نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (153)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قبل الدخول في الفصل الحادي عشر في عود الروح ومظاهره إليه تعالى عند القيامة الكبرى بقي مطلبان لابد أن يشار إليهما.

    مما تقدم في بيان حقيقة  الروح وان الروح قد يكون مقيدا وقد يكون مطلق وهذا الروح المطلق هو مع النبي الأكرم ’وبل هو فيهم ومن بعده في الأوصياء والائمة ×أتضح دور النبي الأكرم ’وائمة أهل البيت ^ في نظام الوجود وفي عالم الوجود يعني الدور الوجودي للنبي وائمة أهل البيت بغض النظر عن الأدوار الأخرى التشريعية وغير التشريعية وبهذا يتضح الجواب عن عدة من الاشكالات التي تقول إذا لم يقم الإمام الحجة بدوره الآن لأن الظروف لا تسمح فما هو دور الإمام؟ الجواب أتضح أن للإمام أدواراً وجودية ملكوتية وأداور تشريعية وسياسية وتشريعية ونحو ذلك, فإذا منع وجود  هذه الأدوار التشريعية والسياسية فتلك الأدوار باقية على حالها ومن هذا يتبين أن ما ذكره العلامة المجلس + في بحار الأنوار المجلد 25 تحت عنوان فذلكة صفح346 و 347 و 348 إلى أن انتهى إلى هذه الجملة قال: وأما ما ورد من الاخبار في نزول الملائكة والروح لكل أمر إليهم وانه لا ينزل ملك من السماء لأمر إلا بدأ بهم فليس ذلك لمدخليتهم في ذلك, أساسا لهم دور أو ليس دور؟لا أبداً, إذن شيخنا لماذا أن الله سبحانه وتعالى عندما يريد أن يبعث ملكا يبدأ بهم ولماذا في ليلة القدر{تنزل الملائكة والروح} يقول فقط من باب التشريف وإلا هم لا يوجد لهم دور هذا كلام المجلسي في البحار صفحة 348, ولا للاستشارة بهم, لا لهم دور لأنه الأول الأمر والناهي أهل البيت, الثاني لا أمر ولا ناهي وإنما مستشار فقط يقول حتى الاستشارة لا توجد.

    بل له الخلق والامر تعالى شأنه وليس ذلك إلا  لتشريفهم وإكرامهم وإظهار رفعة مقامهم, وإلا ليس لهم دور في نظام الوجود, بعد هذا البيان أتضح أن الرؤية العرفانية ماذا تقول في القطب أنا أريد أن أتكلم عن العرفاء سواء كانوا يريدون أن يؤمنوا بالإمامة أو لا يؤمنون؟ المهم أنا أتكلم عن النظرية, ما هي النظرية العرفانية للقطب والانسان الكامل وما هو رأي إمام المحدثين الشيخ المجلسي والعلامة المجلسي في هذا المجال, طبعا قبل هذا عنده كثير من الكلمات ظاهرة في أنه أساسا ينفي حتى الولاية التكوينية ليكون في علمكم, نعم حتى الولاية التكوينية ينفيها عن أهل البيت،^هذا الذي نحن نقوله مسألة كثيرا أوسع من مسالة الولاية التكوينية, الولاية التكوينية انقلاب العصا حية أو نحو ذلك الإتيان بعرش تلك الملكة إلى فلسطين أو ما يقوم به ذلك العفريت من الجن هذه هي الولاية التكوينية وما نحن نقوله أساسا هم مبدأ الحياة في كل عالم الإمكان وهذا الذي أنا أقوله الذي لابد أن نميز بين الدور الوجودي وبين الولاية التكوينية, أما ما ورد في مكان آخر يقول: وثانيا أن الله تعالى يفعل ذلك مقارنا لأرادتهم كشق القمر, وإحياء الموتى, وقلب العصا حية وغير ذلك من المعجزات فان جميع ذلك إنما تحصل بقدرته مقارنا لإرادتهم لظهور صدقهم. فهم يفعلون أو الله هو الفاعل؟ نعم الله هو الفاعل ولكن إذا أراد من؟

    بعبارة أخرى: إذا دعا العبد المؤمن أو الوصي أو النبي الله يستجيب دعاءه.

