بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تتميم: لابد ن تعرف أن العادة متعلقة بالتقدير الأزلي الواقع في الحضرة العلمية الجاري على سنة الله خرق العادة يتعلق بذلك لكن لا على السنة بل إظهاراً للقدرة.
أعطوني هذا القرآن, الآن يوجد سؤال وهذا السؤال مرتبط ببحوث تقدم الكلام عنها وهو فيما يتعلق بالمعجزة والإعجاز, والسؤال هو لماذا نحتاج إلى المعجزة؟
الجواب: قلنا بأنه نحتاج إلى المعجزة في مقام الإثبات لا في مقام الثبوت يعني أن النبي لكي يعلم أنه نبي لا يحتاج إلى معجزة وإنما الآخرون لكي يثبت لهم أن هذا نبي يحتاجون إلى معجزة لماذا؟ باعتبار أن هذا العالم عالم التباس الحق بالباطل{يلبسون الحق بالباطل} لكي يتميز النبي عن المتنبي وكم هم من هؤلاء, إذن نحتاج إلى من يميز ما يميز النبي عن المتنبي ومن هنا جاءت الضرورة أو الحاجة المعجزة وانه لابد من معجزة وهذه النقطة أشرنا إليها والآن هو يشير إليها إجمالاً هنا.
النقطة الإضافية التي يبينها هنا يقول أساسا هل المعجزة, التفتوا جيدا وهو بحث أساس, هل المعجزة هي خرق لنظام السببية والمسببية أو هي تابعة لنظام السببية والمسببية أي منهما؟ هنا توجد نظريتان:
نظرية تقول بأنه المعجزة هي خرق لنظام السببية والمسببية ولكن لا لنظام السببية والمسببية العام يعني توجد المعجزة بلا سبب لا أبداً, وإنما لا نحتاج إلى وسائط المعجزة متعلقة بالقدرة الإلهية مباشرة {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} الارادة المباشرة ولا يوجد هناك أي توسط فإذن نظام السببية موجود ولكن يوجد أيضا أسباب أو لا توجد أسباب أخرى؟ لا توجد أسباب أخرى وهذا توجه.
توجه آخر: يقول أساسا كل هذا العالم عالم الإمكان غير الصادر الأول كله قائم على أساس الوسائط والسببية, ولكن هناك امور يمكن أن نقوم ضمن الاسباب المعروفة والمتعارفة والمشهودة لنا التي هي الأمور الطبيعية أمامنا نراها ونفعلها الآن نريد أن نوجد الإحراق ماذا نفعل؟ نأتي بالنار, نريد أن نطفئ النار ماذا نفعل؟ نأتي بالماء وهكذا, هذه أسباب طبيعية, نريد أن تكون هذه العصا شجرة ماذا نفعل؟ ضمن القانون الطبيعي نجعلها إلى أن تكون شجرة إلى أن تكون ثمرة أو تكون حيوان أو إلى غير ذلك.
السؤال: هل يوجد هناك طريق آخر ونظام آخر يمكن الوصول من خلاله إلى نفس هذه النتائج ولكن ليس من خلال الطرق الطبيعية أو لا يمكن؟
الإتجاه الثاني: يقول نعم ممكن أنه تتحقق هذه الأمور الطبيعية ضمن قواعدها الطبيعية أن تتحقق من خلال وجود نظام آخر ولكن ذاك النظام الآخر هل يستطيع أن يقف كل أحد أن يقف عليه أو لا يستطيع؟ الجواب كلا, ما هو الطريق للوصول إليه؟ الجواب الطريق للوصول إليه يمر من خلال, ليس من خلال العلم الحصولي والتعلم والدرس و… إلى غير ذلك وإنما له طريقه المخصوص فمن وقف عليه يستطيع أن يتصرف بنظام عالم التكوين, فله, أي هذا الفعل الذي هو المعجزة, له سبب طبيعي ولكنه معلوم أو مستور عنا؟ مستور عنا, اتضحت هذه القضية. الآن من أين يستدلون هؤلاء؟ يستدلون بقوله تعالى الله سبحانه وتعالى يقول {إن كل شيء خلقناه بقدر} له قدر مخصوص وله نظام مخصوص وله قاعدة مخصوصة والله سبحانه وتعالى لم شيئا بلا سبب بلا نظام بلا سنة كل شيء على أساس سنة ولكن السنن على قسمين:
سنن معلومة معروفة مشهودة حاصلة للجميع التي هي نسميها العادة أيضا, يعني ماذا؟ يعني اعتدنا عليها وليس العادة يعني ليس فيها علية ومعلولية, علية ومعلولية موجودة ولكن لأننا اعتدنا عليها وهي مشهودة لنا نسميها عادة فإذا وجدنا شيئا يخرق هذا النظام المعهود عندنا الذي نعبر عنه بخرق العادة, ما معنى خرق العادة؟ يعني خرق ما هو المعتاد عندنا, ذاك الخرق قائم على أساس سنة أو غير قائم على أساس سنة؟
الجواب: قلنا توجهان ونظريتان قول يقول قائم على أساس سنة وقول يقول ليس قائما أساس سنة, التفت جيدا.
