بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في هذا البحث وهو أنه: هل يمكن لولي غير نبي ولا رسول أن يكون اشرف, وأفضل, ممن هو نبي او رسول او لا يمكن؟
هذه المسألة تعلمون انها من المسائل التي تدخل في صلب اعتقاداتنا, لأننا نحن نعتقد ولعله جملة من الأعلام يعتقدون بأن الائمة ^ بمن فيهم الزهراء البتول ÷ هم أفضل من جميع الانبياء والمرسلين, بما فيهم أنبياء أولي العزم.
من هنا طرحت هذه المسألة وهي انه: هل يمكن ذلك او لا يمكن ذلك, من جمع هذه المقامات الثلاثة والمراتب الثلاث وهي الولاية والنبوة والرسالة, هل يمكن أن يوجد من هو أفضل منه مع انه ليس له الا مقام الولاية, مع انه ليس له مقام النبوة, ومقام الرسالة او لا يمكن؟ في مقام الجواب على هذا التساؤل, يتذكر الاخوة قلنا أن أصل الجواب عن هذا مبني على نكتة وعلى أصل وهو أن: مقامات النبوة والرسالة هل هي مقامات في عرض مقام الولاية او انها مقامات وشؤون متفرعة على أصل الولاية, يعني أن الأصل في هذه المقامات الثلاثة هي الولاية, وما عداها من المقامات من النبوة والرسالة والإمامة وعبر ما شئتم هذه كلها شؤون هذا المقام شؤون هذه الدرجة الوجودية, فان كانت هناك حاجة لهذه الشؤون تظهر هذه الشؤون أيضاً, وان لم تكن لها حاجة فلا تظهر تلك الشؤون.
اذن ليست الأصالة للنبوة والرسالة بنحو مستقل, وليست هي في عرض الولاية, بل هي امور او مراتب متفرعة على شأن الولاية. وهذا المعنى اذا يتذكر الاخوة في موارد متعددة أشاروا إليه هؤلاء الاعلام, في ص167 أشار إليه, قال: وقد علمت أن الظاهر وهي النبوة والرسالة, وقد علمت أن الظاهر لا يأخذ التأييد والقوة والقدرة والتصرف والعلوم وجميع ما يفيض من الحق تعالى عليه الا من الباطن, وهو مقام الولاية المأخوذ من الولي, إذن كل هذه المقامات التي نعطيها للنبي نعطيها للرسول منشأها الولي الولاية الباطن الذي اشرنا إليه, فمن وجد عنده هذا المقام اذن توجد عنده ماذا, من قبيل من وجد عنده المائة فيوجد عنده التسعين والثمانين و.. الى غير ذلك. نعم تارة يظهر ذلك في عالم الشهادة إذا كانت هناك حاجة إليها, وأخرى لا يظهر لعدم الحاجة إليها يعني من باب السالبة بانتفاء الموضوع, من قبيل أنه شخص من حيث العلم والعدالة والتقوى والزهد فيه صلاحية الفتوى والمرجعية العامة فإن كانت هناك حاجة يظهر ذلك فعلا, فيكتب الرسالة العملية ويتصدى لشؤون الناس والمرجعية العامة والفتوى, أما اذا كان هو من المتصدي لذا المقام هذا ينقص من قدره شيء او لا؟ لا لا ينقص منه شيء, لا يكتب رسالة عملية لا يتصدى للمرجعية لا يفتي ولكن هذا لا ينقص من درجاته الوجودية شيء, هذا يشير إليه. كذلك أشار الى هذا المعنى وقرأنا العبارة, في ص352, قال: قسم يتعلق بالتشريع وقسم يتعلق بالإنباء عن الحقائق الإلهية وأسرار الغيوب وإرشاد العباد الى الله من حيث الباطن وإظهار أسرار عالم الملك والملكوت وكشف سر الربوبية المتسترة.. الى آخره, طيب هذه كلها يمكن للولي أن يقوم بها, الآن له شريعة او لا؟ هل هو نبي او ليس بنبي؟ نعم ليس نبوة تشريعية وإنك كانت نبوة انبائية كما عرفنا او نبوة تعريفية بحسب اصطلاحهم.