    فلا يأبى العقل عن أن يكون الله تعالى خلقهم وأكملهم وألهمهم ما يصلح في نظام العالم ثم خلق كل شيء مقارنا لارادتهم ومشيتهم, التفت جيدا, يقول هذا ممكن أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق ولكن لا يخلق إلا بإرادة من؟ > جعل قلوبنا أوعية لإرادته < ولكن هذا يقول كل ما في الأمر هذا إمكان ولا دليل على الوقوع.

    وهذا وان كان العقل لا يعارضه كفاحا صراحا لكن الاخبار السالفة تمنع من القول به, هذا كلام المجلسي, فلهذا الحاشية كثيرة ولهذا إذا وجدت أحد ينكر ولاية تكوينية أو كذا ليس مستغرب لأنه هذا الكلمات موجودة ولكن مشكلة هؤلاء المساكين لا يعرفون هذه الكلمات وإلا لو كانوا يعرفون لكانوا يقولون والله بالله ليس نحن قائلين إعلامنا قائلين كبارنا قائلين وليس نحن قائلين هذا الكلام.

    هذا وان كان العقل لا يعارضه كفاحا صراحا لكن الاخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهرا, فقط بهذا القدر وإلا ما زاد على ذلك فلا, مع أن القول قول بما لا يعلم إذ لم يرد ذلك في الاخبار المعتبرة فيما نعلم, وما ورد من الاخبار الدالة على ذلك كخطبة البيان وأمثالها فلم يوجد إلا في كتب الغلاة, أنا اقرأه مرة أخرى من أين مولانا, أنا لا استطيع حيف لأنه يسجل ويصير كاسيت ويصير مشكلة ولا كان كثيرا اعلق.

    فلم يوجد إلا في كتب الغلاة وأشباه الغلاة مع أنه يحتمل أن يكون المراد كونهم علة غائية, عجيب غريب ما هو علاقته مولانا البحث في العلة الفاعلية.

    مع أنه يحتمل أن يكون المراد كونهم علة غائية لإيجاد جميع المكونات وان الله تعالى جعلهم مطاعين في الارضين والسماوات, العلة الغائية ما علاقتها؟

    أنا قلت لك مع الاسف هذا يسجل والانسان لا يستطيع أن يعلق كثيرا, مطاعين في الأرضين والسماوات ويطيعهم بإذن الله تعالى كل شيء حتى الجمادات وأنهم إذا شاؤوا أمراً لا يرده الله مشيتهم ولكنهم لا يشاؤون إلا أن يشاء الله, وهذا أيضا يقول كله مما قاله الغلاة وفيما بعد ينقل هذه العبارة: أما ما ورد من الاخبار من نزول الملائكة فليس لهم دور. الآن هذه النظرية التي يقولها الشيخ محمود القيصري الذي هو ليس شيعي هذا خارج عن التشيع لأن هكذا يصلي وإلا على المباني العقدية هو أي منهما شيعي هذا شيعي أو هذا شيعي أنظروا المباني التي يقولها, إذن هذا الذي كان بودي أن أشير إليه في آخر هذا البحث وهو هذه النقطة وهو اخواني للتمييز بين أن هذا الشخص من أتباع مدرسة أو ليس من أتباعهم لابد في الرتبة السابقة أن نعين الميزان ما هو؟ هل هو المباني العقدية أو الكلامية أو المباني الفقهية مثلا أي منهما؟ فإذا ثبت أن الميزان هو القواعد والمباني والقواعد الكلامية عند ذلك يدخل كثير ممن خرجوا ويخرج كثير ممن دخلوا, هذه حاشية مختصرة هنا. يبقى عندنا بحث أخير وهو بحث القلب وهو بحث القلب قبل الدخول الفصل الحادي عشر وهو أنه ما هو المراد من القلب؟ فيما يتعلق بالقلب السيد الطباطبائي في الجزء 2 من الميزان صفحه 223 عنوان كلام في معنى القلب في القرآن, يقول: وهذا من الشواهد على أن المراد بالقلب, في القرآن, هو الإنسان بمعنى النفسي والروح.

