بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: فباطن النبوة الولاية وهي تنقسم بالعامة والخاصة والأولى تشتمل على كل من آمن بالله وعمل صالحا, على حسب مراتبهم كما قال تعالى {الله ولي الذين امنوا}.
اتضح في البحث السابق بأنه أساساً النبوة لا تتحقق لاحد الا اذا كان وليا بعبارة أخرى: أن الحيثية التي على أساسها يستحق شخص ما مقام النبوة هو انه أن يكون ولياً في الرتبة السابقة ونظرنّا لذلك, وقلنا من قبيل إن الانسان لا يصل الى مقام القضاء ومقام الفتوى الا اذا كان مجتهدا, الا اذا كان عادلا, وما لم يصل الى هذه المقامات فلا يحق له أن يتصدى الى هذا المقام.
معنى أن الولاية باطن النبوة, هو ما اشرنا إليه, وهو: أن الحيثية التي بها يستحق الشخص أن يكون نبياً هو أن يكون ولياً, وهذا معنى قولهم أن كل رسول فهو ولي ولا ينعكس, يعني وليس كل ولي فهو رسول كما انه كل قاض فلابد أن يكون عالماً عادلاً, ولا ينعكس أن كل عالم عادل لابد أن يكون قاضياً لابد أن يكون مفتياً لابد أن يكون مرجعاً لا ليس الامر كذلك. وكذلك أيضاً نفس البحث الذي بعد ذلك سيتضح أن الانسان ما لم يكن نبيا لا يكون رسولا ومن هنا قالوا أن كل رسول فهو نبي وليس بالضرورة أن كل نبي فهو رسول وهذا إنشاء الله تعالى سيأتي في ص 170 من الكتاب, يعني بعد صفحتين إنشاء الله تعالى سيأتي هذا البحث.
اذن على هذا الاساس تتضح لنا هذه الحقائق الاساسية أنه نحن عندما نضع أيدينا على الأولياء الأولياء ينقسمون الى ولي ليس بنبي ولا برسول والى ولي هو نبي والى ولي هو نبي ورسول, اذن الأولياء على ثلاثة أصناف:
صنف هو ولي لا نبي ولا رسول وهذا ما نعتقده في أئمتنا (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهو أنهم أولياء ولكنهم لا أنبياء ولا مرسلون, وصنف هم أنبياء يعني أولياء وأنبياء وصنف ثالث: هم أولياء وأنبياء ومرسلون كما أشار إليه في أول ص 167 وقد يكون مشرعا كالمرسلين وقد لا يكون مشرعا كأنبياء بني اسرائيل.
اذن عندما نضع يدنا افترضوا على مقام سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ÷فهي لها مقام الولاية, ولعل بل وهو كذلك مقام ولايتها فوق مقامات الانبياء بل والمرسلين السابقين وهذا لا يلزم منه بالضرورة أن تكون نبياً رسولا تكون إمامة, لا الإمامة بمعنى القيادة السياسية بمعنى إدارة المجتمع هذه الابعاد المرتبطة بالتنظيم بإدارة المجتمع بقيادة الأمة, لا ليست كذلك, فلو سال سائل انها إمام او لا؟ بهذا المعنى انها ليست بإمام وليست بنبي وليست برسول ولكنها أفضل من كثير من الانبياء والمرسلين والأولياء السابقين, هذه من النتائج المهمة المترتبة على البحث.
في ما سبق اذا يتذكر الاخوة نحن اشرنا الى انه ما هو المراد من الولي لغة, قبل أن نصل الى ما هو المراد من الولي اصطلاحا, لأنه ما هو الولي اصطلاحا سيأتي في آخر ص169 عندما يقول: فأول الولاية انتهاء السفر الاول, هذه هي الولاية الاصطلاحية التي اشرنا إليها في آخر البحث السابق والدرس السابق بان الولاية الاصطلاحية معنا خاص في كلمات هؤلاء وهو المستفاد من الآيات والروايات.
أما اقسام الولاية, قبل أن نصل الى حقيقة الولاية التي اشرنا إليها, أما اقسام الولاية.
