بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
انتهى بنا الحديث الى الإجابة على هذا السؤال اذا يتذكر الاخوة وهو انه: ما هو الفرق بين الحياة التي توجد للانسان ما قبل النفخ والحياة التي توجد للانسان ما بعد النفخ والحياة التي توجد للانسان في النفخ او ما بين النفختين؟ ولكنه قبل أن أجيب على هذا التساؤل أحاول الى أن أشير الى دليل آخر الى الأدلة الاساسية لإثبات او لبيان لحقيقة ما يحدث ما بين النفختين, يتذكر الاخوة في البحث السابق, أننا قلنا بأنه يوجد اتجاهان:
الاتجاه الاول: يعتقد بأنه يحصل انعدام ولا شيئية ما بين النفختين, يعني أن الشيء يعدم ثم يوجد, اعدام بعد النفخة الاولى, وإيجاد بعد النفخة الثانية.
الاتجاه الآخر: كان لا يعتقد بذلك وإنما كان يعتقد بأنه ما بين النفختين إنما يكون إبطان او جعل ما هو ظاهر جعله باطناً وبتعبير القرآن الكريم جعله مطوياً {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} {والسماوات مطويات بيمينه} وبتعبير القرآن الكريم أيضاً, {يوم يقبض كل شيء} {والارض جميعا قبضته يوم القيامة} هذه تعبيرات قرآنية, هذه التعبيرات مطويات طي قبض ونحو ذلك هذه كلها إشارة الى حال الموجودات ما بعد النفخة الاولى, ما هو حال الموجودات ما بين النفختين أشير إليها في الآيات القرآنية بتعبير الطي بتعبير القبض, وعبر عنه بالروايات بتعبير السبات انها تسبت هكذا مدة, وتعبير آخر {كما بدأكم تعودون} رجوع كل شيء الى أصله. ولعل أوضح آية تكلمت عن هذه الحقيقة هي الآية 45و 46 من سورة الفرقان, قال تعالى {ألم تر الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا, ثم جعلنا الشمس عليه دليلا, ثم قبضناه} قبضنا من؟ قبضنا الظل هذا الظل الذي تمدد بتمدد الشمس الآن قبض {ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا} هذه الآية المباركة من الآيات القيمة في فهم ما يحدث ما بين النفختين.
أنا لا أريد أن ادخل في البحث التفسيري لأنه واقعا كل كلمة من هذه الكلمات تحتاج الى بحث مستقل, أساساً لماذا شمس لماذا ظل لماذا قبض, لماذا إلينا, لماذا يسير, لماذا ثم, هذه كل كلمة, تعلمون بان الآيات القرآنية اعتقادنا فيها انها هذه هي كما هي في لوح المحفوظ نزلت على قلب الخاتم ’اذن هي رياضيات اذن, يعني واحد واثنين وثلاثة يأتي بعده الاربعة وهكذا.
فلهذا هذه الكلمات ليست من قبيل الروايات حتى في كثير من روايات الاعتقاديات فضلا عن روايات الفروع التي هي منقولة إلينا بالمعنى وتصرف فيها النقلة تصرفات كثيرة أما بالتقطيع, أما بالتبديل وأما بالتقديم والتأخر وعشرات المشاكل الأخرى أما بالتقية أما, أما, (أُمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم) الله (سبحانه وتعالى) في القرآن لم يقل أنا اكلم الناس على قدر عقولهم, قال هذه هي الحقيقة, نعم هذه الحقائق بينها بالسنة متعددة, تارة بين الحقيقة {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} التي تحتاج الى تقريب من الفلاسفة والحكماء, الى يومنا هذا لتقريب هذا التلازم, وتارة بينها انه عبد شخص مولى لموليين بينهما تخاصم, الآن لا فرق سواء هذا كان او ذلك, ذاك المثال كان هذه حقيقة. هنا أيضاً الحقيقة بينت بلسان أمر محسوس يعني شمس وظل وقبض وغير ذلك. فقط أنا أشير الى أربعة نكات أساسية يمكن أن تستفاد من هذه الآية المباركة:
اولا: الآية بينت أن العلاقة بين الموجودات وبين خالق الموجودات هي علاقة الشمس والظل والا لو لم تكن العلاقة شبيهة بهذه العلاقة لكان ضرب هذا المثال لبيان تلك العلاقة هذا المثال صحيح او لا؟ غير صحيح, متى يكون هذا المثل القرآني حقيقيا, تاما يبين حقيقة من حقائق عالم الوجود اذا كانت هناك لا اقل شباهة من حيث العلاقة.