هذا المعنى أيضاً ورد في الجزء الثاني ص896 من الكتاب, يقول: إذا علمت أن الرسول والنبي لا يشرع لامته الاحكام ولا ينبأ عن الحقائق الا من حيث انه ولي وعالم بالله, اذن كل هذه المراتب التي تثبت للنبوة والرسالة مبدأها ما هو؟ ليس مبدأه كونه نبي مبدأ كونه رسول, مبدأها كونه ولي. فمرجعها الى الولاية والعلم بالله, فليس, طيب أي علم هذا؟ يقول: ليس المراد هذا العلم الكسبي الحصولي, فليس المراد بالعلم العلم الكسبي بل اليقيني الذي هو من الشهود الذاتي وما ينتجه, الا ترى, التفتوا, الا ترى أن الله تعالى أمره, يعني أمر الرسول الاعظم ’بطلب زيادة العلم, فقال {وقل ربي زدني علما} طيب اذا زاد علما زاد أفضليته أشرفيته في النبوة والرسالة والا لم يقل له زدني نبوة زدني رسالة, وما طلب بزيادة النبوة والرسالة, لأن تعلقهما النبوة والرسالة بالنشأة الدنياوية مرتبطة بهذا العالم, بنشأة الشهادة هذا الذي قلناه في ما سبق, والولاية متعلقة بالنشأة الأخروية بل متعلقة بجميع النشئات, فأمره بالطلب لأنه كلما يتوجه الى الله يحصل له الترقي في مراتب الولاية, لذا قلنا أن مراتب الولاية متناهية او غير متناهية؟ قلنا انها غير متناهية, ويطلع بحسب كل مرتبة على علوم يختص بها, فالأمر بطلب العلم أمر بالترقي في مراتب الولاية. طيب اذا اتضحت هذه الحقيقة نأتي الى محل الكلام, وهو أن أوصياء النبي الأكرم ’وإن لم يرثوا منه النبوة والرسالة لأنه لا نبي بعدي, ولكن ورثوا منه الولاية, (انك تسمع ما اسمع وترى ما أرى الا انك لست بنبي) اذن واضح, انه يثبت له مقام الولاية التي هي مرتبطة الآن أما بقرب النوافل, بقرب الفرائض, الفناء ونحو ذلك, ولكن يقول أن هذا المقام غير موجود, لماذا غير موجود؟ من باب السالبة بانتفاء المحمول يعني انت اقل من ذلك او من باب السالبة بانتفاء الموضوع؟
الجواب: من باب السالبة بانتفاء الموضوع لأنه الشريعة التي كانت تحتاجها الأمة جاءت على يد الخاتم ’, وحيث أن ولايته التفتوا جيدا, وحيث أن ولايته اشرف وأكمل وأفضل من جميع مراتب الولاية الموجودة عند الانبياء السابقين فمن ورث هذه الولاية سوف يكون أفضل من جميع الانبياء والمرسلين بمن فيهم أنبياء أولي العزم, الا أن يقال التفتوا جيدا. الا أن يقال, ليس بالضرورة أن هؤلاء ورثوا تمام مراتب الولاية للرسول الاعظم, لعل ما يوجد من الولاية ومرتبة الولاية لإبراهيم الخليل أعلى من مرتبة الولاية الموجودة للإمام الباقر ×لا ملازمة؟ الجواب: يأتي الجواب: {أنفسنا وأنفسكم} يأتي الجواب: أنهم علمهم علم رسول الله, نفسهم نفس رسول الله, مقامهم مقام رسول الله, هذه الروايات تثبت أن لهم من مقام الولاية ما لرسول مع هذا الفارق وهو انه لرسول الله بالأصالة ولأهل بيته بالوراثة والتبعية, ومن هنا يكونون اقل رتبة من رسول الله ولكن هذا لا يلازم أن يكونوا اقل رتبة من الانبياء السابقين لأنهم ليسوا ورثة للأنبياء السابقين بل هم في عرض ولاية الانبياء السابقين. نعم بالنسبة الى الرسول هم في طوله هم ورثته هم من تابعيه أما بالنسبة الى الانبياء السابقين هم ليسوا من الورثة لهم وليسوا من التابعين لهم, فإذا ثبتت الأفضلية للنبي الأكرم ’ي مقام الولاية نفس هذه الأفضلية تثبت لائمة أهل البيت ^.
هذا هو البيان الذي ذكره جملة من المحققين في هذا المجال, ومنهم السيد الآشكوري (رحمة الله تعالى عليه) في حواشيه على مصباح الانس هناك في ص25 في الحاشية هذه عبارته مع انها عبارة طويلة ولكن اقرأها وأبين مضمونها لانها قيمة جدا.