تنقسم الولاية, أحفظوا هذا التقسيم لكي لا يقع الخلط, تنقسم الولاية بنحو من الانقسام الى الولاية العامة والى الولاية الخاصة, ما هي الولاية العامة؟ الولاية العامة هي الحاصلة بمجرد الايمان بالله, طبعا الايمان بالله وبرسوله واليوم الآخر, الايمان هذا الوصف العمومي الذين امنوا.. {الله ولي الذين امنوا} هذا الإيمان العام الذي يوجد على اختلاف مراتبه الانسان اذا اتصف بهذا الوصف هذا نحو من انحاء الولاية, لذا قالت الآية المباركة, في جملة من الآيات وردت, الامر بالمعروف والنهي بالمنكر, {بعضهم أولياء بعض} في مسالة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, هذه بعضهم أولياء بعض هذه الولاية من اين جاءت؟ جاءت من الايمان والا اذا لم يكن مؤمنا تحصل له هذه الولاية او لا؟ لا لا تحصل له هذه الولاية, إذن نعم (كلام أحد الحضور) احسنتم إذن هذا المضمون, الايمان العام يكون منشأ ليعطي الانسان المتصف بها يعطيه نوعا من الولاية.
لذا أيضاً هو استشهد بقوله {الله ولي الذين امنوا} لا يوجد فيها عملوا الصالحات, لان العمل الصالح ذاك بحث آخر, هذا المعنى العام من الإيمان, هذه هي الايمان العامة.
الولاية الخاصة لا, الولاية الخاصة هي المراد بالاصطلاح هنا, التي هي فأول الولاية انتهاء السفر الاول, هذه هي الولاية الخاصة.
ثم أن الولاية الخاصة تنقسم الى أقسام ما هي؟ أما ولاية مطلقة وأما ولاية مقيدة, اذن هذا البحث الموجود عند الاعلام من أن الولاية أما مطلقة وأما مقيدة ثم البحث من هو خاتم الولاية المطلقة من هو خاتم الولاية المقيدة ليس مرادهم الولاية العامة بل مرادهم الولاية الاختصاصية الولاية الخاصة أي الولاية بحسب الاصطلاح, يعني يتصف بها العبد اذا انتهى من السفر الاول, واضح هذا المعنى الذي سيشير إليه هنا.
اذن طبعا, اذا رجعنا الى القرآن الكريم لعله والله العالم, لعله والله العالم يميز بين هذين النحوين من الولاية يعني الولاية العامة والولاية الخاصة, يميزهما بهذا البيان, يعبر عن الذين لهم الولاية العامة يعبر عنهم بـ عملوا الصالحات, {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} أما أولئك الذين وصلوا الى مقام الولاية الخاصة يعبر عنهم بالصالحين لا عملوا الصالحات, بعبارة أخرى: تارة التفتوا الى هذه النكتة القرآنية, تارة يجعل الصلاح وصفا لأعمالهم وليس بالضرورة أن يكون وصفا لذواتهم, لعل ذواتهم تكون خلطت توحيدا وشركا, ولكن يصدر منه عملا صالح, وأخرى: يجعل الصلاح وصفا لذواتهم فإذا كانت الذات صالحة بمقتضى {قل كل يعمل على شاكلته} فالصالح لا يصدر منه الا الصالح, والصلاح.
لذا هذا البحث القيم أشار إليه السيد الطباطبائي + في الجزء الاول من الميزان هناك في ص 303 يقول: ربما نسب في كلامه الى عمل الانسان وربما نسب الى نفسه وذاته, يعني الصلاح, ربما نسب الى عمله وأخرى ينسب الى نفسه وذاته, قال تعالى {فليعمل عملا صالحا} وصلاح العمل وان لم يرد به تفسير بين من كلامه القرآن الكريم يقول بشكل تصريح لم يبين انه متى يكون العمل صالحا ومتى لا يكون, غير انه نسب إليه من الآثار ما يتضح به معنى صلاح العمل, يقول: لم يقول لنا ما هو متى يكون العمل صالحا ومتى لا يكون, ولكن من خلال الآثار التي ذكرت للعمل الصالح نستكشف ما هو العمل الصالح.
