانوا في الغرب فأقول له أنت في الغرب وهذا الوضع يقول لا سيدنا كأنه أصبح طبيعي عندي هو يتصور أنه لا يؤثر ولكن وهو يؤثر ولكن هو لا يشعر لان اللوامة انتهى نورها فذاك النور القلبي فيكون أمراً طبيعيا بالنسبة إلى المعصية.

    قال: وهذه المرتبة كالمقدمة لظهور المرتبة القلبية, التفتوا جيدا نحن بعد لم نصل إلى المرتبة القلبية بحسب تقسيم أهل المعرفة, فإذا غلب النور القلبي وظهر سلطانه صار هذا النور هو الأمير بعد أن أن أسير, الآن صار سلطان وصار أميراً, وظهر سلطانه على القوى الحيوانية من خيالية, ومن متوهمة, ومن شهوية, ومن غضبية, لان كل هذه القوى موجودة عند النفس الحيوانية, هذه واطمأنت النفس, هذه الواو عطف تفسير يعني إذا غلب وظهر عند ذلك وصل الإنسان إلى مقام الاطمئنان هذه نتيجة, واطمأنت النفس عند ذلك تسمى هذه النفس نفسا مطمئنة, ما هو مرادهم من النفس المطمئنة؟النفس المطمئنة فيها علامتين:

    العلامة الاولى: على مستوى العقل النظري لا يحصل عندها شك وأنا  أتصور عندما اقول هذه المطالب لعله مارين بهذه الحالات ولكن لعله لا يبرزونها ولكن جملة من عقائدهم الأصلية في بعض الاحيان يحصل عندهم (شك, الكلمة غير واضحة) هو قد لا يبرز هذا المعنى ولكن الكلام في البحث الثبوتي وليس البحث الإثباتي, النفس المطمئنة يحصل لها شك أو لا يحصل؟ لا يحصل, النفس المطمئنة على مستوى العقل النظري هذا, أما على مستوى العقل العملي عندما ترى خيرا أو طاعة أو معروفا تتردد في الاقدام وعدم الاقدام أو لا تتردد وهذا الذي يسمى عندهم عازما جازما جازماً عازما, الجزم في قبال الشك والعزم في قبال التردد, عزم إرادة يختارك بها, والانسان المتردد لا يتحرك, ولذا يقول الاطمئنان علامة النفس المطمئنة هي أمران: على مستوى العقل النظري الجزم ولا يحصل الشك, وعلى مستوى العقل العملي العزم ولا يحصل التردد.

    الآن لما وصل إلى مقام النفس المطمئنة عند ذلك تهيأ له الطريق أن يدخل إلى المراتب الأعلى منها وهي مرتبة القلب.

    قال: ولما كمل استعدادها, أي المرتبة القلبية التي هي النفس المطمئنة, ولما كمل استعدادها وقوى نورها وإشراقها, أي إشراق النور القلبي هذه لها مراتب وشؤون, وظهر ما كان بالقوة فيها, يعني صار بالفعل ذلك النور ما فيه من إمكانات الظهور الآن وصل إلى مقام الفعلية, وصار مرآة, وصار يعني أيضا نتيجة يعني إذا وصل إلى هذا المقام يعني وصل إلى مقام القلب, ما هو مقام القلب؟

    يقول مقام القلب هو الذي يكون واسطة الفيض بين الوجه الذي يلي الحق وبين الوجه الذي يلي الخلق, لذا انتم تجدون في البحث السابق: سمي الروح قلبا فلتقلبه بين الوجه الذي يلي الحق وهو الافاضة والوجه الذي يلي الخلق الإفاضة, القلب هذا دوره يكون واسطة الفيض بالنسبة إلى الإنسان والى قوى الإنسان والى مشاعر الإنسان والى كل حالات الإنسان, الآن التفت جيدا هذا البحث أنا لا أريد أن استبقه ولكن بعد ذلك أشير إليه ولكن من باب حتى تعرف.