يقول: لا بد أن تعلم أن العادة, مراد من العادة هنا يعني الكلام الذي ينسب إلى الأشاعرة يعني وجود الشيء من غير وجود رابطة السببية والمسببية؟ ولذا الأشاعرة واقعا هكذا قالوا أنه لا توجد رابطة السببية والمسببية أو عندما أطلقوا العادة مرادهم هذا المعنى وهذا ليس هو يقوله كل أولئك الذين تكلموا عن هذه المسألة أشاروا إلى هذه الحقيقة, السيد الطباطبائي &في الجزء الأول من الميزان صفحه 74 هذه عبارته: ثم أن القرآن يقتص ويخبر عن جملة من الحوادث والوقائع لا يساعد عليها جريان العادة المشهودة في عالم الطبيعة, يعني السيد الطباطبائي لما يقول العادة المشهودة مقصوده نظرية العادة التي للأشاعرة؟ مراده العادة يعني ما اعتدنا عليه من النظام المشهود عندنا, الآن الأشاعرة عندما يقولون عادة يعني مرادهم عدم السببية والمسببية أو مرادهم هذا المعنى؟ واقعاً لابد أن يكون تحقيق في هذا المجال.
على النظام المشهود في عالم الطبيعة على نظام العلة والمعلول الموجود وهذه الحوادث الخارقة للعادة هي الآيات المعجزة.
إذن: يبقى عندنا ذاك البحث الثاني وهذا البحث الأول, إذن المعجزة ما هي؟ هو شيء يخرق النظام المعتاد عندنا وليس يخرق النظام بل النظام المعتاد عندنا.
قال: لابد أن تعلم أن العادة, يعني هذا النظام الذي اعتدنا عليه وهو نظام السببية والمسببية في الأمور المشهودة عندنا, أن العادة منشأها ما هو؟ متعلقة بالتقدير الأزلي الواقع في الحضرة العلمية في الفيض الاقدس في الصقع الربوبي, من هناك الله سبحانه وتعالى قدر أن الماء يرفع العطش وان النار تحرق وان الطعام كذا وان الدواء كذا, هذا تقدير الهي هذا ضمن النظام الأحسن الذي يوجد في عالمنا, لجاري على سنة الله, هذه سنن إلهية لذا صريح القرآن الكريم هذا المعنى في في سورة فاطر الآية 43 من سورة فاطر قال تعالى {استكبارا في الأرض} يقول {فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين} هذه صغرى القياس {فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلاً} مرارا ذكرنا ما الفرق بين التبديل والتحويل؟ لا تخلف ولا اختلاف, لا تتخلف, مرة يوجد الماء ولا يرفع العطش مرة يوجد الماء ويرفع العطش, مرة يوجد الماء ويرفع العطش ومرة يشرب الماء ويرفع الجوع لا ليس بهذا الشكل, لا يوجد تخلف مرة يوجد ومرة لا يوجد ولا يوجد اختلاف مرة ينتج ألف ومرة ينتج باء هذا من من القواعد الإلهية, سؤال نحن نرى بوجداننا أن النار مرة تحرق مرة {وقلنا يا نار كوني بردا وسلاما} هنا تخلفت هناك وهنا اختلفت لانها مرة حرقت ومرة بردت هذا اختلف هذا؟
الجواب: أيضا ذلك تابع للسنة أو أنه متعلق بإرادة بالقدرة وهذان وجهان والمهم ذلك أيضا نظام السببية ولكن إما نظام السببية ضمن سنن مستورة عنا.
