بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: ولما كان المبعوث الى الخلق تارة من غير تشريع وكتاب من الله تعالى, وتارة بتشريع وكتاب منه سبحانه انقسم البني الى مرسل وغيره, فالمرسلون أعلى مرتبة من غيرهم لجمعهم بين المراتب الثلاث, الولاية والنبوة والرسالة.
قلنا: بأنه في ما يتعلق بهذا البحث توجد عدة أبحاث:
البحث الاول: هو انه ما هو الفرق بين النبي والرسول, في ما يتعلق ببيان الفرق بين النبي وبين الرسول, قلنا توجد هنا وجوه متعددة:
الوجه الاول: هو ما أشار إليه العلامة القيصري في هذه المقدمات وهو أن النبي إن كان صاحب شريعة فهو رسول والا فلا يكون, وبهذا ينقسم الانبياء الى مرسلين وغير المرسلين, هذا هو الوجه الاول.
الوجه الثاني: الذي أشير للفرق بينهما, هو انه: النبي اذا أمر بالتبليغ فهو رسول وان لم يؤمر بالتبليغ فليس برسول.
الوجه الثالث: الذي أشير إليه في كلماتهم والذي أشار إليه السيد الطباطبائي +في الجزء الثاني من الميزان ص140 قال: أن النبي والرسول كليهما مرسلان الى الناس, لأنه الآيات بينت هذا أرسلنا بعثنا, مرسلان الى الناس, غير أن النبي لينبأ الناس بما عنده من نبأ الغيب, لكونه خبيرا لما عند الله, والرسول هو المرسل برسالة خاصة زائدة على أصل نبأ النبوة, وهي قوله {ولكل امة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالحق} طيب النتيجة ماذا تكون؟ النتيجة: الذي يهدد قومه إن لم تفعلوا كذا ولم تلتزموا كذا, نزل بكم الهلاك والعذاب, هذا صاحب الرسالة, أما لا اذا يأتي ويبين الشريعة ويبين الاحكام وينذر قومه ويبلغ و.. فهذا نبي وليس برسول.
طيب هذه الوجوه الثلاثة او الاربعة, أتصور بأنه قد بعض الاحيان يجد الانسان لها شواهد, ولكنه واقعاً توجد هناك شواهد على خلافها, فهذه الوجوه الثلاثة إما لا دليل عليها او يوجد دليل على خلافها وعلى نقضها.
فالمرجع هو ما اشرنا إليه وهو أن المراد من النبوة والرسالة ما يراد من معناهما اللغوي يعني أن هذا الشخص في البعد الذي يُؤخذ منه يُسمى نبي تنبأ نبوة, وفي البعد الذي يعطي فيه للناس يسمى رسول, فعلى هذا الاساس فكل الانبياء مرسلون وكل المرسلين أنبياء, هذا اولا.
نعم يوجد فرق بين هؤلاء الانبياء والمرسلين, بعد لا يوجد عندنا فرق بين النبي والرسول, فرق بين هؤلاء الانبياء والمرسلين أن بعضهم صاحب شريعة وهم أنبياء أولي العزم, وبعضهم على شريعة من سبقه وهم أنبياء غير أولي العزم, هذا هو لعله المعنى اللغوي أيضاً لعله يساعد على هذا.
لذا عبارة السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) يقول: ولا يظهر من كلامه (سبحانه وتعالى) في آخر ص140 يقول: ولا يظهر من كلامه تعالى في الفرق بينهما أزيد مما يفيده لفظاهما بحسب المفهوم, أكثر من هذا لا يوجد فرق, ولازمه الذي اشرنا إليه من أن للرسول شرف الوساطة بين الله تعالى وبين عباده وللنبي شرف العلم بالله وبما عنده, هذا هو الفرق, نعم الروايات بينت فرقاً آخر, ذاك بحث روائي.
طبعا المعنى اللغوي كما قلت للاخوة لعله توجد اشارات الى هذا المعنى في المعنى اللغوي الرسول في المفردات ص 195 هذه عبارته, يقول: والرسول يقال تارة للقول المتحمَل يعبر عنه رسول, لا للمتحمِل, وإنما للقول المُحتمل, ألا ابلغ أبا حفص رسولاً, رسولا يعني هذا القول, وتارة لمتحمِل القول, والرسالة والرسول يقال للواحد والجمع, وجمع الرسول رسل ورسل الله تارة يراد بها الملائكة وتارة يراد بها الانبياء, الرسل يراد بها الانبياء, هذا المعنى اللغوي للرسول.