    الآن إذا صارت هذه الواسطة إذا كانت سليمة وصحيحة فهذا الفيض الذي يـأتي من خلالها يصل إلى القوى أما إذا مرضت؟ الفيض يـأتي ولكنه كيف يصل إلى ما دون القلب؟ يصل ملوثا ويصل عليلا فلا ينتج, ولذا تجدون أنه هناك تركيز في القرآن الكريم على القلب وصحة القلب وسقم ومرض القلب, {قلوبهم قاسية}, {أثم قلبه} وانتم ادخلوا إلى القرآن تجدون أساسا وواقعا موسوعة معارف في مسألة القلب لان على ما يفهم هؤلاء  هو واسطة الفيض بين وجه الحقي والوجه الخلقي فإذا صلح صلح كل قوى الإنسان وإذا مرض وفسد واعتل عند ذلك يفسد كل قوى الإنسان وتمرض, لذا عبارته كثيرا مهمة يقول: وصار مرآة, هذا الإنسان الذي وصل إلى مقام القلب, للتجلي الإلهي عند ذلك يسمى بالقلب, هو ماذا؟ هو المجمع بين البحرين, أي بحر؟ بحر الحق وبحر الخلق, بحر الوجوب وبحر الإمكان, وملتقى للعالمين, أي عالم؟ عالم الباطن وعالم الظاهر, عالم الوجوب وعالم الإمكان, طبعا نفس هذه العبارة تقدم البحث عنها في 147, تعالوا معنا إلى صفحة 147 من الكتاب هناك قال تقريبا في وسط الصفحة: ليحيط بظاهره خواص العالم الظاهر وبباطنه خواص العالم الباطن فيصير مجمع البحرين, ولذا نحن عبرنا عن البحرين الظاهر والباطن, الوجوب والإمكان, الحق والخلق, فيصير مجمع البحرين ومظهر العالمين عالم الظاهر وعالم الباطن, وملتقى للعالمين لذلك, لهذا المقام الذي يوجد للمرتبة القلبية, لذلك وسع الحق, لأنه مرتبة واسعة وعند ذلك يمكن للحق أن يتجلى به ولكن كل بحسبه {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} لذلك وسع الحق وصار عرش الله كما جاء في الخبر الصحيح > لا يسعني ارضي ولا سمائي ويسعني قلب عبد المؤمن < وفي بعض الإضافات التقي النقي وفي بعضا لا يوجد.

    وقلب المؤمن عرش الله, لماذا سمي عرش؟ باعتبار أنه أساسا في مبحث العرش ذكرنا في محله مفصلا بأن العرش ما من شيء في السموات والارض إلا وله صورة في العرش الإلهي, مقام العرش مقام العلم التفصيلي للاشياء في مرحلة التدبير لا في مقام ولذا نجد أن القلب يسمى عرش الله باعتبار أن التفاصيل كلها موجودة في هذا المقام.

    فالمعتبر, الآن إلى هنا انتهينا وطبعا مع الاسف الشديد لم يتعرض لا لبيان معنى الروح وان كان سوف يشير إشارة ولا للسر, ولا للخفي ولا للأخفى, إلى هنا وقف مع أنه إذا يتذكر الاخوة في صفحه 134 سطرين من الآخر: ثم في مرتبة السر, ثم في مرتبة الخفي ولا تمكن إليه الإشارة ولا تقدر على أعرابها العبارة وسنشير إلى تحقيق هذه المراتب إنشاء الله تعالى, ولكن مع الاسف أشار أو لم يشر؟ واقعا مر عليها مرورا عابرا ولم يقف, ولكن إذا يتذكر الاخوة نحن هناك أشرنا إلى هذه المراتب ولو إجمالا إذا يتذكر الاخوة قلنا أن هذا البحث موجود في مصباح الانس هذه الطبعة الحديثة ص 19 بشكل تفصيلي هناك موجودة  وعرض إليها السيد الآشتياني & و + في شرح مقدمة الفصوص من صفحة 565 إلى صفحة 585 بحث تفصيل ومهم جدا والاخوة إنشاء الله يراجعوه وهنا أشار إليه إجمالا في صفحه 804 من كتابه شرح مقدمة الفصوص وهي الطبعة الموجودة في جلد واحد والاخوة إنشاء الله يراجعونها هناك.