بعبارة أخرى: إذا قبلنا هذا التوجه الثاني نظام السببية ولكن مستور عنا يعني نحن أنظمة سببية بعضها حاكم على بعض, بعضها معلوم لنا وبعضها مستور عنا لا أدري اتضحت هذه النكتة.
قال: {ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلاً} أو قوله في سورة هود الآية 56 من سورة هود قال تعالى في سورة هود الآية 56 {إنّي توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو اخذ بناصيتها أن ربي على صراط مستقيم} يعني لا يوجد فيه تخلق إذن الآيات تثبت هذا المعنى.
قال: الجارية على سنة الله, لابد أن تعلم أن العادة كذا ولابد أن تعلم أن خرق العادة تتعلق بذلك وليس فقط العادة تتعلق ماذا؟ يعني النظام الموجود متعلقة بالتقدير الأزلي الواقع في الحضرة العلمية خرق العادة أيضا يتعلق بذلك, يعني متعلقة بالتقدير الأزلي الواقع في الحضرة العلمية.
لكن, التفتوا إلى هذه الجملة, لكن لا على السنة هذه الألف واللام إذا اعتبرناها للجنس يعني لا توجد سنة وإنما بقرينة بل إظهارا للقدرة يعني لا يوجد نظام آخر أما إذا قلنا بأنه أساسا هذه على السنة يعني ليس على السنة الجارية في العادة وإنما قد تكون هناك سنة أخرى, العبارة من هذه الجهة واقعا ضبابية وغائمة وليست واضحة ماذا يريد أن يقول؟
يقول لا توجد سنة فقط مرتبة بالإرادة الإلهية المطلقة إظهارا لقدرته هذا يريد أن يقوله أو يريد أن يقول توجد سنة ولكن ليس هذه السنة وإنما هي سنة أخرى, الإخوة الذين يريدون أن يراجعون هذه البحث بشكل تفصيلي طبعا جاء في كتابنا الإعجاز ولكنه بنحو الإجمال هكذا يقول السيد الطباطبائي في صفحه 77 من الجزء الأول يقول: فلله سبحانه وهذا يحتمل وجهين: أن يتوسل تعالى إليه, إي إلى ذلك الأمر المعجز من غير سبب مادي وعلة طبيعية بل بمجرد الارادة وحدها {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}.
ثانيها: أن يكون هناك سبب طبيعي مستور عن علمنا يحيط به الله سبحانه ويبلغ ما يريده من طريقه.
السؤال: ماذا تقول؟ يقول الآيات القرآنية تدل على ثاني الوجهين, فإنها تدل على أن كل شيء من المسببات أعم مما تقتضيه الاسباب العادية أو لا تقتضيه فان له قدرا وسببا ونظاما خاصا عند الله سبحانه وتعالى.
طبعا هذا أكثر انسجاما مع الأبحاث التي نفهم أن العالم قائم على نظام أساسي نظام السببية والمسببية, (كلام لأحد الحضور) أنا قلت العهد أي سنة, السنة السابقة, (كلام لأحد الحضور) وأنا قلته وقلت أنه يوجد احتمالين: احتمال أول انها جنس هذا ينسجم مع قوله بل إظهاراً للقدرة لأنه قال ليس سنة بل إظهاراً للقدرة, لكنه إذا أخذناها عهدية فلا ينفي مطلق السنة بل ينفي السنة المتعارفة لكن هذا لا ينسجم مع قوله بل إظهاراً للقدرة وهذا الذي قلته أن العبارة غائمة وليس واضح ما يريد أن يقول, وإلا إذا هذه لم تكن موجودة: بل إظهاراً للقدرة, كنا نقول لا على السنة, لكن لا على السنة, السنة الجارية المعهودة والامر سهل وهو قد يصدر.
هنا يوجد بحث مفصل إذا صار وقت أنا أبينه للاخوة وإذا لم يكن وقت لعله اتركه إلى وقت آخر وهو أنه هنا يأتي بحث النمط العاشر في الإشارات, ما هو النمط العاشر في الإشارات؟ التاسع هو نمط العارفين, (كلام لأحد الحضور) ليس الكرامات أسرار الآيات, البعض يتصور أنه هذا يريد أن يبحث بواطن الآيات القرآنية, لا مقصوده من الآيات القرآنية يعني المعجزات يريد أن يبين كيف لاحد أن يقوم بمثل هذه المعجزات وهذا المعنى بالإشارات والتنبيهات في آخر نمط من الأنماط التي أشار إليها في صفحه 395 قال: النمط العاشر في أسرار الآيات يقول الطوس +يريد أن يبين في هذا النمط الوجه في صدور الآيات الغريبة. الآيات الغريبة يعني هذه المعجزات أعم من أن تكون معجزة أو كرامة أو غيرها لأنه تعلمون بأنه صدور الخوارق إما أن تكون معجزة وأما أن تكون كرامة وأما أن تكون معونة بتعبير المتكلمين وأما أن تكون إهانة هذه الاربعة موجودة لأنه إذا صدرت من نفوس شريرة فهي ليست معجزة وليست كرامة ولا تأييد ولا معونة بل هي إهانة كما لعله سنشير إليه.