منها انه صالح لوجه الله {صبروا ابتغاء وجه ربهم} ومنها {وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله} ومنها انه صالح لان يثاب عليه, هذا يسمى عملا صالح اذا كان لوجه الله عمل صالح, اذا كان صالحا ليثاب عليه عمل صالح, ومنها انه يرفع الكلم الطيب, اذا كان في العمل قدرة على أن يصعد الاعتقاد الحق الى الله فهو عمل صالح… الى أن يقول: وأما صلاح النفس والذات, ما هو المراد من صلاح النفس؟ يشير الى مجموعة من الآيات, {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} لا عملوا الصالحات.
ثم بعد أن يبين معنى الصالحين في ص 304 يأتي الى ص 305 ليبين لنا درجات الصالحين, انظروا جيدا البحث ليس اولا ثانيا ثالثا, ولكن منظم تنظيم منطقي, صلاح العمل ما هو صلاح النفس والذات ما هي, ثم بعد أن اتضح هل أن الصالح ذاتاً لا فعلاً عملاً, مرتبة او مراتب؟
يقول: ثم انك اذا تأملت حال ابراهيم ومكانته في انه كان نبيا مرسلا واحد أولي العزم من الانبياء وانه إمام وانه مقتدى عدة من بعده من الانبياء والمرسلين وانه من الصالحين, بنص قوله {وكلا جعلنا الصالحين} يقول: {ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين} {وآتيناه أجره في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين} {واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الآخرة لمن الصالحين} التفتوا الى الآيات, متى يصل الى مقام الصالحين؟ صريحة ثلاث آيات مباركة أول بين مقام ابراهيم من هو؟ ومع ذلك متى يصل الى ذلك المقام الذي هو الصالحين؟ في الآخرة, لذا عند ذلك يقول: وبه يتضح سر قوله فإذا تأملت ذلك حق التأمل قضيت بان الصلاح ذو مراتب, صلاح الذات, ذو مراتب بعضها فوق بعض ولم تستبعد لو قرع سمعك أن ابراهيم سأل اللحوق بمحمد وآله الطاهرين, {وألحقني بالصالحين} هذا معناه أن الصالحون مرتبة يريد اللحوق بهم, اذن هم الأصل وهو يريد اللحوق بهم. طيب بهذا البيان يتضح بان الولاية مرتبة واحدة او مراتب؟ لا, مراتب متعددة, ولعل بعض من هم من أنبياء أولي العزم, اذن مرتبة الولاية لهم مرتبة عالية ومع ذلك يطلبوا أن يلحقوا بولاية من؟ بولاية علي وأهل بيته بولاية الزهراء وأبنائها (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذا البحث بودي أن الاخوة يراجعونه لأنه بحث قيم في أربع خمس صفحات من الابحاث المفيدة لبحثنا هنا.
الثانية: تشتمل على الواصلين من هم الواصلين؟ التفتوا كم قيد يوجد فيه.
من السالكين فقط, اذن غير السالكين من أمثالنا جالسين هنا هؤلاء مشمولين بالولاية او لا؟ لا, هذا خارج, سالبة بانتفاء الموضوع, خارج تخصصا, يقول: هذا المقام مقام الولاية الخاصة للسالكين فقط للسالكين أما الذي اطمأن للحياة الدنيا الذين ركنوا إليها اخلدوا إليها هذا تعبير القرآن الكريم ويتضح بعد ذلك معنى الركون والاطمئنان والخلود ما هو؟ هو التعشق الى الدنيا, الركون ما هو؟ الركون والاطمئنان هو تعشق هذه المظاهر والأغيار التي هي لابد أن يكون للانسان في السفر الاول أن يتخلص منها الى أن يصل الى مقام الولاية.
قال: من السالكين فقط, طيب كل سالك؟ الجواب: كلا, أما أن يصل الى مقام الفناء وأما لا يصل, فإذا وصل الى مقام الفناء اذن هذا القيد الثاني, اذن الولي من هو؟ التفتوا هذه قيود الولي بالمعنى الاصطلاحي.
اولا: أن يكون سالكا, وفي الطريق أيضاً لا يستشهد لأنه هو يدخل في الجهاد الاكبر, اذا استشهد طيب وقع أجره على الله, ولكن هذا وصل الى مقام الفناء او لا؟ لا لم يصل هذا ثوابه انه مجاهد والجهاد الاكبر لا مشكلة.
ثانيا: فاني يفنى به في الحق.