    بحث جديد: وهو أنه الآن ذكرت للروح شؤوناً متعددة قلت بأنه نفس, عقل, قلب, صدر, فؤاد هذه كلها شؤون هذه الحقيقة والسؤال الاساسي الذي لم يعرض له بشكل تفصيل ما هي العلاقة القائمة والتي تحكم هذه الحقيقة بهذه الأفعال التي أشرت إليها هذه أفعال كانت عندما تقول القلب هذا دوره الروح هذا دوره الفؤاد هذا دوره النفس هذا دورها هذا معناه أفعال هذه الحقيقة وبالنتيجة هذه الحقيقة واحدة أو كثيرة؟ يقول أن نظرت إلى شؤونها وأفعالها وقواها فهي كثيرة بالاعتبار أو حقيقة؟ حقيقة, لأنه بدليل نجد من كل واحدة منها يظهر اثر غير الأثر الذي يظهر من الآخر, فهي شؤون كثيرة حقيقة وان نظرت إلى الحقيقة الماورائية لهذه الشؤون فهي واحدة فلذا التفت إلى العبارة.

    يقول: فالمعتبر, هو هذا الذي يخرب العمل لان هذه الكثرة والوحدة صارت اعتبارية مع أن هؤلاء لهم اصطلاحهم الخاص من الاعتبار, فالمعتبر, بعض الأعلام هنا لم يحلوا القضية بالطريقة التي أنا أقولها, كيف حلوا القضية؟ قالوا أن هذه في الواقع ولكن لان السالك في مراتب المختلف فالتكثر يـأتي من شهود السالك لا من الكثرة في الواقع, لا ادري أريد أن اقرب الفرق بين الذي أقوله أنا وبين هذه النظرية وهذه نظرية شيخنا الأستاذ الشيخ جوادي, جوادي يقول الكثرة موجودة ولكن هذه الكثرة مرتبطة بشهود السالك وليس مرتبطة بالواقع الخارجي, في الواقع الخارجي ماذا يوجد؟ حقيقة واحدة, أنت أي مقدار تشاهد من هذه الحقيقة فقد تشاهد الدرجة الاولى من الحقيقة وقد تشاهد درجتين وقد تشاهد ثلاثة, هذه واحد, واثنين, وثلاثة, وأربعة, مرتبطة بالمُشاهَد أو مرتبطة بالمُشاهِد أي منهما؟ بالمشاهد يقول شيخنا الاستاذ, وهذا أنا لا أقول به ولا أوافق عليه نعم أنا معتقد أن السالك له درجات في شهوده ولكن هذه الكثرة ليس منشأها شهود السالك الواقع الخارجي له شؤون حقيقة ومتعددة حقيقة فانت إذا نظرت إلى هذه الشؤون من باب المثال > من عرف نفسه فقد عرف ربه < تقول هذه الحقيقة أنا عقل, أنا وهم, أنا خيال, أنا… هذا الكلام صحيح أو خطأ, أنت حقيقة متعدد وحقيقة كثرة ولكن كثرة عزلية أو ليس عزلية؟ ليست عزلية, أما إذا نظرت إلى تلك الحقيقة الظاهر التي هي مبدأ كل هذه الشؤون واحدة أو متعددة؟ وأنا افهم من عبارة هؤلاء  الأعلام هذا المعنى الثاني لا المعنى الأول.

    فالمعتبر أن اعتبر الحقيقة الواحد, طبعا ليكون في علمكم شيخنا الأستاذ الشيخ جوادي يعتقد في الوحدة الشخصية أن هذه الكثرة مرتبطة بشهود السالك لا انها مرتبطة بالوحدة ولكن أنا أيضا لا أوافق اقول ذاك الواحد الشخصي هو له شؤون متعددة فإذا نظرت إلى الشؤون المتعددة فهي كثيرة حقيقة سواء كان هناك سالك أو لم يكن.

    أما بناءً على مبنى شيخنا الاستاذ إذا لم يكن هناك سالك وشاهد فهل توجد كثرة؟ لا توجد كثرة لان الكثرة منشأها السلوك وشهود الشاهد فإذا لم يكن سالك وشاهد فلا توجد كثرة ليس في الدار غيره ديار, أما على الذي أنا افهمه من الوحدة الشخصية يعني تقريبي وقراءتي للوحدة الشخصية للعرفاء هذا المعنى, فالمعتبر, هذا الاعتبار ليس اعتبار عقلائي ليس اعتبار أنياب اغوالي.