يقول: كالإكتفاء بالقوت اليسير والتمكن من الافعال الشاقة والأخبار عن الغيب وغير ذلك عن الأولياء, ليس مراده من الأولياء هنا المعنى الاصطلاحي الموجود عند هؤلاء لأنه هذه الافعال الغريبة قد تصدر من غير الأولياء من اصحاب النفوس القوية كالسحرة مثلا وهذا ليس ولي من أولياء الله ولكن مع ذلك يصدر منه أمر غريب.
وغير ذلك عن الأولياء بل الوجه في ظهور الغرائب مطلقا في هذا العالم على سبيل الإجمال, طبعا يكون في علم الإخوة إذا توفقنا إنشاء الله هذه الإشارات الثانية والثالثة ندرسها وخصوصا النمط الثالث من الإشارات والنمط الثامن والتاسع والعاشر من الإشارات, هذه الأنماط الاربعة هي لب أبحاث الإشارات موجودة في هذه الأنماط الاربعة, على أي الأحوال إذا صار وقت نطالع بعض الكلمات على أي الأحوال.
قال: وهو قد يصدر, هذا الذي الخارق للعادة, وهو قد يصدر من الأولياء, طبعا إذا صدر من الأولياء مع التحدي فيكون معجزة أما إذا صدر من الأولياء بلا تحد فيكون كرامة وهو قد يصدر من الأولياء, التفتوا جيدا هذه النكتة يعبر قد لأنه يريد أن يشير إلى نكتة, ما هي النكتة؟
وهو هل توجد ملازمة بين الولاية وبين صدور خارق العادة يعني لا يكون الولي وليا إلا صدر منه خارق العادة أو لا توجد ملازمة؟ هنا جملة من الأعلام يقولون توجد ملازمة, صدر المتألهين والمحققين وكثير من محققي العرفاء يقولون ليس ملازمة لأن الولاية مرتبطة بالأنباء عن الغيب وليس مرتبة بالتصرف بنظام التكوين ولذا عبر: وهو قد يصدر من الأولياء, قد يصدر وقد لا يصدر, هذا المعنى إذا صار وقت لنا نشير إليه إنشاء الله , هذه البحوث التي أخذناها في الفصل الثاني عشر اخواني الاعزاء في النبوة والرسالة والولاية, الإخوة إذا يريدون أن يرجعوا إلى شرح هذا الفصل الثاني عشر يرجعون إلى مفاتيح الغيب المفتاح 14 في طريق سلوك العبد إلى الله سبحانه وتعالى وفيه مشاهد, شرح لهذا الفصل هنا بنفس العبارات ولكن يوجد توضيح لها.
يقول: المشهد الأول في تعريف مقام النبوة وأنها غير حاصلة إلا بالموهبة الربانية, المشهد الثاني في باطن النبوة وظاهره, يعني ظاهر النبوة, الآن كان المفروض ظاهرها هذا ليس مهم, في باطن النبوة ظاهره, هذا المشهد الثاني, فالنبي بالولاية يأخذ من الله أو الملك إلى آخره, المشهد الثالث في الولاية, انظروا إلى العبارات: اعلم أن الولاية مأخوذة من الولي وهو القرب وهذه نص عبارات القيصري التي قرأناها, ولذلك يسمى الحبيب وليا لكونه قريبا من محبه والعامة, وهي تنقسم إلى عامة وخاصة, والعامة حاصلة لكل من آمن بالله وعمل صالحا, والخاصة هي الإيمان بالله ذاتاً صفة وفعلا فالولي هو() القائم المتخلق إلى آخره, شرح عبارات هذا الفصل هذا المشهد الثالث, في المشهد الثالث يصل إلى هذه القضية يقول ومنهم من قال: وليس من شرط تحقق الولاية واعلم أن الولي كما أشرنا إليه هو العارف بالله واليوم الآخر والمواظب على الطاعات والعبادات المعرض إلى آخره, وليس عندنا من شرط الولاية ظهور الكرامة وخوارق العادة, هذه إشارة إلى هذا المعنى أنه لا يشترط أنه إذا صار وليا أنت تقول له تصرف تكوينياً أنت عندك ولاية تكوينية, لا ليس بالضرورة هذه قد يكون وليا ولا يوجد عنده هذا التصرف, نعم يوجد عنده أخبار بالغيب ولكنه تصرف في نظام التكوين قد يوجد وقد لا يوجد. وربما يظهر خرق العادة من غير الولي أيضا, هذا الذي يشير إليه.