ثالثا: يبقى فإذا بقي بعد الفناء عند ذلك يتصف هذا الانسان بمقام الولاية الاصطلاحية, كما انه جنابك قبل الايمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر تتصف بالإيمان او لا تتصف بالإيمان بالولاية العامة او لا؟ لا تتصف, كذلك هذا لا يتصف بالولاية الخاصة, هذا المقام الإلهي, طبعا ذاك أيضاً مقام الهي ولكن مقام الهي عام, (عريف ذاك, كل مكان موجود, أما اذا يريد أن يصير جنرال فهذا يريد له حسابات خاصة اذا يريد أن يدخل أركان فحسابه كثير سبع سنوات فوق العسكرية حتى يصير ضابط ركن, والا ليس الامر هكذا, هنا أيضاً كذلك, اذا يريد أن يصير أركان يريد أن يصير ولي بالمعنى الاصطلاحي, نبي بالمعنى الاصطلاحي, رسول إمام خليفة له هذه الحسابات الخاصة).
اذن سالك فانٍ باقٍ هذه الاوصاف الثلاثة, فإذا وصل إليها كل أيضاً بحسبه, وإلا لا يتصور انه كل من فنا فهو أعلى درجات الفناء لا ليس الامر كذلك, كل من بقي فهو أعلى درجات البقاء لا, بعض يبقى في الجنة بعض يبقى في الآخرة ولكن جنات تجري من تحتها الأنهار, وبعض يبقى ولكن اين بقائه؟ {عند مليك مقتدر} اين هذه اين تلك, كلاهما باق, في الجنة باق وأيضاً ذاك الذي عند مليك مقتدر باق, كلاهما باق ببقائه, بعد الفناء بعد الفناء الذي اشرنا إليه في النفخ الاول, صحيح كلاهما بل حتى الذي في النار باق ببقائه (سبحانه وتعالى) ولكن ببقاء اسم المنتقم, الجبار و.. نحو ذلك.
لذا قال: الثانية: تشتمل على الواصلين من السالكين فقط هذا الشرط الاول, الشرط الثاني: عند فنائهم فيه, الشرط الثالث: وبقائهم به.
اذن ما هي الولاية الخاصة التي تنقسم الى مطلقة والى مقيدة, فالخاصة عبارة عن فناء العبد في الحق. افتح قوس ( ما معنى الفناء؟ تقدم بحث الفناء مفصل, قلنا بأنه أما بزوال التعين أما بزوال الأثر أما بتبدل الصفة, هذا بيناه في ما سبق لا نحتاج الى أن نقف عند هذا المطلب كثيرا) فالخاصة أي الولاية الخاصة, عبارة عن فناء العبد في الحق, فالولي هو الفاني في الحق الباقي به, سؤال: هذا أي مرتبة من مراتب الفناء أي نحو من انحاء الفناء؟
هنا الشيخ يعني الشارح القيصري يركز على انه النحو الثالث هذا, مع انه نحن ذكرنا انحاء ثلاثة من الفناء, الاول: زوال التعين, الثاني: زوال الأثر باق ولكن أثره لا يظهر لقوة ما هو فوقه, الثالث: تبدل الوصف مع بقاء التعين, هنا يقول انه المراد ما هو؟ النحو الثالث, اقرأ العبارة.
قال: وليس المراد بالفناء هنا انعدام عين العبد مطلقا, بل المراد من الفناء هنا فناء جهة البشرية, او الجهة البشرية أيهما اصح؟ فناء الجهة البشرية او جهة البشرية, فناء الجهة البشرية في الجهة الربانية.
اخواني تعالوا معنا الى العبارة السابقة, الذي بين انحاء الفناء, يقول: في ص 160 السطر الخامس, انظروا العبارة, وذلك قد يكون بزوال التعينات الخلقية وفناء وجه العبودية في وجه الربوبية كانعدام, طيب هنا أيضاً يقول فناء الجهة البشرية في الجهة الربانية, طيب هذه العبارة أيضاً تنسجم مع النحو الاول, ولكن لا, هنا مراده النحو الثالث لقرائن ثلاث, التفتوا جيدا.