قال: وإذا تأملت في ما ذكرته حق التأمل من أن منشأ التقدم والشرافة هو خصوصيات الولاية, اذن المدار في التقدم والشرف ليس في الشؤون المترتبة على الولاية, وإنما في أصل الولاية, فإذن القياس على ماذا؟
ما ادري انتم ترون في هذه الألعاب التي الآن موجودة الاولمبيات او العالمية عندما يأتون ويقولون بأنه الاول والثاني والثالث أي دولة؟ فيحسبون المداليات التي حصلوا عليها, طيب بعضهم حصلوا على عشرة مداليات ذهبية وبعضهم حصلوا على عشرين مدالية فضية وبعضهم قد حصل على خمسين مدالية برنزية, طيب الآن يأتون الى شخص الى دولة أخرى حصلت على مداليات ذهبية اقل ولكن مداليات برنزية فضية أكثر, أيهما يجعلونه الاول؟ المدار اين؟ على الذهبيات, تقول اذا تحسب المجموع أنا في الفضيات قد حصلت على أكثر من ذاك, يقول: لا المدار على الذهبيات, الآن اذا كانت الذهبيات عشرة فانت أول وإذا كانت تسعة فهو ثاني حتى لو كان في الفضيات والبرنزيات أعلى من هذا, لأنه المدار هذا.
هؤلاء يقولون أن المدار في الشرافة والتقدم والتأخر هو الولاية لماذا؟ لان النبوة والرسالة من الشؤون المترتبة على الولاية.
قال: هو خصوصيات الولاية والكمال وشدتهما وقوتهما لا تشك, اذا تأملت أن تقدم النبي والرسول على الولي ليس على إطلاقه وعلى عمومه, طيب اذا اتضحت لك هذه الحقيقة فلا يحق لك أن تقول كل نبي ورسول فهو متقدم على كل ولي لا لا أبدا, هذه العبارة ظاهرها هنا كان هكذا, من جمع المراتب الثلاثة فهو أفضل من الآخرين, لا ليس الامر كذلك, ليس كل نبي ورسول فهو متقدم على كل ولي اذا لم يكن نبيا ورسول, يقول: ولا تشك في انه ليس ذلك على إطلاقه وعمومه, بل على الولي هذا التقدم اذا وجدتم وليا هو نبي هو رسول, فانه يتقدم على الولي التابع له لا على مطلق الولي, فإبراهيم يتقدم على كل الذين ورثوه, لا انه يتقدم على مطلق الأولياء, بل على الولي الذي يكون من أوصيائه وخلفائه وتوابعه وورثته لا انه متقدم من ولي رسول آخر ووصيه وخليفته وورثته وتابعه, بل قد يكون ولي لرسول أفضل ممن؟ من رسول آخر ولو كان من أنبياء أولي العزم لماذا؟ لأن المدار على المدالية الذهبية والمدالية الذهبية هي مقام الولاية. بل قد يكون ذلك الولي الذي يكون وصيا وخليفة وتابعا لرسول آخر, مرتبة ولايته ومرتبة قربه, التفتوا هذا عطف تفسير, مرتبة الولاية هي مرتبة القرب الإلهي, وكماله أعلى وأقوى واشد من ذلك النبي والرسول وان لم يكن هو نبياً ورسولاً. وعلى هذا يكون ذلك الولي والوصي أقدم واشرف وأكمل من ذلك النبي والرسول بدرجة او درجات كثيرة, طيب النتيجة, ما هي النتيجة التي نأخذها, العبارة فيها تتمة اقرأها لكم, ما هي النتيجة التي نأخذها وهو انه أوصياء النبي أفضل من جميع ماذا, بما فيهم أولي العزم.