قال: وهو, يعني خرق العادة, قد يصدر من الأولياء فإذا صدر منهم يسمى كرامة وقد يصدر من اصحاب النفوس القوية, نعم الله سبحانه وتعالى خلق بعض الناس نفوسهم قوية وتستطيع أن تصدر منهم بعض الافعال الغريبة والخارقة للعادة التي لا تصدر من غيرهم.
من أصل الفطرة وان لم يكونوا أولياء بالمعنى المصطلح الذي أشرنا إليه, وهم, أي هؤلاء اصحاب النفوس القوية وليس الأولياء, وهم على قسمين: إما خير, وإما شرير, من الشر, مثل فِّسيق مبالغة في الفسق, إما خير بالطبع أو شرير, والاول أن وصل إلى مقام الولاية فهو ولي, من هو؟ هذا الخير النفوس القوية إذا وصل إلى مقام الولاية فهو ولي , وان لم يصل إلى مقام الولاية فهو من الصلحاء والمؤمنين المفلحين وهؤلاء نفوس قوية قد تصدر منهم بعض الافعال الغريبة واقعا ولكن ليس ولي ولذا ما يصدر منهم يسمى معونة وليس كرامة لأن الكرامة من الأولياء, وهو أنه إذا صدر خارق العادة وكان وليا فهو كرامة, أما إذا صدر خارق العادة ممن لم يكن وليا بل كان له نفس قوية وكان خيرا بالطبع فهي معونة.
قال: فلذا قالوا أن الخوارق أربعة أنواع: معجزة, وكرامة, هذه مفاتيح الغيب صفحه 488 معجزة, وكرامة, ومعونة, وإهانة, فالمعجزة للأنبياء والكرامة للأولياء, ما هي الكرامة؟ وهي ظهور أمر خارق للعادة ولكن غير مقارن للتحدي.
قال: كما روي أن مسيلمة دعى, هذه إهانة, دعى لاعور أن يكون بصيراً بعينيه فصارت عينه الصحيحة عمياء, وهذا واضح أنه خرق العادة ولكنه بالعكس على إلي الأحوال.
قال: والاول أن وصل إلى مقام الولاية فهو ولي وان لم يصل فهو من الصلحاء المؤمنين والمفلحين.
الثاني: وهو الشرير, النفوس القوية إذا كان شريرا, والثاني: خبيث ساحر ولكل منهما التصرف, منهما من هما؟ الخير والشرير عنده قدرة على أن يتصرف وهذه هي ابتلاءات الناس, وابتلاءات الناس تبدأ واقعا من هنا إذا كان خير واقعا هذه دعواته وقدرته على شفاء المرضى وقدرته على الاخبار ببعض القضايا يجعلها في طريق الخير والصلاح وإيمان الناس وإرشاد الناس, أما في الأعم الاغلب ليس بهذا الشكل وهو أنه هذا الشرير عندما توجد عنده قدرة خاصة ونفس شريرة يجعلها في صراط يعني يكون مظهرا للاسم المضل بدلا أن يكون مظهرا للاسم الهادي كما الشيطان إبليس كانت مشكلته أين؟ واقعا موجود قوي ولكنه قوي استعمل هذه القوة {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} وهذه مسؤلياتها في نظام التكوين إلى يوم يبعثون. وهؤلاء, هذه في ذيل إلى يوم يبعثون أين مقيدة أين ماذا تقول الروايات؟ يبعثون ماذا يوجد عندنا بعث في الرجعة؟