    إذن: على هذا الاساس أتضح أن هناك نحو من الترادف بين هذه الامور الثلاثة بحسب الاستعمال القرآني النفس, الروح, القلب, مع بعض الاختلافات التي أشرنا إليها في البحث السابق. فان التعقل والتفكر والحب والبغض والخوف وأمثال ذلك وان أمكن أن ينسبه أحد إلى القلب باعتقاد أنه العضو المدرك في البدن على ما يعتقده العامة كما ينسب السمع إلى الإذن والأبصار إلى العين والذوق إلى اللسان لكن الكسب والاكتساب إلى آخره, الآن يوجد عندنا بحث مفصل الإخوة هم يراجعوه حتى لا يأخذ الوقت كله منا.

    يقول يبقى كلام وهو أن المدرك أو آلة الإدراك في النفس هي العقل أو الدماغ أو أن آلة الإدراك في النفس هي القلب أي منهم؟ المشهور أن الإدراك يكون بالعقل بالدماغ وآلة العقل الدماغ وان القلب هو مركز العواطف والأحاسيس لا مركز الإدراك ولكنه ينقل نظرية يقول: وقد رجح الشيخ أبو علي سينا كون الإدراك بالقلب كون المدرك حقيقة هو من؟ وهذا خلاف المشهور عندنا, كون الإدراك للقلب بمعنى أن دخالة الدماغ فيه دخالة الآلة فللقلب الا داراك وللدماغ الوساطة.

    إذن: بنحو الإجمال أتضح هذا الأمر وبقي عندنا استعمال أخير وهو العقل في القرآن الكريم, العقل ليس مرادفا لهذه الامور الثلاثة يعني النفس, القلب, الروح, هذه مرادفة بشكل أو بآخر بعضها لبعض أما العقل فليس كذلك, العقل يعد قوة من قوى النفس أو القلب أو الروح, وبحثه أيضا أشار إليه السيد الطباطبائي في الميزان الجزء 1 , صفحه 48  قال: ومرادنا بالعقل هو المبدأ لهذه التصديقات الكلية والدرك لهذه الاحكام العامة فهي قوة من قوى النفس التي تدرك ولكن تدرك التصورات العامة والتصديقات الكلية. هذا تمام الكلام بحمد الله تعالى في العاشر.

    الفصل الحادي عشر:

    في الواقع أنه هذا الفصل من الفصول المهمة جدا لأنه من خلال هذا الفصل سوف نقف على حقائق أساسية تتعلق بمسألة النفخ, نفخ الصور, وبمسالة الحشر الأكبر لأنه هذه من المسائل المعقدة في المعاد مسألة النفخ في الصور وفي النفخ الأول ماذا يحدث وفي النفخ الثاني ماذا يحدث وفي الحشر الأكبر ماذا يتحقق؟ هذه من المسائل الاساسية التي بيناها يأتي في هذا الفصل الحادي عشر وهذه نقطة لابد أن نلتفت إليها جيدا.

    النقطة الأخرى التي يعرض لها هنا بشكل جيد هي مسألة الفناء وانه عندما نقول يفنى وعندما يظهر الحق سبحانه وتعالى بدولة الاسم الواحد القهار ماذا يحدث للموجودات الأخرى, ماذا يحدث للتعينات إذا نريد أن نعبر موجودات؟ ماذا يحدث للمظاهر التي هي أمور حقيقية واقعية نفس أمرية ماذا يحدث لها؟

    بعبارة أخرى: ما هو المراد من الفناء الذي هنا يوجد عنده بحث قيم وتفصيلي في هذه المسألة وهو أنه تعالوا معنا الى صفحه 160: وذلك, وسط الصفحة, قد يكون بزوال التعينات الخلقية, هذا المعنى الأول للفناء أو الوجه الأول للفناء, والثاني وقد يكون, صفحه 162 السطر الثالث والرابع: وقد يكون باختفائها فيه, هذا ثانيا, ثالثا في آخر نفس الصفحة: وقد يكون بتبديل الصفات البشرية بالصفات الإلهية هذا هو الفناء الذي يقصده هؤلاء في كلماتهم هنا يبين حتى عندما نأتي في مسألة يفنى يتضح أنه ما هو المراد الفناء.