في ما يتعلق بالمعنى اللغوي للنبي في ص482 في مادة نبي, عبارته هذه, يقول: النبي بغير همز فقد قال النحويون أصله الهمز, وليس النبيء يقولون أصله النبيء مثلا, أصله الهمز فترك همزه واستدلوا بقول مسيلمة نبيئوا سوء, وقال بعض العلماء هو من النبوة هذا محل الشاهد, أي الرفعة, وسمي نبيا لرفعة محله عن سائر الناس, ذاك البعد المتعلق بالغيب, لأنه يرتفع عن الامر العام والامر العمومي, ولعله هذا المعنى هو المقصود أيضاً وليس الأكثر من ذلك.
البحث الثاني: وهو انه أيهما, طبعاً هذا المعنى اتضح, الآن نقرأ هذه العبارة لكي لا تبقى.
ولما كان المبعوث الى الخلق تارة من غير تشريع وكتاب من الله وتارة بتشريع وكتاب منه تعالى انقسم النبي الى مرسل والى غيره, طبعا بناء على هذا البيان, فكل رسول فهو نبي وليس العكس وليس كل نبي فهو رسول, وهذا متداول في كلماتهم أن كل نبي ليس بالضرورة رسول ولكن كل رسول فهو نبي ولكن بناء على البيان الذي بيانه لا, كل نبي رسول وكل رسول نبي, هذا اولا.
ثانيا: فالمرسلون أعلى مرتبة من غيرهم, الآن هذا واقعا محل تأمل لأنه واقعا إنشاء الله تعالى, بحثه سيأتي وستأتي الإشارة.
فليس كل المرسلين أعلى مرتبة, خصوصا لأنه هذا على مبناه المراد من المرسلين يعني أولي العزم لأنهم هم اصحاب الشرائع, فهم أعلى مرتبة من الجميع, طبعا هذا القول يوجد فيه قائل قوي حتى ممن هم من أتباع مدرسة أهل البيت, وهو انه أنبياء أولي العزم هم أفضل الخلق جميعا حتى من أوصياء الخاتم, هذا القول موجود ومن الأقوال القوية أيضاً, لا انه قول ضعيف يوجد قول به قوي وهو أن أنبياء أولي العزم هم أفضل الخلق أجمعين, نعم في ما يتعلق بأنبياء أولي العزم أفضلهم على الإطلاق هو الخاتم ’ولكن عندما يقاس أنبياء أولي العزم الى غيرهم فهم أفضل الخلق جميعا وهذه ستأتي الإشارة إليها, هذا على ذاك المبنى يتكلم, بل مرسلون أعلى مرتبة من غيرهم لماذا؟ لجمعهم بين المراتب الثلاث وهي الولاية والنبوة والرسالة, طبعا هذه المراتب الثلاثة لم تجتمع الا في الخمسة أولي العزم لم تجتمع في موضع آخر, لأنه باقي الانبياء إما هم على شريعة نوح وإما على شريعة موسى أما على شريعة عيسى أما على شريعة ابراهيم او شريعة الخاتم ’.
البحث الثالث: لو جئنا الى هؤلاء الذين جمعوا هذه المراتب الثلاثة وهي الرسالة والنبوة والولاية, اذا أردنا أن نقايس بين هذه المراتب الثلاث في الشرف الوجودي, أيهما اشرف؟ هنا هذا المدعى عندهم هو أن مقام الولاية اشرف من مقام النبوة ومقام النبوة اشرف من مقام الرسالة, التفتوا جيدا, مقام الولاية اشرف من مقام النبوة ومقام النبوة اشرف من مقام الرسالة, اذن في شخص واحد اذا اجتمعت هذه الامور الثلاثة وهي لم تجتمع الا في خمسة أولي العزم, هؤلاء الخمسة اذا وضعنا أيدينا على هذه المقامات الثلاث فيهم فمقام ولايتهم اشرف من مقام نبوتهم ومقام نبوتهم اشرف من مقام رسالتهم, لماذا؟
يقول: باعتبار أن مقام ولايتهم هو البعد والوجه الحقاني في وجودهم لماذا؟ لأنهم لا يصلون الى مقام الولاية الا بعد مقام الفناء وإذا فنوا فبقائهم بالحق, اذن هم لا يصلون إلى الولاية الا بعد الفناء والبقاء في الحق فهو البعد الحقانية والإلوهية في وجود هؤلاء, بخلاف عندما نأتي الى بعد النبوة وبعد الرسالة فهو البعد المقابل للبعد الإلوهية بل هو البعد البشرية, هذا بنحو العموم, بنحو التفصيل يقول: بعد الولاية مرتبط بحقانيتهم, وبعد النبوة مرتبط بملكيتهم ومسانختهم للملك حتى يأخذوا منه الوحي, وبعد الرسالة مرتبط ببشريتهم, وهم عندما يوصلون الرسالة الى البشر ويبلغوها للناس, التفتوا الى العبارة.