القرينة الاولى: هي قوله بعد سطرين وذلك الاتصاف لا يحصل, الذي هناك هو النحو الثالث قلنا انه تبدل الصفات يقول اتصاف, لا تبدل الذات من ذات محدودة الى ذات غير محدودة, وإذا يتذكر الاخوة نحن في قرب النوافل قلنا ماذا يوجد؟ قلنا الذات باقية ولكنه مدارك هذه الذات تكون ربانية, بخلاف قرب الفرائض فان الذات تكون هي مدراك الوجه الربوبي, هذه قرينة.
القرينة الثانية: تعالوا معنا ص 169 السطر الثالث وهذا الفناء موجب لان يتعين العبد بتعينات حقانية إلهية وصفات ربانية وهو البقاء بالحق فلا يرتفع التعين منه مطلقا, وفي النحو الاول من الفناء كان رفع التعين, هنا يرتفع التعين او لا يرتفع؟ وإنما تتبدل صفاته.
القرينة الثالثة: التي يمكن الإشارة إليها, في المتون جميعا يعني الحجرية والآشتياني وغيره, توجد هنا عبارة, بين, اقرأ العبارة تعالوا معنا, بل المراد منه فناء الجهة البشرية في الجهة الربانية, إذ لكل عبد جهة من الحضرة الإلهية هي المشار إليه بقوله {ولكل وجهة} يعني جهة هنا يفسر الوجهة يعني جهة, وان كان من الناحية التفسيرية أن المراد من الوجهة يعني الغاية, {ولكل وجهة هو موليها} وذلك الاتصاف, التفتوا.
في أكثر النسخ الموجودة, بعد هذه الآية المباركة توجد هذه العبارة, اقرأ لكم العبارة, هذه العبارة موجودة في أكثر من النسخ, يعني الآشتياني في شرح مقدمة الفصوص وفي شرح الفصوص يشير الى العبارة وهكذا في الطبعة الحجرية, وهكذا في هذه الطبعة الموجودة التي هي رسائل القيصري أيضا موجودة هذه العبارة, ما هي العبارة الموجود؟ هذه العبارة الموجودة: بعد الآية, والعبد مبدأ لأفعاله وصفاته قبل الاتصاف بمقام الولاية من حيث البشرية, أما وبعد اتصاف العبد بها أي بالولاية هو أي العبد مبدأها من حيث الجهة الربانية كما قال (فإذا أحببته كنت سمعه وبصره) الحديث, وذلك الاتصاف هنا الجملة جاءت وذلك الاتصاف, ما ادري اتضح المطلب.
هذه النسخة موجودة هذه, هنا يقول: بأنه نسخة أخرى, شيخنا الاستاذ شيخ حسن زادة كما مكتوب عندي عنه, وهو واقعا أهل التحقيق في النسخ, يقول: هذه ليست من النص يعني ليست من المتن وإنما هي حاشية من الحواشي دخلت المتن, الآن اذا كانت من المتن فهذا واضح انه يشير الى أي نحو من انحاء الفناء؟ النحو الثالث الذي هو قرب النوافل, أما اذا لم تكن لا اقل فهم احد المحشين انه فهم من الفناء النحو الثالث من انحاء الفناء, ما ادري واضح صار الامر.
قال: وذلك الاتصاف, سؤال: هنا قليل يريد أن يدخل البحث العملي والا ليس بحثنا هذا, لأنه نحن الى الآن قسمنا الولاية الى عامة والى خاصة وقلنا أن العامة هي كذا والخاصة هو للسالكين الفانين الباقين, طيب الآن كيف يصل الانسان الى مقام الفناء, هذا بحث مرتبط بالعرفان العملي هذا ليس عرفان نظري, وذلك الاتصاف لا يحصل, هذه من باب واقعا أهمية البحث او من باب أن هؤلاء عجنت عندهم الابحاث النظرية مع الابحاث العملية, لذا تجدون عندما يأتي أي مناسبة أيضاً للبعد العملي أيضا يستفيد هذه الفرصة للبيان.
سؤال: كيف يصل الانسان الى مقام الفناء؟ ولو أدنى درجات الفناء, وقلنا بأنه أساساً إنما في سفره الاول لابد أن يحصل له درجة من درجات الفناء وكمال الفناء يحصل اين؟ في انتهاء السفر الاول, هذا البحث يتذكره الاخوة مفصلا وقفنا عنده.