سؤال: علماء أمتي النبي كيف؟ غير الأوصياء الأوصياء واضح, من ناحية الكبرى نتكلم لا من الناحية الصغروية, الآن فلان أفضل او لا, لا لا أبداً, من علماء أمته يمكن أن يكونوا مساوين للفضل مع الانبياء السابقين او لا يمكن؟ بل يمكن أن يكون أفضل من بعض الانبياء السابقين فيه محذور او لا؟ لا على القاعدة ما فيه مشكلة, إذن لا يوجد عندنا ضرورة أن نتأول قوله (علماء أمتي أفضل من أنبياء بني اسرائيل) أبداً, كما فعله جملة من أعلامنا كالسيد الخوئي, قال المراد من العلماء هنا الائمة ^لأنه ما استطاع أن يتصور انه كيف يمكن علماء أمته أفضل من الانبياء, أولئك أنبياء كيف يمكن أن يكون عالم أفضل منهم؟ الجواب: أن المدار ليس على النبوة المدار على الولاية, وقد يكون في امة الخاتم من العلماء أمثال افترضوا سلمان الفارسي, أمثال أبو ذر, أمثال عمار, أمثال أويس القرني, أمثال سيد عبد العظيم الحسني, أمثال السيدة المعصومة ÷هذه الطبقة (علماء أمتي) هؤلاء, هؤلاء يكونون أفضل من ماذا؟ يقينا ليسوا أفضل من أنبياء أولي العزم, هذا مما لا اشكال فيه, ولكن يكونوا أفضل من ناحية الموجبة الجزئية, او في الجملة من بعض الانبياء السابقين يوجد محذور او لا؟ نعم يبقى هناك بحث صغروي انه من هو هذا العالم الأفضل ومن هو ليس كذلك, وهذا بحث صغروي الآن لا علاقة لنا به.
قال: فطلع من أفق ذلك البيان شمس سر تقدم الأوصياء المحمديين على الانبياء السابقين من أولي العزم, وغيرهم, بطريق أولى, بدرجات كثيرة بل تقدم علماء الأمة المحمدية على السابقين او كونهم على درجتهم ومقامهم, لا محذور في ذلك, لا فقط الأوصياء يتقدمون بل بعض العلماء يتقدمون على بعض الانبياء السابقين, فانك قد علمت, لماذا يتقدمون؟ يقول: لأن المدار مدار الولاية, فانك قد علمت أن أعلى درجات الكملين من أولي العزم من الرسل من السابقين حالا او مقاما ومحتدهم ومنبعهم هو البطن السادس, إذا يتذكر الاخوة نحن تكلمنا عن البطون السبعة, وقلنا بأنه البطن السابع ومراتب البطن السابع, مختصة بمن؟ مختصة بالخاتم ’وأوصياء الخاتم, هذا الذي عبر عنه قال: ومن حيث حضرة أحدية جمع الجمع للكل متوحدة العين بطن سابع ولا ينفتح شمة منه الا لصاحب الإرث المحمدي فان له خاصة, هذا المقام, ولأوصيائه, له خاصة بالأصالة ولأوصيائه بالوراثة والتابعية, هذه الاخوة إنشاء الله نحن سابقاً شرحنا هذه البطون السبعة, مفصلا, ولكن الاخوة الذين يريدون أن يراجعونها تبدأ من ص19 من الفاتحة يعني مصباح الانس هذه النسخة التي عندي, ص19 الى ص25, قال: البطن السادس والتعين الثاني, أما ومقام الوارث المحمدي ومرتبته في البطن السابع والتعين الاول والوحدة الحقيقية الجامعة فطلع من أفق ذلك البيان شمس سر تقدم الأوصياء وطلع إزالته ظلمات ليالي الأوهام السخيفة, من هو الأوهام السخيفة؟ أولئك الذين قالوا هذين القولين, والتخيلات الفاسدة من القائلين بتقدم النبي والرسول على الولي والوصي, اتضح فساد هذا, ليس الملاك هو التقدم ليس الملاك هو النبوة والرسالة حتى كل من صار نبيا ورسولا فهو أفضل من كل ولي, بتقدم النبي والرسول على الولي والوصي, بإطلاقه, اتضح فساد هذا, واتضح فساد من؟ قول المتمجمجين هؤلاء نصف نصف متوقف ناظر من المتوقفين, الى آخره, والمتمجمجين في تقدم الأوصياء المحمديين على الانبياء السابقين, والمعتقدين, هذه الطبقة الثالثة, اذن كم طبقة صاروا؟ الطبقة الاولى الذين قالوا بتقدم كل نبي ورسول على الولي, الطبقة الثانية المتمجمجين, والطبقة الثالثة: المعتقدين بتقدم السابقين على الأوصياء المحمديين, الآن عنده يقول هؤلاء على طبقتين: من الظاهريين وبعض المنتسبين الى الحكمة والعرفان, فانه كما رأيت في رسالة مؤلفة في علم الحقيقة والعرفان من بعض الفضلاء المدعي لوجدان علم الحقائق حيث جزم بتقدم أولي العزم من الرسل على أوصياء النبي الأكرم ’, يقول: الآن في ما يتعلق بغيرهم فلا مشكلة عندنا, أما تقدمهم على ابراهيم الخليل, سلام على نوح في العالمين, هذا يحتاج الى مؤونة, والحال أن أرباب تلك الأوهام معتقدة بتقدم خاتم الانبياء بدرجات كثيرة على كل السابقين بل على كل الموجودات وان مقامه فوق مقام الكمل, ومع هذا صدر منهم ما صدر, واني لا تعجب منهم, الآن التفتوا الى نكتة مشكلة التعجب اين؟
واني لا تعجب منهم أنهم كيف تصوروا معنى الخلافة والوصاية؟ المشكلة اين؟ انه هؤلاء عندما نقول هذا خليفته ماذا فهم من الخلافة؟ اذا فهم الخلافة السياسة فبطبيعة الحال.. أنا لا أريد أن اذكر الاسماء لأنه عندما يأتي ويصور الأفضلية يصورها بهذا المثال, وإنشاء الله مقصوده المثال وليس مقصوده الحقيقة.