قال: ثم الانبياء لجمعهم بين المرتبتين لأنه هو فصل بين النبي وبين الرسول, قال: الرسول جامع بين المراتب الثلاث, أما النبي فجامع بين مرتبتين بين النبوة وبين الولاية فقط, وليس كل نبي بالضرورة هو رسول على البيان الذي كان عنده, ثم الانبياء لجمعهم بين المترتبتين الولاية والنبوة وان كانت مرتبة الانبياء, وان كانت مرتبة ولايتهم أعلى من نبوتهم, ونبوتهم يعني مرتبة نبوتهم أعلى من مرتبة رسالتهم, لماذا أن الولاية أعلى من النبوة والنبوة أعلى من الرسالة؟ التفتوا جيدا: لأن ولايتهم جهة حقيتهم لفنائهم أي الانبياء والمرسلون في الحق, ونبوتَهم جهة ملكيتهم إذ بها بهذه الجهة, تحصل المناسبة لعالم الملائكة فيأخذون الوحي من هناك, فيأخذون الوحي منهم من الملائكة, فرسالتهم جهة بشريتهم المناسبة للعالم الانساني, {إنما أنا بشر مثلكم} هذه بعد رسالتهم, {يوحى إلي} هذا بعد نبوتهم.
لذا قلنا في البيان الذي تقدم قلنا أن الفرق بين النبي والرسول البعد الذي يأخذون هو النبي والبعد الذي يعطون رسول. هذا المعنى بشكل واضح أشار إليه أيضاً ابن عربي في الفصوص في المتن الذي إنشاء الله سيأتي بحسب هذه الطبعة الموجودة لشيخنا الاستاذ شيخ حسن زادة, في الجزء الثاني ص895 يقول: ولهذا مقامه من حيث هو عالم وولي أتم وأكمل من حيث هو رسول او ذو تشريع, ثم الشارح يبين هذه الحقيقة والنكتة أيضاً وبعض النكات ستأتي بحثها.
وأيضاً أشار إليه الاخوة الذين يريدون أن يراجعون في الآشكوري في حواشيه القيمة على مصباح الأنس هذه الطبعة المعروفة ما ادري طبعة اين؟ انتشارات مولى, هناك في المتن لا في المقدمات, في المتن ص25 توجد حاشية مفصلة هناك وبعبارة أخرى: جهة الولاية جهة الحقانية الإلهية والوحدة وجهة الرسالة والنبوة جهة الامكانية والخلقية والكثرة فظهر أن جهة الولاية اشرف وأفضل وأكمل من جهة النبوة والرسالة والخلافة وإذا اجتمعت في شخص واحد او لوحظت الجهات لا انه … الى آخره.
طبعا في المقدمة عنده يوجد بحث هذا البحث اتضحت مناقشته, يقول: ويظهر من هذا الكلام ما هو حق المقام من أن كل نبي ولي ولا عكس وكل رسول نبي ولا ينعكس, لا هذا أيضاً ينعكس بناء على البيان الذي نحن بيناه.
(كلام احد الحضور) الآن سيأتي قلت بحثه يأتي.
قال: واليه أشار الشيخ رضي الله عنه, بقوله هذا بيت شعر ولكنه مكتوب بشكل ليس بيت شعر, هو هذا البيت من الشعر هذا هكذا بيت الشعر:
مقام النبوة في برزخِ دوين الولي وفوق الرسولِ
هذه بيت شعر ولكنه لم يكتب بتلك الطريقة.
مقام النبوة في برزخِ دوين الولي وفوق الرسولِ
لذا هنا شيخنا الاستاذ شيخ جوادي الله يحفظه ويطيل في عمره, هنا باعتبار انه لم يأتي في ذهنه انه هذا بيت من الشعر, يقول هذه لم تنسجم أما أن يقول مقام النبي لأنه بعده عنده ولي ورسول, فمتقضى القاعدة لابد أن يقول نبي وولي ورسول لا مقام النبوة ثم يقول ولي ورسول, هذه لا تنسجم, مع انه بيت من الشعر, وللشعر ضروراتها الخاصة بها.