    فالمعتبر أن اعتبر الحقيقة الواحدة المعروضة بهذه الاعتبارات, زاد في الطين بلة لأنه كلها صارت اعتبارات إذن الوحدة حقيقية صارت والكثرة صارت اعتبارية وهنا واقعا يفسد علينا الامر لأنه لما تقول له وحدة حقيقة والكثرة اعتبارية ألف وقيد مثل لا سامح الله تقول لشخص أنت شبيه للحمار إلا أنه يوجد فرق الآن أنت إذا تأتي بألف فرق هل يحل المشكلة أو لا يحل المشكلة, تقول أنا مقصودي من شبيه للحمار في الجنس والا في الفصل اين أنت ورب الأرباب, يقول أنت قلت لي شبيه الحمار, تقول في الحيوانية انتم متفقين, هذه من هذا القبيل كونوا على ثقة بعض العبارات من هذا القبيل أنت لما تقول الوحدة حقيقة يعني تملأ اليد أما لما تقول له الكثرة يقول أمر اعتباري وأنت قيدها نفس أمرية وواقعية تحل المشكلة أو لا تحل المشكلة؟ لذا هذه التعبيرات لا ينبغي أن تستعمل إلا عند أهل الاختصاص, فالمعتبر أن اعتبر الحقيقة الواحدة المعروضة بهذه الاعتبارات وحكم بأن الجميع, يعني عندما يقول جميع يعني هل توجد كثرة أو لا توجد؟ نعم توجد كثرة حقيقة توجد, وحكم بأن الجميع شيء واحد حقيقة أن اعتبر بهذا الشكل فهو صادق, وان اعتبرها مع تلك الحقيقة, وان اعتبرها مع كل من الاعتبارات لأنه موجود معها أو غير موجود معها؟ الآن بعد ذلك لابد أن نبحث هذا السؤال الاساسي كيف موجود معها لأنه انتم آمنتم أنه توجد حقيقة وتوجد شؤون.

    وان اعتبر تلك الحقيقة مع كل من هذه الاعتبارات فحكم بالمغايرة بينها, يعني بين تلك الحقيقة وبين تلك الاعتبارات, صدق أيضا, يعني الوحدة قال واحدة صادق ماذا؟ وصف بحال نفس الشيء, قال كثيرة, وصف بحال نفس الشيء كلاهما, نعم ذلك بعد وهذا بعد ومن هنا يطرح هذا التساؤل ما هي العلاقة القائمة بين هذه الوحدة وهذه الكثرة؟

    هنا إذا يتذكر الإخوة طبعا نحن لم ندرس المجلد 8 ولكن بنحو الإجمال للاخوة الذي قرأوا المنظومة موجود في علم النفس الفلسفي, هناك قلنا أنه أساسا توجد عدة نظريات نظرية ترى أن هذه نفوس متعددة, ونظرية تقول حقيقة واحدة ولها قوى متعددة وفعل الحقيقة وفعل القوى وهذا هو مشهور المشائين يقولون أن النفس شيء تدرك الكليات أما القوى تدرك الجزئيات أصلاً تلك حقيقة وهذه ولكنها مؤتمرة جميعا لتلك الحقيقة, ونظرية ثالثة هي التي يقال عنها في المنظومة وغير المنظومة النفس في وحدتها كل القوى وهذه هي النظرية الثالثة, والنظرية الرابعة هي النظرية التي نسبت إلى العرفاء قالوا داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة وواقعا يحتاج إلى جهد كبير ومؤونه عالية للتميز بين النظرية الثالثة والنظرية الرابعة وطبعا إذا كان هناك فرق فهي فروق ضئيلة جدا والا محتواها احدهما يرجع الى الآخر , المهم هذا الذي يريد أن يشير إليه هنا في العلاقة بين الروح وبين هذه الشؤون من النفس, والعقل, والقلب, والنمو, والحس, والإدراك, و… وكل هذه الشؤون التي ذكرناه اتضح المعنى.