يقول: يتم بالطريقة التالية: اولا بالتوجه التام إليه (سبحانه وتعالى) قال وذلك لا يحصل الا بالتوجه التام الى جناب الحق المطلق سبحانه, اذن هذه المقدمة الاولى, اذن في مقام الفناء التوجه, طبعا قبل التوجه واضح يوجد, والا التوجه لا يكون الا بالعزم, والا الانسان عزم إرادة يختارك بها, والا اذا هو لم ينوي أن يسلك, أصلاً يتوجه او لا يتوجه؟ أساساً اخواني السفر لا يكون, انت متى يقال لك مسافر من قم, متى يقال لك مسافر من قم؟ اذا جعلت قم خلفك وجعلت البلد الذي تريده وجهتك أمامك هذا في السفر المادي, في السفر المادي أن تجعل كل شيئا خلفك وتتوجه الى ما تريد.
انت اذا تريد أن تبدأ السفر الى الله أول شيء, الله اكبر, كلها الى الوراء, الله اكبر, والا هذه فلسفة كما يقولون في الصلاة, لماذا جنابك هكذا تفعل؟ بتعبير الأكابر, (ذبيته كلها الى الوراء, وذهبت الى من؟ الى العروج) (الصلاة معراج المؤمن) الآن عندما ذهبت الى هناك قابلت الانبياء والأولياء والاوصياء, والآن انتهيت, الآن ماذا؟ رجعت, تريد أن تأتي الى عالم الملك يقولون السلام عليكم ورحمة الله, يعني الآن تريد أن تدخل الى عالم الشهادة, طبعا هذه الى غيرنا والا نحن لسنا بهذه الحالة, (كلام أحد الحضور) نعم احسنتم, طبعا هذه ليست الصلاة هذه من باب المثال والا كل عمل يمكن أن يكون معراجاً للانسان قربانا للانسان الى الله (سبحانه وتعالى).
اذن التوجه التام, سؤال: بماذا يحصل التوجه, يعني ما هو المركب الذي تركبه لتتوجه تحتاج الى مركب, انت في السفر الم تحتاج الى المركب؟ يقول: والمركب هو المحبة, والا اذا حب لم يوجد توجه يوجد او لا؟ متى انت تقوم وتسافر؟ اذا أحببت محبوبك كان في مكان آخر في حقيقة أخرى, والا اذا لا يوجد حب بيني وبين الله يحركك شيء او لا؟ لا يحركك, ولهذا الذي يحرك الانسان هو المركب ماذا؟ هو الحب, طيب الزاد, انت في هذا السفر تحتاج الى الزاد والزاد ماذا؟ أن خير الزاد التقوى, لذا هو أيضاً يشير الى هذه المراكز الثلاث من البحث, اولا: التوجه, وان التوجه لا يكون الا بالمحبة, والمحبة لا تكون الا بالتقوى.
يقول: وذلك الاتصاف لا يحصل الا بالتوجه التام الى جنابك الحق المطلق (سبحانه) إذ به بهذا التوجه لا بالاتصاف, إذ به تقوى جهة حقيته هذه الجهة المرتبطة بكل وجهة هو موليها فتغلب جهة حقيته جهة خلقيته الى أن تقهر جهة حقيته جهة خلقيته وتفنيها بالأصالة, تقضي عليها, الآن تارة تقضي عليها وتارة لا تقضي عليها, هذا تابع لأنحاء الفناء, تارة أثرها لا يظهر, بعض الاحيان تجدون بأنه قد تتوفر العوامل اثر العملية ماذا؟ تخرج مباشرة, بعض أولياء الله هذه الحالة تجدونها, انه تجده عموما البعد الرباني غالب عليه, ولكن بعض الاحيان في غفلة ماذا يحصل له؟ هذا البعد الرأس البشري ورأس الأنا التي له ماذا؟ تظهر, فلهذا (واني لاستغفر الله في اليوم والليلة ماذا؟ سبعين مرة ليران على) (كلام أحد الحضور) بلي باعتبار انه مادام بشرا هذا البعد البشري موجود العالم عالم التزاحم, الآن من باب المثال والا باقي الانبياء انت ارجع الى الآيات, تجد أن هذه القضية واضحة, وأخرى لا أساسا ذلك البعد البشري أساساً يفنى ويتبدل شيطاني اسلم على يدي أصلاً لا على بعض الاحيان {اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا}.