مقام النبوة في برزخِ دوين الولي وفوق الرسولِ
أي النبوة دون الولاية التي لهم, وفوق الرسالة.
النتائج المرتبة على هذا البحث الثاني.
نتيجتان أساسيتان:
النتيجة الأولى: التي تؤخذ من هذا البحث: هو انه تندفع إشكالية كانت واحدة من أهم الاسباب لإنكار النبوة, واحدة من أهم إشكاليات منكرين للنبوة كانوا يستدلون كأنه بمثل هذه القاعدة, حكم الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحد, ونحن أيضاً كما انت أنبياء بشر نحن أيضاً بشر, طيب اذا جاز لكم أن ترتبطوا بالغيب يجوز لنا أن نرتبط بالغيب, والتالي باطل لأننا لا نرتبط بالغيب اذن انتم لستم مرتبطين بالغيب, هذه واحدة من أهم إشكالات منكرين للنبوة التفتوا, كانوا يعكسون يقولون: ولو كانوا هؤلاء هم من يرتبط بعالم الملائكة وعالم الغيب طيب سنخ هذا العالم لكان اختلف عن هذا العالم, إذن من يدعي النبوة يحق له أن يأكل ويمشي في الاسواق او لا يحق له؟ مع أننا نجدكم تمشون وتأكلون في الاسواق, (ما لهذا النبي يأكل ويمشي في الاسواق) كيف يمكن, نبي, انظروا حيثية تعليلية هذه, (ما لهذا النبي) لا لما لمحمد ’او لإبراهيم, انت تدعي النبوة والنبوة ارتباط بعالم الغيب, بعالم الملائكة والذي يرتبط بهم لابد أن يكون من سنخهم فإذا كان من سنخ الملائكة ماذا؟ لا يأكل ولا يمشي في الاسواق والتالي باطل لأنكم تأكلون وتمشون في الاسواق.
إذن أنبياء او لستم بأنبياء؟ هذه كلها قياسات أما من الشكل الاول أما قياس شرطي او اقتراني ولكنه تحتاج الى دقة لكي تتضح بأنه أساسا كونوا على ثقة أنا بودي أن الاخوة اذا صار عندهم خلق في يوم ما اذا أرادوا أن يكتبوا رسالة كثيرا قيموا, أن يقرؤوا القرآن من أوله الى آخره كتاب قيم يخرج ومفيد جدا, انه كل استدلالات القرآن كل احتجاجات القرآن يرجعها الى اشكال منطقي, ملتفتين ماذا اقول, عند ذلك الوقت البحث القرآني كم يصير لذيذ لأنه الآن انت لم تلتفت أن الجملة الصغرى غير واضحة الكبرى ليست واضحة الحد الأوسط ليس واضح الشرط ليس واضح الجزاء ليس واضح, فلهذا تبقى حائر كيف هذه تستخرجها, الآن كثير من الكتب مكتوبة مثلا يكتب كتابا يبين إعراب القرآن, طيب اكتبوا كتابا بينوا إشكال المنطقية في القرآن واستدلالاتها يعني مقدمة وقولوا في المقدمة هذا المشروع للسيد كمال الحيدري, … نعم ….
في المقدمة قولوا الاشكال المنطقية ما هي اشرحوها جيدا, ثم تعالوا الى التطبيقات قولوا أما الشكل الاول, انظروا كم مورد القرآن الكريم استعمل الشكل الاول, هاتوا تطبيقاتها خمسين تطبيق مائة تطبيق, جدا كتاب لذيذ ومفيد من الناحية العلمية لأنه القرآن ذاك الوقت يعتقد على أساس قواعد منطقية, طبعا هو قائم على أساس الخلاف, ولكن هو ليس منطق أرسطو حتى انت تتوقع انه لماذا لم يقل هذه صغرى وهذه كبرى؟
الجواب: هو يقول كما تريد انت تعال افهم ما يريد لا انه يكتب كما انت تكتب هو له طريقته الخاصة في الكتابة.
هذا البحث فلهذا هذه مرة من جهة يأكل ويمشى في الاسواق يقولون انه اذا كان نبيا فلا يأكل ولا يمشي في الاسواق وإذا صار يأكل ويمشي في الاسواق فنبي او لا؟ ليس, هذه لا يجتمعان.