    وانه كما هو فهمي هذا وقراءتي لكلمات هؤلاء الأعلام وانه هذا الفناء أين يتحقق وأين موضعه وان الحشر الأكبر هو الذي يقع فيه الفناء أو أن الفناء قبل ذلك أي منهما؟ إلى الآن التصور الموجود أن الفناء يحصل في الحشر الأكبر مع أنه هنا سيتضح بشكل واضح ودقيق أو لا أقل في آخر الفصل أبينه أن هذا الفناء إنما يحصل في النفخ في نفخة الصور يحصل أما في الحشر الأكبر فهو البقاء بعد الفناء وليس الفناء, فلذا الموجودات جميعا في الحشر الأكبر جميعا بقاؤها بالله لها نحو من البقاء يختلف عن البقاء الذي قبل ذلك سواء كان في البرزخ أو سواء كان في الدنيا الذي ميزنا بينهما إذا يتذكر الإخوة الفرق بين البقاء بالإبقاء والبقاء بالبقاء, قلنا يوجد فرق بين الإبقاء وبين البقاء هذه الموجودات في الحشر الأكبر ليست فانية هذه {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} هذه ليس مراد أنه في الحشر الأكبر الله يظهر بدولة الاسم الماحي والاسم الواحد القهار فالمظاهر تختفي لا أبداً وإلا لا معنى للجنة والنار ودرجات الجنة ودركات الجحيم ومقامات الأنبياء ومقامات المؤمنين والى غير ذلك, وهذا كله تحقيقه إنشاء الله تعالى بقدر منه مرتبط بالمتن وبمقدار ما يرتبط بالمتن سنبنيه أما بقدر المتن نحن عندنا مطالب خارج المتن إنشاء الله  تعالى في آخر الفصل هذه نبينها بشكل واضح إنشاء الله حتى الطلاب لا أقل حتى الذي يريد أن يمشي معنا إلى آخر مقدمات الفصوص إذا اكتفى لابد عنده صورة عن العرفان النظري وان هؤلاء الأعلام ماذا يريدون من الحشر الأكبر,تعالوا معنا إلى عنوان الفصل قال في عود الروح ومظاهره إليه تعالى عند القيامة الكبرى. الآن لماذا جعل العود مختصا بالروح مع أن كل شيئا يعود إليه في القيامة الكبرى صحيح أو لا؟ لماذا في عود الروح؟

    الجواب لأن الروح إذا عادت يمكن أن لا يعود شيء إلى القيامة الكبرى, بناء على ما بيناه فيما سبق فان مبدأ الحياة في كل شيء هو الروح فإذا الروح فَنَت يمكن أن تكون مظاهر الروح الأخرى باقية؟ لا يمكن, ولهذا ميزها أيضا في عود الروح, ولذا القرآن الكريم يؤكد على هذه الحالة {يوم يقوم الملائكة والروح} والروح يجعله لنفسه {تعرج الملائكة والروح} هذا عروج الروح هو عروج كل شيء الله سبحانه وتعالى, فعود الروح هو عود لكل لأن هذا الروح ليس روح زيد بل هذا الروح الأعظم والروح المطلق والروح الذي هو مبدأ الحياة.

    بعبارة أخرى: نحن قلنا أن الروح هو مظهر الاسم المحيي فإذا فنى هذا المظهر يبقى شيء على قيد الحياة أو لا يبقى؟ لا يبقى, يعني يبقى على حاله من التعين أو لا يبقى؟ لا يبقى.

    قال: في عود الروح ومظاهر الروح إليه تعالى عند القيامة الكبرى في الحشر الأكبر قد مر, هذه مقدمتين نشير إليهما حتى نأتي إلى أصل البحث وهذه المقدمتين أشار إليهما في أبحاث سابقة مفصلة ولذا الآن لا نقف عندها:

    المقدمة الأولى: قد مر لأن الحق تعالى تجليات, يعني مظاهر, تجليات ذاتية اسمائية وصفاتية, اين تقدم هذا البحث؟ في صفحة 69 من الكتاب تعالوا معنا إلى أول هذه الصفحة قال: وتنقسم بنوع من القسمة أيضا إلى اسماء الذات واسماء الصفات واسماء الأفعال وان كان كلها اسماء الذات. هذا بيناه مفصلا أنه لكل للذات وللأسماء وللصفات وللأفعال توجد تجليات وتوجد مظاهر هذا اولا.