يقول: من قبيل افترضوا ملك من ملكوك هذه الدول الخليج ووزير خارجية امريكا مثلا, طيب صحيح هذا ملك وذاك وزير الخارجية, بل أيهما أكبر؟ مع انه ذاك وزير الخارجية ولكن اكبر يأمر وينهى هؤلاء الملكوك والرؤوساءكما تجدونهم كالنعاج تجدونه, يضرب هذا المثال, (كلام احد الحضور) الآن قلت لك إنشاء الله مقصوده المثال وليس مقصوده الحقيقة, والا اذا فهموا الخلافة والوصاية بهذا المعنى بهذا الحد, لا أكثر من هذا الحد, بطبيعة الحال إثبات أفضلية علي وأهل بيته على أنبياء أولي العزم جدا مشكلة القضية, ولذا يقول: واني لأتعجب أنهم كيف تصوروا معنى الخلافة والوصاية فلو أنهم عرفوا معناهما ومغزاهما وحقيقتهما لعلموا تحقق التلازم بين تقدم الخاتم وتقدم أوصيائه توجد ملازمة, لماذا؟ لان هؤلاء هم الخاتم في الولاية فإذا تقدم الخاتم تقدم الأوصياء, بل تقدمه عين تقدمهم, ليست ملازمة بل أكثر من الملازمة عينية, في ما ذكرنا كفاية ومع ذلك .. الى آخره, البحث قيم إنشاء الله الاخوة يراجعونه هناك.
على هذا المبنى الذي اشرنا إليه, طبعا والروايات تقريبا تقريباً مطبقة على هذا المعنى, أنا من باب التيمن اقرأ رواية واحدة في هذا المجال.
الرواية واردة في نوادر الاخبار التي ينقلها عن كمال الدين وتمام النعمة او كمال الدين وإتمام النعمة عن الرضا × عن آبائه عن أمير المؤمنين ^قال قال رسول الله ’(ما خلق الله خلقا) لا بشر ليست القضية قضية بشر, وإنما مرتبط بكل نظام عالم الامكان (ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني, قال علي × فقلت يا رسول الله فانت أفضل أم جبرائيل فقال يا علي, إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملاكته المقربين, وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا على وللائمة من بعدك) اذن اتضحت المراتب, المرتبة الاولى: هذا المنبر من نور المرتبة الاولى هو الخاتم, المرتبة الثانية من؟ هو علي ابن ابي طالب, المرتبة الثالثة هم ائمة أهل البيت ^, المرتبة الرابعة تكون لمن؟ للأنبياء والمرسلين وبعد ذلك يأتي دور الملائكة (وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا) هذه روايات مضامينها لا يشك الناظر فيها كما يقول العلامة المجلسي لا يشك الناظر فيها انها متواترة وتثبت, وبتعبيره لا يدعي خلافها الا جاهل بهذه الاخبار, هذه الروايات في المسألة.
أما الأقوال في المسألة, وهي متفاوضة, هذه الأقوال بشكل عام جمعها الشيخ آصف محسني في كتاب صراط الحق, هناك جمع جيد وتفصيلي أيضاً, هناك في الباب التاسع في التفاضل في الجزء الثالث, من صراط الحق يقول: الموقف الثالث في تفاضل ائمة العترة مع الانبياء الكرام سوى خاتمهم ’وعلى وأوصيائه وعليهم أجمعين ولأصحابنا الإمامية فيه أقوال, يذكر هناك مجموعة أقوال أنا أشير إليها.