    عند ذلك يـأتي بحث كلامي ونتيجة عقائدية وإنشاء الله تعالى إذا أتوفق لأنه كما طلب بعض الطلبة الفضلاء أن أتوفق إلى أن أشير الى هذه القضية أن القرآن عندما يـأتي إلى ذكر الروح وذكر القلب لأنه القرآن ركز على هذه الاربعة وخصوصا الثلاثة: نفس, قلب, روح, هذه بتعبير القرآن والقران كثيرا وقف عندها وفي العقل أيضا يوجد تعبيرات كثيرة ولكن هذه الثلاثة اصطلاحاتها إصطلاحات قرآنية وطبعا الصدر اصطلاح قراني ولكن ليس له تلك الأهمية والفؤاد له اصطلاح قراني ولكن ليس له أهمية مثل هذه الأمور الاربعة التي اصطلح القرآن, عقل, ونفس, وروح, وقلب.

    هذه الروح الجزئية التي هي روح عمر, وزيد, وبكر, وعمر, عرفنا علاقتها مع شؤونها, أي علاقة؟ إما الثالثة وإما الرابعة الذي هم يعتقدون هذه شؤون تلك وهذه داخلة فيها لا كدخول شيء في شيء وخارج عنها كخروج شيء عن شيء, نسبة الروح الأعظم إلى الارواح ما هو؟ الجواب نفسه, لذا نحن الآن لا نتكلم في روح زيد الآن فقط ضربنا فقط مثال روح زيد لنعرف النسبة بين روح زيد وشؤون روح زيد, نفس زيد وشؤون نفس زيد, قلب زيد لان القرآن تقريبا يرادف بين هذا الثلاثة, وبين شؤون قلب زيد, اذا جاء الحديث إلى الروح الاعظم إلى الحقيقة الانسانية فنسبتها إلى الارواح ما هي؟

    عند ذلك تفهم قوله> وأرواحكم في الارواح < هذه أي في هذه الظرفية أو السريانية أو الشأنية, يعني بأنه هذه قوى تلك الروح أو هذه شؤون تلك الروح أو هذه داخلة فيها لا ببمازجة وخارج عنها لا بمزايلة, إذا تمت إخواني الاعزاء النظرية الثالثة أو النظرية الرابعة بل حتى النظرية الثانية يعني المشائيين فهل يمكن لجنابك أن يخطر على ذهنك شيء والروح الاعظم لا يلتفت إليه هذا له تصور أو لا تصور له, يمكن أن تنوي شيء وهو لا يلتفت إلى نيتك يمكن أو لا يمكن؟ عند ذلك ارجعوا إلى الروايات الواردة بأنه الشخص عندما يجلس الامام ويفكر بتفكير الامام مباشرة ماذا؟ يقول يبن رسول الله والله ما أخبرت أحداً أنا أفكر مع نفسي ولكن الامام يقول له نحن بهذا الشكل هذا يراد له جواب فني وجوابه الفني عند هؤلاء, بيانه الفني عند, أما أنت إذا أتيت وقلت وجودات عزلية وواحدة منعزلة عن الأخرى فلابد أن نصنع 500 واسطة هذا الملك الذي له اطلع وأعطى مسؤوله والإمام أو النبي اتصل فيه وقال له هذا ماذا فكر حتى أنا أفتهم فكثيرا تكون القضية معقدة طبعا ذاك أيضا له تصوير ولكن فني أو ليس فني؟ أصلاً ليس له علاقة, أما هذا الآن كما أنت الآن حاضر عندك كل شيء مرتبط بفهمك بعقلك بمعلوماتك وكلها حاضرة ولكن حضور إجمالي على نحو البساطة متى شئت أن تحضر تحضر ذلك المعلوم بالإمكان ويحتاج إلى واسطة أو يحتاج إلى واسطة وهذا معنى الروايات التي قالت أن شئنا أن نعلم علمنا وليس يعني نقول لجبرائيل ممكن أن تخبرنا بما في اللوح المحفوظ يعني على نحو العزلية والبينونة, وإنما أن شئنا أن شئنا أن نحضر ما فيما مرتبة من مراتب وجودنا أحضرنا ماذا؟ وهذا معنى الروايات التي قالت أن الروح معنا, أي روح؟ ذاك الروح الاعظم وليس روح القدس لأنه بعد ذلك سيأتي وسأبين الروح الاعظم الذي {يوم يقوم الملائكة والروح صفا} تنزل الملائكة والروح الذي دائما القرآن يفرده أنه معنا وفي جملة من الروايات التي صحيحة السند أنه فينا وليس معنا لان المعية أيضا فيها شائبة الاثنينية أما إذا فينا يعني من شؤوننا ذاك, وعند ذلك القضية تأخذ أبعاد كلامية في علم الامام وواضحة جدا.