قال: كالقطعة من الفحم المجاورة للنار, فإنها بسبب المجاورة والاستعداد لقبول النارية والقابلية المختفية فيها, في من؟ في قطعة الفحم, والا انت ضع قطعة من الحجارة الى جنب النار, فتصير جمرة او لا؟ لا لا تصير جمرة تلك, بشرط أن تكون فيها قابلية استعداد كمون في كمونها قابلية أن تكون نارا.
الآن اذا وضعت, التفت رجاءا, التفت, الآن اجلب قطعة من الفحم وضعها اين؟ بجوار من النار في ساعة تتحول الى جمرة, يعني ستين دقيقة, الآن تعال وقطعها هذه, ضعها ثلاثة دقائق وارفعها, ثم آتي بها وضعها خمس دقائق لو خمس سنوات تضعها هكذا هذه تتحول قطعة حمراء او لا؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ اذا هي ستين دقيقة, طيب هذه الستين دقيقة أنا فعلت 365 دقيقة, الجواب: كلا, فانه يحتاج الدوام لكي يتحول, ولذا انتم ترون بأنه نحن كثيرا من الأعمال نقوم بها ولكنه تؤثر تأثيرها او لا تؤثر؟ (كلام أحد الحضور) لماذا لا تؤثر؟ لانها وقتية مقطعية وآثارها أيضاً تكون مقطعية, انت ترى بأنه واقعا تقرأ ختمة قران نورانية تحصل ولكن هذه يحتاج لها استمرارية دوام, فلهذا قيل عمل قليل دائم خير من كثير منقطع, لماذا من كثير؟ مولانا كثير أنا الختمة التي اختمها التي هي لخمسة سنوات أنا اجلس في شهر كلها اختمها وانتهت القضية, الجواب: كلا, ذاك يحتاج الى دوام, وإذا ذاك الدوام لم يتحقق, يعني يكون حال يكون ملكة يكون تحقق, والا ضعها ثلاثة دقائق اقطعها خمس دقائق اقطعها, نصف ساعة اقطعها, تصل الى نتيجة او لا؟
لذا قال العبارة التفتوا إليها, قال: فأنها بسبب المجاورة اولا, واستعداد لقبول النارية والقابلية المختفية فيها ثانيا, تشتعل قليلا قليلا, تحتاج الى زمان وتدريج ودوام, الى أن تصير نارا فيحصل منها, من قطعة الفحم, ما يحصل من النار, عند ذلك تتحول الى شيء آخر, من الإحراق والإنضاج والإضاءة وغيرها وقبل الاشتعال نفس هذا الوجود, هذه القطعة من الفحم كانت مظلمة كدرة باردة.
قبل هذا الاشتعال قبل هذا الفناء, أساساً لم يكن له تأثير أما بعد هذا الفناء, بمجرد انه يرفع يديه الى السماء يمكن الدنيا تنقلب على الارض, هذا الولي, ولي من أولياء, والروايات موجودة انتم انظروا إليها, أن أمير المؤمنين ×عندما اخذ الى المسجد بتلك الطريقة, في الطريق أمير المؤمنين × قال: سلمان الحق الزهراء ÷ قل لها فإني أرى, لانها رفعت يداها الى الدعاء, إني أرى أن جنبتي المدينة تنكفئ) بلي والا أمير المؤمنين يؤخذ بتلك الطريقة والعالم لا يتبدل, يقول لها بأنها أبوك كان رحمة للعالمين لا لا ترفعين يدك الى الدعاء, على أي الاحوال.
فمقصودي أن الولي عندما يتحول, يكون في علمك, ليس بالضرورة الآن هذا ليس بحثي مع الاسف الشديد في وقت آخر أشير إليه, ليس بالضرورة أنهم يدعوا, ليس بالضرورة, هو نفس التصرف معه بتصرف لا ينسجم له آثار تكوينية.