السؤال الاول: ما هي العلاقة القائمة بين الشمس وبين ظل الشمس هل البينونة بينهما بينونة عزلة أم بينونة صفة؟ لا يمكن لأحد أن يقول أن العلاقة هي علاقة وجودين هما ارتبطا بالآخر, كما هي نظرية المشائية تعتقد هذا وجود وهو وجود الممكن وهذا وجود وهو وجود الواجب نعم وجود الواجب اوجد وجود الممكن, ولكن هذا وجود وذاك وجود آخر. لا, علاقة الخلق بخالقه هي علاقة الظل بالشخص, بالشاخص بالشمس وهي علاقة تميز شأن وذي شأن لذا لا يمكن أن يفترض أن البينونة بينونة عزلة بين بينونة صفة, وهناك شواهد كثيرة من الروايات لذكر بعض المصاديق.
منها هذه الرواية القيمة الواردة في اصول الكافي في الجزء الثاني ص 166 في باب أخوة المؤمنين بعضهم لبعض الحديث الرابع في كتاب الايمان والكفر, باب أخوة المؤمنين بعضهم لبعض الرواية هذه: ( عن ابي بصير قال سمعت الصادق يقول المؤمن اخو المؤمن كالجسد الواحد أن اشتكى شيئا منه وجد الم ذلك في سائر جسده وأرواحهما) يعني المؤمن والمؤمن, (من روح واحدة) محل الشاهد هذا, (وان روح المؤمن لأشد اتصالاً بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها).
طيب انت عندما تأتي الى الشروح, هنا صدر المتألهين لا توجد عنده حاشية هنا, تأتي ممن كتب بعده تجد هنا في الاجزاء التي كتب فيها صدر المتألهين رحمة الله تعالى عليه الذين جاؤوا من بعده كالمازندراني وغيره والشعراني وتعليقات الشعراني هنا يتكلم عشرة صفحات, أما هنا باعتبار ملا صدرا لا يوجد عنده كلام تأتي الى المازندراني وغيره خمسة اسطر يقول باعتبار انه هذا تشبيه وكناية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, لماذا؟
لأنه واقعا لا يوجد مطلب, نفس الطريقة التي انتم تجدونها في باب الطهارة والصلاة والصوم والحج, تجدون انه في كتاب الصلاة الآن أربعمائة خمسمائة مجلد في كتاب الصلاة أما عندما تأتي الى باب القضاء هذه الثلاثين سنة الأخيرة صار عندنا قليلا من الحركة والا تعلمون انه فقط كتاب واحد كان عندنا لباب القضاء وهو للكني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما في باب, أما اذا تنظر الى السيد الخوئي في التنقيح في باب الطهارة ما ادري خمسة وعشرين مجلد ما ادري, أنا في ذهني الغروي قال لي سيدنا كتاب الطهارة خمسة وعشرين مجلد, أما عندما تأتي الى الديات المجلدين الأخيرة المباني, هذه كلها وهذه كلها, التفتوا, نفس الكلام. هذا المطلب انه (لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها) وهناك روايات بالأمس أنا لم يصير عندي وقت ابحث عنها ولكنه طالعتها في البحار وهناك روايات.
اذن عندما ترجع الى الله ما معنى رجوعها؟ قال: كرجوع الشعاع الى الشمس, طيب هذه القضية واضحة أتصور انها تشير الى نظرية العرفاء من أن هذا الوجود واحد لا شريك له ولكن هذا الوجود الواحد له شؤون, والبينونة بينونة صفة لا بينونة عزلة, هذا الامر الاول.
الامر الثاني: هو أن الرجوع الى الله, أن الرجوع إليه هو كما بدأ منه, كيف بدأ منه يرجع إليه, وإذا كان اخواني, كان هناك إيجاد وإعدام لا معنى لان نقول بدأ منه ويرجع إليه, أساساً الإيجاد والاعدام ليس ابتداء وإرجاع أصلاً, وإنما إيجاد شيء واعدام شيء, ما معنى {إنا لله وانأ إليه راجعون} أن نبدأ منه وان نرجع إليه, وهذه النكتة تتضح أكثر في هذا الامر الثالث. انه أساساً {ثم قبضناه إلينا} طيب اذا كان اعدام أساساً يوجد إلينا او لا يوجد إلينا؟ ما معنى إلينا؟ لابد أن يؤخذ فيه يضمن إليه معنى الإرجاع حتى يكون إلينا, يعني بعبارة أخرى: لابد أن يكون فيه {إنا لله وإنا إليه راجعون} والا اذا كان اعدام إليه لا يوجد.