    قال: فالمعتبر أن اعتبر الحقيقة الواحدة المعروضة بهذه الاعتبارات وحكم بأن الجميع شيء واحد, يعني نظر إلى المبدأ حقيقة, صدق, وان اعتبرها مع كل من الاعتبارات فحكم بالمغايرة بينها صدق أيضا.

    تنبيه: وإذا علمت هذا فاعلم, من باب > من عرف نفسه فقد عرف ربه < هذه من الموارد التي يقول فيها أن طريق معرفة الرب يمر من خلال معرفة النفس يعني البيان الإني للقضية وليس من باب اللّمي أو من باب الامتناع لأنه تعلمون أن هذه الروايات فيها تفاسير متعددة وهنا يقول إذا أردت أن تعرف مقام الاحدية فاعرف مقام الروح وإذا أردت أن تعرف مقام الواحدية اعرف ماذا؟ وانتم تعرفون أن مقام الواحدية والأحدية مرتبة بأي عالم بما سوى الله أو بالصقع الربوبي؟ بالصقع الربي, يعني مرتبطة بالرب يعني مرتبطة بعالم الآلهه يعني مرتبطة بالنشأة التي هي فوق عالم الإمكان.

    قال: وإذا علمت هذا فاعلم أن المرتبة الروحية هي ظل المرتبة الأحدية وأنا أتصور أن الاخوة واضح عندهم نحن في مباحث الواحدية والأحدية كاملا وقفنا وخصوصا في تمهيد القواعد هناك كان الكلام كثيرا وأكثر تفصيلا من هنا.

    والمرتبة القلبية هي ظل المرتبة الواحدية الإلهية, هذا الذي أشرنا إليه فيما سبق قلنا في سفحه 531 قلنا: واعتبر في مقام روعك حال حقائقك وعلومك الكلية, آخر مقطع من الصفحة, هل تجد ممتازا بعضها عن بعض أو عن عين روحك إلى أن تنزل إلى هذه الحقائق إلى مقام قلبك فيتميز كل كلي عن غيره ثم يتفصل كل منها إلى جزئياته فيه, في مقام القلب, بعد هذا التفصيل يصل الى مقام الخيال, ثم يظهر في مقام الخيال مصورا كالمحسوس, التفتوا جيدا كاملا يميزون بين قوة الخيال وبين الحس لأنه في قوة الخيال فقط توجد بعض أثار المادة شكل وليس توجد جميع الآثار للمادة.

    ثم يظهر في الحس, فان وجدت في نفسك ما نبهت عليه هديت, التفت جيدا, هديت وعلمت أن الامر في من أنت خلقت على صورته يعني > من عرف نفسه فقد عرف ربه < وعند ذلك تستطيع من الاحدية إلى الواحدية إلى الأعيان إلى الأسماء فالقضية كلها تكون واضحة أن مقام الواحدية في أي نقطة والتفاصيل الموجودة في الصقع الربوبي مرتبطة بأي نقطة.

    وان لم تجد في نفسك على ما هي عليه, أما إذا لم تعرف نفسك فعند ذلك يغلق عليك, لا يمكنك الاطلاع على الحقائق الإلهية وأحوالها وكل ميسر لما خلق له والامتياز العلمي إلى آخره.

    قال: ومن أمعن النظر في ما نبهته عليه وطابق بين المراتب التي أشرنا إليها تظهر له أسرار آخر, وبعض الأسرار أشرنا إليها في تلك الصفحة وفي خارج البحث, لا يُحتاج إلى التصريح بها.

    تنبيه آخر: في هذا التنبيه, أنا فقط أبين الموضوع وبعد ذلك ارجع, في هذا الموضوع في التنبيه الآخر إلى هنا نحن اتضح لنا بأن الروح لها شؤون واتضح في قوله في المعتبر أن اعتبر العلاقة بين الروح وبين الشؤون, ولكن لان هذه الشؤون في الأعم الأغلب أن لم نقل جمعيها شؤون مجردة فإذن العلاقة بين المجرد والمجرد فيه مؤونة أو لا توجد فيه مؤونة؟ لا توجد فيه مؤونة, وبهذا يتضح لماذا افرد لهذا البحث تنبيهاً آخر وهو بيان العلاقة بين الروح وبين الحقيقة وبين البدن الذي هو أمر مادي والا كان ينبغي أن يدخل هذا البحث في المعتبر لان البدن شان من شؤون النفس لماذا افرده ببحث مستقل ولم يجعله في قوله فالمعتبر لان البدن شان من شؤون النفس؟