الجواب ما هو؟ لذا جملة من المحققين يقولون أن النبي لابد أن يكون ملكاً من قال انه ليس ملك, نعم ملك ولكن ليس ملك محض, فيه وجه ملكي وفيه وجي بشري, انتم تقولون أن كل نبي لابد أن يكون ملكاً؟
الجواب: لا, نقول نعم هو ملك بلي هو ملك ولكنه ملك في باطن وبشر في ظاهره, انتم الذين أخطأتم تصورتم بأنه اذا صار ملكا لابد أن يكون ملكاً محضا وإذا صار بشرا لابد أن يكون بشراً محضاً, لا لا توجد مثل هذه الملازمة يمكن أن يكون من بعد من جهة ملكا ومن جهة أخرى ماذا؟
لذا عجيبة هذه الرواية الواردة في اصول الكافي, أنا انقلها من مرآة العقول في ص258 الرواية هذه, هي أول رواية من كتاب الاضرار الى الحجة, الرواية هذه يقول: ثبت أن له سفراء في خلقه يعبرون عنه الى خلقه وعباده ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقائهم وما في تركه فنائهم فثبت الآمرون الناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه عز وجل وهم الانبياء وصفوته من خلقه الآن على القاعدة, حكماء مؤدبين مع أن مقتضى القاعدة حكماء مؤدبون, الا على الحال أيضاً على ما اشرنا.
حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها, غير مشاركين للناس على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب في شيء من أحوالهم, إذن مع أنهم يشاركون الناس في الخلق والتركيب ولكنه في أحوالهم يشاركون الناس او لا؟ لا يشاركون, اذن اذا نظرت الى أحوالهم الى حقيقتهم الى باطنهم الى بعدهم المعنوي فهم يشاركون الناس او لا؟ لا يشاركون ولكن هذا لا ينفي انه بحسب بعدهم الظاهري يشاركون الناس.
لذا العلامة المجلسي + هذه عبارته, يقول: فلابد في معرفة جميع ذلك من وجي من الله وتلقي الوحي منه تعالى لا يتيسر لجميع الخلق, لماذا؟ إذ لابد من نوع مناسبة بين الموحي والموحى إليه, حتى يفهم ما يلقى إليه فلذا أرسل الله (سبحانه وتعالى) من عباده أقواماً من جهة روحانيتهم وتقدسهم وتنزههم عن أدناس البشرية يناسبون الملأ الأعلى هذا قانون النسخية وبهذه الجهة يتلقون الوحي وهو بعد النبوة, ومن جهة بشريتهم تجسمهم مشاكلهم في الخلق في صورهم أجسامهم معاشرتهم لهم في ظواهر أحوالهم يلقون الوحي إليهم وهي الرسالة, فثبت أن له سفراء بينه وبينه سبحانه فثبت انه من نوع البشر للمشاركة وان يكونوا من سنخ الملائكة حتى يتلقوا الوحي الإلهي, وهذا نفس المعنى يشير إليه.
طبعا هنا هو عنده عبارة ما ذكره السالكون مسلك الحكماء, يشير الى هذه النكتة ولكن هؤلاء السالكون عندما عندهم حسنة لم يقل احد أن هذه لهم, هؤلاء المساكين, عندما تكون لهم حسنة الحكماء والعرفاء احد يقول طيب الله أنفاسكم او لم يقل؟ لم يقل أبداً, يقول ذكروا مسلك التحقيق وانتهى, أما اذا عندهم اشتباه او خطأ فهم ليسوا معصومين, قامت القيامة أهل البدع أهل ال.. الى غير ذلك, ومع الاسف الشديد هذه طبيعة بعض الناس.
هذا الامر الاول الذي استفدناه.
الامر الثاني: الذي لابد أن يلتفت إليه, هو انه هذه القاعدة التي بيناها هو انه اذا اجتمع في شخص واحد هذه المقامات الثلاثة فولايته اشرف من نبوته ونبوته اشرف من رسالته, وليس معنى ذلك أن كل ولي اشرف من كل نبي, او كل رسول اشرف من كل ولي, لأنه هو الآن بين قاعدتين, قاعدة: قال من اجتمعت فيه هذه الخصوصيات الثلاث فهو اشرف من الجميع, يعني معناه انه كل من كان رسولا فهو اشرف من الجميع؟
الجواب: كلا, ثم قال: أن الولاية أفضل من النبوة والرسالة, هذا معناه أن كل ولي اشرف من كل رسول؟ الجواب: لا, هذا الخلط الذي يقع فيه البعض, يتصور عندما نقول أن الولاية اشرف من النبوة والرسالة, إذن كل ولي هو اشرف من كل رسول, لا ليس الامر كذلك, واضح أم لا.