القول الاول: أفضلية الائمة من جميع الانبياء والرسل نسبه الشيخ المفيد الى قطع قوم من اصحاب الإمامة, والمحدث الجزائري في الأنوار النعمانية, والمحدث الجزائري الى أكثر المتأخرين فهذا القول مختار بعض من المتقدمين ومن المتأخرين, من المتقدمين الشيخ الصدوق, قال: يجب أن يعتقد أن الله عز وجل لم يخلق خلقا أفضل من محمد والائمة ^وأنهم أحب الخلق الى الله عز وجل وأكرمهم, ومن اللاحقين والمتأخرين المحدث المجلسي, صرح بعد عبارة الصدوق المذكورة بقوله: اعلم إن ما ذكره (رحمه الله) من فضل نبينا وائمتنا على جميع المخلوقين وكون أئمتنا أفضل من سائر الانبياء هو الذي لا يرتاب فيه من تتبع أخبارهم على وجه الإذعان واليقين ولا يأبى عن ذلك الا جاهل في الاخبار, هذا القول الاول.
القول الثاني: أفضليتهم من الانبياء سوى أولي العزم منهم, الذي لعله هذا القول كثير لعله يستوجبه, يقول له وجه, حكاه الشيخ المفيد عن فريق من اصحاب الإمامة فذهب جماعة منهم الى أفضلية أولى العزم على الائمة وبعضهم الى مساواتهم معهم كما نقله الجزائري.
طيب هذان قولان, أما أفضلية أولي العزم وأما المساواة.
القول الرابع: أفضلية الانبياء بأجمعهم من الائمة نقله المفيد عن فريق قطعوا بذلك, وهذا لعله أيضاً يظهر من عبارة أيضاً المقدمة وهو انه من جمع المراتب الثلاثة هو أفضل ممن جمع مرتبتين, ومن جمع مرتبتين فهو أفضل ممن له مرتبة واحدة, اذا تتذكرون العبارة قراناها, تعالوا معنا الى العبارة, قال: فالمرسلون أعلى مرتبة من غيرهم لجميعهم بين المراتب الثلاث, طيب هذا تعليل يكشف عن انه الذي له ثلاث مراتب أفضل ممن له مرتبتان, والذي له مرتبتان أفضل ممن له مرتبة واحدة, وهذا خلاف ما صرح به قبل ذلك وما يصرح به بعد ذلك وما يصرح به الشيخ في مواضع أخرى, وهو أن المدار ليس على هذا الامور الثلاث وإنما المدار على الولاية هو الذي يعين مرتبة وشأن الانسان.
القول الخامس: أفضلية أمير المؤمنين × وحده على جميع الانبياء او على الانبياء غير أولي العزم أما باقي الائمة ^ فليسوا بأفضل من الانبياء السابقين.
القول السادس: وهو انه التوقف الآن ينسبه, وأنا ما صار عندي وقت أراجعهن ولكن هو ينسبها, يقول: وهو مذهب شيخنا المفيد نور الله مضجعه قال: قد جاءت آثار عن النبي والأخبار عن الائمة الصادقين أيضاً وفي القرآن مواضع تقوي العزم على ما قاله الفريق الاول, يعني من؟ القائلين بالأفضلية المطلقة, تقوي الفريق الأفضل في هذا المعنى وأنا ناظر فيه, الآن هذا وأنا ناظر فيه يعني متأمل فيه, متوقف فيه, واقعا الانسان لابد أن يرجع فيه الى عبارات الشيخ المفيد ليتضح انه ما هو مراده في ذلك, ثم صاحب الكتاب الشيخ المحسني, يقول: اقول العمدة في المقام هي السنة ودلالة الروايات وهي بعد المراجعة والدقة على اقسام, يشير الى اقسام متعددة الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع يقول وجميع هذه الاخبار تدل صراحة وظهورا ولو التزاما على أفضلية أوصياء النبي الأكرم ’من الانبياء الكرام سلام الله عليهم أجمعين.
طبعا عندنا دليل آخر والذي عادة أنا أشير إليه وأتصور انه من أفضل الأدلة لإثبات الأفضلية المطلقة هو دليل أنهم عندهم العلم بالقرآن بظاهره وباطنه, صريح القرآن الكريم يقول بان القرآن ما هو؟ كتاب ماذا؟ مهيمن, ذكر انه {تبيان لكل شيء} {مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه} وعلم القرآن عند من موجود؟ بنص حديث الثقلين موجود عند النبي وائمة أهل البيت ^و هذا كاف لإثبات الأفضلية المطلقة للنبي وأهل بيته على جميع الانبياء السابقين بمن فيهم أنبياء أولي العزم, ودليله ضلع منه قراني وضلع منه حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين.