    الجواب: أنه يوجد فرق بين الروح والعاقلة وبين الروح البدن, فان العاقلة شأن تجردي, أي مجرد, وأما البدن شان مادي لذا قال تنبيه آخر: اعلم أن الروح من حيث جوهره وتجرده وكونه من عالم الارواح المجردة مغاير للبدن مع  أن البدن شأن من شؤون الروح ولكنه مغاير له, مولانا انتم قائلون بالوحدة الشخصية ما معنى مغاير؟ يقول نحن قائلون بالوحدة الشخصية ولم ننفي الكثرة فقلنا أنه لا توجد كثرة عزلية والا كثرة شأنية توجد ولا يقول لنا قائل, وأقول هذا لان بعض الكلمات التي تكتب هنا وهناك لما تأتي له بعبارة تقول له هؤلاء  يصرحون ويقولون فحكم بالمغايرة صدق, بأن الجميع صدق, بأنه مغاير للبدن صدق, هذه كيف تنسجم مع ماذا؟ يقول هذا من باب كلموا الناس على قدر عقولهم لا يا أخي ليس هذا وإنما هؤلاء حقيقة معتقدون بوجود كثرة على حد اعتقادهم بوجود الوحدة.

    أعلم أن الروح من حيث جوهره وتجرده وكونه من  عالم  الارواح المجردة مغاير للبدن ومتعلق به, الروح بالبدن, تعلق التدبير والتصرف ولكن في أي مرحلة؟ مرحلة النفس لا كما يقول في الحاشية, متعلقا به تعلق التدبير والتصرف قائم, هذا الجوهر المجرد, قائم بذاته غير محتاج إلى البدن في بقائه وقوامه, ما هي حاجته إلى البدن؟

    أما من حيث جوهره وتجرده, ما هو؟ قائم بذاته, محتاج أو غير محتاج, غير محتاج في بقائه وقوامه, أما ومن حيث, لأنه هذه الحقيقة بعد من أبعادها مادية لا تستكمل إلا بالآلة وبالبدن وهذا معنى ما ذكرناه في الأسفار الجزء الثاني إذا يتذكر الإخوة انها مادية فعلا ومرتبة من مراتبها لا تكمل إلا من خلال البدن.

    ومن حيث أن البدن صورته ومظهره, اين؟ في عالمنا, ومظهر كمالاته, إذا يريد يتكامل في قوس الصعود يحتاج إلى البدن, ومظهر كمالاته وقواه في عالم الشهادة على نحو التنازع يعني صورته في عالم الشهادة ومظهره في عالم الشهادة ومظهر كمالاته في عالم الشهادة, فهو محتاج إلى البدن وغير منفك عن البدن.

    سؤال: ما هي العلاقة ببين النفس والبدن الروح والبدن؟ فهنا تأتي النظريات سريان الزيت لا ادري كذا, سريان الماء في الورد, وعشرات النظريات تأتي هنا وليس في علاقة الروح بشؤونها المجردة.

    قال: بل سار فيه, ولكن أي نحو انحاء السريان, قال: لا سريان الحلول, لأنه الحلول معناه لابد أن يتجافى أن ينزل, لا سريان الحلول ولا سريان الاتحاد بأن يصعد البدن, نحن ميزنا مرارا بين الحلول وبين الاتحاد,قلنا في الحلول يعني العالي ينزل الداني وفي الاتحاد الداني يصعد إلى العالي, لا سريان الحلول والاتحاد المشهورين عند أهل النظر, بل أي سريان من باب التمثيل بالأخفى, واقعاً أول الكلام نحن لا ندري سريان الحق بالأشياء بأي نحو إلا أن يقال أنه ثبت في الأبحاث السابقة أن داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة, إذن سريان النفس في البدن أيضا داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة, دعوها هذه لأنها تحتاج إلى توضيح.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/22
    • مرات التنزيل : 1636

  • جديد المرئيات