الشاهد الآخر في الآية المباركة أن الآية أساساً إذا أريد أن يعدم شيئا يقول قبضناه, هو لا شيء ماذا يقبض, القبض لا معنى له الا أن يكون للمقبوض نحو من الوجود, نحو من الشأنية والا القبض. لذا اذا انتم جمعتم قوله القبض مع قوله إلينا يتضح بأنه أساساً انه نحن في النفخ يوجد عندنا اعدام او لا؟ لا معنى لان يكون هناك اعدام لان الاعدام لا فيه قبض ولا فيه إلينا, هذا من قبيل ما ذكرناه في مسألة الموت, قلنا أن صريح القرآن يقول {خلق الموت والحياة} اذا كان الموت انعدام الانعدام يتعلق به الخلق او لا؟ لا, فقوله {خلق} اذن هو أمر وجودي لا أمر عدمي, عندما يعبر {ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا} متدرجا ونحو ذلك, طيب عند ذلك لا يمكن أن يكون أمراً عدميا.
(كلام أحد الحضور) كله اقول فلذا انتم واقعا هذه الآية واقعا عندما تجمع أصلاً لا معنى {إنا لله} ولا معنى {إليه راجعون} هذا منه واليه, لذا عندما تأتي الى هؤلاء في هذه الآية المباركة يعني الى تفسير القرآن الكريم, للقاساني كما ذكرنا مراراً أن هذه ليست مرتبطة بمحي الدين ابن عربي وإنما هي تفسير عبد الرزاق القاساني, الجزء الثاني بحسب هذه الطبعة ما ادري مطبوعة طبعة أخرى او لا؟ ص 160, التي مع الاسف الشديد هذه الطبعة أيضاً كل شيء ما فيها, حتى عدد الآيات لم توجد, يعني عندما نقول الآية 45 من سورة الفرقان انت لابد أن تتصفح الى أن تعرف الآية وإلا الآيات في السورة لا توجد فيها أرقام.
اعلم أن ماهيات الاشياء وحقائق الاعيان هي ظل الحق, لان الآية أشارت الى هذا المعنى قالت {الم تر الى ربك كيف مد الظل} اذن المراد من الظل هي حقائق الاشياء الخارجية, هي ظل الحق فمدها مد هذه الحقائق إظهارها بعد أن كانت ماذا؟ في عالم الباطن, اين بطونها؟ إنشاء الله بحوثها تأتي في الفصل الحادي عشر, في الفصل الأخير, اين كانت باطنة بالبطون المطلق؟ في مقام الاحدية وفي مقام الاعيان الثابتة لأنكم تتذكرون نحن قلنا أن الاحدية من الباطن المطلق وان الاعيان الثابتة التي هي الصورة العلمية للاشياء أيضاً هي من الباطن او من الظاهر؟ هي من الباطن, اذن معنى خلقها هنا اتضح, ما هو خلقها؟ يعني إظهارها من عالم البطون بأي شيء تظهر الاشياء؟ بالنور, لذا قال تعالى {الله نور السماوات والارض} النور الذي يحول الشيء من عالم الظلمة عبروا عنه او عالم الغيب او عالم البطون الى عالم الظهور, لذا قال: فمدها إظهارها باسمه النور, الذي هو الوجود الظاهر الخارجي الذي يظهر به أي بالنور كل شيء ويبرز ويتم العدم الى فضاء او ينتقل العدم الى فضاء الوجود, هذا الذي عبرنا بأنه العدم المطلق او العدم النسبي؟ هذا العدم النسبي لا انها معدومة في قبال موجودة وإنما ليس لها وجود خارجي, أي الإضافي, ولو شاء لجعله ساكنا, اتضح معنى الآية, ما معنى {ولو شاء لجعله ساكناً} يعني يظهرها او لا, يعني لو شاء, يعني الله كان مجبر على أن يظهر الاشياء او كان مختار الى هذا؟ هذه إشارة الى أن الله (سبحانه وتعالى) في إيجاده الخلق كان مضطرا مجبرا او كان مختارا؟ لا شاء ذلك ففعل.