استنتاج: هذا كلامه هو, هذا ما وقفنا عليه عاجلا من الاخبار الدالة على أفضلية الائمة ومن القطعي الذي لا مجال فيه أبداً, أفضلية سيدنا ومولانا أمير المؤمنين على جميع الانبياء السابقين, هذا القدر مسلم, لأنكم تعلمون أن قضية الائمة أيضاً يوجد في ما بينهم تفاضل وهو بحث آخر ليس محل حديثنا.
قال: الشيخ الجليل الكراشكي, في أول كتابه قال: الذي نذهب في ذلك أن أمير المؤمنين ×أفضل من جميع البشر ممن تقدم وتأخر سوى رسول الله وعلى هذا القول إجماع الشيعة الإمامية في ما يتعلق بأمير المؤمنين × ولم يخالف فيه منهم الا الأصاغر الذين حادوا عن الطريق.. الى آخره. وأما غيره من الائمة يعني غير علي ابن ابي طالب × فنقول بأفضليتهم أيضاً من الانبياء الكرام اعتمادا على الروايات الكثيرة المتقدمة, التي نعلم بصدور جملة منها من المعصوم, التفتوا هذه آخر عبارة للشيخ.
يقول: بل الظاهر من أكثرها أفضلية الصديقة الطاهرة منهم أي من الانبياء السابقين أيضاً, إلا اني في الأخير من المتوقفين. وهذا إنشاء الله من سهو القلم, والا الروايات الواردة في مقام الزهراء ÷ يقينا يقيناً أكثر من الروايات الواردة في أفضلية الامام الجواد × على الانبياء السابقين, انتم لو ترجعون الى الروايات اذا كان المدار الروايات ليس مدار الولاية, المدار الروايات يقينا أن الروايات الواردة في أفضلية الزهراء ÷ انه لو لم يكن علي لما وجد لها كفء, هذه الروايات الواردة بهذا المضمون, (كلام احد الحضور) بلي (كلام احد الحضور) قلت لك اقول الروايات الواردة في بيان أفضليتها انها روحي التي بين جنبي, طيب هذه الا أن تقول انه أبوها يحبها يتكلم, هكذا يتكلم.. , أما عندما يقول: (إن الله يرضى) والا نحن لا يوجد عندنا في روايات الجواد × أن الله يرضى لرضى الامام الجواد × ويغضب, نعم العمومات طيب العمومات داخلة فيها, نحن نتكلم على مستوى الخصوص والخصوص الروايات ماذا؟ الواردة في أفضلية وأشرفية بل بحث في انها اشرف من جميع الائمة, غير أمير المؤمنين, لخصوصية اشرف من جميع الائمة غير أمير المؤمنين او ليست بأشرف؟ بحث مفصل عندهم وكثير من أعلامنا ينتهون الى انها اشرف من الانبياء, طيب اذا كانت اشرف من الانبياء, عفوا, اشرف من الائمة غير أمير المؤمنين والائمة انت تقول انها أفضل من .. فكيف يقال انه.. لذا ارجوا الله أن يكون من سهو القلم.
الا اني في الأخير من المتوقفين, نعم لا بعد أيضاً, هذه العبارة , تلك العبارات التي عنده كنت محتاج الى هذين السطرين الثلاثة, نعم لا بعد أيضا في أفضلية الائمة, لأنه أمير المؤمنين قال فيه إجماع عليه, أما باقي الائمة, في الزهراء من المتوقفين وفي باقي الائمة لا يبعد, طيب هذه بعد.. انظروا الانسان في هكذا مسائل يتضح عند الانسان جوهر الإمامة جوهر الاعتقاد بأئمة أهل البيت, طبعا ليس أمراً سهلاً, يكون في علمكم, ليس من الامور السهلة أن يأتي الانسان, مثلا أنا اضرب مثال الامام الجواد ×باعتباره, الامام أمير المؤمنين واقعا له خصوصية في أذهاننا فلهذا لو قلنا بأفضليته لما, أما عندما تأتي الى الإمام الجواد ×ذلك البعد الذي ينبغي أن يأخذه في أذهاننا مع الاسف حتى فينا أتباع الشيعة لم يأخذ ذلك البعد كما ينبغي, عندما تقول الامام الجواد × أفضل من ابراهيم الخليل, طيب هذه ليست من الامور السهلة القبول, ولهذا (حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله) واقعا هذه من تلك الموارد التي (لا يحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان) وبعض هؤلاء أيضا يحتملون او لا؟ لا يحتملون, على أي الاحوال.