يوم من الأيام عندما كان يأتي بأنه {ريح صر صر تقتلعهم من جذورهم إعجاز نخل خاوية} يصير, كان ماذا يصير ذلك الوقت؟ ماذا نسميه؟ عذاب ومعجزة, بينك وبين الله انت اذهب الى بعض الشواطئ التي تصير في أوربا وأمريكا, عندما تأتي هذه العواصف التي تقتلع كل شيء لا تبقي ولا تذر, نحن باعتبار انه تعودنا عليها ماذا نسميها؟ حوادث طبيعية, أي حوادث طبيعية, هذه آثار تكوينية, الآن من هو منشأها اين اثر أي فعل قاموا به, نعم باعتبار تكررت عندنا ماذا صارت؟ كوارث طبيعية, وإلا هذه الزلازل التي ملأت الدنيا, الاحداث التي تملأ العالم, هذه آثار تكوينية, من الذي يدعوا أثر ماذا؟ له حديث آخر.
قال: وذلك التوجه, قال: اولا أن الاتصاف لا يحصل الا بالتوجه, طيب ذاك التوجه متى يحصل, ما هو الطريق لتحقيق التوجه؟ قال: وذلك التوجه لا يمكن الا بالمحبة, العشق, الحب, وهل الدين الا الحُب لا الحِب, شيخنا, …. (كلام أحد الحضور) ….. لأنه بحث الاحيان الحُب عندنا يصير حِب, نبحث ونلم.. على أي الاحوال.
وذلك التوجه لا يمكن الا بالمحبة الذاتية, عجيب هذه المحبة الذاتية نحن من اين نأتي بها؟ يقول: لا لا, ما يحتاج الى أن تأتي بها من مكان, موجودة رأس المال معك, ولكن انت ماذا فعلت؟ يدسها في التراب, الكامنة في العبد, هذه الكامنة من اين جاءت؟ {فطرة الله} {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} هذه مشكلتهم والا نحن الرأس المال وضعناه في وجودهم, أصلاً لا فقط فطرة أعطيناهم, بتعبير القرآن جدا ألطف, يقول: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة} نحن صبغناكم أصلاً انت مصبوغ بنا, لا يمكن لك أن تتخلص من هذه الصبغة, ولكن ماذا تفعل؟ {بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} لا يحتاج انت هذه المحبة من اين تأتي بها؟ من الخارج, لا تلك المستوردة لا تفيد, هذا من قبيل البئر الذي لا يوجد فيه ماء وانت تأتي (بالسطح وتذب فيه يفيد او لا) لا ما ينفع شيئا.
انت حاول استثيروا (ليثيروا لهم دفائن العقول) في كلمات الامام الصادق× عندما ينقلها عن عيسى × يقول: العلم لا في السماء ولا في الارض, العلم كامن فيكم في أنفسكم, نعم يحتاج الى منبه, يحتاج الى مثير.
قال: الا بالمحبة الذاتية الكامنة في العبد, طيب اذا كانت كامنة تحتاج الى ماذا الى مظهر, الى ظهور الى منبه, وظهورها ظهور هذه المحبة لا يكون الا بالاجتناب عما يضادها ويناقضها, طيب هذه المحبة التوجه الى الله ما هو الذي يناقضها ويضادها؟ التوجه الى غيره (سبحانه وتعالى) انت عندما تجعل هذا القلب توجهاته متعددة, الى الدنيا الى المال, طبعا الى الحلال لا الى الحرام, فالحرام ذاك درجات المتقين لا لا, نتكلم في السير والسلوك هذا الذي بدأ السير والسلوك هذا أدنى درجات التقوى موجودة عنده, هذه التعلقات, كل التعلقات كل التعلقات.
هنا اذا الاخوة إنشاء الله اذا يوافقون غدا سأدخل, لان الوقت انتهى, غدا سأدخل في بحث مختصر, هنا يأتي عند الاعلام العشق العفيف في هذا المورد في هذه المرحلة يأتي العشق العفيف الذي من لم يفهم كلماتهم يتصور بأنه هؤلاء (هي هي) ما شاء الله اصحاب سلوك ويدورن ماذا (كلام أحد الحضور) بتعبير (كذا وكذا..) يا ريت هذا الذي تقوله, غير شيء مولانا نسب إليهم, بلي مساكين, (كلام أحد الحضور) بلي ونسب الى آخرين كثيرين.
إذن القضية هنا يأتي ويركزون الشيخ وغير الشيخ إنشاء الله غدا إنشاء الله أقف عند هذه النقطة.
والحمد لله رب العالمين.