{ولو شاء لجعله ساكنا} أي ثابتا في العدم, ما هو العدم؟ الآن قد يأتي شخص ولا يعرف الاصطلاح انظروا ماذا يعبر عن العدم, يقول: أي ثابتا في العدم الذي هو خزانة وجوده, العدم اين خزانة الوجود اين, يقول: نعم أنا ليس مقصودي العدم المطلق في قبال الوجود, نحن مرادنا العدم النسبي العدم الإضافي يعني الباطن في قبال الظاهر, الذي هو خزانة وجوده أي أم الكتاب واللوح المحفوظ الثابت الذي افترض في بعض ما ذكره من الامثلة تأمل, لان البحث في الصعق الربوبي, وهذه مرتبطة بالأعيان الخارجية.
وجود كل شيء فيهما في الباطن وحقيقته وليس العدم الصرف بمعنى اللا شيئية, ليس معناه انه أخرجه من اللا شيئية الى الشيئية فانه لا يقبل الوجود أصلاً, اللا شيئية تقبل أن تكون موجودة او لا؟ لا تقبل, لذا هؤلاء رفضوا نظرية الإيجاد والاعدام وانتقلوا الى نظرية الظهور والبطون.
وما ليس له وجود في الباطن وخزانة علم الحق وغيبه لم يمكن وجوده أصلاً في الظاهر والايجاد والاعدام ليس الا باصطلاح هؤلاء القوم, ليس الا هو اظهار ما هو ثابت في الغيب وإخفائه وحسب وهو الظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم, إذن مرجع الإيجاد والإعدام مرجعهما الى الظاهر والباطن, هذه العبارة إنشاء الله الاخوة يراجعونها هناك.
كذلك السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه أيضاً قريب من هذا المعنى في المجلد الخامس عشر ص 226 هذه عباراته, الآن هنا مكتوبة 226 اقرأها 266, وقوله {ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا} أي أزلنا الظل بإشراق الشمس وارتفاعها شيئاً فشيئاً حتى ينسلخ بالكلية وفي التعبير عن الإزالة والنسخ بالقبض وكونه إليه, وتوصيفه باليسير دلالة اولا: على كمال القدرة, باعتبار انه قال {قبضا يسيرا} ثقيل علينا او لا؟ ليس ثقيلا, دلالة اولا على كمال القدرة, ودلالة على أن فقدان الاشياء بعد وجودها ليس بالانعدام والبطلان بل بالرجوع إليها تعالى, هذه النظرية التي اشرنا إليها, انظروا هذا الميزان انه انت عندما تقرأ هذه الآية كلها لم ترى شيء خاص بها, ولذا شخص يطالعها يقول لا والله طالعت الميزان كل شيء ما فيه, ولا يعلم أن هذه الجملة فيها عشرة مباني عرفانية وفلسفية لابد أن تتم حتى يبين انه ما معنى انه ليس بالانعدام والبطلان بل بالرجوع إليه.
بهذا البيان الذي اشرنا إليه, تعالوا معنا الى هذه الآيات, قال تعالى في سورة الانبياء الآية 104 {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده} {والارض جميعا قبضته يوم القيامة} {والسماوات مطويات في يمينه} في سورة الزمر.
هنا بحث قيم عنده صدر المتألهين في انه لماذا عندما يأتي الى السماء يعبر بالطي وعندما يأتي الى الارض يعبر بالقبض, ما الفرق بين الطي وبين القبض؟ لأنه الآية تقول {يوم نطوي السماء} لا نطوي السماء والارض, {والسماوات مطويات بيمينه} لا والسماوات والارض مطويات بيمينه, أما عندما يأتي الى الارض يقول {والارض جميعا قبضته يوم القيامة}؟ هذا المعنى إنشاء الله الوقت لا يسع, فقط أنا أشير الى المصدر والاخوة يراجعونه, في المجلد التاسع من الاسفار ص 267 هناك يقول: والفرق بين القبض والطي أن القبض يستدعي أن يكون للمقبوض وجود عند يد القابض, أما وأما الطي فيستدعي أن لا يبقى للمطوي وجود, اذن القبض يقول يبقى للشيء وجود ولكنه وجود اشرف من الوجود السابق, أما عندما يأتي الى الطي يقول لا يبقى له وجوده الخاص تعينه او لا يبقى؟ لا يبقى.