نعم قال: لا بعد أيضا في أفضلية الائمة من جميع ما سوى بعد جدهم النبي الأكرم ’وأبيهم أمير المؤمنين, فالصحيح, طيب اذا كان الصحيح هذا فلا يحتاج الى هذا, فالصحيح من الأقوال المتقدمة هو القول الاول, وهي الأفضلية المطلقة لائمة أهل البيت ^على جميع الانبياء والمرسلين بمن فيهم أنبياء أولي العزم. هذا في ما يتعلق بهذا البحث.
الآن عندنا كم بحث, أنا مع الاسف الشديد لم استطيع أن اجلب الكتب معي, من الابحاث الباقية الآن هذا انتهينا منه هذا البحث الثاني اذا تتذكرون الاخوة كان عندنا كم بحث؟ كان عندنا البحث الاول: في ما يتعلق ببيان الفرق بين الولي والنبي والرسول.
البحث الثاني: في بيان المفاضلة بين هذه المقامات الثلاثة وهي الولاية والنبوة والرسالة التي تتمته صار هذا البحث وهو القواعد التي استفدنا منها والتي قلنا انها يترتب عليها أصلان أساسيان وهو:
الأصل الاول: الاشكالية المعروفة اندفعت.
الأصل الثاني: انه ليس كل ولي اشرف من كل نبي وليس كل نبي ورسول بل أولي العزم اشرف من كل ولي, هذا المعنى أيضاً اشرنا إليه.
البحث الثالث: وهو عدد الانبياء وهذا هو الذي اشرنا إليه وهو عدد الانبياء وأسمائهم.
القرآن الكريم بنحو الاجمال حتى ننتهي من هذا البحث.
القرآن الكريم لم يشر الى العدد كما هو معلوم لكم, ومن حيث الاسماء أشار الى مجموعة صغيرة من الاسماء التي لم تتجاوز عشرين الى ثلاثين اسم من الاسماء التي وردت, وأشار الى بعض الانبياء من غير أن يشير الى أسمائهم أيضاً, وبين أنهم بعضهم قصصنا عليك وبعضهم لم نقصص عليك, هذه الحقائق بينها, أما في ما يتعلق بالعدد وان هذا العدد مائة وأربعة وعشرين ألف اثنين ما يزيدون وثلاثة لم ينقصوا واقعا هذه الروايات الواردة في هذا المجال كما يقول جملة من الأعلام, انها أخبار آحاد, فإذا حصل للانسان اطمئنان بهذه الاخبار فطوبى له, أما إذا لم يحصل فواقعاً هذا العدد يبقى في باب المظنة في باب الاطمئنان العادي ونحو ذلك, ولا يهمنا كثيرا لان المسألة ليست مسألة عقائدية انه لابد أن نؤمن بعدد معين لا لا أبداً, كل أنبياء الله {لا نفرق بين احد منهم} كما هو صريح القرآن الكريم.
هذا في ما يتعلق بهذا الابحاث, إنشاء الله تعالى فقط بقي عندنا التتميم وإذا بقيت بعض النكات, أنا أرى أن البحث كثيرا طال في هذا الفصل الأخير, اذا بقيت بعض النكات الاساسية المتعلقة بمسالة الولاية, أيضاً سوف نشير إليها, الآن سواء كانت في ما يتعلق برسالة السيد العلامة + اذا وجدنا نكات, لأننا حاولنا من خلال أبحاثنا اذا تطالعونها الآن الرسالة تجدون انه تقريبا خمسين ستين بالمائة من النكات الموجودة بالرسالة نحن استوعبناها بحثا من غير أن نشير إليه, أما مضمونا أما رواية أما بحثا.
تبقى عندنا مسألة أساسية واحدة في مسألة الولاية, الآن ما ادري اذا صار مناسبة نشير إليها والا نتركها الى وقتها المناسب, وهي مسألة خاتمية الولاية, من هو خاتم الولاية المطلقة ومن هو خاتم الولاية المقيدة, التي تعلمون أن الشيخ عنده كلام هنا متشابه في هذه المسألة وللأعلام كلام طويل في هذا المجال, اذا صارت مناسبة نشير إليه, والا إنشاء الله تعالى نحاول بإذن الله تعالى بعد العيد ندخل في أصل البحث.
والحمد لله رب العالمين.