وهؤلاء, والثاني خبيث ساحر ولكل منهما التصرف في العالم, وهؤلاء أن ساعدتهم, الشريرين, أن ساعدتهم الاسباب الخارجية استولوا على أهل العالم كما الآن إمامكم مولانا, الآن انظروا إلى الاستكبار العالمي ماذا يصنع بالعالم, تهيأت له من الإمكانات وماذا يفعل واقعا لخير البشرية أو لدمار البشرية؟ الآن إمامكم هو ما الذي يفعل؟ (كلام لأحد الحضور) اطمأنوا وكونوا على ثقة أن جملة من هؤلاء المستبدين والطغاة الذين حكموا البلاد والذين حكموا العالم في فترة ليسوا أناس عاديين من حيث القدرات النفسية, وإلا ليس شخص عادي الآن من باب الاتفاق جاؤوا به وصنعوا منه دكتاتور لا القضية ليس بهذا الشكل أبدا, اقبلوا هذه الحقيقة انها ليست بهذا الشكل في كل مورد إذا وجدتم أنه يوجد آثار فيوجد خصوصيات وليست جزافية, مرة قضية إرثية اخواني واضرب لكم مثال: مرة قضية إرثية يعني يموت وأبوه عنده كذا من المال ويصل إليه ولذا قد تجده بعد 5 سنوات أو 10 سنوات هذا كله يضيعه, ومرة تجده من الصفر والآخرين أيضا بدأوا معه ولكن صار الآن أحد أقطاب الاقتصادية ورؤوس الأموال في العالم ويتصرف في العالم, قد يقول البعض باب الاتفاق؟ لا ليس من باب الاتفاق كان عنده قدرة والظروف ساعدته ولا أحد يقول أنه تمام العلة الظروف ساعدته نعم ولم تتوفر هذه الظروف لغيره فاستغل هذه الفرص للوصول إلى هذا المقام.
وهؤلاء أن ساعدتهم الاسباب الخارجية استولوا على أهل العالم, وكم له من نظير في التاريخ فراعنة وغير فراعنة وان أتصور في زماننا واضح, استولوا على أهل العالم وصار كل منهم صاحب قرنه وزمانه بحسب الدولة الظاهرة, يعني أنا بودي أن الإخوة يأخذون دورة مختصرة أنا في إيام زمان طالعت, بشكل دقيق خذوا حياة الحجاج تجده واقعا هذا الرجل عنده قصص واقعا مع أنه كان جبان جدا ليكون في علمكم ولم يرفع سيفا على أحد أبداً ولكنه كان عنده من القساوة ما لا يحد, ولكن انظروا إلى الفتوحات التي صارت في عهد الحجاج غير موجودة في التاريخ, الآن تقول كل هذا من باب الاتفاق, القضية ليست بهذا الشكل, وإلا عبد الملك بن مروان انظروا ماذا صار في زمانه وانظروا إلى أولاده بعده هذه الدولة بدأت بالأفول والانحدار مع هذه الإمكانات الضخمة لماذا؟ لأن عبد الملك كان له خصوصيات وهؤلاء لهم خصوصيات نعم هذه الخصوصيات بدل أن تكون في مجال الخير صارت في مجال الشر, وهناك أمثلة أخرى لا نستطيع أن نضربها لانها تسجل.
قال: وصار كل منهم صاحب قرنه وزمانه بحسب الدولة الظاهرة, لا تقول بحسب الباطن والولاية, أما وان لم تكن تساعدهم الاسباب الظاهرية لم يحصل لهم ذلك إلا أنهم مع ذلك, أي هؤلاء الشريرين, إلا أنهم بأي شيء اشتغلوا كانوا فيه بالكمال, أين ما يذهبون هؤلاء يستطيعون أن يعلوا على أقرأنهم, ولا كمال إلا لله وحده, هذا آخر ما أردنا بيانه من المقدمات وبعد فلنشرع في بيان أسرار ما تضمنه الكتاب, فصوص الحكم يعني, ما تضمنه الكتاب والحمد لله الكريم الوهاب والصلاة على من بين المرجع والمآب وعلى آله وأصحابه خير الآل والأصحاب, هذا بحمد لله تعالى تمام الكلام في هذه المقدمات.