هذه إشارة الى نحوين من انحاء الفناء, بعبارة أخرى: في السماء فنائه من النحو الاول يعني زوال تعينه اذا تتذكرون قلنا بأنه توجد عندنا انحاء ثلاثة, أما في الارض بالنحو الثالث من التعين وهو انه يتبدل وجوده من وجود بشري او وجود مادي او وجود لنفسه ويكون يعني تبدل الصفة لا تبدل الذات. لذا قالت الآية الكريمة {وأشرقت الارض} ولكن {بنور ربها} صفتها تبدلت, لذا هو يحاول أن يميز بين السماء يقول أن السماء لها درجة من الوجود, كما انه هذا المعنى ذكرناه في ما سبق, قلنا لا يتبادر الى الذهن عندما نحن نقول أن الوجودات تنفى ما بين النفختين يعني الجميع يصل الى الفناء الاعلائي, ليس هكذا, كما انه قبل إيجادها وإظهارها لم تكن على درجة واحدة, يعني قبل إيجادها في الاعيان الثابتة وفي مراتب علم الحق كانت على درجة واحدة, {كما بدأكم} طيب كما بدأكم هذه كما بدأكم درجة واحدة أم عدة درجات؟ تعودون أيضاً درجات.
اذن لا يتبادر الى ذهنكم اخواني الاعزاء الفناء الذي يقوله العارف ما بين النفختين التفتوا جيدا يعني أن جميع الموجودات تصل الى مقام الصادر الاول, لا أبداً في قوس الصعود لا أبداً, كما انها في قوس النزول كان لها وجود وعلى الترتيب كذلك في قوس الصعود كان لها وجود وعلى الترتيب, هذا البحث إنشاء الله هناك يرجعون له الاخوة لأنه هو يرجعها الى النفس, يقول: والارض كلها وجود نفساني والسماء كلها لها وجود عقلاني ونحو ذلك, وملخصه إذا أردنا أن نتكلم بلغة عرفانية يعني السماء وجودها اشرف من وجود الارض, فناء السماء يكون بنحو وفناء الارض يكون بنحو آخر, لذا ميز بينهما بتعبير أن احدهما طي, {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} والآخر بنحو القبض.
نرجع الى جواب السؤال الذي طرحناه في أول البحث قلنا لابد أن نجيب, ما هو الفرق بين الحياة التي هي قبل النفخ والحياة التي هي بعد النفخ والحياة التي هي ما بين النفختين, في ما يتعلق بالحياة ما بين النفختين بناء على البيان السابق, اتضح, وهو انه يوجد هنا فناء لجميع الموجودات وليس المراد من الفناء هو الانعدام وإنما المراد بالفناء هنا بتعبير الامام الصادق ×السبات, وبتعبير القرآن الكريم, {الطي} وبتعبير القرآن الكريم {القبض} وقد اتضح. أما ما هو الفرق بين الحياة ما قبل الفناء والحياة ما بعد الفناء؟
الجواب: في جملة واحدة التفتوا, وأنا بودي انه عندما أسس للاخوة هذه القاعدة, التي هذه لم تأتي في كلماتهم, نعم في متناثر كلماتهم جاءت ولكن بهذا البيان الذي أنا أبينه لا اقل لم اقرأ في كلماتهم.
الجواب: هو انه الحياة ما قبل الفناء الاسباب الظاهرية تكون ظاهرة ومسبب الاسباب يكون باطن, فلهذا انت تجد في هذه الحياة نحن نذهب نبحث, عموم الناس أتكلم عموم البشر, يبحثون عن الدليل على وجود الله وانه موجود او لا, وإذا كان موجود ما هي صفاته لماذا كل هذا؟ إذا كان هذا المسبب الحقيقي ظاهرا لكل شيء كظهور الاسباب لنا, أيضاً واقعا كنا نبحث عنه هذا البحث او لا نبحث؟ انت بينك وبين الله هل تبحث أن الماء يرفع العطش او لا تبحث؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ لأنه سبب ظاهر واضح وجداني وتجريبي واضح, أن الشمس تضيء واضح هل تحتاج الى دليل على اضائتها؟ دليلها نفسها, عندما تظهر عندما تغيب يغيب النور وعندما توجد يوجد النور, انتهت القضية.