والا كثير من أنبياء بني اسرائيل كانوا أولياء او لا؟ أولياء لأنه نبي وإذا لم يكن نبي فهو ماذا؟ فهو ولي, فإذا صاروا أولياء فإذن هم اشرف من جميع المرسلين؟ الجواب: كلا ليس الامر كذلك, ليس كل ولي اشرف من كل نبي ورسول, اذن ما هو؟ ولاية الشخص اشرف من نبوته اذا كان نبيا, نبوته اشرف من رسالته اذا كان رسولا, لا كل ولي اشرف من كل نبي ورسول, ليس كل نبي اشرف من كل رسول, ليس الامر كذلك, وبالعكس أيضاً.
ولهذا في المتن إنشاء الله تعالى وهو أيضاً في الفص العزيري إنشاء الله سيأتي, فإذا سمعت, ابن عربي يقول: فإذا سمعت أحداً من أهل الله يقول او يُنقل إليك عنه انه قال الولاية أعلى من النبوة فليس يريد ذلك القائل الا ما ذكرناه, ماذا الذي ذكرته يقول القيصري؟
يقول: إن ولايته أعلى من نبوته لا أن ولاية الولي أعلى من نبوة النبي, فرق كبير بينهما, ولاية ذلك الشخص أعلى من نبوته, ثم يضرب مثال: يقول: كما يقال في من يكون عالما تاجرا خياطا, ماذا نقول؟ نقول عالميته اشرف أم تجارته اشرف؟ لا عالميته, ليس كل عالم اشرف من كل تاجر, لم يقل احد بهذا.
يقول: هو من حيث عالم أعلى من مرتبة من حيث انه تاجر او خياط, او من حيث انه تاجر أعلى من حيث كونه خياط, وإلا لو كان كذلك لازمه ما هو؟ لازمه أن نبي من الانبياء الذي هو ليس من أنبياء أولي العزم, ولايته أن تكون اشرف؟ (كلام احد الحضور) وليست ولاية, شيخنا أنا قلت اذا لم تدققوا لا تجيبوا, بان يكون ولايته اشرف من رسالة ابراهيم الخليل, لأنه نحن قلنا انه إذا كان المعنى الولاية اشرف من النبوة والرسالة, طيب هذا النبي الذي هو نبي ليس من أنبياء أولي العزم عنده ولاية او لا؟ نعم عنده ولاية, والمفروض أن الولاية اشرف من النبوة والرسالة, اذن يلزم أن يكون نبوة نبي تابع اشرف من رسالة المتبوع, هذا اللازم يمكن الالتزام به او لا يمكن؟ لا يمكن, (كلام احد الحضور) هذا الشخص في الشخص فقط, ضع يدك على الشخص قل هذا اشرف من هذا, يعني الشخص الذي عنده مقامات ثلاثة, عنده درجات ثلاثة, هذه الدرجة أعلى من هذه الدرجة, هذه لا علاقة لها بالآخرين, فقط في نفسه, لأنه كثير ما يقع الخطأ في هذه القضية.
لأنه واحدة من الشبهات التي تنقل علينا او نتهم بها أن هؤلاء يقولون أن الإمامة والولاية أفضل من ماذا؟ اذن على ابن ابي طالب أفضل من من؟ من رسول الله, واضح على القاعدة يصير هكذا, اذا قلنا أن الولاية اشرف من النبوة اذن علي ابن ابي طالب عنده ولاية فيصير اشرف من نبوة النبي, وهذا نتهم به, ومع الاسف الشديد بعض الجهلة يأتون الى الفضائيات ويذهبون يمينا ويسارا, هؤلاء الذين أدعوا أن الولاية اشرف من النبوة والرسالة, في من؟ في نفس الشخص ولايته اشرف من نبوته ورسالته, لا انه مطلق الولي اشرف من النبي والرسول, واضح.
(كلام احد الحضور) واحدة واحدة اقول يأتي الحل, دعوها تنحل أصل القضية فالتنحل لأنه أصل القضية فيها مشكلة, انه أساسا الآن الاشتباه الذي يصير, انتم مع الاسف اسمعوا هؤلاء الذين ظهروا في الفضائيات بعض الكلمات يقول نعم الإمامة اشرف من النبوة والرسالة, الآن هو لم يلتفت أن هؤلاء ماذا يقولون, لا أن الإمامة اشرف من النبوة والرسالة وإنما إمامة ابراهيم اشرف من نبوته ورسالته, لا أن الامام اشرف من النبي والرسول, وفرق كبير بين أن نقول, لأنه ابراهيم الخليل وصل الى مقام الإمامة بعد ما كان نبيا ورسولا, اتخذه عبدا اتخذه نبيا اتخذه رسولا, ثم اتخذه خليلا, ثم اتخذه إماما {قال إني جاعلك للناس اماما} اذن اشرف المقامات ما هي في قوس الصعود؟ الإمامة, هذا معناه أن الإمامة اشرف من النبوة؟
الجواب: إمامته اشرف من نبوته ورسالته و… الى غير ذلك, واضح هذا المعنى.