هنا فقط أنا من باب الإشارة أولا هذا البحث بودي أن الإخوة إنشاء الله تعالى يطالعوه بشكل جيد هذا المفتاح الرابع عشر الذي به أربعة مشاهد كما قلنا المشهد الأول: في تعريف مقام النبوة, المشهد الثاني باطن النبوة, المشهد الثالث في الولاية, المشهد الرابع, في دفع حجج المنكرين للكرامة وهذا بحث قيم للاخوة الذين يبحثوه هذه المسائل, أبحاث قيمة موجودة هناك, المشهد الخامس في مرتبة الحكماء النظار ومقامهم في العلم بالله والهداة, هؤلاء اصحاب العلم الحصولي اصحاب علم اليقين في قبال عين اليقين وحق اليقين هذا المشهد الخامس, المشهد السادس في تأكيد الفرق بين الطريق العقلاء النظار وطريق الأولياء أولي الإلهام والاستبصار, هذه ستة مشاهد مرتبطة بهذا المفتاح الذي هي أبحاث قيمة إنشاء الله تعالى الإخوة يرجعون إليها.
أما فيما يتعلق بالإشارات للشيخ هناك في صفحه 395 هناك يشير إلى مجموعة من الأمور المرتبطة بالمقام, يقول: إذا بلغك أن عارفاً امسك عن القوت المرزوق مدة غير معتادة فاسجح بالتصديق واعتبر أن ذلك من مذاهب الطبيعة المشهورة, إلى أن يأتي في صفحه 397 يقول: إذا بلغك أن عارفا أطاق بقوته فعلا أو تحركياً أو حركة يخرج عن وسع مثله فلا تتلقه بكل ذلك الاستنكار فلقد تجد إلى سببه سبيلا في اعتبارك مذاهب الطبعية, المهم لا أقل ذره في بقعة الإمكان ولا تقول أنه غير معقول ولا يصير وأبداً وهذا لعب وهذا خداع هذا كلام تأمل فيه قبل أن تصل إلى مثل هذه الكلمات.
إذا بلغك أن عارفا, في صفحه 398, إذا بلغك أن عارف حدث عن غيب فأصاب متقدما ببشرى أو نذير فصدق ولا يعسرن عليك الإيمان به فان لذلك في مذاهب الطبيعة أسباباً معلومة. إلى أن يأتي إنشاء الله تعالى الإخوة بإذن الله تعالى هذه, طبعا للاخوة الذين يراجعون هذا البحث حتى أعطيهم العنوان, هذا البحث بشكل دقيق موجود من الكاسيت 190 إلى الكاسيت 203 شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده هذه 13 كاسيت, هذه أسرار الآيات كلها موجودة هناك في هذه 13 كاسيت إذا صار وقت نحن درسناها إنشاء الله وإلا موجودة هناك الإخوة يستطيعون أن يراجعوا, الآن ما دام وصلنا إلى هنا هذا النمط التاسع أيضا الإخوة إذا يردون أن يراجعوه في مقامات العارفين من الكاسيت 170 إلى الكاسيت 198 هذه موجودات هناك وكل الأنماط موجودة ولكن هذه مهمات والاخوة إنشاء الله يرجعون إليها هناك, وآخر ما يشير إليه في الإشارات والتنبيهات هذا المعنى: ولعلك قد يبلغك, صفحه 413, ولعلك قد يبلغك من العارفين أخبار يكاد تأتي بقلب العادة فتبادر إلى التكذيب وذلك مثلما يقال أن عارفا استسقى للناس فسقوا أو استشفى لهم فشفوا أو دعا عليهم فخسف بهم وزلزلوا أو هلكوا بوجه آخر, ودعا لهم فصرف عنهم الوباء والسيل والطوفان, أو خشع لبعضهم سبع, أو لم ينفر عنهم طائر أو مثل ذلك مما لا تؤخذ في طريق الممتنع الصريح, بشرط أن لا يكون من الممتنعات لأن المعجز وخارق العادة ليس معناه الممتنع كما بينا, فتوقف ولا تعجل فان لأمثال هذه الأشياء أسباباً في أسرار الطبعية وربما يتأتى لي أن أقص بعضها عليك.
هذا تمام الكلام بحمد الله تعالى في مقدمات العلامة الشارح القيصري, الآن إنشاء تعالى إذا نحن نعطل هذا اليوم إلى إنشاء إلى يوم الأحد فإذا وجدنا أنه توجد أبحاث تستحق أن نشير إليها هنا ومواضعها لا تأتي في محلها سوف نشير إليها في أبحاث الولاية وإلا إنشاء الله من يوم الأحد بإذن الله سوف ندخل في شرح مقدمة الماتن ابن عربي في الفصوص.
والحمد لله رب العالمين.