    ثانياً: وان للاسماء والصفات, الذات هنا غير موجودة, وان للاسماء والصفات دولا, يعني حكومة يعني ظهورا وهذا ما بينه بشكل واضح في آخر صفحة 71 وأول صفحه 72 هذه عبارته في آخر صفحه71 قال: اعلم أن اسماء الأفعال بحسب أحكامها تنقسم أقساماً اسماء لا ينقطع حكمها, يعني دولتها دائمية, ولا ينتهي أثرها أزل الآزال وابد الآباد اسماء ما لا ينقطع حكمه ابد الآباد وان كانت منقطعة الحكم أزل الآزال, واسماء ما هو مقطوع الحكم أزلاً ومتناهي الأثر أبداً وهكذا, الآن قال: وان للاسماء, إشارة إلى ذلك التفصيل, مر, لأنه مر في صفحه 72, وان الاسماء والصفات دولا يظهر حكم تلك الأسماء والصفات وسلطنتها في العالم, أي عالم ما سوى الله, حين ظهور تلك الدول, الآن بعدما هذا الآن نأتي إلى التطبيق نأتي إلى محل الكلام. ولا شك أن الآخرة, ما هي الآخرة؟ قال ولا شك أن الآخرة إنما تحصل بارتفاع الحجب, ما معنى تحصل بارتفاع الحجب؟ يعني يحصل الفناء, ما معنى الفناء؟ قال قد يكون بزوال التعينات وقد يكون باختفائها  وقد يكون بتبديل الصفات, هذا زوال الحجب وحديثنا في القيامة الكبرى وليس في البرزخ, لأنه عندما قلنا ننتقل إلى القيامة الكبرى بل إلى نفخ الصور فكلما قبل ذلك يكون {كم لبثتم في الارض عدد سنين} يكون من هذا العالم ونحن نتكلم في القيامة الكبرى.

    قال: ولا شك أن الآخرة إنما تحصل بارتفاع الحجب وظهور الحق سبحانه تعالى بالوحدة الحقيقية, يعني باسم الواحد القهار, باسم الماحي باسم المميت ونحو ذلك من الأسماء التي سيشير إليها, وعند ذلك إذا ارتفعت الحجب كما يظهر كل شيء فيها من الأشياء, ماذا يظهر؟ يظهر على صورته الحقيقية. ما هو مراده من هذه الجملة؟ أتصور أنه في هذه الجملة يوجد احتمالان:

    الاحتمال الاول: يظهر على صورته الحقيقة يعني أنه يرجع إلى أصله الأولي {كما بدأكم تعودون} أصله اين كان؟ لا يتبادر إلى ذهن أحد أنه عندما أقول يرجع إلى أصله الأولي يعني الكل يرجع ويصير صادر أول, هو في قوس النزول هل أن كل الأشياء كانت صادر أول؟ كما في قوس النزل كان عندنا صادر أول وصادر أخير ففي قوس الصعود عندنا {قاب قوسين أو أدنى} ودون ذلك, لا يتبادر إلى ذهن البعض عندما نقول: أن كل شيء يرجع إلى أصله يعني الكل يصل إلى مقام الفناء الذاتي, ليس بهذا الشكل وإنما كما بينت القاعدة كما بدأكم تعودون وأنا من اين بدأت؟ إذا بدأت بالصادر الأول يعني في قوس النزول فمرجعي يكون إلى قاب قوسين أو أدنى لأنه إلى هنا جئت والى هناك ارجع ولان الغايات فيها الرجوع إلى البدايات لان الآخره هي الأول, وإذا كان مجيئي كان من الدرجة الرابعة والسادسة والعاشرة والمئة ففي قوس الصعود اصعد بمقدار ما جئت منه, أنت رأيتم أمواج الماء عندما تصل إلى البحر بعض المياه تصل إلى البحر وهي ضعيفة الدفع والقوة وكم تمشي في البحر؟

    متر مترين وتزول, أما إذا جاءت موجة أو دفع قوي لموجة من الماء قد تصل إلى عمق 50 أو 100 متر وهذا تابع لهمتك أنه أنت من قوس النزول من اين أتيت فقوس الصعود اين تصعد, هذا الاحتمال الأول,قوله يظهر كل شيء على صورته الحقيقية, وهنا تدرون أنه في هذا العالم ماذا صار؟