طيب الآن هنا يوجد سؤالين:
السؤال الاول: أن الولاية اشرف من النبوة والرسالة في شخص لو فرضنا أن الولي كان تابعا لشخص له ولاية ونبوة ورسالة, يمكن أن يكون في عرضه او لا يمكن؟ الآن شخص بالأصالة عنده ولاية وعنده نبوة وعنده رسالة, وجاء شخص آخر كوصي له ورث ماذا؟ لا نبوته ورسالته, ورث ولايته وراثه ولكن في ماذا؟ في الولاية, يمكن أن يكون مساويا له فضلا عن كونه اشرف, يمكن او لا يمكن؟ الجواب: لا يمكن, لأنه لو صار مساويا له لما كان تابعا, اذن فرض كونه تابعا ذاك ما هو؟ المتبوع اشرف, هذا من قبيل بحث العلة والمعلول اذا تتذكرون, في بحث العلة والمعلول قلنا لا يمكن أن يكون المعلول من حيث الشرف الوجودي مساو لعلته, والا لو كان مساويا لكان معلولا او لم يكن؟ لو فرض في مرتبة وجود علته, طيب لماذا يكون معلولا, طيب يكون في رتبة العلة, اذن لما صار معلولا اذن هو ماذا؟ هو انقص درجة من العلة, لما صار وارثا اذن الأصل ما هو؟ المورث, ما هو؟ مساوٍ له او اشرف منه؟ اذا كان مساو له لماذا هذا أصل وهذا فرع لماذا هذا وارث؟ (كلام احد الحضور) لا لا أبداً لا يمكن لازمه في الاستمرار أن يكون وارث او لا يكون؟ لا يكون من قبيل المعلول, المعلول اذا صار في البقاء مساو في رتبة علته فيصير معلول او لا يبقى؟ لا يبقى معلولا يأتي الى رتبة العلة, واضح.
اذن انت في مسالة الورثة ونحن ورثة علم النبي ونحن ورثة النبي, إذن في هذا المجال لا ريب أن الأفضلية للخاتم ’, ما ادري واضح هذا المعنى او لا.
لذا انظروا أن هؤلاء الأعلام ملتفتين الى هذه الكلمات, التفت الى كلمات ابن عربي, يقول: إن الولي فوق النبي والرسول فانه يعني بذلك في شخص واحد, لا ليس المراد أشخاص متعددين اذن كل ولي اعلم وأفضل من كل, هذه في ص 395 من الجزء الثاني, فإنه يعني بذلك في شخص واحد وهو أن الرسول من حيث انه ولي أتم منه من حيث انه نبي ورسول, لا أن الولي, المطلب الآخر, لا أن الولي تابع له أعلى منه, الولي التابع له, الشارح يقول أي الرسول, الولي التابع لذلك الأصل محال أن يكون أعلى من الرسول, هذا محال لماذا؟ يقول: لان التابع لا يدرك المتبوع أبداً, لما صار وارثاً لابد أن يكون في مرتبة أدنى منه, في ما هو تابع له, إذ لو أدركه لم يكن تابعا, فافهم ذلك.
اذن الى الآن كم مسالة انحلت.
المسألة الاولى: إن هذه الاشرفية والأفضلية اين, مطلقة أو في شخص واحد؟ في شخص واحد, ليست المقايسة بين الاشخاص, هذه قاعدة.
المسألة الثانية: هو انه اذا صار شخص ولي من الأولياء تابعاً ووراثاً لولي آخر, فلا يمكن أن يكون مساوياً له فضلا أن يكون اشرف منه, انتهينا.
المسالة الثالثة: وهي انه أساسا هل أن مراتب الورثة واحدة أم متعددة؟
الجواب: متعددين لأن هؤلاء الذين يرثون ماذا يرثون؟ لا يرثون لا النبوة ولا الرسالة, بدليل أن كثير من هؤلاء مرسلين او ليسوا بمرسلين؟ لا ليس بمرسلين لأنهم ليسوا اصحاب شرائع, كما هو يبين, إذن ماذا يرثون عن الذي قبلهم؟ الولاية, فإذا تعددت مراتب الولاية, فيتعدد مراتب ولاية الورثة.