أما هو (سبحانه وتعالى) في هذا العالم وفي عالم البرزخ الحقيقة ما هي؟ مسبب الاسباب هو خلف هذه الاسباب باطن هذه الاسباب {والله من ورائهم محيط} ولكنه نرى ذلك او لا؟ نعم الأوحدي قد يرون هذه الحقيقة ولكنه عموما يرون او لا؟ أما الحياة الأخرى التفتوا جيدا, تنعدم فيها الاسباب؟
الجواب: كلا, نظام السببية يبقى نظام السببية باق على حاله, ولكنه الاسباب تكون ظاهرة او باطنة؟ تكون باطنة, ومسبب الأسباب يكون {ويعلمون أن الله هو الحق المبين} يعني في هذه الدنيا الله لم يكن الحق المبين؟ لا, كان المشكلة اين كانت؟ في علمنا انه هو الحق المبين, نعم كنا نعطي لكل الاسباب الحق المبين, ولكن عندما نصل الى مسبب الاسباب ماذا نقول؟ نقول اين الدليل اين الدليل.. حتى انتهى بنا البعض الى نظرية التفويض, لو عدم لما ضر وجود العالم شيئا, هذا ما هو سببه؟ سببه انه كان غائب, يعني كان باطن, التعبير بالغيب تعبير جدا ضعيف وغير مناسب وغير مؤدب أيضاً, كان باطنا وهذه الاسباب كانت ظاهرة ولذا نرى ذاك السبب او لا؟ الا للأوحدي من الناس الذي كان يستطيع ببصيرته النافذة أن يتجاوز وان يعبر كل هذه الاسباب الظاهرية ليصل الى ماذا؟ وهذا ما يريده العارف, العارف في التوكل ماذا يريد؟
ويوجد بحث مفصل في العرفان العملي وهو أن التوكل هل ينسجم مع التوسل بالأسباب او لا ينسجم؟ هذه العرفاء طرحوه, طيب المتوسطين منهم واقعا في قناعتي يقولون لا لا يتنافى نحن لابد أن نطلب الاسباب, أما المحققون الأكابر يقولون أساسا لا معنى له, لماذا؟ لأنه هذه الاسباب إنما هي وسائط فإذا كنت ترى مسبب الاسباب وهو الظاهر في كل شيء فلا معنى لان تتوسل بالأسباب.
أما عندما ننتقل الى النشأة الأخرى, نجد بأنه الاسباب كلها تكون في ظل هذا السبب الحقيقي {لمن الملك اليوم} يعني اليوم الملك ليس له؟ له, ولكن أنا كنت أرى او لا؟ لا, كنت أرى أن هذا ملكي وملكك وفلان وفلان وفلان جهة وفلان دولة وفلان .. فلذا بعد ذلك آخر المطاف لو توفقت اقول والله ملك الملوك وإذا لم أوفق أبقى بهذه الملوك الجزئية والتي عمرنا نقضيه في هؤلاء, أما هناك {لمن الملك} {لله الواحد القهار} {يوم هم بارزون لا يخفى} هذه الآية المباركة التي مرارا قراناها للاخوة وهي في سورة لعله غافر {يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء} التفتوا جيدا, يعني هذا اليوم يخفى عليه منا شيء؟ لا لا, نحن لم نكن بارزين حتى نفهم, لا أن الله (سبحانه وتعالى) كان لا يعلم او خاف عليه {يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء} عند ذلك تأتي الآية {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} {ربنا سمعنا وأبصرنا} هنا نسمع وأيضاً نبصر, أما في هذه الدنيا, {لهم آذان لا يسمعون بها, لهم أعين لا يبصرون بها, لها قلوب لا يفقهون بها} وهكذا, هذه كلها كانت موجودة ولكن كانوا يرون بها يسمعون بها يعقلون بها {لمن كان له قلب او الق السمع وهو شهيد} هذه كانت له في الدنيا؟ لا لم تكن له لا انه لم تكن عنده كان غافلا عنها, أما هناك سوف تظهر الحقائق فإذا ظهرت الحقائق.