    تقدم المتأخر وتأخر المتقدم وهنا يوجد بهذا الشكل؟ لا, هناك دار الحق وليس دار التباس الحق بالباطل بل كل في موقعه الخاص به فإذا كان الأول في العالم الملكوتي فهو الأول في عالم الآخرة, وإذا كان خاتم الأوصياء والأولياء في عالم الملكوت فهناك يظهر أن أول درجة من المنبر يجلس من؟

    رسول الله, الدُرج الثاني من يقعد؟ يجلس علي ابن ابي طالب, هنا منعوه عن هذا المكان لأنه عالم اختلاط الحق بالباطل لذا قال إما هذا الاحتمال.  وأما المراد من صورته الحقيقية يعني {يوم تبلى السرائر} إذا تتذكرون في بحث سابق كان عندنا هذا البحث لعله في صفحه 150 قال: فيصير كل ما كان صورة معنى وكل ما كان معنى صور أي يظهر ما هو مستور في الباطن في أول صفحه 150.

    قال: بعد ظهور الحق بالوحدة الحقيقية كما يظهر شيء في ذلك العالم على صورته الحقيقة ويتميز الحق عن الباطل {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} هذا أي أمر؟ (كلام لأحد الحضور) والا إذا أمر تشريعي كما هنا خالفوه هناك أيضا يخالفوه فهذا الامر لا يحتاج أصلا متميزان ولايحتاج إلى تميز  يعني يـأتي أحد يقول أنت ليس هنا أنت ليس هنا لا {يعرف المجرمون بسيماهم} ولا يحتاج إلى أحد حتى يميزهم وهذا من باب يقرب إلى أذهاننا والا هناك سوف يتميز كل شيء عن الآخر.

    قال: ويتميز الحق عن الباطل لكونه, هذه لكونه ضمير التذكير مرجعه إلى الاخره وذكر لقربه من الخبر لأنه هذا لكونه أي لكون الاخره, يوم الفصل, لماذا ذكر؟ بلحاظ الخبر لا بلحاظ المبتدأ لقربه من الخبر وبعد المبتدأ, لكونه, أي لكون يوم الآخرة, يوم الفصل والقضاء. محل هذا التجلي, هذا التجلي وهو أنه يقول وظهور الحق بالوحدة الحقيقية, محله اين لمن يتجلى {لمن الملك للواحد القهار

    يتجلى للروح فإذا تجلى للروح فنى الروح في هذا التجلي, في هذا الاسم الذي هو دولة الاسم الواحد القهار, يفنى, ما معنى يفنى؟ ما معنى قهار؟ يعني يقهر المظاهر فهل تبقى المظاهر أو لا تبقى؟ أنا لا أريد أن أفسر, ما معنى لا تبقى المظاهر يعني تعدم؟ يقول لا هذا بيانه سيـأتي ما معنى أن هذه المظاهر تكون داخلة تحت الاسم الواحد القهار.

    يقول: ومحل هذا التجلي ومظهر هذا التجلي, تجلي ماذا؟ تجلي الحق بالوحدة الحقة الحقيقية يعني التجلي للواحد القهار, ومحل هذا التجلي ومظهر هذا التجلي الروح, ليس روح زيد, وعمر, وسماء, وارض, وملك, لا, الروح {تنزل الملائكة والروح} الذي عبرنا عنه الروح الأعظم أو الروح المطلب, إذا تجلى الله بالاسم الواحد القهار عند ذلك يفنى الروح, فوجب, هذا وجب ليس وجوب تشريعي فوجب يعني عند ذلك يبقى الروح على تعينه أو لا يبقى؟ لا يبقى, يبقى هذا المظهر أو لا يبقى؟ لا يبقى. فوجب أن يفنى الروح فيه, أي في الحق, بلحاظ ظهوره وتجليه باسم الواحد القهار, فوجب أن يفنى فيه عند وقوع ذلك التجلي, أي تجلي؟

    تجلي الواحد القهار. لذا إذا تأتون معي مرة أخرى إلى صفحه 152 قال في وسط الصفحة: ما هو موعود منتظر, قال: وذلك بطلوع شمس ذات الأحدية من مغرب المظاهر الخلقية وانكشاف الحقيقة الكلية وظهور الوحدة التامة وإنقهار الكثرة كقوله تعالى {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} يقول: فوجب أن يفنى فيه عند وقوع ذلك التجلي.