طيب الآن نأتي ونضع يدنا على وجود الخاتم ’ من بين أنبياء أولي العزم هو الأفضل مطلقا في مقام الولاية او ليس هو الأفضل مطلقا في مقام الولاية؟ هو الأفضل مطلقاً في أنبياء أولي العزم الأفضل مطلقا في مقام الولاية هو من؟ الخاتم, أوصيائه ماذا ورثوا منه النبوة والرسالة أم الولاية؟ الولاية, فإذن هم أفضل من جميع السابقين او لا؟ يقول: نعم أفضل من جميع السابقين, (كلام احد الحضور) أعطي مهلة, أفضل من جميع السابقين, اذا خليت مطلب انت حشي, أفضل من جميع السابقين في الولاية لا أفضل من جميع السابقين في النبوة والرسالة, هذا كلامك تمام, طيب التفتوا جيدا.
هذا يتوقف على معرفة أن النبوة والرسالة درجتان وجوديتان او درجتان اجرائيتان وتنفيذيتان مترتبان على الولاية, أي منهما؟ فإذا قلنا التفت, اذا قلنا أن النبوة والرسالة هما درجتان وجوديتان, اذا قلنا هكذا, طيب أن أوصياء النبي الأكرم لهم النبوة والرسالة او ليس لهم؟ ليس لهم, اذن يلزم أن يكون بينهم وبين الانبياء السابقين من أولي العزم عموم وخصوص من وجه, يعني من حيث الولاية, أوصياء النبي اشرف, ومن حيث النبوة والرسالة أنبياء أولي العزم اشرف, وهذا الذي ذهب إليه بعض الأقوال.
لأنهم افترضوا أن النبوة والرسالة درجتان وجوديتان, أما اذا قلنا أن النبوة والرسالة شأنان متفرعان على الولاية, يعني ماذا؟ يعني كل ما كانت درجة الولاية أعلى النبوة الذي هو العلم بما عند الله أعلى, والرسالة تكون أعلى, يعني بعبارة أخرى: إذا وجدت هذه هذه توجد أيضاً, فهما درجتان اجرائيتان تنفيذيتان إن وجد لهما موضوع, إن لم يجد لهما موضوع ليست نقصا في من لم يكن فيه الموضوع.
اذن اذا كان أوصيائه ’ورثوا ولايته فهم اشرف من جميع الانبياء السابقين او لا؟ يكونون اشرف, وهذا تابع, وحيث أن هؤلاء اذا تتذكرون في الابحاث السابقة اشرنا إليه مرارا ماذا قالوا؟ هؤلاء صرحوا بأنه أساسا النبوة إنما تأخذ قيمتها من الولاية, النبوة إنما تأخذ حقيقتها من اين؟ من الولاية, الآن أنا ما ادري اذا استطيع الآن لم اكتبه, .. نعم سابقا قرأنا العبارة وهو انه: النبوة هي الانباء عن الغيب منشأها الولاية, فإذا كانت درجة الولاية أعلى فالأشرفية تكون ماذا؟ ثابتة.
هذا تابع لك, اذا قلت أن النبوة والرسالة أمران ودرجتان وجوديتان مثل ماذا؟ مثل نفس الولاية, نعم من لا يملكهما فيكون بينهما عموم وخصوص من وجه, أما اذا لم تقل ذلك؟ يعني بعبارة اذا أردنا أن نقربه الى أذهاننا وأنا هذا المثال مرارا ذكرته لكم, العلم درجة وجودية, العدالة كمال وجودي ولكن عملي, العلم كمال وجودي ولكن نظري, أما منصب القضاء, هل هو درجة وجودية؟ منصب إمامة الجماعة, منصب ولاية الامر, منصب إمامة المسلمين, منصب الخلافة السياسية؟ هذه ليست كلها ماذا؟
لذا أهل البيت لم يحصلوا على مقام القضاء لم يحصلوا على منصب الخلافة السياسية لم يحصلوا على مقام الإمامة السياسة هذا نقص فيهم او لا؟ ما ادري استطعت أن أوصل المطلب. هذه هي النقطة التي إنشاء الله غدا أكثر أوضحها.
اذا توجد اسئلة في ذهن الاخوة حتى ننتقل الى المطلب اللاحق.
والحمد لله رب العالمين.