اذن ليس الفارق, التفتوا جيدا اخواني الاعزاء, من هنا أريد أن اخذ نتيجة, من هنا نأخذ النتيجة التي اشرنا إليها في ذيل بحث يوم الأربعاء, قلنا بأنه الحياة الدنيوية ليست كالحياة الأخروية, الحياة الأخروية حقيقة من الحياة سنخ من الحياة تختلف عن الحياة الدنيوية تختلف عن الحياة البرزخية فضلا عن الحياة الدنيوية لماذا؟ لان الحياة الدنيوية والحياة البرزخية قائمتان أساسا على أن الاسباب هي الظاهرة وان الله من ورائها محيط وهو الباطن, أما الحياة الأخروية سنخ حياة الاسباب ظاهرة او سقطت جميع الاسباب؟ ما معنى سقطت جميع الاسباب, البعض قد يتصور انه بمعنى سالبة بانتفاء الموضوع, الجواب: كلا, بمعنى السالبة بانتفاء المحمول أساساً النظر الى مسبب الاسباب, كيف انت هنا, في هذه الدنيا بمجرد أن يصير عندك زكام, أول ما يأتي الى ذهنك ماذا؟ مسبب الاسباب يأتي, (وإذا مرضت فهو يشفين) ابراهيم اذا كان يمرض الى أن اين كان يذهب ذهنه؟ الى الطبيب او الى مسبب الاسباب؟ (كلام أحد الحضور) نعم لان ذلك قامت قيامته, ذاك يعرف (اذا مرضت فهو يشفين) أما أنا وانت بعد خمس سنوات عندما يأسنا من كل الاسباب عند ذلك نتوجه الى {امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء} أما هناك التوجه مباشرة الى مسبب الاسباب ومسبب الاسباب عندما يفعل الاشياء كيف يفعلها؟ يفعلها {كن فيكون} فلذا العبد في الجنة العبد في النار, كلاهما بيده {كن فيكون}.
لذا العبارة, عبارة السيد الطباطبائي قال: تبين {لمن الملك اليوم, لله الواحد القهار} سؤال وجواب من ناحيته سبحانه, تبين بهما حقيقة اليوم ما هي حقيقة ذلك اليوم؟ وهي ظهور ملكه وسلطانه تعالى على الخلق على الاطلاق, هذه هي حقيقة ذلك اليوم.
طيب سؤال: اذا اختلفت حقيقة عن حقيقة أخرى, فتتوقع أن اللوازم واحدة أم متعددة؟ الاحكام واحدة أم متعددة؟ القوانين واحدة أم متعددة؟ لا يمكن أن تلتزم انت من جهة أن المؤثر وان الحياة متعددة وان السنخ الحياة حقيقة الحياة متعددة ولكن اللوازم واحدة ممكن هذا؟ (كلام أحد الحضور) نعم. الآن عندما تأتي الى هؤلاء اصحاب البصر لا اصحاب البصيرة, اصحاب الظاهر يقول: أنا معتقد بالمعاد الجسماني هذا الجسم, جيد وأنا لم اختلف معه, طيب انت ثبت لي في الرتبة السابقة أن الحياة الأخروية هي هذه الحياة الدنيوية عند ذلك من حقك أن تطلب هذه الاحكام, هذا الجسم وهذه الحياة وهذه النشأة وهذه القوانين وهذه الاحكام و… الآن تقول له نبوة شريعة يقول لا الله (سبحانه وتعالى) هنا عجبه ينزل وهناك لم يعجبه, الآن هذا أيضاً نقبله ولكنه اولا: انت اثبت لي في علم المعاد أن تلك الحياة هي هذه الحياة عند ذلك طالبني بلوازمها. هذه اذا يتذكر الاخوة قلنا أن صدر المتألهين رحمة الله تعالى عليه انتهى بحسب القواعد الفلسفية وبحسب ظهور الآيات القرآنية القطعية, أنا اعبر عنها الظهور ولكن بعد ذلك اقول القطعية, أن الحياة الأخروية غير الحياة الدنيوية, فإذا كانتا حياتين فلا معنى لان تطالبني بهذا البدن او غير هذا البدن, لابد أن نسأل قوانين تلك الحياة بدن ذلك الحياة جسم ذلك الحياة طريقة تلك الحياة. لذا تجدون القرآن الكريم عندما يأتي الى الارض من باب المثال {وأشرقت الارض بنور ربها} لماذا؟ يقول: لأنه {يوم تبدل الارض غير الارض} هذه الحياة غير تلك الحياة, {والسماوات} يعني يوم تبدل السماوات غير السماوات, طيب اذا تبدلت الارض وتبدلت السماوات عند ذلك يتضح {وننشأكم في ما لا تعلمون} هذه نشأة وتلك نشأة أخرى, ولكن صدر المتألهين مشكلته اين كانت؟ مشكلته هو انه من جهة انتهى الى نتيجة انه تلك الحياة غير هذه الحياة فلها لوازمها, ومن جهة كانوا أمامه المتكلمين والفقهاء والوضع العام والفكر العام والثقافة العامة تقول له أي معاد لابد أن يصير؟ هذا المعاد الجسماني وأحكام هذا, فحاول أن يوفق بين ما انتهى إليه وبين هذا الفهم العامي للمعاد في النشأة الأخرى.