    سؤال: أنت إلى الآن الذي أثبته أن الروح فناء, المظاهر؟ يقول لا وبفناءه يفنى كل شيء ولا يبقى كل شيء لأنه هو مبدأ الحياة كان فيها جميعا, الآن التفتوا إلى الارتباط, لماذا بدأ الفصل في عود الروح؟ لأنه أساسا واسطة الفيض بالنسبة إلى ما دونه  فإذا فنى, وإذا زال تعين الروح لظهور الوحدة القهارة فعند ذلك لا تبقى المظاهر.

    قال: وبفناءه, أي الروح, يفنى جميع مظاهره, أي مظاهر؟ جميع مظاهره الداخلية والخارجية وليس جميع مظاهره لأنه تتذكرون نحن كان عندنا فصلين الفصل العاشر ماذا كان؟ في الفصل العاشر قلنا بيان الروح الأعظم ومراتبه في العالم الانساني, هذه مظاهر الروح في العالم الانساني, ولكن في الفصل الثامن ما كان عندنا؟ في أن العالم هو صورة الحقيقة الانسانية, إذن بفناء الروح الأعظم تفنى جميع مظاهره سواء مظاهر الانسانية أو مظاهر بالعالم الكبير. وبفناءه يفنى جميع المظاهر, التفتوا جيدا انظروا إلى استدلاله وانظروا إلى دليله ما هو؟ هذا الفناء متى يحصل؟ هذا الفناء ليس في الحشر الأكبر لذا قال: وقال تعالى {ونفخ في الصور} هذا النفخ الأول, إذن في النفخ الأول سيحصل عندنا الفناء وفي النفخ الثاني ماذا يصير؟ (كلام لأحد الحضور) هذا الأحياء بعد الفناء هذا البقاء بعد الفناء, وليس أنه لا توجد تعينات في الحشر الأكبر والا كيف نوجه الآيات والروايات الصريحة بالجنة والنار والدرجات والدركات ولكنه نحو بقاءها أي نحو من البقاء؟ نحو من البقاء بالله {وأشرقت الارض بنور ربها} نحو آخر من الارض, هي ارض ولكن بعد أن فنى تعينها الآن موجودة ولكن موجودة بنحو آخر من الوجود وهو بالبقاء بالله سبحانه وتعالى فعند ذلك إذا صارت بهذا الشكل فمسألة الدوام ولا التناهي تكون واضحة ولا تحتاج إلى كثير من المؤونه ولذا قلت أن هذا الفصل من الفصول المهمة في تصور أبحاث القيامة الكبرى.

    قال تعالى {ونفخ في الصور فصعق من في السماء ومن في الارض} هذه (من) ليس من العاقل بل المقصود بها كل ما في السموات وكل ما في الأرض, {فصعق من في السماوات ومن في الارض إلا من شاء الله} إذن لماذا هؤلاء  لا يصعقون في النفخة الاولى؟ نعم {سبقت لهم منا الحسنى} هؤلاء صعقوا أنفسهم وهؤلاء حاسبوها قبل أن يحاسبوا يعني هؤلاء  فنوا والآن في مقام البقاء وهذا سالبة بانتفاء الموضوع, نعم للذين لم يفنوا تأتي النفخة أما الذين فنوا وبقوا بالله سبحانه وتعالى ولذا هؤلاء  يكونون هم واسطة الفيض في حصول النفخة الأولى والنفخة الثانية وانتم ارجعوا إلى الروايات يقولوا نعم نحن موجودين لان الآية تقول {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} يعني هناك سائل وهناك مجيب وهناك مستمع إذا كل شيء فاني (كلام لأحد الحضور) يقول لم يصعقوا لمن لم يفنوا الآن هذا النداء موجه إليهم والا للذين فنوا بهم نوجه النداء للذين لم يفنوا, لذا قال وهم الذين سبقت لهم القيامة الكبرى ارجعوا معنا إلى صفحه 152 بعد أن بين الحشر الأكبر قال آخر السطر: وبازاءه ما يحصل للعارفين الموحدين من الفناء في الله والبقاء بالله, هذا الفناء يكون في النفخ والبقاء يكون في الحشر الأكبر, قبل وقوع حكم ذلك التجلي على جميع الخلائق, {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} هؤلاء وقع لهم تجلي الحق سبحانه وتعالى ويسمى بالقيامة الكبرى. الآن تعالوا معنا إلى نص عبارات صدر المتألهين & كان فنانا في نقل كلمات الآخرين, أنا اقرأ العبارات من الأسفار وأنت انظر إلى عبارات القيصري صفحه 278 المجلد التاسع قال: أن الآخرة إنما تحصل بارتفاع الحجب, هذه وزوال الملابس له, زوال الحجب عبارة القيصري, وظهور الحقائق وانكشاف الحق بالوحدة الحقيقية وكذا كل شيء فيها يظهر على صورته الذاتية الحقيقية, هذا الذاتية هي إضافته والحقيقية موجود هنا, فمن أراد أن يعرف معنى القيامة الكبرى, هذه إضافاته, وظهور الحق بالوحدة الحقيقية وعود الأشياء كلها إليه يقول كما قال تعالى {فصعق من السماوات ومن في الارض وهم الذين سبقت لهم القيامة الكبرى وقال تعالى {ولله ميراث السموات والارض} وقال {وكل شيء هالك إلا وجهه} وقال {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وكما جاء في الخبر الصحيح كما ينقله في صفحة 161 نفسه أيضا الخبر الصحيح أن الحق سبحانه, الآن القيصري يقول خبر صحيح أما أنت لماذا تقول خبر صحيح لأنه على مبانيه يوجد خبر صحيح وعلى مبانيك ليس لا يوجد خبر صحيح, ولكن هو لأنه ينقل العبارة فهو غير ملتفت إلى هذه النكتة, ولهذا يقول وجاء في الخبر الصحيح, لأنه في عبارة القيصري وجاء في الخبر الصحيح أيضا أن الحق كذا وكذا هذه نص العبارات الموجودة في عبارات القيصري رحمة الله عليهم جميعا, (كلام لأحد الحضور) واقعا فنى في القيصري شاء أم ابي التفت أم لم يلتفت هو هذه الشخصية قدوة له في كل هذه المعارف. لذلك قيل كل شيء يرجع إلى أصله, لذا نحن فسرنا هذه العبارة: على صورته الحقيقية, بناء على هذه العبارة معنى الصورة الحقيقية يعني يرجع إلى أصله ومعنى الاحتمال الثاني تظهر حقيقته الواقعية وكلاهما أي الاحتمالين صحيح لان الاحتمال الأول ينسجم مع النفخ والاحتمال الثاني ينسجم مع الحشر الأكبر.  قال الله عز وجل {لله ميراث السماوات والارض} عجيبة هذه الجملة اولا هذه اللام أي لام؟ لام البيت لزيد أو هذه اللام من قبيل وان ليس للانسان إلا ما سعى, لام اعتبار أو لام تكوين وحقيقة؟ لام حقيقة هذه واحدة.

    ثانياً: الوارث لما يرث يبقى شيء للمورث منه أو لا يبقى؟ الله يقول يـأتي ذلك اليوم الذي إرثكم جميعا يعني يبقى منكم شيء أو لا يبقى؟

    اين تذهبون موجودين أو أموات هالكون؟ إذا موجودون فلا معنى للميراث, متى يتحقق الميراث فقها إذا مات ولكن أي موت؟ ليس الموت الذي الانتقال بل الموت الذي هو الهلاك الذي هؤلاء  يرجعونه إلى زوال التعينات الخلقية وهو الفناء, والا إذا ليس فناء قولوا ما هو معناه؟ الذي لا يقبل هذه المباني عليه أن يعطي تصور واضح للنفخ في الصور, طبعا القائلين بجسمانية الأرواح وانه كذا يقولون تعدم واتتهم مشاكل المعدوم بعينه ومن هنا ابتلوا لأنه في صريح الآيات والروايات أنهم يصيرون فناء يعني عدم وإذا صار عدم فيوم الحشر الأكبر لابد أن يعيدوه, {ولله ميراث السموات والارض وكل شيء هالك إلا وجهه} {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} هذا ذو وصف الوجه وليس وصف الرب, وذلك يعني ارتفاع الحجب والفناء يكون ماذا؟ اولا, وثانيا, وثالثا, وبحثه يـأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/27
    • مرات التنزيل : 1716

  • جديد المرئيات