طبعا أنا من فهمي اقول فهم العامي من حق الآخر أن يقول لا, سيدنا فهمك فهم عامي ومن حقه هذا, ما عندي مشكلة, أنا قائل بتعدد القراءات ولا عندي أي مشكلة, ولكن أنا فهمي أن ذاك الفهم العمومي الفهم العادي وليس الفهم التحقيقي للمعاد, الفهم التحقيقي للمعاد يوصلنا الى انه نشأة أخرى. لذا واحدة من أهم خصائص هذه النشأة لا يمكن لآدم أن يجتمع مع الخاتم, يمكن او لا يمكن؟ لا, آدم في زمان والخاتم في زمان, أما ذاك العالم عالم {جامع الناس ليوم لا ريب فيه}. اذن بهذا البيان يتضح بان الحياة الأخرى, طبعا يكون في علمكم لا فرق بين حياة في درجات الجنة والحياة في دركات نعوذ بالله, في دركات الجحيم لا يتبادر أن هذا الكلام فقط نقوله, نعم مع اختلاف الموجود في الرتب, لا يتبادر الى الذهن انه رتبة واحدة, ولكن مقصودي كلاهما مرتبط, وهذا الذي أنا اصطلح عليه أن الحياة هنا ما قبل الفناء والحياة هناك ما بعد الفناء, وإذا كان الامر كذلك اذن خصوصية هاتين الحياتين حياة ما قبل الفناء وحياة ما بعد الفناء إحداهما تختلف عن الأخرى بشكل واضح.
هذه الأربع دقائق الباقية, فيه سؤال أخير إنشاء الله أنا اطرحه وإنشاء الله تعالى جوابه غد, لأنه توجد روايات قيمة في هذا الباب, وهذا السؤال وهو السؤال الأخير في هذا البحث, وإنشاء الله ندخل في الفصل الأخير ولعله هو {وختامه مسك} من هذه الفصول, وهو فصل النبوة والرسالة والولاية, الذي هو أعظم هذه الفصول على الاطلاق, لب هذه الفصول, وهذا السؤال الأخير هو هذا وهو: هل يوجد دليل على أن هناك طبقة من الناس وصلوا الى ذلك المقام الذي يصل إليه عموم الناس ما بين النفختين وصلوا إليه قبل ذلك, يعني هؤلاء ماذا بتعبير الروايات قبل أن يحاسبوا حاسبوا أنفسهم, وقبل أن يوزنوا وزنوا أنفسهم وقبل أن يفنوا فنوا أنفسهم, هل يوجد؟ دليل إثباتي, لأنه إمكانا نعم يوجد هذا, ولكن الكلام في الوقوع, هل يوجد عندنا أدلة تثبت انه ما بين, عند ذلك النتيجة التي تترتب على هذا البحث ما هي؟ وهو انه إذن يمكن أن نتصور ما بين النفختين توجد هناك طبقة من الناس ما هم؟ فانون أم غير فانين؟ غير فانين موجودون يعني بأي وجود موجودين؟ ليس موجودين بالوجود الذي قبل الفناء, موجودين بالوجود الذي ما بعد الفناء ولكن اين موجودون؟ الآن في الفترة في الظرف الذي كل الموجودات هي في الفناء هم ماذا؟ هم موجودون يعني الآن إحياء. وبهذا تتضح هذه الرواية ابحثوا لي عن مصدر هذه الرواية لأنه ينقلها احد الاعلام ولكن لم أجد مصدرها, ينقلها الشيخ الكيلاني, الذي هو في القضاء, الشيخ الكيلاني في كتابه المعاد في الكتاب والسنة, هذه الرواية ينقلها في ص 181 الرواية جيدة هي في هذا المجال ولكن لا يشير الى مصدرها وأنا بحثت عنها لم أجدها, يقول: (ورد في الخبر المروي عن مولانا أمير المؤمنين انه سئل {لمن الملك اليوم} من المجيب {لله الواحد القهار} قال: انه ارواح الانبياء والرسل والحجج) هذا السؤال والجواب إذا فرضناه ما بين النفختين, التفتوا لا ما بعد النفخة الثانية والا لا ينفعنا شيء, اذا فرضناه ما بين النفختين إذن يظهر أن هناك طبقة من الناس هم إحياء, (قال: ارواح الانبياء والرسل والحجج عليهم السلام) طبعا نحن هذه الآية حملناها على ما بعد النفخة الثانية, ولكن هناك كان رأي.
والحمد لله رب العالمين.